العدد 710 صدر بتاريخ 5أبريل2021
المخرج المتميز محمد جبر قدم أكثر من 70 عملًا مسرحيًّا، أخرج عددًا من المسرحيات المهمة مثل 1980 وأنت طالع والبروفة والطيار وجوازة مرتاحة، وغيرها من العروض الناجحة. تولى إخراج الجزء الثانى من مشروع تياترو مصر، وأخرج عددًا من المسرحيات فى مشروع مسرح النهار. مدرب التمثيل بورشة نقابة المهن التمثيلية. شكل عرض 1980 وأنت طالع، نقلة فى حياة «جبر»، حيث أثبت من خلاله القدره على جذب الجماهير بعرض مسرحى مختلف ومتميز، بإمكانيات إنتاجية بسيطة، .ومنذ أيام افتتح ليالي عرضه الجديد «أنا مش مسئول» على مسرح الهوسابير، من إخراجه وتأليف محمد عز الدين، و إنتاج أروى قدورة، عن العرض وأسئلة أخرى كان لـ»مسرحنا» معه هذا الحوار.
-حدثنا عن عرض «أنا مش مسئول»؟
قمت بتجهيز العرض من فترة كبيرة، و كان من المفترض أن يقدم فى البيت الفني للمسرح، ولكن نظرًا لظروف الكورونا لم يحدث ذلك، بعدها جاءت فكرة إنتاجها فى فرقة شبابية مع القطاع الخاص، فى مسرح الهوسابير مع أروى قدورة.
نص المسرحية كوميدي ، يُناقش فكرة الحالة الفنية فى مصر فى الفترة الأخيرة، وهي فكرة مختلفة وجديدة ومكتوبة بشكل جيد جدًا، ما شجعني لأقوم بإخراجها.
العرض يُشرّح الوسط الفني عبر أكثر من نموذج فى الإنتاج والتمثيل والإخراج وفى كل عناصر العرض، وفى المسرحيات نفسها، ويتحدث عن المسئولية تجاه الفن، وشكل الفن الذي يجب أن يُقدّم للجمهور.
-حدثنا عن فريق عمل العرض ومقاييس اختيارك له؟
الديكور د. حمدى عطية والملابس الاستايليست أميرة صابر، وهُناك بعض تصميمات الملابس تصميم د. فوزى نوار والاستعراضات أسامة مهنّا والأغاني الكلمات والألحان لأميرة فوزي وتصميم إضاءة حسن محمد، ومخرج منفذ فادى أيمن. معظم فريق العمل من فرقة 1980 وأنت طالع، أخذت العناصر التى كانت متاحة مع ممثلين آخرين تم اختيارهم بدقة شديدة من فريق تمثيل نادى الزهور وبعضهم من فرق الجامعات، وجميعهم موهوبين ومتميزين جدًا.
- لماذا تحمل دعايا عروضك دائمًا اسم عرض «1980 وأنت طالع»؟ ولماذا لم تحظى باقي عروضك بنفس الشعبية؟
1980 وأنت طالع حدث هام، ليس حدثًا شخصيًّا فقط، إنما هو من أهم العروض المسرحية التي قُدّمت فى العشر سنوات الماضية، له جمهور كبير جدًا ، قد يتعدى مائتي ألف متابع على الصفحة الخاصة بالعرض والفرقة، وهؤلاء المُتابعين هم رأس مالنا ومن يدعمون تجارب الفرقة. كذلك قدمنا تجربة مُهمة وهى «البروفة» ونجحت نجاحا متميزا، ربما لم تحظ بنفس نجاح 1980 وأنت طالع، ولكن هذا أمر طبيعي جدًا، فى النهاية هو توفيق من عند الله. ربما كانت 1980 وأنت طالع تُمثل الشباب أكثر عن تجربة البروفة. و بشكل عام فالنجاحات الكبرى لا تتحقق كل عام.
- ما الإيجابيات والسلبيات فى الإنتاج الخاص والعروض المستقلة بشكل عام؟
الفرق بين المسرح المستقل والقطاع الخاص ليس بعيدًا، بينهما تقارب شديد، ولكن وجه الاختلاف بينهما أن القطاع الخاص ينتجه منتج، أما المسرح المستقل فمن إنتاج المجموعة، ولكنه فى النهاية يُسمى إنتاج خاصا ومستقلا، لا يتبع قطاعات الإنتاج المسرحى فى الدولة. و نحن ننتج هذا العرض إنتاجا خاصا ولكن بروح المسرح المستقل، و هو مسرح مختلف نُحاول جاهدين أن نُقدم خلاله أفكارنا، بطعم وشكل ومواضيع مختلفة، داخل شكل المسرح الخاص بنا.
أما المشاكل التي تواجه الفرق المستقلة بشكل عام فهى عدم توفر دور العرض، وأن يتبنى أحد إنتاجهم، والحمد الله لم تواجهنا مشاكل فى هذه التجربة بالتحديد، لأن معنا منتجه تشجع التجربة هي «أروى قدورة» وهي مؤمنة بالمجموعة، لم تبخل علينا بأي شىء، وتنتج إنتاجا قويا جدًا على مستوى عناصر العرض المسرحى، ونحن نحاول جاهدين أن نقوم بعمل دعايا تتناسب مع قيمة تذكرة المسرح، لأننا لا نستطيع أن نصرف أرقاما أكبر من الميزانية المتاحة، وهو عرض بدون «نجم» وبالتالى لابد أن نبذل مجهودًا أكبر حتى تظهر التجربة للنور، ويراها الجمهور ويُعجب بها ويبدأ هو في الدعاية لها، وهذا هو الشكل الذي اعتدنا عليه.
-هل تصل عروض الدولة للجمهور بشكل أكبر من عروض القطاع الخاص؟ وما مميزات وعيوب العرض فى المسرح الخاص ومسرح الدولة؟
ليس شرطًا، وأكبر دليل هو أن 1980 وأنت طالع عرض جماهيري، اعتقد أن عرضا فى مسرح الدولة لم ينجح مثله، القصة ليست متعلقة بالإنتاج الخاص أو إنتاج الدولة، ولكن مسرح الدولة أو البيت الفنى للمسرح من مميزاته، أنه يوفر مكان عرض، وهو أيضًا غير هادف للربح، وبالتالى بعدد جمهور قليل يستطيع أن يستمر فترة أطول، لأن الهدف هو نشر الثقافة. فى مصر النجاح مرتبط بأن يُغطى الإيراد تكلفة الإنتاج أو يزيد، حتى تستطيع أن تستمر، و المكسب إن استمر العرض فترة طويلة بدون خسائر، على سبيل المثال بمقياس عروض البيت الفني للمسرح يعتبر اكتمال 100 كرسى، نجاحا فيستمر العرض لمدة سنوات طويلة، برغم أن ذلك لا يعتبر نجاحا من وجهة نظرنا نحن، لأننا نعرض فى مسرح كثافته 500 كرسى، من الممكن أن يحضر لنا 200 و300 فرد، ولابد أن التكلفة العرض يجب أن تغطى الإيراد حتى نستمر ، و فى حالة عدم التغطية لن يستطيع أى عرض مستقل أو خاص أن يستمر لمدة طويلة، وهذه هى الصعوبة.
-ما الذي يحتاجه مسرح الدولة حتى يحتضن الفرق المستقلة؟
هو لن يفتح الباب أو يحتضن الفرق المستقلة لأن سياسته هي تشغيل الفرق المسرحية التابعة له، لذا لن ينتج للمسرح المستقل، لأن هذا ليس دوره، ولكن ربما يمكنه أن يستضيف عروض المسرح المستقل فى فترات توقف عروضه، و أحيانًا يكون لمسرح الشباب دور في ذلك ، من خلال مجموعة الورش التي يقيمها للشباب الموهوبين، وعامة فإن الإنتاج للمسرح المستقل ليس دور مسرح الدولة، إنما دوره احتضان التجارب الشبابية المهمة.
-هل بدأ الجمهور يتجاوب مع المسرح من جديد مع استمرار «الكورونا»؟ وما تأثيرها على المسرح؟
الكورونا بالتأكيد أثرت بشكل كبير على المسرح، والحمد الله الجمهور بدأ يُقبل على المسرح من جديد، ربما ليس بنفس الكثافة، وهذا وضع طبيعي ومنطقي فى هذا التوقيت ، ولكن الحمد الله نحن فى مصر، بالسياسات المتبعة المهمة من الدولة تجاه الكورونا، لا نشعر بشكل كبير بالأزمة إذا قارنا بيننا وبين الدول الأخرى. لدى أصدقاء فى دول مختلفة، للأسف غير قادرين على تقديم أى عروض مسرحية بسبب الكورونا.
-ما الجديد لديك الفترة القادمة؟
أقوم حاليًا بتنفيذ مشروع مسرحي ضخم مع شركة الباتروس كامل أبو على، وهو مشروع ميوزك شو لإنتاج مسرحيات غنائية استعراضية بمجموعة من كبار النجوم.