سناء يونـس نجمة الكوميديا المثقفة

سناء يونـس نجمة الكوميديا المثقفة

العدد 671 صدر بتاريخ 6يوليو2020

الفنانة القديرة سناء يونس فنانة متميزة حقا، فهي تجيد أداء الأدوار التراجيدية بنفس قدرتها على التألق في أداء الأدوار الكوميدية، كما تتمتع بمهارات وقدرات فنية كبيرة ومن بينها القدرة على الإرتجال ومشاركة كبار النجوم في تقديم الكوميديا الراقية بعيدا عن الإبتذال والإسفاف.
وهي من مواليد مدينة “الزقازيق” بمحافظة الشرقة في 3 مارس عام 1944، وقد حصلت على ليسانس الآداب (قسم الاجتماع) في كلية الآداب بجامعة الأسكندرية. وكانت بدايتها الفنية من خلال فرق “المسرح الجامعي”، وفرقة الإسكندرية المسرحية والتي شاركت من خلالها بمسرحية “المرجيحة”، ثم انطلقت بعد ذلك فنيا من خلال فرق “التليفزيون المسرحية” منذ عام 1963، فشاركت في بعض عروض فرق: “الكوميدي”، “الجيب”، “الحديث”، و”الحكيم”، ومن أشهر مسرحياتها خلال الستينيات بفرقة “المسرح الكوميدي” مسرحية “حالة حب” (مع النجوم عبد المنعم مدبولي، فؤاد امهندس وشويكار). وقد انضمت مع بداية السبعينيات إلى أسرة “مسرح الجيب” والذي أطلق عليه اسم “مسرح الطليعة” بعد ذلك، ، وقدمت بالفرقة مسرحيات: الغول، ليلى والمجنون، روميو وجانيت، كما قدمت بفرقة “مسرح الحكيم” مسرحية محاكمة عيلة ضبش، وبفرقة “المسرح القومي” مسرحية بيت العوانس، وبفرقة “المسرح الكوميدي”: الجوازة لازم تتم، وكانت آخر مسرحياتها بمسرح الطليعة الأرنب الأسود (عام 1999).
ويجب التنويه إلى أن الفنانة سناء يونس قد شاركت في عدة بطولات بمسارح القطاع الخاص نذكر منها: هاللو دوللي، مع خالص تحياتي، سك على بناتك، هالة حبيبتي، فرح عديلة، على بلاطة.
وبصفة عامة يمكنني تصنيف مجموعة نجمات الكوميديا اللاتي تقمن بأدوار البطولة المسرحية إلى قسمين رئيسيين، حيث يضم القسم الأول مجموعة الممثلات اللاتي يشتهرن بخفة الظل وبجمالهن وبقدرتهن على مساندة النجم الكوميدي على الإضحاك وتحفيز الجمهور على ذلك - دون أن يقمن بمهمة الإضحاك - وتضم هذه المجموعة كل من الفنانات: ميمي شكيب، زوزو شكيب، سعاد حسين، زهرة العلا، ليلى طاهر، مديحة كامل، هناء الشوربجي، عايدة رياض، في حين يضم القسم الثاني مجموعة الفنانات اللاتي يقع عليهن مسئولية الإضحاك إعتمادا على كوميديا الموقف أو مهارتهن الشخصية - وهي تعد المجموعة النادرة - وتضم هذه المجموعة كل من الفنانات: بديعة مصابني، نجوى سالم، خيرية أحمد، شويكار، سهير البابلي، ميمي جمال، سهير الباروني، نبيلة السيد، ليلى فهمي، سعاد نصر، سناء يونس.
ويكفي أن نذكر للفنانة سناء يونس تألقها أمام عدد كبير من نجوم الكوميديا وفي مقدمتهم الأساتذة: فؤاد المهندس، عبد المنعم مدبولي، محمود المليجي، عبد الرحمن أبو زهرة، أسامة عباس، ممدوح وافي، وكذلك تحملها مسئولية البطولة المطلقة في عدة مسرحيات من بينها بفرق مسارح الدولة:
محاكمة عيلة ضبش، روميو وجانيت، جوازة لازم تتم، جوازة لازم تتم، الأرنب الأسود، بيت العوانس وبفرق القطاع الخاص: سك على بناتك، هالة حبيبتي، مع خالص تحياتي، على بلاطة، فرح عديلة.
وكان من المنطقي أن تنجح الفنانة سناء يونس في استثمار نجاحها المسرحي بالانطلاق إلى بعض القنوات الفنية الأخرى، فشاركت في بعض الأعمال التليفزيونية المتميزة ومن بينها: شارع المواردي، الوسية، الزوجة آخر من يعلم، ضمير أبلة حكمت، كومبارس، العائلة، عريس قديم وعريس جديد، الوهم الجميل، أما مشاركتها السينمائية فقد قاربت الخمسين فيلما يذكر من بينها: الفضيحة، آخر الرجال المحترمين، جنون الشباب، دنيا الله، المصير، جواز بقرار جمهوري، كليفتي، اسكندرية نيويورك أحلام عمرنا، حرب أطاليا.
ويتضح مما سبق بأنها كفنانة قد تميزت بأداء الأدوار الاجتماعية البسيطة، باسلوب بعيد عن الابتزال والتصنع، كما أنها قد تألقت في تقديم الأدوار الكوميدية بصفة خاصة، فهي كوميديانة من الدرجة الأولى، ويتضح ذلك جليا من خلال أدوارها البديعة مع الفنان فؤاد المهندس، والذي ساهم كثيرا في نجاحها وتألقها وتحديد مكانتها، لدرجة أن مجموعة تعبيراتها اللاذعة (الإيفهات) بالمسرحيات قد رسخت وعلقت بذاكرة الجمهور ومن بينها بمسرحية “سك على بناتك” على سبيل المثال: “أريد خبزا وحنانا”، “وطلقني يا ابن المقفعة”، “وفجأة مسك إيدي و قال إيه بيعمل إنه بيعديني”.
ويحسب لهذه الفنانة المثقفة طوال مسيرتها الفنية التزامها الفني الكبير ورقى سلوكها ومعاملاتها الشخصية، واحترامها لمهنتها ولجميع زملائها، وحرصها على تنفيذ جميع ملاحظات المخرجين بكل دقة ودأب، لذا فقد حظيت بإشادة جميع المخرجين والزملاء الذين عملت معهم، كما ظلت بحق نموذجا مشرفا للفنانة المصرية التي تعي رسالتها الفنية تجاه المجتمع، وتتفانى في أداء أدوارها، وتجتهد كثيرا في تنوعها وعدم تكرارها.
ويذكر أن الفنانة  سناء يونس قد خاضت تجربة العمل كمذيعة مرتين، الأولى عبر شاشة دبي من خلال برنامج “على المكشوف‏”‏، والثانية في قناة النيل للمنوعات من خلال برنامج‏ “سناء يونس دوت كوم،” كما أنها مع بدايات الألفية الجديدة كانت قد أعلنت عن اضطرارها إعتزال العمل الفني لرفضها المشاركة في تلك الأعمال الهابطة التي تعرض عليها ولا تتناسب مع مكانتها الفنية، وبالفعل لم تشارك تقريبا خلال تلك الفترة سوى في خمسة أفلام، وذلك حتى  تاريخ رحيلها عن عالمنا عام 2006 (عن عمر يناهز 62 عاما).
هذا ويمكن تصنيف مجموعة أعمالها الفنية طبقا لإختلاف القنوات المختلفة (مسرح، سينما، إذاعة، تليفزيون) مع مراعاة التتابع التاريخي كما يلي:
أولا - الأعمال المسرحية:
ظل المسرح هو العشق الأول للفنانة سناء يونس، فهو المجال الذي تفجرت من خلاله موهبتها وسمح لها بصقلها واكتساب الخبرات، كما منحها فرصة القيام ببعض أدوار البطولة المطلقة. ولكنها للأسف لم تستطع خلال مسيرتها المسرحية اكتساب عضوية فرقة واحدة والارتباط بها، فاضطرت إلى التنقل بين عدد كبير من الفرق المسرحية، ومن أهم تلك الفرق التي صقلت موهبتها: “الجيب”، “المسرح الكوميدي”، “المدبوليزم”، “الكوميدي المصرية”.
وبتتبع مجموعة أعمالها المسرحية يمكنني رصد مجموعة من أهم الشخصيات الدرامية التي جسدتها  بالمسرح ومن بينها على سبيل المثال: شخصية الشقيقة الكبرى فوزية بمسرحية “سك على بناتك”، وشخصية “جانيت” بمسرحية “روميو وجانيت”، وشخصية مديرة ملجأ الأيتام بمسرحية “هالة حبيبتي”، وأيضا شخصية شقيقة رئيس مجلس الإدارة العانس نازك بمسرحية “مع خالص تحياتي”، وشخصية “شفاعات” التي تعمل بقصر عاصم بك بمسرحية “على بلاطة”.
ونظرا للتنوع الكبير بمجموعة المسرحيات التي شاركت في بطولتها يمكنني تصنيفها طبقا لطبيعة الإنتاج ونوعية الفرق مع مراعاة التتابع الزمني كما يلي:
أولا - الأعمال المسرحية:
- بفرق مسارح الدولة:
- “المسرح الكوميدي”: حلمك يا شيخ علام (1963)، حالة حب (1965)، جوازة لازم تتم (1998).
- “المسرح الحديث”: سيد درويش، إحترس من البوية (1965).
- “مسرح الجيب”: ليلى والمجنون (1970)، الغول (1971)، عازب و3 عوانس (1972).
- “مسرح الحكيم”: محاكمة عيلة ضبش (1971).
- “مسرح الطليعة”: روميو وجانيت (1978)، الأرنب الأسود (1999).
- “المسرح القومي”: بيت العوانس (1991).
2- بفرق القطاع الخاص:
- “الكوميدي المصرية”: هاللو دوللي (1972)، سك على بناتك (1980)، هالة حبيبتي (1985).
- “المسرح الجديد”: عيب يا أنسة (1974)،
- “المدبوليزم”: بنات العجمي (1976)، مع خالص تحياتي (1979).
- “أوسكار”: على بلاطة (1993).
- “المندوه”: فرح عديلة (1995).
- مسرحيات مصورة: يا سلام على كده، وداعا أيها الفلس، وداعا أيها الفلس، شقة مشتركة (1981)، ماما عقيلة (1982)، الزوجة آخر من يعلم (1985)،دكتور مزيف (1988)، نصب واحتيال (1989)، ناس على الهوا (1990)،  يكافيك شرها (1994).
وجدير بالذكر أنها ومن خلال مجموعة المسرحيات التي شاركت في بطولتها قد تعاونت مع نخبة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: محمد توفيق، عبد الرحيم الزرقاني، عبد المنعم مدبولي، جلال الشرقاوي، محمد عبد العزيز، حسن عبد السلام، أحمد زكي، السيد راضي، سمير العصفوري، فؤاد المهندس، محمد صبحي، محمود الألفي، هاني مطاوع، عبد الغني زكي، مجدي مجاهد، شاكر عبد اللطيف، ماهر عبد الحميد، زغلول الصيفي، شاكر خضير، فاروق زكي، عصام السيد، ناصر عبد المنعم،
ثانيا - أعمالها السينمائية:
لم تمنح السينما إطلاقا فرصة أدوار البطولة لهذه الفنانة القديرة، ولكنها بالرغم من ذلك منحتها فرصة المشاركة بأداء بعض الأدوار الرئيسة والأدوار الثانوية فيما يقرب من خمسين فيلما، ولا يمكننا أن ننسى تألقها في تجسيد شخصية أم السعد” بفيلم “آخر الرجال المحترمين”، وكذلك شخصية “والدة عمرو” (هاني رمزي) بفيلم “جواز بقرار جمهوري”، وشخصية “والدة نادر” (مجدي كامل) في فيلم “حرب أطاليا”، وأيضا شخصية “والدة د.محمد” (رامز جلال) في فيلم “أحلام عمرنا”.
وجدير بالذكر أن أول مشاركاتها السينمائية كانت بفيلم “إشاعة حب” عام 1961، من إخراج المبدع فطين عبد الوهاب وبطولة سعاد حسني وعمر الشريف وعبد المنعم إبراهيم، وفي حين كان آخر أفلامها فيلم “حرب أيطاليا” عام 2005، من إخراج أحمد صالح، وبطولة أحمد السقا، نيللي كريم، خالد صالح.
هذا وتضم قائمة الأفلام التي شاركت فيها مجموعة الأفلام التالية (طبقا للتتابع الزمني): إشاعة حب (1961)، إضراب الشحاتين (1967)، برج العذراء (1970)، جنون الشباب، لا شيء يهم، إحترسي من الرجال يا ماما (1975)، من بلا خطيئة (1978)، ناس تجنن، استقالة عالمة ذرة (1980)، حدوتة مصرية (1982)، ريا وسكينة (1983)، آخر الرجال المحترمين، وصية زوجتي (1984)، عسل الحب المر، عندما يأتي المساء، الطوفان (1985)، اليوم السادس، سري للغاية، حد السيف، أخي وصديقي سأقتلك، الأقزام قادمون، الجوع (1986)، لعدم كفاية الأدلة، جواز مع سبق الإصرار، العصابة (1987)، الدنيا على جناح يمامة، المجنون، الدرجة الثالثة (1988)، امرأة تحت الاختبار، اقتل مراتي ولك تحياتي (1990)، المزاج، جيل آخر زمن، القاهرة منورة بأهلها (1991)، أزواج في ورطة، الفضيحة (1992)، ضحك ولعب وجد وحب (1993)، حرب الفراولة (1994)، ليلة ساخنة (1995)، المصير (1997)، جبر الخواطر (1998)، الشرف (2000)، جواز بقرار جمهوري (2001)، قصاقيص العشاق، أوعى وشك (2003)، كليفتي، اسكندرية نيويورك (2004)، حرب أطاليا، أحلام عمرنا (2005). وذلك بالإضافة إلى بعض الأفلام الأخرى ومن بينها: للآباء فقط، بين اللهب، الشبكة، أم شهيد فلسطيني.
ويذكر أنها ومن خلال مجموعة الأفلام التي شاركت بها قد تعاونت مع نخبة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: حسن الإمام، فطين عبد الوهاب، محمود ذو الفقار، يوسف شاهين، عاطف سالم، حسن الصيفي، حسين كمال، سعيد مرزوق، خليل شوقي، تيسير عبود، يوسف مرزوق، إبراهيم الشقنقيري، محمد عبد العزيز، علي بدرخان، أشرف فهمي، محمد خان، أحمد فؤاد، علي عبد الخالق، خيري بشارة، سمير سيف، عاطف الطيب، شريف عرفة، هشام أبو النصر، فاروق الرشيدي، كمال عيد، يس إسماعيل يس، هاني لاشين، بشير الديك، حسن إبراهيم، محمد أباظة، طارق التلمساني، محمد شعبان، سمير حافظ، سعيد حامد، خالد يوسف، عثمان أبو لبن، أحمد صالح.
ثالثا - أعمالها التلفزيونية:
نجحت الدراما التلفزيونية - على خلاف السينما - في الاستفادة كثيرا من موهبة وتميز هذه الفنانة القديرة، حيث منحتها فرصة المشاركة فيما يزيد عن مئة وخمسين مسلسلا وسهرة تليفزيونية، تنوعت من خلالها أدوارها بين الميلودراما والتراجيديا وأيضا كثير من الأدوار الكوميدية. وقد تضمنت قائمة مشاركاتها عدد كبير من الأعمال الاجتماعية ومن بينها المسلسلات التالية: وهزمتني امرأة، ولكنه الحب، ولدي، ناس وناس (ج1،2)، ناس كده وكده، لن نبكي من أجلهم، متاعب مرزوق، قلوب بيضاء، طريق الذهب، عريس جديد وعريس قديم، شمس الخريف، اللغز، الشك، المشهد الأخير، الرجل والقطار، ادركني يا دكتور، الأرض الطيبة، شجرة اللبلاب، لقيطة، الجريمة، الشوارع الخلفية، فارس الأحلام، أفواه وأرانب، إصلاحية جبل الليمون، الفندق، الباقي من الزمن ساعة، اللعبة، بين السرايات، سيدة الفندق، الشيطان والحب، زهرة من بستان، ألوان، الجدران الدافئة، أنها مجنونة مجنونة، الكابتن جودة، الوجه الآخر، رحلة في نفوس البشر، نار ودخان، البشاير، الزوجة أول من يعلم، الزنكلوني، هي وغيرها، شارع المواردي (ج1،2)، مغامرات زكي الناصح، الوسية، رحلة أبو الوفا، ضمير أبلة حكمت، بين ثلاثة، رجل آيل للسقوط، ألف ليلة وليلة، ليلى زمانها جايه، الملقوفة، علي عليوة، الوقف، بوابة الحلواني (ج1)، سر الأرض، الأزواج الطيبين، العائلة، أم هلال في القاهرة، ستة على اليمين، الدنيا حظوظ (لا للزوجات)، الشراقي، من الذي لا ينساكي، لن أمشي طريق الأمس، ليالي الحلمية (ج5)، صباح الورد، وجاري البحث عن شحته، أحلام .. كو، وسادسهم الزمن، اعترافات عنايات، السيرة الهلالية (ج1)، في بيتنا كنز (كنز السلطان قلاووظ)، مسلسليكا (سيت كوم)، عطشان يا صبايا، أسعد زوج في العالم، باحث في الديرة، بيت الزعفراني، عيال محظوظة، هو صحيح الهوى غلاب، الدم والنار، حكايات بابا فرحان، الحور العين،العميل 1001، أذكى غبي في العالم، حواديت فكري أباظة، فوازير المناسبات، وذلك بالإضافة إلى عدد كبير من التمثيليات والسهرات تليفزيونية ومن بينها: يوم سعيد ويوم تعيس، وفية، موقعة المرتبة، نوارة، من حال إلى حال، منى، كيد النساء، كيف تعيش بمرتبك، عنبر 4، سي عطوة، صاحب الملك، سلاسل الحب، الوريث، تحت الصفر، برنامج “حياتي”، الكابتن والوردة، الدنيا صغيرة جدا، الشقيقة، احتجاج، هي والحقيقة، كدبة واحدة، لقمة القاضي، الخزنة دي مش لازم تتسرق، الشبح، دلوعة نابليون، جناب الست رضا، الخادمة، ولد وبنت وشايب، بسيوني تحت القبة، المخلوع، هكذا دواليك.
رابعا - إسهاماتها الإذاعية:
للأسف الشديد أننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، وبالتالي يصعب حصر جميع المشاركات الإذاعية الكثيرة والمتنوعة لهذه الفنانة القديرة والتي ساهمت في إثراء الإذاعة المصرية ببعض الأعمال الدرامية المتميزة ومن بينها على سبيل المثال فقط مسلسل:هن وأخواتها.
- حياتها الشخصية:
كان للفنانة القديرة سناء يونس قصة حب كبيرة جمعتها مع الفنان العملاق محمود المليجي. فقد ارتبطت به عاطفيا أثناء مشاركتهما سويا في مسلسل “ظلال السنين” عام 1964، ثم توطدت علاقتهما ونما الحب بينهما أثناء مشاركتهما معا ببطولة مسرحية “عيب يا آنسة” عام 1974، فقررا الارتباط وتتويج حبهما بالزواج، ولكنهما اتفقا معا على عدم إعلان زواجهما حفاظا على مشاعر زوجته الأولى الفنانة القديرة علوية جميل، والتي كان يعشقها ولا يستطيع اخبارها بهذا الزواج، والتي بالفعل ظلت بالفعل على ذمته حتى وفاته. وكذلك التزمت الفنانة سناء يونس بوعدها له، وظلت حافظة للعهد حتى بعد وفاته لأكثر من عشر سنوات (حيث رحل الفنان المليجي عام 1983، في حين رحلت الفنانة علوية جميل عام 1994)، لدرجة أنها بعد وفاته ظلت ترفض الاعلان عن زواجهما ورضيت بالإبقاء على لقب “عانس السينما المصرية”، كما رفضت الميراث منه احتراما لمشاعر الفنانة علوية جميل وحفاظا للعهد الذي أخذته على نفسها بأن يظل الزواج سرا طوال حياتها.
- الجوائز:
كان من المنطقي أن تتوج تلك المسيرة الفنية الثرية للفنانة القديرة سناء يونس بحصولها على العديد من الجوائز والدروع وبعض مظاهر التكريم، ولكن للأسف لم تحظ سوى بعدد محدود جدا من الجوائز وأيضا عدد قليل من مظاهر التكريم التي لا تتناسب أبدا مع حجم موهبتها الكبيرة، ولعل من أهم الجوائز والتكريمات التي حصلن عليها ما يلي:
- درع مهرجان “المسرح الضاحك” (الذي نظمته “الجمعية المصرية لهواة المسرح”) بدورته الثانية عام 1996.
- جائزة أفضل دور ثاني في دورة عام 1992 لمهرجان الإسكندرية السينمائي عن دورها في فيلم” الفضيحة”.
- كرمت في “مهرجان مسرح الطفل العربي” الذي أقيم بالجماهيرية الليبية عام 2002.
- تكريم خاص عن مجمل أعمالها بالمملكة الأردنية الهاشمية عام 2002.
- تكريم “المركز الكاثوليكي للسينما” عام 2003 عن مشوارها كفنانة ملتزمة بقيم وعادات المجتمع.
رحم الله هذه الفنانة القديرة التي نجحت في ترك بصمة فنية خاصة بها في زمن النهضة المسرحية والفن الجميل وسط كوكبة من كبار النجوم، واستطاعت بموهبتها التي صقلتها بالممارسة والخبرات أن تؤكد قدرة ومهارة الفنان الكبير الذي يستطيع بصدقه أن يحقق بصمته الشخصية والنجاح والتميز، وأن يرتبط بوجدان الجماهير حتى ولو شارك بأدوار ثانوية أو أدوار صغيرة. حقا لم تكن “سناء يونس” نجمة شهيرة ولكنها كانت ممثلة قديرة، خاصة وأنها لم تعتمد يوما على أنوثتها أو جمالها ولكنها اعتمدت بصفة دائمة خلال رحلتها الفنية على صدق إحساسها وقدرتها ومهارتها في التعبير عن مختلف المشاعر فاستحقت كل التقدير الذي استمر حتى بعد رحيلها. 


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏