العدد 770 صدر بتاريخ 30مايو2022
في مقدمته لكتاب «دراما اللامعقول»، يؤكد مارتن اسلن انه لا يوجد كاتب واحد يمكن أن يصنف ضمن هذا التصنيف، كما لا توجد جماعة من الكتاب يمكن أن يندرجوا تحت هذا المسمى.
و يضيف اسلن أنها تمثل أسلوبا جديدا في الدراما وتقاليد أو سنن جديدة في الفن لم يعتدها من قبل. عندما ظهرت مسرحيات تهزأ بالمعايير القديمة التي ظلت تقاس بها المسرحيات قرونا كثيرة. ومن هنا ظهرت مسرحيات يونسكو وبيكيت وأداموف .
ان الجمهور الذي اعتاد على مشاهدة المسرحية التقليدية لم يكن قادرا على فهم هذا النوع من المسرحيات لأنه ينتظر أن يرى حدثا يتطور أمامه وشخصيات تتحدث وتفعل أفعالا يربطا منطق عقلي واضح. أما هذا النوع من المسرحيات فإنه يبدأ بداية متعسفة ويبدو أنه بسير باعتباطية وتعسف أيضا. ولهذا لم يتذوقه الجمهور في بداية الأمر (1) .
إن رأي مارتن أسلن السابق ينفي لا معقولية هذا النوع من الدراما أو عبثيتها، مؤكدا أنه نوع جديد ينتمي لتقاليد مسرحية جديدة تحتاج إلى معرفتها .
وهذا ما سيظهر خلال القراءة التحليلية لمسرحية في انتظار جودولبيكيت .
ولد صموئيل بيكيت في أيرلندا عام 1906، وبعد أن أكمل تعليمه وتخصص في الأدب الفرنسي سافر إلى فرنسا أول مرة عام 1926، ثم زار إيطاليا عام 1927. وفي عام 1928 عين مدرسا للغة الإنجليزية في إحدى مدارس باريس، ثم بدأ في العام التالي ينشر قصصه القصيرة في مجلة ترانزيسيون وبها نشر دراسة عن مارسيل بروست. وفي عام 1930 عاد إلى دبلن وعين أستاذا بكلية الترنتي، ثم نال شهادة الماجستير من نفس الكلية في العام التالي، لكنه بعد عام واحد استقال من الجامعة. وفي عام 1937 عاد إلى باريس ونشر نصوصه الأولى. بعدها نشر عددا من النصوص الأدبية لكنها لم تلق أي نجاح .
كان عام 1953 عام خير عليه، وفيه عرضت مسرحيته في انتظار جودو ونشر كتابه اللامنتمي وكتابه نصوص بلا جدوى. وفي العام التالي عرضت مسرحية في انتظار جودو بالإنجليزية في انجلترا ودبلن. وفي عام 1956 أنهى مسرحيته نهاية اللعبة ونشر بعدها مجموعة من المسرحيات منها رماد وفصل بلا كلمات والشريط الأخير والأيام السعيدة. وفي عام 1967 قام بالإخراج لأول مرة حين أخرج مسرحيته نهاية اللعبة في برلين. وبعد عامين أي عام 1969 حاز بيكيت على جائزة نوبل في الآداب .
تحليل مسرحية في انتظار جودو
تبدأ مسرحية في انتظار جودو ذات الفصلين بمنظر أمام شجرة في طريق ريفي وقت المساء، حيث يوجد إسترجون جالسا على الأرض يحاول انتزاع حذائه بلا جدوى أكثر من مرة. وعندما يدخل فلاديمير يقول إسترجون عبثا ولا يظهر إسترجون أي معرفة سابقة به، لكن يبدأ الحوار بينهما ويسأل فلاديمير كيف قضى ليلته بعد أن افترقا فيخبره إسترجون أنه قضاها في حفرة وأنه ضرب هناك. ويقول فلاديمير كان يجب ألا يسمحا للإحباط أن يسيطر عليهما منذ زمن. منذ عام 1900، بينما إسترجون مشغول بخلع حذائه. وبينما يتحدث فلاديمير عن قدرته على القفز من فوق برج إيفل وسباق الجميع ويكشف عن حزنه من عدم قدرته اليوم على صعود الرج وأن الحراس سيمنعونه، يجد إسترجون يسأله : ماذا سنفعل؟
يعبر إسترجون عن ألمه بسبب حذائه الذي لم يستطع أن يخلعه من قدميه، فيخبره فلاديمير أنه يشاركه ذلك الألم .
يبدو هنا أنأ كل شخصية من الشخصيتين (إسترجون وفلاديمير) يتحدثان، لكن حديثهما في الواقع لم يكن سوى حديث فردي بين كل منهما وذاته .
ان الحوار القائم بين إسترجون وفلاديمير يأخذ طابعا جادا ويبدو فيه الإنفعال الزائد عن الحد، وفي الحقيقة أن ما يقولونه يعد نوعا من أنواع استهلاك الكلمات. يقول إسترجون لفلاديمير:
(إسترجون: هل شعرت بالألم ؟
فلاديمير: شعرت بالألم ! ؟ يسألني إذا كنت شعرت بالألم !
إسترجون: (رافعا سبابته) هذا ليس سببا كي لا تزرر بنطالك. ) (2) .
إن هذا الحوار غير مترابط بين الشخصيتين متواجدين في نفس الموقف، وإنما يبدو أن كلا منهما يتحدث حديثا فرديا عدا بعض الإشارات الكلامية التي توحي أنهما يردان على بعضهم البعض، مثل رد فلاديمير: يسألني إذا كنت شعرت بالألم. إلا أن هذه الجملة أيضا لم توجه من فلاديمير إلى إسترجون مباشرة كأي عمل درامي تقليدي وانما يضع فعل السؤال في صيغة الغائب بقوله : يسألني. وليس تسألني .
يظل إسترجون يلح على فلاديمير أن يساعده في حل مشكلته مع حذائه. بينما ينشغل فلاديمير بقبعته وشعوره بها أو بدونها. وبينما يتأوه إسترجون من ضيق حذائه على قدميه ينشغل فلاديمير بالتفكير العميق ثم يكشف لإسترجون أنهما يجب عليهما أن يندما وحين يسأله إسترجون على ماذا. يرد عليه يجب عليهما أن يندما لأنهما ولدا. ثم يذكر فلاديمير أنه لم يعد قادرا على الضحك، فقط يبتسم ابتسامة خفيفة وسرعان ما تتحول إلى ابتسامة جامدة. فيرد إسترجون بأنه حرمان رهيب. وسرعان ما يسأل فلاديمير إسترجون هل قرأ التوراة، فيجيبه إسترجون إجابة غير دالة على شئ ثم يستطرد أنه رأى خريطة البحر الأسود وكان يعتزم أن يقيم شهر العسل فيه، وحين يصفه فلاديمير بأنه يقول شعرا، يشير إسترجون إلى ملابسة الرثة كأنه يقول أنه يبدو عليه ذلك .
ينتقل فلاديمير إلى الحديث عن المخلص واللصين وكيف أن أحدهما فاز بالخلاص الأبدي. وعندما يتساءل إسترجون عن نوع الخلاص الذي يتحدث عنه، يجيبه فلاديمير أنه الخلاص من جهنم. ثم ينتقل فلاديمير إلى الاعتراف لإسترجون أنه يضجر منه، لكن إجابة إسترجون لا يفهم، فيشرح له فلاديمير أن أربعة من الإنجيليين يعايشون كافة المواقف لكن واحدا فقط هو الذي ذكر أن أحد اللصين سيحظى بالخلاص من الجحيم، بينما يذكر واحد آخر من الإنجيليين بأن اللصين أساءا. ويسخر فلاديمير من اللصين فيقول أن المخلص لم يخلص اللصين من الموت وأنه لابد أنهما هلكا .
و بعد حركة مسرحية موصوفة حيث يتحرك إسترجون نحو الكالوس الأيسر ناظرا إلى بعيد ثم إلى الكالوس الأيمن ثم إلى الجمهور يخبر فلاديمير أن المكان جميل، ثم يخبره بعدها أنه لابد أن يتركا المكان. وحين يخبره فلاديمير أنهما لا يستطيعان، يتساءل إسترجون عن السبب، فيجد إجابة من فلاديمير أنهما ينتظران جودو .
وبعد أنا يتناقشان حول نوع الشجرة التي يراها كل منهما، يتحدثان عن متى يمكن أن يأتي جودو .
يعيدان الحديث عن الشجرة، وأنها لم تكن موجودة هنا بالأمس، ويتساءل إسترجون فجأة متى سيأتي جودو ؟
وحين ينام إسترجون بجوار الشجرة يوقظه فلاديمير بقوة ويسأله لماذا لم يدعه ينام ؟
يقترح إسترجون أن يشنقا أنفسهما على فرع الشجرة، وحين يخبره فلاديمير بأنه قد لا يستطيع حملهما، يقرران التجربة. يختلفان مرة ثانية في من يقوم بشنق نفسه أولا ويضعان المنطق الخاص لذلك، لكنهما يختلفان في رؤية كل منهما، فهما يقرران أن الأنحف والأخف وزنا يشنق نفسه أولا، لكن يختلفان من هو الأنحف. وأخيرا يقرران أن ينتظرا جودو في ذلك. وينتقلان إلى الحديث عن ما قالاه لجودو من قبل في توسل ورجاء، وأنه ما قالاه له ربما استشار فيه أسرته وأصدقائه وعملائه ومراسليه وسجلاته وحسابه في المصرف قبل أن يقرر إجابة مطلبهما .
و عندما يسأله إسترجون عن ما هو دورهما في ذلك كله، يجيبه فلاديمير بعد مماطلة يقرر أن دورهما هو المتوسل .
و حين يجلسان القرفصاء كالمقيدين يسمعان شيئا فيصيبهما الذعر ويتساءل فلاديمير أنه ظن أن القادم هو جودو، لكنه اكتشف أنه صوت الريح. لكنهما يختلفان مرة أخرى حيث يقرر فلاديمير أنه سمع أحدهم يصرخ .
يتحدث فلاديمير أنهما ربما أمضيا الليلة عند جودو حيث المكان دافئ وحيث يوجد الطعام وقش ينامان عليه. وهنا يتذكر إسترجون الطعام ويقول لفلاديمير أنه جائع، ويعدد فلاديمير ما معه من أطعمة : جزرة ولفت، يعطي فلاديمير إسترجون الجزرة ليأكلها بينما يحتفظ لنفسه باللفتة .
يتحدثان قليلا عن جودو، وعن أنهما مقيدان به، لكن فلاديمير يؤكد لإسترجون أنه ليس بعد .
يقفان فجأة ويجريان ناحية الكواليس ليشاهدا من القادم، فيجدا شخصين آخرين .
إنهما بوزو يقود لاكي بحبل طويل ربط في عنقه، ويعرف بوزو نفسه لفلاديمير واسترجون، وحين يخبره أنه يعرف امرأة اسمها جوزو تعمل بالتطريز، يهجم عليه بوزو مؤكدا أنهما ليس من هذه المنطقة .
يحاول إسترجون تهدئة الموقف فيعرف فلاديمير أن بوزو من عائلة إلهية. يتعامل فلاديمير واسترجون مع بوزو بخوف مبالغ فيه، فيعترف إسترجون أنه كان يظن أنه جودو، وحين يسألهما هل يعرفان جودو يستنكران إسترجون وفلاديمير أي معرفة به .
يأمر بوزو لاكي بإحضار السلة ويخرج منها قطعة دجاج وقنينة نبيذ وقطعة خبز ويبدأ في التهام قطعة الدجاج بالخبز ثم يشرب من قنينة النبيذ وأخيرا يغفو، ويلاحظ إسترجون وفلاديمير أن لاكي يغفو وهو واقف حاملا حملا ثقيلا .
إن رضاء إسترجون الجائع بالعظمة الملقاة بيد بوزو يجعله يسأل بوزو إن كان بحاجة إلى العظمة ثم يسأل لاكي، وعندما يتأكد من أنهما لا يريدانها يبدأ في التهامها في لذة، بينما يستمر بوزو في تدخين غليونه .
عندما يقترح فلاديمير على إسترجون أن يرحلا، يتدخل بوزو ويطلب منهما البقاء .
يشرح يوزو لإسترجون ولاكي أن عبده لاكي صار عبدا بمحض الصدفة، وفي نفس الوقت اختار هو أن يصبح عبدا له. وعندما يبكي لاكي ويقترب منه إسترجون بمنديل ليمسح دموعه يركله لاكي بقدمه ويحدث به ألما. ويتعجب إسترجون من رد فعل لاكي .
يكرر فلاديمير طلبه في الرحيل عدة مرات لكنه يمكث ويستمر في مجاراة بوزو في ألغازه. خاصة عندما يؤكد بوزو لفلاديمير واسترجون بأن جودو سوف يأتي .يتحدث إسترجون أنه يفضل حين يأتي جودو أن يرقص، لأن هذا سيصير أمرا مفرحا. ويتفق بوزو مع إسترجون في ذلك، ولهذا يأمر عبده لاكي بأن يرقص ليريهما كيف أن الرقص يدخل السرور في النفس .
بعد أن يسأل فلاديمير واسترجون لاكي سؤالا يجيب لاكي بإجابة فلسفية مطولة لا يفهماها في الوقت الذي يعبر بوزبو عن امتصعاضه من لاكي، ثم ينفر بوزو فجأة معلنا أنه يشم رائحة عفنة فيخبره إسترجون أنها من أثر قدمه وفم فلاديمير فيقرر بوزو الرحيل.
بعد أن يخرج بوزو ولاكي يدخل صبي فيسر إسترجون وفلاديمير بوصوله معتقدين أنه جودو، ويظلان يسألانه أسئلة كثيرة لا يفهم منها الصبي شيئا .
و بعد أن يهرب الصبي من أسئلتهما، يقرران الرحيل لغروب الشمس واقتراب الليل لكنهما لا يتحركان .
و في بداية الفصل الثاني يذكر المؤلف أنه في اليوم التالي في نفس المكان ونفس الوقت والذي يختلف هو أن الشجرة مليئة بالأوراق وليست أربع ورقات كما في الفصل الأول، كما أن قبعة لاكي ملقاة على الأرض والى جوارها حذاء إسترجون .يدخل فلاديمير متحسسا المكان كأنه يزوره للمرة الأولى، ويغني، ثم يبدأ في الحركة على خشبة المسرح جيئة وذهابا بحثا عن شئ وأخيرا يظهر إسترجون فيتعجب فلاديمير لمجيئة. يتحدثان في موضوعات مختلفة،يقوم فلاديمير بأخذ قبعة لاكي وإرتدائها بينما يأخذ إسترجون قبعة فلاديمير ويرتديها، وسرعان ما يأخذ فلاديمير قبعته ويعطي قبعة لاكي لإسترجون ليرتديها ويعلنان معا أن جودو قد تأخر .
يدخل بوزو ولاكي، وقد بدا على بوزو أنه فقد بصره ويحمل لاكي حاجياته .
و حين يسمع بوزو اسم جودو الذي ينطقه إسترجون يصرخ فجأة مستغيثا بالنجدة. وخلال مواقف مختلفة يعبر فيها عن العلاقة المتوترة بين فلاديمير وإسترجون من ناحية وبوزو والأعمى ولاكي الأخرس من ناحية أخرى، والكثير من المنازعات والانفعالات يقرر بوزو أن يصطحب لاكي ويرحل. وما إن ينفرد إسترجون وفلاديمير حتى يجدا الصبي من جديد .
يسأل فلاديمير الصبي إذا كان قد جاء بالأمس، فيجيبه الصبي بالنفي، وأنه يزور المكان لأول مرة .
يسأل فلاديمير أسئلة تخص شكل لحية جودو فيجيبه الصبي، وحين يسأله فلاديمير إن كان يستطيع أن يرسل لجودو رسالة عن طريقه فيجيب الصبي بنعم، وحين يفكر كل من فلاديمير وإسترجون ويتلعثمان في صيغة الرسالة التي يرسلانها إلى جودو، يقفز الصبي من جديد ويرحل .
و بينما يستعرض فلاديمير وإسترجون طرقا مختلفة لتقضية الوقت يقرران الانتحار، يفك إسترجون حبل بنطاله، ويجربان لكنهما يفشلان في ذلك. وأخيرا يقرران الرحيل لكنهما لا يتحركان ويسدل ستار نهاية المسرحية .
و تكشف المسرحية أن شخصين معدمين يإتيان إلى طريق لا يجدا به سوى شجرة انتظارا لشخص يدعى جودو، ونفهم من حديثهما أنهما المخلص من كل ما بهما من حال سيئة وأنه يمثل الأمل في حياة سعيدة .
طوال يومين كاملين مشحونان بالأحاديث والانفعالات والصراعات أحيانا لا يجدا من جاءا من أجله، ومع ذلك يغلق ستار نهاية المسرحية وقد عزما على الحضور في اليوم التالي لانتظاره .
المدهش أنهما ينتظران شخصا لا يعرفانه، شكلا أو على أقل تقدير هم ينتظرانه في مكان غير مسبق الاتفاق عليه للقاء .
إن فعل الانتظار هو الفعل الرئيسي الذي يشغل حيز اهتمام شخصيتي المسرحية الأساسيتين، وليس حدثا يتطور من تمهيد ثم تعقيد فذروة وحل، كما في الدراما التقليدية .
و بالرغم من أنه لا شئ يحدث في المسرحية، إلا أن الزمن يتحرك وبسرعة ملحوظة، فالشجرة تبدو ذات أربع أوراق في الفصل الأول وفي اليوم التالي نجدها ذات أوراق كثيرة جدا. انه التعبير عن مرور الزمن خلال معطيات المنظر المسرحي .
أنه الأمل الإنساني دائما في أن مخلصا خارجيا سوف يغير من ثوب حياة البشر ويغيره إلى ثوب السعادة والهناء، بعيدا عن الألم والاحتياج الذي لا ينتهي .
إن بكيت هنا يقدم دراما من نوع مختلف عن سابقتها التقليدية، وربما لا ينطبق عليها قول لا معقول كما يكره أن يطلق عليها كتاب هذا النوع من المسرحيات، ولكنها مسرحيات جديدة ذات أفكار وجماليات مختلفة عن تلك التقليدية .
إن ثيمة الانتظار اللامجدي، تعبر عنه مسرحية في انتظار جودو تعبيرا جيدا تشعرنا بالملل من الانتظار وبعدم جدواه، فالفعل الإنساني هو الذي يحدد وقت وجود الأشياء وليس التمني والانتظار لمن يحققها .
المراجع :
كتاب: دراما اللامعقول. تقديم واختيار: مارتن اسلن. ترجمة: صدقي عبدالله حطاب. الكويت: المجلس الوطني للثقافة، ط2، 2009 . ص 2 .
صمويل بيكيت: في انتظار جودو . ترجمة : بول شاؤول. بيروت: منشورات الجمل، بدون تاريخ .