المخرج عمرو قابيل: هدفنا الاستراتيجي لا مركزية الفعاليات

  المخرج عمرو قابيل: هدفنا الاستراتيجي لا مركزية الفعاليات

العدد 733 صدر بتاريخ 13سبتمبر2021

حقق ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي خلال  دورته الأولى والثانية نجاحا كبيرا واستطاع ان يحقق انتشارا واسعا في المحافظات، فالملتقى يعد الأول من نوعه في المسرح الجامعي الذي افتقر لسنوات عديدة لوجود ملتقيات وفعاليات دولية، وهو النواة الأولى لخروج العديد من المبدعين والنجوم إلى الساحة الفنية، واهم ما يميز المتلقي تنوع فعالياته المسرحية ما بين المحاور الفكرية والورش والعروض المسرحية التي تؤتى ثمارها وتحقق الهدف المرجو منها وهو الاهتمام بحركة المسرح الجامعي وتشجيع طلابه على تقديم إبداعات وأفكار خارج الصندوق .. وتنطلق الدورة الثالثة للملتقي الدولي للمسرح الجامعي فى الفترة من 24 وحتى 30 أكتوبر برعاية رئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولى وتحمل الدورة اسم النجم الراحل سمير غانم..  التقينا بمؤسس ورئيس المهرجان المخرج عمرو قابيل وأجرينا معه هذا الحوار للتعرف على أهم ملامح الدورة.

حوار : رنا رأفت
- في البداية ما الجديد فى الدورة الثالثة؟
كما نعلم ان الدورة تم تأجيلها من عام 2020 بسبب ظروف جائحة كورونا ؛ وبالتالى  كانت هناك مجموعة من الملفات تم تحضيرها سابقا ولكننا قمنا ببعض التحديثات عليها، لأننا مرتبطين بالمسرح الجامعي وبالتالى كان هناك عدد كبير من العروض مقدمة من إنتاج عام 2019 فقد كان الإنتاج عام 2020 ليس كبيرا بسبب ظروف الجائحة، وعندما فتح باب التقديم مرة أخرى أصبح لدينا أكثر من 52 عرضا مسرحيا، وفى ظل ظروف جائحة كورونا وتوقف عدد كبير من العروض أرى انه عدد جيد ومشجع للغاية، فالملتقى له جمهوره الذي ينتظره
وتعكف لجنة المشاهدة الفترة الحالية على اختيار العروض التي ستشارك وقد حصلنا على موافقة لجنة المهرجانات وتم تحديد موعد الملتقى في الفترة من 24 وحتى 30 أكتوبر، والدورة تحمل اسم عملاق الكوميديا سمير غانم، وقد تواصلت معه سابقا ودعوته لحضور حفل الافتتاح ولكن شاء القدر أن يرحل ويظل اسم النجم سمير غانم شرفا كبيرا وفخرا للملتقى برغم رحيله.

- ما هى المعايير التي وضعتها لجنة المشاهدة لانتقاء عروض الملتقى؟
الشروط إدارية وهى أن يكون العرض جامعي، وكذلك الفريق،وغيرها من الشروط التنظيمية، وأما عن المعايير الفنية نقوم بعقد عدة جلسات مع لجنة المشاهدة ونتحدث معهم  عن فلسفة الملتقى ومن أهم المعايير الاستراتيجة لدينا تمثيل المحافظات، نحرص على أن تكون هناك عروض من المحافظات وليست الجامعات داخل القاهرة فقط، نهتم أن تمثل المحافظات بعرض أو عرضين من العروض ذات الجودة الفنية المتميزة، وأن نستقبل شبابا من المحافظات المختلفة فى الورش  الدولية التي يقيمها المهرجان، وتشمل المعايير أيضا الجودة الفنية للعروض وان تكون أفكارها جديدة ومختلفة وخارج الصندوق، وفلسفة الملتقى قائمة على معيار مهم وهو اختيار العروض ذات الطرح المختلف.

ما أبرز الصعوبات التي واجهت الدورة ؟
تعد جائحة كورونا أبرز الصعوبات وقد كان قرارنا بالتأجيل حتى تسنح الظروف، فدائما صحة الطلاب لدينا فى المقام الأول والأخير، وأرى انه نوع من المسئولية الوطنية والمجتمعية، الخوف والحرص على الجمهور والشباب، وهو أهم من عقد مهرجانات أو دورات، وهو هدف إستراتيجي لدى الملتقى .

- وماذا عن برنامج الورش فى هذه الدورة ؟
بشكل عام ستكون هناك تيمة للملتقى، خاصة ان الدورة الثالثة  تحمل اسم النجم الكبير سمير غانم ملك البهجة والكوميديا، وستكون الغالبية العظمى من فعاليات الملتقى تعتمد على تيمة الكوميديا والبهجة ؛ وبالتالى ستكون الورش بها جانب من التيمة الرئيسية وسيكون هناك عدد كبير من الورش الخاصة بكوميديا الديلارتى والكلاون والأستاند أب كوميدي والبانتومايم،   بالإضافة لإقامة  فاعلية جديدة تعد مفاجأة على جميع المستويات، وهذا العام سيكون يشارك عدد كبير من الجامعات وستكون الورش فى مقر الحرم الجامعي بالاتفاق مع الجامعات وجارى عقد اتفاق مع احد الجامعات فى المحافظات المصرية، وسيكون هناك ورش خارج القاهرة، فهدفنا الاستراتيجي هو لا مركزية الفعاليات، لتتم الاستفادة من مهرجان دولي لشباب الجامعات فى محافظات مصر وليس فى القاهرة فقط.

- كنت صاحب المبادرة لعقد محور فكرى يناقش تحديات المسرح السعودي فماذا عن المحاور الفكرية في الدورة الثالثة ؟
قمنا بالاحتفاء العام الماضي بالمسرح السعودي وألقينا الضوء عليه ووفقنا فى هذا الأمر، فالعديد من المسرحيين لم يكونوا على علم كبير بما وصل إليه المسرح السعودي، فقمنا بعمل ندوة لكاتبة وأديبة سعودية ناقشت قضية هامة وشائكة فى المسرح السعودي وهى فكرة وجود المرأة، وتعرفنا على الإنتاج النسوي فى المسرح السعودي وكانت هذه الفعالية مفاجأة وطفرة وشيء ثرى، وهذا العام لدينا دولة ضيفة شرف وهى روسيا، ننتقل من مسرح لا يعلم كثيرون معلومات عنه وليس له تواجد قوى على الساحة المسرحية مثل المسرح السعودي إلى مسرح عميق وأصيل وله تأثير كبير على العالم مثل المسرح الروسي و هي نقلة متعمدة، نحاول خلالها طرح الرأي والرأي الآخر والشيء ونقيضه حتى يحدث حالة من حالات الجدل والثراء والدهشة،  وهذا يتزامن مع احتفال العلاقات المصرية والروسية بعام التبادل الإنساني، وسيكون نتاجه تبادلا فنيا كبيرا وتبادلا للأفكار بين الثقافة المصرية والروسية، وسيكون المحور الاساسى للإطار الفكري هو المسرح الروسي وإشكالياته ومناهجه وتأثيره الدولي والعالمي، وهناك عرض روسي مشارك بفعاليات الملتقى وهناك ورش من روسيا متميزة.

إلى أى مدى حقق ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي أهدافه ؟
حقق أهدافه بنسبة مئة فى المئة، وحقق أهدافا أخرى لم تكن في الحسبان، فكان شاغلنا الشاغل هو تأثير الملتقى فى المسرح الجامعي و المصري بشكل عام، فلم نفكر بالشكل المهرجاني المتعارف عليه في المنطقة العربية كلها، ولكننا كنا نفكر في المحتوى الذي يقدمه الملتقى، وأعتقد انه السبب الرئيسي فى تحقيق هذه الأهداف و في وصول الملتقى للعديد من الشباب على مستوى الوطن العربي والشغف والاهتمام من قبل الشباب فى المشاركة في كل فعالياته، فكم الرسائل التي تصل لنا تعرفنا أننا على الطريق الصحيح ولدينا إحساس بالمسئولية الوطنية والمجتمعية، ونعمل بشكل متطوع، ولكن نحظى برعايات رفيعة المستوى ونحظى باحترام وتقدير الحكومة المصرية والدولة المصرية وهو شرف كبير لا يعادله إى شىء، وبفضل الله حصلنا على الرعاية الرسمية من دولة رئيس الوزراء، فالدورة الثالثة تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولى.

- صرحت في أحد الحوارات الصحفية برغبتك في إقامة ملتقى دولي للمسرح الجامعي فى كل جامعة فما تعليقك على هذا التصريح ؟
لدينا مشكلة كبيرة، وكرجل مسرح أعيها بشكل كبير، فمع التطور التكنولوجي ووجود السوشيال ميديا والانفتاح على العالم كله أصبحت الكرة الأرضية قرية صغيرة؛ وبالتالى فقدنا التمييز بين الحقيقي والمزيف، فلدينا عروض جامعية مبهرة ولكنها بالنسبة لي ليست مبهرة، أصبح بعض الشباب يشاهدون العروض المختلفة من العالم ومن السهل على المخرج الشاب نقل العرض بكل مفرداته ولكن بخبراتنا نعرف من هم أصحاب الفكر الحقيقي، ومن الذي يستطيع التقليد بشكل جيد، خاصة أن أصبح لدينا ندرة في المواهب الحقيقية وليست فى الأعمال الجيدة، ولكن المواهب الحقيقية تحتاج لرؤية عميقة ووجود تفاعل حقيقي واحتكاك مع ثقافات مختلفة، يقضى على فكرة التقليد والنقل، فالتفاعل مع الثقافات يستفز ويحفز الإبداع لدى المخرجين؛ إذن فوجود ملتقيات دولية يعد في صالح توهج حالة الإبداع واكتشاف مبدعين جدد في مجال الإخراج، أنا لا أخشي المنافسة مع ملتقيات أخرى فهي تحفز الإبداع، والتميز ينطلق من المنافسة، وهو ما سيعطينى شرف الريادة، خاصة أنى أول من بادر بتأسيس ملتقى دولي للمسرح الجامعي في مصر.

- ما أبرز التحديات التي يواجهها المسرح الجامعي فى مصر ؟
تعد أبرز التحديات هى كثرة المهرجانات غير المتخصصة، هناك نهم لدى الممثل والمخرج الجامعي للمشاركة فى المهرجانات بسبب الكسب المادي، خاصة بعد ظهور بعض المهرجانات التى تقدم جوائز ماليه مبهرة ؛ فأصبحت هناك منافسة على هذه النقطة بشكل كبير،  وأتذكر عندما كنت طالبا كانت الفرق تتنافس ولكنها تتعاون، كنا نقوم بمساعد فرق الكليات المختلفة وهو ما حدث في ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي، فقد قمنا بالتأسيس لهذه الفكرة فأصبحت الفرق تساعد بعضها البعض وتتعاون كفريق واحد، وهو ما أحدث حالة البريق للملتقى وهو صلب المسرح الجامعي، نتنافس بشراسة ونتعاون بعشق وشرف.

وماذا عن حصاد الدورتين السابقتين لملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي ؟
كسبنا اجيالا حقيقية بدأت في التعرف على المسرح والنظر إليه بشكل مختلف، ووجوه جديدة دوليه من أوروبا وكوريا والصين والهند والوطن العربي لم تكن معروفه فى مصر، بأفكار ورؤى وفلسفات جديدة، وفعاليات حقيقية وترويج لبلادنا وفكرها وثقافتها، فقد شارك فى الملتقى العديد من المسرحيين والباحثين من مختلف الدول و انبهروا بالبنية المسرحية فى مصر والمستوى الفني والمسرحي، فمن حصاد الملتقى التسويق الجيد للمسرح المصري وللسياحة المصرية .

- بما انك ابن من أبناء المسرح المستقل لماذا لم تفكر فى إقامة مهرجان للفرق المستقل؟
تجربة المسرح المستقل بدأت فى أوائل التسعينيات وشهدت فترات ازدهار وانحصار وهو مسرح متواجد وفاعل وله تأثير كبير ولكن ليس بعمق تأثير المسرح الجامعي وعلى مستوى نجوم الفن المصري عدد الفنانين الذين بدأوا حياتهم الفنية من خلال المسرح الجامعي أكبر بكثير  من عدد الفنانين الذين انطلقوا من المسرح المستقل وذلك لأن تجربة المسرح المستقل لازالت قيد التقييم، كما أن المسرح الجامعي دائم لا ينقطع، فهناك العديد من الأجيال التى تخرجت من هذا المسرح، فالمسرح الجامعي لا ينضب دائم التجدد و الإنتاج.

- ماذا عن الفعاليات الجديدة وغير المسبوقة فى الملتقى هذا العام ؟
فلأول مرة نقيم  مسابقة لاكتشاف نجوم الكوميديا الجدد في المسرح الجامعي تيمنا بثلاثي أضواء المسرح وعمالقة الكوميديا، يتسابق شباب المسرح الجامعي من خلال عدة أشكال فنية :الإستاند أب كوميدي وفن المونولوج ومن خلال مشاهد التمثيل الكوميدي وفن الحكى، وهذه المسابقة لها لجنة تحكيم خاصة، ونأمل أن تكون فاعلية مهمة تجلعنا نتعرف على نجوم كوميديا جدد.


رنا رأفت