«النص المرئى فى فضاء العرض المسرحى».. قراءة جديدة

«النص المرئى فى فضاء العرض المسرحى»..  قراءة جديدة

العدد 954 صدر بتاريخ 8ديسمبر2025

أصدرت الهيئة العربية للمسرح، كتابًا جديدًا بعنوان «النص المرئى فى فضاء العرض المسرحى  (Performance)» للمؤلف والكاتب المسرحى العراقى دكتور فاضل سودانى، ويبحث الكتاب فى ثلاث مشكلات إبداعية تقلق الفنان المسرحى وتخضع لمفهوم بصريات النص والعرض.
 
 ثلاث مشكلات إبداعية تقلق الفنان المسرحى
ويبحث الكتاب «النص المرئى فى فضاء العرض المسرحي» يبحث فى ثلاث مشكلات إبداعية تقلق الفنان المسرحى وتخضع لمفهوم بصريات النص والعرض.
الفصل الأول.. بصريات النص فى البعد الرابع للعرض المسرحي
ويقول مؤلف الكتاب دكتور فضل سودانى موضحًا ما يقدمه فى كتابه الجديد: «فى الفصل الأول من كتاب «النص المرئى فى فضاء العرض المسرحى» يتناول بصريات النص فى البعد الرابع للعرض المسرحى، ويمثل أهمية كبيرة من خلال كون الفضاء ليس فراغًا وإنما هو فضاء إبداعيًا مملوءًا بالرموز ويخضع إلى زمنية خاصة هى «تلامس الأزمنة» الماضى الحاضر والمستقبل، لكن البصريات التى ندعو لها هنا تستدعى زمنًا هو الزمن الإبداعى والذى يخضع» للبعد الرابعالمفهوم الأرسطوطاليسي فى فضاء العرض المسرحي»، وهذا يفرض التأكيد على «بصريات النص المرئي» وفى الوقت ذاته التأكيد على ما نسميه «بالنص اللامرئي» وهو النص التقليدى المبنى على أى هو «النص الأدبى المغلق» وهذا بالتأكيد يؤدى إلى اغتراب العرض المسرحى، وبصريات النص المرئى تفرض تناولًا للغة النص كرمز إيماءة وحركة معبرة و صورة متجسدة فى فضاء البعد الرابع الذى يخضع إلى سينوغرافيا فضائية لا تنحصر فى رسم المكان المجسد «الديكور» وإنما تمتد إلى ميتافيزيقيا الفضاء المسرحى الذى يسعى أن يكون برزخًا مرئيًا مما يؤدى إلى استنطاق الصمت.

الفصل الثانى.. مؤلفات وعروض وأطروحات المسرح الطليعي

ويوضح دكتور فضل سوداني:  والفصل الثاني من الكتاب يعالج مشكلة «النص المرئى فى معمارية الطقس المسرحي» من خلال مؤلفات وعروض وأطروحات المسرح الطليعى الذى هو ضد اللامعقول عندما تكون لغة النص المرئى عند صموئيل بيكيت فى زمن الصفر لأنها تخضع  إلى أسئلة اللغة وتكثيف الحدث إلى أقصى منتهاه، ومن جانب آخر فإن واقعية أوجين يونسكو تتحكم بها ثرثرة «الأشياء» التى تنافس وجود الجسد «الممثل» فى الفضاء والنص المرئى.
الفصل الثالث.. بَصَريّات المخرج المؤلف والمخرج ـ الدراماتورج
وتابع «سودانى»: وأما الفصل الثالث فكانت «بَصَريّات المخرج المؤلف والمخرج ـ الدراماتورج» هى المحور الأساسى الذى تتحدد بالنص المسرحى ومعمارية اللغة المرئية وعلاقتها بنص المؤلف ونص المخرج المؤلف وفى آن آخر النص المرئى و ذاكرة الأشياء من أجل تحقيق مركزية العرض المرئى ـ المسرحى، إذن لابد للواقع الأسطورى وميثولوجيا الرؤية البَصَريّة أن يخضعا  لمنهجية النص والعرض البَصَريّان التى يستطيع الممثل من خلالها تحقيق ذاته الإبداعية والتى بدورها تحقق حلم الإنسان الأبدى من أجل تحقيق القيمة العليا للجمال.

منهجية الهيئة العربية للمسرح.. تطوير المسرح العربي
واختتم فضل سوداني حديثه قائلًا: «تهدف منهجية الهيئة العربية للمسرح، ومنذ تأسيسها  لتطوير المسرح العربى من خلال معالجة جميع مشكلات المسرح سواء كانت تنظيرية، فكرية، تقنية أو فنية وكذلك مساعدة تلك الدول التى لا تمتلك تاريخًا مسرحيًا فى بناء حركة مسرحية جادة ــ وكل هذا ضمن أسس صائبة وبوعى مقتدر لمعالجة مشكلات المسرح العربى عامة و إغناء ثقافة الإنسان العربى من خلال بناء ثقافة عامة، والجانب الآخر المهم هو أن الكثير من الكتاب المسرحيين العرب يخضعون للتهميش الثقافى وإهمال إبداعاتهم المتميزة فى بلدانهم، ولكننا نجد هنا أن الهيئة تقف مساندًا حقيقيًا لهم فى نشر نتاجاتهم والاهتمام بهم كمؤلفين، مخرجين وممثلين، ولهذا أقدم شكرى وتقديرى للجهود التى تبذلها الهيئة العربية للمسرح من أجل بناء ثقافة مسرحية عربية متطورة و متماشية مع روح المعاصرة». 
وجاء على غلاف الكتاب: «يسعى الباحث المسرحى العراقى الدكتور فاضل السودانى إلى تحقيق كتابة نصية لما يسميه «النص البصري» الذى يفترض أن له بعده الرابع للزمن والفضاء مما يؤثر على الرؤية الإخراجية بل والعرض الطقس فى المسمى بالمسرح البصرى.. ملاحقنا المسرح الرؤى المحقق للبعد الرابع الفضاء العرض المسرحى البصرى.
من هنا التعويد على رؤية بصرية للمخرج الدرامى حتى يمكنه أن يشكل لغة تجسيدية دلالية وتأويلية توفر التأثير والاتصال بين الأدائية التمثيلية والتلقى للمشارك الفاعل للمتفرج الساكن الثابت، ولهذه الغاية فإن الباحث العراقى الدكتور السودانى يسعى هنا فى كتابه النص المرئى فى فضاء العرض المسرحى. (Performance)» إلى تأسيس رؤية لكتابة النص البصرى تواصلا مع جهود مسرحية سابقة الأمثال آرتو وبيكيت ويونسكو وهاينر موللر وصولًا إلى تجارب بصرية معاصرة بل حاضرة وماثلة فى المسرح الأوروبى وتظهر بعض ملامحها فى تجارب المسرح المغاير فى الخارطة العربية.


همت مصطفى