الفنان أشرف طلبة: شخصية البخيل كانت تحدى بالنسبة لي

الفنان أشرف طلبة: شخصية البخيل كانت تحدى بالنسبة لي

العدد 662 صدر بتاريخ 4مايو2020

أشرف طلبة فنان و مسرحي من طراز خاص،  صنع العديد من النجاحات الفنية مديرا وممثلا وبدأ رحلته الفنية من المسرح المدرسي ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وانطلق إلى الساحة الفنية .. قدم العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، شغل منصب مدير مسرح السلام وحقق خلال فترة إداراته للمسرح العديد من النجاحات والعروض المتميزة ويشغل الآن منصب مدير المسرح القومي، قدم مؤخرا دور البخيل “هاربجون” بمسرحية البخيل لموليير إخراج خالد حسونه مع فرقة مسرح الشباب على خشبة مسرح أوبرا ملك، وقد استطاع الفنان أشرف طلبة تجسيد دور البخيل ببراعة شديدة وخفة ظل وطاقة تمثيلية كبيرة، فكان  مفاجأة كبيرة. أجرينا معه هذا الحوار الذي فتح الباب لعدة قضايا فنية ومسرحية أخرى
شخصية البخيل قدمت في العديد من الأعمال الدرامية والمسرحية ولكن فى بعض الأحيان كان يغلب عليها النمطية في الأداء فما الجديد الذي قدمته من خلال شخصية “هاربجون” ؟
 تناولت شخصية هاربجون أو البخيل من جانب مختلف، فالبخيل هو شخص طبيعي مثل باقي البشر ولكن عندما يتعلق الأمر بالمال فالوضع يختلف، بالنسبة له وهو ما أكدت عليه بشكل كوميدي فإنحرصه على المال هو ما يجعله بهذا الشكل ولكن جميع جوانبه الإنسانية الأخرى مثل باقي البشر.

موليير كاتب عالمي له العديد من الكتابات المتميزة ومسرحه له خصوصية، ما أكثر ما جذبك فى النص وما المميز فى كتابات موليير؟
عندما يقدم عمل مسرحي لموليير فهو أمر مميز وجيد للغاية وشخصية البخيل مثلن تحديا بالنسبة لي، وهى شخصية مغرية كثيرا بتقديمها، فمسرحية البخيل قدمت فى جميع أنحاء العالم كما أن موليير كاتب كوميدي ساخر يأخذ من المجتمع ويطرح رؤيته وهو يعد من أشهر كتاب فرنسا.

- وماذا عن تجربتك مع مسرح الشباب والمخرج خالد حسونه ؟
جذبني كثيرا روح الحب والتفاهم بين فريق العمل وهو ما جعلني أتحمس لتقديم العرض،  فمنذ أن عرض المخرج عادل حسان مدير مسرح الشباب علي تقديم شخصية البخيل رحبت كثيرا بالفكرة،  والمخرج خالد حسونه مخرج له العديد من الأعمال المتميزة وحصل على العديد من الجوائز وهى المرة الأولى التي أتعاون معه في عمل فني وعندما بدأت البروفات وجدت اجتهادا كبيرا  وتآلف من فريق العمل، وهو أمر هام يظهر أثره على خشبة المسرح، فأهم ما يميز الممثلين على خشبة المسرح وجود حالة من الحب والتعاون المتبادل.

-  لكل شخصية يجسدها الممثل صعوبات ما أبرز صعوبات شخصية “هاربجون” ؟
كما سبق وأشرت أنني قدمت هاربجون  من زاوية مختلفة، وقد اجتهدت كثيرا لإبراز هذا الجانب، وقد تعاون معى بشكل كبير المخرج خالد حسونه ومن خلال قراءات عديدة ومشاهدات استطعت الوصول لتركيبة مختلفة وكوميدية.

- في رأيك هل نفتقد تقديم عروض كوميدية هادفة ؟
هناك عدد قليل يقدم هذه النوعية، والسبب يرجع فى رأيى إلى عدم الوعي بدور ووظيفة الفن ، فالفن  له هدف ووظيفة وإذا غابت هذا الوظيفة اختفى الفن والبعض ليس لديه القدرة على تحقيق المعادلة الصعبة بين تقديم عرض كوميدى ولكن له رسالة وهدف.

- هناك كتاب قدموا أعمالا كوميدية ناجحة.. من وجهة نظرك هل نفتقد اليوم لوجود كتاب للكوميديا ؟
نعم وخاصة أنه كتابة الكوميديا ليست بالأمر اليسير، فمن الصعب إضحاك المشاهدين والكوميديا تحتاج إلى حرفية ومهارة خاصة، وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بالكوميديا الراقية ونحتاج إلى ضخ دماء جديدة فى الكتابة الكوميدية

- هل انشغال الفنان بالإدارة يقلل من رصيده الفني والأبداعى ؟
لا أعتقد ذلك ولكنها تتطلب بذل مجهود كبير وشاق منه، ولكن إبداعه الفني لا ينضب، فالفنان عشقه الفن يتجدد بشكل دائما ومستمر.

- تشغل منصب مدير المسرح القومي فما هى خطتك؟
في خطتي المقبلة تقديم  عرض “هولاكو” للمخرج جلال الشرقاوي تأليف الشاعر فاروق جويدة .

- ما رأيك فى الأزمة التي تسبب بها عرض “هولاكو” مؤخرا ؟
الأمر لم يكن يستحق كل ما حدث وذلك لأني أطلعت على النص للشاعر فاروق جويدة وهو نص متميز للغاية كتبه الشاعر بشكل راقي، والمشهد الذي حدث عليه خلاف تم حذفه من النص منذ البداية، والحقيقة لا أعلم ما هى أسباب الخلاف الذي نشب

- ما رأيك فى اتجاه المسرح القومي مؤخرا لتقديم أعمال مسرحية لمخرجين شباب؟
ما المانع أن يقدم المسرح أجيالا مختلفة من المخرجين، خاصة وأن المخرجين الشباب لا يقدمون تجربتهم الأولى  فهم لهم العديد من التجارب المختلفة ولكن الضروري موازنة الأمور وخاصة أن المسرح القومي هو مسرح له تاريخ كبير وعظيم

- ما رأيك في تجربة عرض “المتفائل” للمخرج إسلام إمام ؟
كانت تجربة هامة و لم تمكن من مشاهدة العرض .

- فى رأيك هل من الضروري أن يدير المؤسسة الفنية والثقافية فنان أم إداري على علم واسع باللوائح والقوانين ؟
بالطبع أفضل أن يدير المؤسسة الفنية فنان ، فمن الصعب أن يدير المؤسسة الفنية إداري فالفن لا يخضع لقوانين و قواعد فنحن نعانى من القواعد والأنظمة والفن متغير دائما يحتاج إلى أن يتفهمه فنان لأنه يكون على علم واسع بمتطلبات الفن

- هل نعانى أزمة في دعاية وتسويق العروض المسرحية ؟
نعم وأعتقد هناك ضرورة لزيادة الميزانية الخاصة بالدعاية والتسويق حتى تصبح هناك مساحات إعلانية وتسويقية أكبر وأعتقد أن هناك اجتهاد كبير فى الدعاية والتسويق الفترة الحالية.

- من وجهة نظرك لماذا يتجه أغلب المسرحيين لتقديم نصوص عالمية على الرغم من أن لدينا مجموعة كبيرة من الكتاب المسرحيين المتميزين ؟
 قلائل من يقدمون كتابات جيدة ولها عمق، ولكن عدد كبير يقدمون كتابات نمطية بلا عمق وهو ما يجعل عدد كبير من المخرجين يتجهون للكتابات العالمية  لأن النص العالمي يمثل إغراء كبير للمسرحي من حيث الحبكة الدرامية  والفكرة المقدمة وجميعها أشياء مدروسة، وقديما عندما كان يقدم نص كان يكتب بمهارة وحرفية شديدة تتطلب سنوات لخروجه بشكل متميز ومكتمل ويتم مراجعته أكثر من مرة

 - من وجهة نظرك، هل هناك ضرورة لتقديم عروض مسرحية تمس القضايا المجتمعية والإنسانية أم أن الجمهور لا يحتاج لهذا النوعية من العروض ؟
من الهام أن يقدم المسرح جميع الموضوعات والقضايا ولكن الفيصل هنا هو الجمهور، فلكل فترة زمنية انجذاب لنوعية معينة من العروض المسرحية، وبحسب الظروف الاجتماعية والسياسية فعقب ثورة 25 يناير كانت هناك حالة تخبط للجماهير وهو ما جعلهم ينجذبون لنوعية من العروض وللكوميديا والضحك دون التفكير فى هدف ومعنى هذه الكوميديا المقدمة.

- هل أنت مع المباشرة فى تقديم بعض القضايا ؟
بالطبع لا فالمباشرة ليس لها أى تأثير يذكر وأنا ضد المباشرة فكلما كانت رسالة العرض غير مباشرة كلما كان ذلك له تأثير كبير على الجمهور في التفكير وإعمال العقل والبحث


رنا رأفت