هاملت .. برؤية مختلفة على قصر ثقافة الجيزة

هاملت .. برؤية مختلفة على قصر ثقافة الجيزة

العدد 564 صدر بتاريخ 18يونيو2018

في الليلة التاسعة للمهرجان الختامي لفرق الأقاليم المسرحية في دورته ال،  43 والذي يقام في الفترة من 16 وحتى 27 رمضان تلتقون مع أحد روائع المسرح العالمي «هاملت» للكاتب الإنجليزي وليم شكسبير ومن إخراج المخرج الشاب سامح بسيوني  وذلك على مسرح ثقافة الجيزة .
وتُعد مسرحية هاملت والتي كُتبت في القرن السادس عشر  من المسرحيات التراجيدية التي نالت شهرةً واسعةً جداً حول العالم، بل تعتبر من أهم مسرحيات وليم شكسبير، وتم تمثيلها وإنتاجها وإعادة طباعتها آلاف المرات، إذ أنها أطول مؤلفات وليم شكسبير والأكثر تأثيراً في الأدب الإنجليزي ككل وتُعتبر من الأدب الكلاسيكي العالمي، وقد استقى شكسبير حكاية المسرحية من رواية قالها ساكسو غراماتيكوس.
«أكون أو لا أكون، تلك هي المسألة» فعبر هذا التساؤل على لسان بطل المسرحية هاملت صاحب المأساة والتي طعن غدرًا بسيف مسموم من خلال رؤية جديدة يقدمها المخرج الشاب سامح بسيوني أحد أهم مخرجي الجيل الحالى وخريج أكاديمية الفنون، ليقدم لنا عرضاً فنياً متماسكاً ومبهرًا جمع خلاله وضوح الرؤية والفنية والتقنية حسب وصف الناقد محمد حامد السلامونى .
وكان لنشرة المهرجان حوارًا مع أحد أبطال العرض المسرحي هاملت حول طبيعة أدوارهم بالمسرحية تجربتهم مع مسرح الثقافة الجماهيرية .

وفاء عبدالله:  إيناس عبد الدايم أشادت بعرض هاملت والثقافة الجماهيرية «موطني»
وقالت الفنان وفاء عبدالله  والتي تقوم بأداء دور «الملكة جرترود»، والذي قسمه المخرج سامح بسيوني لجزئين الجزء الأول وهي الزوجة الخائنة والتي تساعد في قتل زوجها، والشق الثاني وهو شخصية الأم الحنونة والتي تخشى على ابنها من الجنون  «أنا أقوم بتمثيل دور جرترود الام من وجه رؤية إخراجية مختلفة ما بين السلطة وبين أنها الأم الطيبة  الحنونة لكي تتمكن من إنقاذ المملكة» .
وأضافت عبدالله أنه منذ عملها بالثقافة الجماهيرية والتي حصلت من خلالها على العديد من الجوائز  «ان الثقافة الجماهيرية تشهد طفرة جديدة في الآونة الأخيرة لاسيما حضور وزيرة الثقافة الدكتورة ايناس عبد الدايم لمشاهده عرض هاملت بعدما سمعت عنه بأنه عرض جيد، والتي أشادت به كثيراً، هذا بالإضافة إلى الاهتمام مؤخرًا بعروض الثقافة الجماهيرية ومحاولة رئيس الهيئة الدكتور أحمد عواض لتذليل الصعاب، بالرغم من بعض الأمور الإدارية التي تحاول إعاقة الأعمال الفنية.. ولكن يبقى هناك أمل كبير في عودة الريادة للثقافة الجماهيرية»
وأكدت وفاء عبدالله أنها أحد أبناء الثقافة الجماهيرية حيث قالت  «أنا أعتبر أن الثقافة الجماهيرية موطني الذي نشأت وتعلمت فيه وكان أول عمل لي بالثقافة الجماهيرية سنة 1994في مسرحية مسافر ليل في دور عامل التذاكر.
وفاء عبدالله هي مخرجة مسرح ممثلة مؤلفة وخريجة معهد موسيقي عربية، وهي أحد أبناء الثقافة الجماهيرية وشاركت في العديد من الأعمال المسرحية ومنها مسافر ليل، وساحرات سالم، وهاملت، وقامت بتدشين أحد الفرقة الحرة والمستقلة فرقة « صوت بلادي «، كما قامت بالتمثيل في العديد من المسرحيات بالبيت الفني للمسرح، وحصلت على العديد من الجوائز، ومنها جائزة أفضل عرض ديودراما  تاليفها واخراجها بمهرجان افاق مسرحية عن عرض «فرصة تانية»، جائزة أفضل تأليف مسرحي بمهرجان القاهرة بمسرح الهوسابير بعرض «البوم صور»، أفضل عرض وأفضل اخراج وأفضل ممثلة وتكريم خاص بملتقي الفتاة العربية بعرض «عروستي « جائزة أفضل ممثلة بالمهرجان الختامي للثقافة الجماهيرية عن عرض «ساحرات سالم « إخراج سامح بسيوني، أفضل ممثلة بمهرجان الساقية دورته العاشرة بعرض «الأيام المخمورة».
هبه العطار : العمل مع سامح بسيوني مختلف وجعل لقصور الثقافة وجه أخر   
قالت الفنانة هبة العطار أنها ليست المرة الأولى التي تقوم بدور الملكة جرترود ولكن في هذه المرة مختلف تماماً ، من حيث الرؤية والإخراج ،: « فانا أقوم بتجسيد الجزء الشرير من الشخصية والتي أتقاسمها مع الفنانة وفاء عبدالله ، كما أن العمل مع المخرج سامح بسيوني مختلف تماماً ، حيث أنه جعل لقصور الثقافة شكل أخر ، كالأعمال الاحترافية، واستفدت منه بشكل  كبير « .
وتابعت : « هذه ليست المرة الأولى التي قدمت فيها دور الملكة جرترود فقد  قدمتها من قبل في مسرحية نساء شكسبير والتي حصلت عليها عن جائزة أفضل ممثلة في المهرجان القومي للمسرح دورة الفنان نور الشريف ، ولكن في هذه المرة أقدمها بشكل مختلف ورؤية فنية مختلفة « .
وأضافت العطار : « أنا من أحد أبناء الثقافة لجماهيرية وقد عملت بها منذ عام 98 ، والتي تشهد تطوراً كبيراً في الفترة الأخيرة لاسيما الدعم الدائم الذي يقدمة الدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة ونائبة الفنان هشام عطوة ، والذين لم يتأخروا عن تقديم كل الدعم للفرقة وللعرض «.
ووحصلت هبة العطار على العديد من الجوائز من خلال مسرح الثقافة الجماهيرية ومنها جائزة أول قوميات عن عرض أحدب نوتردام   قومية البحيرة إخراج خالد توفيق وجائزة أول قوميات عرض منين أجيب ناس إخراج أحمد عبد الجليل وجائزة أول قصور عرض «نقول» لفرقة المحمودية إخراج سيد هنداوى وجائزة عن عرض «مولد سيدى المرعب «إخراج عبد المقصود غنيم وأخيرا على جائزة بالمهرجان القومي للمسرح عن عرض «نساء شكسبير إخراج محمد الطايع.
ممدوح الميري: الثقافة الجماهيرية هي المتنفس الكبير لكل الطاقات الشابة ، ولدى ثقة كبيرة في القيادات الحالية
فيما يقدم لنا الفنان ممدوح الميري شخصية « الملك كلوديوس» عم هاملت وسبب مأساته فقتل أباه وخانه واستولى على العرش، ويُقرر هاملت الانتقام منه.
ويقول الميري أن شخصية الملك كلوديوس والتي قدمت ألاف المرات ملئيه بالتناقضات والأحاسيس المختلفة فهو يقوم بارتداء «الماسكات» فيتقمص دور المخلص ليخفى وراءه قناع الزيف والغش والتآمر والوحشية المفرطة، كما يتصنع الإخلاص فى محاولة استجداء الله ليغفر له ذنبه في القتل والغش والاستيلاء على عرض المملكة .
أما عن الثقافة الجماهيرية فيقول ميرى : « أن الثقافة الجماهيرية هي المتنفس الكبير لكل أصحاب المواهب ، والتي لم تستطع الدخول لعالم الفن عن طريق الأكاديمية ، وأنها أداة من الأدوات القومية لتحريك الوعي الجماهيري ، وغرس القيم القومية والوطنية ، والتي يمكن استثمار بشكل جدي لهذه الطاقات لخلق جيل من المبدعين في شتى المجالات، وتنمية الوعي المجتمعي عن طريق طرح ومناقشة القضايا الوطنية والتفاعل الاجيابي مع البيئة المحيطة .
وتابع : « أنا أعمل بالثقافة الجماهيرية منذ أكثر من 35 عاماً وكان بداياتي بمسرح الجامعة وحصلت على العديد من الجوائز من خلالها» .
وعن أكثر التحديات التي تواجه فناني الثقافة الجماهيرية قال : « هي فقدان الجدية والأهداف التي تظل حبيسة الأوراق ، والتي يجب أن تتحول إلى واقع حي وملموس حتى نؤمن بها ، ويجب أن تصل الثقافة الجماهيرية إلى أكبر قاعدة من الجماهير، كما تحتاج إلى استثمار حقيقي لكل الطاقات الموجودة « ، مضيفا : « أنه في الفترة الأخيرة هناك بوادر إيجابية ، وذلك لوجود قيادات بالهيئة العامة لقصور الثقافة من الفنانين  وهم على دراية حقيقية بمشكلات وهموم الثقافة الجماهيرية ، فنحن لم نعد نريد موظفين يغرقوننا بالروتين والبيروقراطية ، على أن ترجع الأنشطة بمختلف المواقع والأقاليم الثقافية ما يعود بالإيجاب على المجتمع والبيئة المحيطة بشكل عام وخلق جيل جديد قادر على التواصل والابداع»
عرض  هاملت ، تأليف  وليم شكسبير، إخراج  سامح بسيونى، ديكور وملابس  وائل عبد الله ،إضاءة  وليد درويش،استعراض  محمد ميزو، إعداد موسيقى  أحمد لطفى
العرض من بطولة  فرقة قصر ثقافة الجيزة  : ممدوح الميرى «الملك كلوديوس»، أمير عبد الحميد «لايرتيث»، محمود نجيب «يولونيوس»، وفاء عبد الله « الملكة جرثرود 1» .هبة العطار « الملكة جرثرود2 «، عبد المنعم هشام «هاملت «، آلاء أشرف «أوفيليا 1»، نرمين عبد المنعم «أوفيليا 2»، يوسف عادل «هوراشيو»، متولى شداد «برناردو»، أحمد خالد «مارسيليوس»، أندرو أيمن «روزتكرانتس»، حسام الطحان» جيلدنستيرن»، مجدى عبد الحميد  «حفار القبور».
مدير الانتاج  محسن حامد ، مشرفو المسرح  «باسم القرموط، نادر منجى، هبة العطار، جيهان العطار»، الشنؤن الفنية بالفرع  هدى وقاد ، الشئؤن الفنية بالإقليم  باسم يوسف.


سمية أحمد