العدد 726 صدر بتاريخ 26يوليو2021
المسرح هو أبو الفنون، مبنى على الإبداع والخيال، ويُعد المخرج هو المسئول الأول والأخير عن نجاح أى عمل .. فكيف تصبح مخرجًا مسرحيًّا؟ سؤال طرحته «مسرحنا» على بعضٍ المخرجين الكبار لتكون نصائحهم أشبه بروشتة نصائح للشباب الجدد الممارسين لفن الإخراج المسرحى، عن كيف يصبحون مخرجين متميزين؟.
المخرج الكبير سمير العصفوري قال: ليس هناك شئ اسمه أن أحدًا يرغب أن يصبح مخرجا مسرحيا، الإخراج ليس رغبة مثلها مثل الرغبة في ممارسة السباحة أو قيادة السيارة أو ما شابه، هى عملية متداخلة مع نشاطه الشخصي داخل ما يسمى بالتكوين المسرحى، فهذا الشاب مثلا يُمثل ثم يشعر بعد تجربته وخبرته أنه يميل أكثر إلى أن يعلم الآخرين كيف يمثلون؟، وبعدها قد يشعر أنه في احتياج لأن يكون مخرجا، وأن لديه إمكانيات ذلك، أن يكون مسئولا عن صنع العرض المسرحى. كل ما سبق لا يأتي فجأة، ولكنه مبنى على خبرات كثيرة يجمعها الشاب، بالإضافة إلى قراره أن يدرس، المسألة ليست بسيطة كما نرى في الإعلام والصحافة كثيرًا، هناك أشخاص فى أحاديثهم الإعلامية يقولون أنهم قرروا فجأة أن يمثلوا . هذا الحديث نشك فيه تمامًا. ولو افترضنا أن ذلك يحدث بالفعل، فهذا طريق يمر ببوابات خطأ، لأن الإخراج علم بالإضافة إلى انه فن ورغبة، فيجب أن يدرس الشاب أو يدخل ورش متخصصة لدراسة الإخراج، و كل هذه الدراسات الكثيرة والعميقة قد لا تؤدى إلى مخرج متميز، فالإخراج ممارسة فعلية وتمرين دائم وتذوق وثقافة ورغبة في صنع شئ وسؤال دائم: كيف أقدم هذا الشئ؟.
وتابع «العصفوري»: ليس هناك شيئ اسمه كيف تصبح مخرجًا مسرحيًّا؟ ولكن كيف تصبح فنانًا مسرحيًا؟ وذلك يتم بالدراسة والتعلم، ربما في لحظة من اللحظات يجد الشاب نفسه يعمل عملًا فنيًا كالإخراج، قد يكون عملًا صغيرًا ومن خلال فرقة صغيرة جدًا، وربما تكتشف الناس أن لديه ملكات الإخراج الجيدة، وبالتالى يتم الإشارة إليه باعتباره مخرجا شابا مبتدئا، وخطوة بخطوة قد يصبح مخرجًا فنانًا معترفًا به.
وأشار «العصفوري» إلى أن : الساحة الفنية الآن لم تعد مثل الساحة الفنية بالسابق، التي كانت غنية للغاية ومليئة بناس كثيرين جدًا، و كان الإخراج فيها مبنى على أسس ، فمن كان يرغب في الإخراج فقد كان يدرس أو يعمل مساعدًا أو تلميذًا لأحد كبار المخرجين فى الساحة الفنية، وقد كانوا قامات فنية، مثل الفنان نبيل الألفي وهو علامة كبيرة ومعلم ومخرج عظيم، و مثل الأساتذة الكبار كرم مطاوع و حمدي غيث و سعد أردش، وقد كنت أذهب أنا وزملائي لنتمرن مع الأستاذ، بمعنى نتمرن عنده، فنتعرف على أسلوبه في العمل ونرى خبرته المسرحية، كان يتبنّانا أحيانًا، أو يتبنى الصالحين منا سنة تلو الأخرى، وفى هذه الحالة المخرج الشاب يكون قد حصل على ما يسمى برخصة أنه قد يسير في طريق الإخراج، ويبدأ الأستاذ ينصحه بأن يدرس أو يسافر للدراسة، الممارسة أو التدريب مع الأستاذ أحد الوسائل للوصول إلى معرفة ما يسمى بفنون الإخراج، وأنا أنصح أصدقائي من الشباب أن يتمرنوا مع من هم أقدم منهم، وأن يبحث الشاب الذي يرغب في أن يعمل بالإخراج عن مخرج متمرس يتمرن معه، فقد ينجح مستقبلًا فى أن يثبت وجوده بأن يكون مخرجا شابا، وهناك بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض المقبلين على تعلم الإخراج، أٌشبّه ذلك بشخص ذهب إلى حفلة وهو يشعر بالجوع الشديد فوجد أنه مسموح له بأن يأكل كل الوجبات، فهل الإنسان قادر على أن يأكل كل الوجبات فى وقتٍ واحد؟ أعتقد لا، الإنسان يطمع أحيانًا و يرغب فى الشبع بشكل كامل، هذا أشبه بما يحدث فى الأعمال الفنية الأولى للمخرج الشاب، يرغب أن يثبت وجوده بأي شكل، فيمتلئ العرض المسرحى عنده بأشياء كثيرة قد لا تكون مفيدة أو ضرورية، و مع الخبرة وإثبات وجوده يشعر أنه يجب أن يكون معتدلا فى تقديم الوجبة المسرحية، ونوعية الوجبة هو من يحددها، ويجب أن تكون وجبته المسرحية مختارة بعناية وترتيب، حتى لا تكون مجرد عناصر يضعها فى العرض دون دراسة وحاجة إلى ذلك، حتى لا ينزعج المتلقي مما يُقدم إليه، و مع الخبرة يصل المخرج إلى درجة من التعفف فى استخدام الوسائط والوسائل الخاصة به، ويُحكّم المنطق والعقل فى استخدامه للوسائل الفنية الممكنة، وبالتدريج يستطيع معرفة أخطائه ويتداركها، وهذا معناه أنه بدأ فى معرفة ما يُسمى بمنهج المخرج، فيعرف أن يختار ما سيقدمه على المسرح بشكل يتناسب مع فكره وفكر جمهوره.
الثقافة والانضباط
فيما قال المخرج الكبير خالد جلال: لكي يكون الشاب مخرجا متميزا فلابد له من الثقافة الواسعة والاطلاع والمعرفة فى مختلف مناحي الحياة، والاطلاع على أحدث مدارس المسرح فى العالم من خلال المتابعات الجادة وأيضًا المدارس الكلاسيكية التي أسست لكل الاتجاهات الحديثة، وفى العمل التنفيذي مطلوب من الجدية والانضباط والالتزام وتنمية روح الفريق وهى أول الخطوات، تليها العشرات من الخطوات للوصول إلى النجاح الذى يتأكد بعد عدة تجارب ناجحة وليس بعد عرض واحد فقط.
كتب الإخراج
فيما قال المخرج الكبير مراد منير: يجب أن يقرأ المخرج فى كتب الإخراج المسرحى ويتعرف على معنى أن تكون مخرجًا مسرحيًا، يعني أنك ستكون عمود العرض، من تختار النص وفريق العمل بدون أى مجاملة، وكل عنصر فى الفريق مناسب للعمل، و أن تكون عناصر العمل المسرحى جميعها متجانسة، وأنك المسئول عن تحديد إيقاع العرض ، الذي يبدأ من «بروفة الترابيزة» . أضاف: فى عروضي أقوم بعمل جلسات يومية مع فريق العمل من تصميم رقصات وديكور وملابس وموسيقى، بغرض التأكد من تجانس إيقاع العرض، ولكي يحقق المخرج الشاب ذلك يجب أن يقرأ كثيرًا ويشاهد فنا تشكيليا، حتى تعتاد عينه على أن تعمل على التكوين بشكل صحيح، بحيث يكون المسرح متوازنا معه دائمًا، بالإضافة إلى أنه يجب أن يشاهد سينما بشكل كبير، وبخاصةٍ أحدث ما يقدم، وذلك لكى يرى إبداع الممثلين العالميين، أنا شخصيًّا استفدت جدًا من السينما.
تابع «مراد منير»: لقد اعتمدت على نفسي طوال مشواري الفني، وعلى الرغم من أنى رسبت فى الفنون المسرحية، لم أشعر باليأس وكنت أدرس وأتعلم تاريخ وأدب مسرح، بالإضافة إلى كتب الإخراج، إلى أن أصبحت استطيع أن أقدم عرضًا جيدًا، الدراسة الأكاديمية مفيدة ولكنها ليست القول الفصل، يجب أن يتعلم المخرج فن الممثل بشكل أوسع ، يجب أن يكون للمخرج عين نقدية وأن يرى عروضًا كثيرة و أن لا يعتمد أبدًا على أنه قد صنع تمثاله النهائي، ووصل للقمة. أنا على سبيل المثال لدى عروض مميزة جدًا يتم تدريسها فى المعهد وتقدم عنها رسائل دكتوراه، ومع ذلك أرى أنى لم أخرج المسرحية التي أحلم بها حتى الآن. وضروري أن يُجيد المخرج التمثيل فهو المسئول عن العرض المسرحى كمنظومة متكاملة ومتجانسة.
الأساس النظري والاحتكاك
كذلك قال المخرج الكبير عصام السيد: ليس هناك نصائح جاهزة أو طريقة عمل ثابتة، الأمر ليس سهلًا، فالمخرج يجب أن يُشاهد عروضًا مسرحية كثيرة جدًا، و أن يقرأ كثيرًا فى مجالات مختلفة بجانب المسرح كالفن التشكيلي، و أن يرى معارض كثيرة، و أن يكون لديه فكرة عن التاريخ والفسيولوجي وحركة المجتمع. أضاف: هناك بعض الأخطاء التي تشعرني بالألم تجاه مخرج العرض، منها عندما أرى مجموعة من الممثلين على المسرح ولا أعرف من الذى يتحدث منهم فى المشهد، مع أن هناك شيئًا فى علم الإخراج اسمه التأكيد، الإخراج المسرحى يحتاج لخبرة ومشاهدة وموهبة فى الأساس ودراسة واطلاع على كل ما هو جديد طوال الوقت. تابع: أهم شئ فى مهنة الإخراج الخبرة، وهي لا تكتسب إلا بالممارسة، ولا توجد ممارسة بدون أساس نظري سليم، لذا فإن الاحتكاك العملي والدراسة الأكاديمية هما الحل لبناء مخرج مسرحي، وبالتأكيد أن يكون لديه الموهبة.
وجهة نظر
المخرج والممثل الكبير ياسر صادق قدم نصائحه للمخرجين الشباب قائلًا: المخرج يجب أن يكون لديه وجهة نظر ويكون صاحب رؤية، و على قدر من الدراسة والثقافة، لأن الإخراج لا يعتمد فقط على الموهبة، فالممثل من الممكن أن يعتمد على موهبته فقط ومع الخبرة يثقل موهبته أكثر، ولكن المخرج الدراسة عنصر أساسي عنده، فيجب أن يكون دارسا وأن يُشاهد عروضا مسرحية كثيرة، سواء ، ويكون لديه إحساس بالفراغ والجمال والفن بكل أشكاله، و على دراية بأساسيات الألوان وعلاقتها بالإضاءة، ويطلع على فن تشكيلي، ويكون على دراية بالحركة المسرحية والسينوغرافيا، وأن يتعلم كيف يرسم المشهد والحالة، وهذا يأتي من الدراسة والخبرة ومساعدة مخرجين كبار لديهم تلك الملكات، ويتعلم منهم مدارس مختلفة.
وتابع «صادق»: بدأت مشواري المسرحى من مسرح الجامعة، بعدها التحقت بمعهد الفنون المسرحية، وهذا معناه الدراسة وثقل الموهبة، ولأنني كنت فى قسم التمثيل والإخراج فهذا جعلني أنا وزملائي نمثل ونخرج ونساعد مخرجين كبار فى المهرجانات والجامعة، بالإضافة إلى مشاريع التخرج الخاصة بنا، بعدها احترفنا وكان أول عرض تحت إشراف المخرج الكبير فهمي الخولى، وبعدها توالت الأعمال وكل ذلك هو ما يكون الخبرة من خلال الممارسة والدراسة، ولا يشترط أن يكون المخرج ممثلا فى البداية، ولكن يجب أن يكون ملما بالعناصر المسرحية ككل لأنه سيدير كل ذلك برؤيته الإخراجية.
مساعد المخرج
و قال المخرج الكبير ناصر عبد المنعم: يجب أن يمتلك المخرج المسرحى ثقافة واسعة من خلال الاطلاع على مجالات مختلفة إلى جانب المسرح منها الاقتصاد والسياسة والاجتماع والفلسفة والأدب والفن التشكيلي والموسيقى، و أن يكون لديه دراية بمختلف تلك النواحي لأنها هى ما تكون ثقافته، لأنه فى النهاية رؤية ووجهة نظر، فكل ذلك لن يتكون إلا من خلال ثقافة واسعة، ويجب أن يمر بالإخراج عن طريق المساعدة، بمعنى العمل فى البداية كمساعد مخرج، لأن ذلك يؤسس ويكون تكوينه الإخراجي، و ألا يقدم على خطوة الإخراج إلا عندما يكون لديه رؤية واضحة ومحددة، فالإخراج ليس وظيفة، اإنما هو رسالة، شئ محدد يرغب المخرج أن يفصح عنه ويُخرجه للنور، ويجب أن يفهم مجموعة من الوظائف أهمها فن التمثيل، وفى حالة ممارسة المخرج التمثيل، يكون أفضل، لأن المخرج يدير ويوجّه الممثل، فكثير من المخرجين للأسف لا يفهمون سيكولوجية الممثل والمشاكل التي يمر بها، وكيف يصل لتحديد رؤية المخرج، فكل ذلك يتم عندما يكون لدى المخرج دراية بفن التمثيل، نظرية، وعملية، لأن من أهم مهامه إدارة الممثل.
وتابع «عبد المنعم»: يجب أن يكون لدى المخرج ثقافة تشكيلية لأنه يشكل الفراغ من خلال عرضه المسرحى، و أن يكون لديه ثقافة موسيقية وعلى دراية بالمقامات ويتذوق الموسيقى، و أن يكون على دراية بكل عناصر العرض المسرحى، والموهبة فى الإخراج لا تكفى، فيجب أن يثقل المخرج موهبته بالدراسة والبحث والممارسة، لا يوجد شئ فى الإخراج اسمه «مخرج موهوب»، كيف نتعرف على ذلك؟! يجب أن يكون مبتكرا، و أن يكون لديه شئ جديد يضيفه، وأن يبعد تمامًا عن التقليد، لأن ذلك يُسمى «نقل»، يجب أن يكون مبدعا ،يبتكر ويصل لحلول ويصنع حالة إبداعية عالية.
فيما قال المخرج الكبير طارق الدويري: المخرج يجب أن يفهم أنه سوف يُعانى ويجب أن يعبر عن نفسه ولا يجب أن يخون ذاته لأن فى النهاية العمل يُنسب له، وكلما يكون مثقفًا كلما يكون لديه إدراك بإشكاليات العالم ووجعه، فعندما يطلع على القضايا الفكرية والفلسفية والواقعية سوف يستطيع أن يعبر عن نفسه وعن العالم، حتى يكون مخرجا فنانا وليس مجرد حرفيا، فالحرفة مطلوبة ولكنها فى المرتبة الثانية، أما المرتبة الأولى فهي متعلقة بالتعبير عن النفس والعالم بشكل صادق، ويجب أن يكون لديه ثبات وإصرار على أن يقدم فنا حقيقيا، ويجب أن يرى مسرحا كثيرًا، و قد أصبحت لدينا ثروة على الإنترنت، ، وليس شرطًا أن يكون المخرج أكاديميا ، فالدراسة الحية والممارسة والاطلاع عناصر مهمة جدًا فى تكوين المخرج، والدليل على ذلك أن كان لدينا مسرح مستقل فى التسعينات وكثير خرجوا من مسرح الجامعة، الذي هو الممارسة والتعلم بشكل حقيقي، القضية ليست شرطية «ختم» الأكاديمية، الأهم هو أن يكون المخرج صادقا فى تعلمه وبحثه عن المعرفة والحقيقة، ويجب أن يقرأ كل النظريات ولا يثبت على طريقة ونظرية محددة وذلك سيساعده في أن يعبر عن نفسه.
ذاكرة سمعية وبصرية
واتفقت المخرجة الكبيرة والدراماتورج عبير علي مع أغلب الآراء السابقة وأضافت: يجب أن يكون لدى المخرج ذاكرة سمعية وبصرية حية بمعنى أن يكون مطلعا على ألوان مختلفة من الفنون وإن كان لا يفضلها، ولا يجب أن ينساق وراء ما يطلبه «السوق»، و أن يعمل على بشكل غير نمطي أو تقليدي، فيخرج بأفكاره خارج الصندوق، ويقدم شئ مختلف عن المعتاد، فالمتلقي أصبح يدرك الفرق بين التكرار والإبداع، وكل ما سبق مبنى على التدريب ا والرؤية والإبداع المستمر.
وأضافت : يجب أن يشاهد المخرج المسرحى الدراما العربية والمصرية، لأنها هى من تشكل فكر الجمهور الذى تقدم له عروضًا مسرحية، وهذا أحد أسباب تطور السينما أكثر من المسرح، لأن مخرجي السينما يذهبون إلى البيئة الخاصة بالعمل ويتعايشون معها، ليدركوا أبعادها حتى يقدمون رؤية حقيقية للواقع، و يجب أن يكون هناك دراسة كاملة من المخرج لما سيقدمه من فكرة ويتعايش معها ومع أحداثها بشكل حى وحقيقي، و أن يكون لدى المخرج إدراك لمفهوم إدارة المؤسسة الثقافية، فقد تعلمت ذلك من المخرج الكبير أحمد إسماعيل الذى لم يأخذ حقه، كان هذا الرجل مدرك تمامًا لمفهوم الإدارة وكان منظم جدًا ودقيق فى مواعيده ومحدد مسبقًا مهام كل عناصر العرض المسرحى، فيجب أن يتم تفعيل فكرة كيفية التخطيط للعملية الإبداعية، من اول خطوة داخل هذه العملية الإبداعية مرورًا بوظائفها ومنها مدير خشبة المسرح ومساعد المخرج والإدارة المسرحية إلى أخره، كل هؤلاء يجب أن يكون لدى المخرج خطة واضحة محددة لما يفعله كل فرد منهم.
وتابعت «عبير على»: للأسف هناك أخطاء شائعة يقع فيها كثيرًا من المخرجين الشباب، فعلى سبيل المثال عروض الثقافة الجماهيرية أغلبها تشبه بعضها البعض، نفس الرؤية الإخراجية والكلام والتناول، فكل ذلك يشعرك بالنمطية والتكرار، وهناك مشكلة أخرى تؤثر بالتأكيد على المخرج، وهى ضعف النصوص المسرحية، المشكلة أن ما يقدم لا يكون حقيقيًّا ويكون بلسان حال الكاتب وليس بلسان حال شخوصه، هناك أزمة كبيرة فى الكتابة المسرحية، والرواية قد تجاوزت ذلك من فترة زمنية كبيرة، ولكن مازال المسرح به هذه الإشكالية باستثناء بعض النصوص القليلة.