إقامة الدورة إنجاز كبير في ظل الظرف الإستثنائى وسعداء بالجوائز

  إقامة الدورة إنجاز كبير في ظل الظرف الإستثنائى وسعداء بالجوائز

العدد 699 صدر بتاريخ 18يناير2021

فرحة كبيرة غمرت الفائزين بجوائز الدورة الثالثة عشر للمهرجان القومي للمسرح «دورة الآباء» التي أقيمت في ظرف إستثنائى، وعد إقامتها بهذا التنظيم الدقيق إنجازا كبيرا لإدارة المهرجان بقيادة الفنان يوسف إسماعيل،  فقد شارك في هذه الدورة 29 عرضا مسرحيا من مختلف جهات الإنتاج: البيت الفني للمسرح، ودار الأوبرا، وعروض الهواة والجامعات و الفرق المستقلة ، وعروض المجتمع المدني، والثقافة الجماهيرية وغيرها ، علاوة على المحور الفكري 150 سنة مسرح الذي تنوعت فيه المناقشات والشهادات من مختلف المسرحيين،  وقد نجحت هذه الدورة على الرغم من أزمة كورونا وقلة الإنتاج المسرحى،  وكان من المهم رصد انطباعات الفائزين في هذه الدورة..

قال يوسف المنصوري الحاصل على جائزة أفضل عرض وأفضل مخرج ودراما تورج عن عرض « أفراح القبة « : سعدت بهذه الجائزة كثيرا ، فقد وصلت لمحطة مطمئنه فيما يخص العرض ومقلقه فيما يخصني كمخرج في الخطوة المقبلة وشعرت باطمئنان لما وصل إليه عرض « أفراح القبة « فهناك توثيق بشكل أو آخر وهناك إشادة بالعرض من المسرحيين والمشاهدين
وتفكيري الآن هو : ماذا بعد هذه التجربة؟ وهل ستكون خطوة أكثر تميزا وعلى نفس القدر من المستوى الذى قدمته في عرض «أفراح القبة «؟ أما عن إنطباعى عن الدورة الثالثة عشر للمهرجان القومي فقد فوجئت بمستوى العروض ، وقد كان هناك توقع بأن تكون المستويات ليست عالية نظرا لما نمر به من أزمة ، ولكن كان هناك مستوى عالي من العروض المقدمة من جميع الجهات المنتجة ، ثقافة جماهيرية و عروض البيت الفني أو عروض الجامعة أو أكاديمية الفنون، وجميعها على أعلى مستوى، وهو ما جعل قيمة الجائزة بالنسبة لي كبيرة.
خطوة هامة ومتميزة
بينما قال المخرج حسام سعيد الحاصل على جائزة أفضل مخرج صاعد عن عرض « مأوى « : خطوة هامة ومتميزة أن أحصل على أفضل مخرج صاعد بالمهرجان القومي للمسرح ،ولجنة التحكيم تعد من أكثر اللجان موضوعية وأعضاؤها من ذوى الخبرة والمتخصصين في عناصر العرض المسرحى، ومن الجيد خروج هذه الدورة في ظل أزمة كورونا، وخاصة ان إدارة المهرجان اتخذت عدة إجراءات احترازية ووقائية مشددة ومن الجيد استكمال فعاليات المهرجان حتى الختام دون توقف، وتابع «عندما حصلت على الجائزة شعرت أنى أستطيع المنافسة مع العروض الاحترافية، وهى خطوة هامة للاحتراف.
الجمهور يتابع المنتج المسرحى خلال عام
وقال المؤلف محمود جمال الحدينى الحاصل على جائزة أفضل مؤلف مناصفة من المؤلف إبراهيم الحسيني «هذه هي المرة الرابعة التي أحصل فيها على جائزة المهرجان القومي للمسرح المصري كمؤلف، ومن الجيد إقامة هذه الدورة وخاصة أن هذا العام لم يكن هناك مسرح ولا استطيع الحكم على جودة العروض ، خاصة أنى لم أشاهد سوى أربعة عروض فقط، ولكن من الجيد إقامة المهرجان ، خاصة مع العزل وجائحة كورونا، ومن الهام أن يتابع الجمهور العروض المسرحية ويشاهد المنتج المسرحى خلال عام وما أزعجنى هو تقديم الليليتين الأخيرتين للمهرجان دون جمهور، خاصة أن مسرح الدولة مستمر في تقديم عروضه ولم يتوقف ، وعقب الحدينى على فكرة إقامة الدورة المقبلة خاصة بالمؤلف المصري قائلا: من الضروري عدم تقييد حرية المبدع.
طفرة فى ظرف إستثنائى
بينما أعرب مهندس ديكور محمد فتحي الحاصل على جائزة أفضل أزياء عن سعادته فهي المرة الأولى التي يحصل فيها على جائزة من المهرجان القومي للمسرح فقال: «شعور لا يوصف بحصولي على هذه الجائزة التي تكلل مجهودي الذي بذلته، فأكثر ما يضيف للمبدع عندما يحصل على جائزة بعد تعب وجهد متواصلين ، وطوال الوقت أقدم أعمالا مختلفة للديكور والملابس، وقد سبق وأن حصلت على عدة جوائز فى الديكور ومنها جائزة الدولة للإبداع،
ولكن عندما أحصل عليها من المهرجان القومي للمسرح فهنا يكون للجائزة مذاق مختلف، خاصة مع التنافس الشديد بين العروض المختلفة، وهو شىء أسعدني فالمسابقة كانت في غاية الصعوبة والمنافسة قوية وجميع المشاركين بذلوا جهدا كبيرا للغاية والأكثر تميزا هو حصولي على الجائزة ضمن منافسة قوية ، تابع: « أقيمت الدورة في ظرف صعب وانا كمدير لمركز الجيزة الثقافى كانت هناك حالة من حالات الطوارئ داخل المسرح بالإضافة إلى التواصل مع إدارة المهرجان فيما يخص تعقيم المسرح والتعديلات الخاصة بجدول المهرجان والاجتماعات التحضيرية مع الجهات الأمنية وفكرة تدشين موقع خاص للمهرجان فكرة رائعة وأيضا وجود جميع المطبوعات «بى دى أف» على الموقع الخاص بالمهرجان علاوة على إصدارات العام الماضي ما يعد طفرة في ظرف إستثنائى، فعندما نتعرض لضغط تحدث الأشياء بشكل متميز، والمميز فى هذه الدورة أن الفنان يوسف إسماعيل كان أكثر قربا لجميع الفرق، فهو مسرحي من الطراز الرفيع .
جائزة مستحدثة وعزيزة
بينما أكد الشاعر طارق على الحاصل على جائزة أفضل أشعار عن عرض « المتفائل « على أهمية جائزة الأشعار فقال « جائزة الأشعار أو (الدراما المغناة) كما اسميها فى اللعبة المسرحية جائزة عزيزة جدا خصوصا أنها مستحدثة هذا العام ضمن جوائز المهرجان في نسخته الثالثة عشر. أضاف:
 فرحتي لا توصف بهذه الجائزة التي اعتبرها أهم جائزة حصلت عليها في مشواري المسرحي ولولا تعاملي مع مخرج واع يجيد توظيف الدراما الغنائية داخل العمل المسرحي وهو إسلام إمام مخرج العرض لما حصلت عليها، أيضا المايسترو هشام جبر والمهندس حازم شبل والأستاذة نعيمة العجمي وضياء شفيق وكل عناصر العرض كافة ، والجائزة هى جائزة لكل صناع عرض المتفائل ولهم فيها نصيب أكثر منى، أما عن هذه الدورة فكانت استثنائية بكل ما أحاط بها،
أجلت أكثر من مرة بسبب جائحة الكرونا التي يمر بها العالم، وبإصرار من إدارتها ودعم من معالي الوزيرة الفنانة د/ إيناس عبد الدايم تم إقامتها خصوصا أنها تواكب مرور مائة وخمسون عاما على نشأة المسرح الحديث في مصر، .
ولم أكن أتصور هذه الاحترافية في إدارة المهرجان في ظل هذه الظروف تحت إدارة رئيسه القدير الأستاذ يوسف إسماعيل.
وتابع قائلا : «المهرجان هذا العام اعتبره النسخة الأقوى والأكثر إثمارا من النسخ السابقة عليه
بداية بالورش التي أقيمت مرورا بنشرته التي غطت فعالياته و موقعه الذي دشنته معالي الوزيرة والذي سيصبح أرشيفا للمهرجان فيما بعد،
كذلك العروض التي تم اختيارها للتسابق وكان الجميع يستحق، وأخيرا أتمنى أن يظل المهرجان على هذا المستوى ان لم يكن أفضل في الأعوام القادمة.
ختام لرحلة طويلة بدأتها منذ عام
بينما قال مروان السيد الحاصل على جائزة أفضل ديكور عن عرض «الوحوش الزجاجية « للمخرج عبد صابر: تمثل هذه الجائزة خطوة متميزة ، خاصة ان المهرجان القومي ليس أول مهرجان نقدم به العرض فقد سبق وأن قدمنا العرض فى أكثر من مهرجان، ومنها مهرجان المسرح العالمي و مهرجان المسرح العربي الذي أقيم بالإسكندرية ومهرجان شرم الشيخ الدولي وفى الأربع مهرجانات السابقة حصلت على جائزة أفضل ديكور ولكن هذه الجائزة لها طعم مختلف لأن المهرجان القومي يعد اكبر المهرجانات المسرحية في مصر حيث يضم جميع جهات الإنتاج المسرحية، وهذه الجائزة تمثل لي ختام لرحلة طويلة بدأتها منذ ما يقرب من عام.
مسابقة للهواة واخرى للمحترفين
بينما وصف الموسيقار هشام جبر الحاصل على جائزة أفضل موسيقى عن عرض المتفائل الجائزة بأنها إضافة لمسيرته الفنية ، خاصة أن العرض كان به مجموعة من التحديات، وان حجم الموسيقى كان كبيرا في العرض، 13 أغنية ومن المفترض تقديم ألحان غير متشابهة، كذلك عدد الاستعراضات وكان التحدى الأكبر يكمن فى كيفية الجمع بين المذاق التاريخي للعمل ورؤية المخرج، وهى ليست تسجيلية ولا تنتمى بشكل كامل للعصر الذي ينتمي إليه العرض .
أما عن المهرجان فقال « المهرجان حدث مهم يتوج الحركة المسرحية وأتمنى فى السنوات المقبلة أن يصبح أكثر تخصصا وذلك بعمل مسابقتين أحدهما للهواة والأخرى للمحترفين، ليصبح التسابق أكثر عدالة
أختلف مع تخصيص الدورة المقبلة للمؤلف المصري
فيما قال الناقد أحمد خميس الحكيم الحاصل على جائزة أفضل مقال نقدي من المهرجان القومي : «الجائزة أنقذتني من الاكتئاب من الوضع الراهن الذي نحيا به، من منع الكثير من العروض والأفكار المهمة التي تناقش الحاضر المجتمعي، ومنع الكثير من الشباب من العمل على الكثير من العروض والأفكار المختلفة عن السائد، فنحن نعانى من تراجع مسرحنا فنيا مقابل المسرح العربي، نظرا لوجود تضييق على الأفكار التي تناقش بشكل حقيقي وجاد قضايا الدولة وهى إشكالية تعد أكثر خطورة على المسرح ومستقبله، فالمسرح أبن الحرية وعندما تغيب الحرية الحقيقية عن جهات الإنتاج المختلفة ، ويصبح هناك قلق من إنتاج عروض تناقش قضايا هامة ومؤثرة يصبح هناك تخوف على مستقبل المسرح. وعن تقييمه لدورة الآباء قال:
« أظن أنها دورة معقولة ، خاصة أنها أقيمت في فترة صعبة وفى ظل إجراءات احترازية مشددة  ولكنى سعدت كثيرا بإقامة هذه الدورة بهذا الشكل الجيد وكذا بالمحور الفكري الذي ناقش المسرح المصري ما قبل الفنانين الشوام وما قبل يعقوب صنوع، فكما نعلم ان المسرح المصري بدأ منذ عهد الفراعنة، وهناك تأكيد على ذلك الأمر في  أكثر من مرجع وهناك نصوص وصلت لنا مثل نص « انتصار حورس « وعندما شاركت فى الملتقى الفكري ناقشت فكرة أن هناك ممثلا ومساعده يقومون بجولات في المحافظات المصرية، في أكثر من مكان،  وأن جدران المعابد القديمة تثبت ان لدينا فنا عظيما ومن الجيد ان تقوم إدارة المهرجان القومي بإعادة  أهمية المسرح المصري وأهمية الظواهر المسرحية التي انتشرت في ربوع مصر .
واختلف احمد خميس مع  تخصيص الدورة المقبلة من المهرجان للمؤلف المصري، معللا ذلك  بأن  كل العالم قائم على فكرة التعلم بالتبادل، فليس هناك مانع من وجود نصوص أجنبية وعربية لنتعلم منها أفكارا وطرق كتابة، وطرق تدوير التيمات داخل العرض المسرحى، وفكرة أن نقصر الدورة على المؤلف المصري ليست مناسبة على الإطلاق ،فالأمر يحتاج إلى مناقشة ودراسة


رنا رأفت