القومي على الأبواب وتلك أمنياتهم

القومي على الأبواب وتلك أمنياتهم

العدد 778 صدر بتاريخ 25يوليو2022

ونحن نستقبل فعاليات الدورة الخامسة عشر للمهرجان القومى للمسرح ، فى الدورة التى تحمل عنوان « المخرج المسرحى « كان لابد من استطلاع آراء المسرحيين عن اهم امنياتهم ومقترحاتهم للدورة الجديدة .
فى البداية أشار الكاتب المسرحى محمد أبو العلا السلامونى إلى ضرورة ان يكون لأى مهرجان فلسفة فقال : المفترض أن يكون لأى مهرجان فلسفة والمهرجان القومى يعرض ما تم تقديمه خلال عام ،وتصاحب هذه العروض مجموعة من الندوات ، تكمن أهميتها فى التعرف على الواقع المسرحى، وهل حدث له حالة تقدم ام سكون ام رجوع للخلف، فمن المفترض ان تسائل هذه الدراسات الحركة المسرحية عن مدى ما حققته من تقدم والمشاكل والصعوبات، وكيفية مواجهتها. 
وأكمل : كل مهرجان يقام يجب ان يكون له رؤية عامة ،ومنهج علمى وخطة لمدة 10 سنوات للإرتقاء بالفن المسرحى ومواجهة مشاكلة، وكما نعلم المهرجان يضم عدة قطاعات إنتاجية منها البيت الفنى والثقافة الجماهيرية والمسرح المستقل والمسرح الجامعى، وهى أنماط إنتاجية متعددة فهل إستوعب المهرجان كل هذه الأطياف ، لابد ان تكون هناك دراسة لذلك  ، وضرورة دراسة نتائج لجان التحكيم والتقرير النهائى لها الذى لابد أن يؤخد به وكذلك ما تم تنفيذه من التوصيات ، والتوصيات التى لم تنفذ وذلك حتى ندفع بالحركة المسرحية إلى الأمام 
وأضاف : من المهم الإهتمام بعروض الريبوراتور حتى تشاهدها الأجيال الجديدة ، ولابد ان يكون هناك تنوع وان يكون للممثلين والمخرجين والكتاب القدامى نصيب من  المشاركة و أن يكون لهم دور ، وأقترح ضرورة وجود لجنة دائمة طوال العام تشاهد عروض المسرح المصرى ، وتضع توصيات ورؤية وإستراتجية.

مسابقة للتأليف المسرحى 
قدم الكاتب المسرحى د. طارق عمار مقترحين يتعلقان بالمؤلف فقال : أقترح إلغاء جائزة التأليف عن العروض، وإقامة مسابقة للمؤلفين لأن العرض الذى يقدم على خشبة المسرح يتبع المخرج؛ وبالتالى فى افضل حالاته يكون به بعض الفوراق  بنسبة تصل الى 10% بين ما هو مكتوب وبين ما هو مقدم على خشبة المسرح ؛ لأن النص الموضوع على خشبة المسرح به تدخل من المخرج حتى يعادل الرؤية البصرية؛ وبالتالى فالجائزة الممنوحة للمؤلف غير حقيقية و ليس لها محل من الإعراب و من الأفضل إقامة مسابقة مستقلة للتأليف لأكثر  من فرع:  النص الطويل والقصير وتقسيم المسابقة لفئات عمرية: الشباب والكبار ، كما اقترح وضع تعديلات لمسابقة المقال النقدى والتطبيقى فكما نعلم أن احد شروط مسابقة المقال النقدى التطبيقى هو ان يكون سبق نشره أما المقال النظرى فيتقدم به  الناقد دون أن يكون قد سبق نشره ، واطالب بإزالة هذا الشرط من المقالات النظرية والتطبيقية حتى يكون للناقد او الباحث حق المشاركة فى مسابقة المقال النظرى سواء سبق نشره أو لم يسبق.  
واضاف : هناك بعض العلاقات المتداخلة في بعض الجوائز فيجب ان تصبح هناك جائزة للأغانى وتمنح للشاعر والملحن سويا ، كذلك العرض الذى يحصل على المركز الأول ويحصل مخرجه على المركز الثانى ، يجب أن يمنح مخرج العرض الأول جائزة الإخراج الأولى  
وإستطرد : أطالب بتوسيع رقعه المشاركة، وإستبعاد الهيئات المنتجة للعروض من الترشيحات على أن تكون هناك لجنة موحدة لمشاهدة جميع العروض، وإلغاء فكرة الكوته ، كما أقترح استحداث شعبة تسابق لمسرح الطفل أو إقامة مهرجان لمسرح الطفل ، وإطالب بإعادة النظر فى مسابقة العروض، وخاصة أن هناك عروض قصيرة وعروض الدراما الحركية وجميعها لا تقيم بنفس أليات عروض المسرح التقليدية ؛ ولذلك هناك ضرورة لأقامة فئات تسابقية متعددة.

 الدرس النقدي المتزن
فيما قال الناقد د. محمود سعيد: يشترك الجميع في الفرجه علي المهرجان القومي للمسرح المصري ، فهو يمثل مصر بشتي الأماكن  ومختلف المؤسسات،  في محاولة من مسؤلي المهرجان لأن يتحقق اهم شرط فيه وهو قوميه المهرجان، ولو تحققت تلك القوميه بالشكل المرجو ينجح المهرجان ويتطور بشكل ، والمسرح لديه من الإمكانيات التي تمكنه من هزيمه إى دعوه للقبح، حيث يتحول الفعل الدرامي إلى تجربه إنسانية أعم واشمل من أن تحتويها اي دعوات. وتابع :  هذه الدوره «دوره المخرج المسرحي» هي في الأصل دوره تؤطر لبدايات فن المسرح بشكله الإحترافى، لأنه مع ظهور دور المخرج دخل فن المسرح مراحل الإحتراف الحقيقية، وهو اختيار واع ومميز من إدارة المهرجان، واتمني ان يتم تكريم المخرج المسرحي المصري عبر الدرس النقدي المتزن، ذاك هو التكريم الحقيقي حيث دراسة التجربه ونقلها للأجيال الجديدة ، ايضا اتمني ان يشمل المهرجان مخرجي الثقافه الجماهيرية في كل ربوع مصر وأن يشاركوا  في الندوات وفي كل مفردات المهرجان، ولا ابالغ إن قلت أن المخرج المسرحي المصري هو من حمل لواء المسرح المصري واصر علي إستمرار وبقاء شعلته.

لجنة تحكيم من خارج مصر 
فيما رأى المخرج محمد الطايع ضرورة أن تكون لجنة التحكيم من خارج مصر على أن  تضم عضوا واحدا من مصر ؛ وذلك لتحقيق العدالة والموضوعية وضرورة زيادة عدد الورش الخاصة بالتمثيل والإخراج.

ضد التسابق 
بينما أكد المخرج عصام السيد أنه ضد فكرة التسابق، ورأى أن هناك ضرورة لوضع صيغه أخرى لفكرة التسابق، موضحا وجود مهرجان يحمل مسمى «الشباب والربيع» كانت تقدم به جميع عروض هيئة المسرح على خشبة مسرح البالون ، كان يقدم كل عرض لمدة اسبوع ويشاهد الجمهور عروض العام فى شهرى إبريل ومايو، وكذلك مهرجان المئة ليلة الذى اقامه د. سمير سرحان والذى لم يكن به تسابق، كما شدد على أهمية وجود كتب عن حرفيه الأخراج وخاصة ان أغلب الكتب المنتشرة عن الأخراج تختص بمناهجه فقط؛ وذلك لوجود عدد كبير من المخرجين المبتدئين الذين  لا يعلمون القواعد والأسس الخاصة بحرفيه الإخراج. اضاف :  إن دوره مثل دورة المخرج يجب أن يكون بها نوع من أنواع التثقيف المسرحى ، كما أن الإصدارات الخاصة بحرفيه الإخراج قليلة للغاية وكانت آخر الكتب المترجمة منذ أربعيات القرن الماضى

 فى محافظات مختلفة 
فيما قال المخرج محمد جبر: أتمنى أن يقام المهرجان القومى  مع كل دورة جديدة فى محافظة مختلفة ، وقد سبق وأن قدمت هذا الإقتراح لوزير الثقافة الأسبق حلمى النمنم ، ذلك ليصبح المهرجان القومى بمثابة إحتفالية تتوج الأعمال المسرحية في عام كامل ، فأغلب العروض التى تقدم فى القاهرة شاهدها الجمهور فى العاصمة؛ لذلك من الضرورى إقامة المهرجان فى محافظات مختلفة ليشاهد جمهور هذه المحافظات العروض المسرحية التى لم يسبق له مشاهدتها ، وحتى يحدث حراك في المحافظات، وتصبح كل محافظة بمثابة عاصمة ثقافية كل عام ويحدث إنتعاش للمسرح بها،  على أن يبدأ المهرجان بالمحافظات الكبرى، وينتقل بعد ذلك لباقى المحافظات، وهو امر ضرورى ليعود الجمهور للمسرح ،ويتابعه وخاصة أن المحافظات اصبح لديها مسارح مجهزة من الممكن أن تستقبل عددا كبيرا من الجماهير.

الإهتمام بأصحاب التجارب الراسخه 
فيما أثار الناقد احمد خميس الحكيم عدة نقاط  تخص فعاليات المهرجان فذكر قائلا : هناك ضرورة للإهتمام بجدول عروض المهرجان القومى ، وكما نعلم ان القائمين على الندوات والمؤتمر الفكرى الخاص بالمهرجان هم نخبة متميزة من النقاد والمتخصصين، واتمنى أن يكون هناك إهتمام بموضوعات تناسب المسرحيين، والترويج الأعلامى الجيد عن المؤتمر الفكرى ، وفيما سبق عندما كان د. أحمد عامر هو المسئول عن المؤتمر الفكرى بالمهرجان إستطاع عمل حالة من حالات الجذب لجمهور الندوات وتميزت الندوات بمداخلات جيدة ومتنوعة. 
وتابع : أقيمت العام الماضى دورة المؤلف وكرم مؤلف واحد فقط فى إفتتاح المهرجان  وهو ما آثار إستغربنا كمسرحيين ، وبما ان هذه هي دورة المخرج فيجب التركيز على تكريم مجموعة من المخرجين الذين لديهم تجارب راسخه فى الإخراج المسرحى، وعمل دراسات تناسبهم وتطرح مشروعاتهم، فهناك ضرورة لجذب المتخصصين واصحاب التجارب الراسخه للمهرجان القومى حتى لا ينصب الأهتمام فقط على الهواة ، مع عدم التعامل بالمنطق الكلاسيكى سواء من المؤتمر الفكرى او النشرة اليومية مع تجربة الأخراج المسرحى المصرى، وجميع  انواع المسرح، الشعبى ، والمعاصر ، والكوميدى... إلخ،  فهناك ضرورة للإشتغال على هذه الدورة بشكل علمى وهو ما ينتج عنه اهتمام مستقبلى، وإضافه حقيقية للمسرح المصرى ويصنع فارقا كبيرا على مدى السنوات القادمة.

تثبيت جائزة المؤلف الصاعد 
وأكدت الكاتبة المسرحية صفاء البيلى على ضرورة تثبيت جائزة المؤلف الصاعد على أن تكون للكتاب الاقل من ثلاثين عاما ، وضرورة ان تكون لجنة التحكيم على درايه واسعه بالخريطة المسرحية المصرية، وفى حالة اقتراح جائزة معينة لأحد عناصر العرض فعلى لجنة التحكيم الإطلاع على السيرة الذاتية لكل المرشحين للجوائز بالمهرجان، وهل هذه الجوائز تناسبهم أم لا؟ واضافت : أتمنى ان تكون الغالبية العظمى للنصوص لمؤلفين عرب ومصريين ومن المفترض ان يكون الأسم الحقيقى للمهرجان هو مهرجان «المسرح الوطنى»  لأن لفظه «القومى» تحتم  أن تكون هناك مشاركات من الدول العربية، أما «الوطنى» فهو مختص بالعروض المصرية، كما أتمنى وجود عروض تعبر عن مناطق مختلفة جغرافيا من جمهورية مصر العربية، وأن يكون هناك تمثيل كل جهات وقطاعات المسرح، ويلقى الضوء على كل الفاعلين فى هذه الدورة.

أتمنى ان تلعب الموائد المستديرة بالمهرجان دورا فعالا 
أعربت الناقدة داليا همام عن أمنياتها للمهرجان  فقالت : أتمنى النجاح للدورة الخامسة عشر من المهرجان القومى للمسرح ، وأن تكون إصداراتها مهمة ومؤثرة نستطيع الإستفادة منها كباحثين ونقاد، وكذلك أن تلعب الموائد المستديرة دورا فعالا ويكون لها آثر وصدى كبير ، وكذلك الندوات يكون لها دور مؤثر. 
 كما أتمنى أن تلقى العروض المشاركة  بالمهرجان استحسان الجمهور خاصة ان عروض المهرجان القومى تعبر عن حصاد عام كامل ؛ وان يكون التنظيم موفقا ومنضبطا بشكل جيد مع تجنب تغيير مواعيد العرض والألتزام بالجدول.
وفيما يخص مقترحاتها للدورة قالت : بما أن لكل دورة اسم ، على سبيل المثال الدورة الماضية حملت اسم المؤلف، وهذه الدورة تحمل اسم المخرج ؛ لذلك من الضرورى أن نعرف اسم الدورة القادمة ؛ ليتم الإشتغال على الإصدارات الخاصة بالمهرجان طوال العام، حتى تكون متناسبة مع مسمى الدورة ، وكذلك تقديم أبحاث منضبطة يتم مراجعتها حتى يستفيد منها الباحثون فى المجال المسرحى،  وضرورة ان يتم الإعلان عن اسماء لجنة تحكيم مسابقة المقال النقدى التطبيقى والبحث النظرى قبل بدء المهرجان بفترة كافية؛ حتى يتمكن المتقدمين بالأبحاث النظرية والمقالات النقدية التطبيقة من معرفة لجنة تقييم هذه المسابقة، تطبيقا لفكرة الشفافية والموضوعية

دعم مسرح المحافظات 
واقترح  المخرج والشاعر حمدى ابو العلا ان يكون للمهرجان القومى مشاركات وعروض خارج القاهرة ، على مستوى الصعيد والأسكندرية والقاهرة ، ومشاركة فرق الأقاليم بشكل او آخر ، وإقامة ندوات فى كل محافظة ولا يصبح الأمر مقتصرا على القاهرة فقط
كما إتفق مع الكاتب المسرحى د. طارق عمار على  ضرورة إقامة مسابقة للتأليف للشباب؛ لمنحهم فرص لتقديم إبداعتهم على أن يتم التحضير لهذه المسابقة قبل بدء المهرجان، وعرض النصوص الفائزة بالمهرجان وتقديمها على مسارح الدولة  بما يتناسب مع كل فرقة ، وضرورة دعم مسرح المحافظات والشباب.


رنا رأفت