إبراهيم أشرف: الجائزة تحمل قيمة كبيرة لأنها أول جائزة في الإخراج المسرحي

 إبراهيم أشرف: الجائزة تحمل قيمة كبيرة لأنها أول جائزة في الإخراج المسرحي

العدد 639 صدر بتاريخ 25نوفمبر2019

إبراهيم أشرف طالب بقسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حصل مؤخرا على جائزة أفضل مخرج في مهرجان المسرح العالمي – في دورته الأخيرة – دورة الفنان فاروق الفيشاوي، بعرض «الوردة والتاج» للمؤلف الإنجليزي «جي بي بريسلتي»، وحصد العرض عدة جوائز أخرى في التمثيل أبرزها أفضل ممثل لإياد أمين، وأفضل ممثلة نغم صالح وشهادة تميز لمحمد عبد العزيز، عن أدوارهم في العرض.
إبراهيم أشرف قدم عرضا متميزا في الدورة السابقة من المهرجان وهو (منحنى خطر) لنفس المؤلف.. التقينا به للتعرف على كواليس هذه التجربة والجائزة.
 - بداية ماذا تمثل لك هذه الجائزة؟
هذه الجائزة بالنسبة لي تحمل قيمة كبيرة باعتبارها أول جائزة لي في مجال الإخراج، لا سيما وأن هذه التجربة هي التجربة الثالثة لي في مجال الإخراج بعد أن قدمت في العام الماضي (منحنى خطر) لـ»جي بي بريسلتي» في الدورة السابقة من المهرجان، وقدمت أيضا عرض «حكايات رمضانية» على خشبة المعهد في رمضان الماضي.

 - كيف كانت بدايتك مع المسرح؟
البداية كانت منذ التحقت بالدراسة بالمعهد العالي للفنون المسرحية، فقد كان يستهويني الفن، وكنت أثناء الثانوية العامة أكتب وأقدم استاند آب كوميدي، ثم التحقت ببعض الورش التدريبية، على يد الأستاذ صفوت الغندور والأستاذ علاء حسني، فتعلمت منهما الكثير، وأرشداني للقراءة وكيف أكون وجهة نظر حول ما أقرأ، وكيف يصبح لدي رؤية فيما أقدم، فلهما فضل كبير علي لا أنكره.

 - يبدو أنك تهتم كثيرا بأعمال المؤلف «جي بي بريسلتي» فلماذا؟
بالفعل فقد قرأت له الكثير من الأعمال وقد لمست أن مؤلفات بريستلي دائما ما تحمل أفكارا تتماس مع واقعنا المعاصر، رغم أنه كتبها في القرن الماضي، فهو يقدم قضايا اجتماعية من خلال شخصيات وأحداث شديدة الواقعية، جديرة بتقديمها اليوم.

 - ما الذي استهواك في «الوردة والتاج» على وجه الخصوص؟
«الوردة والتاج» نص يحمل في طياته الكثير من الهموم، ورغم كل هذه الكآبة التي تسود شخصياته فإنها مغلفة بالأمل، الذي يقودنا لأن ننظر دائما للجانب الأفضل من الحياة.

 - كيف ترى تماسا مع الواقع من خلال شخصيات هذا النص؟
هذا النص مليء بالشخصيات الحية شديدة الواقعية، فعلى سبيل المثال نرى السباك الذي يعمل طوال الوقت ويعاني من روتين الحياة، وحالة الكآبة والعزلة التي يكابدها، بينما «بيرس» و«إيفي» زوجان يرفضان الإنجاب بسبب الفقر الشديد وضيق ذات اليد، والمرأة العجوز التي تعاني الوحدة بعد أن فقدت زوجها وأبناءها، ثم المغنية المشهورة التي فقدت صوتها وفقدت شهرتها وجمهورها، بينما نرى على الجانب الآخر «هاري» مريض القلب الذي يرى أملا في الحياة دائما رغم كل مشكلاته، فيظل متفائلا، يرى الأفضل والأجمل في الحياة، فهي حياة واحدة ويجب أن نحياها. ويظل «هاري» يبعث الأمل في كل الشخصيات، فمهما فقدت فأنت ما زلت على قيد الحياة تملك الوقت، إذن لا بد أن تحيا، وتبحث عن الشريك الذي يكمل معك الرحلة، إذ لا بد أن نؤمن بالحياة مهما كانت عقباتها إلى أن يأتي الموت.

 - كيف تعاملت مع النص أثناء التحضير لهذه التجربة؟
الإعداد الذي قمت به ارتكز على النص الأصلي وعلى دراماتورج لـ»ياسر أبو العنيين» لهذا النص الذي سبق أن قدم قبل ذلك على مسرح الطليعة باسم «روح» من إخراج باسم قناوي، إلا أنني أضفت خطا دراميا جديدا عن طريق إضافة شخصية ديفيد «البارمان»، ولكنني لم أشاهد عرض «روح» من قبل ولكنني سمعت عنه كثيرا، وقد أشاد الكثيرون ممن شاهدوا التجربتين، وأكدوا أنهما يختلفان كثيرا.. كان ما يشغلني أثناء الإعداد أن أقدم العرض في شكل بطولة جماعية بحيث تكون جميع الشخصيات متساوية ومتزنة في المساحة والبناء، لأن العمل الجماعي سيبرز الرسالة المرجوة من وراء العمل، وقد أحب الممثلون ذلك الوجود والحضور الفاعل، فتولدت الروح الطيبة التي سادت كواليس العمل، والاهتمام والجدية الذي هو أحد أبرز أسباب النجاح.

 - كم كان وقت التحضير والبروفات لهذا العمل؟
استغرق العمل نحو 3 أشهر، أما التحضير على الورق فقد استغرق ثلاثة أسابيع قضيتها في قراءة كل ما كتب عن هذا النص، من مقالات نقدية ودراسات بحثية وغيرها.

 - على ماذا ارتكزت في اختيارك للممثلين؟
تسكين الممثلين يخضع للفيزيكال والموهبة والنسبة والتناسب بين الشخصيات، فعلى سبيل المثال «ستون السباك» جاء اختيار إياد أمين الذي حصل على جائزة أفضل ممثل عن هذا الدور، فـ«إياد» ممثل موهوب يجيد أداء الكوميديا، رغم أن الشخصية في الخمسينات و»إياد» في العشرينات فإنه استطاع الوصول للشخصية بمهارة واحتراف.. وفي شخصية «المطربة ريد» جاء اختياري لـ»نغم صالح» التي حصلت على جائزة أفضل ممثلة دور ثانٍ عن هذه الشخصية، لأن «نغم» تمتلك موهبة طاغية في التمثيل والغناء صوتها قوي ومميز، واستطاعت أن تجسد الحالة النفسية لـ»ريد» المطربة المشهورة التي فقدت شهرتها بشكل مختلف عن كل ما قدمته من قبل.. أما «جنى صلاح» التي حصلت على جائزة أفضل ممثلة دور أول عن دور «المرأة العجوز» فكانت مفاجأة إذ استطاعت الوصول للشخصية وإتقانها في 8 أيام، بعد اعتذار الممثلة التي كانت تلعب هذا الدور، وكنت واثقا فيها كثيرا، فقد عملنا سويا في التجربة السابقة وأعرف إمكانياتها وقدراتها التمثيلية.. والمفاجأة الثانية أيضا كانت محمد عبد العزيز (زيزو) الذي قام بدور ديفيد البارمان وحصل على شهادة تميز في التمثيل، فهو لعب دور أخرس، وأحب الدور لدرجة استفزتني ودفعتني أن أمدّ هذا الخط الدرامي من بداية المسرحية لنهايتها.

 - ما رأيك في حركة المسرح المصري في الوقت الراهن وما أبرز التجارب من وجهة نظرك التي تقدم اليوم؟
أرى أن لدينا طاقات شابة في المعهد والجامعات تقدم عروضا قوية تفوق عروضا يقدمها جيل الكبار، لذا فجيل الشباب لا بد وأن يأخذ فرصته، ومن أبرز هذه العروض «دراما الشحاذين» تأليف بدر محارب وإخراج محمد الرخ، و»الخروج عن النص» تأليف: أحمد نبيل وإخراج كريم سامي.

 - ما أمنياتك وطموحاتك؟
أتمنى أن أشارك بهذا العرض في مهرجانات أخرى على المستوى المحلي والدولي، وأتمنى في المستقبل أن أصبح مخرجا سينمائيا.


عماد علواني