العدد 717 صدر بتاريخ 24مايو2021
يعد مسرح الثقافة الجماهيرية خط الدفاع الأول عن ثقافتنا لما يلعبه من دور بارز في مواجهة كل أشكال التعصب، بالإضافة إلى الانفتاح الثقافي على البيئات المختلفة في شتى ربوع مصر، ولما كان هذا المسرح يعد من أهم الركائز الثقافية في مصر كان لابد ان نتعرف من خلال مبدعيه على رؤيتهم لهذا المسرح وكيفية تطويره..
قال المخرج مسعد الطمبارى « لا أظن ان هناك من يختلف على أن مسرح الثقافة الجماهيرية هو المسرح الذي وقف بتحدي أمام كل الهجمات التي حاولت النيل من شكل ومضمون المسرح بل وواصل تصديه لكل محاولات الهجوم على الهوية المصرية بل امتدت وقفته لكل من حاول تغيير الهوية العربية والقومية فكان دائما هو المسرح الذي يتناول القضايا المحلية المعاصرة و كذلك الضاربة في قدم التاريخ.. كما قدم إرهاصات لما ينتظرنا في المستقبل.. كما أنه واجه كل غث وركيك من أشكال يسمونها بالمسرح.. كالمسرح التجاري الرخيص وكل انحرافات المسرح تحت ما يسمى بالمسرح الكوميدي والإسفاف الذي يقدمه، لذا أرى ضرورة الوقوف بجانب هذا المسرح وتقديم الدعم له حيث يقدم أرقى أشكال المسرح، ومن الناحية الوطنية يحافظ على الهوية، في وقت كان يراد تغيير الهوية المصرية .
أضاف «اما من ناحية تطوير مسرح الثقافة الجماهيرية فأري ان القائمين عليه يقومون ببذل كل الجهد لتخطي صعاب لم تواجه احدا من قبلهم، لكن ما زالنا نحلم بالكثير، فأنا أرى انه بدلا من المهرجانات سواء الإقليمية او الختامية يكون هناك تبادلا للعروض، بحيث يتمكن كل فريق من تقديم عروضه في أكثر من موقع وبالتالي يتمكن كل موقع من مشاهدة عروض أكثر من فريق، هذا بالإضافة إلى أن تصاحب العروض اللقاءات والندوات والمشاركات الفنية، كما أرى ضرورة التوسع في مسابقات الكتابة المسرحية كي نتمكن من تقديم كتاب على مستوى جيد.. واري ان يكون هناك تنوعا في تقديم العروض المسرحية مابين الكوميدي والتراجيدي وبقية أشكال المسرح، كما أتمنى ان يكون هناك تنسيقا بين ما يقدم من أعمال عالمية وعربية ومحليه وهذا يحدث فعلا ولكن أرجو تفعيله بشكل جدي كما أرجو التوسع في إنشاء دور العرض المسرحي وتطوير ما هو موجود منها
عقد مؤتمر يمثل كل محافظه
بينما قال المخرج أشرف النوبي إن مسرح الثقافة الجماهيرية ممتد بطول الجمهورية وعرضها و يعد القناة الشرعية الوحيدة تقريبا للمبدعين في كل محافظات مصر.
أضاف: «تتلخص رؤيتي لهذا المسرح في الفترة المقبلة في ضرورة عقد مؤتمر للمسرحين يمثل كل محافظه فيه عدد ممن يشهد لهم بالكفاءة والفكر التنويري من أجل الوقوف علي المشاكل الحقيقية التي تواجه صناع هذا المسرح وكيفيه معالجتها، و الاهتمام بالمناطق الحدودية نظرا لأهمية هذه المناطق ومحاوله تأصيل الهوية والانتماء مع الأخذ في الاعتبار أيضا ان أهم ما يميز مسرح الثقافة الجماهيرية هو مجانية الخدمة الثقافية والفنية ومن هنا وجب الاهتمام بجميع عناصره، ورغم صعوبة الوضع الاقتصادي فإن من الضروري عوده المهرجانات الفنية المسرحية وحضور المشاركين فعالياتها طول فتره المهرجان، وعوده الورش الفنية المصاحبة لها والندوات .. إن مسرح الثقافة الجماهيرية حقيقي وجاد حيث يعبر عن قضايانا وهمومنا الحياتية دون زيف .
عودة المكاتب الفنية
فيما قال المخرج احمد عجيبة « لم تكن كورونا هي الفيروس الذي أصاب مسرحنا في مقتل ولكن كانت هناك مجموعه من الفيروسات التي أصابته وأصابته بالشلل حتى وصل الأمر ان مسرح الثقافة الجماهيرية الذي حقق انجازات كبيرا منذ نحو نصف قرن يدار الآن بلا مدير فقط هناك من يقوم بتسيير أعماله.
أضاف «للخروج من هذه الازمه أرى ضرورة عودة المكتب الفني الذي يضع الخطط العامة للإدارة وتكون بمثابة حلقه الوصل بين مبدعي الأقاليم والاداره وكذلك عوده المكاتب الفنية بالفرق المسرحية، و استقدام كوادر تتسم بالخبرة والنزاهة لإدارة المسرح و إنشاء كيان فني ثقافي في كل القيم يكون بمثابة اكاديميه مصغره تعمل طوال العام على تدريس فنون المسرح على يد أكاديميين متخصصين، مع إعادة تقييم وإنتاج ما يسمى بالشرائح المسرحية لفرق الأقاليم، و إعداد الكوادر البشرية على نحو جديد يقوم على فهم واستيعاب العلوم الجديدة والمفاهيم المتغيرة، و الاهتمام بالورش المسرحية القائمة على الإبداع الجماعي و تشجيع المواهب الشابة تأليفا وإخراجا ونقدا إلى أخره، و يكون للاداره العامة للمسرح ومكتبها الفني دورهما في التخطيط، ولا تنفرد بالرأي في فرض المخرجين على الفرق. وكذلك إعادة النظر في الأجور المتدنية للفنانين والفنيين المتعاملين مع هذا المسرح.
ابدأ حلمك
المخرج عزت زين قال» مسرح الثقافة الجماهيرية مصاب بإنتكاسات، أصبح لا يراوح مكانه، مجرد نشاط يقوم علي أمره جماعه كبيرة في كل الأقاليم تشبه شغيلة النحل، تقوم بعمل روتيني متكرر ولا تتوقف لتسأل عن إنتاجها و جودته و مدي إقبال الجمهور عليه .. أضاف: خلال السنوات القليلة الماضية ظهر الي النور ما يعرف بملتقي المخرجين و هو مشروع يهتم بإعداد و تكوين كوادر إخراجية تمثل دماء جديده في الشرايين المتكلسة، كما ظهر إلي النور المشروع المسرحي الأضخم « إبدا حلمك «، و هو يهتم بإعداد هواة التمثيل في أقاليم مصر طبقا لمنهج علمي، مع الوعد بتحويل هؤلاء المتدربين إلي فرق نوعية تحقق طفرات في الأداء التمثيلي، و في ظني ان ملتقي المخرجين و ابدأ حلمك معا في غاية الأهمية لصنع حركة مسرحية جادة، لكن المحبط انه لا أخبار عن ملتقيات المخرجين كما أن ابدأ حلمك دربت الشباب لشهور وهم مازالوا في انتظار ان يتحولوا إلي فرق مسرحية و هو ما لم يحدث حتي الآن!
طفرة
بينما قال المخرج السيد فجل «شهد مسرح الثقافة الجماهيرية في الثلاث سنوات الأخيرة تطورا هائلا وطفرة فى تجديد دماء هذا المسرح، حدث انعقدت لجان مناقشة المشاريع المقدمة، واختيرت مشاريع ونصوص جديدة لكتاب جدد أدى إلى ظهور أعمال مسرحية جديدة وكتاب جدد على ساحة مسرح الثقافة الجماهيرية تم تقديمهم للدولة وكثير من أنشطة شباب المخرجين والتجارب النوعية ونوداى المسرح.. كل هذا أدى إلى ثراء مسرح الثقافة الجماهيرية، وشهد أيضا تنويعا فى العروض المسرحية المقدمة في كل ربوع جمهورية مصر العربية، مما أدى إلى ان يكون هذا المسرح هو الواجهة الثقافية للمسرح بالدولة.
وأضاف: «ينقص هذا المسرح لكي يصبح واجهة مسرحنا المصري التغطية الإعلامية الجيدة ونقل أعماله إلى أماكن كثيرة وان يشاهدها عدد كبير من الجمهور، لا تقتصر على جمهور المدينة أو المحافظة التي يقع بها العرض، يجب ان يقدم هذا المسرح من خلال «السوشيال ميديا« مع ضرورة توثيق عروض الثقافة الجماهيرية .
الاهتمام بالقاعدة
شدد المخرج خالد أبو ضيف على ضرورة البدء من القاعدة المتمثلة في القرى وبالتحديد القرى التي يعاد هيكلتها وإعمارها في الوقت الحالي وقال «لدينا في محافظة أسيوط إثنى عشر مركزا وكل مركز يضم ما لا يقل عن خمسة عشر قرية وإذا استطعنا تقديم مسرحا بسيطا بلا لتكلفة كبيرة وأن تقوم هذه العروض بجولات فى هذه القرى عن كيفية التعامل مع القضايا الآنية يكون شيء جيد..وتابع «استطعنا من خلال تقديم العديد من العروض التغلب على مشكلات هامة مثل التسرب من التعليم وهى قضية تشغل أغلب القرى، وكذلك التنمر والتحرش وغيرها..
فمن الضروري زيادة الجرعة الثقافية والفنية لكل قرية ومن الممكن إقامة نواة لفريق مسرحي فى عدد من القرى حتى يكون المسرح على خريطة التنمية الثقافية فى القرى وهو دور مسرح الثقافة الجماهيرية حيث يقدم عروض مسرحية في مختلف الفضاءات المسرحية وبتكلفة متوسطة.
وأضاف: هناك ضرورة لأن يتفاعل مسرح الثقافة الجماهيرية مع المجتمع بشكل أكبر مع ضرورة ضخ دماء جديدة لهذا المسرح وإقامة ورش ودورات تدريبيه لكل عناصر العرض المسرحى.
تطور كبير
المخرج حمدي طلبة قال «فى ظل انتشار فيروس كورونا المستجد فرضت الكثير من القيود على العملية الابداعيه بشكل عام،
ومع ذلك يعمل أبناء مسرح الثقافة الجماهيرية بكل جهد على تطوير هذا المسرح، فكل الشكر للمخرج عادل حسان مدير إدارة المسرح سابقا؛ لتطويره للمسرح وكذلك الكاتب شاذلي فرح الذي يبذل قصارى جهده وأيضا الفنان احمد الشافعي رئيس الشؤون الفنية، ونائب رئيس الهيئة المخرج هشام عطوه.. فهم يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه فى ظل الجائحة .
وتابع «هناك تطوير كبير في نوعيات العروض، خاصة بعد تشكيل لجان مناقشة للمشاريع وهى لجان متخصصة تناقش المخرج ومهندس الديكور ويتم انتقاء نوعيه النصوص المقدمة، وهناك مستوى متقدم و تطوير فى الكم والكيف.
واستكمل «لتطوير هذا المسرح يجب ان تكون هناك العديد من الآليات فنحن بحاجه إلى دور توعوى وتثقيفي لكل عناصر العملية المسرحية مثلما كان يحدث فترة تولى الكاتب الكبير يسرى الجندي والكاتب سمير سرحان ودكتور احمد نوار رئاسة الهيئة، وهى آلية مهمة، كما يجب ان يكون لكل فرقة الملمح الخاص بها، فتكون هناك موائمة للنصوص مع مكان عرضها وكذلك العودة للتجارب السابقة والبارزة في هذا المسرح والاهتمام بنوادي المسرح
وبنظره تاريخية أوضح المخرج حمدي طلبه أن منظومة الثقافة الجماهيرية نشأت في ستينيات القرن الماضي فترة المرحلة الإشتراكيه وظلت هذه المنظومة محافظه بشكل كبير على كيانها بوجود أبناء الثقافة كأدباء أو مسرحيين أو فنانين تشكيلين، ومنذ فترة السبعينيات كانت هناك نظرة لتغيير فكرة الثقافة الجماهيرية وكان هناك العديد من المحاولات من منصور حسن صاحب فكرة تأسيس المجلس الأعلى للثقافة أن يكون بديلا عن وزارة الثقافة، وان يكون هناك مجالس ثقافية ولكنها لم تنفذ .
وتابع: «نحتاج لتفكير آخر لمنظومة الثقافة الجماهيرية، فكيف نستطيع ان ندمج هذه المنظومة داخل الطرح الرأسمالي، هذه المعضلة التي يجب التفكير بها هل من خلال مراكز ثقافية، وحتى نتمكن من تطوير هذه المنظومة يجب ان يكون بكل مدينة وقرية مركز ثقافي مستقل يضع مشروعه الثقافي على ان تكون هناك خطة ثقافية موسعه ويكون المسئول عن هذه المراكز هو المجلس الأعلى للثقافة .
خطة خمسية
فيما أكد المخرج احمد البنهاوي على ضرورة إعادة تخطيط مسرح الثقافة الجماهيرية، حيث اختيار النصوص يتم بشكل عشوائي، وفى هذا الموسم بالتحديد اغلب النصوص المقدمة من للمسرح العالمي. وقال «لست ضد تقديم نصوص عالمية ولكن لا توجد خطة أو هدف تعمل كل الفرق على تحقيقها، وقد اقترحت سابقا وجود خطة خمسية لتقديم عروض تناقش قضايا آنيه، ذلك ليس حجرا على إبداع المؤلفين ولكن أن يكون هناك توجيه نحو عمليات التنمية والتوعية والتثقيف، كذلك تنمية قيم الانتماء العمل والهوية، فمن الممكن أن يتناول كل موسم عروضا تتوجه لمناقشة قضية أو قيمة محددة .. فمسرح الثقافة الجماهيرية موجه للجمهور في المقام الأول
وتابع: «أصبح الشغل الشاغل لللمخرجين التقييم والجوائز فقط، ومن الضروري ان يكون الهدف أكبر من حصد الجوائز والتقييم، ومن الضروري أن تكون هناك إستراتجيات وخطط لتحقيق أهداف كبيرة لهذه المنظومة.