العدد 795 صدر بتاريخ 21نوفمبر2022
وكيل وزارة الثقافة ورئيس المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، فنان ومخرج مسرحي، تخرج في كلية التجارة شعبة إدارة الأعمال عام 1985 و ترأس فريق التمثيل بالكلية، وحصل علي جوائز عديدة بالمسرح الجامعي منها مخرج أول جامعة القاهرة و ممثل أول الجامعة، ثم ممثل أول الجامعات المصرية عام 1985 عن دوره في مسرحية (لكع بن لكع) ، التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية (قسم التمثيل والإخراج) وتخرج عام 1994، قدم العديد من الاعمال في التليفزيون والسينما والمسرح وكانت بداياته بمسرحية «تخاريف» ثم شارك في عدة مسرحيات منها «حوش بديعة» عام 2016، «يوم أن قتلوا الغناء» عام 2017، «سي علي وتابعه فقه». وشغل منصب مدير عام المسرح الحديث، يعمل في صمت ولا يلهث وراء الأضواء وشهد المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية معه العديد من الإنجازات، وهو الآن بصدد افتتاح متحف رموز ورواد الفن المصري، مع الفنان القدير ياسر صادق أجرينا هذا الحوار قبيل افتتاح المتحف وقبيل إنهاء أعماله بالمركز القومي .
نريد نبذة مختصرة عن بداياتك الفنية؟
بدأت في المدرسة الابتدائية واشتركت في فريق التمثيل، ووقتها كانت هناك فرقة تمثيل في المدارس، وأخرج لي في هذه المرحلة الأستاذ عبد المحسن سليم ومساعده في هذه الفترة الأستاذ فهمي الخولي، وبعد الثانوية أردت أن أدخل المعهد العالي للفنون المسرحية ولكن أسرتي رفضت الفكرة، فدخلت كليه تجارة جامعة القاهرة واشتركت بفريق التمثيل ولم أخرج منه، واستمريت في الجامعة حتى وصلت لرئيس فريق التمثيل وممثل أول الجامعة ومخرج أول الجامعة وممثل أول الجامعات المصرية، وبعدها دخلت المعهد العالي للفنون المسرحية لأكتسب الشرعية لأني لا أعرف الوساطة، لذلك دخلت الوسط من الباب الشرعي، ثم عملت كثيرا بالقطاع الخاص وهو ما عطلني في المعهد وظللت بالمعهد قرابة التسع سنوات بسبب الحرمان والتأجيل وكان السبب في ذلك العمل في القطاع الخاص، وكان الهدف من دخول المعهد هو الشرعية أما وجود شهادة فلم يكن مهما وقتها، وحصلت على البكالوريوس وعينت بفرقة الغد التابعة للفنون الشعبية وكان رئيس القطاع عبد الغفار عودة، ثم تم انتقال الغد إلى البيت الفني للمسرح فانتقلنا كفنانين وفرقة للبيت الفن للمسرح.
ما الجديد الذي قدمته في المركز خلال فترة رئاستك له؟
قدمت الكثير منذ توليت رئاسة المركز: كان الطبع والنشر متوقفين تماما لعدة سنوات وكان التوثيق المرئي بكاميرا واحدة وليست على جودة عالية ومستوى التصوير رديء وليس لدينا كفاءات في التصوير فبدأت تدعيم وحدة التسجيلات للنهوض بعملية التوثيق واحضرنا عددا من الكاميرات البروفيشنال، فلدي الان ثمان كاميرات واستطيع تصوير مسرحيتين في نفس الوقت ، كما لدينا وحدة إضاءة تدعيما للفرقة الموسيقية بالميكسر والسماعات والمايكات، ولدي ايضا وحدة صوت للتسجيلات لعمل الأفلام التسجيلية للرواد ورموز الفن في مجالاتنا الثلاثة «المسرح والموسيقى والفنون الشعبية»، ولدينا وحدتين مونتاج على أعلى مستوى منهما وحدة مونتاج بتصحيح الألوان ،وبدأنا التصوير بشكل احترافي تمهيدا لتحقيق حلمي وعمل قناة على اليوتيوب تستطيع أن تدر دخلا للجهات المنتجة « المركز ووزارة الثقافة» ولكن حدثت عقبة ادارية ان الحسابات في اليوتيوب تنزل على الحسابات الشخصية وتوصلنا مع الوزارة لإيجاد شركة كأمان أو فوري لعملية التحويل ويأخذون نسبتهم منها، حتى حدثت أحداث كورونا وبعدها قامت الوزارة بإنشاء قناة تسمى «خليك في البيت.. الثقافة بين ايديك «وكنا من اهم الداعمين لتلك القناة بمنتجنا الذي صور بشكل جيد، وبدأنا نستعيد دورنا في النشر والطبع فكان لدينا شقين في المسرح أحدهما تراثي والذي بدأ من تاريخ 1870 إلى 1952، والآخر توثيق مسرحي من 1952 حتى وقتنا الحالي، وكان التراث المسرحي متوقف عند الجزء الأول والثاني من سنة 1925 فاستكملت الجزء الثالث والرابع واضفت 1926 حتى 1928 تحت الطبع الآن، ايضا التوثيق المسرحي كان متوقفا عند 2007 و2008 ونحن عملنا 2008 وحتى2011 تحت الطبع الان و2011 ل 2016 حتى نصل لتوثيق الموسم المسرحي في نفس الوقت، وفي المجالات الثانية اصدرنا كتبا في الموسيقى وهي «اتجاهات النقد الموسيقي» و»توظيف الموسيقى المصرية الشعبية»، واصدرنا في الفن الشعبي كتاب «نحت الفأس» للدكتور محمد غنيم وبيع بشكل كبير و»السيرة الهلالية» للدكتور محمد ريحان، بالإضافة إلى عمل برامج للتوثيق المسرحي 30 حلقة مسجلة فيديو بأهم عروضه وسيكون متاحا على شكل حلقات للجمهور كل حلقة ربع ساعة، وعملنا حلقات في الفن الشعبي باسم «حلوة بلادي» تقديم الدكتور محمد أمين عبد الصمد مدير إدارة التراث الشعبي استعرض فيه المحافظات المصرية وعاداتها ، ودعمنا الفرقة الموسيقية التي قدمت عروضا رائعة للربيع بالاشتراك مع الفنون الشعبية للأستاذ عادل عبده وقدمت في البالون بتذاكر وقدمنا حفلات مباعة وحفلات للجامعات وحفلات للمناسبات القومية والدينية، وعملنا على استعادة مجلة المسرح التي توقفت حوالي خمس او ست سنوات، عملنا بروتوكول أن يكون المركز القومي مسؤولا عنها وعن إدارتها وأن تستمر بشكل شهري والعدد الحالي رقم 38 وهي انجاز هام لأنها المجلة الورقية الوحيدة عن المسرح في مصر، وعملنا مجلة عن الموسيقى والفنون الشعبية اسمها «ألوان من الفنون» للفن الشعبي والموسيقى اصدرنا منها ثلاثة أعداد وتوقفت حاليا بسبب الميزانية وارتفاع اسعار الورق والمطبوعات مما تسبب في عجز في الموازنة.
ولدينا شاشة عرض توثق تاريخ المسرح وأهم الأعمال والمديرين واعوام الإدارة وبعض الأعمال الهامة تعرض على شاشة عرض في الجناح، ومنفذ لبيع إصدارات المركز لأن المركز لم يكن لديه منافذ بيع على الرغم من الإصدارات المتعددة له.
ولدينا بروتوكول مع أكاديمية الفنون بموافقة مجلس الاكاديمية على نسخ رسائل الماجستير والدكتوراه في المجالات الثلاثة للمركز وأن تودع في مكتبة المركز القومي للمسرح، كما عملنا بروتوكولا مع الكنيسة المصرية لتوثيق المسرح الكنسي ومع اسقفيه الشباب الانبا موسى ويتم توثيق مهرجان الكرازه ليكون ضمن التوثيق المرئي والمسموع والمقروء وهو ما لم يكن موجودا مسبقا، بالإضافة إلى متحف رواد ورموز الفن المصري والذي نحن بصدد افتتاحه.
ماذا عن متحف رموز ورواد الفن المصري ومحتوياته؟
اقمنا أجنحة متحفية نظرا لوجود إدارة المتحف في المركز، وعملنا بروتوكول مع جمعية أبناء الفنانين المشتركين في الجمعية وقدموا عددا كبيرا من مقتنيات النجوم والرموز الفنية العظيمة وبدأ المشروع يكبر بعمل أجنحة في كل مسارح الدولة وكل جناح له عدة وظائف فهو جناح متحفي لعرض مقتنيات وملابس للرواد والرموز الفنية، ومن ضمن الرواد الذين اهدونا مقتنياتهم سيده المسرح العربي سميحة ايوب وسميرة عبد العزيز ومديحه حمدي وآمال رمزي ومشيرة اسماعيل وسمير العصفوري. وتم تنسيق الحديقة المتحفية وإنارة المبنى ووضع صور لرموز الفن لترسيخ الطابع الفني والثقافي والذي يدل على قيمة الرموز الموجودة واقمنا اماكن للمنتديات الثقافية والأنشطة والندوات والحفلات والامسيات
والقاعة الرئيسية للمركز بالاشتراك مع قطاع الفنون التشكيلية حيث يرسلون لنا المتخصصين في وضع التصور المتحفي حتى يكون المتحف علمي ودقيق، وعرضنا الموجود وانتقينا الأصلي منها بمعرفه المتخصصين وتم ترميم الماكيتات المهمة مثل ماكيت الاوبرا القديمة والمسرح القومي وسيد درويش ومقهى نزهه النفوس لمنيرة المهدية وايضا ترميم المرآه الكبيرة في بهو المدخل لأنها اثرية ووضعنا المقتنيات الهامه الموجودة بالمتحف بالإضافة إلى مقتنيات وملابس الفنانين التي جمعناها ، والمجالات الثلاثة في الفن الشعبي والموسيقى والمسرح والاعلانات التراثية والبلشورات التي قدمت على مسارح مصر ومسارح الصالات في عشرينيات القرن الماضي وفي انتظار وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني لافتتاح تلك المرحلة؛ لأن في المراحل القادمة سيتحول المكان كله إلى متحف كبير لأن لدينا مقتنيات كثيرة ولأن المتحف يعد التخصصي النوعي الوحيد في الوطن العربي الذي لا مثيل له، حيث يضم مقتنيات أصلية وعقود ومطويات وملابس وهي أشياء موجوده منذ إنشاء المتحف منذ عهد الدكتورة ليلى جاد ولم يأتي بعدها غير الاستاذ محمود الحديني إلى أن جاءت فترة رئاستي.
تابع : لجأت للمتخصصين في قطاع الفنون التشكيلية حتى لا يوضع في المتحف إلا الأصلي، ولدينا مخطوطات بأيدي مؤلفيها لبديع خيري والنقاش وابراهيم رمزي وابو السعود الابياري، ولدينا ترجمة لعبد الرحمن رشدي ومحمد عنايت يرجع تاريخها لأكثر من 100 سنة، ولدينا اسطوانات لأبو العلا محمد وسيد درويش وسلامة حجازي وزكريا أحمد، وقاعة الموسيقى مقسمة إلى ثلاثة اقسام قسم المؤلفين والشعراء وباريهات لتوفيق الحكيم وعباءة وشال للشاعر صلاح جاهين بالإضافة إلى بعض الملابس الهامه ليوسف وهبي وعلوية جميل وعقيلة راتب ومحمد الكحلاوي وغيرها وصور تراثية لأوائل خريجي المعهد. بالإضافة إلى تماثيل في الحديقة المتحفية منها لسيد درويش وصلاح جاهين وتوفيق الحكيم ونبيل الألفي وفاطمة رشدي ومنها ما هو معمول من الفايبر والجبس ولدينا تمثالان من البرونز وحجر الجير للموسيقار محمد عبد الوهاب ، كما انا لدينا تصورا للعرض المتحفي بشكل جيد وبعد افتتاح الوزيرة للمتحف سيفتح للجمهور ويحدد له قيمة رمزية بسيطة.
من صاحب فكرة المتحف؟
إن المرحلة الأولى بدأت بوضع التصور للمتحف من خلال الدكتور انتصار عبد الفتاح فهو من وضع التصور الأول واللبنة الأولى للمتحف، حيث جمع بعض الصور الموجودة مع المقتنيات وأقام في القاعة الرئيسية شكل عرض متحفي، فالدكتور انتصار عبد الفتاح بدأ فكرة المتحف في مرحلته الأولى 2013 وعندما علمت بها أصبح شغلي الشاغل هو عمل المتحف بشكل تقني علمي مستندا إلى قطاع الفنون التشكيلية لأخذ الصبغة الفنية التخصصية في المتاحف.
ما الصعوبات التي واجهتكم في الإعداد والتجهيز لهذا المتحف؟
واجهنا العديد من الصعوبات في المتحف، فالمتحف تم بمجهودات ذاتية ولم نكلف الدولة و ميزانية المركز أية أعباء مالية، و كل الزملاء الذين اجتهدوا في هذا العمل يقومون بكل الأعمال ، استنفرنا قدرات كل العاملين، و أعتقد أنه شيء مشرف فكل من جاء إلى هنا يسني على المكان والتطوير.
هل أنت راض عن المتحف أم كان بإمكانكم عمل المزيد؟
بالتأكيد كنا نحتاج للدعم، وما حدث كان بمجهودات ذاتيه لإلقاء الضوء على حدث مهم، فهو الوحيد المتخصص النوعي في الوطن العربي كله ، وحتى نكمل المبنى ونستكمل العمل فهذا يحتاج إلى دعم مالي وخاصة أنه من المفترض أن يدخل على أجندة وزارة السياحة لما له من تاريخ وتراث فني، أما الرضا هنا فيكون وقتيا وعلى قدر الامكانيات المتاحة.
هل هناك أنشطة مصاحبة للمتحف؟
بالتأكيد سيتم عمل أسبوع ثقافي عن رائد من الرواد وإقامة ندوات ومعرفة أهم أعماله ، وربط الماضي بالحاضر والمستقبل، واعطاء جرعة أمل وتفاؤل للشباب لما سيرونه من أعمال العظماء ليكون لهم القدرة على تقديم فنون كبيرة تخلدهم مثل هؤلاء، لأن حتى الفنون الركيكة قد تحدث أثرا لحظيا ولكنها لا تترك أثرا تراثيا فلا يصح إلا الصحيح ولن يتبقى إلا الفن الحقيقي.
ما رؤيتكم التي ترونها عندما يفتتح المتحف؟
عندما يفتتح المتحف سيؤتي ثماره وسيحدث رواجا ثقافيا وفنيا كبيرا خاصة بالأنشطة المصاحبة وبمشروع الكافتيريا والمنتدى الثقافي الذي سيتم عمله، وسيكون مصدرا للدخل، بالإضافة إلى أنه سيكون صرحا جديدا من صروح وزارة الثقافة يتم انشاؤها.
هل أنت راض عن انجازاتك وأعمالك خلال فترة رئاستك للمركز القومي للمسرح أم أن الامكانيات والوقت لم يتيحا لك انجاز المزيد من الاعمال؟
لا أعترف بمسألة الوقت والامكانيات وليست في قاموسي حتى عندما كنت مدير عام المسرح الحديث ، وقد تم التجديد لي ثلاثة فترات وكل فترة كنت أقدم المشروع مع تحديد المدة الزمنية لتحقيقه والحمد لله في السنة الأولى لي حققت 120% من المستهدف وهكذا كل خطوة لها مردود، ويكفي ان كتب انجازاتنا لها مردود كبير فكنا نقدم كتابا كل عام تحفة فنية بالإضافة إلى ما به من منجز، فوجوده في مجلس الوزارة في حد ذاته تقدير لما نفعله، وفي احتفاليات وزاره الثقافة القرن العشرين عملنا كتابا كان يتهافت عليه الجميع وأسنت عليه وزيرة الثقافة، كان كتالوجا وكتابا في نفس الوقت، وقدمنا كل ما كان في مقدورنا عمله وحققنا الإنجازات عام بعام. وفي خلال تلك السنوات وثقنا كل العروض المسرحية والايفنتات والاحتفالات ، والان يطلبوننا في المهرجانات للتصوير الاحترافي، وحتى الان اقمنا 16جناحا 11 في القاهرة تم افتتاحها بالفعل وخمسة في المحافظات وثلاثة قادمين، والمحافظات التي تم بالفعل فيها هي المنوفية وطنطا والانفوشي بالإسكندرية والشرقية وفي بورسعيد، والقادم بإذن الله سيكون في الاسماعيلية ودمنهور بالبحيرة واسيوط، وهو ما يعد انفتاحا على ربوع مصر وتوثيقا للفن بالمحافظات وربطها بالعاصمة الأم، وهو شكل مهم لبث الوعي الثقافي والفني والتأكيد على الهوية المصرية.
ماذا عن الدراسات النقدية والحفلات والورش والدورات والأفلام التسجيلية؟
فعلنا دراسات نقدية لمعظم العروض الهامة ، مصورة ومسجلة وتشمل اراء الجمهور وتجدها في مجلة المسرح وكتاب التوثيق المسرحي، واقمنا حفلات تكريم وتوثيق لفوز مسرحية الطوق والأسورة وكتاب تكريمي خاص بصناعة العروض لأنه حصل على العديد من الجوائز أهمها مهرجان المسرح العربي في دورته 11 ، وعملنا فيلما تسجيليا وكتابا توثيقيا وحفل تكريم الفنان فاروق فلوكس ، بالإضافة إلى تكريم أبناء الفنانين الذين قدموا المقتنيات، وشاركنا في احتفاليه تأبين للراحلين فهمي الخولي ومحمود ياسين وفيلما تسجيليا لمحمود ياسين وشويكار وشادية وفيلما عن صلاح عبد الصبور وندوة ومؤتمر في تكريمه ، وأمسية المولد النبوي تحت اسم « اعظمهم محمد ص» ، وبدأنا مشروع ورش تدريب ذوي الهمم في الغناء والباليه والرقص الشعبي وكانت ورشا مجانية. وبدأنا في رقمنة كل الإدارات الفنية في المركز وجاري الاستكمال للتسجيل ع الكمبيوتر، ودعمنا المكتبة العامة لنا بكتب طلبناها من الجهات المختصة في المجالات الثلاثة وكتب الإهداءات من ضمنها اهداءات من أسرة المخرج فهمي الخولي ومكتبته التي تحوي حوالي 645 كتابا من الكتب الهامة والتي انضمت للمكتبة العامة للمركز، بالإضافة إلى عمل دورتين تدريبيتين إحداهما للتوثيق المسرحي قدمها الدكتور عمرو دوارة، ودورة في التأليف المسرحي حاضر فيها المؤلف الكبير محمد ابو العلا السلاموني ، وتأهيل الموظفين في الرقمية وكيفية التوثيق للدكتورة دعاء شديد، وقدمنا دورتين للموظفين والباحثين وعملنا رحلات بحثية لجمع الفولكلور القولي في محافظة الفيوم وعدة محافظات، وعملنا برنامج « اعرف أهلك» عن افريقيا وخاصة دول حوض النيل، بالإضافة لاشتراكنا في المعارض بجناحين أحدهما للعرض والآخر للبيع.
هل من خطة ونصيحة لرئيس المركز القادم وما هدفكم ؟
وضعنا الخطة المستقبلية لوضع رؤية لرئيس المركز القادم إذا أراد ان يستكمله ، ونحن نعمل بنظام مؤسسي وليس عمل افراد، لاستكمال البناء فكل فرد يأتي يستكمل ما بناه الاخر، أنا فتحت الباب لثماني محافظات وعليه ان يستكمل 19 محافظة ويستطيع ان يضم المشروع الاستثماري ويستجلب القطاع الخاص للاستفادة من المعدات ولم ابخل بجهد في فترة عملي مراعيا ضميري وربي ولم ابخل على القادم برأيي إذا أراد أن يستعين به، وهدفي ان استكمل الصالح ولا اتحدث في الطالح ولا افتح ملفات ولا ابحث عن اخطاء الاخرين، فقط هدفي المكان وضحيت بوقت وجهد كبير مما أثر علي فنيا ولكني سعيد بما قدمته.
كمخرج هل تؤمن بالاتجاهات النقدية الحديثة التي تؤكد أن المخرج هو مؤلف العرض المسرحي؟
ليس اتجاه نقدي حديث انما هو أساس العملية الاخراجية، المخرج هو المسؤول عن حالة العرض وأنا كمتلقي أو قارئ للعرض اتصوره كما أشاء، المخرج هو المفسر للعرض المسرحي وتفسيره قد يتوافق مع تفسير المؤلف و قد يتواءم المخرج مع خط فرعي آخر يزكيه ليس كتابة، وانما يعليه إخراجيا ويحقق فكرته، وهذا لا يعني أنه تدخل في النص ولكنه يضع القالب الذي يظهر بصمة المخرج فيه حسب رؤيته التي قد تتناغم مع النص أو قد تحمل في طياتها المعاني التي قد لا يظهرها المؤلف وإنما يظهرها المخرج مثال ذلك رواية «الدنس» للكاتب حسن احمد حسن ، وكنت وقتها في الجامعة وقال فيها حمدي الجابري: قدمها ياسر صادق في جامعة القاهرة أعلى مما قدمت في المسرح القومي، فالفرق هنا التفسير والرؤية الاخراجية، كذلك في «لحظة حب» وهي قصيدة حملت برؤية درامية وصراع وفكر تحول إلى عرض مسرحي . إذا فالمخرج مؤلف العرض وليس مؤلف النص.
هل هناك أزمة مسرح؟ و ماذا عن النجم الأوحد في مسارحنا؟
المسرح ليس به أزمة ولدينا مبدعون وشباب واع، ولكن لدينا غياب استراتيجي للمسرح وغياب للرؤية والتوجه المسرحي، بالإضافة إلى ان المنتج المسرحي مكلف وضعف الميزانيات والدخول يؤثر على سعر التذكرة ، ولكن هناك عروض حققت دخلا عاليا وحققت كثافة مشاهدة عالية جدا وتحمل أفكارا في غاية الأهمية، اذكر اني كنت أحد أبطال عرض قدم 2017 وقدم لمدة اربع سنوات حوالي 150 ليلة عرض، كامل العدد، وحقق أكثر من مليون جنيه في مسرح الطليعة على الرغم من أن المسرح صغيرا ويستقبل اعدادا قليلة من الأفراد، وكان عرضا باللغة العربية وهو «يوم أن قتلوا الغناء» ولم يكن به خروج عن الآداب ولا كوميديا farce، فهناك مسرحيات كثيرة حققت نجاحات ولكننا لا نبني على تلك النجاحات، و فكرة أن المسرح مسرح نجم فكرة بطلت نهائيا، ولعل سبب ضعف المسرح بقطاعيه العام والخاص هو سيطرة النجم، وسيطرة النجم على العرض المسرحي تعني فشل المسرح بإدارته وفشل المسرحية، والوحيد الذي يستطيع أن يحافظ على هيبة وكيان مسرح الدولة واستمراريته هو المخرج، لذلك يجب تعظيم دور المخرج واختياره بعناية واعطاءه كافة الصلاحيات وليس للنجم، لأن المخرج رب العمل ويجب أن ترجع الربوبية ليد صاحبها الأصلي وهنا يحافظ على المسرح، ويختار المخرج الكاست الذي يريحه ووجهة النظر التي يريدها. فكرة النجم الأوحد بطلت أصبح العمل الجماعي هو الموجود يرأسه و يقوده المخرج
هل المشهد النقدي قادر على متابعة ومواكبة الحركة المسرحية؟
لا، ضعف الحركة المسرحية أساسها ضعف النقد الفني فلدينا آراء انطباعية كثيرة ويأخذونها من الجمهور، بينما النقد الفني المتخصص غير موجود، وكلما ضعفت الحركة النقدية ضعفت الحركة المسرحية كلها ، فالحركة النقدية هي الزيت الذي يقوم عليه ترس الحركة المسرحية، وفي غياب الحركة النقدية لا تسأل عن صعود وهبوط المسرح.
أيهما تفضل التمثيل أم الإخراج أم المنصب الإداري؟
الممثل، المخرج او المنصب الإداري هم تبعات للممثل، وأنا مثلت وكان التمثيل يستمر ويقف ويوصلني لقاب قوسين ثم الرجوع ثانية، لأنه عرض وطلب، وأنا لا اجيد طرق الأبواب أو السعي وراءها.
ما رأيك في الحركة المسرحية بشكل عام ؟
هناك عروض مسرحية تتسم بالجودة وأخرى أقل جودة مقارنه بالحالة الاقتصادية والمادية المسرح فيه مواهب مهمه ، والمسرح الجامعي يقدم عروضا عظيمة والهواة ايضا، ورأيت عرض «استدعاء ولي امر» وقدم المركز دراسة نقدية له فالمخرج فاهم للنص ولديه رؤية اخراجيه عالية و ممثلين في غاية الروعة . ضعف الامكانيات والميزانيات والتسويق والاعلان كل ذلك يؤثر على الحركة المسرحية، والمسرح أبو الفنون واساس كل الفنون وفيه ينطلق الفن من الرؤية التشكيلية للموسيقى للشعر للغناء للرقص والتمثيل والأدب والنص او الفنون كلها.
ما رأيك في المهرجانات المسرحية الموجودة على الساحة؟
المهرجانات مفيدة للحركة المسرحية وانفتاحها على العالم سواء دولية كالمسرح التجريبي، او على المستوى العربي كمهرجان المسرح العربي الذي تقيمه الامارات والمهرجان القومي للمسرح الذي يقدم الناتج المسرحي في حصاد عام ويفرز عروضا جيدة ،المهم في اختيار اللجان واختيار العروض الأكثر جودة، ويجب أن يحاط بشيء من الدراسة حتى عندما تظهر النتائج أن تكون قد اصابت الحقيقة والصواب، وألا يحدث مواءمات على حساب الموهوبين، والتنسيق بين المهرجانات مهم حتى لا تتعارض مع بعضها، وتظهر أهمية المهرجانات في ظهورها خارج النطاق المركزي، ولو وزعت على محافظات مصر المختلفة سيكون مردودها أفضل وتحقيقها أفضل، وهو ما دفع المركز القومي للمسرح أن يتقدم بمشروع المسرح العربي الشعبي لفتح المجال للفضاءات المسرحية وان لا يكون داخل المسرح فقط وإنما في القهوة والشارع والجرن، ويصمم بالصبغة الشعبية لكل دولة والتعرف على فولكلور الوطن العربي بأكمله والهوية الشعبية العربية، وهنا تظهر الهوية العربية والتناغم الوطني العربي.
يقولون المناصب تقتل الفنان! ما رأيكم؟ وهل لديكم خطط أو مشاريع قادمة؟
المناصب لا تقتل لأن الفنان موهبة ربانية إلا إذا كان الفنان لم يكن موهوبا فيتخفى وراء المناصب، و المناصب فقط شغلتني واثرت على حجم الأعمال ولكن كان لدي الهدف الأسمى وهو إرساء قاعدة لتراث الفن المصري وإذا لم يكن في حياتي غير ذلك فهو يكفيني ، واعلن انتمائي للأسرة الفنية وارتباطي واحترامي لهم فاقدم مشروعا للناس بشكل فني ومحترم، والفنان هو فنان في كل شيء حتى في الإدارة، قبل ان ادخل المعهد كنت خريج تجارة شعبة إدارة أعمال، فالإدارة علم وفن، فن التعامل مع المنتج وفن التعامل مع البشر، والحمد لله وفقنا في عمل هذا المنجز في وقت قياسي كان من الصعب تحقيقه، ولم استحدث بشرا فتم العمل بالموجودين، انا الان اضع نواة لإنشاء أكبر مكتبة رقمية بحثية فنية في المجالات الثلاثة، ونحن لا نمضي على مشاريع باسمنا فالأساس هو المركز القومي للمسرح والأكبر هو الدولة، فجميعنا نعمل في خدمة مصر، فقط نفتح هذا الصرح قبل خروجي على المعاش حتى أرى ثمرة جهدي ولا أحرم منها وبعدها سأرجع إلى عملي كممثل وكمخرج.