العدد 775 صدر بتاريخ 4يوليو2022
المخرج المسرحى القدير حسن الوزير ساهمت نشأته في بورسعيد بالقرب من قصر الثقافة في صقل موهبته منذ كان طفلا. ورغم انتمائه لعائلة فنية شهيرة - أخواه هما الممثلان حمدي وعبده الوزير - إلا أن له بريقا خاصا في مجاله الأثير وهو الإخراج للمسرح
اشترك بالتمثيل في عدد من الأعمال الدرامية مثل فيلم «فيش وتشبيه» ومسلسل «رجل لهذا الزمان». له السبق في إعادة اكتشاف العديد من النصوص لكبار الكتاب مثل نص «طقوس الإشارات والتحولات» للكاتب الكبير سعد الله ونوس. و«أرض لا تنبت الزهور» للكاتب الكبير محمود دياب. تم تكريمه عدة مرات كان آخرها من المهرجان الختامي لفرق الأقاليم في الثقافة الجماهيرية. عن تكريمه وعن البدايات وعن مشروعاته القادمة كان لمسرحنا معه هذا الحوار .
- ما شعورك بعد أن كرمت في المهرجان الختامي لفرق الأقاليم؟
مشاعر لا توصف، فأنا أشعر بالفخر والسعادة، خاصة وأن التكريم جاء من بيتي الأول .. من الثقافة الجماهيرية. التي لها فضل علي وعلى أبناء جيلي منذ كنت طفلا في مدينة بورسعيد، حيث نشأت بالقرب من قصر الثقافة وكان لهذا عظيم الأثر على حبي وتعلقي بالمسرح فقد شاهدت أعمالا لكبار الكتاب ورأيت الجدية في العمل تسيطر على هذا المسرح الموصوف بمسرح الهواة .
_ تعتبر مسرحية طقوس الإشارات والتحولات علامة فارقة في تاريخك الفني هل يمكن أن تحدثنا عن التجربة ؟
لقد تم إنتاج هذه المسرحية عام1996 وكنت أول من أبرز نص «طقوس الإشارات والتحولات» للكاتب الكبير سعد الله ونوس، ومذ ذاك توالى تداول النص حتى الآن. العرض كان بطولة سوسن بدر ونبيل الحلفاوي وحمدي الوزير ووفاء الحكيم. وكان الاكتشاف المبكر للخالدين خالد الصاوي، وخالد صالح رحمه الله.
_ لديك العديد من الدرر على تاج إبداعك، حدثنا عن أي منها ..
عرض «أرض لا تنبت الزهور» كنت أيضا أول من كشف للمسرح المصري عن هذا النص للكاتب الكبير محمود دياب ثم توالى تداول النص بعد ذلك، . ورغم أن محمود دياب واحد من رواد التأليف المسرحي في ستينيات القرن الماضي إلا أن هذا النص _ على روعته وتميزه _ لم يتم اكتشافه إلا حين قدمته على خشبة مسرح الهناجر، وشارك في بطولة العمل الفنانة سوسن بدر، والراحل خالد صالح ولقد لاقى نجاحا كبيرا، وكان من أروع ما قدمت سوسن بدر وحازت جائزة أفضل ممثلة في هذا العرض، وطلب الكثير من المسرحيين تقديمها على المسرح القومي، وبالفعل نقلت إليه، لأنها من الأعمال المناسبة للظروف التي كانت تمر بها البلاد حين ذاك.
- هناك من المخرجين من يتحمس لإخراج نص شاهده على المسرح من قبل، كيف ترى ذلك؟
هناك مخرجون لديهم خوف شديد من الفشل، لذا يفضلون أن يلعبوا في المضمون ويرى هؤلاء أن ما شاهدوه قبلا ونجح يمكن أن يضمن نجاحه. وهناك نوع آخر ليس لديه خيال أو حلول خلاقة، لذا يكون من الأسهل بالنسبة إليه أن يرى النص أمامه في هيئته الأخيرة بكل حلوله الإخراجية. حين إذن يحلو في عينه ويسعى لتنفيذه.
- وهل تصدر النسخة مطابقة لسابقتها؟
في أغلب الأحيان لا، لأن المسرح عمل حي، فالعرض الواحد نفسه يتغير من ليلة لأخرى، وإذا ما حدث وتغيرت إحدى عناصره، تبدل هو أيضا وتغير.
- ما رأيك في مسرح الثقافة الجماهيرية الأن؟
يجب أن تعاد وجهه النظر بالكامل في ماهية الثقافة الجماهيرية، فمنذ إنشاء هذا الجهاز في الستينات لم يتم إعادة النظر في أسباب وجوده والهدف منه أو تطويره ليناسب احتياجات العصر .هذا الجهاز يملك ابنيه ضخمة من حيث الكم و الانتشار داخل ربوع مصر ويجب استغلال ذلك الاستغلال الأمثل بما يتناسب مع احتياجات الدولة والمستفيدين من الخدمة على حد سواء، هذا على المستوى المادي، أما على المستوى الفني فيجب إعادة النظر في فكرة التسابق التي يركز فيها كل المخرجين _ وهم معذورين_ ليتم التركيز على العمل نفسه وجودته وحسن استغلاله، لماذا يعرض لمدة خمسة عشر يوما فقط؟ لماذا لا يعرض أغلب أيام العام، ذلك ليعتاد الناس الذهاب للمسرح لمشاهدة العروض سواء كانت للكبار أو للأطفال .
- ما آخر أعمالك للمسرح؟
بدأت مؤخرا سلسلة عروض مسرحية عن الشاعر الكبير «بيرم التونسي» وجاء العرض الأول «الأوله بيرم» ومن المقرر أن تتواصل هذه العروض فيكون هناك «الثانية بيرم» وحتى الخامسة.
- ما أمنياتك لمسرح الثقافة الجماهيرية؟
أتمنى أن يولى عناية أكبر بالعروض الجيدة والتي تفوز بجوائز في مثل هذه المهرجانات، بأن تعرض طوال العام حتى لا تترك الأماكن الثقافية بمسارحها الممتدة في ربوع مصر خاوية طوال العام ولا تعمل إلا عملا واحدة يستمر لأيام معدودة . وفي النهاية أحب أن أتوجه بالشكر إلى إدارة المهرجان، والعاملين في إدارة المسرح وأخص بالشكر المخرج هشام عطوة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة والفنان محمد جابر مدير الإدارة .