العدد 678 صدر بتاريخ 24أغسطس2020
فقدت الساحة الفنية والمسرحية واحدًا من كبارها الأربعاء الثاني عشر من أغسطس الجاري، وهو الفنان د. سناء شافع، الذي تنوعت مواهبه وإبداعاته ما بين التمثيل والإخراج والتدريس، وكانت بدايته مع المسرح حينما انضم إلى فرقة مسرح التليفزيون عام 1962، بعدها التحق بفرقة المسرح العالمي، وقدم العديد من المسرحيات كممثل، وفور تخرجه من المعهد العالى للفنون المسرحية سافر «شافع» إلى ألمانيا الشرقية لاستكمال دراسته الأكاديمية، ثم حصل على منحة من وزارة الثقافة الألمانية للحصول على دبلومة فى الإخراج المسرحى والدراماتورج. كانت أولى تجاربه الإخراجية المسرحية بعد عودته مسرحية «اللى رقصوا على السلم» لفرقة المسرح الكوميدى، وأخرج عدة مسرحيات بعد ذلك فى مسارح الدولة منها «دون كيشوت» .تولى الفنان الراحل د. سناء شافع العديد من المناصب منها مدير مسرح الطليعة قام بتدريس مادتي التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وعُيّن بالمسرح القومى وبأكاديمية الفنون، كما تولى منصب عميد المعهد العالى للفنون المسرحية فى الفترة من 1987 حتى عام 1990، ومن أهم أعماله السينمائية دور «رؤوف» في فيلم «حتى لا يطير الدخان»، ودور «إبراهيم» فى الفيلم التليفزيوني الشهير «فوزية البرجوازية». قدم أيضًا أعمالًا تليفزيونية كثيرة ومتميزة منها الزينى بركات وحضرة المتهم أبى وحنان وحنين وباب الخلق والصفعة وبعد البداية.
ورحل «سناء شافع» تاركًا بصمة في حياة من عرفوه، لذلك التقت «مسرحنا» ببعضهم ليحدثونا عنه وعن ذكرياتهم معه.
كانت البداية مع شقيقته مدير إدارة الرقابة على المسرحيات بالمصنفات الفنية هناء شافع التى قالت: والدي محمد سناء الدين محمود عبد الرحمن شافع كان من علماء الأزهر و أستاذا جامعيا بكلية دار العلوم، و»سناء» هو أخي الأكبر وتليه شقيقتنا «نادية»، وأنا الصغرى وهو يكبرني بـ21 سنة. التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتفوق فيه ثم حصل على بعثة لألمانيا وحصل على الدكتوراه فى الدراماتورج، ثم عاد إلى وطنه وتقلد المناصب الأكاديمية إلى أن أصبح عميدا للمعهد ونائبا لرئيس الأكاديمية، وكان دائمًا حريص على أن تكون أدواره محترمه، ليكون قدوة لطُلابه فى المعهد، وكان يُحب الأدوار المُركبة، إلا أنه كان مُقلا فى أعماله لأن تركيزه الأكبر كان فى التعليم الأكاديمي، وتقريبًا 99% ممن يعملون فى الفن من تلاميذه.
وتابعت : كُنت صغيرة جدًا عندما التحق بالمعهد، والدتي رحمة الله عليها حكت لى أن والدي كان يرغب أن يلتحق «سناء» بالكُلية البحرية، إلا أنه صمم على التحاقه بالمعهد ، وكان والدي يرفض ذلك تمامًا، وكان شرطه الوحيد أن يتفوق ويصبح أستاذًا جامعيًّا حتى يكون له مكانة في المجتمع، وبعد تفوقه فى المعهد وسفره فى بعثه لألمانيا كان والدي فخورا به جدًا.
وأضافت «هناء شافع»: كان يزوره فى الفترة الأخيرة وقت مرضه كثيرون منهم د. فوزي فهمي الذي كان دائم الاتصال به لأنه صديقه منذ المرحلة الثانوية ، والمخرج الكبير جلال الشرقاوي كان أيضًا دائم السؤال عنه، بالإضافة إلى تلاميذه ومنهم المخرج أحمد السيد الذي كان يزوره دائمًا في المنزل، وبالتأكيد د. أشرف زكى الذى كان يعتبر الراحل بمثابة والده، وكان دائم السؤال عنه وعلى الأسرة ، وكان «سناء شافع» يعتبره ابنه و يُحبه جدًا، ومهما كان يحدث بينهما من خلافات في العمل، إلا أنه كان دائم الدعم له وكانت علاقتهما قوية جدًا.
وأضافت أيضًا «هناء شافع»: كان إنسانًا خلوقًا وبه نُبل نادر، دائم المساعدة والدعم لتلاميذه، يتعامل معهم بشكل ودود كأنهم أصدقاء على الرغم أنه كان قوى الشخصية جدًا وله هيبة، ولكنهم كانوا يُحبونه جدًا احترامًا وليس خوفًا منه، وكان متواضعًا وصديقا لتلاميذه، ونحن من عائلة محافظة وكبيرة جدًا، فابن عمى هو د. سامح مهران، الذي كان داعما له دائمًا، وكانت علاقتهما قوية جدًا. لقد فقدت الأخ والأب، وقد كان بمثابة والدي بعد رحيل الوالد رحمة الله عليه، وكان « يقول لي أنتِ ابنتى وأختي.
الأب والأخ والصديق
وقال الفنان د. أشرف ذكى نقيب المهن التمثيلية ورئيس أكاديمية الفنون: بالنسبة لي كان هو الأب والأخ والصديق، وقد جلست أمامه تلميذا فى عامي الأول في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكان لي الشرف أن تعلمت على يده، هو أحد الذين ساهموا فى بناء أشرف زكى، وأدين له بالفضل بعد «الله» سبحانه وتعالى، وقد فقدت مع رحيله الحضن الدافئ والجدعنة والرجولة، وكان لى الشرف أنه أستاذي وسيظل أستاذي ورمزًا كبيرًا في حياتى حتى وفاتي.
حدث ولا حرج
وقال الفنان د.علاء قوقة: د. سناء شافع قامة من القامات الفنية ومخرج له باع كبير وممثل له طله مميزة وأدوار متعددة مهمة، وقد تربينا على صوته فى الإذاعة وهو يُقدم أدوار الشر فى التمثيليات الإذاعية، وهو أحد الأساتذة المرموقين فى الأكاديمية، له منهج، وقريب جدًا من تلاميذه ومساعديه ويعتبرهم أولاده، وهو رقيق في التعامل وفياض بالحب مع الجميع، لا يفتعل أي أزمات ولا يدخل في أي صراعات ، لذا كان الناس يحبونه حبا شديدا.
وتابع «قوقة»: عملت معه فى مسرحية من إخراجه وهى «من يخاف فرجينيا وولف»، وهذا العرض لم أكن أعمل به فى البداية، ولكن عندما كان سيعرض فى مهرجان فاس للمسرح الاحترافي الدولي، والفنان أحمد فؤاد سليم اعتذر عن السفر فتم ترشيحي من بطلة العرض الفنانة منال سلامة، ومن خلال هذا العرض حصلت على أول جائزة دولية لي، أحسن ممثل في المهرجان، وأيضًا عندما كنت طالبًا اشتركت مع الفنان سناء شافع في أهم أعماله مسرحية «الشخص» ، وبعد حصولي على جائزة مهرجان فاس الدولي أطلق على لقب «بطل أعماله». كان للراحل مشاريع كثيرة يرغب فى تنفيذها، آخرها بدأه بالفعل وهو العمل المسرحى «القاهرة فى ألف عام»، ولكن الجائحة جاءت فتوقف المشروع ثم وافته المنية.
وتابع «قوقة»: سناء شافع كفنان سينمائي وتليفزيوني حدث ولا حرج عن جمال آدائه وقدراته التعبيرية، والغريب أنه لا يُشاهد أعماله بعد انتهاؤه منها، وحاولت أن أُناقشه أكثر من مره فى ذلك، فقال لى أنه لا يُحب نفسه وهو يُمثل، على الرغم من كل ما يُقدمه من إبداع، وقد كنت سعيد جدًا أن قبل وفاته بعدة سنوات أدى فريضة الحج، غفر الله ذنبه وتقبله وأدخله فسيح جناته.
الفارس الذي ترجل
فيما قال د. صبحى السيد: رحمه الله كان أحد أهم الأعمدة التأسيسية، وقد تتلمذ على يديه أجيال من طلاب الفنون المسرحية، كان يمتلك المهارة والفراسة التى تجعله يكشف الطاقات الإبداعية فيمن هم أمامه، كما يعد من القلة النادرة المتميزة في تدريس الإخراج المسرحى ولولا أن تعلمت منه فن الإخراج المسرحى لما كانت لتصميماتى الديكور أبعادها التى أضيفت إلى الإبعاد الجمالية فقد كان لى الحظ أن أدرس على يديه أسس الإخراج ومنها تعلمت العلاقة بين الديكور وحركة الممثل وأبعاده والطراز الذى بحمله، كذلك كانت فرصة لفهم الفراغ المسرحى بشكل عملي وفى مرحلة الدراسات العليا كانت فرصة لفهم وتطبيق المناهج الإخراجية وإضافة عناصر العرض المسرحى.
وأضاف عينت معيدًا وكان عميدًا للفنون المسرحية، عهدته فارسًا نبيلًا محبًا لزملائه محفزا لطلابه، له بصمة واضحة فيما يقدمه لهم فى مراحل الدراسات العليا، من خلال نقاشاته الممتعة حول فهم وتطبيق فلسفة العمل المسرحى. خسرنا ركنًا أساسيًا وهامًا من أركان العلم فى المعهد العالى للفنون المسرحية لا يمكن تعويضه نظرًا لتفرده فيما امتلك من ملكات وموهبة يندر أن يجود بها الزمان، رحم الله الأستاذ فقد كان يحظى بقيم إنسانية سامية ارتقى بها، فكنت تجده دائما ودودًا مبتسمًا يقف بجانب المستضعفين أمام القسوة والظلم، رحمه الله كان نموذجًا للفارس النبيل.
محبة تليق بفارس
فيما قالت الفنانة د. سميرة محسن: كان من أهم أعمدة المعهد، له مساهمات قوية فى التدريس، بالإضافة إلى أنه مخرج مسرحي متميز، وممثل كبير، في عزائه تجلى حجم المحبة الذي يحظى به، في كثرة تلاميذه وزملائه وهو ما كان يحدث فى المستشفى أيضا، لم تكن تستوعب عدد زملائه وطُلابه من كثرة لهفتهم عليه.
وأضافت د. سميرة محسن: كان أستاذا و مُربيا مُحبا لتلاميذه، لذلك نشعر بالألم ،بخاصةة أننا فقدنا ثلاثة أساتذة فى شهر واحد .
كذلك قال الفنان أيمن الشيوى: هو الأستاذ الأول، يسمح لك أن تختلف معه، أكاديمي محترم وفنان موهوب يجمع بين الممارسة العملية والدراسة الأكاديمية، ويسمح بالجدل والنقاش إلى أبعد الحدود، ومهما كان الاختلاف ، يتلقاه مبتسما وودودا ، وقد علمنا جميعًا قبول الآخر وأن لا نكون أُحاديي الاتجاه وكان يحتضنّا جميعًا، وكُنا جميعًا نُحبه على المستوى الإنساني والفنى.
وتابع «الشيوى»: كان إنسانا من طراز فريد قل أن يوجد، وقد عملت معه كمخرج منفذ فى عمل كان يُمثل فيه اسمه «السرك الدولي» من إخراج محمد صديق، وتم عرض العمل على مسرح البالون.
منهج خاص في التدريس
وقالت عميدة المعهد العالي للفنون المسرحية بالإسكندرية د. نبيلة حسن: د. سناء كان أستاذا له طابع خاص في جميع أعماله، تتلمذت على يديه ، وكان قادرا على استخراج أفضل ما في كل طالب لديه، وكان يأخذ الموضوع بتحد، ويرى أن حتى الطالب الضعيف له مفاتيح يمكن ان تجعلنا نستخرج منه أفضل ما عنده، وقد درس لي فى البكالوريوس وأسند لي شخصية وضعتني أمام تحد كبير وهي شخصسة «فرجينيا» وكنت أرفض هذا الدور تمامًا، ولكن بعدما قمت به فرق معي جدا في تكويني كممثلة.
تفوقت على يديه
فيما قال الفنان إيهاب فهمي: الأستاذ سناء شافع كان أستاذًا لى فى المعهد العالي للفنون المسرحية، ومشروع التخرج كان معه، والحمد الله كُنت أول الدفعة عام 1994، و الفضل بعد الله يرجع لدكتور سناء شافع، و منهجه المسرحى المختلف ، فقد كان متجددا دائمًا ،كما كنا أصدقاء وعملنا معًا فى عدة أعمال منها :ألف ليلة وليلة والأب الروحي، عرفته أستاذًا وزميلا، والحمد الله أن آخر مرة التقى فيها بالجمهور كان فى المسرح القومي، حيث كان يُقدم رؤية تحليلية لمسرحية هشام عطوة، و منهج تشيكوف، وأحمد الله أنه كان معي خير الصديق والزميل والإنسان، وكان فنانًا عظيمًا بمعنى الكلمة.
وقال الفنان ياسر ماهر: سناء شافع كان مُخرجا متميزا وفنانا صاحب أداء ومدرسة خاصة، وهو من الأشخاص الذين قاموا بامتحاني فى معهد المسرح، وكانت أسئلته مُشجعه جدًا، أتذكر جيدًا أنه كان يعطيني الأسئلة شبه متضمنه الإجابة، وكان رجلا محبوبا جدًا وسط طُلابه، وتأثيره فيهم كبيرا جدًا كأستاذ، وكانت له علاقة قوية جدًا بوالدي رحمة الله عليه، وكان دائمًا يقول له «يا خال» لأن والدي قام بدور مهم فى حياته فى غياب ولى أمره .
حمل الراية
أما الكاتب والدراماتورج محمد جاد الله فقال: خسارة الدكتور سناء شافع على المستوى الفنى كبيرة، لأنه كان شخصية متميزة جدًا في قيمته الأكاديمية وقد كان يمثل الجيل الذي استلم الرسالة من الجيل الأول : أستاذ زكى طليمات وأستاذ جورج أبيض والأستاذ يوسف وهبى، وبوفاة سناء شافع نحن نخسر قامة من قامات الوصل فى تاريخ المسرح، وأتمنى أن يحمل تلاميذه الراية و يحملون رسالته ويكملونها، وهى حبه الشديد وإيمانه بعظمة وقيمة المسرح.
وتابع «محمد جاد الله»: بداية معرفتي بدكتور سناء شافع، عندما قمت بدعوته لحضور احتفالية 5000 سنة مسرح، والتى نظمتها مؤسسة بُناة السلام وتكريم فرقة المصراوية المسرحية، عن عرض «الشريعة المفقودة»، والرجل لم يتردد لحظة، وبالفعل جاء وهو مجهد وعنده امتحانات ، وبالفعل حضر وكرّم فرقة من فرق الهواة، اقتنع بها وأحبها وحب مخرجها الموهوب تلميذه الأستاذ خالد العيسوى، وكان سعيدا بأن يوجد مثلى يُعيد وظيفة الدراماتورج للمسرح المصري، ومن تلك اللحظة نشأت بيننا علاقة قوية جدًا، تحمل كل مودة واحترام.
فيما قال المُخرج مازن الغرباوى: د. سناء شافع رحمة الله عليه كان أستاذًا وأب وصديق عزيز، وكان قريب من الكل، وكان من أقرب الناس لى، نحن فقدناه وفقدنا قيمة فنية وإنسانية كبيرة، لم يكن مجرد أستاذ عادى فى حياتي، كان أبا مؤثرا فى حياتى الإنسانية والفنية، وكنت من المحظوظين الذين تخرجوا على يد هذا المبدع، وتعاملت معه عن قرب كأستاذ مشرف على مادة مشروع التخرج الخاص بى، وبعد التخرج امتدت علاقتنا وكان مُتابع لكل أعمالي، وسعيدا بكل الخطوات التى تخطوها، كان دائمًا يُسجل آراؤه فيديو، ولدى الكثير منها، وكان يرى أنني سأكون من «رجالات المسرح» المؤثرين فى الحركة الفنية فى مصر والوطن العربي، و كانت شهادته مسؤولية كبيرة تُحملنى طوال الوقت مسؤولية أكبر.
وتابع «مازن»: كُنت من المحظوظين أن كان آخر ظهور فني له معلقا على مسرحية «مشهور مش مشهور»، وعلى إسهامي المسرحى. بداخلي حزن كبير لفقده لن تستطيع الكلمات أن تُعبر عن فقدى لأستاذي وأبى وصديقي سناء شافع.
كذلك اتفق الفنان والمُخرج أحمد السيد، مع كل ما سبق من قيمة وقامة د. سناء شافع على المستوى الفني والإنساني وقال: كان من الأساتذة الكبار الأصليين، مثل سعد أردش وكرم مطاوع وجلال الشرقاوي، أول جيل عملوا فى المسرح بعد عودتهم من أوروبا، وكان «سناء» من وجهة نظري أذكاهم فنيًّا، وبعد رحيل الفنان كرم مطاوع، جعل المساحة أكبر أمام الفنان سناء شافع، الذى كان يُدرس مادة التخرج في معهد الفنون المسرحية، وكنا نلتقى به فى فصل دراسي واحد خلاله نكتشف مدى عبقريته، لذلك فإن أغلب علاقاته بتلاميذه تكونت بعد التخرج واستمرت بعد أن أصبحوا زملاء، كان يتعامل مع طُلابه في سنة التخرج على أنهم زملاء، وكان دائمًا يعطينا ثقة فى أنفسنا ويدعمنا.
وتابع «السيد»: كانت لديه القدره على الاستيعاب والاختلاف غير موجوده فى حياتنا ، كان مختلفا ومميزا، عملت معه فى معظم أعماله وكان يعتبرني تلميذه النجيب، وكان لديه مشروع يعمل عليه قبل وفاته وهو العرض المسرحى الاستعراضي الغنائي التاريخي «القاهرة فى ألف عام»، وهى احتفالية كبيرة تشارك فيها العديد من مؤسسات الدولة كالأوبرا والفنون الشعبية وقطاع الإنتاج الثقافي ووزارة الثقافة، كانت كُل القطاعات ستتحد فى هذا العمل، والعمل من أشعار إبراهيم عبد الفتاح، وكان هذا العرض بالنسبة لـ»سناء» بمثابة «حلم»، لأنه كان سيوحد مؤسسات وزارة الثقافة معًا، وهذا المشروع كان مشروعه الأخير، كان دائمًا يقول لى «أنا هاعمل هذا المشروع وأموت»، «لن أموت قبل الانتهاء من هذا المشروع»، ولكنه القدر .
كما قالت الكاتبة المسرحية رشا عبد المنعم: الصدفه جعلتني عضوة فى لجنة المسرح التابعة للمجلس الأعلى للثقافة فى وقت كان د. سناء شافع عضوا فيه فى دورتين متتاليتين، وهو إنسان يصعب وصفه، لأنه كان إنسانا جميلا جدًا وداعما حقيقيا ومهتما بالمتابعة الفنية والإنسانية، لم يكن يتعامل معنا على أننا أصغر منه سنًا وخبرة، و كان يتعامل معنا من منطقة إنسانية، نتبادل الأفكار والخبرات، منطقة ندية إيجابية، وكان متواضعا جدًا، ومهما كان مختلفا فى الرأي كان راقيا جدًا في إدارة الاختلاف، و كان ناصحا أمينا، لا يحول اختلافاته إلى صراع، بل كان مدركا تمامًا لفكرة أن الحياة وجهات نظر وأنه يجب أن نستمع إلى بعضنا البعض.
وأخيرًا قالت الكاتبة والناقدة والرقيبة في المصنفات الفنية منار سعد: د. سناء شافع كان أستاذى فى معهد الفنون المسرحية و للأسف علاقتي المباشرة به كانت أكثر فى فترة مرضه، وكنت دائمًا حاضرة مع عائلته، وكان رحمه الله إنسانا مُحبا للحياة وكان مؤمنا ، وهو ما جعله يقبل على فنه لآخر لحظة في حياته، وكان يستعد لأن يُخرج للنور مشروع «القاهرة فى ألف عام»، وهو أشبه بالأوبريت.