«حواديت صباح الأنباري» حكاية كتاب وقصة إجتهاد

«حواديت صباح الأنباري»  حكاية كتاب وقصة إجتهاد

العدد 599 صدر بتاريخ 18فبراير2019

أصدرت دار (قوس قزح) في كوبنهاجن عاصمة الدنمارك كتابًا بعنوان (صوامت صباح الأنباري في مرايا المسرح الجامعي.. إشراف وتقديم الأستاذ الدكتور سيد علي إسماعيل)، وهذا هو العنوان الرئيسي للكتاب.. وفي أول صفحة نقرأ أسفل العنوان الرئيسي عنوانًا فرعيًا جاء فيه الآتي: (مشاريع بحوث طلاب الدراسات العليا بجامعة طنطا/ مصر 2018). وهذا الكتاب يُعد خطوة جديدة نحو عالمية جامعة طنطا، تُضاف إلى خطواتها المنتظمة نحو تحقيق العالمية فعليًا في المجال الجامعي!! ولهذا الكتاب قصة، كتبتها في مقدمة الكتاب، وإليكم ما كتبته فيها كما نُشرتها في الكتاب:
عزيزي القارئ.. ربما ستتعجب عندما تقرأ عنوان هذا الكتاب، وتكتشف أنك ستقرأ بحوثًا لطلاب الدراسات العليا بجامعة طنطا، وهي إحدى الجامعات الإقليمية في الريف المصري، والتي لم تنل حظها من التألق مثل جامعات العواصم المصرية (القاهرة وعين شمس وحلوان والإسكندرية)!! وربما هذا الاكتشاف يصدمك، فتشيح بوجهك عن الكتاب وبحوثه، وقد تقوم بإلقائه بعيدًا عنك!! فلو شعرت بهذا الشعور؛ فأرجو ألا تتخذ أي قرار، قبل أن تقرأ مقدمتي هذه؛ قد يتغير رأيك إلى النقيض، وتلتهم الكتاب في جلسة واحدة؛ لأنك ستقرأ في المقدمة قصتي مع فرسان المسرح بجامعة طنطا، وهم أصحاب البحوث المنشورة في هذا الكتاب!!
تبدأ قصتي مع هؤلاء الفرسان في صيف عام 2017، عندما تلقيت اتصالاً من الزميلتين الدكتورة عزة الملط، والدكتورة مايسة زيدان - بقسم المسرح بكلية التربية النوعية جامعة طنطا – تقترحان علي تدريس بعض المقررات بالدراسات العليا، التي ستفتتح هذا العام لأول مرة!! وعلى الرغم من عناء العمل والسفر إلى طنطا – بجانب عملي الأصلي في جامعة حلوان – وافقت لسبب مهم، وهو أن طلاب هذه الدراسات، سيشكلون – مستقبلاً - النواة الأولى في مجال الدراسات والبحوث المسرحية؛ بوصفهم أول دفعة متخصصة في جامعة طنطا تحصل على دبلوم الدراسات العليا في تخصص المسرح!!
ومنذ اليوم الأول، وأنا أعدّ العدة لتهيئة هذه الدفعة، لتكون مميزة ومتميزة في أفكارها ونشاطها العلمي والعملي، ولم أبخل عليها بأي جهد حتى يأتي اليوم وأقول: إنني فخور كوني أسهمت في تخريج هذه الدفعة (فرسان المسرح بجامعة طنطا) بجانب جهود الدكتورة لبلبة فتحي ساعدي الأيمن في كل مقرراتي ومشاريعي مع طلبة هذه الدفعة!!
وعندما ألقيت على الطلاب محاضرتي الأولى، قلت له نصا: «أنا لن أعطيكم معلومات، بقدر ما سأدربكم على مهارات»، وبالفعل بدأت في تنمية مهارات الطلاب، بعد أن زرعت في داخلهم الشعور القوي بالثقة في أنفسهم، وعاملتهم – منذ اليوم الأول - معاملة الباحثين من أصحاب العقول المفكرة، ولم أعاملهم معاملة طلاب يتلقون العلم بالتلقين!! ودرّبتهم على عدم تلقي أي معلومة هم غير مقتنعين بها – حتى لو كنت أنا مصدرها – وبعد أن شكلت شخصيتهم البحثية، ودربتهم على الحوار؛ بوصفهم دارسين مستقلين في أفكارهم، بدأت معهم التدريب – بصورة مباشرة وغير مباشرة – على بعض المهارات، مثل: التفكير الابتكاري، والعصف الذهني، والتعليم التعاوني، والتعليم التنافسي، والتعلم الذاتي، .. إلخ.
وقمت معهم برحلات ميدانية للاطلاع على التراث العربي والإسلامي في أقدم المناطق الأثرية في القاهرة، وكذلك زيارة الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية للتعرف على أطلسها الشهير والشامل حول الموالد الدينية والشعبية؛ تمهيدًا لقيام الطلاب بكتابة بحوث علمية وميدانية وفنية حول مولد العارف بالله السيد البدوي في طنطا. هذا بالإضافة إلى منحهم فرصة الابتكار الفردي لزيارة الأماكن الأثرية – وتصويرها والكتابة عنها – في طنطا والمدن المجاورة لها. وكفى أن أذكر هنا سؤالي الذي وضعته في امتحان مادة (المشروع المسرحي) - في السنة الأولى العام الماضي 2017 - ليعكس للقارئ نتيجة التدريس بهذا الأسلوب، ومستوى التفكير عند الطلاب بعد تدريبهم على المهارات السابقة:
“قمت بإعداد وتنفيذ أحد المشاريع الفنية من خلال تجسيدك وتمثيلك لمشهد مسرحي، يُمثل شخصية من الشخصيات الموجودة في مولد السيد البدوي، أو في الموالد بصفة عامة”. تحدث بالتفصيل عن: سبب اختيارك للشخصية، والصعاب التي تعرضت إليها، وكيف تغلبت عليها، ورأيك في اختيار الملابس ووضع المكياج وتنفيذ الديكور.. إلخ، مع ذكر رأيك الشخصي في أثر تجربة هذا المشروع على تفكيرك وعملك ودراستك، وما هي مقترحاتك لتحسين هذا المقرر (المشروع) مستقبلاً؟
نجح أغلب الطلاب في السنة الأولى، وبدأت السنة الثانية والنهائية للحصول على شهادة الدبلوم في تخصص المسرح، ووقعت في حيرة؛ لأنني لا بُدّ أن أحدد لهم المطلوب في مادة (المشروع المسرحي)، بحيث يتضمن المشروع بحثًا في جزء منه – تطبيقًا للائحة الدراسة - حيث إن المشروع ينقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول تقديم بحث ورقي، والثاني اجتياز امتحان تطبيقي، والثالث النجاح في الامتحان التحريري. وهذا يعني أن مادة المشروع هي أكبر مادة في وقتها ودرجاتها، ويجب انتقاء موضوعها بعناية شديدة.
هنا لعب القدر لعبته، حيث أرسل لي الأستاذ صباح الأنباري عددًا من كتابه الجديد - (المجموعة المسرحية الكاملة)، المتمثل في المجلد الأول من (المسرحيات الصوامت) – فخطرت لي فكرة، بأن أجعل هذا الكتاب هو مادة المشروع للطلاب؛ بوصفه أسلوبًا جديدًا في الكتابة المسرحية - حيث إنني منذ سنتين جعلت مشروع طلاب الدراسات العليا في جامعة حلوان، يدور حول أسلوب السيد حافظ في مشروعه (المسرواية) - وبذلك أكون انتهجت أسلوبًا مبتكرًا في تدريس الدراسات العليا، بدراسة الأساليب الجديدة والمبتكرة في الكتابة المسرحية، وهو ما ينطبق تمامًا على كتابات صباح الأنباري المسرحية، المعروفة بالصوامت؛ بوصفها جنسًا أدبيًا مسرحيًا جديدًا.
كانت المحاضرة الأولى يوم الثلاثاء 24/ 10/ 2017، وفيها طرحت المشروع أمام الطلاب مع تركيزي على بعض المفاهيم ومنها: إن تجربة صباح الأنباري تتمثل في سؤال، يقول: كيف تقرأ نصًا صامتًا ولا تشاهده؟ ومن خلال الإجابة على هذا السؤال، سنكتشف أن تجربة صوامت الأنباري، هي محاولة وضع فن البانتومايم في جنس أدبي لقراءته وليس في شكل فني لرؤيته؛ حيث إن فن البانتوميم فن للمشاهدة، وعندما نكتب فكرته بأسلوب أدبي لتأديته في مشهد تمثيلي، نكون بذلك وفقًا – لأسلوب الأنباري الأدبي – جعلناه نصًا أدبيًا يشاهده القارئ من خلال قراءة النص الأدبي؛ وكأنه يشاهده مُمثلاً أمامه. وهذا هو الجنس الأدبي الجديد الذي يبتكره صباح الأنباري من خلال صوامته، وبذلك يستطيع كل طالب أن يجيب – من خلال دراسته لصوامت الأنباري وما فهمه منها، مستخدمًا مهاراته المتنوعة – على هذين السؤالين: كيف أقرأ وكأنني أشاهد هذه الصوامت؟ وكيف جعل الأنباري من صوامته جنسًا أدبيًا مبتكرًا لفن البانتومايم؟!
وطوال العام الدراسي، ثارت - بيني وبين الطلاب وبين الدكتورة لبلبة فتحي - مناقشات ومساجلات هادئة حينًا، وانفعالية حينًا آخر!! وكم كنت أتألم عندما أشعر بحيرة بعض الطلاب على فهم المطلوب في بداية المشروع، وكنت أتعمد عدم إرواء ظمأهم من أجل استخراج كل ما يستطيعون الوصول إليه – من أجل تدريبهم على مهارة (إنجاز العمل تحت الضغط النفسي) – وفهم المطلوب بمجهودهم الذاتي وفقًا لقدراتهم ومهاراتهم، التي بذلت مجهودًا كبيرًا في تطويرها العام الماضي!! وعندما شعرت بأن كل طالب أعطى ما لديه، ولا يستطيع أن يضيف جديدًا، حددت لهم محاضرة إلكترونية مفتوحة – عبر صفحة الفيسبوك الخاصة بهم – استمرت أسبوعًا كاملاً، كتب فيها كل طالب ما توصل إليه بخصوص مشروع صوامت صباح الأنباري، وكنت أعلق على كل طالب بتعليق خاص بعمله (تغذية راجعة)، بحيث يقرأه جميع الطلاب للاستفادة منه، وهكذا كان الأمر مع جميع الطلاب. وفي نهاية المحاضرة، كتبت للجميع تعليقًا عامًا، قلت فيه الآتي:
“أولاً.. أشكركم جميعًا على مجهودكم في محاولة فهم المطلوب!! وأقول (محاولة) لأنكم أول طلاب تدرسون هذا المشروع؛ حيث إن صباح الأنباري حاول في صوامته ابتكار جنس أدبي مسرحي جديد، مما يعني أنه شق طريقًا جديدًا غير ممهد ولا سابق له، لذلك فالإنسان عندما يسير في طريق لأول مرة من المؤكد أن يتعرض إلى الاضطراب وإلى التفكير العميق وإلى التضليل في سلوك الطريق الصحيح.. إلخ. وهذا ما حدث بالنسبة لكم جميعًا، لأنكم تحاولون فهم ونقد وشرح مشروع ضبابي لم يكتمل في جميع جوانبه وغير معروف للجميع.. فأنتم شركاء صباح الأنباري في مشروعه، هو ابتكره وأنتم تشرحونه وتفهمونه وتقومون الأنباري نفسه وترشدونه إلى بعض الطرق التي يجب أن يسلكها.. لذلك كنت سعيدًا بالملاحظات التي جاءت من بعضكم سواء بمخالفة الأنباري فيما قاله أو فيما فعله أو موافقته لما قاله وفعله.. إلخ، وهذا هو أهم ما جاء في كتاباتكم!! وبناء على ما سبق أقول: المطلوب في مشروعكم: فهم الجزء النظري جيدًا، ونقد هذا التنظير بالسلب أو بالإيجاب في ما يتعلق بالمسرحيات التطبيقية حسب تحديدها لكل طالب. ثم الوقوف على أهم الملاحظات السلبية أو الإيجابية، وهي كثيرة وجاءت في كلامكم. بمعنى أن الأنباري قال كذا في التنظير ثم وجدناه عند التطبيق خالف ما قاله في التنظير!! والعكس صحيح. ولكن الأهم من كل هذا هو وجودك أنت في النقد.. أي شخصيتك أنت.. أين هي في البحث!! بمعنى أنك تكتشف ما لم يقله الأنباري وكان المفروض أن يقوله، أو تكتشف عكس ما قاله.. أو تكتشف قدرات عند الأنباري هو لم يلحظها في نفسه.. أي أن تكون أنت الأنباري ذاته أو أفضل منه.. سلبًا أو إيجابا”.
وبعد فترة من الزمن، جاء موعد الامتحان التحريري للمشروع يوم السبت الموافق 26/ 5/ 2018، وأتيت فيه بسؤال، هذا نصه:
“المبدع صباح الأنباري تبنى مشروعًا أدبيًا مسرحيًا، أطلق عليه اسم (المسرحيات الصوامت) من أجل ابتكار جنس أدبي مسرحي جديد؛ ظل سنوات كثيرة يكافح من أجل إخراجه في صورة كتاب بعنوان (المجموعة المسرحية الكاملة)، وهو الكتاب الذي قمتم بدراسته هذا العام”. ناقش هذا المشروع من خلال مقارنة تنظيره بالنصوص المسرحية الصامتة التطبيقية لهذا التنظير، مع الاستشهاد بنصوص من اختيارك، مع ذكر رأيك الشخصي في هذا المشروع.
والحقيقة أنني قرأت إجابات جيدة ومتنوعة في كراسات الإجابة؛ ولكنها أقل بكثير مما وجدته في البحوث الورقية المُسلمة – والمنشور بعضها في هذا الكتاب – حيث إن البحوث المسلمة هي أهم وأشمل ما كتبه الطلاب حول مشروع صوامت الأنباري؛ لأن إجابات الامتحان التحريري كانت من الذاكرة وتحت ضغط نفسي بسبب رهبة الامتحان ووقته المحدود. أما الامتحان الشفوي، فكان عبارة عن مشاهد تمثيلية قام باختيارها الطلاب من كتاب صوامت الأنباري، وقاموا بتمثيلها وفقًا لإمكانياتهم – المعدومة – في المكان والإضاءة والملابس والديكور.... إلخ!!
وأخيرًا تسلمت من الطلاب بحوثهم الورقية، ووجدتها لم تختلف كثيرًا عما ذكروه في المحاضرة الإلكترونية – التي استمرت أسبوعًا – إلا في القليل النادر، ممن طبق أصحابها ملاحظاتي في التغذية الراجعة. وبعد أن قيّمت كل البحوث، وقمت بتصحيح أوراق الامتحان، وأعطيت الدرجات لكل طالب، وأنهيت عملي في هذا المشروع، أرسلت إلى الأستاذ صباح بحوث الطلاب واقترحت عليه أن يقرأها؛ قد يجد فيها ما يصلح للنشر؛ بوصفها بحوثًا مكتوبة عن مشروعه. وبعد أيام جاءني رده مشروطًا بأمر يخص الطلاب، فأسرعت بكتابة الآتي إلى الطلاب في صفحتهم:

إلى جميع الطلاب في الفرقة الثانية
بمشيئة الله قريبًا أبارك لكم نجاحكم في الدبلوم، ليبدأ كل منكم المرحلة المتقدمة التالية في مجال دراسته أو عمله. وبهذه المناسبة أزف إليكم خبرًا سارًا.. وهو أنني بعد أن قمت بتقييم بحوثكم الخاصة بالمشروع حول (صوامت صباح الأنباري)، أرسلتها إلى صباح الأنباري ليسعد بجهودكم. ومنذ قليل أرسل لي رغبته في (انتقاء) بعض البحوث لنشرها في كتاب سيحمل عنوان: (صوامت صباح الأنباري في مرايا المسرح الجامعي: مشاريع بحوث طلبة الدراسات العليا بجامعة طنطا)، وسأكتب مقدمة هذا الكتاب. علما بأن البحوث المنتقاة ستخضع إلى التعديل والتلخيص وإعادة للصياغة للتخلص من الحشو والتكرار والأحكام المغلوطة مع تصحيح العبارات لغويًا وإملائيًا.. إلخ، (وكل بحث سيحمل اسم صاحبه) بعد وضع العنوان المناسب له. وحتى يتم هذا المشروع يجب أن أستاذنكم فيه، وأخذ موافقتكم عليه. علما بأن العمل (مجانًا) وليس له أي مردود مادي لأي طرف – لا لي ولا لكم - وسيقوم الأستاذ صباح الأنباري بتحمل تكلفة الطباعة والنشر، وسيرسل لنا بعض النسخ.. لذلك أرجو من كل طالب أن يكتب في تعليق مستقل اسمه بالكامل وكلمة (موافق) بين قوسين.. ومن لا يرغب في ذلك.. يكتب اسمه أيضا وعبارة (غير موافق) بين قوسين حتى أحذف بحثه من الكتاب في حالة اختياره.. مع تحياتي لكم جميعًا.. أ.د سيد علي إسماعيل.
وبالفعل وافق الجميع على نشر بحوثهم في الكتاب.. ولأنهم جميعًا أولادي رفضت أن أشارك الأستاذ صباح الأنباري في اختيار البحوث التي ستنشر في هذا الكتاب، وأعطيته وحده حق الاختيار، ولم أتدخل برأي في أي بحث قام باختياره للنشر أو قام برفض نشره!!
عزيزي القارئ.. هذه هي قصة الكتاب الذي تحمله بين يديك، وهذه هي قصة فرسان المسرح في جامعة طنطا؛ بوصفهم أول من نالوا شهادة دبلوم الدراسات العليا في تخصص المسرح في كلية التربية النوعية بجامعة طنطا!! وقبل أن تقرر - عزيزي القارئ - الاستمرار في قراءة الكتاب، أو التوقف عن مواصلة القراءة، أمنحني دقيقة واحدة، لأذكر لك وللتاريخ أسماء هؤلاء الفرسان، وهم: إسراء عبد الله عبد الرؤوف، إسراء علي السيد زيان، أسماء أحمد محمد شاهين، أمنية طارق محمد شعبان، أمنية يوسف أحمد عبد البر، آية جمال أحمد أبو رمان، آية حمدي علي الشيخ، سميحة شبل بسيوني القاضي، سوسن مصطفى جمعة محمود، شروق يوسف محمد الحبشي، شيماء شكري أحمد المكاوي، علياء عماد عزيز مصطفى، محمد ماجد مصطفى مرسي، والله ولي التوفيق.


سيد علي إسماعيل