حضور الشباب وجودة عروضهم ظاهرة مفرحة ومبشرة

حضور الشباب وجودة عروضهم ظاهرة مفرحة ومبشرة

العدد 783 صدر بتاريخ 29أغسطس2022

أسدل الستار على المهرجان القومي للمسرح المصري، الدورة الخامسة عشرة، دورة «المخرج المسرحي» الاثنين الثامن من أغسطس، وبعد 15 يومًا، و تسابق 34 عرض، أعلنت  النتيجة، حيث  فاز عرض «المطبخ» تأليف وإخراج محمد عادل، بالمركز الثاني، وحصد عرض «الحب في زمن الكوليرا» جائزة المهرجان وهو من إخراج السعيد منسي، «مسرحنا» حاورت الفائزين، ليحدثونا عن الجائزة والمهرجان والجديد لديهم.
قال المخرج السعيد منسي، الفائز بجائزة أفضل عرض مسرحي، و أفضل إخراج ، عن عرضه «الحب في زمن الكوليرا» «: المهرجان القومي عرس مسرحي، تجتمع فيه أفضل عروض من كل المؤسسات،  وتعد هذه المشاركة هي  العاشرة لي، خلال 15 دورة، و بالتأكيد فكرة التسابق تعطي حماسا للمشاركين وللشباب، وسعدت بشدة لحصولي على جائزة أفضل إخراج مسرحي، وهذه هي المرة الثانية التي أحصل فيها على الجائزة، حيث حصلت عليها عام 2016، عن عرض «القروش الثلاثة» لجامعة طنطا.
وتابع «منسي»: أهدي الجائزة لروح أمي، ولزوجتي وأولادي، ولكل فريق عمل «الحب في زمن الكوليرا»، ولمدير مسرح الطليعة الفنان المخرج عادل حسان، و قد حصد العرض العديد من الجوائز أيضا ، وهي أفضل أشعار وأفضل موسيقى وأفضل دراماتورج، وترشحت نسمة عادل لجائزة أفضل ممثلة و محمود مختار لأفضل ممثل مساعد. بالنسبة للعرض «الحب في زمن الكوليرا» فقد رأيت في النص شيئا مختلفا فتحمست لإخراجه، وقدمته لمدير مسرح الطليعة الفنان عادل حسان، الذي تحمس له بشدة، وأنتجه ، والحمد الله أن حاز كل هذا القبول.
 وقال المؤلف والمخرج محمد عادل، الحائز على جائزة أفضل مؤلف مسرحي وأفضل مخرج صاعد، عن عرض «المطبخ» الذي حصد أيضا جائزة أفضل عرض مسرحي «مركز ثانِ»: «المطبخ» حصل على خمس جوائز هي، أفضل ممثلة صاعدة وأفضل إضاءة وأفضل عرض مركز ثاني وأفضل مخرج صاعد وأفضل مؤلف مسرحي، وترشح لأفضل موسيقى وأفضل ممثلة دور ثان، وهو  إنتاج مستقل ذاتي لفرقة (1+1) المستقلة، وقد كانت مشاركتنا في المهرجان ليس الهدف منها الحصول على  الجائزة، ولكنها بالتأكيد تعد تقديرا مهما، يعطينا دفعة للأمام. في البداية كان لدينا تخوف، وهو التخوف المطروح دائمًا، عرض تكلفته لا تتعدى الـ2000 جنيه ينافس عروضا تكلفتها قد تصل لمليون جنيه! هذا التخوف شكل تحديا قويا لنا، فأنا من مناصري عدم تقييم الفن وقيمته الفنية بالإنتاج، الفن ليس له علاقة بالإنتاج، وسعيد أن هذا تم تأكيده بالفعل، والحقيقة أنا ضد التسابق، أرى قدر أن يكون المهرجان كرنفالا مسرحيا، يُقدم فيه عروض مختلفة ومتنوعة، ولكن هذا لا يمنع  سعادتي بالجوائز والتقدير، و في النهاية أنا أحب الجمهور، وأعمل من أجله ومن أجل الفن، لأن الفن لن يستقيم إلا بوجود جمهور يُشاهده، المسرح صلة حية.
وتابع «عادل»: لست مع التصنيف، مستقل وحر وجامعات، الفن واحد، اتمنى أن يكون لدينا قطاعات عريضة كاملة هدفها تقديم فن مختلف ، وعن تقديمه للعرض قال: أنا تربية «ستات»، وهو ما جعلني أكتب العرض و وأخرجه، وهي تجربة سيدة حقيقية، وددت أن أصيغها في شكل درامي.
وقال الفنان د. أيمن الشيوي، الحاصل على جائزة أفضل دور ثانِ رجال عن عرض «هاملت بالمقلوب»: المهرجان فكرته ليست مبنية على التسابق في حد ذاته المقصود من المهرجان القومي للمسرح، هو تقديم حصاد عام من المسرح، ماذا فعل المسرحيون خلال العام؟ الجمهور وإقباله؟ مشاكل المسرحيين؟ كل ذلك لابد أن يُدرس، المهرجان يقام حتى نعرف خريطة المسرح المصري إلى أين؟ ماذا حدث وماذا نستطيع أن نفعل وما المشاكل التي تواجهنا؟ فكرة التسابق فكرة محببه ، وكذلك التكريمات، ولكن أنا شخصيًّا لم أسع لذلك تمامًا، ولكنها تخلق نوعا من التنافس الصحي، حتى فكرة التقييم في حد ذاتها، نحن نقدم فنا والفن نسبي، الأهم من الحصول على الجوائز أن يكون الهم الأكبر الذي يشغلنا هو الحركة المسرحية، الفوز بالجائزة تقييم لجنة التحكيم، التي قد تتغير كل عام، ووجهات نظرها مختلفة، المهم مصلحة المسرح المصري وهو واجب وطني، نحن كمسرحيين في خطر، وهناك العديد من المشاكل تحتاج إلى حل، يجب أن نستغل فترة المهرجان القومي ونثير هذه القضايا ونبحث عن حلول لها، دور المسرح تقلص، نقول أن الجمهور انصرف عن المسرح، والحقيقة أنه لم ينصرف، بدليل أن المهرجان شهد عروضا كاملة العدد، يجب أن ندرس طبيعة هذه العروض ، وما المشاكل الفنية التي نواجهها ؟. أضاف:  أرى أن هناك تزايد لدور المستقلين وتقلص للدور الرسمي، الجامعات والفرق المستقلة تتصاعد أهميتها ويتصاعد دورها، فيما  يتقلص الدور الرسمي، يجب أن ندرس ذلك، حتى لا نرى يومًا أن أغلب العروض مستقلة، وهنا يجب أن نطرح سؤالا هامًا، ما الدعم الذي تقدمه الدولة للمستقلين وكم نسبته؟ وكذلك للجامعات؟ أين رجال الأعمال وأين دورهم المجتمعي تجاه الفن؟

الشباب أكثر 
فيما قالت المخرجة ومصممة الاستعراض كريمة بدير الحاصلة على جائزة أفضل تصميم استعراضات عن عرض «سيرة عنترة»: حصلت في المهرجان من قبل على هذه الجائزة عن عرض «حدث في بلاد السعادة». أضافت: التسابق يعطي شيئًا من روح التحدي والمنافسة والقوة، ولكنه ليس مقياسًا لجودة العرض، فهناك العديد من العروض الجيدة لم تحصل على جوائز، وأكثر ما يميز هذه الدورة، أن الغالبية العظمى من الفنانين و القائمين على العروض ا «شباب»، أكثر بكثير من الدورات السابقة، وقد كان هناك تنافس صحي ، وأقترح أن يكون هناك مسارات عديدة في المهرجان، على سبيل المثال، أن يكون هناك مسار للمسرح الراقص، وهذا يفتح المجال أكثر.

شكرا على التقدير
وقال أحمد صيام الحاصل على جائزة أفضل دعاية مسرحية عن عرض «زوروني كل سنة مرة»: هذه هي مشاركتي الثانية في المهرجان، في العام الماضي شاركت كمصمم جرافيك في عرض «أه  كارميلا»، ولكن لم يتم تخصيص جائزة للمصممين، أخيرًا تم الاعتراف بنا كجزء من الأجزاء الأساسية للمسرح، وكعنصر من العناصر التي تكمل أي عرض مسرحي، كل التحية للمهرجان القومي للمسرح المصري على هذا التقدير، هناك حالة من الانضباط في هذه الدورة مقارنة بالدورات السابقة،  و حالة من التعاون بين الفرق ، وأيضًا كان هناك تعاون من الفنيين ومديري المسارح. تابع : من العروض التي لفتت انتباهي عرض «طقوس الإشارات والتحولات» من حيث انضباط العرض والدعاية الخاصة به، وأهدي الجائزة للبيت الفني للمسرح، وخاصة مخرج العرض محمد مرسي.
فيما قال الشاعر حامد السحرتي الحاصل على جائزة الأشعار، عن عرض «الحب في زمن الكوليرا»: شكرًا لكل من ساهم في أن يتم هذا التكريم، بداية من المخرج سعيد منسي، الذي كان مؤمنا بالفكرة من البداية، والملحن المبدع وليد الشهاوي، الذي لولا ألحانه ما ظهرت الكلمات بهذا الشكل. أضاف : هذه الدورة متميزة عن كل عام، القومي في حد ذاته عُرس مسرحي ينتظره المسرحيون كل عام، وهذه الدورة كانت مهمة وقوية. وأضاف «السحرتي»: الجائزة هي «اعتراف من دولتنا الحبيبة بموهبتنا»، اعتراف بأننا شعراء ، وقد بدأت العمل في المسرح من 2003 في جامعة المنصورة، وأهدي هذه الجائزة للمخرج خالد حسونة، لأن له فضل كبير في ما وصلت إليه. في 2015 قدمنا معًا عرضا في البيت الفني للمسرح «سهرة ملوكي»، تم ترشيحه لجائزة الأشعار، وكانت أول مرة لي في المهرجان القومي ، وتم عرضه في دار الأوبرا المصرية ثلاثين ليلة في رمضان، والسنة الماضية قدمت معه عملًا أيضا  في مسرح الشباب، «البخيل» ، إلى أن أتت تجربة السعيد منسي، وهي تجربة متفردة ومختلفة، الكلمات فصحى، وأنا طوال الوقت أكتب عامية، الموسيقى مختلفة، المسرحية تكاد تقترب من الرمزية، لم أتوقع الجائزة مع وجود شعراء كبار مثل طارق علي، الجائزة أيضًا مُهداه لمخرج العرض السعيد منسي وجميع فريق عمل العرض، والى زوجتي ووالدتي وأولادي محمد وعبد الرحمن، وإلى كل المخلصين من بداية الرحلة الأستاذ عبد المنعم سالم وهو أستاذي ومن علمني في ورشة الشعر، وصديق عمري د. محمد مخيمر والفنان محمد خميس.

عروض متنوعة 
و قال مصمم الديكور أحمد جمال، الحاصل على جائزة أفضل تصميم ديكور عن عرض «نور»: دورة المخرج المسرحي كانت مليئة بالتنوع، عرض «المطبخ» لفت انتباهي بشدة، وعرض «خلي بالك» من وجهة نظري أراه من العروض الجماهيرية العظيمة، وبشهادة الأكاديميين والزملاء المسرحيين، ديكور «نور» أكثر ما يميزه أنه متصل بالدراما، الديكور كان له علاقة شديدة بحالة بطل العرض «فؤاد»، كل لحظة مع الحالة والإضاءة، تمثله في الحالة النفسية للشخصية، ومع ظهور مفاجأة في العرض وظهور بعض الحقائق ، حدث تغير جذري في الديكور، باختفاء بعض الصور الشخصية للبطلة «نور»، كان «فؤاد» طوال الوقت يتخيل أنها تعيش معه، ولكن في لحظة كل ذلك يختفي ، وفجأة نكتشف داخل دراما العرض أن الطبيب أيضًا شخص خيالي، ويختفي جزء آخر من الديكور، فالديكور دراميًا كان يمثل شخصية «فؤاد».
وتابع «جمال»: لم اتوقع الجائزة، المنافسة في هذه الدورة كانت كبيرة جدًا، لا أرى أني كنت أنافس بقدر ما كنت أشارك، و أنا مع التسابق، مع مراعاة أن نجد حلًا لفكرة تفاوت حجم ميزانيات العروض، على الرغم من أن في الكثير من الأوقات  يكون ضعف الإمكانيات مع وليس ضد، ويعطي فرصة للإبداع، الإبهار يكون بالفكرة وليس بالإمكانيات فقط.
كذلك قالت دنيا سامي الحاصلة على جائزة أفضل دور ثانِ نساء، عن عرض «خلي بالك»: فكرة التسابق تخلق روح المنافسة ، تجعلنا نتشجع في تقديم مزيدًا من العروض الجيدة، والمهرجان القومي من أهم المهرجانات المسرحية، وهذه هي أول جائزة أحصل عليها في المهرجان، قد ترشحت من قبل فيه عن عرض «دراما الشحاتين» عام 2018، وأهدي الجائزة لفريق عمل العرض. هذه التجربة أضافت لي الكثير، أقدم أكثر من شخصية، ولكن الشخصية الأساسية «عزيزة»  جعلتني أخرج طاقات تمثيلية جديدة بداخلي، لم أكن على علم بها. تابعت: أرى  أن منافسة  الطلبة  لدكاترة ومعيدين، و منافسة الدارس وغير الدارس، منافسة غير عادلة، و أرى أن من الممكن أن يكون لدينا أكثر من مسابقة، ليكون التنافس عادلًا.

تطور مستمر
و قال أحمد عبد الحفيظ الفائز بجائزة أفضل ممثل صاعد عن عرض «الأفاعي»: من 2018 أشارك في المهرجان، وهو في تطور مستمر، عروض هذه الدورة قوية جدًا، وقد شاهدت عرضي «زوروني كل سنة مرة» و «الغاوي» والعرضين مميزين وبهما فكر، و أكثر ما يميز الدورة حضور الشباب بشكل كبير، والفرق الحرة والمستقلة والجامعات. الدور الذي حصلت به على الجائزة، هو من أصعب وأهم الأدوار التي لعبتها في حياتي، فهو دور مُركّب، «الشيخ خميس» أجمع الناس أنه رجل صالح والحقيقة أنه عكس هذا تمامًا، وأصعب ما كان في الدور أنه كفيف، و قد  تمرنت على الاستغناء عن البصر وتقمص الشخصية، وقدمت الدور كما لو أنني  كنت كفيفا بالفعل.
وتابع «: العرض إنتاج الهيئة العامة لقصور الثقافة «نوادي المسرح»، وكان قد حصل على أفضل عرض و إخراج وأفضل ممثلة دور أول وأفضل ممثلة دور ثانِ، إلى جانب شهادات التميز لي ولإسراء أحمد وشهادة تميز في الإضاءة، و قد ترشحت زميلتي نور محسن، «مرة» لجائزة أفضل ممثلة دور ثانِ، وأهدي الجائزة لوالدتي التي دعمتني بشدة، ولكل فريق عمل «الأفاعي».
وقال مصمم الإضاءة أبو بكر الشريف، الحاصل على جائزة أفضل تصميم إضاءة عن عرض «المطبخ»: دورة «المخرج المسرحي» مميزة للغاية، بها تنوع شديد، وهي  أكثر دورة  في تنوع النصوص والعروض، مميز جدا أن يكون هناك نصوص كثيرة مؤلفة لشباب موهوبين مثل «سينما 30» لمحمود جمال حديني و»لدي أقوال أخرى» لـ أحمد يحيى ومحمد عادل «المطبخ» ومحمد السوري «بنت القمر»  و»علاقات خطرة» مايكل مجدي، (قيل عن عرضهم «شوية شباب عاملين قلق)، وغيرها .  ظاهرة التأليف كانت جيدة ومختلفة عن كل الدورات السابقة، أكبر عدد من مصممي الإضاءة، 34 عرضا بها 27 مصمم إضاءة، هذا معناه أن التخصص يأخذ مكانه، والمخرجين أصبحوا يهتمون بمصممي الإضاءة، وأهمية حضورهم ، وكذلك هناك تنوع بين مصممي الإضاءة ما بين الشباب والأكاديميين والنساء (مصممات إضاءة) وجيل الوسط، وكذلك في مهندسي الديكور. لم يعد هناك الاحتكار، أن يقدم شخص واحد ما يقرب من 10 عروض، هناك تخصص وتنوع محترم.
وتابع «أبو بكر»: كان لدي خمسة عروض في المهرجان متنوعين، أول العروض كان «علي بابا والأربعين حرامي»، عرض عرائس ماريونيت إنتاج فرقة 18 سنة مسرح البالون قطاع الفنون الشعبية، وعرض «لدي أقوال أخرى» لفرقة حرة، وعملت معها العام الماضي في عرض «الجانب الآخر» وكانوا رائعين، وقدمت عرض «المطبخ»، وهو من نوعية العروض الجديدة في الإخراج والكتابة والسينوغرافيا، وعرض «هلاوس» بانتومايم، عن «تاجر البندقية» وهي تجربة جديدة ومختلفة، وعرض «علاقات خطرة» وهي تجربة شبابية جديدة وممتعة. أضاف  كان هناك تنوع «المطبخ» كان  أقل استخدامًا لعدد الأجهزة ، وعلى الرغم من ذلك حصلت من خلاله على الجائزة، فهو عرض دقيق جدًا واستغرق وقتًا ومجهودًا مضاعفًا، وكذلك عرض «علاقات خطرة» عرض دقيق أيضا، و «هلاوس» مبني على الصورة والرؤية التشكيلية. ومع ذلك «المطبخ» عرض مختلف ليس لأنني حصلت من خلاله على الجائزة، ولكن لأنه تجربة جديدة في نوعية الكتابة والسرد والحكاية والإخراج، السينوغرافيا عبارة عن «كنبة». العرض مبني على الإضاءة، ويضم أربعة ممثلين فقط وكنبة، ربما كان هذا سببًا في استفزازي للقيام بإضاءة العرض. 
وأضاف:  قبل أن أحصل على الجائزة، كنت قد قررت أنه  في حالة حصولي عليها أن أهديها إلى الأستاذ إسماعيل مختار وذلك لأسباب خاصة جدًا، وهي أن المسرح في تطور وأنه يعطي فرصا كبيرة للشباب، مثلا المسرح القومي يُعرض عليه «الحفيد» من إعداد وإخراج محمد يوسف المنصور، و «كاليجولا» على مسرح الشباب إخراج الفنان محمد عز الدين .. وكذلك أهدي الجائزة لإبراهيم الفرن، رغم التنافس الشديد بيننا، وهو تنافس حميد وصحي، أحب إبراهيم كصديق ومصمم إضاءة مبدع، وأهديه الجائزة لأنه دائم التشجيع لي، وكذلك أنا دائم التشجيع له. تميزنا في الإضاءة يعطينا حماسا وتنافسا صحيا لتقديم الافضل دائمًا، كما أهدي الجائزة أيضًا لابنتي هاجر، ومصمم الإضاءة أبانوب فيكتور ابني الروحي الجديد، و هو من أبنائي في ورش الإضاءة التي أقدمها، وأتنبأ له بمستقبل كبير، وقريبًا سيفوز بالجائزة.
قالت مصممة الأزياء د. مروة عودة، الحاصلة على جائزة أفضل تصميم أزياء عن عرض «هاملت بالمقلوب»: فكرة المهرجان تحفز المسرحيين على التسابق والتنافس، ليخرجوا طاقاتهم وأفضل ما لديهم، وهو فرصة لتقديم عروض كثيرة لا يعرفها الجمهور، وهذا يسلط الضوء على العديد من المسرحيين، وأنا مع التسابق جدًا، روح المنافسة تخلق حافزا رائعا، ولكنني أتمنى أن تخبر إدارة المهرجان الفائزين والمرشحين حتى يحضروا لحظة تكريمهم وفوزهم بالجائزة. لم أتمكن من الحضور لعدم تواجدي في القاهرة، ومع ذلك لو كانت إدارة المهرجان قد أخبرتني كنت حضرت لاستلام الجائزة، فهذه الجائزة لها مكانة خاصة لدي، لأنها من بلدي، إلى جانب أن المهرجان القومي من أكبر المهرجانات المسرحية، وأهدي الجائزة لوالدي ووالدتي، دائمًا داعمين لي، سعداء بنجاحي وفخورين بكل ما أقدمه الحمد الله.
وتابعت «عودة»: عرض «هاملت بالمقلوب» إخراج مازن الغرباوي، وهو من أكثر المخرجين الذين يهتمون بالتفاصيل. البطل يُغير الملابس خمس مرات، لذا يجب أن تكون الخمسة تغيرات مختلفة، لقد استغرق تنفيذ ملابس العرض سنة كاملة وربما أكثر، وهذه فترة زمنية كبيرة.
وأضافت «عودة»: لدي تجربة مسرحية مع المخرج محسن رزق على المسرح القومي في عرض «سيدتي الجميلة» بطولة الفنانة داليا البحيري، وقد بدأنا بروفات بالفعل، ولدي مشروع مع الفنان محمد صبحي، ولكن تفاصيله لم تكتمل بعد، ولدي مشروع آخر مع المخرج خالد جلال، بطولة الفنانة دنيا سمير غانم. 

نقمة السوشيال ميديا
وقال المخرج والمؤلف محمد السوري، الحاصل على جائزة أفضل مؤلف صاعد عن عرض «بنت القمر» والذي حصل على جائزة التحكيم الخاصة كأفضل عرض جماعي: تم ترشيح العرض لجائزة أفضل مخرج صاعد وأفضل ثانِ عرض للمهرجان، أكثر ما يميز دورة المخرج المسرحي أن عدد العروض المؤلفة لشباب مصري، إلى جانب التنوع في العروض، العام الماضي كانت العروض المقدمة تنحصر ما بين العروض الكلاسيكية والمصرية القديمة وعروض تخرج عن الحداثة، دورة العام الحالي متنوعة بشكل كبير، هناك عروض تجريبية وكلاسيكية وغنائية وعروض راقصة، وفكرة اسم الدورة «المخرج المسرحي» تعطي قيمة معنوية ولكن على أرض الواقع ليس هناك ما يميز دورة المخرج عن دورة المؤلف، جائزة الإخراج لم تكن مميزة بشكل خاص، مسميات الدورات أراها مسميات معنوية أكثر .. دورة «المؤلف المسرحي» العام الماضي، كنت أتمنى أن من حصل على جائزة التأليف، أن يتم طباعة نصوصه، وكذلك دورة «المخرج المسرحي» كنت اتمنى أن يكتسب المخرج شيء آخر غير الجائزة، حتى يكون اسم الدورة مُفعّل بشكل حقيقي.
وتابع «السوري»: حصلت من قبل على جائزة أفضل دراماتورج عن عرض «أحداث لا تمت للواقع بصلة»، وحصلت على جائزة أفضل نص مؤلف عن جنس أدبي آخر عن عرض «حذاء مثقوب تحت المطر»، والعام الحالي أحصل لأول مرة على جائزة أفضل مؤلف صاعد، وفكرة «بنت القمر» مبنية على متاجرة الناس بمشاعرهم ومشكلاتهم على السوشيال ميديا، من خلال «نسمة فحمة»، التي تتعرض للتنمر أثر تصبغات ظهرت على وجهها وجسدها، ويبدأ أهلها في استغلال ذلك وإجبارها على المتاجرة بمرضها حتى يحصلون على مزيدً من المال، السوشيال ميديا أصبحت نقمة على خصوصياتنا وأسرارنا وحياتنا الخاصة.
كذلك قال المخرج مايكل مجدي، الذي حصل عرضه «علاقات خطرة» على جائزة التحكيم الخاصة، أفضل عرض جماعي: فكرة التسابق جيدة على الرغم من أنها لا ترضي جميع الناس والأراء، دائمًا يكون هناك خلاف على رأى لجنة التحكيم، ومن الأحق بالجائزة، ولكن ذلك لا يمنع أنها فكرة مميزة، لأنها تخلق روح التنافس، التنافس الشريف يُخرج الأفضل دائمًا، اقترح أن يكون لدينا أكثر من جائزة، و أن كل عنصر من عناصر العرض المسرحي، عدد المرشحين له والفائزين، يحتاج إلى زيادة، لماذا لا يفوز فردان وليس فردًا واحدًا؟، هذا سيزيد من حماس المسرحيين.
وتابع «مجدي»: الجائزة التي حصلنا عليها، مهمة جدًا للفريق. «علاقات خطرة» الفترة الزمنية التي استغرقها التحضير ما يقرب من سنة كاملة، وعديد من المتخصصين وغير المتخصصين أشادوا بالعرض، وهو العرض الوحيد الذي عُرض في المهرجان أربع مرات، نظرًا للإقبال الجماهيري الشديد عليه .
وأضاف: بدأنا في التحضير للعمل الجديد «في ممر الفئران» عن رواية الأديب المبدع  الراحل أحمد خالد توفيق، التي تحمل نفس الاسم.

أحمد الأباصيري : تخلت عنا الشرقية للدخان فأنتجناه ذاتيا 
وقال المخرج أحمد الأباصيري، الذي حصل عرضه «شكسبير في السبتية» على جائزة التحكيم الخاصة عن أفضل عمل جماعي: المشاركة في المهرجان القومي في حد ذاتها جائزة، وخاصة للفرق المستقلة والحرة والجامعات، بعيدًا عن الفائزين بالخمسة مقاعد في البيت الفني للمسرح والهيئة العامة لقصور الثقافة، هذه أول مشاركاتي في القومي، حصلت على المركز الأول في مهرجان الشركات العام الماضي، العرض من إنتاج شركة ، التي للأسف تخلت عنا تمامًا ولولا أن عمرو علي، أحد ممثلي العرض حمل على عاتقه الإنتاج بأكمله، ما ظهر العرض.  أهدي له الجائزة ولكل فريق العمل، ولقد ترشحت لجائزة أفضل دراماتورج وترشح الفنان محمود البنا لأفضل ممثل صاعد.
وأضاف «الأباصيري»: رجاء إعادة النظر في فكرة الإنتاج، كيف تتم المنافسة بين  عرضين إحداهما إنتاجه 2000 جنيه والآخر قد يصل إنتاجه لنصف مليون جنيه وأكثر، اللجنة تتغير من عام لعام، ماذا لو حكمت اللجنة على العرض من الصورة المرئية والبصرية للعرض؟ الأمر يحتاج إلى إعادة نظر.
و قال مينا بباوي الحاصل على جائزة أفضل دراماتورج عن عرض «الحب في زمن الكوليرا»: المهرجان حلم كل مسرحي، و الفن وجهات نظر بعيدًا عن التسابق، أهدي الجائزة لكل زملائي الذين لم يحصلوا بعد على جوائز، ولم تلمع أسماؤهم بعد، وكنت واحدًا منهم يومًا ما.

لبنى المنسي:  استهدفت الحصول على الجائزة في كل المهرجانات، ونجحت
وقالت الممثلة أفضل ممثلة صاعدة عن عرض «المطبخ»: المهرجان هو أهم حدث مسرحي في مصر كل عام، لم أشاهد عروضًا كثيرة بسبب التزاحم ، ولكنني شاهدت عرض «بعد تفكير عميق»، وهو عرض مختلف وفكرته خارج الصندوق، فكرة المتاهة وأن المخرج هو من يُحرّك الحدث.
وتابعت «المنسي»: في يناير 2022، وضعت هدفا هو أن أحصل على مركز أول في ثلاث مهرجانات، وأختم بالمهرجان القومي، والحمد الله تم ذلك، البداية كانت مع مهرجان بداخل المعهد العالي للفنون المسرحية وحصلت على مركز أول ثم مهرجان إبداع وحصلت أيضًا فيه على المركز الأول، وأخيرًا المهرجان القومي، وحصلت من خلال «المطبخ» على جائزة أفضل ممثلة صاعدة، والجائزة إهداء إلى المخرجين محمد عادل مخرج «المطبخ» ومحمد السوري مخرج «بنت القمر». الدور أخذ مجهودا كبيرا، وأشاد الكثير من المسرحيين والمتخصصين بأهميته  وأنه يستحق جائزة بالفعل، وهذا ما كنت أسعى له.

ضياء الدين زكريا : المهرجان فرصة مهمة لتطوير نفسي وأدواتي
و قال ضياء الدين زكريا الحاصل على جائزة أفضل دور أول رجال عن عرض «سندباد»: سعيد بمشاركتي في المهرجان، من مخرج لممثل لمصمم استعراضات، وتم ترشيحي العام الماضي كأفضل تعبير حركي، وحصلت على جائزة النُقّاد، المهرجان فرصة مهمة للتطوير من نفسي وأدواتي، «سندباد» عرض مجهد ومختلف، مدته ساعتين إلا ربع، وأهدي الجائزة للمخرج شادي الدالي وكل فريق عمل العرض.

ياسمين قابيل: كنت أحلم بمجرد المشاركة فحصدت  جائزة كبرى.  
فيما قالت الفنانة ياسمين قابيل، الحاصلة على جائزة أفضل دور أول نساء، عن عرض «طقوس الإشارات والتحولات»: هذه أول مشاركة لي في المهرجان، لم أتابعه من قبل، بسبب إقامته في القاهرة، وانا من كفر الشيخ، ولكنه كان حلما، فكرة التسابق مطلوبة وتزيد من حماس وقدرات المتسابقين، الملحوظة الوحيدة خاصة بتكافؤ الفرص، ورش التمثيل في القاهرة وعدم توافرها في المحافظات الأخرى مثل كفر الشيخ، ليس لدينا إلا ورشة ابدأ حلمك، وتوقفت فترة، نحن في كفر الشيخ اعتمادنا الأكبر على مسرح الجامعة، وعلى المخرجين الذين يذهبون إلى القاهرة ثم ينقلون لنا خبراتهم المكتسبة، اختيار الهيئة العامة لقصور الثقافة لعرض قصر ثقافة كفر الشيخ «طقوس الإشارات والتحولات» للتسابق مسؤولية كبيرة وفرصة مهمة.
وأضافت «ياسمين قابيل»: دوري في العرض كان دورا مُركّبا، مجهدا نفسيًّا وجسديًّا، و هذه هي أول مرة أُمثّل في الفرقة القومية لكفر الشيخ، فأن ترى لجنة التحكيم أني أستحق الجائزة مسؤولية كبيرة وسعادة لا تنتهي.

محمد علام  
كذلك قال الناقد محمد علام الحاصل على جائزة المقال النقدي التطبيقي عن عرض «حياة»: هذه الدورة ثرية، حضرت أغلب العروض بصفتي النقدية ومشاركتي في نشرة المهرجان ، هذا الثراء صنع مشهدا مميزا ومتنوعا، أتمنى ان يتم الاهتمام بالجائزة النقدية أكثر من ذلك، وأن يكون هناك أكثر من فائز بها، الحركة النقدية هي روح المسرح، وأعمل الفترة الحالية على  ترجمة كتاب في النقد المسرحي بالتعاون مع ناقدة زميلة، وهناك مشروع رواية لم يكتمل بعد.
وأخيرًا قال الفنان الباحث محمد أحمد كامل الحاصل على جائزة البحث النقدي، عن الدراسة النقدية «البحث عن الذات في المسرح الإيطالي المعاصر»: ناقشت فكرة بيراندللو وطرحه للذات والبحث عن الذات في المسرح الإيطالي، لأنه من رواد المسرح الإيطالي الحديث، وناقشت فكرة تأثير ذلك على ثلاث كُتّاب تأثروا باختلاف وجهة نظرهم.
وأضاف دورة العام الحالي، دورة قوية، عدد العروض المشاركة كبير عن كل عام، أفكار العروض مختلفة وقوية، والتنظيم كان أفضل من كل عام، المهرجان يتطور بشكل ملحوظ، وأهدي الجائزة لدكتورة ياسمين عبد الحسيب، وهي تُدرّس لي في المعهد، فأنا طالب في المعهد العالي للفنون المسرحية، وأيضًا أهديها لدكتور ياسر علام، لهم الفضل في أن اتعمق في المسرح الإيطالي 


إيناس العيسوي