وداعا عبد الرحمن الشافعى شيخ الطريقة الشافعية

وداعا عبد الرحمن الشافعى  شيخ الطريقة الشافعية

العدد 769 صدر بتاريخ 23مايو2022

عزيزي المسرحي الشاب ..ربما لم تتعرف على عبد الرحمن الشافعي، ذلك الذي أحزننا رحيله بعد صراع طويل مع المرض. ولعلك لم تشاهد عروضه، ولعلك تندهش من هذا القدر من  الحزن الذي يجثم على صدورنا على رجل لم تعرفه، فاعلم يا ولدي أن الشافعي هو أحد المسرحيين الذين قبضوا على جمر موهبتهم وإيمانهم بأن المسرح للناس وبالناس. اختار لنفسه طريقا برع فيه إلى الحد الذي دفعنا إلى أن نمنحه لقب (شيخ طريقة) . وهي باختصار تلك التي تحفر في مناجم هذا الشعب تستلهم منها أشكالا  وموضوعات. وصنع بها- كمخرج- مع أبناء جيله من المؤلفين كتيبة حققت عروضا ما نزال ندرسها ونتأملها. الشافعي يا ولدي هو صاحب (المداحين) ومانح المسرح للمنشدين. كان تلميذا نجيبا للرائد والمعلم الأول زكريا الحجاوي.(هل تعرف زكريا الحجاوي؟ أرجوك حاول أن تتعرف عليه)  الشافعي يا بني هو من أعاد إلى (السامر) اسمه وحقق به عروضا تنافس في مهرجانات الغرب بل وتبهرهم بهذه القدرة على المزج بين المسرح بقوانينه المستوردة وبين أشكالنا الخاصة، وكان في ذلك امتدادا لخط بدأ في ستينيات القرن الماضي على يد جيل من المكتشفين المغامرين العرب. خط ظل ولم يزل يعافر ليمنحنا الجديد الذي  فرض نفسه على الدراسات الأكاديمية بل وصار يدرس في قاعات معاهدها.
  الشافعي يا ولدي كان يحكمه (هم) و(هدف) فحفر اسمه في خارطة المسرح المصري والعربي بحروف من نور. لذلك يا ولدي، وغيره الكثير، أصابنا الحزن على رحيل رجل كنا نعتبره - حتى في مرضه الذي استمر لسنوات- سنديانة نستند إليها ونستظل بها. وكان وجوده في الحياة - مجرد وجوده- يمنحنا أمانا. هذا يا ولدي بعض من (عمنا) عبد الرحمن الشافعي. ولتستكمل أنت بحثك عن تاريخه إلى جانب رواد أخرين من جيله والجيل الأسبق لتعرف أن جذورك ضاربة في عمق يستحق الفخر. 
رحمك الله يا شافعي وجازاك عنا دارا خيرا من دارنا وصحبة أحن وأرحم من صحبتنا. وبلغ سلامنا إلى رفيق الرحلة يسري الجندي ولا تنسنا حتى نلقاك.
 
 


محمد الروبي