فرقة «الشوف المغاير».. تنوع في الفرجة المسرحية

فرقة «الشوف المغاير»..   تنوع في الفرجة المسرحية

العدد 715 صدر بتاريخ 10مايو2021

تعد فرقة “الشوف المغاير” المسرحية من الفرق التي تقدم خطابا مسرحيا جديدا عبر لغة بصرية مختلفة تعتمد على الإدهاش، ورفض التصورات القديمة في الرؤية المسرحية، في محاولة جادة لاكتشاف الطاقات الكامنة داخل الممثل.
تأسست الفرقة على يد المخرج “هشام علي” ، وقدمت مجموعة من العروض التي تزاوج ما بين التراث والمعاصرة، وتحاول قراءة الماضي بطريقة حداثية، حيث تعقد حوارا مفتوحا على الأزمنة، لاكتشاف التفاصيل الإنسانية التي قد لا يدركها المشاهد من الوهلة الأولى مثل عرض “طاقة شوف” والمأخوذ من نص مسرحي بنفس الاسم للكاتب الراحل “علاء المصري” وهو عرض مركب يستكشف الماضي بعيون الحاضر.
خيال علمي
ومن عروض الفرقة أيضا مسرحية “شخابيط” والتي قدمت على مسرح القاهرة للعرائس، ويتناول العرض قضايا بيئية تخص الإنسان المعاصر، من خلال لغة مسرحية مبسطة تقرب المصطلحات العملية إلى ذهن الأطفال.
وتقوم قصة العرض حول فكرة “تلوث الأرض” ومحاولة احتلال الجراد لسطحها، وهذا يجعل بعض سكانها يلجأون للاختباء تحتها، كما يهرب الفئران والقردة من سطوة الجراد وسيطرته على الكوكب، ويتحد الجميع ليثوروا ضد ذلك وليوقفوا هيمنة هذا الدخيل، حتى يستطيعوا في النهاية القضاء عليه والعودة مرة أخرى إلى كوكبهم مؤكدين على أهمية المحافظة عليه، وعدم تركه هكذا. حيث أصبح ضروريا البحث عن صيغ مثالية لنظافته وجعله جميلا.
والعرض من إنتاج “مسرح القاهرة للعرائس”، ومن أشعار وألحان “محمد عزت” وموسيقى “جمال رشاد”، وتأليف “ياسمين فرج”.
وينتمي العرض إلى أدب الخيال العلمي، لكنه يحمل دلالات واقعية، حول أهمية محافظة الإنسان على البيئة المحيطة به، وقد تميز العرض بتنوع الديكور، وباستخدام العرائس بشكل لافت ومثير للدهشة، مما جعل هناك حالة من الجذب لمشاهدة العرض.
ويؤكد “هشام” على أنه حاول تقديم فكرة “الديمقراطية” من خلال لغة بسيطة ـ ذات بعد رمزي ـ قريب إلى مخيلة الأطفال، وهذا ما يحاول أن يقدمه في معظم عروض الفرقة.
مسرح العرائس
وتؤكد المسرحية على الرسالة التي يقوم بها “مسرح العرائس” في إسعاد الأطفال الذي عانى لفترة طويلة خلال السنوات الأخيرة، من خلال مناقشة جادة للأحداث، ولكن بصورة مبسطة تتناسب مع عقلية الطفل، ومدى إدراكه للأمور من حوله، مع احترامها لذكائه وقدرته على فهم الأمور من خلال مرايا الطفولة الجميلة، مع الدعوة للأمل والتفاؤل، وهذا ما يحاول العرض أن يقدمه. ولذلك يتم استخدام عدة أشكال مسرحية تدعو للبهجة منها استخدام العرائس، كذلك وجود تيمات غنائية تتكرر بين المشاهد المختلفة، مما يضع حالة من التشوق لدى المشاهدين.
وقد شارك في تمثيل العرض مجموعة من الفنانين الشباب منهم “دعاء رمضان” و”عمر خلاف” و”محمد شاكر” و”لمياء حمدي” و”محمد سلام”، و”محمد شبراوي”، و”نشوى إسماعيل”، و”محمد المصري”، و”نديم حجاب”، وقام بتصميم الملابس “فيليب بولس”، وتصميم الإضاءة “شكري عبد الله”.
ويعد تقديم مثل هذه العروض مجازفة ـ في الوقت الراهن ـ لعدة أسباب أولها: أنها عروض مكلفة حيث تصنيع العرائس وهذا يحتاج إلى المتخصصين المهرة في هذا المجال وعددهم يتضاءل يوما بعد يوم. كذلك لم يعد هناك اهتمام حقيقي بمثل هذه الفنون رغم أن تعطي خصوصية للعروض المسرحية، لأن بها جزء من الهوية والخصوصية الفنية لدينا، والتي ورثناها جيلا بعد جيل.
وقديما كانت هناك “مدرسة العرائس” والتي كانت تابعة لمسرح العرائس ويتم من خلالها تخريج عشرات الفنانين، والفنيين، في هذا المجال الفني الحيوي والذي يتضاءل يوما بعد آخر، وقد تخرجت منها دفعات متعددة فقد تخرج منها رواد هذا الفن مثل “محمد عبد السلام”، و”تهاني خليل”، و”شكري عبدالله”، و”هاني البنا” و”إسماعيل الموجي”، و”جمال الموجي”، ومن بعدهم “حسام الشربيني” و”سيد رستم” و”هشام طلعت”، وهناك بعض أبناء الجيل الجديد.
وتحاول الفرقة العزف على وتر الانتماء، من خلال تلك العروض التي تعتمد على أحدث ما وصل إليه مسرح العرائس في العالم مع المزاوجة مع الفلكلور المصري والعربي كأداة جذب للأطفال.
وضمن مهرجان “ساقية الصاوي” المسرحي قدمت مسرحية “أولاد الفقرا” من تراث عميد المسرح المصري يوسف وهبي وهي عرض اجتماعي يناقش القضية الطبقية في النصف الأول من القرن العشرين، والمشاكل والهموم التي تعاني منها الطبقة الفقيرة المطحونة.
واتسم العرض بجرأة الطرح، مع تنوع في الأداء المسرحي، من التراجيدي إلى الكوميدي لاعتماده على لغة المفارقة.


عيد عبد الحليم