الجائحة تتيح للعالم مشاهدة رائعة «شبح الأوبرا» أون لاين (2)

الجائحة تتيح للعالم مشاهدة رائعة «شبح الأوبرا» أون لاين (2)

العدد 663 صدر بتاريخ 11مايو2020

استيقظت كريستين  لتجد ذلك الشاب المغطى نصفه بقناع غريب أرادت كريستين أن تعرف ما وراء ذلك القناع ولماذا يضعه؟ اقتربت كريستين منه ببطء. ثم نزعت القناع عنه فجأة لكنه خبأ وجهه بيده سريعاً وتحول ذلك الرقيق فجأة الي حالة غضب شديد فقد غضب من كريستين كثيرا لأنه لا يريد لأحد أن يري وجهه.
عادت كريستين ووجدت مس جيري في انتظارها بغرفتها وأخرجتها من الغرفة وأخذت الرسالة الأخيرة من الشبح الرسالة التي قرأتها علي الملأ والتي يقول الشبح فيها إنه يريد في المسرحية الجديدة أن تؤدي كريستين دور الكونتيسة وهو دور البطولة.
ولكن المالكان الجديدان أصرا علي عودة كارلوتا الي الأوبرا وتلعب هي دور الكونتيسة وضربوا بكلام الشبح عرض الحائط أما كريستين فستلعب الدور الصامت في المسرحية الجديدة وقد أغضب هذا الأمر الشبح كثيراً وفي أثناء عرض المسرحية الجديدة كانت تذهب كارلوتا الي الكواليس بين الحين والآخر لتعطر فمها فهي تغني ولا تريد أن تفوح من فمها أي رائحة كريهة وكانت خادمتها تترك المعطر علي طاولة بالقرب منها لتكون جاهزة عندما تأتي كارلوتا واذ بيد الشبح تأخذ زجاجة المعطر ثم تعيدها مرة أخري وذهبت بعد ذلك كارلوتا الي الكواليس لتقوم بتعطير فمها وعطرته ثم عادت للمسرح وقبل أن تبدأ الغناء ظهر الشبح في الأعلى بجوار الديكورات ويتفاجأ الجميع لظهوره ثم يقول الشبح بصوت جهوري مخيف (ألم أصدر تعليماتي بأن تبقي المقصورة رقم خمسه فارغة) فترد عليه المغرورة كارلوتا وتقول (أصمت أيها الضفدعة ودعنا نكمل عملنا) فيرد عليها الشبح في نبرة خبث ويقول (أنا لست ضفدعة بل أنت الضفدعة) ثم يختفي فجأة مثلما ظهر فجأة وعندما بدأت كارلوتا بالغناء تخن صوتها كثيراً ولم تستطع الاكمال لأن صوتها أصبح فعلاً مثل صوت الضفادع, فيضحك الشبح بصوت عالي مرددا أنها تغني لتتسبب في سقوط النجفة, وفي تلك اللحظة تسقط فجأة النجفة الضخمة المثبتة في وسط سقف صالة المسرح حيث تنفلت من السلاسل الحديدية التي تثبتها وتسقط سقوطا مروعا على الجمهور وسط الصالة بين صيحات الرعب المختلطة بضحكات الشبح المتصاعدة, وتعد تلك من أقوى المؤثرات في العرض فالنجفة وزنها يبلغ اثنان من الأطنان وعند سقوطها تتوقف فوق رؤوس المتفرجين مباشرة مما يحدث حالة الرعب الحقيقي بينهم.
 وعندما رأي عامل الديكورات الشبح أصر علي أن يعرف من أين يجئ ويختفي بهذا الشكل تم اغلاق الستارة سريعاً وعندما صعد عامل الديكورات إلي الأعلى لم يجد الشبح في المكان الذي رآه فيه فظل يبحث ويدور في الأعلى واذا به يجد الشبح يقف خلفه وبعد مطاردة ثم يأتي الشبح بحبل ويلف حبل حول عنق الرجل ويقوم بقتله وانزاله معلقاً بين الراقصات علي المسرح عندها يبدأ الجميع بالصراخ ومن بينهم كريستين وعندما رأته كريستين صدمت كثيراً في معلمها وملاكها الجميل فهو الآن في نظرها ليس إلا قاتل. ثم يأخذها راؤول ويصعدان بسرعة الي سطح دار الأوبرا  ويضمها الي صدره ولكن كان الشبح يقف يري ويسمع كل شيء يدور بينهما لتنهمر دموعه حزنا علي خيانة كريستين له.

بعد حادثة المسرح توقفت الأوبرا عن العمل لمدة ثلاثة أشهر ليعيدوا ترتيب أمورهم وأقام الملاك الجدد احتفالا بإعادة فتح الاوبرا من جديد كما أنهم يحتفلون بعدم ظهور الشبح طوال الثلاث أشهر الماضية وقد استغل كريستين و(راؤول) عدم ظهوره وتمت خطبتهما ولكن في السر وقد خافت كريستين من أن تلبس الخاتم في يدها فعلقته في عنقها كقلادة وبعد العرض في الحفلة ظهر الشبح مرتديا ثوبا تنكريا وساد الصمت ليخبرهم الشبح أنه قد كتب لهم أوبرا جديدة تدعي (انتصار دون خوان) وأعطاهم النص وقرر لهم أن كارلوتا سوف تؤدي دورا صامتا في المسرحية. أما بالنسبة كريستين فقد غضب الشبح عندما رأي الخاتم المعلق في رقبتها وقال لها في غضب وهو ينزع الخاتم من رقبتها (أنت ملك لي وحدي ولن يشاركني فيك أحد) ثم انفتح باب سري في الأرض ليختفي خلاله لكن (راؤول) نزل خلفه بسرعه قبل أن يغلق الباب لكنه لم يصل إلى شيء ولم يجد الشبح لكنه وجد مس (جيري) تتبعه وتعجب كيف نزلت مس (جيري) الي هذا المكان ووجدت (راؤول) بالرغم من أن (راؤول) دخل من باب سري لا يعلمه أحد وأغلق بعد دخوله! ربما تعلم من هو الشبح حقا وتعلم سره وسر هذا القناع الذي يضعه علي وجهه فظل (راؤول) يلح عليها لتخبره حتي استسلمت أخيرا وبدأت في سرد حكايته منذ أن أتى إلى الأوبرا وهو صغير أنه كان مظلوما وأنه يتخذ من أسفل الأوبرا سكنا له طوال هذه السنوات وأنه فنان موسيقي رائع في الأساس وليس شبحا شريرا. وأنه يبدو أن الشبح يحب كريستين ومستعد لقتل كل من يقف في طريقه.
قررت كرستين  زيارة قبر والدها ربما تجد الاجابة عن السؤال الذي يؤرقها وهو من هو هذا الشبح وهل هو روح والدها حقاً .. ويذهب إليها الشبح ليسحرها بكلماته كالعادة لكن يحضر راؤول في الوقت المناسب وجعلها تستفيق من تلك الحالة وتعود لطبيعتها وتحدث مبارزة بالسيف بينهما وكاد راؤول أن يقتل الشبح لكن كريستين أوقفته  فتركه وانصرف مع كريستين بينما قرر الشبح الانتقام منهما.
أدرك (راؤول) بأن الشبح ليس الا انسان وانسان ضعيف أيضاً يختبئ خلف قناع واذا أراد هزيمته يجب أن يهزمه بالذكاء وأن ينصب له فخاً يوقعه وقرر مع العاملين في الأوبرا تقديم مسرحية انتصار دو خوان التي كتبها الشبح وبترتيب الأدوار التي أرادها لتكون كريستين هي بطلة العرض وسوف تكون كريستين هي الطعم الذي يستدرج به الشبح للمجيء الي المسرح حيث ستكون الشرطة مختبأه في ظلام القاعة ليقبضوا عليه في الوقت المناسب.
كانت كريستين تبكي حزنا علي ما سوف تفعله بالشبح فالشبح لم يؤذها بشيء ولكنه قاتل لكن كان يعاملها بلطف ويساعدها حتي تنجح وكان معلمها طوال تلك السنوات لكن كريستين كانت تحب (راؤول) ولن تسمح للشبح بأن يفرق بينهما لذلك وافقت علي أن تكون الطعم.
في اليوم الأول لمسرحية انتصار دون خوان يضرب الشبح (بانجي) البطل وهو في الكواليس ويدخل على المسرح بدلا منه ليغني مع كريستين وبالطبع عرفته وجارته في الغناء حتي لا يشك في شيء  بينما الشبح يهيم في حالة الحب الزائفة مدت كريستين يدها الي وجهه وكأنها تداعبه ثم نزعت عنه القناع فجأة ليظهر وجهه المشوه فهو مشوه ومنبوذ هكذا منذ الولادة لذلك كان يختفي عن أعين الناس فغضب وأمسك بالحبل الذي كان يربط النجفة الضخمة وجذبه وحمل كريستين بين ذراعيه ونزل في الفتحة التي كانت موجودة في وسط المسرح انطلق خلفه راؤول بمساعدة مس جيري التي تعرف خبايا المسرح.
أخذ الشبح كريستين الي مخبأه مباشرة وألبسها فستان الزفاف الذي كان علي التمثال وأعطاها خاتم زواج رغما عنها. تمكن (راؤول) بصعوبة من النجاة بعد بعض الأحداث في البحيرة الماء التي تحت دار الأوبرا, حتى تمكن منه الشبح كي يخنقه بالحبل فتقترب منه كريستين ببطيء وتقبله قبله تجعله من خلالها ينسي قسوته ويدع دموعه تنهمر ويترك الحبل من يده ويتركهما مؤكدا أنه لن يقف في طريقهما وأنه سيظل يحبها حتي النهاية.
وتذهب كرستين مع راؤول الي الأعلى بينما الشبح يذهب من خلال باب سري في أحد الجدران. وفي هذه الأثناء تذهب ابنة مس جيري ومعها الشرطة من خلال باب المرآة الموجود في غرفة كريستين إلي المكان الموجود به الشبح حيث لا تجده وتجد فقط قناعه ولعبة القرد التي كان يلعب بها.
 ثم نعود مرة أخري بالزمن الي عام 1919 حيث اشتري (راؤول) الفيكونت العجوز تلك اللعبة من المزاد العلني ويذهب بها الي المقابر حيث قبر زوجته كريستين ليضع تلك اللعبة بجوار قبرها ولكنه يجد ما يدهشه وهو وردة يانعة ملفوفة بشريط أسود تشبه تلكالتي كان يتركها الشبح مع رسائله دائما, فتدل علي أن الشبح لا يزال موجودا يضع الورود علي قبر كريستين كل يوم.


أحمد محمد الشريف

ahmadalsharif40@gmail.com‏