دعاء سلام: «شفيقة المصرية» أول تحدٍ لي في مجال التمثيل

دعاء سلام: «شفيقة المصرية» أول تحدٍ لي في مجال التمثيل

العدد 853 صدر بتاريخ 1يناير2024

الفنانة دعاء سلام، الراقصة الأولى بـ «فرقة رضا»، ومدربة حاليا للأجانب بالفرقة، والتي تشارك تجربتها الفنية الأولى في التمثيل من خلال العرض المسرحي الغنائي الاستعراضي «شفيقة المصرية»، وتُقدم من خلاله شخصية «شفيقة» بطلة العرض، والمسرحية تعرض في إطار رومانسي كوميدي، يشمل بعض التابلوهات الاستعراضية الغنائية، من تصميمها.
دعاء سلام أحبت التحدي وخوض المغامرات وأجادت في التنوع والاختلاف في أعمالها، واستطاعت أن تنجح في التحدي الأول لها في التمثيل والاستعراض، من خلال العرض المسرحي «شفيقة المصرية»، والذي تدور أحداثه حول سيرة «شفيقة المصرية» أشهر الراقصات المصريات التي استطاعت أن تصنع لنفسها اسما في عالم الرقص الشرقي الذي تميزت في تقديمه.
مسرحية «شفيقة المصرية» بطولة الفنانة علا رامي، سامح يسري، دعاء سلام، منة جلال، أسماء الباجوري، وائل علاء، محمد دياب، شيرين موسى، سعيد البارودي، تامر سعيد، أحمد محمد راضي، ريهام رمضان، محمد شفيق، تأليف الراحل الدكتور مصطفى سليم، أشعار جمال بخيت، ألحان صلاح الشرنوبي، ديكور حازم شبل، استعراضات دعاء سلام، تصميم ملابس كوثر محمد، مادة فيلمية ضياء داوود، إضاءة إبراهيم الفرن، إخراج محمد صابر.
وكان لمسرحنا هذا الحوار:
حوار- سامية سيد

 هذه هي التجربة الأولى لك في مجال التمثيل، كيف تم ترشيحكم؟ وكيف تلقيتم خبر ترشيحكم؟
 هذا العمل كان يُعد مشروعا في البداية وكنت أحلم بعمل شخصية شفيقة المصرية منذ زمن،  وأنا أعمل مدربة للأجانب، ودائما ما يسألونني عن أول راقصة فكنت أعرف أنها الراقصة شوق، وجاءت بعدها شفيقة القبطية، ولكن شفيقة تميزت لأنها طورت وابتكرت الجديد في الرقص، فهي من ابتكرت الرقص بالشمعدان، فكانت مثيرة للجدل، كما كانت أول راقصة تمسك الصاجات، فكانت شخصية شفيقة حلما لي، وأنا عاشقة لتقديم الشخصيات القديمة فالرقص القديم عشقي، لأنه يقدم فنا راقيا غير مبتذل.
 كانت الفكرة مشروعي، وعندما عرض علي المخرج محمد صابر فكرة عرض ما، عرضت عليه فكرة شفيقة، ورحب بالفعل بالفكرة، ولم تكن بعد فكرة النص قد اختمرت أو كتبت ولكنها كانت تقارب للأفكار، ومن هنا بدأت الرحلة، فكتب القصة الدكتور مصطفى سليم وكتب الأشعار الشاعر الكبير جمال بخيت ولحنها الملحن المتميز صلاح الشرنوبي.
هل واجهتك صعوبات في أداء هذا الدور وخاصة أن الفنانة هند رستم قدمته في فيلم شفيقة القبطية بنجاح كبير؟ وهل فكرتِ في المقارنة؟
  عندما دخلت فرقة رضا سنة 1995، كان الأستاذ محمود رضا يريد شبابا وبناتٍ للعمل بحفلات ليالي التلفزيون، فاختبرنا وتعلمنا معه ومع فريدة فهمي شخصيا، فكل من ينصحنا كان ينصحنا بأن نعمل بشخصياتنا وألا نشاهد أعمال فريدة ولا نقارن أنفسنا بغيرنا حتى لا نصاب بالإحباط، فلا يجب وضع أنفسنا في مقارنات، فمن نجح نجح بطبيعته وشخصيته لا بتقليده لمن سبقوه، لذلك أفضل عدم مشاهدة أعمال من سبقونا ليكون لكل منا شخصيته التي تميزه، ففريدة فهمي كالهرم لن تتكرر، وأنا لدي إصرار أنه سيأتي اليوم الذي يكون فيه لدعاء سلام أيضاً شخصيتها المميزة، وسوف يذكر اسمي بشخصية دعاء سلام، كما كان مع من سبقونا من النجوم والنجمات، فوضع مقارنات لن يكون مفيدا بل سيؤدي إلى الفشل، لذلك لا أضع نفسي في مقارنات قد تؤدي إلى فشلي فأنا أقوم بدراسة الشخصية وأؤديها بشخصيتي.
    
كيف كان دعم كل من الشاعر جمال بخيت والملحن صلاح الشرنوبي وهي المرة الأولى لتعاملهم معك كممثلة؟
عندما عرف الشاعر جمال بخيت أنني سأقوم بالدور، وقبل كتابة أشعار العرض، طلب حضور عرض لي في فرقة رضا وطلب مقابلتي، لأنه كان دقيقا في عمله ومعرفة ما حول العمل والبطلة والقصة، فجمال بخيت لم يكن فقط ليكتب عن شيء، إلا بعد أن يكون ملما بكل تفاصيله، وبعد مشاهدتي قال لي كان أملي أن أجد من يعمل استعراضات وكل ما يخص القديم بطريقتك، مما أسعدني رأيه حقا، وشجعني لأداء العمل وثقته بنجاحي في الأداء، أما صلاح الشرنوبي فشجعني وقال لي إنه سعيد لتقديمي هذا العمل، وثقته بأني سأقدم شيئا جميلا ومختلفا.

 ما هي طموحاتك للأعمال القادمة وهل ستكررين التجربة؟ وهل لديك مشروعات أخرى قادمة؟
 أنا سعيدة من آراء الناس ويهمني حقا رأي الجمهور، فهو الحافز لاستكمال الأعمال والطريق الذي يبدأه أي فنان في بداية عمله، وهو يعد أهم عوامل النجاح والاستمرار، أما عن هذه التجربة، فبالطبع أحب أن أكررها وأستمر في تقديم أنواع مختلفة من التجارب الأخرى، وأن أقدم الأعمال التي افتقدناها.
أتمنى أن أكرر الحالة في مشاريع أخرى، ولدي مشروعات بالفعل، ولدي مشروع قادم إن شاء الله سيكون مفاجأة، ولكنه حالة مرتبطة بالسيرك لأنني لاعبة سيرك وتعلمت فيه عامين ولأنني دؤوبة ودائمة التطلع والمغامرات.

كيف دخلت في مجال السيرك؟
 كنت أعمل في مسرحية “رقص الديوك” لنجاح الموجي وعايدة رياض، وكان عندي وقتها 19 سنة، وبالصدفة قال النجم إيهاب وصفي إن البنت الروسية في السيرك قد غادرت ونحتاج لمن يقوم بدورها، فرشحت نفسي له، وكان الدور أن أقوم بالتعامل والرقص مع ثعبان كبير وطويل، وفي نفس اليوم عندما رأيت الثعبان أغمي عليّ، وبعدها بدأت التعامل معه فكان ذلك تحديا جديدا لي، لأني أحب التحدي في حياتي.
كيف كانت بدايتك في فرقة رضا؟
 كنت في فرقة الجيزة “فرقة المحافظات” وأنا عندي 13 سنة، وعندما حكم مدير فرقة رضا في تحكيم المحافظات، أخذت مركز أول وضمني بعدها إلى فرقة رضا، وقدمت فيها، فكنت في نفس التوقيت أعمل في فرقة رضا وفرقة مصر للطيران والسيرك، وكلها مغامرات وتحديات بالفعل أنجزت فيها.

هل التمثيل مرهق بجانب الغناء والاستعراضات وخاصة أنك مصممة الاستعراضات والملابس؟ 
   كانت تلك التجربة تجربة مثيرة بالنسبة لي، على الرغم من الجمع بين تلك الأعمال في عمل واحد كممثلة ومصممة الاستعراضات والملابس، إلا أنه كان يمثل تحديا كبيرا لي، فأنا وُضعت منذصغري في مواقف مختلفة جعلتني أستطيع التعامل في كل المواقف والمغامرات والتحديات، وأنا أترك كل شيء لله فهو أعلم بقدرات كل فرد منا.

تعملين ما تحبين أم تحبين ما تعملين؟
   أعمل ما أحب، وأحب ما يجب أن أعمله حتى الصعب والسيء يجب أن أحبه، لا أحب التعامل مع الأشياء والأعمال على أنها عدوة؛ حتى لا تنتصر علي، فأنا أحب ما أعمل حتى أنتصر فيه، وحتى أشعر بالمتعة.

هل تفضلين التمثيل إلى جانب الرقص في العروض الاستعراضية إذا قدمت إليك عروض التمثيل؟
ليس شرطا أن أقوم بأعمال استعراضية فقط، وإذا عرض علي التمثيل فقط سأقبل بما يتناسب معي، ففي البداية كنت أتخوف من هذا، ولكن الآن لا يوجد لدي هذا الخوف من التمثيل.

 الفنانة دعاء سلام هي الراقصة الأولى بفرقة رضا حاليا؟ هل فكرتم أن فكرة التمثيل قد تؤثر بالسلب على مكانتك في الفرقة؟
أحب التنقل في اتجاهات مختلفة، وأحب التنوع في أعمالي، ولم يشغلني هذا التنوع أو يؤثر أي منهم على الآخر، وأنا في فرقة رضا الراقصة الأولى وأعمل كمدربة، فلا ضرر من التمثيل أو التنوع في الأعمال بجانب هذا.

 ما رأيك في الحركة المسرحية في مصر؟
 أتابع الحركة المسرحية في مصر عن كثب، وبالتالي فأنا أرى في الفترة الأخيرة عددا من المسرحيات الجيدة، فأجد انتعاشا كبيرا في مسارح الدولة كلها، وأنها تتم بخطة مسبقة ومتفق عليها، والآن توجد لجان لاختيار النصوص والعروض، وهو ما يعد نقطة التحول في المسرح المصري حيث الالتزام والجدية والاختيار الجيد من خلال لجان متخصصة، ويرجع الفضل في ذلك للأستاذ الفنان خالد جلال، حينما أعلن عن الخطة السنوية للعمل بالمسارح، فهي خطوة جادة وهامة تنقلنا إلى مرحلة جديدة لها طبيعة خاصة ومميزة.

ما الفرق بين الرقص الشعبي والفولكلور؟
 الرقص الشعبي نوع شعبي وهو ما يعرض في الأسواق والشوارع كالأغاني الشعبية، أو ما يقال الشعبي القديم مثل أغاني عدوية، أما رقص فرقة رضا فهو فولكلور مصري أو تراث فلكلوري، أي تقديم حالة المكان الفلاحي أوالصعيدي أوالإسكندراني وغيرها بكل ما فيه من ملابس وإكسسوارات وطريقة الأداء، بالإضافة إلى الرقصات والموسيقى، فنحن نقدم الفولكلور المتواجد في التراث في اماكن تواجده “التراث المصري”.

هل تعددت أنواع الرقص؟ وهل ترقصين عن موهبة أم دراسة؟
 توجد أنواع متعددة للرقص كالفولكلور والباليه والرقص الحديث والمودرن والرقص التعبيري، فالرقص له أنواع عدة ومختلفة.
ونحن كراقصين يختلف الوضع لأننا نعبر عن الفكرة والموضوع بالجسم أكثر من اللسان، فالتمثيل لمن يحبه يكون أسهل ، لكن التعبير بالجسم أصعب كثيرا من التعبير بالصوت فالرقص لغة جسد، وما نقدمه يختلف عن ما يقدمه الراقص الشرقي، فما أقدمه أقدمه عن وعي وعن دراسة، وأخذت كورسات متعددة في لغة الجسد وتشريح الجسم ورموز الحركات والنظرات والتعبير، وهو شيء مهم جدا.

حدثينا عن علاقتك بالفنانة فريدة فهمي؟ وهل أنتم على تواصل؟ 
أعرف أخبار الفنانة فريدة فهمي من خلال زميل لنا، وأشعر بالسعادة الغامرة عندما يذكر اسمها في المحافل ويتم تكريمها، ولكن لا توجد الفرصة للاتصال المباشر بها.

ماذا عن مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة في هذا العرض؟
وجود ذوي الاحتياجات الخاصة في العروض المسرحية له مذاق خاص، ولم نجد صعوبة في مشاركتهم معنا، ولكن الصعوبة تكمن في التعامل معهم، فهم طاقة كبيرة، ووجودهم يجعلك تشعرين بطاقة غريبة تحدث في المكان.

ما رأيك في غياب أو قلة الأعمال في المسرح الاستعراضي؟ وهل التكلفة المرتفعة للمسرح الاستعراضي السبب في ذلك؟ وما الأسباب من واقع خبرتك؟
 كل ما يخص الاستعراض هو غائب ويدخل من ضمنها المسرح الاستعراضي، فنحن نفتقر له ولوجوده، قد يرجع ذلك لأن المخرجين عندما يحتاجون لحالة استعراضية لم يهتموا بالرقص أو الاستعراض ولكن الاهتمام الأكبر بما هو تجميلي.
وعلى حد علمي المسرح الاستعراضي ليس أكثر تكلفة كما يقال فالاستعراضات توجد في العديد من العروض المسرحية التي تشتمل على تابلوهات استعراضية، فما الفرق بين تابلوهات استعراضية تخدم على العرض وتابلوهات استعراضية كحالة استعراضية، لا يوجد فرق لذلك لم تكن التكلفة هي الفارق، وانما المشكلة الحقيقية في طبيعة ما نقدمه، فهم لا يفرق معهم نوع المنتج الذي يقدمونه على قدر اسم الممثل الذي سيقدم العرض، وفكرة النجم والاسم تسيطر على الأجواء، فهي الفكرة الغالبة، ولذلك افتقدوا أشياء كثيرة بسبب البحث عن الاسم والنجم، فكل النجوم بدأوا في البدايات بالتفصيل “تفصيل المخرج لهم”، فالمخرجون هم من قدموهم ليذكر اسمهم في هذه الاكتشافات؛ فسعاد حسني مثلا ومعظم الفنانين لم يكونوا أكاديميين فكانت اللعبة في الاكتشاف، واللعب هنا في وضعه كنجم.
 ولكن الآن الفنان خالد جلال هو صانع النجوم وهو صانع لكل ما هو جديد، والعروض ناجحة لأن الناس جديدة والمواهب جديدة، فهو كالجواهرجي بالنسبة لي أو كدكتور التجميل أو كالجراح، جواهرجي لأنه يُلمع الجوهرة ويبلورها، أما دكتور تجميل لأنه يعمل عمليات تجميل لكل من يقدمه ليجعل منه شخصية جديدة مميزة، وهو أيضاً جراح يثق بنجاحه في عملياته، فمن يملك تلك الثقة في النفس؟.

ما رأيك في العروض المسرحية التي تقدم حاليا والتي تدخل بها عروض استعراضية؟
في المسرحيات حاليا تجد الاستعراض في جانب والنص في جانب آخر، وأنا الآن معروض علي تصميم استعراضات لأحد العروض المسرحية، فأول ما أطلبه هو النص، فيجب أن أعيش الحالة أولا، وبعدها يتم المناقشة مع المخرج في الرواية والتابلوهات التي يحتاجها، فعلى مصمم الاستعراضات التعايش مع حالة النص أولا؛ ليستطيع خلق حالة تتوافق معها من خلال الاستعراضات.

ما أمنياتك للرقص والفولكلور في فرقة رضا وفي مصر عموما؟
 أتمنى أن نلقي الضوء أكثر على هذا النوع من الرقص الذي نفتقده كثيرا، لأننا بدأنا حاليا في تقليد كل ما هو خارجي، وابتعدنا عن تراثنا، فأنا أدرب الأجانب وهم لديهم شغف كبير لمعرفة تراثنا، والأجواء المصرية للرقص، ويريدون أن يتعلموا الفولكلور المصري، ولكننا هنا في مصر ننظر إلى كل ما هو حديث وليس له معنى، فنبتعد عن تراثنا الأصيل.
 


سامية سيد