المؤلف المسرحى محمد على إبراهيم خريج كلية الآداب قسم اللغة العربية ، طالب بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم الدراما والنقد، و مخرج معتمد بالهيئة العامة لقصور الثقافة ، حصل على جوائز عدة في مجال الإخراج وكذلك في مجال التأليف منها جائزة مهرجان شرم الشيخ الدولي عن نص “رصد خان “ جائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة عن نفس النص، جائزة التأليف من المعهد العالي للفنون المسرحية عن نص “طوق “ بالإضافة إلى جوائز التأليف من المسرح الجامعي عن مجموعة من النصوص ومنها “سيرة بنى زوال ، بيانولا ، رصد خان ،عفوا أنا المؤلف ، صك الغفران وأخيرا جائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة عن نص “دوار بحر” أجرينا معه هذا الحوار لنتعرف على هذا الكاتب الواعد وإبداعاته.- ما الذي يمكن قوله عن نص “ دوار بحر “ ؟أحاول في كل مرة أقوم بتأليف نص للمسرح أن أخرج عن طريقة السرد المعتادة من ناحية البنية لذا مثل لي “دوار بحر “ تحديا كبيرا و حالفني التوفيق حيث أن بنية النص تعتمد على مشهد “ماستر” طويل “فلاش باك” موازيا للحدث المستقبلي ولكنه يأتى متقطعا، ويلعب دورا أساسيا في الكشف عن شخصيات المسرحية ودوافعها ليكون عنصرا مشوقا داخل الدراما .- هل هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها بمسابقة الهيئة وما الذي دفعك للمشاركة ؟هذه ثانى مشاركة لي فى مسابقات الهيئة، لأن الجائزة مستحدثة، وقد حالفني الحظ وفزت بالجائزة في التأليف عن نص “رصد خان “ في المهرجان الختامي وطبع لي نص “بنى زوال “ في الهيئة العامة لقصور الثقافة، كما حصلت عن جائزة مهرجان شرم الشيخ الدولي عن نص “رصد خان “ ، وكذلك جائزة المهرجان العربي فى المعهد العالي للفنون المسرحية عن نص “طوق “ و عن نص “رصد خان “ فضلا عن حصولي على عدة جوائز اخرى في التأليف من المسرح الجامعي . وأرى المسابقات الجديدة التي تقيمها الهيئة فى فرع التأليف جيدة، الفائز فيها هو الثقافة فى مصر ، واعتبرها خطوة تأخرت، لكنها شجاعة ومشجعة من المسئولين عن الإدارة الحالية. - نود أن نتعرف على أجواء نص “دوار بحر” وما القضايا التي يركز عليها ؟“دوار بحر” دراما من التراث الصعيدي فى إطار فانتازى عن قصة خيانة ذو طابع رومانسي لكبير نجع تمت خيانته من أقرب الناس إليه ، ليجد نفسه وسط مؤامرة تحاك لاغتياله ، يحاول النجاة بقلبه وسط عوالم السلطة الخانقة على روحه حتى يصل إلى السلام.- من وجهة نظرك ما المعايير التى تجعل النص المؤلف قابلا للتقديم على خشبة المسرح ؟الكاتب الحقيقي هو من تصمد أعماله ولا تحطمها صخرة الزمن ، قد تتفاوت وقد تتنوع كتاباتنا ولكن فى النهاية لكل منا مذاقه وأسلوبه الخاص وبصمته أيضا ، وأعتقد أنه من الممكن كتابة إى شكل مسرحي على أن تتوافر فيه شروط الفرجة المسرحية والزمن وحده هو الفيصل، قد يصمد وقد يتحطم على تلك الصخرة ، جودة النص فقط من تحدد.- هل نعانى أزمة فى الكتابة المسرحية ؟الكتابة ليست موهبة فقط وإنما استمرارية ، نعانى من التشويش أحيانا، فالتأليف عملية مرهقة لذا لا استمرارية دون تشجيع للحركة ذاتها حتى ننتج كتابا أكثر ونترك الباقي على الزمن.- فى ظل الظرف الراهن وما يمر به العالم من جائحة “ كورونا” هل ستختلف شكل الكتابة المسرحية ؟لن تختلف الكتابة ولكن من الممكن ان تختلف الموضوعات. وقد يؤرخ لها مسرحيا .. المسرح لم تتساقط أركانه منذ قديم الأزل لأنه اتصال حي بسيط وفعال. - كشف الموسم الرمضاني الماضي عن تراجع الكتابة الكوميدية .. لماذا هذا التراجع وهل الكاتب الكوميدي يحمل مواصفات معينة ؟الكوميديا ببساطة هى إحداث خلل فى النمط المعتاد تتولد عنه مفارقة تنتج الضحك ، تابعت بعض الأعمال. والخلل الحقيقي يكمن في أننا نعتمد على الممثل الذى يُضحك “بضم الياء “ دون الاعتماد على موقف حقيقي ينتج الضحك ، في غياب مؤلف كوميدي واع يعرف كيف يحدث المفارقة. توضع الصناعة كلها تحت سيطرة الممثل المضحك .- تعد المسابقات الخاصة بالتأليف وسيلة للكشف عن المبدعين ..ما الذي يجب أن تكون عليه هذه المسابقات؟أتمنى أن تتشكل مسابقات أكثر حتى يزيد المعروض، والنشر للتوثيق أهم ما ينقصها فليست كل المسابقات توثق النصوص كما تفعل إدارة المسرح وهو ما أحيىيها عليه ، فالجائزة الحقيقة التي أسعدتنى هى نشر العمل ليصبح ثاني منشوارتى فى الهيئة.- يواجه عدد كبير من المؤلفين الجدد مشكلة في عرضها، فتظل حبيسة الأدراج.. من وجهة نظرك كيف نستطيع تجاوز ذلك؟لا يوجد نص كامل جيد حبيس الأدراج ، والتواصل الآن أسهل كما أن النص الجيد ينتشر ويفرض نفسه فالجودة هى المعيار الاساسى.- لماذا يتجه اغلب المخرجين الشباب لتقديم النص العالمي على الرغم من امتلاء المكتبة المسرحية بالنصوص العربية والمحلية المتميزة؟لثقة المخرج فى النص العالمي وقد صمدت أمام الزمن، ولكني أعتقد أن مساحة الثقة فى المؤلف المصري تزيد والقادم أفضل حتى وإن تفاوتت الجودة .- ما أهم النصائح التي يمكن أن توجهها للمؤلف الذي يخطو أولى خطواته ؟الاستمرارية إن كانت هناك موهبة، والاستثمار فيها بالتعلم أكثر، فبحر التأليف واسع.- نود أن نتعرف متى ظهرت موهبة التأليف لديك ومن الكتاب الذين تفضلهم؟أمارس الكتابة منذ المرحلة الإعدادية وفي المسرح الجامعي كانت بدايتى، تعلمت هناك التأليف وأعشق بهاء طاهر على المستوى القصصي وشكسبير هو مؤلفي المفضل.- ما الاختلافات التى يمكن أن تطرأ على المسرح المصري عقب أزمة كورونا ؟المسرح لن يختلف كثيرا ربما سنشهد موسما مسرحيا مليئا بالكحول على مستوى المضمون، لكن الشكل لن يتأثر، فأساس المسرح هو التواصل وآفة الكورونا هى التباعد ، وأرى أنها فترة مناسبة لكي نقوم بتطوير المنظومة الثقافية فى مصر أكثر فأكثر، وليس البحث عن مسكنات تسقط بعد مرور الوباء إن شاء الله.