حدث في بلاد السعادة

حدث في بلاد السعادة

العدد 583 صدر بتاريخ 29أكتوبر2018

حين يتصدى الكاتب لإشكاليات وقضايا معاصرة وتحولات جوهرية سياسية تعكس واقع المواطن وتجسد صراعة الأيديولوجي بجوانبه المتعددة وتأثير ذلك علي فكره، وقضاياه الإنسانية  المتشابكة مع كل ما يحيط به من واقع .
 معطيات كثيرة فلسفية ونفسية طرحها الكاتب وليد يوسف في (حدث في بلاد السعادة) نفذها المخرج مازن الغرباوي في صورة تناغمية علي الخشبة لاقت القبول من المتلقي بكل تفاصيلها .
فلقد استطاع المخرج أن يفجر طاقات الممثلين علي الخشبة ليثبت أن الممثل هو سيد الخشبة وبلعبة متقنة وتحولات مختلفة ومتباينة , من استعراض وغناء ليجسد واقع أنساني يلامس دواخل النفس البشرية فيرصد إنعكاساتها وتشابكها وخلافاتها .
إنها رحلة ألم يعيشها المواطن في أي مكان على أرض المعمورة .... فيضحك.. يبكي .... يصرخ بأعلى صوته ربما ينهي هذا الصراع في داخلة لكنه دوماً يظل باحثاً عن السعادة في أي مكان , وربما تكون بجانبه أو داخلة لكنه يحاول أن يهرب من واقعة للبحث عنها , فيصطدم بمفارقات غريبة يدور فيها الصراع بين الحاكم والمحكومين وتتغير الأنظمة و يظل المواطن يبحث عن الخلاف .
هذا ما حدث في العرض المسرحي ( حدث في بلاد السعادة ) فلقد أراد مخرج العرض ومؤلفة أن يقدما رؤية مغايرة تعري المجتمع وتجعله يبحث في داخل ذاته عن السعادة .
هنا تقف أمام قضية فساد كبيرة حلت ببلاد كانت سعيدة فتفشى فيها الجوع والفقر والبطالة لتنشأ الأزمات الاقتصادية الطاحنة والتي تغير الأوضاع السياسية المختلفة , فهل يتحقق فيها العدل أم يصبح الكل مظلوم وربما ظالم لحاكمة .
هنا تطرح الرؤي السياسية التي تعالج الكثير من أحوال المواطن علي مر العصور ليعري نفسة والمجتمع أمام متطلبات الحياة , ليطرح المشاهد علي نفسة كثيراً من التساؤلات منذ بداية العرض فيظل مرتبك ويفكر قليلاً ينظر من حولة ربما يجد شيئاً ما  لكن الأقنعة  أحاطت به من كل جانب الا أن صوتاً نسائياً جميلاً لا يدرك مصدرة ربما كان الأمل في الإصلاح المقبل فتظهر عليك  فنانة متميزة تغني وترتدي ثياباً بيضاء فتدرك أن الأمل قادم فيستقر المشاهد ويكف عن التساؤلات ويتابع العرض.
وتتوالى الاحداث وأنت متابع بكل حواسك فيأخذك المخرج الي صوت وائل الفشني الذي يتبادل حواره مع فاطمة محمد علي , لتحقق الاستمرارية بين الممثل والجمهور وتستقر سلطة الممثل علي الخشبة لتقديم ما هو أفضل.
كل الشكر والتقدير للكاتب والمخرج والممثلين وطاقم العمل المسرحي لتناغم الجميع لتقديم فرجه مسرحية متميزة للمشاهدين.

 


مجدي محفوظ