هاني عفيفي: العرض يراهن على تحقيق المتعة السمعية والبصرية

 هاني عفيفي: العرض يراهن على تحقيق  المتعة السمعية والبصرية

العدد 809 صدر بتاريخ 27فبراير2023

المخرج المسرحي هاني عفيفي تخرج في كلية دار العلوم جامعة القاهرة ومن قسم الإخراج بمركز الإبداع الفني، كما شارك في عدد من الورش المسرحية المتنوعة داخل وخارج مصر وأهمها مهرجان أفنيون بفرنسا ومشروع أنا من هناك مع مسرح رويال كورت انجلترا . درس مادة تدريبات الإخراج المسرحي لطلبة قسم المسرح بكلية الآداب جامعة عين شمس كما درب في عدد من الورش المسرحية في التمثيل والإخراج، وحصلت أعماله على عدد من الجوائز الدولية والمحلية وشارك في عضوية لجان التحكيم والمشاهدة في عدد من المهرجانات، ومن أهم أعماله «مشاحنات – عن العشاق – ليلة - زي الناس – أنا هاملت – أنا دلوقت ميت».
وإلى جانب أعماله في المسرح عمل منذ تخرجه مخرجا لبرامج تليفزيونية ومراسلا  ومعلقًا  في عدد من القنوات الخاصة، و يعمل حاليًا مخرجًا للتصوير الخارجي بقناة القاهرة والناس ومذيعًا للأخبار لراديو نجوم إف إم، ومنذ أيام افتتح «عفيفي» أحدث أعماله المسرحية، «ولا في الأحلام».. عن العرض وأسئلة أخرى كان لنا معه هذا اللقاء.

- حدثنا عن «ولا في الأحلام» منذ كان فكرة وحتى ظهوره على المسرح؟
الفكرة تنسب لإبراهيم موريس هو مؤلف القصة والملحن والموزع الموسيقي، وهو أيضًا مؤسس الشركة المنتجة للعرض، درس في لندن الموسيقى يسافر كثيرا ويُشاهد المسرح الموسيقى في العالم، وكان يحلم بأن يكون لدينا في مصر مسرحيات موسيقية على مستوى مسارح لندن الكبيرة، إلى أن قرر أن ينتجه بنفسه فأسس شركة المسرح الغنائي المصري التي قدمت أول عروضها «ليلة» على مسرح الماركيه من إخراجي، ثم توقفنا لظروف الكورونا وبعض الظروف الإنتاجية والبحث عن مسرح مناسب، وخلال فترة التوقف كان يكتب ويُلحّن «ولا في الأحلام»، ثم عرضها عليّ من أكثر من عام، وبدأنا العمل علي العرض، وكان معيار اختيار «الممثلين» أن  يمثلوا ويغنوا ويرقصوا بشكل جيد، هو يحكم على الغناء وأنا أحكم على التمثيل ومصممة الرقص تحكم على الرقص، وكان لدينا بروفات غناء منفصلة في استوديو صوت وبروفات تمثيل منفصلة أيضًا وكذلك بروفات الرقص، و أحيانًا نتشعب، مصممة الرقص تعمل مع الراقصين ثم مع الممثلين ثم تمزج ما بين الاثنين، ثم نمزج نحن كل العناصر بعد حفظ الغناء والتمثيل والعمل على الرقصات نبدأ في مزج كل ذلك ونعمل معًا. البروفات استغرقت وقتًا كبيرًا أكثر من أي عرض آخر، فكرة الرقص والغناء والتمثيل معًا مسألة صعبة وتحتاج إلى لياقة وتدريب مكثف، البروفات استغرقت ما يقرب من أربعة أشهر وقبلها ستة أشهر تجهيزات ومناقشات مع إبراهيم موريس واقتراحات في تعديلات الدراما. ما جذبني لهذه التجربة أولًا أن تجربة «ليلة» كانت مثمرة جدًا بالنسبة لي، وفكرة صناعة مسرح موسيقي في مصر تجربة مغرية لأي مخرج، ثانيًّا من يُتابع أعمالي يجد أن كل عرض مختلف عن الآخر، مسرحية درامية وتجريبية وكوميدية، أحب الدخول في تجارب متنوعة وصعبة.  «ولا في الأحلام» القصة بسيطة وكوميدية وموسيقية وأيضًا الشريك الفني فيها محترم جدًا وكمنتج يقوم بتوفير كل ما نحتاجه، هو مغامر جدًا وليس لديه خطوات تسويقية كالذهاب للمملكة العربية السعودية مثل كثيرين وصناعة عرض في أسبوعين لمجرد جمع المال ولا تعرض في مصر!، ولكن هو يرغب في تقديم العرض في مصر في عدد ليال طويلة للجمهور، وهدفه الأول ليس الربح بقدر ما هو تقديم مسرح موسيقي في مصر، إن مثل هذا الفنان المبدع يجعلك متحمسا جدًا ومستمتع بالعمل معه، ما يميز هذه التجربة الاحتراف الشديد من كل المشاركين فيها من الكبار في هذه المهنة م. محمد الغرباوي م. ياسر شعلان مع المحترفين في أعمالهم د. سالي أحمد ود. رجوى حامد في التصميم والتدريب ود. مروة عودة، هؤلاء يتواجدون في البروفات أكثر من الوقت المطلوب منهم، لأن العمل به راحة نفسية  وحب وهناك استمتاع بالتجربة، جميعنا مخلصين للتجربة ومتحمسين لها، ليست مجرد تجربة عادية ولكنها تجربة مهمة جدًا لنا جميعًا.
بدأن تدريب أربعة شهور وكان من المفترض أن نعرض على مسرح متحف الحضارة ولكن اكتشفنا أنهم قاموا بإيجار المسرح لفرقة أطفال يقومون بعمل حفلات للأطفال صباحًا، ولذلك جاءت فكرة العرض على مسرح قصر النيل، الذي أضاف لي حماسا فوق الحماس لأن له تاريخ كبير جدًا، كبار النجوم كانوا يغنون على هذا المسرح ومنهم أم كلثوم وعبد الحليم وفريد الأطرش، إلى جانب مسرحيات كبيرة لنجوم كبار منهم سمير غانم وفؤاد المهندس ومحمد صبحي، المسرح للأسف لم يكن مجهزا لكونه كان مغلقا منذ سنوات طويلة، فقمنا بتجهيزه بأجهزة إضاءة وصوت و إنشاءات أخرى حتى يكون على أعلى مستوى فنيًّا وخدميًّا. أنا اختار أولًا جهة الإنتاج التي أعمل معها حتى مسارح الدولة اختار منها من يرغبون في صناعة عمل جيد حقيقي، وفي تجربة «ولا في الأحلام» قمت باختيار الجهة المنتجة وهي اختارتني، واخترت النص وسمعت الموسيقى ودرستها بشكل جيد.
العرض تأليف وتلحين إبراهيم موريس، ديكور محمد الغرباوي إضاءة ياسر شعلان استعراضات سالي أحمد أزياء مروة عودة تصميم دعاية مصطفى عوض. بطولة  منى هلا ومحمد عبده وزهرة رامي وهاني عبد الناصر وشادي عبد السلام ومنار الشاذلي وحبيبة عادل  وتالا رضوان ونادين براي وبهاء الطومباري وإبراهيم سعيد، المخرجون المساعدون رنا موريس ومحمود طنطاوي وفتحي إسماعيل.
وهو  يدور في ستينات القرن الماضي في أحد أحياء القاهرة حيث يعكف «برجل» المخترع على اكتشاف دواء يؤثر على العقل الباطن لتصبح أحلام كل من يتناول دوائه أحلامًا سعيدة وتتحقق كل طموحاته، ويجرب «برجل» اختراعه على أخيه الأصغر «سفرجل» فنرى تأثير الدواء على حياته وعلاقته بالآخرين بين الحلم والحقيقة.
-ما معايير اختيارك لعناصر العرض المسرحي؟ 
الممثل كما ذكرت سابقًا يجب أن يكون شاملا (رقص- غناء- تمثيل) ويجب أن يكون ملتزما، فكرنا في العمل مع نجوم الصف الأول، وما جعلنا نتراجع ليست المادة بقدر الوقت، إن وقتهم لا يسمح، فاخترنا العمل بنجوم مسرحيين، منى هلا نجمة مهمة وكذلك محمد عبده وزهرة رامي وشادي ومنار إلى أخره جميعهم نجوم. أما اختيار المصممين، فمن وجهة نظري هو مفتاح نجاح المخرج، يجب أن نعمل مع شخص مريح إنسانيًّا وفنان حقيقي ومخلص فيما يقدمه، القامات الفنية التي أتشرف أنني أعمل معها غاية في الأخلاق والاحترام والمهنية والاحترافية والإخلاص. العرض يدور في ستينات القرن الماضي ونلاحظ ذلك في الأزياء والديكور وحتى في الحوار.
- ما الرسالة التي ترغب في تقديمها من العرض؟
لا أقول رسائل واضحة ومباشرة في عروضي ولكن الممتع في هذا العرض هو المتعة السمعية والبصرية، فهو عرض موسيقي، الأشياء المبهرة دائمًا مرتبطة بالأموال وبالفعل ذلك متحقق في هذا العرض ولكن ليس هذا هو السبب الأوحد، ليس كل من لديهم المادة يستطيعون صنع الإبهار، بالعكس من الممكن أن يكون معك إمكانيات متوسطة وأفكار جيدة وتصنع إبهارا، الفكرة قائمة على الاستمتاع البصري والفكري والسمعي وتحقيق البهجة أول همي، نتمنى كفريق أن يتعود الجمهور على العروض الموسيقية ويحبونها، الجمهور المصري يعشق المسرح الكوميدي ومنهم من يحبون الحفلات الغنائية ويستمتعون بها، لقد جمعنا لهم كل ذلك في «ولا في الأحلام»، نتمنى أن يحظى العرض بالإقبال الجماهيري الذي يستحقه.
- لماذا ليس لدينا عروض مسرح موسيقي بشكل كبير في مصر؟
نحتاج وقت حتى يكون الجمهور سندا لهذه النوعية من الأعمال، المسرح الموسيقي مُكلّف جدًا، تفاصيل العروض الموسيقية أكثر بكثير من العروض المسرحية العادية أو الذي اعتاد عليها الجمهور، هذه التكاليف الضخمة التي تُنفق على العرض الموسيقي يجب أن يتم تعويضها بإقبال الجمهور، في مصر مازلنا نحتاج إلى مزيد من الوعي بالعروض الموسيقية.و التشوش السمعي والبصري الذي نعيش فيه مؤثر بالتأكيد على ذوق الجمهور، الناس لم تعد تتجه للفنون الراقية كما كان سابقًا، وللأسف اقتصاديًّا نمط الحياة العصرية لم يعد يسمح برفاهية الترفيه، الإقبال على العروض المسرحية الموسيقية سوف يأتي تدريجيا مع زيادة وعي الجمهور بأهمية هذه النوعية من العروض.
- ما خطتك القادمة؟ 
لدي مسرحية تجريبية تحت الإنشاء على مسرح الطليعة، لم أستقر بعد على اسمها، وأنا مستبشر جدًا بإدارة المسرح وعلى رأسها المخرج عادل حسان، وكل الموظفين في المسرح متعاونين جدًا ويعملون بمنتهى الاهتمام والإخلاص، وأقوم بمحاولات لإعادة عرضين مسرحيين هما «مشاحنات» و»عن العشاق».


إيناس العيسوي