مخرجو العروض: نتمنى إقامة المهرجان في موعد ثابت وعمل ورش موازية

مخرجو العروض: نتمنى إقامة المهرجان في موعد ثابت وعمل ورش موازية

العدد 840 صدر بتاريخ 2أكتوبر2023

أسدل الستار على الدورة التاسعة عشرة من مهرجان هواة المسرح – الجمعيات الثقافية” دورة الكاتب يسري الجندي “  التي احتضنها مسرح قصر ثقافة روض الفرج وأقيمت في الفترة من 15 وحتى 19 سبتمبر، عقدت الدورة تحت رعاية د. نيفين الكيلاني وزير الثقافة، وإشراف عمرو بسيوني رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وتنظمها إدارة الجمعيات التابعة للإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر مسعود شومان، وقد تشكلت لجنة تحكيم هذه الدورة من:د. أحمد مجاهد، د. عبد الناصر جميل، الفنان هاني كمال، وضمت لجنة النداوت الناقد محمد الروبي، الكاتب إبراهيم الحسيني، والناقدة داليا همام. كرم المهرجان  في هذه الدورة عددا من القامات المسرحية من الراحلين والأحياء فمن الراحلين د. كمال عيد، د. أحمد حلاوة، د. على الراعي، الكاتب محمود دياب، الكاتب يسري الجندي، الكاتب محمد أبو العلا السلاموني، مصممة الأزياء نعيمة عجمي، الكاتب والشاعر عبد العزيز عبد الظاهر، ومن الأحياء د. صبحي السيد، الفنان رشوان توفيق، الفنانة عزة لبيب، الفنانة منال سلامة، الفنان مفيد عاشور، الفنان ضياء عبد الخالق، الفنان عزت زين والفنان عبد الغني نادر .
 خصصنا هذه المساحة لنتعرف على آراء المخرجين الذين شاركوا في المهرجان وكذلك لجنة التحكيم و إنطباعاتهم عن هذه الدورة من المهرجان
 إقامة الندوات أبرز إيجابيات الدورة 
قال المخرج أحمد الغزلاني مخرج عرض «سبع ورقات كوتشينه» لفرقة  جمعية رواد قصر ثقافة دمياط  تأليف عبده الحسيني:  مهرجان الجمعيات الثقافية فعالية مهمة ومميزة،  وترجع أهميته إلى احتكاك الفرق بعضها ببعض، وكان أهم ما يميز الدورة التاسعة عشر هى توصيات لجنة التحكيم التي تضمنت ضرورة استمرارية المهرجان، وتحديد موعد ثابت له وهو «سبتمبر» من كل عام، كذلك تنوع العروض المقدمة من عدة محافظات ساعد على رؤية المخرجين لرؤى مختلفة، ومتعددة، كذلك عقد ندوات بعد العروض، وهو من أبرز الإيجابيات حيث يستفيد  منها صناع العروض في تلافي سلبيات عروضهم                                                                                                
وعن أمنياته للدورات المقبلة قال: أتمني أن يكون هناك اهتمام إعلامي أكبر بهذه الفعالية المهمة، كذلك يجب مراعاة الفرق القادمة من محافظات بعيدة، فمن الصعب أن تقدم عروضها في نفس اليوم الذي تصل فيه للقاهرة، فهو يعد أمرا شاقًا للغاية، ويجب أن يتوفر قسط مناسب من الوقت لكي تتمكن العروض من تجهيز عروضها بشكل جيد.

 نتمنى تنفذ توصيات اللجنة العليا بتجوال العروض الفائزة
فيما قال المخرج أحمد رجائي  مخرج عرض « ضلع مؤنث سالم « للجمعية المصرية لهواة المسرح  : أهمية المهرجان تكمن في توفير فرص الاحتكاك والتعلم من خلال مشاهدة عروض مختلفة من ربوع مصر، والتعرف على فنانين زملاء، و تلعب الندوات دورا مهما جدا في التعلم؛ وعن أمنياته للدورات المقبلة تابع : أتمنى أن  تحصل العروض على وقت أكثر في التجهيزات فيكون هناك عرض واحد كل ليلة حتى تكون الفرص متكافئة وعادلة كما أتمنى أن تنفذ توصيات اللجنة العليا للمهرجان وعلى رأسها تجوال العروض الفائزة بمحافظات وأقاليم مصر،  وأتمنى أن تتاح الفرصة لأن تحضر كل الفرق المهرجان كاملا، لأن المشاهدة هي الجائزة الكبرى، وأخيرا أتمنى أن تقام ورش صغيرة على هامش المهرجان حتى تتيح الفرصة لأكبر عدد من الفنانين المشاركين من مختلف المحافظات للاحتكاك والتعلم ويكون المهرجان قد حقق أهم أهدافه.

أتمني دعم الفرق إنتاجياً وتوفير إقامة كاملة طوال فترة المهرجان
وقال المخرج شريف النوبي مخرج  عرض « قسمه «:ربما لا يفقه البعض تعريف «مسرح الهواة» فهو يعد جامعة فنية مناضلة ارتبطت بالفن وهموم الحياة، وانخرطت في المجتمع، وقاوم كل ماهو ظالم وجائر وسلبي، تارة بالأسلوب المباشر البسيط، وتارة أخرى بالشكل المجرد ذا الدلالات والرموز ذات النزعة المكثفة، وأصحاب هذه العروض لا يتقاضون فيها أجورا ولكنهم يشاركون للاستمتاع.
أضاف: مسرح الهواة له الريادة في التجريب، في حين كان الركود والروتين يخيم علي مسرح الدولة، ولذلك يلجأ بعض الأكاديميين للمشاركة فيه ولا يمكنني أن أكتب عن أهمية مسرح الهواة في سطور معدودة فهذا المهرجان كان له دور كبير في انتشار هذا الفن، وإحياء هذه المهرجانات الخاصة بالهواة جعلها تنتج ثقافة مسرحية وجمهوراً مسرحياً. 
وعن أمنياته للمهرجان قال : أتمنى أن يتم وضع معايير وأسس لاختيار العروض المشاركة ولا يزاحمنا فيها المحترف والأكاديمي، فنحن هواة ولنا انشغالاتنا في الحياة الاجتماعية سواء عمل أو دراسة، وحتي لا يكون هناك احتكاك مباشر بين الهاوي  والأكاديمي (المهرجان هو مهرجان مسرح الهواة) وأتمني دعم الفرق إنتاجياً وتوفير إقامة كاملة طوال فترة المهرجان للفرق، ما يساعد علي تطور الفنان المسرحي الهاوي من خلال المناقشات والندوات والورش المسرحية، ومشاهدة تنوع العروض المسرحية، ودعم الفرق الفائزة بتجوال عروضها داخل الدولة وخارجها، ما يساعد علي تحفيز العروض على  المشاركة فيه، وكذلك إنتاج ودعم العروض المشاركة في المهرجان بعد التحقق من جودة الفكرة .

أتمنى إقامة ورش وصرف منح إنتاجية للفرق 
فيما قال المخرج حمدى طلبه المشارك بعرض «عباد الشمس» لجمعية تنمية المجتمع بنجع الطويل الطود الأقصر: «عباد الشمس»، مشروع بدأ عقب ثورة يناير 2011 قدمنا منه جزء ثاني والجزء الثالث شاركنا به في المهرجان، وعملنا على تطوير الفريق على مستوى الغناء والتمثيل،  وكان من أبرز إيجابيات الدورة وجود مجموعة من القامات المسرحية، وأساتذة المسرح، سواء في لجنة الندوات أو لجنة التحكيم، وأتمنى في الدورات المقبلة أن تقام دعاية أكبر للمهرجان كذلك يجب أن يواكب المهرجان مجموعة من الورش في بعض مفردات العمل المسرحي، وكان المميز هذا العام إقامة الدورة في قصر ثقافة روض الفرج، وهو مكان له خصوصيته وتاريخه.                                                    
وتابع قائلاً : أتمنى في الدورات المقبلة للمهرجان دعم الفرق وأن يصرف لها دعما ماديا فلولا جمعية «س» لما استطعنا تقديم عرضنا، كذلك فتح مركز شباب بني مزار ذراعيه واحتضننا لتقديم البروفات الخاصة بالعرض، لذلك من الضروري أن يصرف للفرق المشاركة بمهرجان الجمعيات منحه إنتاجية، خاصة وقد شاركت في هذه الدورة مجموعة من العروض من محافظات مختلفة مثل الأقصر وبورسعيد والإسكندرية وهي فرق تستحق الدعم الكامل .

-على إدارة المهرجان تحديد سن المخرجين المشاركين 
فيما قال محمد الملكي مخرج عرض «نوح الحمام» لجمعية الخدمات للأسرة والمجتمع ببورسعيد: تميزت توصيات لجنة التحكيم هذه الدورة وكان أبرزها تحديد موعد ثابت لأقامة المهرجان كل عام، وأتمنى في الدورات المقبلة زيادة عدد العروض،  وكذلك زيادة عدد أيام المهرجان حتى تشاهد الفرق المشاركة عروض بعضها البعض، وتحقق أقصى إستفادة من المهرجان، وكذلك تحديد سن المخرجين المشاركين، فيجب مراعاة وضع ضوابط لسن المشاركين بالمهرجان، الذي يعد من أهم المهرجانات التي تقام لفرق الهواة، خاصة أن هناك مجموعة من الفرق القادمة من المحافظات، وتقدم أشكالا مسرحية ورؤى مختلف ومتنوعة.

يجب توجيه المخرجين قبل بدء فعاليات المهرجان 
ارتكزت المخرجة منال عامر مخرجة عرض “ صفية “ لفريق الجمعية المصرية للتوعية الفنية والثقافية بشبرا على عدة نقاط فقالت : هناك ضرورة بالغة لإقامة ورش في عناصر العرض المسرحي مباشرة بعد اختيار العروض والفرق المشاركة بمهرجان الجمعيات الثقافية، وذلك حتى تكون الورش مدتها أطول وتساهم في صقل المخرجين، كذلك على إدارة المهرجان متابعة الفرق بشكل دقيق، خاصة اننا علمنا بإقامة المهرجان قبل بدء فعالياته بعشرين يوم فقط،  وذكرت عامرإن  أهم مميزات الجمعيات الثقافية أنها تترك الحرية الكاملة للمخرج في اختيار نصه والفريق الذي يعمل معه، وعن أهمية ودور الجمعيات الثقافية تابعت: تعد الجمعيات الثقافة متنفسا لفرق الهواة وهى تخاطب فئة مختلفة، وقد تطورت الجمعيات بشكل كبير، فأصبحت تستقطب المخرجين الشباب ليقدموا عروضا مسرحية، وهو أمر جيد جداً .

 المهرجان «فاترينه» رائعة لعرض إبداع الشباب
الفنان د. هاني كمال رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب رئيس الهيئة وعضو لجنة تحكيم المهرجان قال : المهرجان يقدم دعما كاملا من وزارة الثقافة،  وهو مهرجان سنوى يقام كل عام في محافظة مختلفة تحقيقاً للعدالة الثقافية، وكان قد أقيم في دورته السابقة بمحافظة بورسعيد وقبل الماضية في قصر ثقافة الأنفوشي، وهذه الدورة فضلنا أن نقيمها في قصر ثقافة روض الفرج بعد أن تم  تجديده وافتتحته وزيرة الثقافة نيفين الكيلاني منذ مايقرب من شهرين، وشخصياً أعتبر المهرجان بمثابة «فاترينه « رائعة لعرض إبداع الشباب، فهنيئاً لهم، يدعون إليه من الشمال والجنوب ؛ ليقدموا خلاله ثقافتهم ورؤاهم وإبداعاتهم المختلفة.
 وتابع كمال: المهرجان شارك فيه هذا العام عشر فرق من القاهرة وبورسعيد وقنا ودمياط والصعيد، لذلك فهو يعد ملتقى سنويا تتلاقي فيه الثقافات المميزة لكل منطقة، وهو شىء جيد للغاية ومن المعلوم أن مصر تتسم بثقافتها الثرية فضلاً عن كونها حاضنة لكل الثقافات التى ترد من الأماكن الآخرى، وعن رأيه في تنظيم المهرجان قال : لقد راعينا كل شىء منذ ما قبل المهرجان بفترة كافية، لذلك جاء التنظيم جيداً، وقد لاحظنا ارتياحاً كبيراً من الحضور لكل الفعاليات من أول الافتتاح وحتى اختيار المكرمين وغير ذلك من فعاليات، وعن المعايير التي استند إليها في التقييم تابع: كان لدينا استمارة لكل عرض حتى تكون معايير التقييم موحدة، وقد كنا لجنة متنوعة بها ناقد ومهندس ديكور ومخرج وممثل، يعنى كل عناصر التقييم متوفرة، ويشهد لأعضاء اللجنة بالتاريخ الفني الحافل، وكما ذكرت الاستمارة كانت تضم بيانات كل عرض والعناصر التمثيلية المميزة نساء ورجال وهناك درجة على التمثيل والإخراج والتأليف والأغاني والأشعار والسينوغرافيا وعناصر التقييمم تضعها اللجنة وتتفق على اختيار الأفضل من كل عرض في كل العناصر بحيث تخرج اللجنة بأفضل النتائج    

شاهدنا كثير من الطاقات الشبابية المتميزة- 
د. عبد الناصر جميل مهندس الديكور والعميد الأسبق للمعهد العالي للفنون المسرحية قال : أرى أن المهرجان مهم للغاية، بل لا يقل أهمية عن المهرجان التجريبي والقومي، حيث يضم الكثير من الموهوبين في أقاليم مصر المختلفة، الذين لايجدون فرصة لتقديم إبداعاتهم، بسبب عدم وجود دار عرض مجهزة بشكل كامل، هناك مواهب لا تقل أهمية وموهبة عن الفنانين الذين في القاهرة والإسكندرية، والمهرجان يقام كل عام في محافظة مختلفة وهو شىء جيد تنظيميا وأضاف الجميل: شاهدنا كثير من الطاقات الشبابية المتميزة من مخرجين وموسيقين وممثلين ومصميي ديكور ومؤلفين، وهناك عروض رائعة قدمت مخرجين متميزين وفرقا قدمت حالة من الحراك المسرحي الجيدة،  وعن التنظيم تابع : لدينا خشبة مسرح جيدة وجمهور واع وفنانين موهوبين، وحتى يتم تطوير المهرجان يجب أن نمنح هؤلاء الشباب فرصة اختيار أوسع فيما يتعلق بالنصوص المسرحية، ومراعاة الحالة الإنسانية العامة فيما يقدم من عروض، فنحن ننطلق من المحلية إلى العالمية من خلال النص والفكرة والمعادل التشكيلي، وهناك عروض اهتمت بتقينات عروضها، وهناك فرق لم تهتم، ومن الضروري إقامة ورش في كل عناصر العمل المسرحي، لأن وجود تقنيات جيدة مع  رؤية مخرج مالك لأدواته ينتج عنه عروض جيدة ومتميزة، وعن المعايير التي استندت إليها اللجنة في تحكيم العروض قال : نحن كلجنة تحكيم نقرأ العرض بشكل جيد ونراعي الشفافية والموضوعية في إعطاء الدرجات ووضع الترتيب الصادق لعناصر العمل وكذلك نراعي جودة اختيار النص الذي نعتبره من العناصر المهمة في العرض وأن يكون ملائما ويعبر عن رؤية، وفي التمثيل نراعي مدى إجادة الممثل لدوره، وفهمه للشخصية وحضوره على خشبة المسرح وحركته والتوحد مع الصالة 

 كلما اتسعت قاعدة الفن كلما ضافت قاعدة الإرهاب
الدكتور أحمد قال : الدور الرئيسي للثقافة الجماهيرية هو توسيع قاعدة ممارسة النشاط، ومهرجان الجمعيات يعد في صلب العمل على  الهواة،  وهي من أكثر الأشياء التي تمارس بها هيئة قصور الثقافة دورها المنوط بها، فكلما اتسعت قاعدة الفن كلما ضافت قاعدة الإرهاب أو قاعدة التطرف.
وتابع: لدي بعض الملاحظات على ما رأيته،  وأهم ما رصدته حتى الأن هو ضعف اللغة العربية، وهى ملاحظة متكررة في كل المهرجانات، وعدم الاهتمام بالإضاءة وبعض عناصر السينوغرافيا وتحديداً الإضاءة فأنا أتحدث في عنصر غير مكلف و لا أتحدث عن ديكور أو ملابس لأن إمكانيات الفرق محدودة ولكن الإضاءة متوفرة وهناك “برجوكتورات” وربما هذا يرجع لأن الفرق كانت بحاجة لبروفات على مسرح قصر ثقافة روض الفرج قبل تقديم العرض، والشىء الثاني الذي لاحظته هو تكرار الموضوعات، وهو يمثل بالنسبة لى مشكلة قد تكون نوعية لأنها عروض جمعيات، وقد تكون ممولة،  ولذلك تقدم موضوعات معينة تغري من يقدمون التمويل، فما رأيته عبارة عن قضايا نسوية .. يحتاج صناع العروض إلى أن يكونوا أكثر قرباً من المشكلات الحالية التي يعاني منها المواطن المصري، وهي كثيرة في المجتمع وفي بنيه العادات والتقاليد،  وبما أننا في مهرجان جمعيات فلابد من تنوع الموضوعات،  وأن نحدد موضوعات تتعلق بالمحافظة القادم منها العرض، فمن الممكن وضع مجموعة من الضوابط تضمن لنا هذا التنوع .
وعن أبرز المعايير التي استندت إليها اللجنة في تحكيم العروض قال:  هناك ما يسمى “بالحال والمقام “فمن الصعب محاسبة وتقييم عروض هذا المهرجان بنفس المنطق الذي تحاسب به عروض تقدم على المسرح القومي، خاصة أنهم هواة وهؤلاء محترفين،  وتختلف ميزانيات إنتاجهم، فالهواة ميزانياتهم ضعيفة، ولذلك يكون لدينا كلجنة تحكيم نوع من أنواع الفهم  لطبيعية السياق الذي تنتج وتقدم فيه المسرحية، ويكفى أن هؤلاء الهواة جذبهم المسرح، وذهبوا لممارسة النشاط بشكل تطوعي ويجب تحفيزهم ودعمهم فربما يخرج منهم ممثل أو كاتب أو مخرج أو ناقد، وعن رأيه في تنظيم الدورة أضاف : التنظيم جيد جداً وهناك انضباط كامل في العروض،  وأرد ذلك للأستاذ مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية وللدكتور هاني كمال رئيس الإدارة المركزية لشؤون مكتب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة .

واحة فنية 
فيما قال رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية الشاعر مسعود شومان: مهرجان مسرح الهواة أحد أهم الفعاليات الفنية التي ترعاها الهيئة العامة لقصور الثقافة من خلال الإدارة المركزية للشئون الثقافية (الإدارة العامة للجمعيات والمساعدات الثقافية) حيث تحركت فعالياته وأنشطته الفنية والنقدية في فترة زمنية امتدت لأكثر من ثلاثين عاما، وقد توالت الدورات لترسخ لوجود مهرجان يرعى الهواة، بعد أن صارت كل المهرجانات -كما يبدو- للمحترفين أو من يحلو لهم أن يكونوا من بين المحترفين.
وتابع: لقد صار مصطلح الهواة سبة، أو على أقل تقدير وضعوه في تراتبية مقيتة لا تليق بفكرة الهواية التي هي أصل الفن وأبجديته التي انطلق منها الحقيقيون في كل فن، والمهرجان بمثابة واحة فنية للقاء التيارات المسرحية في أقاليم مصر، ومن خلال كيانات المجتمع المدنى الثقافية والفنية ممثلة في الجمعيات، ورغم ما يحققه المهرجان؛  إلا أنه بحاجة إلى إعادة النظر في بعض فعالياته وشروط التسابق وتوسيع المشاركات وعدم تكرار المشاركين كل عام.
وأضاف: يحتاج المهرجان إلى شروط فنية جديدة للمشاركة حتى لا يتم تكرار العروض أو إعادة تدويرها في المهرجانات المختلفة، كما يحتاج إلى تدريب عناصر العرض المسرحى من خلال عقد عدد من الورش في الكتابة – الديكور – التمثيل ... إلخ، كما نحتاج إلى أن نجدد فضاءات المسرح ليتحول إلى نوع من الفرجة بعيدا عن تقليد مسرح المحترفين، فنحن أمام مسرح فقير في إمكاناته، ثري في دلالاته ولا بد أن يقدم مفارقات جمالية تليق بروح الهواية بوصفها جوهر الفن 
واستطرد: يملك المهرجان تاريخا عريقا، لذا يجب أن تكون أهم أهدافه أن ينقب عن جواهر الفن فى جغرافيا الروح المصرية، فبعد أكثر من ربع قرن من غرسه لنباتات الجمال لابد أن يتحرك بروح الهواية مستدعيا كل آليات الوعى المفارق؛ الذى يحلم بالوصول للأرواح عبر رسالة الفن، بوصفها قاربا يعى أين بحره، ويسكن أمواجه نبل الغاية، وبكارة البداية، ووهج الحركة والموسيقى والحروف واللون، تسيجهم رؤية مضمخة بالمفارقة والاختلاف.  
وأضاف شومان: لقد قمت بإعداد ذاكرة هواة المسرح لأننا نكاد نفقد ذاكرتنا الثقافية والفنية، حيث ارتبطت الذواكر بأشخاص لا بمؤسسات، مع أن هذه الذواكر يجب أن تكون أولويات عمل المؤسسات الثقافية وإداراتها النوعية، فنحن نملك مجموعة من البيانات الوفيرة، لكنها ليست منتظمة ولا يحكمها تصنيف، وحال توفر ذلك سيكون السؤال كيف نحول البيانات والإحصائيات إلى معرفة، وكيف نصنف قواعد البيانات في مصفوفات دالة، وما هى طرائق تحليليها لنصل منها إلى إدارة هذه المعرفة، بوصفها أحد أهم عناصر الرأسمال الثقافى، وهو أهم ما نمتلك عبر رحلة مصرنا العظيمة وغوصها في الراقات الحضارية.                                                                                   
 وتابع: جمهور المسرح نوعى، وعدد من كانوا يحضرون يوميا لمشاهدة العروض المسرحية كان أكثر مما نراه في المهرجانات المسرحية الكبرى، وطبعا كنا نحتاج إلى دعاية مكثفة، وأتساءل: أين وسائل الإعلام المرئية من تغطية حدث مسرحى مهم مثل هذا المهرجان، ولمتى سنظل نقول زمن المسرح الجميل ونتباكى على أيامه ولم تتح للمسرح الآن ربع الفرص التي حصل عليها في الأزمنة التي نذرف الدمع على ضياع مسرحها، لكل زمن جماله ورؤاه، فقط نحتاج لمزيد من الدعاية ولن يتم ذلك إلا عبر وسائل الإعلام المختلفة.
وعن العروض المشاركة بالمهرجان قال: هناك عروض مبشرة جدا وتقدم طروحا جمالية تدعو للدهشة، لكن هناك عدة ملاحظات لعل منها الدوران حول عدد يكاد يكون محدودا من النصوص، والابتعاد عن القضايا المهمة التي تتعلق بواقعنا، فمازالت النصوص أسيرة لقصص عزيزة ويونس ويس وبهية وحسن ونعيمة فضلا عن لغة ماضوية تتجاهل أو تجهل لغة الحياة اليومية والظلال الفنية التي يطرحها الواقع المعيش، كما أدعو الهواة للاستزادة من المعرفة بالرؤي المسرحية الجديدة ومحاولة اكتشاف كتاب مسرحيين جدد والابتعاد عن القضايا المكرورة التي جعلت الجمهور يهرب من المسرح. 
وتابع: هكذا وصلنا للمهرجان في دورته التاسعة عشرة لنتوج جهد هيئتنا الراسخة في دعمها لمسرح الجمعيات الثقافية والفنية، فبعد رحلة قطعها المهرجان من أحلام وتعب، بمحبة وإخلاص، ليكون هنا في قاهرة المعز العامرة بالفن ليتحلق حول شبابنا المسرحى نخبة مقدرة من كبار الفنانين والنقاد الذين جابوا أقاليم مصر متحملين عناء السفر في ظروف صعبة، وهم يمثلون ذخيرة حية نحرص علي اختيارها بدقة، وندرك أنهم أهم أسباب النجاح، ولعلنا لا نقول إلا الحقيقة حين نشير إلي عظمة الجهد الذي بذله كل فناني المسرح في أقاليمنا الثقافية. 
وأكمل قائلاً :الهيئة العامة لقصور الثقافة تولي هذا المهرجان عناية خاصة لأنه يمثل دعما للعمل مع المجتمع المدنى، كما يمثل جسرا يعبر عليه الهواة لنرى مواهبهم حين تتفتح على المسرح، وفرصة للتحاور مع كبار النقاد وتعاطى الرؤي والخبرات المعرفية، ويمكن بالطبع تحريك العروض الفائزة في بعض الأقاليم الثقافية، والمهرجان لابد أن يخلق فضاءات جديدة تليق بالذهاب به إلى المناطق الحدودية والوصول إلى كل أطراف المعمور المصري                                                                             


رنا رأفت