نقاد المسرح يودعون لينين الرملي فيلسوف الضحك الراقي

نقاد المسرح يودعون لينين الرملي  فيلسوف الضحك الراقي

العدد 651 صدر بتاريخ 17فبراير2020

توفى منذ ايام قليلة الكاتب الكبير لينين الرملي بعد صراع طويل مع المرض .ليرحل تاركا خلفه اعمالا مسرحية وسينمائية ودرامية خالدة .ولد لينين الرملي 18 اغسطس عام 1945 بالقاهرة .وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية .له عدة اعمال في مجال الدراما اشهرها “حكاية ميزو” كما له عدة اعمال سينمائية هامة اشهرها “الارهابي “و”بخيت وعديلة “ . كون ثنائيا هاما مع الفنان محمد صبحي والذى قال عنه في نعيه له انه “ضلع مهم في مسرحي وزميل دراسة وصديق عمرى وحزني كبير جدا على فراقه” فقدم معه العديد من الاعمال المسرحية الهامة منها “انتهى الدرس يا غبي” و “ الهمجي” ..ويعد لينين الرملي واحدا من اشهر كتاب الكوميديا في تاريخ المسرح المصري تجاوز عدد اعماله حتي الان 60 عملا تعاون خلالهم مع اشهر نجوم الكوميديا وابرزهم بداية من الفنان فؤاد المهندس مرورا بالفنان سمير غانم وعادل امام ثم الفنان محمد صبحي .
حول فنه ومسرحه وبعد ايام قليله من رحيله تحدثنا مع عدد من النقاد لنتعرف على آرائهم في كتاباته واهم ما يميزها وكان لنا هذا التحقيق :
بداية تقول الناقدة الدكتور سامية حبيب انه كاتب مهم في تاريخ المسرح المصري .فكل الاعمال التي قدمها تحمل افكارا نقدية في شكل ساخر وفارص .وهي اقرب الاشكال للجمهور المصري .وتحدثت عن اعماله مع الفنان محمد صبحي واصفة اياها بأنها تحمل نقدا اجتماعيا مغلفا بالكوميديا ومن اشهر تلك الاعمال “تخاريف “ ولا ننسي مسرحية “سك علي بناتك “ واخر اعماله التي قدمها “اضحك لما  تموت” تجربة مهمة لأنها تقدم نقدا للمجتمع اثناء الثورة والاحباطات والظروف الاجتماعية والاقتصادية التي ادت الي اندلاعها .
وعن رأيها في كتاباته المسرحية قالت : بصفة عامة كتاباته نقدية موجه للمجتمع وهذا هو الفنان الحقيقي مثل كل كتاب الكوميديا وكتاب المسرح العالمي امثال موليير وشكسبير .فالينين الرملي يقف في مصاف الكتاب العالميين الكبار الذين يمتلكون وجهه نظر نقدية .وموضوعاته بقدر ماهي خاصة بالمجتمع المصري ومشكلاته الا انها ترقي الي مصاف الادب العالمي .فمثلا مسرحية “وجهة نظر” تلقي الضوء علي فساد المسئولين من خلال استغلال مدير دار المكفوفين للمكفوفين لتحقيق مصالح شخصية ..والفنا محمد صبحي كنا نراه في اجمل خالاته وكذلك الفنان سمير غانم وغيرهم .فهو فنان يختار موضوعاته بعناية ويكتب بآلية المحترف ويعطيها للمخرج المتمكن من ادواته . حقا لقد فقدنا فنان عزيز .
بينما بدأ الناقد الاستاذ عبد الغني داوود حديثه بعبارات الرثاء قائلا :البقاء لله .لقد فقدنا نوع من كتاب الكوميديا الجيدة القليلة في مصر .فكتاب الكوميديا المصريين قلة جدا كان “علي سالم “ له مستوي عالي من الكوميديا وكان منافس له بهيج اسماعيل .وجاء لينين الرملي ليكمل الثالوث  ككاتب كوميدي .وكتاب الكوميديا الجيدة قلة في مصر .صحيح انه كان يعتمد في كتاباته علي بعض الاقتباسات مثل مسرحية “اهلا يا بكوات” ولكنه كان يعيد صياغتها بما يتماشى مع المجتمع المصري وثقافته مثله مثل بهجت قمر وسمير خفاجة .الا اننا لا اسهاماته في مجال المسرح خاصة تلك الفترة التي تعاون فيها مه الفنان محمد صبحي وقدموا من خلالها مجموعة جرعة كوميدية كثيفة سميت هذه الفترة (بالعصر الذهبي).
بينا بدأ الناقد الدكتور مصطفي سليم رئيس قسم الدراما بالمعهد العالي للفنون المسرحية حديثه قائلا: لينين الرملي يعد واحدا من اهم كتاب المسرح في تاريخ مصر. حيث استطاع ان يخلق اسلوبا خاصا في الكتابة للمسرح .هذا الاسلوب يستفيد كثيرا بالمذهب التعبيري في المسرح وايضا يستفيد من وعي عميق للواقع المعاش وقدرة علي توظيف الكوميديا الراقية في هذا الاطار. كما اضاف لكتاباته بعدا جماهيريا استطاع من خلال هذا البعد ان يقوم بوعي تنويري يداعب فيه ذهن المتلقي ويتحاور معه ويدفعه للتساؤل حول وضعه كفرد في هذا الوطن ووضع الجماعة ايضا .
معظم اعماله هي علامات في تاريخ المسرح المصري .فهو بقدرته وسمات كتابته المسرحية استطاع ان يخلق منفردا ككاتب مسرحي تيارا في المسرح التجاري المصري لا يخاطب الجانب السفلي من المتلقي .انما يخاطب عقله ووجدانه .وهذا واضح في معظم تجاربه مع الفنان محمد صبحي منذ “انتهى الدرس يا غبي” مرورا ب فرقة”استوديو 80” انتهاء ب “الهمجي” .وايضا في تجارب لا تنسى مثل “على الرصيف” التي قدمها مسرح جلال الشرقاوي وحققت جماهيرية واسعة في مسرح الدولة مثل “اهلا يا بكوات” وبذلك استطاع بمفرده ان ينفي المقولة التي تقول ان (الجمهور عاوز كدا) وان الجمهور لا يريد الفكر وان الجمهور يريد الضحك الساذج السطحي وانه يريد التفاهة والعري .وانه بأعماله الجادة سواء للمسرح الرسمي او التجاري اكد ان الجمهور يريد فنا راقيا صنع بمهارة واتقان وموهبه .ومن هنا خسر المسرح المصري احد المواهب الفذة في الكتابة المسرحية العصرية .حيث ان هذا الكاتب كان صاحب ايقاع عصري يتحدى به التقاليد البالية سعيا لمسرح جديد .واكبر دليل على ذلك انه مصدر اهتمام الشباب في الجامعات ومراكز الثقافة ومراكز الشباب .فنصوصه تقدم كل عام اكثر من مرة لان نبضه مازال يتجاوب مع شباب الموهوبين .
اما عن اهم مميزات كتاباته قال الدكتور مصطفي سليم :تتميز كتابات لينين الرملي بالتعبيرية الى حد كبير من حيث البناء التراكمي _البطل السلبي _البعد الدياليكتيكي _الفكر الجدلي_ الابتكار في الموضوع والبناء ومعظم سمات التعبيرية تتحقق في مسرحه .فهو نموذج تعبيري مصري معاصر .
فيما تحدثت الناقدة داليا همام عن مسرحه وكتاباته قائلة :كتابات لينين الرملي هي كتابات مختلفة وتحمل رؤية سواء في المسرح وهذا له طبيعة بنية معينة تخص نصوص المسرح لأنها تعرض علي خشبة المسرح وكذلك كتاباته السينمائية مثل فيلم (الإرهابي) لها طبيعة معينة بسبب اختلاف الوسيط في السينما .في الحالتين هي كتابات متماسكة .وهو كاتب صاحب رؤية وقضية وفلسفة معينة .واهم ما يميز كتاباته فيما يخص الكوميديا هو اعتماده على افكار الجروتسك بمعنى فن المبالغات وشخصياته فيها جزء من الكاريكاتير يقدمها بشكل متماسك يثير الضحك وايضا تقدم فكرة .وهو قادر على طرح القضايا الاجتماعية بشكل سلس وساخر وايضا هناك قدر من الاسى احيانا على طريقة (شر البلية ما يضحك). كل القضايا الشائكة غالبا قدمت في معظم اعماله مثل مسرحية الهمجي والحادثة وهي مسرحيات تحمل فلسفات مختلفة .والانسان هو جوهر القضية التي يعني بها .فهو حامل هم الانسان وقادر ان يعبر عنه وهو يمتلك خيالا خصب ومختلف جدا .ومن ضمن اهم القضايا الاجتماعية والسياسية التي طرحها هي قضية الارهاب .في فيلم الارهابي وكيف قدمه بعمق وفكر نفسي وكيف يتغير الانسان اذا تغيرت بيئته .اللافت للنظر ايضا في اعماله هي القدرة الواضحة على المزج بين التراجيدي والكوميدي في قالب فني متماسك وهو من الكتاب القلائل الذين يمتلكون رؤية للعالم وافكار وحلول مختلفة دائما . ارى في اعماله استهداف للمتلقي نفسه .فهو يكتب هنا والان ويهتم ان يشارك المتلقي .بمعنى انه يقدم مجموعة من الدلالات تستهدف المتلقي وتعمل علي اعمال العقل ويشارك في ايجاد الحلول .وهذه المساحة ليست بسيطة وفكرة مهمة ان يعي الكاتب فكر المتلقي ويكون حريصا علي ان يكون المتلقي فاهما لمضمون ما يقدم امامه.
فيما قدم الناقد والمخرج والمؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة عنوانا لبداية حديثه عن الراحل لينين الرملي (لينين الرملي صانع الكوميديا السوداء ) وبدأ الحديث قائلا:
  افتقدنا برحيل الكاتب المسرحي القدير/ لينين الرملي قامة مسرحية رفيعة وسامية ورجل مسرح من طراز متميز، كما سنفتقد الإبتسامات الصافية والضحكات الرائقة التي كانت تنطلق بتلقائية محببة بلا تكلف أو افتعال عندما نقرأ أحدث نصوصه أو نشاهد مسرحياته المتنوعة، والتي يمكن تصنيفها بصفة عامة تحت مسمى “الكوميديا السوداء”.
وإذا كان الكاتب/ لينين الرملي ينتمي إلى جيل السبعينيات بالمسرح (وهو الجيل الذي يضم كل من الأساتذة: محفوظ عبد الرحمن، د.عبد العزيز حمودة، د.محمد عناني، د.سمير سرحان، رأفت الدويري، عزت عبد الغفور، صلاح راتب، بهيج إسماعيل، د.فوزي فهمي، يسري الجندي، محمد أبو العلا السلاموني، عبد الغني داود، السيد حافظ وآخرين) فإنه قد تميز عنهم جميعا بغزارة إنتاجه وأيضا بتخصصه في تقديم النصوص الكوميدية، تلك النصوص التي نجح في توظيفها لتناول ومعالجة مختلف القضايا الإجتماعية بصور فنية بليغة، ومن خلال حبكات درامية محكمة الصنع ولغة حوارية بعيدة كل البعد عن المباشرة، وبخلاف ما سبق يضاف إلى رصيده أنه  “رجل مسرح” بمعنى الكلمة، حيث مارس بجانب التأليف كل من الإعداد والإنتاج والإخراج المسرحي أيضا.
ويمكن من خلال دراسة وتحليل نصوص الكاتب المبدع/ لينين الرملي رصد عدة حقائق مهمة ولعل من أهمها قدرتها على تفجير الكوميديا من خلال المفارقات والمواقف الكوميدية المتتابعة، وعدم إعتمادها على كوميديا الإرتجالات أو الكوميديا اللفظية والتلاعب بالألفاظ والكلمات، وربما يبرر ذلك كثرة إعادة تقديمها من خلال فرق الهواة المختلفة، وتحقيقها أيضا لنجاحات كثيرة - بالرغم من عدم مشاركة نجوم في تقديمها - وذلك لجودة رسم شخصياتها الدرامية وتحديد أبعاد كل شخصية منها بدقة متناهية.
هذا ويمكنني من خلال متابعتي لمسيرة “لينين الرملي” في مجال التأليف المسرحي - والتي تتسم بغزارة الإنتاج - أن أقوم بتقسيم رحلته الإبداعية إلي أربعة أقسام كما يلي:
- أولا: نصوصه بفرق القطاع الخاص المختلفة والتي بدأت بمسرحية “أنهم يقتلون الحمير” بفرقة “عمر الخيام” (1974)، ومرورا بمسرحية “انتهى الدرس يا غبي” (1975)، “مبروك” (1977)، حاول تفهم يا زكي (1979) بفرقة “المسرح الجديد”، ثم “علي بيه مظهر” (1976)، وبعد ذلك مسرحيتي “نقطة الضعف” (1978)، و”سك على بناتك” (1980) لفرقة “الكوميدي المصرية”، حتى مسرحية “ الفضيحة” (1983)، “أبو زيد” (1988)، “سعدون المجنون” (1992) لفرقة “المصرية للكوميديا”.
- ثانيا: تجاربه ونصوصه التي قام بتقديمها من خلال فرقة “أستوديو 80” مع الفنان/ محمد صبحي، خلال الفترة من عام 1981 إلى عام 1991، بدءا بمسرحية “المهزوز” ومرورا بمسرحيات: “أنت حر”، “الهمجي”، “تخاريف”، “وجهة نظر”، وحتى مسرحية “بالعربي الفصيح”.
- ثالثا: النصوص التي قدمت له بمسارح الدولة المختلفة، سواء بالمسرح القومي ومن أهمها: “أهلا يا بكوات” (1988)، و”وداعا يا بكوات” (1997)، “تحب تشوف مأساة” )2002(، “إخلعوا الأقنعة” (2007)، “زكي في الوزارة” (2008)، “في بيتنا شبح” (2012)، “إضحك لما تموت” (2018)، أو بالمسرح الكوميدي ومن أهمها: “عفريت لكل مواطن” (1988)، “اللهم إجعله خير” )1997(، “صعلوك يربح المليون” )2003(.
 رابعا - مسرحياته التي قام بإنتاجها وتقديمها من خلال فرقته “أستوديو 2000”، ومن بينها: “الحادثة” )1993(، “الكابوس”، “العار”، “مجد وغلب” )1994(، “وجع الدماغ” )1995(، “جنون البشر” )1996(، “أسرار الكاميرا الخفية” )1999(، “اعقل يا دكتور”، “أدم وحواء” )2001(، “سلامة النساء” )2005(.  
وبلاشك يعتبر ذلك التقسيم النوعي والشكلي تقسيما أوليا يمكن أن يتم من خلالها إيجاد تصنيفات أخري كالنصوص التي قام بإعدادها أو استوحي فكرتها من نصوص أجنبية (ومن بينها: علي بيه مظهر، الحادثة، أنهم يقتلون الحمير)، والنصوص التي قام بإبداعها كنصوص كوميدية جماهيرية (وفي مقدمتها: إنتهى الدرس يا غبي، أبو زيد، سك على بناتك، حاول تفهم يا زكي)، أو تلك النصوص التي يتم تصنيفها تحت مسمي الكوميديا الجادة والهادفة (وفي مقدمتها: أهلا يا بكوات، أنت حر، وجهة نظر، بالعربي الفصيح)، والنصوص الأخري التي يمكن تصنيفها تحت مسمي العروض التجريبية (ومن بينها: الكابوس، العار، مجد وغلب، وجع الدماغ).
ويجب التنويه إلى أنه قد تعاون خلال مسيرته المسرحية مع عدد كبير من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل من بينهم على سبيل المثال من جيل الأساتذة: جلال الشرقاوي، السيد راضي، فؤاد المهندس، ومن جيله (جيل الوسط) الأساتذة:  محمد صبحي، شاكر عبد اللطيف، أحمد بدر الدين، نبيل منيب، ومن الجيل التالي له الزملاء: عصام السيد، محسن حلمي، محمد أبو داوود، شاكر خضير، رائد لبيب، خالد جلال.
وأخيرا إذا كان الكاتب المثقف/ لينين الرملي أحد رموز التنوير في عصرنا الحديث قد رحل عن عالمنا بجسده فإنه بلا شك سيبقى في ذاكرتنا ووجداننا طويلا بنصوصه المسرحية القيمة، تلك النصوص التي تتيح الفرصة كاملة لأجيال متتالية من المخرجين لإعادة تقديمها برؤى إخراجية جديدة تتناسب مع المتغيرات السياسية والإجتماعية والإقتصادية، وذلك لأنها بصفة عامة نصوص محكمة الصنع ذات ملامح إنسانية وتدعو وكل الأعمال الأدبية والفنية الخالدة لقيم الخير والحق والجمال.
فيما تحدثت الناقدة رنا عبد القوي قائلة :من النادر ان يحظى الوسط الثقافي والفني بكاتب كالراحل النابغة لينين الرملي .مسرحيا وسينمائيا وتليفزيونيا .كاتبا قناص يقتنص الفكرة النابعة من الهم الآني للمجتمع مغلفا اياها بالبسمة والضحكة هادفا بذلك السخرية من افعال ومن نواقص انسانية وسلوكيات شاذة اعتدناها ولكنها مآساوية مؤكدا علي إعمال العقل علي مراجعتها ونقدها والابتعاد عنها ..ولعل انتماءه لجيل شهد تغيرات مجتمعية وتحولات فارقة في الشخصية المصرية كونه ابن عام 45 والذى مر عليه العديد من الاحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية الهامة والشديدة الخطورة بالنسبة للمجتمع المصري وافراده ولانه فنان يعي مالم يعيه الانسان العادي .فعينيه وذائقته ووعيه صاغ هذا الذى الم بالمجتمع وبأفراده في اعمال فنية مصيرها الخلود. مشكلة مراجع هامة للبحث والتأمل في تاريخ الوطن والمواطن ..الاستاذ لينين الرملي كاتب استثنائي يمتلك تكنيكا فريدا في الصياغة والبناء الدرامي واللغة .استطاع ان يمزج الضحكة الصارخة مع الدمعة التي تمزق القلب من هول ما آلت اليه الاحوال .نفخر بأن وجداننا ووعينا الثقافي والفني ساهم في تشكيله فنان وعي خطورة دوره المجتمعي مثل لينين الرملي .ونعزي ارواحنا فيه فقد كسب حياة اخري انقي وارحب بلا صراع درامي او واقعي .تاركا لنا الحياة بصراعها وآلامها عسانا نقاومها و نواجهها بالسخرية والكوميديا السوداء .


منار سعد