المخرج تامر كرم الحاصل على جائزة القومي : هدفى أن أقدم الأفضل وليس الحصول على جائزة

المخرج تامر كرم الحاصل على جائزة القومي  : هدفى  أن أقدم الأفضل وليس الحصول على جائزة

العدد 523 صدر بتاريخ 4سبتمبر2017

حصل عرض “يوم أن قتلوا الغناء” لفرقة مسرح “الطليعة” على  جائزة أفضل عرض مسرحى فى دورة المهرجان القومى العاشرة، وحصد أيضًا جائزة أفضل إخراج وجوائز أفضل ديكور وإضاءة وتأليف موسيقى وأفضل تصميم أزياء. العرض من إنتاج “البيت الفنى للمسرح” وتأليف محمود جمال وإخراج تامر كرم وبطولة طارق صبري وعلاء قوقة وياسر صادق وحمادة شوشة وهند عبد الحليم، مع أداء صوتى للفنان نبيل الحلفاوى.مسرحنا التقت بالمخرج تامر كرم فى حوار حول جائزته وحول دورة المهرجان القومى هذا العام.•حصدت العديد من الجوائز فى العديد من المهرجانات.. من وجهة نظرك ما المميز فى جوائز المهرجان القومى مقارنة بأى مهرجان آخر؟
جائزة المهرجان القومى أهم جائزة لمصر، فعندما يكون الفنان فائزًا فى بلده فهو شيء فى غاية الأهمية وهو ما يبرز أنك قدمت الأفضل على مدار العام ويبزر الاجتهاد والجهد المبذول، ففيما يخصني أضع دائما هدفًا نصب عينى، وليس هدفى أن أحصل على جائزة ولكن يكون هدفى أن أقدم أفضل شيء يمكنني أن أقدمه.
•حقق عرض “يوم أن قتلوا الغناء” نجاحا كبيرا فى المهرجان بالإضافة إلى النجاح الجماهيرى.. حدثنا عن بداية التجربة وهل كنت تتوقع هذا النجاح؟
عندما تقلد الفنان والأستاذ شادى سرور مديرا لمسرح الطليعة قام بدعوتى إلى عمل تجربة فى مسرح الطليعة وعادة أى مدير مسرح جديد يريد أن يحدث نقلة مختلفة للمسرح، فيقوم بانتقاء كل من يراهم -من وجهة نظره-متميزين ولديهم تجارب جيدة، وبدأت بالفعل البحث عن نصوص وبدأت بالاجتماع بالمؤلف محمود جمال صديقًا وليس مؤلفًا، وتبادلنا الآراء فيما سأقدمة وكان هناك أكثر من نص لدى محمود جمال فقرأتهم، إضافة إلى قراءتى لعدد من النصوص العالمية وبالفعل كان الاختيار لنص “يوم أن قتلوا الغناء”، وقمنا بعرض النص على الفنان شادى سرور مدير مسرح الطليعة بالإضافة إلى نص عالمى آخر وعندما قرأ الفنان شادى سرور نص “يوم أن قتلوا الغناء” رحب بشكل كبير وبدأت بالعمل على النص بشكل فعلى وقمت بترشيح الأبطال واحدا تلو الآخر فقد كان هناك تأنّ كبير فى اختيار الشخصيات حتى كان الاستقرار على فريق العمل النهائى
• ما أسباب انجذابك للنص وما الفكرة التى كنت تود أن تطرحها؟
ما جذبنى فى النص هو المعاصرة التى يحويها، فهو يتحدث عن فكرة آنية، فكرة الاستقطاب الدينى وفكرة من يخترعون آلهة من دون الله.. وهو ما نعانيه في المجتمع فى الفترة الحالية، فنحن نحارب الفكر الإرهابى المتطرف من خلال الفكر المستنير، وتحدث العرض عن الغناء والرقص والموسيقى وجميعها تعنى الحياة الإنسانية وهناك رموز أخرى، فعندما نتحدث عن السفينة فى الصحراء فهى تعنى المدن الجديدة والبحث عن آفاق مختلفة، فالمسرح قائم على الفكر المستنير، وقد اتفقت مع المؤلف فى الرؤية العامة للنص
• تضمنت توصيات لجنة التحكيم عدم وجود نصوص تناقش المشكلات الآنية فما رأيك؟ ومارأيك فى حجب جائزة التأليف؟
اختلف بشكل قاطع، فهناك عروض ناقشت مشكلات الواقع الحالى، فعرض “مثل واحدة حلوة” ناقش فكرة اضطهاد المرأة، وهى فكرة مجتمعية لا تنتهى، وعرض “يوم أن قتلوا الغناء” ناقش فكرة الاستقطاب الدينى التى يعانيها الوطن العربى وليس مصر فقط، وعرض “سينما 30”، ناقش فكرة الطبقية التى لا تزال موجودة فى المجتمع وكأننا فى عصر البرجوازية، وهي نصوص مؤلفة خصيصا وعرضت فى المهرجان.
 وأود أن أقول إن أكثر ما تعرض للظلم مسرحية “يوم أن قتلوا الغناء” ويأتى من بعدها عرض “سينما 30” فيوم أن قتلوا الغناء حجبت عنها جائزة النص وهى جائزته الحقيقة، إضافة إلى ثلاث جوائز تمثيل بلا منازع، فقد رشح الفنان ياسر صادق ولكنه لم يحصل عليها، والفنانة هند عبد الحليم والتى تميزت بشكل كبير فى العرض وبأدائها، لم يتم ترشيحها والفنان طارق صبرى والدكتور علاء قوقة، فكل من شاهد العرض أشاد بالتمثيل فكيف يتم تجنيبهم جوائز التمثيل ولكنها وجهة نظر لجنة التحكيم، ولكن ما أحزننا كان حجب جائزة التأليف، فحجب جائزة التأليف يعنى قتل أو إعدام وطعن المؤلف المصرى، فنحن نتحدث فى فكرة التسابق وما دام هناك تسابق فيجب منح الأفضل وليس الحجب، فالحجب يعنى الإظلام أو القتل أو الإعدام ونحن نملك مؤلفين على وعى ومقدرة كبيرة ويستطيعون تغيير وعمل حراك كبير للحركة المسرحية المصرية إذا أتيحت لهم الفرصة .
• بشكل عام ما رأيك فى التوصيات التى ألقتها لجنة التحكيم هذا العام؟
 لا أتفق مع أغلبها، فعلى سبيل المثال فكرة غوغائية أو عشوائية الجمهور، هذا هو حال المجتمع والواقع الذى نحياه ويجب أن نتعامل معه، فهل نأتى بمجتمع جديد؟ لا نستطيع أن نوجه سهم النقد للجمهور ولكنى أتفق مع فكرة معاناة التصفيق المبالغ فيه من قبل الجمهور ولكن كيف نحكمها ونضعها فى التوصيات؟ فنحن فى عرض “يوم أن قتلوا الغناء” قمنا بتنبيه الجمهور بأن يكونوا حريصين، وكان من الممكن أن تقوم لجنة التحكيم بتنبيه المخرجين، ولكن من الصعب أن توضع مثل هذه التوصية فى التوصيات، كيف سنلتزم بهذه التوصية العام المقبل؟ فالتوصيات تعنى أن إدارة المهرجان ستقوم بتنفيذها.
أما فكرة قراءة الفاتحة ووصف ذلك بأننا فى دولة إخوانية فجميعنا يقرأ الفاتحة، فهى فاتحة الكتاب، وما علاقة الإخوانية أو الداعشية بقراءة الفاتحة؟ ولكننا فى النهاية متفقون على عدالة لجنة التحكيم بنسبة كبيرة فقد أعطت من يستحق من وجهة نظرها، فكل الشكر لهم ولمجهوداتهم، وكنت أرجو ألا تحجب جائزة التأليف، وكان من الممكن أن تكون التوصيات أعمق من ذلك، ولكن هناك أيضا توصيات هامة مثل فكرة الرجوع لجوائز الممثل الثانى والعمل الجماعى وجائزة التعبير الحركى وجميعها توصيات نحيى لجنة التحكيم لأنهم ذكروها .
• ما رأيك فى فكرة قسم العروض المختارة وجائزة الجمهور؟
لا أوافق على فكرة جائزة الجمهور، و هو ما تسبب فى ضعف شديد للغاية فى المسابقة، فالمسابقة والتسابق لا يعترفان بالجمهور (الجمهور يفتح صالة وشباك) وكان من الممكن عمل مسابقة واحدة تضم جائزة النقاد وجائزة التحكيم، ومن وجهة نظرى كان من الممكن تقديم عرضين خلال اليوم، أى تحوى المسابقة 26 عرضا بالإضافة إلى عدد من العروض على الهامش، وهو ما كان سيخفف الجهد على لجنة التحكيم بدلا من أن تشاهد ثلاثة عروض، وهو يمثل جهدًا كبيرًا عليها، وأما عن فكرة العروض المختارة فهذا كلام عبثى لا يؤدى إلى التقدم، وسأعرض وجهة نظرى مع المسئولين ورئيس المهرجان حول هذه النقاط حينما تتاح فرصة للجلوس والتحاور معهم بشكل مباشر.
• ما رأيك فى تخصيص جائزة للنقاد؟
أنا مع فكرة تخصيص جائزة للنقاد وذلك لضرورة تنمية حركة النقد بجانب الإخراج والتأليف، وحتى ننمى حركة النقد يجب أن يعرف الجميع أهمية النقد والنقاد، والبحث عن نقاد شباب وأن نقوم بتقديمهم للمسرحيين حتى يعرفوهم، فأنا مع هذه الجائزة، فالناقد جزء أساسى من العملية الفنية، وليس دخيلا عليها، ولكن علينا انتقاء النقاد وأن يكونوا نقادًا موضوعيين.
• هل يحتاج المهرجان القومى إلى ضوابط وآليات جديدة؟
الرجوع لللائحة القديمة التى وضعها الدكتور أشرف زكى فيه النجاة، فقد كان المهرجان القومى بمنزلة العرس، والدكتور أشرف زكى لا خلاف عليه فهو أهم شخصية فى مصر تستطيع إدارة مهرجانات أو نقابة أو تدير معهد الفنون المسرحية، فهو خارج المقارنات والتوقعات وهو الأهم على الإطلاق، ولكن هذا لا يمنع اجتهاد الدكتور حسن عطية ولكن عليه أن يسمع للمسرحيين. إن هذه اللائحة ليست فى الصالح وأحيى اجتهاد المخرج ناصر عبد المنعم والذى استطاع الحفاظ على رونق المهرجان خلال سنوات إدارته.
•كيف نستطيع تطوير المهرجان القومى؟
الأمر يحتاج إلى دراسة، ويجب الرجوع إلى اللائحة القديمة التى وضعها الدكتور أشرف زكى وفكرة تمثيل العروض المشاركة، إضافة إلى ضرورة سفر الفائزين فى المهرجان إلى بعثة للخارج وهى توصية هامة ألقاها الفنان أشرف عبد الغفور فى دورة المهرجان القومى عام 2016 وهناك ضرورة لرفع قيمة الجوائز كل عام وهو ما سيجعل هناك تنافسا كبيرا وجميعها أمور يجب الإعلان عنها مبكرا وهو ما سيجعل الحركة المسرحية تقدم الأفضل، وهو ما سيقوم بتقوية المنافسة بشكل أكبر
•أنت من أبناء المسرح الجامعى كيف ترى مشاركة الجامعات فى المهرجان القومى؟
مهمة وضرورية، فالجامعة تقدم مسرحًا متطورًا وهم بمنزلة النواة للحركة المسرحية والجامعة أخرجت العديد من الأجيال والفنانين فى التأليف والإخراج والتمثيل والموسيقى ومنهم الفنان شادى سرور والفنان محمد الصغير والمخرج محمد علام والفنانة فاطمة محمد على، ومشاركة الجامعات فى المهرجان هو أمر هام وضرورى
• هل حصل شباب المخرجين على فرص حقيقية من خلال مسرح الدولة؟
مع وجود قيادات منهم الفنان خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافى والأستاذ إسماعيل مختار رئيس البيت الفنى للمسرح بالإضافة إلى عدد من المديرين المؤمنين بإبداعات الشباب وبإلقاء نظرة سريعة نجد مجموعة من المخرجين الشباب الذين تميزوا ومنهم المخرج أكرم مصطفى والمخرج مناضل عنتر وإسلام إمام ومحمد علام والمخرج عادل حسان وآخرون -وجميعهم شباب- قدموا أعمالا مسرحية، بالإضافة إلى عرض النجم يحيى الفخرانى، وأرى أن حركة مسرح الدولة فى تطور كبير، وفكرة وجود الشباب ضخت دماء جديدة، فمنذ عام عام 2015 نشهد فترة ازدهار كبيرة، وعلينا أن نحافظ على هذا الازدهار باستقطاب النجوم، حتى يكون هذا الحراك مصحوبا بوجود جماهيرى أكبر، وأيضا هناك ضرورة بالغة لتوثيق العروض، فهو أمر هام حتى تطلع الأجيال القادمة على ما قدمناه من عروض فى هذه الأيام
•ما رأيك فى مسابقة إبداع التى تضم جميع الجامعات من مختلف المحافظات؟
أرى أن هناك مشكلة فى وضع ضوابط مسابقة إبداع على الرغم من وجود أسماء كبيرة فى عالم المسرح تقوم بالتحكيم فى هذه المسابقة وأرى أنها من الممكن أن تكون افضل إذا تمت الاستعانة بمتخصصين فى المهرجانات يقومون بوضع ضوابط جديدة، فمسابقة إبداع بها جائزة واحدة للتمثيل وهى لا تحوى جوائز للإخراج سوى جائزة أفضل عرض، وهناك ضرورة بالغة لأن تضم جوائز فى مختلف مفردات العرض المسرحى
•ما رأيك فى عروض الثقافة الجماهيرية التى قدمت هذا العام من خلال المهرجان القومى؟
ليسوا فى أفضل حالاتهم، فالثقافة الجماهيرية فى السابق كانت تقدم عروضا تنافس عروض البيت الفنى للمسرح، فهى عنصر فى غاية الأهمية للحركة المسرحية المصرية ويجب الاهتمام بمسرح الثقافة الجماهيرية لأنه من أهم وأخطر المواقع، فهو يعوض فكرة الجامعة للذين لا يستطيعون المشاركة فى عروض الجامعات، وهذا العام لم تكن العروض على نفس المستوى السابق من السنوات الماضية، وذلك لعدة أسباب منها احتمالية تغير القيادات أو عدم وجود ميزانيات جيدة وأسباب اخرى، ونتذكر فيما مضى أن هناك مخرجين من الثقافة الجماهيرية نافسوا وبقوة فى المهرجان وحصدوا العديد من الجوائز مثل الدكتور جمال ياقوت، لذا يجب أن تهتم الهيئة العامة لقصور الثقافة بمسرح الثقافة الجماهيرية.
•ما رأيك فى الحركة المسرحية خلال السنوات الماضية؟
كان هناك ركود تام قبل الثورة ولكننا نعلم أن أى فعل ثورى يحرك المجتمعات، فالفعل الثورى قام بتحريك المشهد المسرحى وأصبحت الجماهير تعرف المسرح وتشاهده ولا نستطيع أن ننكر تجربة مسرح مصر اتفقنا أو اختلفنا مع التجربة، ولكنها حققت جماهيرية كبيرة، وجعلت الجماهير تعود وتشاهد المسرح، هذا بجانب مسرح الدولة الذى ازدهر بشكل كبير.
•هل هناك مشكلة فى التسويق والدعاية لعروض مسرح الدولة؟
 الأستاذ إسماعيل مختار رئيس البيت الفنى للمسرح يحاول ويعمل بشكل كبير لتطوير فكرة الدعاية والتسويق، وأرى أن الفترة المقبلة ستشهد تطورا كبيرا فى هذا الملف
ما مشاريعك المقبلة؟
فى الفترة الحالية أنا فى حالة تركيز شديدة مع عرض “يوم أن قتلوا الغناء” وأرجو أن يصل العرض لكل ربوع مصر وكل الجماهير وسأظل أقاتل حتى يقدم العرض لأواخر عام 2018، وهناك مشروع لعمل كوميدى مع أحد نجوم الصف الاول ولكن الأمر الآن تحت الدراسة ولا أستطيع الحديث عن تفاصيله..


رنا رأفت