جولة فى مسارح العالم

 جولة فى مسارح العالم

العدد 669 صدر بتاريخ 22يونيو2020

 خبر غير سار لعشاق المسرح بعد ان توقف بسبب كورونا عرض  مسرحية فروزين الموسيقية الغنائية التى حققت نجاحا كبيرا منذ بدأ عرضها فى برودواى قبل   عامين كانت تحقق خلالها ايرادا  يصل الى مليون دولار اسبوعيا واحيانا مليونين . وهذا  رقم كبير فى ضوء ارتفاع تكاليف العروض المسرحية الموسيقية.

وكانت المسرحية بين اكثر خمسة عروض تحقيقا للإيرادات  فى برودواى وخلال العامين قدمت المسرحية 845 مرة بمعدل 1,2 عرض يوميا اى  انها كانت تقدم احيانا مرتين يوميا بسبب الاقبال الكبير عليها. وكان هذا النجاح امتدادا لنجاحها الذى حققته لمدة عام قبلها عندما بدأ عرضها على مسارح دنفر عاصمة ولاية كلورادو.   

 الخبر الحزين ان عرض هذه المسرحية الناجحة  للاسف مع عودة الحياة الى مسارح برودواى كما هو الحال مع عروض اخرى يجرى الاستعداد لاستئنافها بمجرد عودة العمل الى برودواى الذى لم يتحدد موعده بعد.
ولايوجد سبب واضح لهذا القرار الذى جاء رغم نجاح العمل الذى كان من المقرر ان ينتقل الى عدة دول منها بريطانيا والمانيا. ولايقتنع احد بما اعلنه رئيس شركة ديزنى للانتاج المسرحى من ان الشركة لا تستطيع تقديم ثلاثة اعمال مسرحية فى وقت واحد على برودواى حيث تقدم ايضا علاء الدين والاسد الملك. واضاف ان التكاليف ضخمة لاتستطيع الشركة تدبيرها بنفسها خاصة انها لاتحصل على اى دعم من شركة ديزنى الام.  ولا يعرف احد لماذا اختارت ديزنى هذا العرض بالذات لانهائه رغم نجاحه بدلا من العرضين الاخرين.
قصة خيالية
وفروزن مسرحية موسيقية وغنائية من تاليف الزوجين كريستين وروبرت لوبيز. وهى عبارة عن معالجة مسرحية وغنائية لقصة للاديبة الأمريكية “جانيفر لى”(وهى ايضا مخرجة افلام وكاتبة سيناريو ) بنفس الاسم. وسبق ان تحولت القصة الى فيلم سنيمائى عام 2013. وتدور القصة وهى من نوع الفانتازيا حول العلاقة بين الشقيقتين  الاميرتين الزا وانا تعيشان فى مملكة خيالية اسمها اريندل  . كانت الزا تملك قدرة غير عادية على تجميد الاشخاص والاشياء لكنها لاتعرف كيف تسيطر على هذه القدرة وتستخدمها على النحو المناسب مما سبب مشاكل عديدة.
وتدور الاحداث عندما تتولى الزا الحكم بعد وفاة ابيها   وتشعر بالخوف على المملكة  من قدرتها  التى لا تستطيع السيطرة عليها فتقرر الهروب من المملكة والتخلى عن العرش حفاظا على المملكة وشعب المملكة. واثناء هروبها تقع فى اخطاء فتسبب تجمد كل شئ فى المملكة وتكاد تتسبب فى وفاة شقيقتها. ويصبح عليها تقديم بعض التضحيات لانقاذ المملكة. وتتولى الشقيقة الحكم ثم تبدا رحلة طويلة بحثا عن شقيقتها ورفع حالة التجميد عن المملكة وانهاء شتائها الطويل وتستمر الاحداث .
توالت على شخصية الزا اكثر من ممثلة اخرها “سيارا رينيه” وهى ممثلة امريكية شابة (30 عاما) تصف نفسها بانها امم متحدة. والسبب ام امها من اصول فرنسية والمانية واسبانية وروسية بينما ابوها من اصول افريقية وشرق اوسطية ومن الهنود الحمر فضلا عن اصول بريطانية وايطالية.
بعيدا عن برودواى
بين الحين والاخر يرحل بعض نجوم المسرح فى الولايات المتحدة. وأحيانا يمر الامر مرور الكرام، واحيانا ما يتوقف النقاد والمعلقون امام الشخصية وتتوالى تعليقاتهم عليها وعلى حياتها المسرحية. والى النوع الثانى تنتمى مغنية المسرح الاوبرالى “روزاليند الياس” التى رحلت عن عالمنا قبل ايام بعد ايام من احتفالها بعيد ميلادها التسعين.
وروزاليند الياس من اصل لبنانى   وابنة لمهاجر لبنانى قدم الى الولايات المتحدة فى عشرينيات القرن الماضى واستقر فى بوسطن حيث عمل سمساراً للعقارات. وكانت روزاليند واحدة من 13 ابنا وابنة  وقد سبقوها جميعا الى العالم الاخر.   و كانت تعتز باصولها اللبنانية حتى انها تزوجت محاميا وخبيرا ماليا شهيرا من اصول لبنانية هو زهير مغربى الذى رحل الى العالم الاخر فى 2016 بعد حياة زوجية استمرت 46 عاما. وكان المسرح هو بداية تعارفهما حيث كان من عشاق صوتها ومن رواد عروضها المسرحية.
وظهرت موهبتها الغنائية والمسرحية فى سنوات عمرها الاولى عندما اكتشفت امها موهبتها   حيث كانت تعيد غناء مقاطع من المسرحيات الغنائية التى كانت تعرض على مسارح مدينة بوسطن وتشاهدها مع اسرتها . وضغطت امها على ابيها للسماح لها بدراسة الغناء والموسيقى فرفض فى البداية ثم وافق .
وتعد روزاليند التى تميزت بملامحها الشرقية الهادئة والرقيقة من اكثر نجمات  المسرح الاوبرالى الغنائى اهتماما  بالدراسة الاكاديمية للموسيقى والغناء فى  الولايات المتحدة . فهى لم تكتف بالدراسة فى الولايات المتحدة بل درست فى عدد من المعاهد المتخصصة فى فيينا وروما من اجل صقل موهبتها ورعاية صوتها الذى ينتمى الى طبقة “ميزو سوبرانو”. ولم تشرب الخمر او تدخن فى حياتها للحفاظ على صوتها.
 وعلى مدى 52 عاما  . فقد شاركت  فى 54 مسرحية غنائية شدت فيها بعدد 687 اغنية...هذا فضلا عن انتاجها الفردى الغزير حيث كانت اغانيها تحقق ارقام مبيعات كبيرة.
وظل صوتها محتفظا برونقه وجماله بفضل اسلوب حياتها الصحى فظلت تمارس الغناء المسرحى والاوبرالى الى ما قبل وفاتها بستة شهور فقط حيث اصيبت بمتاعب فى القلب الى ان فارقت الحياة. ولم تكن وفاتها بسبب كورونا كما ذكرت بعض التكهنات.
وكل ذلك ليس هو السبب الحقيقى لاهتمام النقاد بها. كان السبب الحقيقى يكمن فى برودواى عاصمة المسرح فى الولايات المتحدة.
بينما يتهافت المنتجون والمخرجون والممثلون على عرض اعمالهم فى برودواى باعتبارها نوعا من التاكيد على مكانة اعمالهم الفنية، كانت روزاليند  ترفض باصرار المشاركة فى اى عمل يعرض  فى برودواى. وكانت تبرر هذا الموقف بانها تثق فى اعمالها الفنية وفى جودتها ولا تبحث لها عن شهادة ميلاد فى برودواى.
وظلت تدافع بصلابة عن هذا الموقف حتى بلغت من العمر 81 عاما حين وافقت على تقديم مسرحية “مدرسة الفضائح “ للموسيقار الامريكى صامويل باربر .  على احد مسارح برودواى.
يرفضون هدم المسرح فى البانيا
رغم المعارضة الضارية والجهود المضنية تم هدم مقر المسرح القومى الالبانى فى قلب العاصمة تيرانا.
 كان عدد  كبير من الفنانين وانصار المعارضة فى البانيا تجمعوا امام مقر المسرح وسط المدينة  للاحتجاج على قرار السلطات الالبانية  بهدم المبنى   بعد ان ساءت حالته وبات مهددا بالانهيار.  
تجمع المعارضون بالقرب من مبنى وزارة الداخلية القريب من مبنى المسرح القريب ايضا من البرلمان ومكتب رئيس الوزراء حيث تحدث عدد من الفنانين والمفكرين وزعماء المعارضة والشخصيات العامة واعلنوا عن معارضة القرار الذى اتخذته حكومة رئيس الوزراء ايدى راما  . واكدوا انهم سيواصلون المظاهرات الاحتجاجية لاجبار الحكومة على التراجع عن قرارها بهدم هذا المسرح التاريخى  الذى اقيم على الطراز الايطالى   فى ثلاثينيات القرن الماضى. ودعوا الى ترميم المبنى مهما كانت التكاليف بدلا من هدمه باعتباره مبنى تراثيا لاتقدر قيمته بالمال. وكونوا من اجل هذا الغرض جمعية اطلقوا عليها اسم “التحالف من اجل المسرح”.
وادان حزب المعارضة الرئيسى وهو الحزب الديمقراطى قرار الهدم ووصفه بانه جريمة كبرى وانتهاكا صارخا للقانون والدستور.
ودعا ادموند بودينا احد قادة التحالف من اجل المسرح الى اقالة عمدة تيرانا ايريون فيلايجى الذى كان من مؤيدى هدم المبنى باعتبار ان ترميمه ليس عمليا ولااقتصاديا وان ابعاده لاتناسب التطورات الحديثة فى عالم المسرح  .   كما دعا الرئيس الالبانى الير ميتا الذى كان من معارضى هدم المسرح الى حل البرلمان ودعا المواطنين الى حملة عصيان مدنى.
دفاع
فى الوقت نفسه دافع رئيس الوزراء ايدى راما – وكان عمدة سابقا لتيرانا-عن قراره قائلا بان ترميم المبنى لن تكون له جدوى اقتصادية وسوف يتكلف اضعاف تكلفة اقامة مسرح الجديد التى تقدر بنحو 32 مليون دولار وتم التعاقد بالفعل مع شركة دنمركية لاقامته فى نفس مكان المسرح الذى تم هدمه. ويؤكد ان عمليات البناء سوف تبدا خلال ثلاثة شهور على الاكثر.
ولم يعرف بعد موعد البدء فى اقامة المبنى الجديد الذى قالت الصحف ان الشركة الدنمركية سوف تتحمل نفقات بنائه بالكامل مقابل اسناد مشروعات اخرى لها فى العاصمة تيرانا.
ويرفض عمدة المدينة هذه التكهنات مؤكدا ان البلدية سوف تتحمل التكاليف بالكامل  ولو ادى الامر الى الحصول على قرض. واضاف ان مساحة المسرح الجديد سوف تكون أكثر من  ثلاثة اضعاف مساحة  المسرح الذى تم هدمه وسوف تستخدم فيه احدث التقنيات المسرحية.
وكانت الحكومة الالبانية حظرت تقديم اى عروض على المسرح منذ عامين  بسبب تهالكه.الا ان بعض العروض ظلت تقدم عليه بشكل غير رسمى  حتى مطلع العام الحالى  مما اثار المخاوف من وقوع انهيار مفاجئ للمبنى وتم اتخاذ قرار الهدم.


ترجمة هشام عبد الرءوف