في المعهد العالي للفنون المسرحية .. مشاريع تخرج الدراسات العليا بمعايير احترافية

في المعهد العالي للفنون المسرحية .. مشاريع تخرج الدراسات العليا بمعايير احترافية

العدد 728 صدر بتاريخ 9أغسطس2021

قامت أكاديمية الفنون، المعهد العالي للفنون المسرحية فرعي القاهرة والإسكندرية بإقامة مشاريع التخرج للدراسات العليا حيث شهد مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية ومسرح قصر ثقافة الجيزة العروض الخاصة بفرع القاهرة، كما شهدت مكتبة الإسكندرية العروض الخاصة بفرع المعهد بالإسكندرية ولاقت معظم العروض استحسان الجمهور، والتقت مسرحنا مجموعة من أصحاب هذه المشاريع للحديث عن تجاربهم وكواليسها .

في البداية قال أ.د مدحت الكاشف عميد المعهد العالي للفنون المسرحية، إن المعهد قدم عددا من مشاريع الدراسات العليا للطلاب الملتحقين بالأقسام المختلفة، وجاري دراسة إعادة عرض تلك المشاريع بعيدا عن الامتحانات بما يليق بأكاديمية الفنون والمعهد العالي للفنون المسرحية خلال الفترة المقبلة، أما عن تقييم المشاريع فيصعب التصريح بأي تقييمات حاليا.
فيما قال أ.د علاء قوقة رئيس قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية فقال: يمكننا القول أن المشاريع بشكل عام بلغت نسبة الجيدة جدا منها 70?، و20? أعمال جيدة، 10? مستواها بين المقبول والضعيف، وأضاف «قوقة» أعداد المقبولين هذا العام في الدراسات العليا مقارنة بالسنوات الماضية في تزايد كبير خاصة بعد فتح شعبة الإخراج المسرحي الموسيقي، فهذه المرة الأولى التي يصل عدد عروض المشاريع إلى 28 عرض بخلاف أن هناك طلابا لم تكتمل عروضهم واعتذروا قبل العروض.
وأضاف «قوقة» أما عن شعبة الإخراج الموسيقي فهو التيرم العملي الأول وتعدت نسبة العروض الجيدة ال60? لكنها البداية حيث أن الدراسة كانت صعبة بالنسبة للطلاب نظرا لظروف كورونا بالإضافة لقصر التيرم فلهم التقدير على ما استطاعوا تقديمه.
مسرحية «الجلف» للكاتب أنطون تشيكوف، بطولة حازم القاضي، إنجي كمال، محمد هاني، إعداد موسيقي الطيب سلامة، ديكور عمرو الأشرف، تصميم إضاءة وليد درويش، هندسة صوتية أحمد درويش، تصميم بوستر نورا فاو، مخرج منفذ أحمد عزت، تصوير فوتغرافي أحمد فرحات، تصوير فيديو ومونتاج أبو العزايم الوكيل وتحت إشراف أ.د سميرة محسن، وإخراج الفنان طارق صبري والذي حدثنا عن مشروع تخرجه قائلا: النص يوضح ويغوص في المشاعر الإنسانية بسلاسة شديدة وهو من النصوص السهلة التي يغلب عليها الطابع الكوميدي، وتلك الطريقة التي يكتب بها تشيكوف نظرا لأن كان لديه قاعدة في الكتابة من الكتابات الهزلية التي كان يكتبها في بداياته، وهي من مسرحيات الفصل الواحد الخفيفة فيها شخصيات قليلة.
وأضاف «صبري» النص فيه مباراة تمثيلية ما بين الأرملة الأربعينية التي تعيش على ظلال زوجها الذي كان يخونها وتحاول الإخلاص له حتى بعد وفاته، و ضابط متقاعد فيه شكل من «الجلف» كما كُتبت المسرحية يقتحم حياتها، فنرى التضادات التي تحدث في المشاعر الإنسانية منذ بداية المسرحية حتى آخرها، والانقلاب الشديد الذي قام به تشيكوف في الكتابة وهي من طرقه في الكوميديا وهذا ما اتبعته حتى في إخراجي للنص أن يغلب عليه ما يجعله كوميدي.
وتابع الفنان «طارق صبري» اخترت هذا النص تحديدا لكوني أحب النصوص التي تضم عدد محدود من الشخصيات، وأن يكون به مشاهد كثيرة تلك التي تشعر أنها سينمائية أكثر فيمكن أن يتحول النص بسهولة شديدة لفيلم سينمائي أشاهده على شاشات التليفزيون أو السينما،  وشخصياته حقيقية جدا وفيها تناقضات بشرية وليس بها العظامية أو الكمال التي قد نراها في بعض النصوص من خلال بعض الشخصيات، فرأيت النص قريب من الواقع وحي قد يحدث بشكل عادي، نصا كوميديا وأنا لم أجرب الشكل الكوميدي في تقديم النصوص في الدراسات العليا على مدار المشروعين السابقين واخترت أن يكون آخر مشروع تخرج شبيها بالأعمال ليس التجارية ولكن التي تعرض في القطاع الخاص في سوق المسرح المفتوح، ولا أعلم إن كان سيتم إعادة عرضه فلم أتخذ القرار بعد لكن الخيارات كلها متاحة.
فيما قال «حازم القاضي» ممثل مشارك في مسرحية «الجلف»: سعدت جدا بالعمل في مسرحية «الجلف» إخراج صديقي طارق صبري واستمتعت بالعمل مع أصدقائي محمد هاني وإنجي كمال، وكواليس العمل كانت خفيفه ومرحة وسعيدة وعملنا بحب شديد جدا لاننا جميعا أصدقاء وأردنا تقديم عمل «دمه خفيف» وله معنى وذكرى حلوة لنا، والعرض تأليف انطوان تشيكوف ويتحدث عن فكرة الطبقية والفرق بين الطبقات العليا والسفلى أو عامة الشعب، وعن اختلاف الفكر والأيدلوجيات بينهم، والعلاقة بين الرجل والمرأة ونظرة كلا منهم للأخر والاختلافات بين الجنسين، عرض جميل ومهم لكاتب كبير، تمصير العمل وتحويله للعامية المصرية شئ عظيم وهو أكثر ما لفت انتباهي من البداية  لأنه سيعطي طعم ومعنى جديد للمسرحية لقربها من لغتنا وعاميتنا المصرية.
وأضاف «القاضي» أقدم شخصية «الجلف» أو الدب شخص من الطبقة العادية «الشعب» وهو لديه دين لدى أحد رجال الطبقة العليا وبعد وفاة هذا الرجل يتوجه لمنزله ويطالب بحقه وأمواله من زوجته السيدة الأرستقراطية، وهي لا تستطيع دفع الأموال ويحدث العديد من المفارقات فتدور الأحداث بشكل كوميدي ساخر، والصراع بينهم بعد أن كان مادي يتحول لطبقي ثم لصراع بين رجل وامرأة.
وتابع لاقى العرض استحسان كبير من الجمهور وكان للأستاذة الدكتورة سميرة محسن المشرفة على المشروع فضل كبير في تخرجي وتعلمت منها الكثير.
بينما العرض المسرحي «أفكار جنونية» موسيقى وألحان أحمد حسني «سابواي»، تشيليو حمدي، كامنجا مينا، والإيقاع زيزو، منفذي الإخراج محمد حمام وعبدالباري سعد، ملابس أميرة صابر طالبة في قسم الديكور، وديكور مينا رضا، وإضاءة وليد درويش، وبطولة عبدالله عبد الغني، محمد هاني، نسمة عادل، كرولس رضا، ورضوى إيهاب، ومحمد عادل، وهو مشروع المخرج حازم القاضي والذي تحدث عن تجربته مع الإخراج فقال:
انشغلت منذ فترة بشخصية هاملت التي كتبها وليم شكسبير، فقدمت هذا الدور أثناء دراستي ودرست الشخصية والمسرحية، الشخصية بتشابكاتها النفسية وصراعاتها الداخلية والدراما التي صنعها شكسبير.
وأضاف« القاضي» بعد فترة وجدت أن نجيب سرور راودته فكرة لها علاقة بهاملت ففي المشهد الخامس من مسرحية هاملت وليم شكسبير قال جملة على لسان هاملت وهي« إنه هيسجل في الدفتر بتاعه حاجة معينه حتى لاينساها» فقرر نجيب سرور أن يحضر الدفتر ويرى ما الذي كُتب في دفتر هاملت، فبداخله كلمات كثيرة «ملخبطة» نتيجة للهزة النفسية والاضطرابات والشكوك والصراعات التي بداخل هاملت، كلام لايفهمه أو يقرأه سوى هاملت، استعنت بهذا النص، فأوصلني للكثير في دراستي لشخصية هاملت والمنظور الذي رأى من خلاله نجيب سرور هذه الشخصية، ثم راودتني فكرتي أنا بالدمج بين الفكرتين برؤية جديدة تماما.
وتابع “حازم القاضي” تسائلت ما الذي سأضيفه لعرض قدم مئات المرات بأشكال مختلفة، فقررت أن أقدم «هاملت جوه دماغ هاملت»، وقمت بعمل دمج بين الكلمات الشعرية التي كتبها «سرور» والتي تعبر عن الحالة الداخلية للشخصية وبين الدراما التي كتبها وليم شكسبير من خلال الماستر سينز للشخصيات الرئيسية التي أثرت على تفكير هاملت وغيرت في حياته، فقلصت شخصيات وليم شكسبير واستعنت بالشخصيات المؤثرة الملك والملكة و أوفيليا وهوراشيو صديق هاملت وحفار القبور، واستعنت “بالماستر سين” لكل شخصية من شكسبير وبدأت جعل شكسبير - في درامته -  يرد على نجيب سرور بكلماته ونجيب سرور يرد عليه، مناظرة بين كاتبين، هنا كانت الفكرة أن أفتح عقل هاملت وأجعل المسرحية كلها تدور داخله، ونرى ما يدور فيه ويأتي الرد من سرور وشكسبير
أما عن استخدام السينوغرافيا أو الصورة فقال «القاضي»: حاولت تجسيد مايدور بداخل عقل هاملت فاعتمدت على الفراغ الكبير وعمق المسرح؛ استخدمت كل ماهو فراغ في المسرح حتى يعبر عن فكرة العمق المجهول بالنسبة لهذه الشخصية وتفتيشه داخل طرق واسعة وطويلة، كما استخدمت اللون الأسود على المكان كله لأضفي حالة من الغموض والتوهان الذي يحدث للشخصية، كما استخدمت «برتكبلات» أو المستويات بشكل مختلف بأطوال مختلفة «60 و40 و20» وباتجاهات مختلفة ومتشابكة حتى أظهر حالة المتاهة والصعود والهبوط داخل رأس الشخصية وتخيلاته، استخدمت مثل أفرع مضيئة رسمت بها شكل للمخ -عمق-  ورسمت بها شكل للأوعية الدموية وأيضا استخدمتها لتعبر عن حالة ضخ الدماء داخل «دماغ» هاملت حين يكون مضطرب فيكون سريع وحين يموت في اللحظات الأخيرة النبض يكون بطئ فكانت معبره جدا، بإلإضافة للأشياء التعبيرية مثل شكل كرسي العرش الذي تخيلته تابوت من وجهة نظر هاملت، والحب بالنسبة لأوفيليا سيكون عبارة عن قلب «ملفوف» عليه سلك شائك فبدأت التعبير عن رموز داخل دماغه حسب ما يراه هو.
وأكد «حازم»  لم تواجهني صعوبات سوى لكوني معيد بالمعهد فقد تزامنت امتحانات الطلاب مع مشروعي، وواجهت ضغط كبير، لكن الأكاديمية والمعهد دائما يوفروا لنا كل سبل الراحة والمسرح كان مجهزا بكل الإمكانيات.
واسترسل « القاضي» المسرحية حققت رد فعل جيد على المستوى الأكاديمي والجماهيري، وإشادة أساتذتي في المعهد بالعرض والفكرة والرؤية الإخراجية والتناول وكذلك الجمهور استمتع بالحالة، هناك اقتراح حول عرضه على خشبة مسرح الطليعة بعد إطالة مدته لأنه نصف ساعة كما أسعى لتقديمه في مهرجانات وعلى مسرح الدولة.
فيما أشارت الممثلة إنجي كمال المشاركة في مسرحية «الجِلف»: الدور لسيدة أجدها من وجهة نظري «شايفه نفسها»، أحبت زوجها رغم خيانته لها، وتحاول ان تثبت ذلك لنفسها وله حتى بعد وفاته، في نفس الوقت هي ضعيفة الشخصية فحين رأت غيره أعجبت به وأحبته لأنها كانت تشعر بالحزن والوحدة.
وأضافت «كمال» هي مخلصة ولكنها مذبذبة، قدمنا العرض بشكل كوميدي، ومع الأحداث نجد كيف أنه برغم ثرائهم ماديا إلا أنهم « فاضيين» من الداخل، هي تتحدث الفرنسية وتشعر أنها غنية جدا لكنه مجرد مظهر خارجي، فزوجها كان ينفق من ثروتها حتى أصبحت فقيرة وتدعي الثراء.
أما عن البرو?ات مع الفنان طارق صبري كمخرج كانت ممتعة ويعمل معنا في أجواء كوميدية وخفيفة وجميعهم أصدقائي.
فيما قال عبدالله عبد الغني ممثل مشارك في مسرحية «أفكار جنونية» وطالب بالفرقة الأولى قسم التمثيل والإخراج: المخرج حازم القاضي من الشخصيات الرائعة بخلاف أنه معيد بقسم التمثيل والإخراج وقادر على توجيه الممثل وإظهاره في أفضل صورة، أما عن الدور فهاملت من أصعب الشخصيات في تاريخ المسرح عموما لأنه تعرض للكثير من الصدمات في عمر صغير، ومحمل بكم كبير من الصراعات الداخلية و النفسية والتساؤلات التي جعلت أمير يبلغ من العمر سبعة عشر عام يتحول لشخص مشتت ووصل لدرجة من الجنون، ومع توجيهات القاضي استطعنا تحويل الشخصية من الورق إلى «لحم ودم» يظهر عليها الجنون والهذيان والتساؤلات التي كان يمر بها، كما أن إعداد المسرحية كان مختلف وممتع لأنه يجمع بين رؤية شكسبير ورؤية نجيب سرور وهذا كان الأصعب في الأمر أن نجمع وجهتي النظر في عمل واحد ونقدمه بهذا الشكل.
وتابع الحديث اختلاف العمل كان في أن العرض كله يدور في رأس هاملت، أما عن كواليس العمل اتسمت الحب، بالإضافة لتعاون الممثل محمد هاني ودعمنا لأنها التجربة الأولى لنا كممثلين على خشبة المعهد العالي للفنون المسرحية، والممثلين أضافوا التفاصيل للشخصيات الأخرى لأننا جميعا أصدقاء بعيدا عن المسرحية.
أما محمد هاني ممثل تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية وحاصل على دبلومة في الإخراج الدرامي والمشارك في مسرحية « أفكار جنونية» فقال :
 لعبت شخصية الملك «عم هاملت» الذي قتل أخيه الملك السابق ليرث العرش بالاتفاق مع «جيرترود» زوجة الملك المقتول ووالدة هاملت؛ ليصبح هاملت ضحية الأم والعم فهو شخصية جاحدة لكل الأوصال الاجتماعية، ومتجمدة المشاعر، ولكنه على مستوى الظاهر يبدو عكس ذلك تماما فهو داهية وماكر يعلم جيدا كيفية تزيف وإبدال حقيقته، ومن هنا بدأت أتوجه بدراسة اصطناع صدق المشاعر، فسيكون طبيعيا جدا وصادقا ولكن ما يظهر دناءته هو اختلاف وجوهه التى يظهرها مع اختلاف المواقف، و هذا ممتعا للغاية.
وأضاف «هاني» أما بالنسبة للكواليس فكانت رائعة جدا استطاع المخرج «حازم القاضى»  أن يخلق روح أسرية وأخوية داخل البرو?ة مما جعل الحفظ ودراسة الأدوار أمرا سهلا للغاية، احتجنا ثلاث برو?ات فقط لنحفظ الأدوار، ولكن الصعوبة التى واجهتنا هى أن العرض مأخوذ عن هاملت لوليام شكسبير ومذكرات جنونية في دفتر هاملت لنجيب سرور، ما جعل صياغة وبيئة الكلمات المكتوبة في النص أصبحت هجين ما بين ثقافتين مختلفتين و في الوقت ذاته الشخصيات في عرض أفكار جنونية واحدة لا تتغير مما أضاف عبئا على الممثل لكى يجعل الكلمات خارجة من ذات الشخصية وليست من ذات المؤلفين التى هى بالطبع ليست واحدة.
وتابع الموسيقى الحية أضافت لدى الممثل تحد؛ حيث تم التدريب عليها في البرو?ات مما جعلنا نقوم بعملية “التوليف” معها إيقاعا وحالة، وأشكر كل زملائي في العرض طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية و المخرج الفنان حازم القاضى على هذه التجربة الرائعة الفريدة من نوعها.
 صيد الفئران تأليف بيتر توريني وديكور محمد صلاح، مكياج روان علاء، إضاءة وليد درويش، كيروجراف إسماعيل مصطفى، إعداد موسيقي أحمد السمان، مخرج منفذ أحمد السمان ودراماتورج وإشراف أ.د محمد عبد المعطي، وإخراج محمد خلف والذي قال عن مشروعه:
إن جمالية الإبداع الفني في هذا النص تميزت عن معظم النصوص العالمية التي تطرح نفس الفكرة، كما ا?ن طريقة التناول التي قدمها” توريني” كانت أقرب إلى البساطة والتعبير عن حالة المجتمعات الغربية، كما ا?ن الشخصيات المسرحية كتبت بـ“هو” و“هي” حتي يرمز لهم في المجتمع الرا?سمالي الاستهلاكي، ‏‎وتنوعت أفكار”توريني” وا?فكاري و لكن لم يختلف السياق كثيراً.
وأضاف “خلف” يطرح “صيد الفئران” أفكار الشباب الطموح الذي يرى ا?ن قيود المدينة تزداد مع الوقت، كما يطرح ا?يضا ا?ن المجتمع طبقات كل طبقة تتغذى علي الا?خرى، وكثير من الا?فكار التي تدين المجتمعات بما يحدث للفئة البسيطة المستهلكة.
‏‎وتابع لم تكن هناك صعوبات بل كان الا?ساتذة والطلاب والموظفين ‏‎الجميع يقوم يبذل قصاري جهده لدعم التجربة، ‏‎بالإضافة لدعم أ.د محمد عبد المعطي ‏‎المشرف على هذه التجربة لتخرج هذه التجربة بالشكل الذي يليق با?كاديمية الفنون والمعهد العالي للفنون المسرحية منارة الفن في الوطن العربي، ‏‎وإن شاء الله سنقدم هذه التجربة في مسارح مختلفة خارج المعهد العالي للفنون.
وأشار علاء هلال ممثل العرض المسرحي» صيد الفئران»
التجربة كانت مميزه، فقد عرضت بشكل مختلف عما سبق وتم تناوله والذي شاهدته كثيرا، حيث بدأنا جميعا التفكير في لماذا كتب المؤلف هذا النص، وبدأنا البحث عن مشكلة الإنسان التي يطرحها النص، فشخصية « هو» مرهقة لما لديه من اضطراب نفسي بسبب ضغوط المجتمع وفقدانه الثقة في من حوله، في حين إنه على عكس ما يظهر فهو شخص محب للناس ولنفسه، وهو كان يبحث عن فرصة وعن إنسان يجعله يعرف الدنيا والحياة ويبدأ اكتشاف ما بداخل هذا الإنسان، وحين يلتقي بالفتاة يبدأ اكتشافها واكتشاف مميزاتها وعيوبها وما تحبه وتكرهه، وحين يحبها وتحبه يحدث الحدث الدرامي الخارجي وتموت وهو يقتل، ولكنه يسأل جثمانها بعد وفاتها ما اسمك على العكس مما يحدث معنا في الحقيقة فأول ما نسأل عنه هو الاسم ثم يبدأ معرفته لكن « هو» عرفها أولا ثم بدأ البحث عن الاسم.
هالة فستق ممثلة العرض المسرحي “صيد الفئران” والتي تحدثت عن شخصيتها وكواليس العمل: النص ديو دراما مما جعل هناك مسئولية كبيرة منذ اللحظة الأولى، المشكلة التي واجهتني أن الدور”هي” في النصف الأول من العرض كانت انفعالاتها داخلية جدا ومبهمة طيلة العرض، ولا تظهر أي شئ للشخصية التي تقف أمامها”هو” على عكس “هو” منذ البداية يكشف حقيقته ويقول وجهة نظره في الحياة، على الرغم أنه بالبحث داخل الشخصيات تجد أنها كانت الدافع والمحرك المستتر لكل ما يقوم به “هو”، تكمن صعوبة الشخصية في تأثير العقد الداخلية وتأثير المواقف على شخصيتها الخارجية فتظهر متعددة الوجوه التي لا تمثل حقيقتها، تعاطفت معها أحيانا وأخرى تأخذني لشخصية أقرب لفتاة الليل، تراكمات لعقد نفسية تتمسك دائما بأقنعتها والخوف الشديد من إظهار انفعال حقيقي حتى ادركت انها مع شخص تطمئن لحقيقتها معه، ف “هي” دلالة للتخلص والتعري من أمراض المجتمع، وإظهار الجانب الحقيقي للإنسان دون زوائد يفرضها هذا المجتمع فالإنسان حين يتخلص من القيود يصبح إنسانا حقيقيا.
وأضافت” فستق” على صعيد الأداء فكل فصل منهم يحتاج لمجهود معين بداية من حركتها التي بدأت بشكل محسوب ومصطنع ووصولها تدريجيا أن تصبح طبيعية وحقيقية كان الأداء يميل للهدوء والرقة والخبث الذي اعتادت التعامل به مع جميع الرجال، وصولا للأداء الطبيعي والمريح الذي يميل لخفة الروح والسلاسة وبعض البرائة والسذاجة النابعين من الراحة والأمان التي أصبحت تشعر بهم، لم يكن من السهل إظهار كل تلك الصراعات التي بين السطور للمتفرج ولكنني قدمتها من خلال وجهة النظر أنها قوية مع كونها ضحية، وذكية، فقصدت توضيح انها ليست عاهرة، وتلك أحد رسائل العرض أنه بالرغم من قسوة المجتمع فبداخل الأشخاص إنسانية لم يتخلو عنها.
وأخيرا فالمخرج محمد خلف كان مهتما بالتفاصيل وبكل التجارب التي نحاول تقديمها، مستعد دائما للتطوير و يهيئ الجو المناسب للبروفات، تركيزه عال يناقش كل التفاصيل، وأتذكر ليلة البروفة الجنرال كنت مرهقة وخائفة وأشعر وكأن كل المعلومات تداخلت ورغم انه يفترض أن يكون أكثرنا توترا ولكن كان أكبر مشجع لنا، و كان سبب من أسباب نجاح المشروع.
مسرحية «الليلة القمرية الأخيرة» بطولة أحمد عزت، محمد وائل، عبدالفتاح الدبركي، تأليف أحمد عصام، إعداد موسيقي نور عفيفي، إضاءة وليد درويش، ديكور رشا غطاس، ومخرج منفذ محمد عزت، وتحت إشراف أ.د علاء قوقة، وإخراج رشا سامي والتي قالت عن تجربتها
مدة العرض 45 دقيقة، والعرض مأخوذ عن نص للعراقي علي عبدالنبي الزيدي، يدور حول ثلاثة شخصيات الطاهي والأخين عزيز وصبري، ففي منتصف ليلة ما وعلى غير موعد مسبق يفاجئ الأخوين بقدوم طاه يعرض عليهم المساعدة لإصلاح حياتهم ويضعهم في موقف صعب، يجعلهم يوافقون على إبقاءه في منزلهم سبعة ليالي قمرية كاملة، وفي هذه الفترة يسيطر عليهم تماما ويحاول التفرقة بينهم لينتهي الأمر في الليلة القمرية الأخيرة بقتل الأخ الأصغر أخيه الأكبر، النص سياسي بشكل غير مباشر، حيث يشير إلى التنازل والضعف والتشتت الذي تمر به بعض الشعوب خوفا من مواجهة المواقف الصعبة التي تهدد أمنهم.
وأضافت” سامي” السينوغرافيا كانت مشارك أساسي في العرض، ورسالتي هي توضيح ما يحدث الآن في وطننا العربي، ولم نواجه صعوبات في تنفيذ العرض، ولاقى العمل إشادة من زملائي وأساتذتي في أكاديمية الفنون وإن شاء الله سنشارك في المهرجان القومي والتجريبي.
وشارك في عرض «الليلة القمرية الاخيرة» الممثل محمد وائل والذي قال عن دوره: أجسد شخصية «عزيز» الأخ الأكبر لصبري، يتسموا بالسذاجة الشديدة، ويتمكن شخص غريب وهو الطاهي أن يستولى على كل مايملكون ويحرمهم من الطعام والشراب لسبعة أيام داخل منزلهم، بعد أن أقنعهم أنه يستطيع إيداعهم السجن لقتلهم كلبه عن طريق الخطأ أثناء تسلله إلى المطبخ للبحث عن بعض الفتات ليأكلها والتي كانت مسممة للقضاء على الحيوانات، وسنكتشف في النهاية أن الطاهي هو الذي باع لعزيز هذا السم ولم يتذكره سوى في النهاية عندما تمكن الجوع والعطش منهم وصولا لقتل عزيز على يد صبري بالسم في الليلة الأخيرة من الليالي السبع لينجو وحده، فهذا هو الحال بين المحُتل والمستعمر على مستوى العالم، بالتهديد والتخويف يمكن السيطرة على عقول الكثير والتفرقة بين الأشقاء سواء دول أو أشخاص، بالتفرقة استطاع الطاهي احتلال المنزل وقتل عزيز الأخ عن طريق أخيه متخذا مبدأ «فرق تسد»      
وتابع لم تواجهنا صعوبات فقط ضيق الوقت لكن المعهد كان يحاول توفير ما يستطيع من قاعات للعمل ومسرح مجهز، ووقت كاف لعمل البرو?ات، وكذلك كواليس العمل كانت رائعة وهناك تناغم سريع بين أفراد الفريق جعل العمل ممتع مما جعلنا نقدم عرضا مناسبا لخشية المسرح بأكاديمية الفنون.
فيما أضاف أحمد عزت المشارك أيضا في « الليلة القمرية الأخيرة»: المسرحية تنتمي للمذهب التعبيري، وبها بعض الملامح الرمزية، ودور الطاهي الذي أجسده هو رمز عن الشخصيات التي نظن أنها تتولى إدارة العالم وقيادة الأنظمة وتتحكم دائما في المجتمعات والشعوب عن طريق الاقتصاد وسياسة التجويع لضمان السيطرة وهذا ما يحاول الغرب دائما صنعه في المجتمعات العربية.
وأضاف« عزت» لم نواجه صعوبات لأن رشا شامي مخرجة واعية بدرجة كبيرة لما تقدمه وكانت تذلل دائما العقبات التي تواجهنا كممثلين فلغة النص لها أكثر من دلالة على مستوى الألفاظ المستخدمة والمشاهد التي يمكن أن تظهر بأكثر من رؤية.
مسرحية «الضباب» تأليف يوجين أونيل، ديكور منى عبدالصادق، إضاءة وليد عادل، إعداد موسيقي خالد منشي، كيروجراف إبراهيم الزيادي،إشراف أ.د محمد أبو الخير وإخراج محمد ذكي والذي بدأ الحديث عن مشروعه قائلا : اخترت هذا النص للكاتب الهام ليوجين أونيل حيث يناقش «الدواخل» الإنسانية جدا، ومعروف عن يوجين تطرقه للمدرسة التعبيرية، فأحببت التطرق إلى تلك المدرسة والتجريب وخوض عالمه.
وأضاف« ذكي» تدور المسرحية حول أربعة  أشخاص شاعر ورجل أعمال وسيدة وطفل، السيدة والطفل لايتحدثوا ونكتشف أن الطفل « ميت» قبل أن تبدأ المسرحية، ويحدث بين الشاعر ورجل الأعمال مناقشة فلسفية بين الطبقتين طبقة الشاعر - الذي كان همه أثناء غرق السفينة وقبل أن يستقل مركب النجاة ان يهتم بالطفل والسيدة والذي كان ينزل للناس في الدرجة الثالثة- ورجل الأعمال الذي كان يشغله عمله ويعود لعمله ويرى أن الناس أصحاب الدرجة الثالثة لايجب أن يجلس معهم أحد، العرض يناقش قضية فلسفية وأردت توضيح فكرة عدم الاهتمام بالمهمشين وأننا نبدأ تذكرهم بعد رحيلهم.
وتابع لم يكن هناك صعوبات، فالمعهد وفر لنا القاعات و الطبيعي أن البروفات والعمل يكون به مجهود في شرح ما الذي يريده النص للممثلين وما الذي نريد قوله بخلاف التواصل مع الديكور، ولا أعلم إن كان سيتم عرضه مره أخرى في أحد مسارح الدولة، لكن أتمنى ذلك بالتأكيد.
محمود الغندور ممثل مشروع «الضباب»: أدرس بالفرقة الثانية قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وكان يدربني قبل الالتحاق بالمعهد المخرج محمد ذكي، ودوري في العرض هو الشاعر الذي يهتم بأصحاب الدرجة الثالثة وكان دائم يتوجه للجلوس والحديث معهم على ظهر السفينة.
وأضاف» الغندور» وقت تحضير العرض كان يتزامن مع الامتحانات لكن ذكي كان يشجعنا لنعمل ووفقنا في تقديم عرض جيد، استفدت كثيرا من التجربة خاصة أنها البطولة الأولى على خشبة المعهد العالي للفنون المسرحية.   
إبراهيم عادل ممثل مشروع «الضباب»: التجربة مع ذكي كانت مميزة خاصةً وأنها الثانية معه بعد «ملحمة السويس»، حيث أشارك كممثل ومخرج مساعد في «الضباب» واعتبرها تجربة جديدة ومختلفة حتى في الإخراج لأنهم شخصين على سفينة في البحر والضباب يخيم على المشهد لدرجة أنه إلى حد ما لا يرى كل منهم الآخر حتى يبدأ الضباب في الاختفاء، و دوري هو رجل الأعمال الذي يهتم بالأموال والوقت أكثر من أي شئ آخر في حياته، والذي يرى أن أصحاب الدرجة الثالثة لا يستحقوا الجلوس أو الحديث معهم.
وأضاف«عادل» صعوبة الدور كانت تكمن في محاولة عمل “كاركتر” له في طريقة حركته ووقوفه وضحكته وأسلوب خاص يوضح تلك الطبقة التي ينتمي إليها فعملت على فكرة الوقت والمال وجعلت في حركته “لهفة”، وكذلك فكرة يده المرفوعة دائما لمستوى الكوع لكثرة جلوسه علو المكتب وضحكته التي تحمل شئ من السخرية فكان الأمر مرهق أن أحافظ على هذا الأداء طيلة الوقت والحمد لله خرج العرض بشكل لائق.
العرض المسرحي « الحبل»، للكاتب يوجين أونيل، إضاءة وليد درويش، ديكور نوران خالد، ومكياج ناريمان الملاح تحت إشراف أ.د سميرة محسن، للمخرج كريم محجوب والذي قال عن تجربته:
تحكي المسرحية قصة إبراهام بنتلي الكهل البخيل الذي يملك مزرعة على شاطئ المحيط ويحفظ آيات الكتاب المقدس ويرددها طوال النهار في رياء وصخب، لقد تزوج مرتين، وله ابنة من الزوجة الأولي، وإبن عاق من زوجته الثانية سرق مال أبيه الذي كان يحرص كل الحرص على إخفاءه وهرب من البيت، فيعلق بنتلي حبلا في سقف الجرن معقودا على شكل مشنقة، ويتوعد ابنه انه سيعود ذات يوم إلي البيت وحينئذ لابد أن يشنق نفسه مكفرا عن خطيئته، فتسخر منه ابنته التي امتلأ قلبها حقدا علي أبيها لأنه قسى على والدتها المتوفاة، وتزوج عاهرة بعد وفاتها وانجب منها لوقا الذي سرقه وهرب بماله، وتبدأ المسرحية من اللحظة السابقة على عودة الابن العاق لوقا إلي بيت أبيه - وهنا يتضح لنا أن العرض يستند إلي تيمة «عودة الابن الضال، المستوحاة من الإنجيل- ويتحد الابن وزوج الابنة رغم ما بينهما من نفور وشقاق، ضد الأب الذي يخفي المال، وتوحدهما المنفعة المشتركة حتى يحصلا على المال، وذلك بان اتفقا على أن يضغطا على الكهل حتي يبوح لهما بالمكان الذي يخفي فيه ماله، حتي لو اضطرا على تعذيبه بوسائل وحشية قد لا يتحملها سنه وصحته، فالابن يريد النقود حتي يبعثرها علي متعه ورفاقه، وزوج الابن يريد المال حتي يخرج من أزماته المالية المتعثرة  ويصبح ثريا يحيا في رفاهية، وهو يعتقد أنه قد تحمل الكهل بما فيه الكفاية، أنفق عليه من دخله المحدود  من النجارة ما يزيد علي طاقته ولابد أن يحصل علي الثمن الآن، وعندما ينزل المتآمران، الابن وزوج الابنة ، للبحث عن الكهل وإرغامه علي البوح بمكان إخفاء نقوده، تكون الحفيدة (ماري) قد اكتشفت مكانها ، وقامت برميها في البحر، لندرك مرارة عاقبة الشر والجشع.
وقال «محجوب» عن رؤيته الإخراجية للعمل، إن المسرحية تعرض لنا مجموعة من الشخصيات الكريهة، ورغم ذلك فهي تتسم بنوع من الجمال الدقيق، فتعتبر مسرحية الحبل من مسرحيات أونيل عن البحر، التي كتبها في المرحلة الطبيعية من حياته، قبل أن يتحول إلي التعبيرية، حيث وجد في الطبيعية سبيله إلي عرض نماذجه البشرية الدنيا التي التقى بها في السفن والموانيء والحانات والفنادق الحقيرة، يعمد أونيل فيها كالطبيعيين إلى تصوير الواقع تصويرا ماديا دقيقا دون أن يقترح حلا أو يفرض إصلاحا، ودون أن يبرر تصرفا، أو يدافع عن سلوك، أو يتقيد بالأداب العامة، فيعرض لنا شريحة من حياة عائلة بنتلي، وعلاقاتهم المتشابكة، وبالتعمق في قراءة مسرحية الحبل، نجد أن المسرحية ليست طبيعية خالصة، بل نجد بها لمحة رمزية، فالحبل الموجود في المسرحية والذي سميت به، له دلالات رمزية، فهو من جهة يرمز إلي وسيلة التكفير عن الذنب، عن طريق الشنق، والتي يسعى إليها الأب بنتلي من أجل جعل ابنه يشنق نفسه للتكفير عن ذنبه، و لتطهيره ، ويظل هذا الحبل معلقا خمس سنوات في انتظار عودة لوقا، وكأن هذا الذنب لا ينسى ولن يغفره القدر، وفي تفسيري لرمزية الحبل، أري أن ذلك الحبل الذي علق فيه الأب الأموال التي يسعى إليها لوقا به رمزية أخرى، فهو يرمز بشكل ما إلي «الحبل السري» الذي يمنح الحياة، فكأن لوقا بعد أن يتطهر من ذنبه سيولد من جديد عن طريق الحبل الذي قد يرى فيه نهايته عن طريق الشنق، ولكنه سيكون بمثابة ميلاد جديد له، بعد التطهير والتكفير عن ذنبه، ووصوله إلي النعيم بالحصول علي الأموال .
وأضاف «كريم محجوب» العمل هو رمزية دينية مستوحاة من قصة عودة الإبن الضال، ويؤكدها الأب على المسرح ، من خلال ترديده لأيات من الإنجيل طوال الوقت، وتلك العلاقة التي تربطه بالحبل، وإصراره الشديد علي أن يقوم لوقا بشنق نفسه به، فأونيل لم يكتف بمجرد التصوير الفوتوغرافي للحياة، بل كتب مسرحية الحبل في حبكة درامية ذات رسالة وهدف، وترشد إلي المصير السئ للجشع والطمع مسستخدما الرمز، ويمكن أيضا في رأيي ملاحظة لمحة تعبيرية في المسرحية من خلال منولوجات الشخصيات التي يلقونها على المسرح، فنجد البنت تسهب في عرض ذكرياتها وأحاسيسها الداخلية في هجومها على الأب في بداية المسرحية، وكذلك لوقا عند تذكره توعد والده له قبل هربه بعد سرقة المئة دولار، ولذلك قد اخترت لإخراج هذا العرض الواقعية الطبيعية، جامعا بينها وبين المدرسة الرمزية لما تحمله المسرحية من رموز تتمثل في الحبل وعلاقته بالشخصيات وأيضا العلاقة بين المكان والبيئة علي ساحل البحر وعلاقتها بشخصيات المسرحية.
نورهان خالد «طالبة ممتحنة» ديكور عرض الحبل، تحت إشراف أ.د مصطفى سلطان، للمخرج كريم محجوب
إن الديكور المسرحى ليس فنا منفر بذاته و لكنه فن يتعايش مسرحيا مع الفنون الا?خرى كالتمثيل و الا?ضاءة و الموسيقى لخدمة النص المسرحي؛ فالديكور عامل أساسي و مهم في العرض المسرحى ا?ذ انه يعطي الجو العام للمسرحية، و ما يدور من ا?حداث، حقاىق، مفاهيم، ا?خلاقيات، و ا?حاسيس،  و هو الذي يعطي الانطباع الا?ول للجمهور عن كل ما يراد توصيله من مفاهيم و ا?حاسيس إليه فهو النبضة الا?ولى للعرض المسرحي.
وأضافت «خالد» إذن فالديكور ا?حدى لغات الخشبة الذي من خلاله يمكن تبليغ الكثير من الرساىل دون قولها و بهذا يشكل ضرورة في بنية العرض المسرحي، ففي عرض مسرحية الحبل للكاتب يوجين ا?ونيل التي تم عرضها في امتحان الدراسات العليا استطاع تصميم الديكور التعبير عن رو?ية المخرج و عن العمل لان دور الديكور هو ا?يجاد البيىة المناسبة للموضوع المسرحي الذي يصنعه المو?لف و توضع من خلالها رو?يا المخرج و رو?يا مهندس الديكور بعد قراءة النص و حضور البرو?ا فتوضع الخطوط الا?ولى لهذه البيىة «الاسكتش» التي سيتحرك بداخلها الممثلون مع المراعاه في التصميم لأماكن الا?بواب و النوافذ بناءا على الحركة التي يضعها المخرج للممثلون.
وتابعت الحديث، ففي عرض الحبل كان المكان عبارة عن مخزن خشبي على البحر و في تصميمه بالاتفاق مع المخرج صممت الاسكتش بالواقعية و بعض الا?ساليب الرمزية لخدمة النص المسرحي، و ما تدور به من صراع و ا?حداث و تعمدت في تصميم  الاسكتش عمل شقوق في الخشب  ليظهر و يبرهن الصراعات الداخلية لهذه الا?سرة و عن عدم ترابطهم، و كراهية الا?خت لأخيها و كراهية الأب لابنته، و كان الحبل هو رمز العقاب لكن يظهر في آخر المسرحية انه ليس ا?لا للتطهير عن ذنب الابن   فالعمل يرتكز على «تيمة» عودة الابن الضال الموجودة فى الا?نجيل والتي تروي حادثة سرقة ابن لا?بيه وهروبه، ثم عودته ضالا كما ذهب - لا?خذ بقية مال والده بعد إفلاسه - ويجعل الا?ب رغم فرحته وتسامحه في حقه مصرا على تطهير ابنه بالا?قدام على شنق نفسه بحبل ا?عده له منذ سنوات غيابه ليستحق عفو الرب، والدولارات الذهبية التي يخبي?ها له خلف الحبل - فبالتطهير يكون قد عاش بعد ا?ن مات- يحرك النص الصراع الداخلي لشخصيات مرسومة بدقة معظمها تبحث عن ما تراه حقها وتبرره دون ا?ي اعتبارات ا?خرى ..وهي ليست شرا خالصا بل واقعية تظهر الا?فات البشرية من تناقض وفردية ومادية تشوه الروح وتضيع الا?حلام.
اما« ا?ني » ابنته فا?ول ما تنطقه عند دخولها « ا?ف « فهي حانقة داي?ما على حياتها وعلى ا?بيها تحبه وتخاف عليه وتقسو ا?يضا وتراه السبب في موت والدتها بسوء سلوكه معها وبخله ..يسكنها جرح ا?مها وتقسو لدفع ا?بيها للتطهير ا?يضا  و بذالك استطاع الديكور التعبير عن رو?ية المخرج و العمل.

مشاريع تخرج المعهد العالي بالإسكندرية
مسرحية” الدرس “ تأليف أوجين يونسكو، مخرج منفذ محمد عطا، ديكور لبنى الإمام، توكا جمال، إضاءة محمد المأموني، بطولة ماريا أسامة، أيمن رونالدو، نور رامز ، إعداد موسيقي محمد الهلالي، وتحت إشراف د.أشرف ذكي، وإخراج نضال الشافعي والذي قال عن تجربته:
اخترنا الدرس وشرفت بالعمل مع مجموعة من المواهب بالأكاديمية ومجموعة من النجوم في العرض، والمسرحية تأليف أوجين يونسكو، وهو نص من مدرسة العبث وحاولنا تقديمه برؤية جديدة ، فحين قدمها أوجين كان الأساس فيها أن يوضح فكرة العبث والانفصال بعد الحروب.
وأضاف”الشافعي” وحولنا الأستاذ من ذكر إلى الأستاذة أنثى وهي لديها من الأسباب للنقمة على العالم مثل الأستاذ وقد يكون أكثر منه، كما حولنا تلميذ إلى تلميذة وهذا من قبيل أن الإنسان إذا كان يجسده الرجل أو المرأة فالمعاناة والمأساة واحدة وفكرة عدم صدق العالم واحده وتلك كانت الفكرة الرئيسية.
وتابع أما عن تجربة الإخراج فسبق وشاركت أثناء دراستي بالمعهد العالي للفنون المسرحية سواء كممثل أو مخرج في المهرجان العربي أو العالمي، ولكن الحقيقة من خلال المعهد تزداد معرفتي ولهذا قررت استكمال دراستي.
مسرحية «الخطوبة» بطولة حسن خالد، شيري المصري، ديكور نهى عبدالمنعم، موسيقى عمرو زيدان ، تحت إشراف أ.د نبيلة حسن وإعداد وإخراج نور الصيرفي حيث قال عن مشروعه
أحاول تقديم مسرح يحبه الناس ويستمتع به من كل الجوانب ليس فقط من الجانب المنضبط بالمعايير الأكاديمية، وفي المجمل الأمر كان سهلا ولم تواجهنا صعوبات في تنفيذه، والنص تأليف تشيكوف لمسرحية قصيرة اسمها« الخطوبة»، والنص مفارقة كوميدية بين شخص تقدم لخطبة جارته « العانس» إلى حد ما فيحدث بينهم مشاحنات في البداية على ملكية الأرض وكل منهم يتعصب لرأيه فيترك المكان وينصرف، ثم يعودوا للمحاولة مرة أخرى والحديث فتتكرر المشاحنات والتعصب حين يبدأوا الحديث عن أي من كلابهم الأفضل وهكذا يختلفوا حول أشياء تافهة، وفي النهاية «المصالح تتصالح » والرغبة في الزواج تحكم الأمر، وتنتهي بزواجهم.
وأضاف« الصيرفي» النص بسيط إلى حد ما ليس به تعقيدات، حاولت تقديمه بالعامية المصرية البسيطة ليصل للجمهور فلم يكن هناك صعوبات والتقيت كاست جيد من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية منهم شيري المصري وحسن خالد بالإضافة للمخرجة المنفذة وهي طالبة بالمعهد، فقدموا العرض في أفضل صورة.
السيناريست وائل يوسف ممثل مشروع «الخطوبة»: اتجهت للكتابة منذ ثلاثة عشر عاما وابتعدت عن التمثيل ولكن حين طلب مني نور الصيرفي تقديم دور لوماس في مسرحية الخطوبة استغليت الفرصة أن تكون تلك التجربة هي العودة خاصة واني أحب المسرح، وأثق في الصيرفي حيث كان آخر عرض قدمناه سويا خلال الفرقة الرابعة من المعهد العالي للفنون المسرحية « تايتنك هتحب تاني» وحضر العرض وقتها الراحل يوسف شاهين.
والدور لشخص أراه من وجهة نظري مدعي المرض يحب جارته « نوتاليا» ويتقدم لخطبتها ويحاول التقرب منها وأثناء ذلك يحدث بعض من سوء الفهم بينهم والأمر يفشل فيقوم الأب بالإصلاح بينهم، ثم أثناء الحديث عن كلاب الصيد يخطأ في الحديث عن كلبهم فيتجدد سوء الفهم ويظل الصراع دائر بينهم، فطيلة الوقت يتحدث عن أشياء ويدعي أنه يفهمها مما يوقعه في الخطأ بخلاف وهمه الدائم بالمرض في حين أنه إنسان طبيعي لايعاني من الأمراض.
وقالت الممثلة شيري المصري المشاركة في مسرحية «الخطوبة»: تجربتي مع المخرج نور الصيرفي كانت مختلفة، فمنذ البداية نبحث عن تفاصيل معينة في الشخصية، أن تكون طبيعية جدا وليست فانتازية، حيث أننا نقدم عمل « لايت كوميدي» لكنها كوميديا الموقف فلا ندعي أن « دمنا خفيف وبنضحك» وهذا النوع تجربة جديدة بالنسبة لي وأحببتها وساعدني المخرج كثيرا لخروج هذه الشخصية.
وأضافت « المصري » سعيدة جدا بزملائي ولم تواجهنا صعوبات سوى أنه كان هناك استفتاء أراء عن الشخصية وسُألت لماذا لم تتزوج وهي جميلة مما جعلني اكتشف أن الأمر ليس فقط جمال فهي تصرفاتها طائشة ولا يعجبها أحد والجميع « يطفش منها».
أما حسن خالد ممثل مشارك في مسرحية « الخطوبة» فقال:  التجربة كانت صدفة، فكنت أتمنى العمل مع الصيرفي بعد متابعتي لعمله وطريقة توجيهه للممثل وأفكاره في الإخراج من خلال تدريسه لمواد العروض ومحاضراته في المعهد العالي للفنون المسرحية، ورغم عدم اقتناعه أنه يمكنني تقديم الدور من الناحية الجسدية إلا أنه قرر منحي الفرصة، وبحثنا في تفاصيل الشخصية وكيف تتحرك وتتحدث وسمح لي بمساحة من الارتجال للدور لم أحظى بها مع مخرج آخر مع حفاظه على نسق وإيقاع العرض، بإلإضافة للإفيهات التي أضافها للورق بعد تحويله للعامية.
والدور هو تبكوف فاسيليفتش، هو شخصية كاريكاتورية كوميدية تمثل مفارقات الآهل و تناقضاتهم في زواج الفتيات، فهو رجل مسن في ال65 أصابه الهرم، شيوعي إقطاعي صاحب أملاك و أراضي، و لكنه دائم الشكوى و ضيق الحال، بخيل ، يطمح لزواج ابنته التي لم يتقدم إليها أحد من قبل، متعصب لرأيه جدا و مع ذلك فهو يمكن أن يتغاضى عنه مقابل رضى ابنته نتاليا و زواجها، فهو متناقض، يمارس التأثير على الآخرين و استعطافهم من خلال الافتعال و استخدام الطبقة البكائية من صوته الأجش، عنيف إلى حد ما و لكنه خفيف الظل جدا.
وأضاف«خالد» أهم ما يميز شخصية تشبكوف في العرض المسرحي هو تلقائيته في التعامل، و أيضا و« النقلات» الحادة في الشخصية ما بين البكاء و الضحك و الغضب و الفرح، مفارقات الشخصية في مشاعرها و أفعالها أمر كان دائما يحفزني على تجربة الجديد، حيث أن مساحات التمثيل و التجريب كانت مختلفة و لا تنتهي أبدا، و هذا ما ساعدني في خلق روح خاصة لهذه الشخصية الكاريكاتورية.
أما الصعوبات فلم يكن هناك الكثير من الصعوبات أثناء العمل على التجرية، و لكن كان يشغلنا التفكير في كيف سيكون شكلها الخارجي، طريقة السير و الكلام، فمن الصعب اختيار طبقة صوتية لهذه الشخصية، و هذا ما أرهقني قليلا؛ حيث إنني شاب في العشرينات عليّ أن اقف على خشبة المسرح و أقنع الجمهور بأنني رجل في الستينيات من عمره وبعد تجريب ما يقرب من 10 طبقات صوتيه مرهقة تم الاستقرار على واحدة، أما عن الشكل الخارجي فكان أمر صعب آخر ، كيف سيكون تشبكوف عجوز كوميدي كاريكاتوري دون أن استخدم أكلاشيهات الهرم المعتادة كالأتب و ثني الظهر و غيرها من التفاصيل الفجة، و جاءت فكرة المخرج في تركيب «كرش » و هذا ما قد أخذني إلى منطقة أخرى قد تكون أصعب و لكنها كانت ممتعه ايضا و هي استخدام ريأكشنات و تفاصيل الوجه و الرقبة و القدمين في جعل الشخصية تبدو أكثر هرما، التفاصيل الخارجية للشخصية في الصوت و الشكل هي أصعب ما تم التعامل معه في أداء الشخصية و لكنه أيضا من أمتع اللحظات التي مرت علي في مذاكرة تشبكوف.
أما عن دوره في مسرحية «الكاتب في شهر العسل « مشروع المخرجة أمال عبدالعزيز فقال:  التحضيرات كانت سهلة  ولم نستغرق وقتا إلى حد كبير ، فقد كانت المخرجة آمال عبد العزيز واعية جدا لما يقدمه المؤلف على الورق ، كما كانت مهتمة بخروج المسرحية بشكل مختلف من ناحية التمثيل فكان ورق المسرحية واضح إلى حد كبير و الشخصيات شفافة جدا و خاصة شخصية الكاتب، و يرجع ذلك لوعينا بالورق و ما يجب ان نقدمه و بأي شكل يجب ان يكون .
وأضاف «خالد» اما عن شخصية الكاتب و تفاصيلها التي كتبت واضحة جدا على الورق و تم ذكرها على لسان الشخصية الثانية « الزوجة» و على لسانه هو أيضا، فإن الكاتب هو رجل في الثلاثينيات من عمره ، مشهور و معروف، شكاك و حاد في مشاعره ، صريح ، مثقف ، مغرور ، قارئ و محلل نفسي، ملامح واضحة تماما لشخص يعرف كيف يتكلم و متى يصمت و بأي عين ينظر للأمور، و لذلك كان يجب أن يكون اداءها هادئ و بسيط و بدون افتعال أو تلون مبالغ فيه، فما يميز شخصية الكاتب هو ظهور صفاتها من دوافعها و أفعالها البسيطة على خشبة المسرح إلى أن يصل إلى مرحلة الانفجار لتظهر أيضا عواطفه التي منعته من الاستسلام لطلب الزوجة مثلا على رغم من إحساسه بفخ منها، و هنا كانت الصعوبة فكيف سيظهر ذلك للجمهور و يختفي عن الزوجة ، هذه المفارقة التي أخذت جهد حتى نصل إلى مستوى مقبول من اخفاء المشاعر المقصود، و لكن بالفعل كانت تجربة مميزة تمتعنا فيها بجرعة من أداء التمثيل الطبيعي، الغير مشروط بضوابط المسرح القديم.
مسرحية « الكاتب في شهر العسل» تأليف علي سالم بطولة حسن خالد، هاجر رشاد، وتحت إشراف أ.د نبيل منيب، وإخراج أمال عبدالعزيز والتي قالت عن مشروعها
تدور الأحداث حول الكاتب في شهر العسل حيث احب فتاة وتزوجها وبعد مرور سبعة أيام من الزواج بدأ الشكل في كل شئ حوله أنه وسيلة للتجسس عليه» بائع البطاطا، الجرسون» وحتى الذبابة التي تدخل الغرفة، يشك أن هناك أجهزة تنصت داخل التليفون، وتحاول الزوجة أن تغير فكرته أنها مجرد هواجس وخيالات وأنه مريض ولابد أن يخضع للعلاج، فلاتجد فائدة منه وتطلب الإنفصال، فيحاول إصلاح الأمر ويخبرها أنها مجرد هواجس، وحين يجدها تصر على موقفها يبدأ بنوع من الهجوم أن كل ماصرح به حقيقي ويتهمها بالمرض وان كل زيجاتها كانت فاشلة فيشتد الصراع بينهم، فطيلة الوقت نجدها الزوجة الهادئة التي تساعد زوجها للتخلص من مشاكله وتشفق عليه حتى تحدث النقلة وبدون أي مقدمات تتحدث عبر الهاتف وتقدم تقريرها بأنه ليس لديه انتماءات سياسية أو ينمتي لجماعات، وتخبرهم انه كان عليهم الإنتباه لان الشك ساوره في الجرسون وبائع البطاطا وحتى الذبابة وهم بالفعل عناصر و الزوجة في الأساس جاسوسة وتستعد للزواج من شخص جديد للقيام بنفس الأمر.
وتابعت»عبدالعزيز» قصة مستمرة ومع التطور التكنولوجي أصبح هناك وسائل أخرى تحجب قدسية الإنسان وحريته سواء التعبير أو الفكر، وأنه في بعض الأحيان الخيانة تكون من أقرب الناس إلينا ولا نتوقعهم، وعلى الرغم من أن الكاتب كشف كل العناصر حولهم إلا انه لم يستطيع كشف زوجته التي أحبها ووثق فيها فهو واقع نعيشه وسنعيشه واقع مستمر فقط يتطور من وقت لآخر، وبرغم قدم المسرحية إلا أنها معاصرة.
أحاول التحضير لعرض المسرحية بعيدا عن المعهد العالي للفنون المسرحية، وشجعتني د. نبيلة حسن عميد المعهد العالي للفنون المسرحية بالإسكندرية لأخطو نحو الإخراج الاحترافي على مسارح الدولة بعد تجربتي الأولى مع هذا العرض خاصة أنه لدينا عدد محدود من المخرجات مما شجعني أكثر.
واسترسلت ..الأمر لم يكن سهلا ولكن المشرف العام على المشروع د. نبيل منيب يشجعني ويناقش معي الأفكار، فقد بذل كل الأساتذة جهدا كبيرا ليضعونا على الطريق الصحيح، أما عن الصعوبات التي واجهتني فكانت اختيار الممثلين والتزامهم معي، ولكن وبرغم الصعوبات التي كانت تواجههم لخضوعهم للامتحانات في نفس فترة البرو?ات كانوا على قدر المسئولية والجميع دعم التجربة من زملاء وطلاب، فمنفذ الديكور طالب بقسم الديكور وساعد في التمثيل طالب في قسم التمثيل والإخراج هشام حسن والمخرجة المنفذه طالبه أيضا اسمها سوزان الشيخ.
هاجر رشاد ممثلة مشروع « الكاتب في شهر العسل» : العرض ديودراما، وأجسد خلاله دور زوجة الكاتب، التي تحدث بينهم مشادات في شهر العسل لأنه يهتم بالكتابة فتغضب وتبدأ توجيه اللوم والأسئلة وتحدث العديد من المشاحنات والصدامات بينهم، حتى نكتشف في النهاية أنها جاسوسة وتزوجته للحصول على معلومات معينة، وقد سبق وفعلت ذلك مع غيره من ممثلين وكتاب ونقاد وعلى استعداد أن تقوم بذلك مع آخرين.
وأضافت«رشاد» كنا فريق عمل جيد يجمعنا الحب والتفاهم وقد وفرت لنا أ.د نبيلة حسن كل ما أحتجنا إليه وكذلك أ.د نبيل منيب المشرف على الرسالة وساعدنا الزملاء نور الصيرفي وهشام حسن ومحمد عطا وسوزي مما جعل المسرحية تخرج بهذا الشكل الجيد، وسعيدة بتجربتي مع المخرجة آمال عبد العزيز وأتمنى عرضه مرة أخرى.
مسرحية « أنا في انتظارك»بطولة أحمد إيهاب، يوسف الكسار، ديكور لبنى الإمام وتوكا جمال، إضاءة محمد المأموني، تحت إشراف أ.د نبيلة حسن، وإخراج محمد عطا
النص تمصير محمد مجدي و ومحمد دنيا، والنص الأصلي كان قائما على فكرة الارتجال، ممثلان تجولا في جنوب أفريقيا و شاهدا الأحداث والمعاناة التي يواجهها الشعب هناك، وبناء عليه ارتجلا  العرض، بحيث وضع لهم المخرج الأفكار الثابتة وهما يرتجلان ويصيغ المخرج أفكارهم، ففكرت في تطبيق الفكرة في مصر ونرى المشاكل في نفس الإطار الذي يتم العمل به في النص الأصلي، واستعنت بالأفكار الرئيسية وبدأت تطبيقها مع الممثلين وبدأت أرى نتيجة قريبة من النص الأصلي ولكنها بعيدة في نفس الوقت فنحن نتحدث عن مجتمعنا مع الحفاظ على النص الأصلي
و أضاف «عطا»  كان أمامنا مشكلتان الأولى أنه في النص الأصلي ينتظروا المخلص وهو « سيدنا عيسى» عليه السلام حتى ينقذهم مما يمروا به، ونحن إذا تحدثنا عنه سندخل في الاتهامات بإزدراء الأديان لأن هناك كوميديا قائمة على هذا الأمر، فتحدثنا عن المخلص أو المختار أيا كان نوعه أو صفته الأهم أن ينقذنا، فبدأنا في كل لوحة ننتظر القادم ولا نعرفه فقد يكون إنسان أو قطار أو أي شيئا آخر، وفي النهاية رسالتنا ان المسألة لا تحتاج لشخص معين بل يمكننا فعل هذا بأنفسنا
وتابع اعتمدت رؤيتي الإخراجية على مدرسة العبث ولعبنا بسينوغرافيا المكان والإضاءة، والانتقال من مكان لآخر سريعا بدون مقدمات، من خلال مؤثرات وموسيقى ساعدتنا في فهم الجمهور لما نريده.
وأخيرا من الصعوبات التي واجهتنا فقط تغيير المسرح من المسرح الكبير للصغير وبالتالي اضطررت لتغير الديكور، و أتمنى عرضه مرة أخرى بعيدا عن المعهد.
يوسف الكسار ممثل مشارك في مسرحية «أنا في انتظارك» : كانت من أجمل التجارب التي مررت بها، والنص كان رائع وتحمسنا له رغم أن العرض تزامن مع الامتحانات وكنا نقوم بعمل تدريبات قبل البرو?ة أنا وأحمد إيهاب وكان يمرر لنا المخرج أي إضافات ولم أشعر أنه عمل بل كنا أخوه وأصدقاء ولهذا خرج بما يليق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وأتمنى تكرار تلك التجربة مرة أخرى.
أما عن الدور فهي مجموعة من الشخصيات في البداية شخصان ينتظرا المنتظر في محطة القطار وشخصيتي كانت مثال لمن مل الانتظار ودائما ليس لديه أمل والشخصية الثانية هي ممثل هاوي ومغني يتمنى أن يحقق حلمه يسير دائما سعيدا في الشارع حتى يلتقي بضابط ينهره والذي يجسد من خلاله الصعوبات الكبيرة التي تواجهه في تحقيق حلمه، بينما الدور الثالث فهو شاويش في السجن يعامل المساجين بقسوة ويعرضهم لأبشع أنواع التعذيب، والشخصية الرابعة هي شخصية منشد داخل السجن يشعر بالأمل ويدعي وينشد على أمل أن يأتي المخلص وأيضا يتعرض لأبشع أنواع التعذيب، والشخصية الخامسة هي سعيد طفل يعمل صبي جزار ووالدته عاهرة ويتعرض لمضايقات من زبائن والدته بمعايرتهم الدائمة له وينتظر أيضا المخلص وفي نهاية العرض نعود للشخصية الأولى ولكن بعد مروره بكل تلك الأمثلة فيتحول لشخص متفائل ولديه أمل في قدوم المختار ، وكل شخصية منهم لها أبعاد نفسية وجسدية واجتماعية .
أحمد إيهاب ممثل مشارك في مسرحية « أنا في انتظارك» : العرض ديوكوميدي، والدور في البداية عباره عن رجلان ينتظرا شخص ما مفترض انه سيحل مشاكلهم، تختلف شخصياتهم فأحدهم المتفائل والآخر يرفض فكرة وجوده، ويطلقوا على الشخص المنتظر اسم المخلص، ونشاهد خلال العرض مجموعة من الاسكتشات المختلفة التي تنقلنا بين ست أو سبع مواقف مختلفة بين شخصيات مختلفة « الضابط والممثل، الجزار والصبي، الشاويش والمسجون» ..وهكذا  
وأضاف «إيهاب» في كل لوحة يظهر احتياج كل شخص فيهم للمخلص حتى منتصف العرض فيتحول المتفائل لمتشائم والعكس، وبعد ان يتخيلوا أنهم رأوا المخلص يخافوا من الناس التي تريد تعكير كل شئ متمثلين في أشياء كثيرة فقد يقتلوه فيسألوا أنفسهم لماذا لم نفعل شئ ولكن حين يصلوا لهذا السؤال يكون «القطر فات»
وتابع ..تعدد الشخصيات والانتقال من حالة لحال بملابسها واكسسواراتها بحالتها الشعورية والجسدية وكوننا على الخشبة منذ فتح الستارة حتى غلقها تقدم كل منا ست شخصيات لا يشبهوا بعضهم البعض كان تحد رائع وسعيد بهذا التنوع.
واسترسل في الحديث قائلا  استمتعت بالتجربة فهو كوميديا خفيفة والمشاركين في العرض جميعا أصدقاء والجميع أراد الخروج بأفضل ما لديه، الأزمة الوحيدة كانت في ضيق الوقت بسبب الامتحانات التي ظهرت قبل العرض يأيام.


روفيدة خليفة