العدد 716 صدر بتاريخ 17مايو2021
تخرجت مروة مهدي عبيدو من المعهد العالي للفنون المسرحية، قسم الدراما والنقد، بأكاديمية الفنون بالقاهرة، وبدأت عملها الأكاديمي في قسم المسرح بجامعة حلوان فور تخرجها، ثم حصلت على درجة الماجستير من جامعة حلوان، وبعدها سافرت لألمانيا لإكمال مسيرتها الأكاديمية، حيث حصلت على درجتين للدكتوراة في الدراما وفنون الأداء، من جامعتي كولن وجامعة برلين الحرة بألمانيا. تعمل مروة مهدي كباحثة مسرحية منذ وصولها لألمانيا، ونشر لها عددا من الكتب والأبحاث العلمية باللغتين العربية والألمانية. كما تقوم بتقديم دورات تعليمية عن المسرح المصري في الجامعات الألمانية، لطلاب المراحل الجامعية المختلفة. تدير د.عبيدو منذ سنوات „مركز المسرح العربي والتبادل الثقافي ببرلين“، والذي يهدف إلى دعم حضور المسرح العربي، على خارطة المسرح الأوربي. وبجوار عملها في المجال الأكاديمي قدمت د. مروة مجموعة من مشاريع التبادل الثقافي المسرحي الدولي، منها: الموسم العربي، مسرح اللجوء، فضفضة (ورش حكي نسوي) ...الخ، وتهدف من ذلك إلى استخدام المسرح كوسيلة لعبور الحدود اللغوية والسياسية والثقافية. كما شاركت في عدد من المهرجانات المسرحية في أوربا والوطن العربي، وتعمل كمنسقة ثقافية للفاعليات الفنية المحلية والدولية. أما في مجال الترجمة المتخصصة، قامت د. مهدي بترجمة كتاب «جماليات الأداء»، للمنظرة الألمانية إيريكا فيشر ليشته، وعدد من الدراسات العلمية المتخصصة في المسرح، بالإضافة إلى ترجمتها الأخيرة «مسرح ما بعد الدراما» لهانس ليمان، والذي حصلت به على جائزة الترجمة من الحكومة الألمانية، عن الجائزة وأسئلة أخرى كان لـ»مسرحنا» معها هذا الحوار.
- حدثينا عن طبيعة المسابقة والجائزة «جائزة الحكومة الألمانية للترجمة» التي حصلتي عليها؟ وهل هذه هي المرة الأولى التي تحصلين عليها على الجائزة؟
يقوم الصندوق الألماني للترجمة، بتقديم جائزة الترجمة الإبداعية سنويا، وذلك ضمن برنامج «نيوستارت كولتور»، الذي تدعمه حكومة ألمانيا الاتحادية، ضمن نشاط وزارة الثقافة الألمانية. ويتقدم للجائزة سنويا عدد كبير من المترجمين الدوليين، من كل لغات العالم من وإلى الألمانية. وتتميز الجائزة بأنها تتعامل مع الترجمة باعتبارها مجالا ابداعيا، وفنا يحتاج إلى موهبة وقدرات لغوية وثقافية خاصة. وتتكون لجنة التحكيم من أكاديميين ومترجمين محترفين على المستوى الدولي. وتمنح الجائزة سنويا لعدد قليل من المترجمين المحترفين والموهوبين، ممن قدموا ترجمات أصيلة وهامة، لذلك تكون المنافسة قوية. وتعتمد معايير التحكيم فيها على دقة الترجمة، وحرفية المترجم وخبرته في المجال، كما تركز لجنة التحكيم على الأسلوب الأدبي للمترجم، وطريقته المتفردة في نقل العمل المترجم لثقافة أخرى. كما تقوم لجنة التحكيم بتقييم أهمية ترجمة العنوان المختار في مجاله الاختصاصي، ودوره الفعال في نقل المعرفة بين الثقافات.
ولنا الفخر، أن تكون الجائزة هذا العام، من حق مترجمة مصرية.
- حدثينا عن طبيعة الكتاب التي قمتي بترجمته وحصلتي من خلاله على الجائزة «مسرح ما بعد الدراما»؟ ولماذا وقع اختيارك على هذا الكتاب بالتحديد، ومتى بدأتي في ترجمته؟
من شروط التقدم للجائزة، تقديم جزء من المادة المترجمة مع الكتاب الأصلي، حتى تتمكن لجنة التحكيم من تقييم الترجمة وأسلوب المترجم. كما يشترط أن تتم عملية الترجمة عن اللغة الأصلية للكتاب، وأن تقدم المترجمة كتابا أو عملا استثنائيا في ثقافته الأم، وانطبقت هذه الشروط على ترجمتي لكتاب «مسرح ما بعد الدراما» للمنظر الألماني ليمان، إلى اللغة العربية عن الأصل الألماني، حيث يعتبر الكتاب حدثا خاصا في تاريخ نقد ما بعد الحداثة، كما أن له قيمة علمية كبيرة على مستوى العالم، وتمت ترجمته لعدد كبير من اللغات، وحاز على انتشار واسع على المستوى الدولي، في المجال النقدي والأكاديمي، حتى أن صدور ترجمته الفرنسية كان حدثا ثقافيا هاما، وتم استقباله بترحاب وتقدير شديد لجهود المترجم، لأنه قدم للقارئ، أحد أهم نظريات النقد المسرحي فيما بعد الحداثة.
احتجت أكثر من 3 أعوام لإتمام الترجمة، حيث تزيد صفحات الكتاب عن 400 صفحة في الأصل الألماني. ويعتمد أسلوب ليمان على التكثيف، أي على ما يسمى (السهل الممتنع)، حيث يعطى أبعاد فلسفية وتاريخية عميقة للجمل، التي تبدو بسيطة. كما قمت بقراءة كل أعمال ليمان، للتعرف على أسلوبه النقدي، واحتجت الكثير من الوقت، لعمل فهرس بالمصطلحات والمفاهيم الجديدة على اللغة العربية في أعماله النقدية. كما قمت بالتواصل مع البروفيسور ليمان شخصيا، والتقيته أكثر من مرة، للتأكد من استيعابي لما بين سطور كتابه. هذا بجانب أكثر من سنتين قضيتها البحث عن دار نشر تتبنى الكتاب وتخرجه للنور. ورغم التعب والمجهود والوقت الذي إحتاجه الكتاب، إلا أنه كان عملا ممتعا وهاما، أشعر بالفخر حين أفكر أنني أنهيت نقل هذا العمل العظيم للقارئ العربي.
- حدثينا أكثر عن فكرة كتاب «مسرح ما بعد الدراما»، وهل أنتِ مهتمة بترجمة الكتب فقط أم لديكى بالفعل ترجمة نصوص مسرحية؟
بخصوص محتوى كتاب «مسرح ما بعد الدراما»، فهو محتوى متخصص ومعقد نسبيا، يصعب على اختصاره الآن، لكن الخبر الجميل، أن الكتاب سيكون قريبا بين يدي القراء، حيث تعد ترجمتي العربية له حاليا للنشر ورقيا، من قبل المركز القومي للترجمة بالقاهرة.
يقول المترجم الالماني هارتموت فِندريش Hartmut Fähndrich المشهور بترجمة الادب العربي الى الألمانية: «المترجم هو حامل للنص من ضفة نهر إلى الضفة المقابلة، لأن المترجم لديه القناعة أن هذا النص يحتاجه القارئ في الضفة الأخرى، ولابد أن يقرأه. خلال عملية النقل يحوّل المترجم النص لجعله مفهوماً على الضفة الأخرى. ويكتسب النص خلال عملية النقل عناصر جمالية جديدة“. ومن وجهة نظري، أن ممارسة الترجمة، عمل بالغ الألم، لكنه في نفس الوقت بالغ المتعة، حيث يحتاج إلى مجهود وتركيز وصبر ومثابرة، كما يحتاج لمعرفة واعية باللغات المنقول منها واليها، وكذلك بالثقافة الأم والمنقول لها. لذلك، أتعمد اختيار عناوين هامة للترجمة، لتطوير مشروع ترجمة خاص بي، حيث أسعى إلى ترجمة المراجع التنظيرية الألمانية الهامة والمعاصرة، في مجال نظريات النقد الحديث، نظرا لندرة الترجمات العربية عن الألمانية. ولدى خطة لترجمة نصوص مسرحية ألمانية جديدة. بالإضافة إلى مسعاي لنقل المراجع والنصوص العربية الى الألمانية. لبناء جسر للتواصل بين حركة النقد العربي والغربي، في مجال المسرح -على وجه الخصوص-.
- كيف كانت رؤية النقاد لهذا الكتاب المترجم وبخاصةٍ بعد حصولك على الجائزة؟
وصلتني الكثير من الرسائل، من الباحثين والأكاديميين في الوطن العربي، للاستفسار عن طرق الحصول على نسخ من الترجمة العربية لكتاب ليمان، حيث تناول بعض النقاد العرب موضوع مسرح بعد الدراما في أعمالهم البحثية والنقدية، معتمدين على الترجمة الإنجليزية المختصرة للكتاب أو على مصادر غير مباشرة. لذا، لدى قناعة أن الترجمة العربية لنظرية ليمان، أمرا لابد منه، لأثراء الحركة النقدية العربية المعاصرة. وحصولي على الجائزة سيكون له أثر إيجابي للترويج للطبعة الورقية، التي من المخطط لها أن تصدر قريبا عن المركز القومي للترجمة.
- هل اهتمامك بالترجمة مقتصر على النصوص والكتب الألمانية فقط أم أنكِ من الممكن أن تقومين بالترجمة لكُتّاب أخرين من أوروبا أو دول الغرب؟
تحتاج الترجمة المتخصصة في أي مجال، إلى اتقان اللغات المنقول عنها وإليها، كما تحتاج إلى معرفة دقيقة بالتخصص المراد ترجمته. ساعدتني دراستي للمسرح، في الدخول إلى عالم الترجمة المتخصصة. ولأن الترجمة عن الإنجليزية والفرنسية منتشرة بشكل أكبر في الوطن العربي، لذا، أركز في مشاريع الترجمة الخاصة بي، على أعمال مكتوبة باللغة الألمانية. خاصة أن هناك فجوة كبيرة، بين المنشور سنويا هنا، وبين المترجم منه للعربية، ربما يعود ذلك، إلى ندرة المترجمين عن الألمانية مباشرة، خاصة في مجال المسرح، مما يضع على عاتقي مسؤولية كبيرة.
- ما رأيك في الترجمة المسرحية وبخاصةٍ في مصر؟ وهل يجب أن يتم تداول فكرة الترجمة بشكل أفضل أو تقدم للمجتمع بشكل يليق بها وبخاصةٍ الترجمة المسرحية المقدمة في مصر؟
تحتاج الترجمة المتخصصة -بشكل عام- وترجمات المسرح بشكل خاص، إلى دعم الدولة، نظرا لقلة اقبال دور النشر الخاصة على تبني ترجمات متخصصة، لن يكون لها عائد مادي مناسب. أغلب مشاريع الترجمة المتخصصة، تعتمد في الغالب على مجهودات فردية للمترجمين، الذين يجتهدون في البحث عن دار نشر أو مؤسسة حكومية تتبني مشاريعهم.
- ما هي المشاكل التي تواجه مترجمين المسرح المصري؟ وهل المركز القومي للترجمة يهتم بترجمات نصوص مسرحية جديدة من الغرب لمصر والوطن العربي؟
صدر عن المركز القومي للترجمة في مصر، عدد ضخم من التراجم الهامة والمتنوعة في الكثير من مجالات المعرفة، ومن ضمنها المسرح. وأغلب الترجمات المنشورة عن المركز، منقولة عن الإنجليزية أو الفرنسية، ربما لندرة المترجمين عن الألمانية، وأحيانا تتم الترجمة عن لغة وسيطة، وليس عن اللغة الأصلية، وهذا يبعد الترجمة مسافات كبيرة عن الكتاب الأصلي.
- هل ترين أن لدينا أزمة في كتابة النصوص المسرحية وبخاصةٍ الإعداد أو الدراماتورج الذي يكون عن نص مترجم؟ أم الأزمة في عدد من يكتبون للمسرح؟
اعتمد المسرح المصري في أواخر القرن ال 19 وبدايات القرن العشرين، على ما سمي «التمصير»، وهو عملية تحويل نص أجنبي لنص مصري، من خلال تغيير الأجواء وأسماء الأماكن والشخصيات، لتعكس العوالم المصرية، اعتمادا على الترجمات العربية أو على النصوص الأجنبية مباشرة، وساعد ذلك على تطوير المسرح المصري الحديث، حتى ظهر كتاب مسرح مصريين، قاموا بالتأليف مباشرة. لا يمكن فصل أزمة النصوص المسرحية، عن السياق الثقافي المصري بشكل عام، فالتأليف والإعداد والترجمة، ما هي إلا عناصر داخل شبكة معقدة ومركبة، مما يجعل من الصعب إلقاء اللوم على المترجمين أو الكُتاب.
- من وجهة نظرك كيف نُعالج أزمة الكتابة المسرحية وضعف النصوص المُقدمة؟ سواء مؤلفة أو مُعدّة عن نصوص مترجمة؟
المسرح مثله مثل باقي الفنون، مرآة عاكسة لمجتمعاتها، لهذا أجد صعوبة في فصل إشكاليات الكتابة المسرحية عن المجتمع. تزدهر الكتابة -والفن عموما- في المجتمعات المزدهرة. مثل ما كان هو الحال في مصر في فترة الستينيات، انه سياق كامل لا يمكن فصل أجزاءه.
-من وجهة نظرك هل ترين أننا نعتمد على نصوص مسرحية مترجمة محددة تُقدم بإعداد مختلف وأن هناك نصوصًا أخرى كثيرة لكُتّاب متميزين نحتاج أن نقدم أعمالهم أكثر؟
لابد للنظر الى حركة المسرح في مصر في مجملها، أي الاهتمام بالنصوص المؤلفة والمترجمة أيضا، دون التمييز بينهم. يحتاج الحراك الثقافي والمسرحي إلى الترجمة للتواصل مع الأخر، خاصة في ظل محاولات تجاوز الحدود اللغوية والسياسية، ومحاولات التواصل المعرفي في عالمنا الحديث.
- حدثينا عن الحركة المسرحية في أوروبا وألمانيا؟ وأي الدول الأوروبية أكثر اهتمامًا بالمسرح؟
تهتم كل دول أوربا بالمسرح، باعتباره جزءا لا يتجزأ من الممارسة الحياتية، كما أنه جزء هام من الحياة الثقافية والاجتماعية، لذا تتميز حركة المسرح الأوربي بالتنوع والثراء والتفرد أيضا، ويصعب تحديد بلد عن غيرها. هناك في ألمانيا -على سبيل المثال- أصوات تنادي بعودة الحياة إلى المسرح، بالإجراءات الاحترازية، بعد توقفها الطويل بسبب كورونا
- هل أنت متابعة للحركة المسرحية في مصر وما رأيك فيما فعلته وزارة الثقافة من تطورات وبخاصةٍ للتعايش مع أزمة الكورونا وأننا تقريبًا الدولة الوحيدة التي لم تتوقف فنيًّا سواء بالإجراءات الاحترازية الحية أو أونلاين؟
أتابع حركة المسرح المصري والعربي بشكل دائم من خلال المشاركة الفعلية في المهرجانات العربية ومن خلال متابعة ما ينشر. وانتهز فرص وجودي بالقاهرة لمشاهدة العروض المتاحة. بالطبع، يشهد لوزارة الثقافة المصرية محاولاتها الحثيثة لاستمرار الحركة المسرحية في زمن الكورونا، في الوقت الذي توقفت فيه الحياة المسرحية في أغلب دول العالم.
- ما رأيك فيما قدمته وزارة الثقافة بداية من الموجة الأولى للكورونا وفكرة المسرح أونلاين، وهل هذه الفكرة متداولة في ألمانيا وأوروبا بشكل عام أم أن المسرح الحي مازال له مكانته وهيبته أم أنهم متقبلين الاثنين الحي وال أونلاين؟
يحاول المبدع دائما ابتكار طرق جديدة للتعامل مع الظروف الاستثنائية، ومحاولة استخدام وسائط أونلاين لتفعيل الحركة المسرحية في زمن الكورونا، محاولة تحترم في مجملها، لكنها تحتاج لفهم ومعرفة بإمكانيات الوسائط التكنولوجية، وفعاليتها في الوصول إلى المتلقي المستهدف، لذا يبقى سؤال المغزى والهدف ملحا. قدمت بعض المسارح الألمانية عروضا أونلاين بالفعل، وكان هدفها استمرار المشاريع المسرحية، حتى يحصل الفنانون على أجورهم، أي بهدف دعم الفنانين ماديا، في الوقت الذي فقد فيه معظمهم والثقافي مصدر قوتهم. على الناحية الأخرى، تم إلغاء أغلب – ان لم يكن كل- المهرجانات المسرحية الدولية والمحلية في أوربا، مع بعض الاستثناءات القليلة جدا، التي تعمدت تقليل المشاركات والضيوف إلى الحد الأدنى، نظرا لأمور مادية في أغلبها. وذلك، لأن الهدف الرئيسي من المهرجان في عمومه، أن يكون مساحة للقاء المباشر بين المبدعين من مختلفي الثقافات والاتجاهات، للتواصل المباشر والتعرف على الأخر. وبالتالي، يفقد المهرجان معناه، إذا تم تقديمه أونلاين، لأنه فقد مغزى وجوده. من ناحية أخرى، ينشأ المسرح لحظة اللقاء الحي، بين المشاركين من متفرجين ولاعبين، في لحظة زمانية ومكانية مشتركة، وهذا ما يعطى للمسرح خصوصيته بين الفنون المختلفة، وبالتالي، تحويل العرض المسرحي إلى عرض «اعلامي» وسائطي من خلال الأون لاين، يفقده الكثير من جوهره. لذا، لابد من الحذر الشديد، حال استخدام وسائط التواصل الحديث في المسرح، وتحديد الهدف من ذلك، دون التنازل عن إجابة سؤال المغزى بوضوح.
- ما الجديد لديك الفترة القادمة؟
أحاول منذ بداية الكورونا أن أستفيد من الوقت المتاح لي، نتيجة العمل «أونلاين» منذ مارس 2020، من أجل إتمام المشاريع المؤجلة، ومنها ترجمة كتاب «الأدائية» عن إيريكا فيشر ليشته. وكذلك، ترجمة بعض المسرحيات القصيرة لبرتولد بريشت، والتي لم تترجم للعربية حتى الآن. وأعمل كذلك على عدد من الأبحاث عن التراث العربي باللغة الألمانية، كما أركز على تطوير مشاريع التبادل الثقافي المسرحي في مركز المسرح العربي، والتجهيز لفترة ما بعد الكورونا!