بعد تألقه في «شباك مكسور» أحمد مختار: الأب في العرض يجسد حالة نفسية متفردة وجاذبة للممثل

بعد تألقه في «شباك مكسور» أحمد مختار: الأب في العرض يجسد حالة نفسية متفردة وجاذبة للممثل

العدد 607 صدر بتاريخ 15أبريل2019

الفنان المسرحي والمذيع اللامع أحمد مختار، يطل يوميا على جمهور المسرح من خلال مسرحية «شباك مكسور» بمسرح الطليعة، وهي عودة قوية للتمثيل، بعد سنوات انشغل فيها بالإخراج، كما انهمك فيها بإقامة الورش المسرحية لتدريب الممثل، حتى صار من أهم وأشهر من اقتحموا هذا المجال، وكان آخرها ورشة مسرح الشباب، كذلك ورشة المهرجان التجريبي التي يقوم بالتدريب فيها كل عام باللغتين العربية والإنجليزية، مع أفكاره وآرائه وأحلامه وعمله كمذيع ومخرج وممثل، التقينا به..
- كيف كانت خطواتك الأولى؟
- كانت بدايتي من الطفولة بالمسرح المدرسي، في مسرحية «سندريلا»، حيث قمت بدور الأمير وكانت المسرحية باللغة الإنجليزية، ولما كانت اللغة لدينا ضعيفة حيث كنت بالسنة الأولى الابتدائية، وتم الاستعانة بطلبة الصف السادس لنطق الحوار بالإنجليزية، وكانت مهمتنا فقط تحريك الشفاه مع الصوت المصاحب. وتخيلت أن هذه هي آخر علاقتي بالفن. ومثل كل الشباب بعد ذلك كتبت الشعر لابنة الجيران ومارست الرسم، وهكذا. حتى وصلت لمرحلة الجامعة والتحقت بالمسرح الجامعي بكلية التجارة حيث كان فريق المسرح بها من أقوى الفرق وكذلك فريق كلية الآداب الذي كان يقوم بالإخراج له د. حسين عبد القادر وعملت معهم حيث عملت مساعدا لدكتور حسين عبد القادر، وتعلمت الكثير على يديه. في الوقت نفسه التحقت بورشة دكتور نبيل منيب لمدة أربع سنوات وكانت مرحلة مهمة جدا في حياتي الفنية، كما اشتركت في بعض الفرق المسرحية للهواة مثل فرقة مجانين المسرح بقيادة د. عمرو دوارة، وقدمنا من خلالها عدة عروض مثل مسرحية «يا بهية وخبريني» للكاتب الكبير نجيب سرور، حيث قمت بدور المؤلف وكان العرض على خشبة المسرح القومي، منذ ذلك الحين قررت أن أستمر بالتمثيل والتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ورغم عدم إكمالي للدراسة به فإنني استفدت كثيرا من أساتذتي به، ثم دخلت المعهد العالي للنقد الفني، ثم سافرت إلى إنجلترا حيث درست المسرح هناك، الذي جذبني بشدة كفن، فهو حياة كاملة تتعايش بها طوال الوقت مع الممثلين والمخرج والنص والشخصيات، فالمسرح يجذبك أكثر ويجعلك إنسانا مختلفا تماما. إلى أن قرأت إعلانا بالجرائد عن طلب مذيعين فتقدمت ونجحت بالاختبارات وأصبحت مذيعا بالتلفزيون المصري.
- كيف جاءت شهرتك كمذيع رغم أن بداياتك في المسرح سبقت ذلك؟
- كان أهم برنامج قدمته في البدايات هو أماني وأغاني ولاقى نجاحا كبيرا ونسبة مشاهدة عالية لدى الشباب، وظل لمدة سبع سنوات أفضل برنامج بالتلفزيون، وكان شيئا رائعا لوجود الكثير من الزملاء معي مثل جميلة إسماعيل وعلاء بسيوني وجمال الشاعر، وأعتقد أننا كنا مخلصين جدا في العمل بهذا البرنامج، فقد كنت أعمل نحو أربع حلقات على القناة الأولى وخمس على الفضائية كل أسبوع، بإجمالي تسع حلقات أسبوعيا، وكان المقابل المادي ضعيفا لا يذكر لكننا كنا نعمل كثيرا ونلنا شهرة كبيرة.
- ما الشيء المختلف في عرض «شباك مكسور»؟
- هو من العروض المهمة حيث إن رشا عبد المنعم كمؤلفة نضجت كثيرا في السنوات الأخيرة مما جذب إليها الكثير من المخرجين لتقديم أعمالها رغم أننا في مصر نفتقد للكاتبة المسرحية الأنثى فإن رشا قد غيرت من هذا المفهوم، فمثلا لا يتعامل معها الفنانون على أنها كاتبة نسائية كبيرة مثل فتحية العسال رحمها الله، ولكن يتعاملون معها على أنها كاتبة مسرح بشكل عام بغض النظر عن كونها سيدة أو رجلا، فقد كسرت تلك الحالة والتفكير لدى الناس. فهي كمؤلفة خلقت جوا بسيطا ولطيفا ليس به صعوبة درامية. والمخرج شادي الدالي من المخرجين المتميزين وحصل على جوائز كثيرة من قبل وهو خريج أتيليه المسرح لفريق الفنون الجميلة، وهو فنان حتى وهو يسير في الشارع فنان، وهو يهتم بالرسم والفن التشكيلي، وهذا يبرز كثيرا في عمله حيث وأنت تشاهد أعماله المسرحية تستمع بجماليات اللون والإضاءة وإحساسه بالإيقاع العام. ومن المؤكد أنه التقى فكريا مع مصمم الديكور لظهور هذا الشكل الفني والجمالي للديكور لـ»شباك مكسور» وهو معبر جدا، حيث تلك الفكرة أننا جميعا بداخلنا شباك مكسور، فإذا استطاع كل منا أن يصلح ما بداخله فسينصلح حال الأسرة والمجتمع بشكل عام. لكنهم جميعا مكسورون بشكل أو بآخر. وأنا أقوم بدور الأب المكسور أمام زوجته وأولاده وأمه والمجتمع ويقرر في النهاية أن ينهي حياة أسرته وحياته.
- ما الذي جذبك في شخصية الأب لتعود بها إلى التمثيل خصوصا أنك منذ فترة لم تمثل للمسرح؟
- أنا لم أشبع من التمثيل، فالتلفزيون أخذ مني الكثير من وقتي، ولو عادت بي الظروف سأكرر نفس ما فعلته من قبل، والتلفزيون أعطاني شهرة لم تكن متوفرة لدي كمسرحي، لكني كل عام لا بد أن أخرج مسرحية أو أشترك في أي عمل مسرحي. أما شخصية الأب فهي من الشخصيات التي يعشق الممثل أن يلعبها ففيها الطيبة ومصريتنا وإحساسنا بالعواطف، لكنه أب مختلف به كل هذه الصفات، بالإضافة إلى أنه قاتل وهنا عنصر الجذب، فالأب المفترض أنه رمز الحنان والحضن العائلي الذي يجمع شمل الأسرة لكنه في النهاية يريد أن يقتل، وهنا الاختلاف، فهو يمثل حالة نفسية متفردة، وهو كما رسمته الكاتبة رشا عبد المنعم يتسرب بالتدريج فهو منذ البداية لطيف وهادئ وبسيط حتى نكتشف أنه مجرم، لكن المهم هل هو مجرم فعلا أم أن الظروف هي التي صنعت منه ذلك، وهذا ما يجعل المتفرج يفكر كثيرا بعد مشاهدة العرض رغم كمية الكوميديا والضحك، بالإضافة إلى أن الفنانة نادية شكري هي ممثلة رائعة في دور الزوجة بمجرد أن تنظر في عينيها على المسرح تشعر أنك تعيش بداخل الشخصية، فهي مثلا عندما تقول لي في العرض (إنت ما بتفكرش غير في احتياجاتك إنت بس، واحتياجاتنا إحنا فين؟) فأنا يوميا أستمتع بسماع هذه الجملة منها لأنها تقولها من قلبها وبحرقة شديدة فهي ممثلة قديرة، بجانب كل الممثلين الشباب الرائعين مثل مروان عزب الممثل السينمائي الذي يمارس المسرح حاليا ومروة كشك أيضا وربى التي تقوم بدور أمي وهي صغيرة في السن 25 سنة فقط وتقوم بالدور ببراعة ولا يكشف الجمهور ذلك إلا في النهاية عندما نكشف حقيقتها وخبرة مجدي عبيد كممثل على المسرح والذي عملت معه كثيرا منذ العمل مع مراد منير، وأيضا وليد أبو ستيت وعلي كمالو بخفة دمهما، وهند التي تقوم بدور ابنتي الصغيرة فهي رائعة، فالجميع استطاع المخرج أن يحسن اختيارهم كل في دوره حيث أتقنه والكواليس جميلة وساحرة والكل محب أنا سعيد ومستمتع بالتجربة.
تدريب الممثل في دمي
- لماذا خصصت حياتك المسرحية في اتجاه الورش المسرحية ومجال تدريب الممثل؟
- أولا لم أكن أعرف شيئا عن الورش إلا عندما عملت مع رائد الورش في مصر د. نبيل منيب وهو من نقل خبرة أوروبا إلى مصر وحينها تغيرنا جميعا وفكرنا في التمثيل بشكل مختلف وعلما أن الممثل لا بد أن يواظب على التدريب طوال حياته، فلا يجوز أن يكون ممثلا موهوبا فقط، فيوجد ألف ممثل موهوب، لكن خمسة فقط هم من يتدربون وهو من يستمرون ويبرعون وهم الأفضل. المطلوب من الممثل أن يحول الشخصية الخيالية في ذهن المؤلف ورؤية المخرج إلى واقع ملموس. إلى شخصية حقيقية معاشة لها لحم ودم. فهذه هي وظيفته، وهي تكون بالتدريب. ويصل لهذا بالتدريب. كل منا له أدوات مثل الخيال والتركيز واستحضار المشاعر والتعبيرات بالوجه والجسم والصوت، لكن ما يميز صوت الممثل المدرب عن صوت الممثل غير المدرب أنه صوت متنوع وجذاب لكن غير المدرب قد تكون موهبته أعلى لكن بعد قليل سيمل منه المتفرج، نفس الفكرة أن جسم الممثل المدرب هو جسم لطيف على المسرح يدرك جيدا ماذا يفعل وكيف يتحرك، لكن غير المدرب وإن كان موهوبا جدا إلا أنه بعد قليل سيمل منه المتفرج لأنه يكرر نفس حركاته، والمشاعر أيضا لا بد أن تتغير من شخصية لأخرى وهذا صعب لأنك نفس الشخص لديك نفس المشاعر تحب بنفس الطريقة وتكره بنفس الطريقة، فكيف يمكنك أن تغير طريقتك في الحب والكره والحزن والبكاء من شخصية لأخرى؟ فهذا يحتاج إلى التدريب. وأنا عندما تدربت على يد الأستاذ الكبير د. نبيل منيب بدأت أن أسعى لأعرف أكثر، فتدربت تقريبا على أيدي معظم الذين حضروا إلى مصر، منهم فرقة مومن تشونس للبانتومايم النمساوية، وخايمي ليما من بيرو وهو لديه فكرة الانضباط الرهيب للممثل، وفيكتوريا جوتليز المكسيكية التي انبرهت بالصوفية المصرية وغيرت شكل الحركة وهي من اكتشفت وأبرزت التنورة، بالإضافة لأصدقائنا الفنان أحمد كمال وسيد رجب والذين كنا نتبادل معا التدريب، ومن التدريبات خرجت ممثلة كبيرة مثل عبلة كامل وسلوى محمد علي وأحمد مكي، وذات هو استوديو مهم جدا تخرج منه فنانون كبار، لم أكن قد أنشأت الاستوديو الخاص بي حيث كنت أقوم بالتدريب من الخارج، مؤخرا منذ ثلاثة أشهر أنشأت استوديو خاصا بي، حيث كان آخر الورش التي أقمتها بمسرح الشباب وكذلك الورش الخاصة بالمهرجان التجريبي حيث أقوم بالتدريب باللغتين العربية والإنجليزية. فالتدريب هو في دمي وعندما أخرجت بالجامعة كنت أقوم بتدريب الطلاب، ومن الذكريات أن الفنان المخرج الكبير خالد جلال كان من المتدربين معي في الجامعة وهذا مصدر فخر لي، كما أتخيل أن د. نبيل منيب فخور بأننا تلامذته، فأنا أقوم بالتدريب كي أرد جميل من قاموا بتدريبي، فلم أكن أتقاضى أي أموال أو أجر عن التدريب حتى خمس سنوات مضت، وهذا ليس لأنني أطمع في المادة ولكن لظروف الحياة التي تزداد صعوبة عن ذي قبل، كما أن أساتذتنا مثل د. نبيل منيب لم يكونوا يتقاضون أي أجور عن التدريب.
- الانتشار الكبير لورش تدريب الممثل هل يمثل ظاهرة صحية؟
- الورش الكثيرة ارتبطت أكثر بشركات الإنتاج، فهي بالنسبة للمنتج تعطي فرصة لأن يمرن الممثلين ويدفعهم لسوق العمل مقابل الحصول على نسبة من تلك الفرص، فهذا وكأنه شراء مجهود الآخرين. فالغرض مادي وتجاري بحت، وهذا خطر لأن المفروض أن الغرض الأساسي هو هدف تعليمي بحت، من أجل أن يتعلم الفنان ويزداد خبرة وتجربة حتى يستطيع أن يدرب غيره. ومعظمها بالطبع مفيد للممثل وقليل منهم يتكسبون دون فائدة للممثل. وأنا في ورشتي ليس لدي الهدف المادي ولدي خمسة مدربين وهم جمال ثابت العائد من أمريكا وكان يدرب نيكول كيدني، وحازم فودة المخرج السينمائي، وكريم فرج خريج المعهد، وميريت مدربة الرقص، ورغم الخسارة فإننا سعداء بتعليم الفنانين وتدريبهم.
- رغم تطور أساليب ومناهج التدريب فإن الممثلين بينهم تشابه في الأداء.. كيف ترى ذلك؟
- هذا نتيجة دعوى أنهم لا يمثلون، كن طبيعيا، التمثيل ألا تمثل بدون إحساس وهذا بالطبع خطأ كبير، فالتمثيل هو أن نمثل ببساطة وليس ألا نمثل، والفارق بينهما كبير، فلا بد أن نمثل وتأتي بعد ذلك التلقائية والبساطة، مثل الفنان الكبير الراحل أحمد زكي، كان ممثلا ولم يكن مجرد شخص يلقي الكلام. وتوجد أجزاء من حياتنا كلاسيكية ولا بد أن تؤدى بكلاسيكية، مثل سيدة توفي ابنها، فكيف تسيطر على مشاعرها وتكون بسيطة تلقائية، بالطبع هي ستصرخ وترتمي بالأرض فتصبح كلاسيكية، والكلاسيكية هي جزء من حياتنا ما زال موجودا فلا بد أن نؤديه كما هو. وكذلك الحوارات العصرية غير الكلاسيكية تؤدى بعصريتها كما هي، فالممثل لا بد أن يواكب عصره أيضا مثل شاب لديه 18 عاما لكن تجربته كممثل في نفس الوقت لا بد أن توازي أحاسيس ومشاعر من لدي ستين عاما. فلا معنى أن يوجد ممثل لا يستطيع أن ينطق الكلام بشكل صحيح؟ ولم يسمعه الناس ماذا يقول.
- أين برنامج ساعة مسرح بالتلفزيون؟ أين برامج المسرح عموما على الشاشة؟
- البرنامج ما زال موجودا لكن للأسف أصبح يذاع في الثانية صباحا يوم الإثنين فقلت مشاهدته، لكن المسرحيين يتابعونه وخصوصا أنه أصبح متوفرا على الـ«يوتيوب» للمشاهدة في أي وقت. ونحن ليس لدينا سوى ساعة مسرح وتياترو وكنوز مسرحية وجميعها تذاع في أوقات متأخرة ليلا. ويوجد أيضا تياترو مصر الذي يعد شكلا من أشكال الاسكتشات والمسرح أهم من ذلك بالطبع.
- هل أصبح المسرح مهمشا؟
- للأسف الجميع يسعون إلى المكسب التجاري. فحدث هذا التهميش، لكنه يعود في السنوات الأخيرة. والجمهور موجود مثلا في «شباك مكسور»، وقد ازدهر المسرح في السنوات الأخيرة رغم انتشار التكنولوجيا والنت لكن الجمهور يعود للمسرح لمشاهدة الممثلين مباشرة والتفاعل معهم بشكل حي.
التجريب بين الشكل والمضمون
- هل طغت الشكلية على العمق في التجريب؟
- أعتقد أن هذا هو الذي كان مطلوبا من المسرح التجريبي أن يتحول المسرح إلى شكل وليس إلى مضمون، وقد نجحوا في ذلك بشكل كبير، وأصبح الكثير من المسرحيين شكليين، ومع ذلك فالشكليون بعد فترة يتحولون إلى موضوعيين نتيجة أنهم كبروا في السن ونضجوا.. فعندما أرادت الدولة القضاء على الفن الجاد فشلت، فلم يكن لدينا مهرجان للفن الكلاسيكي حتى نفكر في مهرجان للفن التجريبي، ورغم التأخر في إنشاء المهرجان القومي للمسرح فإنه غير كاف، فيجب أن يكون هناك مهرجان دولي للمسرح الكلاسيكي وهذا ما سيعرفنا بالأنواع المختلفة للمسرح، فالتجارب بالمسرحية شيء عظيم يحتويه المسرح الكلاسيكي، وكي أقيم مسرحا تجريبيا لا بد أن أكون مهموما بقضية ما أريد أن أجرب فيها، فمثلا إذا كنت أرى أن المسرح الكلاسيكي مكلف ماديا، فأقرر أن أصمم ديكورات فقيرة أو أقل تكلفة، أو أن المسرح التقليدي به الحوار كثير فأعبر بالحركة بدلا منه، فلا بد أن أفكر كيف أحل معضلة أراها كفنان وهذا هو المسرح التجريب في رأيي، لكن ما يحدث أنه باقتراب المهرجان التجريبي يبدأ التفكير في استحضار عروض بها شكل تجريبي دون أن يتضمن قضية مطروحة، فالمسرح التجريبي هو مسرح بديل للمسرح التقليدي، لكنني لم أر أية بدائل للمسرح التقليدي، ولتقديم البديل لا بد أن يكون بقوة المسرح التقليدي، وبحيث إنها تطغى على التقليدي وتقضي عليه، هذا لم يحدث حتى الآن، لأن الفكرة مزيفة وقد نشأت أصلا مزيفة، بلا موضوع وبلا عمق. والتجريب المفروض أنه يبدأ من المخرج والمؤلف والممثل في قضية يدافع عنها في مواجهة وبديل للمسرح التقليدي.
- هل هذا أصاب المسرح المصري بالتشوه؟ وكيف يمكن أن نميز ملامح للمسرح المصري؟
- طبعا تشوه المسرح المصري وانفض عنه الناس. لكن يوجد عودة الآن نحو تجارب كلاسيكية قوية وبدأ الجمهور في العودة قليلا. والمسرح المصري له تاريخ كبير، وهو يبدأ من أيام الفراعنة، عكس ما يردده البعض من أنه نشأ في اليونان القديمة، وكان لدينا مسرح ديني ومسرح دنيوي من أيام الفراعنة وقد قدمت عرضا من قبل يحمل تلك الفكرة، من خلال طقوس فرعونية عن إيزيس وإخناتون، تأليف د. صالح سعد وعلاء سعودي، وكان عرضا متميزا، فالمسرح المصري له تاريخ كبير جدا والممثل المصري كذلك يحمله بداخله، وهذا تراه عندما مثلا تذهب إلى ساقية الصاوي فتكتشف كمية مواهب كثيرة رائعة.
- هل الأمل في المسرح المستقل؟
- لدينا عيب وهو أننا نتحمس لشيء ثم يخفت بعد ذلك، فكان لدينا العشرة المبشرون بالمسرح المستقل وقد بدأوا بقوة حتى كبروا في السن وتقلصوا بعد ذلك وتكررت أعمالهم، ومن تطور منهم قليلون، وتحولوا إلى ما يشبه مسارح الدولة. وأنا مبهور الآن بما يفعله هشام السنباطي ومحمد فوزي في هذا المجال. السنباطي من خلال مهرجان آفاق الذي يجمع فيه كل المسرحيين المستقلين من جميع أنحاء الجمهورية، كذلك محمد فوزي الذي يجمع الجميع على الإنترنت بشكل مبهر كل عام.


أحمد محمد الشريف

ahmadalsharif40@gmail.com‏