في ورش اعتماد مخرجي النوادي: مخرجو الدفعة الثالثة يشيدون بالمرحلة الأولى

في ورش اعتماد مخرجي النوادي: مخرجو الدفعة الثالثة يشيدون بالمرحلة الأولى

العدد 565 صدر بتاريخ 25يونيو2018

على هامش المهرجان الختامي لنوادي المسرح في دورته الـ27 الذي انتهت فعالياته مؤخرا، أقامت الإدارة العامة للمسرح مجموعة من الورش التدريبية لمخرجي النوادي المتميزين تأهيلا لاعتمادهم، وهو النظام الذي اتبعته الإدارة في اعتماد مخرجي النوادي منذ ثلاث سنوات، وتهدف هذه الورش إلى تدريب المخرجين على أسس الإخراج المسرحي عبر ثلاثة مستويات، تقوم على عمل محاضرات مكثفة في مفردات العمل المسرحي كافة، قام على التدريب فيها في المستوى الأول مجموعة من الأساتذة المتخصصين، وهم: الناقد خالد رسلان، مدير الورش، المخرج أشرف فاروق، د. سيد الإمام، المهندس حازم شبل، د. أيمن الشيوي، د. جمال ياقوت، د. مصطفى الباشا، خبير التنمية البشرية، د. صبحي السيد، مدير إدارة المسرح.. حول هذه الورش المسرحية وجدواها التقينا بمجموعة من المتدربين من مخرجي النوادي من الدفعة الثالثة ممن اجتازوا المرحلة الأولى للتعرف على آرائهم.
تحدث أحمد عبد العليم، بني سويف، معبرا عن أهمية هذه الورش خاصة لمخرجي الأقاليم الذين ليس لديهم فرصة كبيرة في مشاهدة عروض متنوعة طوال العام أو المشاركة فيها، مؤكدا على الفائدة الكبيرة من وراء تلك الورش التي أضافت له الكثير وعلمته كيف يصنع عرضا مسرحيا منضبطا يخضع للمنطق والسياق – حسب تعبيره – مشيدا بورشة المخرج أشرف فاروق التي اعتبرها فارقة بالنسبة للمخرجين، والتي تركزت حول العصف الذهني والارتجال، وتدريب المخرج على تدريب الممثل، مضيفا لأهمية محاضرات د. سيد الإمام التي تعلم منها كيف يخلق الدراما، وكيف يستنبط الفكرة الكلية من النص ويبني عليها رؤيته الإخراجية، كي يتثنى له اختيار الممثلين وبقية العناصر.
ويضيف أن إدارة المسرح متمثلة في د. صبحي السيد، ومدير الورش الناقد خالد رسلان، قد اختارا المدربين بعناية شديدة، مما حقق فائدة كبيرة له كمخرج في هذه المرحلة.

كل مدرب له ما يميزه
ويقول أحمد عبد الباسط، أسيوط: لا شك أن هذه الورش أضافت لي الكثير، لا سيما وقد اتسمت بتنوع تخصصات المدربين، فكل مدرب له ما يميزه ثقافة وفكرا وإبداعا، فكان لذلك أثره الكبير علي وعلى كل زملائي من المتدربين.

المدربون على قدر كبير من الخبرة والكفاءة
ويقول محمد عزت والي، دمياط، مشيدا بمجموعة ورش المرحلة الأولى التي اجتازها مع زملائه، إنها أضافت له الكثير، فهي تضع المخرج على المسار الصحيح في جميع مفردات العمل المسرحي – حسب تعبيره، مضيفا أن جميع المدربين كانوا على قدر كبير من الخبرة والكفاءة وتنوع الفكر والمدارس الفنية التي ينتمون لها، مما ساهم بشكل كبير في تشكل وعي جديد لدى المخرجين/ المتدربين.
ورغم ذلك يتمنى في المرحلة الثانية أن يتم اختيار مدربين جدد لتحقيق فائدة أكبر، وأن يتم مراعاة توقيت الورشة، فقد كانت مشكلة المرحلة الأولى أن الوقت في رمضان كان ضيقا جدا مما حرمهم من متابعة عروض زملائهم في المهرجان الختامي لمخرجي النوادي، لافتا إلى أهمية الاهتمام بالجانب العملي في المرحلة الثانية، لا سيما وأن جميع محاضرات المرحلة الأولى اقتصرت على الجانب النظري.

الوقت لم يكن كافيا
ويقول عدلي صالح، الأقصر: إن الورشة كانت جيدة إلى حد كبير، وقد أفادته إفادة كبيرة، ولا سيما محاضرات الناقد خالد رسلان، والمخرج أشرف فاروق، ومحاضرات التنمية البشرية للدكتور مصطفى الباشا. وعن اختيار المدربين، يرى أنه جيد إلى حد ما، وإن كان هناك بعض المدربين لم يستفد منهم كثيرا، ربما لأن الوقت لم يكن كافيا. ويضيف أنه يطمح في المرحلة القادمة أن يتم الارتكاز على الجانب العلمي أكثر لا سيما ما يتعلق بتحريك الممثلين وتوجيه الإضاءة.
عن طريق الورش أفضل
بينما يقول محمود جمال مرسي، الإسكندرية: إن اختيار المدربين جيد جدا، لا سيما المخرج أشرف فاروق، د. أيمن الشيوي، د. سيد الإمام. ويضيف: كنا بحاجة لمثل هذه الورش، مشيرا لأن فكرة الاعتماد من خلال الورش تخلق رؤية ووعيا جديدا لدى المخرج بديلا عن طريقة الاعتماد القديمة من خلال عرض يقدمه المخرج في المهرجان الختامي التي كانت أسهل، ولكنها كانت تفرز (مخرج العرض الواحد) الذي يعتمد على من يساعدونه، ومن ثم يقدم عروضا سيئة بعد اعتماده.
ويضيف: أرى أن الاعتماد يجب ألا يخضع لتحديد اعتماد عدد معين من المخرجين كل عام، ولكن من يستحق الاعتماد يتم اعتماده، ويقترح في المرحلة الثانية أن يتم تنظيم وقت الورش والمحاضرات والتركيز على الجانب العملي أكثر.
ويقول محمد زغلول، إسكندرية: إن الورش بشكل عام فائدة كبيرة للمخرجين، وإن الجميع لا شك قد استفاد على المستوى الفني والثقافي والمعرفي، بالإضافة للتعارف بين المخرجين والاحتكاك. ويضيف: أما عن المدربين فجميعهم أكفاء يتسمون بالعلم والثقافة بلا مبالغة أو نفاق، وإن كانوا لم يستطيعوا إعطاء كل ما لديهم في الفترة الزمنية الضيقة (مدة الورشة) فجميعهم متخصص وواع في مجاله، وقد وعدونا بالتركيز على الجانب العملي في المرحلة الثانية، معبرا عن سعادته بوجود د. صبحي السيد بنفسه بينهم في أغلب أيام الورش الذي حاضر في اليوم الأخير من الورشة، ووجود وزيرة الثقافة وتسلميهم شهادات التقدير لـ16 مخرجا اجتازوا المرحلة الأولى من الورش.

تعارض المواعيد مع عروض المهرجان
وتقول رضوى أحمد، سوهاج، إنها استفادت كثيرا من الورش، التي تركزت في المرحلة الأولى على الأساسيات التي كانت غائبة عن كثير من المخرجين الشباب. وأضافت أن الأزمة الوحيدة هي عدم مقدرة المخرجين/ المتدربين على متابعة عروض زملائهم في المهرجان الختامي نظرا لتعارض موعد الورش مع مواعيد العروض، واقترحت أن يتم إضافة مدرب لتعريف المدربين بالدراما الحركية، والتفريق بينها والرقص، والتركيز على الجانب العملي، ولا سيما فيما يختص بالاضاءة المسرحية، وأعلنت أن المخرجين/ المتدربين قد اتفقوا على تقديم عرض مسرحي في نهاية المرحلة الثانية.

الجانب العملي والفهم النظري
ومن المدربين التقينا بالدكتور أيمن الشيوي، الذي أشار إلى أن محاضراته داخل مجموعة الورش ارتكزت على المشكلات التي تواجه المخرج المبتدئ، ووسائل التدريب عليها واكسابه بعض المهارات وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة، ليكتشف المخرج أدواته وتعريفه بالمناهج المسرحية دون تقييد لحرية فكر المخرج وابداعه، ليدرك المخرج كيف أن العرض المسرحي متكامل العناصر، يبدأ بالفكرة وينتهي بالجماليات، ويخضع للمنطق والسياق. ثم تناول استخدام التكنولوجيا في المسرح وتقديم الكلاسيكيات برؤى فنية معاصرة، مؤكدا أن المسرح هو العلاقة الحقيقية بين الممثل والجمهور وأن التكنولوجيا أصبحت متاحة للجميع، وأن الإفراط في استخدامها في المسرح يؤذي.
وأضاف أن فهم القواعد يأتي أولا ومن ثم يمكن للمخرج كسرها وإطلاق العنان لخياله شريطة أن يفهم القواعد الأكاديمية جيدا أولا، مؤكدا أن الاستسلام لها يقيد الإبداع. وعن مدى استجابة الطلاب، يؤكد أنه لمس في المتدربين مجموعة كبيرة متحمسة للفهم، وعدد قليل غير مهتم، ربما لظروف منعته عن الحضور في موعد المحاضرة، وعن ارتكاز هذه الورش على الجانب النظري يضيف أن الجانب العملي لا يتأتي إلا بعد الفهم النظري الذي يمكّن المخرج من تحديد مشكلاته ومن ثم القيام بالتجربة العملية بعد ذلك.

ناشط ثقافي
وختاما يقول الناقد خالد رسلان، مدير الورش، أن المستوى الأول من الورشة قد ارتكز على تعريف المتدربين بمجموعة من المعارف والمفاهيم الأساسية لفن المسرح، وتقييم مستوى المخرج، من خلال مستواه داخل الورش والمحاضرات، وبعض المشاريع التي طلبت منهم وقاموا بتسليمها بالفعل، وتم عمل ملف لكل متدرب يتم من خلاله قياس مستواه ليس على المستوى الفني فقط، ولكن تقييمه ثقافيا وفكريا ومعرفيا، وبالتالي يمكن معرفة البرنامج التدريبي اللازم لكل متدرب على حدة. ويضيف أن مستوى الشباب المتدربين، بشكل عام، جيد جدا بالنسبة للمرحلة العمرية، ولكن الأزمة تكمن في مجموعة من الورش العشوائية التي تنظم في الأقاليم التي ترسخ مفاهيم مغلوطة، وبالتالي كان الهدف في المستوى الأول هو إلغاء هذه المفاهيم المغلوطة، لا سيما وأغلب المتدربين يتسمون بالموهبة الفطرية، ولكن تنقصهم الثقافة المسرحية ومشاهدة تجارب مختلفة ومتنوعة.
وعن ضيق الوقت في شهر رمضان وعدم تمكن المتدربين من متابعة عروض زملائهم بالمهرجان، يؤكد أن مهرجان النوادي قد تأخر موعده وكنا مضطرين لعمل الورش قبل نهاية السنة المالية، حتى لا يتم تأجيلها للعام القادم، لكنه يضيف أن المستوى الثاني سيبدأ في يوليه القادم للدفعة الثانية والثالثة معا على التوازي، وأن المستوى الثاني سيرتكز على الجوانب العملية والمشاهدات المسرحية، كمشاهدة عروض مسرح الدولة مع برنامج ثقافي متكامل، وزيارة أبرز المعالم المسرحية وزيارات ميدانية متنوعة. وتمنى في ختام حديثه أن يستمر هذا المشروع وأن يتطور أكثر، مؤكدا على أن المخرج أهم عنصر من عناصر العمل المسرحي داخل الثقافة الجماهيرية فهو بمثابة ناشط مسرحي ثقافي له تجربته الجمالية والفكرية، فالموظفون ليس لديهم قدرة المخرج على التحرك، والتنقل بين المواقع. 
ويضيف: أحلم أن تتاح لمخرجي النوادي المتميزين فرصة إرسالهم لبعثات ولو قصيرة المدى بالتنسيق مع العلاقات الثقافية الخارجية للتعرف على أحدث التيارات المسرحية، وهو حلم ليس بعيد المنال، فكم من فرق الثقافة الجماهيرية تسافر للخارج كفرق الفنون الشعبية والموسيقى العربية وغيرها، فما الذي يمنع من أن يسافر المخرجون المتميزون لينقلوا خبراتهم لغيرهم!
 


عماد علواني