العدد 881 صدر بتاريخ 15يوليو2024
أصحاب الرسالة لايموتون تتجلى أرواحهم فى كل كلماتهم، فى تلامذيهم، فى إبداعهم فى سيرتهم وذاكرة محبيهم لا ينتهون إلا لبيدأوا نمطا آخر من الخلود هو أكثر كمالا وجاذبية، لأنهم يكتملون بالضوء الشفيف القادم من ذكراهم وأحد هؤلاء الخالدين الكاتب والناقد المسرحي الكبير الأستاذ عبد الغني دواد الذي رحل عن عالمنا السبت الماضي عن عمراً يناهز ال 85 عاماً وللراحل العديد من الأعمال الفنية التي أثرى بها المسرح العربي ومنها «شجرة الصفاف» «الخليفة غريب في بلبيس»، «الزفة»، «الموكب»، «الجازية الهلالية»، «اللعنة من فوق المنبر»، «حلم الأباريق الفخارية»، «أطياف الخيال»، وقد عمل الكاتب عبد الغني داود مديراً للأرشيف القومي بالمركز القومي للسينما وحصل على عدد من الجوائز العربية والدولية.
نعي المؤرخ والناقد د. عمرو دوارة الناقد والكاتب عبد الغني داود ثم سرد قائمة أعماله على مدى مشواره فقال رحل المبدع الكبير صاحب القلم المستنير رحل الأخ الكبير والصديق الوفي الاديب الكبير/ عبد الغني داود صاحب القلم المستنير والاسهامات الايجابية والمواقف المشرفة.
الأديب المتميز ورجل المسرح القدير/ عبد الغني زكي داود - قدأثرى حياتنا الأدبية والثقافية بكثير من الكتابات المهمة سواء كمؤلف أو ناقد - من مواليد 3 ديسمبر عام 1939 ب»كفر الغاب في مركز كفر سعد بمحافظة «دمياط»، وقد حصل على ليسانس الآداب (قسم اللغة الانجليزية) في كلية الآداب «جامعة عين شمس» عام 1962. وبمجرد تخرجه عمل مدرسا للغة الإنجليزية لمدة عامين فقط (1962 - 1964)، ثم التحق بالمؤسسة العامة للسينما (خلال الفترة 1964 - 1970)، وذلك قبل أن يلتحق كباحث بالأرشيف القومي للفيلم، وليترقى بعد ذلك ليشغل منصب رئيس مكتب السيناريو بالمركز القومي للسينما. ويحسب له إثرائه للمكتبة العربية بكثير من المؤلفات المتنوعة حيث صدر له مجموعة الإصدارات التالية - بمجال «النقد السينمائي»: من أجندة السينما المصرية (الراحلون في مائة سنة) (المركز القومي للسينما - 1996)، هند رستم والطريق إلى النجومية (مطبوعات مهرجان القاهرة السينمائى الدولي – 1997)، مدارس الآداء التمثيلي في تاريخ السينما المصرية (الهيئة العامة لقصور الثقافة - 2000)، القاهرة فى السينما التسجيلية (الهيئة العامة لقصور الثقافة – 2001)، مخرجو السينما المصرية – جيل وراء جيل (الهيئة المصرية العامة للكتاب - 2011).
- بمجال «النقد المسرحي»: الأداء السياسي في مسرحيات الستينيات (الهيئة العامة لقصور الثقافة - 1996)، زكي طليمات (المركز لقومي للمسرح - 1997)، بيرم التونسي قيثارة الفن (دار الهلال - 2003)، المسرح الإقليمي .. مسرح المستقبل (الهيئة العامة لقصور الثقافة - 2008)، حفريات في المادة المسرحية الخام (المجلس الأعلى للثقافة - 2010)، الأداء السياسي في مسرح «محفوظ عبد الرحمن» (الهيئة المصرية العامة للكتاب - 2012).
بمجال «الترجمة»: صدر له بعض المترجمات المسرحية المهمة ومن بينها: مسرحية كرنفالية، ولا عبة العصا الدوارة « (مطبوعات مهرجان المسرح التجريبى – 1992)، ملك الغرفة المظلمة (لروبندرونات طاغور) (مشاركة - مطبوعات مسرح الغد - 1996)، “كيبس» هـ . ج . ويلز (روايات عالمية – هيئة المصرية العامة للكتاب- 1997)، مسرح الشارع – ستيكلى وآخرون (مشاركة - سلسلة الآلف كتاب – 1999)، خمس «مسرحيات نو» حديثة – يوكيو ميشيما (مشاركة - هيئة قصور الثقافة – 2003)، «الدراما بين التشكل والعرض المسرحي» – مايكل هيفل (مشاركة - المركز القومى للترجمة 2013). روبندرونات.
وذلك بالإضافة إلى تقديمه لعدد كبير من المقالات النقدية والدراسات الأدبية وبعض مجموعات من القصص القصيرة، وبعض البرامج الإذاعية الخاصة في مجالات السينما والأدب والمسرح.
- بمجال «النصوص المسرحية»: شجرة الصفصاف - وهي مجموعة من 8 مسرحيات قصيرة (الهيئة المصرية العامة للكتاب 1981)، الخليفة (دار الفصحى 1984)، الموكب (مجلة إبداع 1987)، الجازية الهلالية (الهيئة المصرية العامة للكتاب 1995)، (وهي جزء من سداسية مستلهمة من «السيرة الهلالية» مكونة من «غريب في بلبيس»، «السفيرة عزيزة»، غريب في بلاد المغاربة»، «ديوان الأيتام»)، «اللعنة من فوق المنبر» باستلهام التراث العربي الشعبي (الهيئة المصرية العامة للكتاب - 1993)، وجدير بالذكر أن هذه المسرحية قد فازت بجائزة «أبي قاسم الشابي» بتونس عام 1994. حلم الأباريق الفخارية، والتي استلهمها من وحي نضال الشعب الفلسطيني وبالاستفادة من التراث الشعبي الفلسطيني (سلسلة نصوص مسرحية، الهيئة العامة لقصور الثقافة - 1999). «الموكب» ومجموعة مسرحيات أخرى (الغرق، الزمن الوغد، نداء الأرض، حبات المسبحة، الحلقة، الخلوة، تصريح خروج) وبعضها مستوحى من حروبنا في سيناء (مركز الحضارة - 2005).
هوجة عرابي وخيانة الولس (2012)، وتضم أربع مسرحيات هي: هوجة عرابي وخيانة الولس، وقائع ثورة في مهب الريح (2011)، الخلوة في الجلوة ، شهادة بكاء في زمن الضحك (وقد قدم عدد كبير من تلك المسرحيات بمختلف الأقاليم من خلال فرق «الهيئة العامة لقصور الثقافة»، ومن بينها على سبيل المثال: النوساني، الزفة، أطياف الخيال، تنويعات هلالية، الخليفة، السفيرة عزيزة، كما قدمت له فرقة «مسرح الطليعة» مسرحية الجازية الهلالية عام 2002.
وتابع د. دوارة قائلاً : اعتز بصداقتي مع الراحل الغالي الاستاذ عبد الغني داود فهو من جيل الوسط بين والدي د.فؤاد دوراة وبيني وكان من المتابعين لاعمالي وإصدارتي ومن الأقلام المستنيرة التي حرصت على متابعة أعمالي وتناولها نقدياً سواء العروض أو الدراسات النقدية وله دراسة كاملة نشرها في كتاب المخرجين الذي صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 1994م ، واعتز بهذا الدراسة وهو من لقبني بحارس ذاكرة المسرح المصري وكان هو صاحب مسمى «موسوعة المسرح المصري « والتي كنت قد اسميتها من قبل « بانوراما المسرح المصري « وفي العاشر من إبريل الماضي وبالتحديد في أولى أيام عيد الفطر المبارك طالبت بتكريم عدد من رواد المسرح ومنهم الكاتب عبد الغني دواد والفنان أسامة عباس والمخرج مجدي مجاهد ، مصممة الديكور مهيرة دراز ، كما كان لي الشرف أن أكون بصحبته في عدد من اللجان التابعة للهئية العامة لقصور الثقافة في عدد من الأقاليم كما إلتقينا في الدورة الاولي من مهرجان الفجيرة للمونودراما عام 2003.
شخصية مبدعة لأكثر من نصف قرن
نعى المخرج خالد جلال رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافى، والقائم بأعمال رئيس البيت الفني للمسرح، الكاتب والناقد المسرحي عبدالغني داود، الذى لبى نداء ربه عن عمر ناهز 85 عاما وقال المخرج خالد جلال، إننا فقدنا شخصية تميزت بالإبداع المسرحي لأكثر من نصف قرن، وعزاؤنا فيما تركه لنا من إرث كبير فى الكتابة والنقد المسرحى، وندعو الله أن يتغمد الفقيد برحمته وغفرانه ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
نصيحته لي أن اركز في المسرح العرائسي للأطفال
فيما أشار الفنان ناصر عبد التواب في نعيه للراحل الاستاذ عبد الغني داود قائلاً : لن أتحدث عن الكاتب المسرحي المهم عبد الغني دواد، ولا عن شيخ النقاد عبد الغني داود لكني اتحدث عن عبد الغني دواد الإنسان الذي دائما الابتسامة لا تفرقه ، والمعلم الذي لم يبخل باي معلومة والاستاذ / عبد الغني دواد كان عنده الكثير والكثير فهو رحمة الله عليه فهو بحر وكنز معلومات لأى انسان محب للفن لأى معلومة .....له رحمة الله عليه دورا كبيرا في اعادة توجيهي أن أهتم بالمسرح العرائسي وخصوصا للاطفال ......الاستاذ ...عبد الغني دواد كان متابعا لمعظم اعمالي بحكم عمله بلجان التقيم والتحكيم من قبل الإدارة العامة للمسرح وايضا الإدارة العامة لثقافة الطفل ولهذة كانت نصيحته لي أن اركز في المسرح العرائسي للأطفال ...حتي انحت لنفسي اسما ...وغيري الكثيرين من الشباب الذين تعلموا مثلي من هواة المسرح وهم كثر في ربوع مصرنا الحبيبة الذي كان يؤمن أن مصر بها الكثير ويجيب اكتشافها والعمل علي تطورها ......انه ياسادة ....الكاتب الكبير ......عبد الغني دواد السلام لروحه الطاهرة .....في الجنة استاذي الفنان القدير .
رغم غزارة انتاجه المسرحى كمؤلف لم يقدم له ولو مسرحية واحدة في البيت الفني للمسرح
قال الناقد أحمد خميس الحكيم :ما يحزن بحق فى خبر وفاة الكاتب والناقد الكبير عبد الغنى داود إننا نكتشف انه رغم غزارة انتاجه المسرحى كمؤلف إلا أن البيت الفني للمسرح لم يقدم له ولو مسرحية واحدة على مدار تاريخه , فرغم الإعتراف الدولي بكفاءته إلا أن المعايير عندنا متعلقة دائما بمدى رضا المسئول عنك وعن منجزك , ولو انك سألت احد المديرين لماذا لم تقدموا اعمال الرجل سيقول لك قبل ان تطرف عينه وهل تقدم اى من المخرجين المتعاملين مع فرقتى بمسرحية له وأنا رفضتها ؟ طبعا طبعا تم تقديم أكثر من مشروع والرجل بنفسه كان يسأل عن الطرق الجديدة والعجيبة التى تتبعها الفرق لتقديم النصوص لعل وعسى، ولكن للاسف الشديد كانت النتيجة صفر ولن تجد مسئول واحد يعترف يقر بالموقف المخزى , صحيح تم تقديم أكثر من عمل له فى فرق الهواة والثقافة الجماهيرية وتلك مسألة محمودة لكن أين اعماله فى البيت الفنى للمسرح أكبر جهة انتاجية فى جمهورية مصر العربية ؟ منذ عدة سنوات دعيت للمشاركة فى جائزة أبو القاسم الشابى وكان معى من مصر المخرج الكبير احمد إسماعيل ومن المغرب الكاتب والناقد الكبير دكتور عبد الرحمن بن زيدان وأثناء بحثى إكتشفت ان اخر مسابقة خصصت للنص المسرحى من قبل المسئولين عن الجائزة فاز بها الصديق متعدد المواهب عبد الغنى داود وتسائلت وقتها عن عدد من علموا بخبر مهم كهذا فى مصر ؟ المسألة تبدو معقدة وملغزة فالرجل كتب ما يزيد عن 20 مسرحية كما أصدر العديد من الدراسات النقدية فى المسرح والسينما الى جانب ترجمته لبعض النصوص والدراسات النقدية وكان اخرها مشاركته كمترجم فى المهرجان التجريبي، ويبدو أن اهتمام عبد الغنى داود الفائق بمسرح الهواة والمهمشين اثر بالسلب على علاقته بالمؤسسات إلى حد نكران الجميل واهمال المنجز الجمالي اقول لكم فى النهاية ما حدث وسيحدث مع كثير من الكتاب والنقاد المتخصصين اصحاب الخبرة الكبيرة متعلق دائما بعدم الاعتراف إلا بمن يرضى عنه المسئولين الحكوميين أما من يخصص كل وقته للإنجاز الجمالي فيمكن إهماله وإنكار وجوده واهميته بقلب سليم.
اهتم بإستلهام الموروث الشعبي بين السير الهلالية والأساطير في مسرحياته
فيما أوضح الكاتب المسرحي والناقد ناصر العزبي علاقته بالراحل فقال : ربطتني علاقة صداقة قرابة الـ35 عاماً بالكاتب الراحل عبد الغني داود، وتوطدت صداقتنا بحكم انتمائنا لمحافظة دمياط، كنت على تواصل دائم معه، تشاركنا الكثير من المؤتمرات والمهرجانات ولجان التحكيم، وكنا على تواصل دائم، وزرته ببيته قبل وعكته الصحية الأخيرة بأسبوع، وهو الإنسان، دمث الخلق، الودود، عالم الدراما والقارئ المتابع والمطلع دائًما على المشهد المسرحي، وقد طرق خلال مسيرته أنماط الكتابة المختلفة بين القصة والشعر والمقال البحثي والنقدي والترجمة نهاية بكتابة المسرح التي كان قد بدأها في الستينات، حيث كتب مسرحياته للفصل الواحد وقتها، إلا أن اهتمامه الوظيفي بالعمل في السينما شغله بدراساته عنها، ولم يعرفه المسرحيون ككاتب مسرحي إلا أواسط الثمانينات،
وتابع قائلاً :اهتم الكاتب الراحل باستلهام الموروث الشعبي بين السير الهلالية والأساطير في مسرحياته، اختار ذلك وعياً منه بقيمة التراث وأهميته في تأكيد الهوية الثقافية العربية، ويقيناً منه أن هذا النهج يمكنه من إنجاز أعمال تكون بمثابة البصمة له بين كتاب المسرح. وأذكر أن كان له موقفاً سياسيًا من التجربة الناصرية، ويتجلى ذلك في نصوصه عن السيرة الهلالية، وفي مسرحيتيه الخليفة وشجر الصفصاف.
وأضاف : الحديث عن عبد الغني داود يطول، حيث لا يكفيه مجرد شهادة على عجالة في تحقيق عنه، إلا أني أنتهز ذلك بأن ألفت النظر إلى أنه واحد من كتَّاب المسرح الكبار الذين ظلموا من المسرح الاحترافي، بالبيت الفني وقطاع الفنون الشعبية، حيث أن هذا الاسم الكبير لم يقدم له بمسرح الدولة سوى مسرحية واحدة، قدمها مسرح الطليعة أوائل التسعينيات، كانت واحدة من مسرحياته عن السيرة الهلالية، كان سؤالي هذا على خلفية كيف لمسرحيته «اللعنة من فوق المنبر» التي فازت بجائزة أبو القاسم الشابي ألا تجد طريقها إلى المسرح، وكان كلما سألته في ذلك، يترفع في الرد، كان عزيز النفس حيث لم يفكر في عرض نفسه على المخرجين، وسيظل هذا الموقف يسجل إدانة للمشهد العام المسرحي، أما ما أسجله أخيراً أنني طالبت بتكريمه في المهرجان القومي للمسرح الدورة الماضية، وكررت المطالبة على رئيس المهرجان بالدورة الحالية، وأيضًا طالب بذلك د. عمرو دوارة على صفحته على الفيس بوك، إلا أن هذا المطلب مع الأسف لم يلقى استجابة، ليكون شاهد إدانة أخر على غبن حق هذا الكاتب، وأذكر أخيراً أن «داود» في سنواته الأخيرة اعتذر أكثر من مرة - لظروفه الصحية – عن حضوره دمياط للتكريم، مرة عند اختياره رئيساً لأحد المؤتمرات الأدبية، ومرة يوم اختياره للتكريم في صالون دمياط الثقافي، وكانت الإدارة المركزية للشئون الثقافية تعد لتكريمه ضمن برنامج «العودة للجذور» من خلال الإدارة العامة للثقافة العامة بالهيئة .. إلا أن القدر لم يمهل تحقيق ذلك، وننتظر تكريم أسمه من الهيئة بما يليق وهذا الرجل، رحم الله الكاتب والناقد الكبير عبد الغني داود.
مؤسسة فنية تمشي علي الأرض
الناقد د. محمود سعيد تحدث عن الراحل الناقد المسرحي الكبير عبد الغني دواد فقال : عبدالغني داود آخر حلويات دمياط....ارسلت دمياط للمسرح المصري العديد من الحلويات المهمة جدا من سعد أردش إلى يسري الجندي ثم ابوالعلا السلاموني وراحلنا المميز عبدالغني داوود مازال نبع ابداعها المميز يصر علي التجلي في سماء المسرح المصري ،وفي حالة عبدالغني داوود نحن أمام حاله شديدة الخصوصية ،حاله فنية بل مؤسسة فنية تمشي علي الأرض فقد كتب في النقد السينمائي والمسرحي والتليفزيوني والإذاعي وكأنه متخصص في كل فرع علي حده ،كتب بقوة ومرونه عن الأداء المسرحي، وذهب إلى الأداء التمثيلي لمدارس الأداء المنوعة بمختلف مراحلها يعدد مفرداتها بصدق ووعي كاشفاً عن تمكن وثقافه مهمة ،حتي عندما قدم لنا التراجم المسرحية كان مميزا في منطقته.
وتابع: اكمل مثلث كتاب دمياط وعشقهم للتراث الشعبي والتاريخي والقومي، ليكمل الثالوث الدمياطي الأشهر مع يسري الجندي وابوالعلا السلاموني ورحلتهم مع المسرح الشعبي ،وقد تميز عبدالغني داوود بغرائبية العناوين من “اللعنة فوق المنبر” الي ديوان “الأيتام الي الزمن الوغد” ثم “الخلوه في الجلوه” و”شهادة بكاء في زمن الضحك” ...وغيرها من الأعمال المسرحية التي اعتلت خشبات المسرح المصري خاصه الطليعة والأقاليم
“ومضه خاصة» إلتقيت بالراحل أكثر من مره فكان شديد الرقي في التعامل والتواضع محتفظا بكلاسيكية الستينيات وروعتها حتي في تعليقاته علي مواقع التواصل الإجتماعي دوما ماكان يستخدم الورود للجميع ..بالفعل هو كان ومازال يمثل العطر الجميل لورود المسرح المصري والعربي ...إلى جنة الخلد ايها الغني بإدبك وعلمك وتواضعك.
كان مترجماً رائعاً له اسلوبه السهل والممتع
ونعي المخرج والفنان جلال العشري الراحل عبد الغني دواد فقال فقال بعض الكلمات المؤثر: رحم الله الأخلاق العالية فشخصك العظيم يا استاذ عبد الغنى فكان لك نصيبا كبيرا من اسمك فى غنى النفس وغنى الخلق الرفيع كنت اصغره كثيرا فى السن عرفته وتأكدت علاقتنا فى مهرجان “ال100ليلة مسرحية” فى عهد الراحل العظيم د.سمير سرحان وقت أن كان رئيساً للثقافة الجماهيرية.
حيث كنا نلتقي كثيرا فى مسرح السامر العريق فى الندوات التى كانت تقام فور انتهاءالعرض ..ومن بعدها نكمل سهرتنا على مقهى خلف المسرح ..وهى ما اظهرت هذا الناقد والكاتب الكبير فكان حليما هادئا فى النقاش متواضعا غير متكبر ويحترم الصغار قبل الكبار كنت اخجل كثيرا عندما ينادينى بإستاذ قبل اسمى ودائما اقول له “انت الأستاذ ياعمنا الكبير” ونكمل حديثنا والوجوه ضاحكة ..وغالبا كان يدفع هو ثمن القهوة رحم الله كرمه ..لم انقطع عنه طوال صداقتنا إلا لسفري أو إنشغالي وكنا لا يسمع احدنا صوت الآخر فى السنتين الأخيرتين واذا به منذ وقت ليس بطويل يطلبني وفرحت جدا أنه بخير ولازال مشغولا بالمسرح فقد طلب مني معرفة تاريخ عرض “اللعنة من فوق المنبر” والتي كنا قدمناها بفرقة السامر فى قصر “الغورى” بطولة فاروق نجيب واحمد حلاوة ومن اخراج جمال منصور و(هو شقيق الفنان الكبير صلاح منصور وكان مخرجا بالطليعة ) فارسلت له بانفلت المسرحية، وفرح به ودعاني إلى حضور ندوته بالمجلس الأعلى للثقافة لأنه سيتحدث عن ممثلي الهواة والأقاليم القادمين من المحافظات وكيف حققوا نجاحا بالعاصمة أكاديمين أو غير ذلك ويخصنى ويخص الفنان الكبير حمدي الوزير كامثلة لشرحه ... كان ايضا مترجماً رائعاً له اسلوبه السهل والممتع لا استطيع ان انكر أني تعلمت من صديقى الكثير فكان مليئا بالمعلومات غنيا بثقافته معطاءا وداعما لكل موهوب بالمسرح اي ما كان ممثلاً او مخرجاً او حتى كاتباً لم يبخل على احد فى شيء واتمنى أن لا نبخل عليه بالدعاء دائما بالرحمة وقراءة الفاتحة على روحه رحم الله عمنا الغالي الاستاذ الناقد والكاتب الكبير عبد الغنى داوود.
لقائي الأول به في عرض « مغامرة رأس المملوك جابر»
فيما كشف المخرج والفنان مجدي عبيد عن بداية علاقته بالراحل فقال : بدأت معرفتي بعمنا المبدع الخلوق في عرض ( مغامرة رأس المملوك جابر ) مع جماعة المسرح المصري بقصر ثقافة الريحاني في آواخر السبعينات إخراج المبدع ا .مراد منير وكنت ألعب دور “جابر” .. واستاذنا كان يشاعد العرض .. هنائني علي تمثيلي .. وفوجئت بمقال نقدي عن العرض في جريدة الجمهورية نقد تحليلي علمي لا يكتبه إلا ناقد يعي جيدا مفردات العرض المسرحي وكتب عني واذكر كلماته بالضبط.
اما “عن مجدي عبيد الذي كان يمثل دور “جابر” فأنه يملك كل مايملكه الممثل المحترف ظللت احفظ كلماته خاصة أن هذا الدور كان أول عمل لي في مسرح الثقافة الجماهيرىة حتي دعيت للتمثيل في عرض في قصر ثقافة البدرشين من تأليف عمنا عبد الغني داود عن “السيرة الهلالية” بطولة عزة الحسيني والنجم مفيد عاشور وغيرهم ، وتقابلنا ثانية بابتسامته المعهودة ووجهه البشوش ورقي تعاملاته ودماثة خلقه ووعيه الشديد للتراث العربي وخاصة المصري حدثنا ليس كمؤلف للنص المسرحي بل الناقد الواعي توطدت علاقتي به منذ أوائل الثمانينات حتي وفاته ورحيل الجسد كان متابعا للعروض المسرحية والتي قمت بإخراجها سواء متفرج او محكم او إدارة الندوة والحق اقول كنت انتظر ملحوظاته سواء سلبا او ايجابا لأتعلم منها .. وصارت اسعد لحظاتي حينما اقابله علي المقهي علي ناصية الشارع الذي يسكن فيه وكنت استمتع بالحديث معه في كل شيئ المسرح ، الثقافة ، السياسة ، الذكريات .. آخر لقائي معه في قصر ثقافة روض الفرج في افتتاح مهرجان الجمعيات الثقافية منذ عدة اشهر .. حقيقة كان يقاوم مرضه بمشاهدة العروض المسرحية والمشاركة في الندوات رحل عنا بهدوء مثلما عاش بينا بهدوئه وبشاشة وجه وعلمه ودماثة خلقه فارسا نبيلا لروحه المخلصة دوما والمبدعة والمقاومة السلام والسكينة والرحمة والمحبة.
مبدع خلوق مثقف بدرجه امتياز
نعى المخرج أحمد البنهاوي الراحل فقال بعض الكلمات المؤثرة : ننعي بمزيد من الحزن والآسى مبدع خلوق مثقف بدرجه امتياز.كان له باع طويل.فى شتى مناحي العمل المسرحي مؤلفاً من جيل العظماء أمثال السلاموني على سالم والعديد من العمالقة الذي ظل بينهم متعملقاً.وكان من المؤمنين بإهمية دور المسرح الأقليمي مسرح الثقافة الجماهيرية ..الذى قدم له العديد من العروض. أهمها وأحبها إلى قلبي «السفيرة عزيزة». واخرجها.المخرج المتميز أسامة عبد الرؤوف بفرقه آسوان.وفازت بالعديد من الجوائز...وكان له الغزير من المؤلفات النقدية التي اثرت الحركة النقدية.والمسرحية فى مصر....اما مايميز شخصيته فهو خلقه الرفيع..وتواضعه الجم..مع تلاميذه واصدقاؤه وكان متعوناً مع الجميع صغيرا وكبيرا...رحم الله رجل فقدته ثقافة مصر...ومثقفوها من أقصى حدودها إلى أدنها