تحية كاريوكا الفنانة الشاملة

تحية كاريوكا الفنانة الشاملة

مسرحية جمعية قتل الزوجات

العدد 594 صدر بتاريخ 14يناير2019

الفنانة القديرة تحية كاريوكا اسمها الأصلي تحية محمد كريم (22 -2 - 1917 - 30 - 9 -1999)، من مواليد محافظة الإسماعيلية، وقد بدأت احتراف الفن بعدما استقرت بالقاهرة عام 1935، وقد بدأت المسيرة الفنية بانضمامها ككمبارس في صالة “رتيبة وأنصاف رشدى”،  ثم التحاقها بصالة الراقصة السورية سعاد محاسن، ثم انتقلت إلى صالة بديعة مصابني التي تعهدتها بالرعاية والتدريب وأطلقت عليها اسم الرقصة الشهيرة “كاريوكا” لإجادتها رقصة “كاريوكا” الشهيرة.

والفنانة تحية كاريوكا فنانة شاملة بمعني الكلمة ومتعددة المواهب، وقد مارست الرقص والتمثيل والغناء، وشاركت منذ النصف الثاني من ثلاثينيات القرن الماضي في بطولة عدد كبير من الأفلام، واشتهرت في مرحلة البدايات بأداء شخصية الغانية اللعوب، والراقصة المتطلعة للثراء، ثم بعد ذلك بأدوار بنت البلد خفيفة الظل، والمعلمة أو زعيمة العصابة، وفي أوائل الخمسينيات بعدما اعتزلت الرقص - وبالتحديد عام 1955 - تفرغت للتمثيل، وقامت بأداء بعض الأدوار الانسانية للعالمة المعتزلة أو للأمهات المكافحات أو للحموات، ومن أهم أفلامها السينمائية: لعبة الست، شباب امرأة، الفتوة، سمارة، أم العروسة، السقا مات، خللي بالك من زوزو، الكرنك، الصبر في الملاحات.
وإذا كان للفنان الكبير نجيب الريحاني الفضل الأول في تحقيق مكانة “تحية كاريوكا” السينمائية باختياره لها لمشاركته بطولة فيلم “لعبة الست”، فقد كان له أيضا الفضل الأول في توجيه نظرها إلى المسرح وأهمية مشاركاتها المسرحية، ولكن للأسف بالرغم من ترشيحه لها في أحد الأدوار المهمة إلا أن التجربة لم تكتمل ، وقد ذكر ببعض المذكرات الشخصية أن السبب في ذلك يعود إلى غيرة ومضايقات بعض نجمات الفرقة (في مقدمتهن الشقيقتان ميمي وزوزو شكيب بمؤازرة الفنانة ماري منيب).
وخلال مسيرتها الفنية استطاعت “تحية” أن تصبح الراقصة الأولى وأن تحقق ما تعجز عنه الكثير من الراقصات، حيث قامت بآداء رقصاتها أمام العديد من الملوك والحكام، كما اختارتها الفنانة بديعة مصابني - المسئولة عن تنظيم الحفلات الترفيهية في قصر الأميرة شويكار - للمشاركة في الحفلات والبرامج التي يحضرها نجوم المجتمع وأفراد الأسرة المالكة، وبالتالي أصبحت “تحية” بعد ذلك على علاقة وطيدة بالملك فاروق (وإن لم تدخل قائمة عشيقاته).
والحقيقة أن شخصية “تحية كاريوكا” لا تتميز بالقوة والصدامية فقط ولكنها تتسم أيضا بالرقة والحنان في تناغم فريد ويجعلها دائما قادرة على خوض المعارك دون أن تنهزم أو تضعف بل تزيدها كل معركة قوة وصمودا، ويكفي أن نذكر أنها كانت رابع امرأة في الشرق – بعد منيرة المهدية، فاطمة رشدى، ملك – تؤسس فرقة مسرحية تحمل اسمها. وذلك بخلاف أن ارتباطها بالسياسة، وطبيعتها الثائرة وقدرتها على القيادة والمطالبة بحقوق الآخرين أهلها لترشيح نفسها بنقابة المهن التمثيلية في أكثر من دورة، ولتتولى  بعد ذلك منصب وكيل النقابة ورئيسة لجنة القيد بها.
ويحسب لها استمرارها في عطائها وتميزها بجميع القنوات الفنية حتى بعد ارتدائها للحجاب عام 1994، وإن كانت قد تفرغت في آخر أيامها للعبادة والصوم والصلاة.
وبخلاف مشاركة الفنانة تحية كاريوكا ببطولة بعض العروض المسرحية بمسارح الصالات في نهاية ثلاثينيات وبداية أربعينيات القرن الماضي، شاركت أيضا خلال فترة الخمسينيات في بطولة عدد من المسرحيات بفرقة “إسماعيل يس”، وأيضا بمسرحية “يامدام لازم تحبيني” لفرقة “ساعة لقلبك” عام 1961، وذلك قبل قيامها بتأسيس فرقتها المسرحية.
فرقة “تحية كاريوكا”:
كونت “تحية كاريوكا” فرقة باسمها مع زوجها المؤلف والمخرج والممثل فايز حلاوة عام 1962، وقدمت من خلالها حتى عام 1982 أكثر من عشرين مسرحية اجتماعية وسياسية، وأغلبها من تأليف وإخراج وبطولة فايز حلاوة، وقد شارك في بطولة هذه المسرحيات نخبة من نجوم السينما والمسرح من بينهم: محسن سرحان، عماد حمدي، محمود المليجي، فريد شوقي، شكري سرحان، صلاح ذو الفقار، ليلى طاهر، عبد الغني قمر، صلاح منصور، عبد العظيم عبد الحق، أنور محمد، كما كان للفرقة فضل اكتشاف عدد من الوجوه الجديدة في مقدمتها: أمين الهنيدي، نادية الجندي، نبيلة عبيد، بدر الدين جمجوم، سهير الباروني، سامي سرحان، رجاء الجداوي، حسن حسين، سعيد صالح، وحيد سيف، محمد الشويحي، رأفت فهيم، هالة فاخر، أحمد حلاوة، سيف الله مختار، يوسف رجائي.
قدمت الفرقة بعض النصوص لمؤلفين آخرين بخلاف فايز حلاوة ومن أهمها: “شباب امراة” من تأليف أمين يوسف غراب، و”أم العروسة” من تأليف عبد الحميد جودة السحار، و”شفيقة القبطية” من تأليف جليل البنداري، و”قهوة التوتة” عن قصة الخوف لنجيب محفوظ، كما أخرج لها فقط بخلاف فايز حلاوة المخرج القدير كرم مطاوع، الذي قام بإخراج مسرحية “ياسين ولدي”.
وقد تميزت الفرقة عبر مسيرتها الفنية بتقديمها للمسرحيات الكوميدية ذات الصبغة السياسية، فمعظم عروضها عروض انتقادية تتناول الكثير من سلبياتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية بأسلوب ساخر هزلي، وتكشف من خلاله الكثير من مظاهر الانحراف والفساد الإداري والسياسي بالمجتمع. وإذا كان الكثير من النقاد يدرجون مسرحيات فرقة “تحية كاريوكا” تحت مسمي “المسرح السياسي” أو “الكوميديا الاجتماعية” فإن البعض الآخر يري تصنيفها تحت مسمي “الكاريكاتير السياسى” أو “الكوميديا الواقعية”.
ويجب التنويه إلى أن المسيرة الفنية لفرقة “تحية كاريوكا” لم تكن سهلة حيث اعترضتها الكثير من المعوقات ولعل من أهمها اعتراض الرقابة علي كثير من عروضها، ومن بينها: مسرحية “البغل × الإبريق” والتي اعترضت الرقابة علي عرضها أولا ثم تراجعت عن موقفها وصرحت بالعرض بعدما خرج جميع أعضاء الفرقة في مسيرة ومظاهرة إلى مقر الرقابة ووزارة الداخلية لتطالب بإعادة النظر، وكذلك مسرحية “يحيا الوفد” والتي تتناول قضايا الديمقراطية وعودة الأحزاب السياسية واشتملت على مهاجمة وسخرية من الخبراء السوفيت، وذلك بعد ما قام “السادات” بطردهم عام 1973، وحينما أرسلت الخارجية السوفيتية مذكرة احتجاج إلى الخارجية المصرية، أوقفت السلطة المصرية المسرحية حفاظا على العلاقات الدبلوماسية، ولكنها عادت بحكم المحكمة وبتأييد من “السادات” نفسه بعد ذلك ليؤكد سيادة القانون.
وبتتبع مسيرة الفرقة نجد أنها قد استمرت في تقديم عروضها بانتظام تقريبا في الفترة من 1961 وحتى عام 1977 ثم توقفت لمدة أربع سنوات لعدم وجود مسرح، كما توقف نشاطها نهائيا بعد الخلافات التي نشأت بين الزوجين “فايز حلاوة” و “تحية كاريوكا” بدءا من عام 1984 وانتهت بالطلاق عام 1989. وجدير بالذكر أن “فايز حلاوة” لم يقدم خلال فترة الخلافات سوى عرض واحد هو الأوبك عام 1987.
“تحية كاريوكا” والسياسة:
اشتهرت الفنانة تحية كاريوكا في حياتها بمواقفها الإنسانية والإجتماعية والسياسية أيضا، والحقيقة أنها قد دفعت إلى العمل السياسي في البداية إجبارا ومصادفة، ولكنها بشخصيتها القوية ورغبتها في التميز ووعيها بالظروف المحيطة بها استمتعت باللعبة السياسية فاستمرت في ممارستها لها، حتى ألقي القبض عليها أكثر من مرة بسبب نشاطها السياسي السري وارتباطها بمجموعة “حدتو” الشيوعية.
ويذكر أن علاقتها بالعمل الفدائي أو بالعمل الوطنى قد بدأت خلال حرب 1948 حيث أدركت بحدسها مدى أهمية الانتصار في حرب فلسطين، فقامت بمساعدة الفدائيين، وحملت لهم الأسلحة والغذاء وقامت بتوصيلها إلى بيت شقيقتها، والذي كان يقع بجوار معسكرات الإنجليز بالإسماعيلية. كما يذكر أن “تحية” قد نجحت في مساعدة “أنور السادات” بعد اتهامه بقتل “أمين عثمان”، وذلك بأن خبأته في مزرعة شقيقتها مريم لمدة عامين.
وعندما قامت الثورة كانت الفنانة تحية من أوائل الفنانين المصريين المؤيدين لها، وانضمت إلى “قطار الرحمة” الذي ضم العديد من الفنانين لشرح مبادئ الثورة لجموع المواطنين، وتقديم الخدمات إليهم في مختلف المحافظات، وأثناء الرحلة ارتبطت بالزواج من الضابط مصطفي كمال صدقي، وهو أحد الضباط الأحرار المكلفين بالإشراف على “قطار الرحمة”، ومن الذين لهم تاريخ نضالي مشرف في حرب فلسطين، وفي إنجاح الثورة حيث كان يعمل بالحرس الجديد، وهو الذي نجح في تضليل الملك بمعلومات مضللة عن الضباط الأحرار، وبالرغم من مساندتها القوية لثورة يوليو إلا أن “تحية” في أزمة 1954 قامت بتوزيع منشورات ضد الثورة كتبت فيها: “ذهب فاروق وجاء فواريق”، فقبض عليها وأودعت في زنزانة انفرادية بالسجن، ولكن بعد خروجها تطوعت في أسبوع تسليح الجيش المصري، وذلك بعد قرار “جمال عبد الناصر” بضرورة كسر احتكار الغرب للسلاح، والتحول إلى المعسكر الشرقي عام 1955، فتطوعت مع زملائها لجمع التبرعات مساهمة في شراء صفقة السلاح التشيكي.
وأثناء معركة العدوان الثلاثى 1956 تطوعت للعمل في “الهلال الأحمر”، وسافرت إلى مدن القناة لتشارك في علاج الجرحى بالمستشفيات المدنية والعسكرية، كما تطوعت مرة أخرى بعد نكسة 1967 وذهبت على رأس كتيبة المتطوعات لعلاج القوات المصرية العائدة من سيناء.
واستمرت “تحية”  في تأييدها للقضية الفلسطينية وعدائها للصهيونية فشاركت عام 1988 الفنان نور الشريف في إلقاء القصائد الحماسية عن “ثورة الحجارة”، وذلك في المهرجان الذي نظمته “منظمة التحرير الفلسطينية” بقبرص، كما شاركت مع أعضاء الوفد المصري (والذي ضم: يوسف شاهين، على بدرخان ونور الشريف) في جميع التبرعات.
وإذا كانت تلك هي بعض المواقف الوطنية للفنانة تحية كاريوكا فإنه يذكر لها أيضا موقفها عام 1956 بمهرجان “كان السينمائي” حينما شاركت مصر بفيلم “شباب امرأة”، فقد اكتشفت منذ الوهلة الأولي مع زملائها المصريين مدى السيطرة الصهيونية على المهرجان، ومحاولات الإساءة للوفد المصري والتي شاركت فيها النجمة الأمريكية ريتا هوارث، فما كان من “تحية” إلا التصدى لها مضحية بأية فرصة واحتمالات للفوز بإحدي جوائز المهرجان التي رشحت لها.
ومن مواقفها السياسية والثورية أيضا مشاركتها في اعتصام الفنانين وإضرابها عن الطعام عام 1987، وذلك احتجاجا علي صدور القانون (103) الخاص بتنظيم العمل الفني والنقابات الفنية دون الرجوع إلى النقابات وجموع الفنانين.
ويتضح مما سبق أنه ليس بمستغرب عن “تحية كاريوكا” بنضالها السياسي ومواقفها الوطنية أن تختار لمسرحها الإطار السياسي وأن تتناول بمسرحياتها الكثير من القضايا الاجتماعية القضايا السياسية الدولية والمحلية بأسلوب نقدي لاذع، وأن تبادر بتقديم عرض “ياسين ولدى” عام 1971 أثر وفاة الزعيم جمال عبد الناصر.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة أعمالها الفنية طبقا لإختلاف القنوات المختلفة (سينما، مسرح، إذاعة، تليفزيون) مع مراعاة التتابع التاريخي كما يلي:
أولا - أعمالها السينمائية:
شاركت الفنانة تحية كاريوكا في إثراء مسيرة الفن المصري ببطولة ما يزيد عن مائة خمسة وثلاثين فيلما خلال ما يقرب من ستين عاما، حيث كانت أولى مشاركتها بفيلم “الكتور فرحات” عام 1935 من إخراج توجو مزراحي، في حين كانت آخر أفلامها فيلم “الجراج” عام 1995 من إخراج علاء كريم.
هذا وتضم قائمة مشاركاتها السينمائية الأفلام التالية: الدكتور فرحات (1935)، خفير الدرك (1936)، وراء الستار، حلم الشباب (1937)، ليالي القاهرة، في ليلة ممطرة، خلف الحبايب، دنانير (1939)، الباشمقاول (1940)، ليلى بنت الريف (1941)، أحب الغلط، أحلام الشباب، الستات في خطر، أخيرا تزوجت (1942)، طاقية الإخفاء، حنان، نادوجا (1944)، ليلة الحظ، الصبر طيب، أحب البلدي، ليلة الجمعة (1945)، نجف، ما أقدرش، لعبة الست (1946)، القاتل، أميرة الجزيرة، حب وجنون، يحيا الفن، أحب الرقص، ابن الفلاح (1948)، أوعى المحفظة، منديل الحلو، البيت الكبير، عقبال البكاري (1949)، أيام شبابي، غرام راقصة، قسمة ونصيب، عيني بترف، حماتك تحبك، محسوب العائلة، شاطئ الغرام، بنت باريز، البطل (1950)، ابن الحلال، بلد المحبوب، فيروز هانم، ليلة غرام، الصبر جميل، ضحيت غرامي، حماتي قنبلة ذرية، خدعني أبي، فايق ورايق (1951)، المنتصر، المساكين، الأم القاتلة، الزهور الفاتنة، على كيفك، حبيب قلبي (1952)، ابن للإيجار، حميدو، أنا ذنبي إيه؟، بنت الهوى، المرأة كل شيء، السيد البدوي (1953)، عروسة المولد (1954)، الميعاد، أهل الهوى، عاشق الروح (1955)، المفتش العام، صاحبة العصمة، سمارة، شباب امرأة (1956)، الفتوة، أنا وأمي، الست نواعم (1957)، المعلمة، حبيبي الأسمر، شاطئ الأسرار (1958)، عفريت سمارة، حياة امرأة، إحنا التلامذة، بياعة الورد، حب حتى العبادة، لن أعود (1959)، خلخال حبيبي (1960)، وا إسلاماه، شاطئ الحب، عاشور قلب الأسد (1961)، سر الغائب، حيرة وشباب (1962)، أم العروسة (1963)، الطريق (1964)، آخر العنقود، خان الخليلي (1966)، إضراب الشحاتين (1967)، صباح الخير يا زوجتي العزيزة (1969)، السراب (1970)، لعبة كل يوم، خلي بالك من زوزو (1972)، السكرية (1973)، مين يقدر على عزيزة، زائر الفجر، الكرنك (1975)، وسقطت في بحر العسل، السقا مات (1977)، لا تظلموا النساء (1980)، أنا في عينيه (1981)، ليال (1982)، كيدهن عظيم (1983)، المطارد، الوداع يا بونابرت، الجوهرة (1985)، منزل العائلة المسمومة، انتحار صاحب الشقة، للحب قصة أخيرة، عصر الحب، الضائعة، الصبر في الملاحات، آه يا بلد آه (1986)، التعويذة، روض الفرج (1987)، نشاطركم الأحزان، صاحب العمارة (1988)، اسكندرية كمان وكمان (1990)، نساء صعاليك (1991)، امرأة تدفع الثمن، مرسيدس (1993)، يا تحب يا تقب، سوق النساء (1994)، الجراج (1995).
ويذكر أنها قد تعاونت من خلال مجموعة الأفلام السابقة من نخبة متميزة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: كمال سليم، نيازي مصطفى، أحمد بدرخان، توجو مزراحي، إبراهيم لاما، فؤاد الجزايرلي، محمد سالم، حسين فوزي، إبراهيم عمارة، جمال مدكور، عبد الفتاح حسن، حلمي رفلة، ولي الدين سامح، حسين صدقي، حسن رمزي، حسن حلمي، أحمد كامل مرسي، عباس كامل، محمود إسماعيل، بهاء الدين شرف، هنري بركات، صلاح أبو سيف، حسن الإمام، يوسف شاهين، عاطف سالم، محمود ذو الفقار، حسام الدين مصطفى، حسن الصيفي، حسن رضا، فؤاد شبل، يوسف معلوف، سيف الدين شوكت، السيد زيادة، حسين كمال، محمد عبد العزيز، علي بدخان، أحمد فؤاد، سمير سيف، كمال عطية، خليل شوقي، ممدوح شكري، زهير بكير، يوسف فرنسيس، إبراهيم الشقنقيري، رأفت الميهي، عبد المنعم شكري، أحمد يحيى، نادية حمزة، محمد شبل، أنور الشناوي، يسري نصر الله، علاء كريم، عبد اللطيف زكي، حسن إبراهيم، عبد الفتاح مدبولي.
وجدير بالذكر أن “تحية” قد شاركت زميلها “حسين صدقي” (الممثل)، و”حسين فوزي” (المخرج) تأسيس شركة للإنتاج السينمائي تحت اسم شركة أفلام الشباب، وقامت بإنتاج ثلاثة أفلام هي: “أحب البلدي”، “أحب الغلط”، و”الصبر طيب”. وكذلك تم إختيار عشرة أفلام من بطولتها فى قائمة أفضل مائة فيلم فى تاريخ السينما المصرية حسب إستفتاء النقاد عام 1996، وهي الأفلام التالية: شباب إمرأة، الفتوة، إحنا التلامذة، وا إسلاماه، أم العروسة، خلى بالك من زوزو، الكرنك، زائر الفجر، السقا مات، للحب قصة أخيرة.
ثانيا - الأعمال المسرحية:
كانت البداية المسرحية الحقيقية للفنانة تحية كاريوكا حينما انضمت إلى فرقة “إسماعيل يس” التي أسسها عام 1954 مع رفيق دربه أبو السعود الأبياري (والذي تحمل مسئولية الإدارة بالإضافة إلى تأليف جميع عروض الفرقة)، فقدمت معهما أول عروض الفرقة “حبيبي كوكو” عام 1954، واستمرت معهم كبطلة لبعض عروض الفرقة التي ضمت الكثير من النجوم (من بينهم محمود المليجي، استفان روستي، زينات صدقي، سناء جميل، زهرة العلا، حسن فايق).
وتسجل الذاكرة المسرحية العديد من الأدوار المسرحية الخالدة في مسيرتنا المسرحية للفنانة تحية كاريوكا ولعل من أهمها تلك الشخصيات التي قدمتها بفرقتها ومن بينها: شخصية تاجرة الحمير بمسرحية “البغل في الإبريق”، المعلمة لطافة بائعة الروبابيكيا بمسرحية “روبابيكيا”، رئيفة عبد المعطى تاجرة الفراخ بمسرحية “التعلب فات”، الأم المصرية المكافحة بأصالتها وتحملها وصبرها بمسرحية “أم العروسة”، الراقصة الشهيرة التي تعتزل الفن بمسرحية “شفيقة القبطية”، حسنات نقيبة الشحاتين بمسرحية “الباب العالي”، والناظرة المثقفة بمسرحية “شقلباظ”، وغيرها من الأدوار المسرحية التي برعت في أدائها بكل الصدق والإخلاص، وأكدت فيها موهبتها كممثلة مسرحية راسخة ومتمكنة، تمتلك الحضور المسرحي، والقدرة على تجسيد الأبعاد المختلفة وأيضا تقديم الكوميديا الهادفة من خلال الموقف الدرامي دون مغالاة أو تصنع بل على العكس حيث تقدم أدوارها بمخزون كبير من الصور والمشاعر والانفعالات الإنسانية.
ويمكن تصنيف مجموعة أعمالها المسرحية طبقا للتتابع التاريخي مع مراعاة إختلاف الفرق المسرحية وطبيعة الإنتاج كما يلي:
- صالة “بديعة مصابني”: ليالي بغداد، متحف الشمع، الجوز الأمريكاني، السفيرة عزيزة، الشيطان شاطر، بيجامة البيه، آخر زمن، باريس تنتخب آلهة الجمال (1935)، الجبة المسحورة، حانوتي الأنس، حنطور أفندي، عروسة بالمزاد، نينتي وخالتي (1937)، بشرة خير، جراح الحب، بنسيون محترم (1938).
- صالة “ببا عز الدين”: كعبور أفندي (1939)، حرامي أرستقراط، الدنيا حظوظ، أما ورطة، دقن الباشا، تدبير منزلي (1940).
- “إسماعيل يس”: حبيبي كوكو” (1954)، كل الرجالة كده (1956)، يالدفع يالحبس (1959)، حماتي في التلفزيون (1960)، الحبيب المضروب (1961).
- “ساعة لقلبك”: يا مدام لازم تحبيني (1961).
- “تحية كاريوكا”: بلاغ كاذب (1962)، شفيقة القبطية (1963)، حارة الشرفاء (1964)، قهوة التوتة، لوكاندة شهر العسل (1965)، عفريت الست شوقية، حضرة صاحب العمارة (1966)، روبابيكيا (1967)، البغل × الإبريق، القنطرة، أوراق رسمية (1968)، أم العروسة، التعلب فات (1969)، علاقات عامة (1970)، ياسين ولدى (1971)، كدابين الزفة (1972)، نيام نيام (1973)، يحيا الوفد (1975)، الباب العالي (1977)، شقلباظ (1982).
وإذا كانت “تحية كاريوكا” قد توقفت عن العمل بفرقتها بعد الخلافات الكبيرة بينها وبين “فايز حلاوة” عام 1982، فإنها لم تتوقف عن العمل المسرحي بل شاركت في بطولة أكثر من عرض سواء بالقطاع العام (مسرح الدولة) أو القطاع الخاص، ومن أهمها عرض “جمعية قتل الزوجات” لمسرح الشباب عام 1986 من إخراج  جلال توفيق، عرض “شباب امرأة” من إخراج هاني مطاوع للقطاع الخاص.
وجدير بالذكر أنها ومن خلال مجموعة المسرحيات التي شاركت في بطولتها قد تعاونت مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: عزيز عيد، السيد بدير، إستيفان روستي، عبد المنعم مدبولي، فايز حلاوة، كرم مطاوع، هاني مطاوع، جلال توفيق.
ثالثا - إسهاماتها الإذاعية:
يصعب بل ويستحيل حصر جميع المشاركات الإذاعية لهذه الفنانة القديرة والتي ساهمت في إثراء الإذاعة المصرية بعدد كبير من الأعمال الدرامية على مدار مايقرب من نصف قرن، وذلك لأننا نفتقد للأسف الشديد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، وتضم قائمة أعمالها الإذاعية مجموعة كبيرة من المسلسلات والتمثيليات الإذاعية ومن بينها: مدرسة الفضائح، عندما تغيب الشمس، رزق الهبل، الهاربة، أم العروسة، بركة الست، نفسي يا بابا تجوزني، زكية الغبية، الصبر في الملاحات.
رابعا - أعمالها التليفزيونية:
شاركت الفنانة القديرة تحية كاريوكا بأداء بعض الأدوار الرئيسة بعدد من المسلسلات والتمثيليات التليفزيونية المهمة ومن بينها: شقة بدون سقف، متى تبتسم الدموع، غابة من الأسمنت، حكايات هو وهي، المكتوب على الجبين، اسم العائلة، ينابيع النهر، أصوات تبحث عن ميكروفون، صابر يا عم صابر، أشواقي بلا حدود، لؤلؤ وأصداف، الغفران، مخلوق اسمه المرأة، أيام الغياب، المنزل الخلفي، أهل الطريق، دموع الشموع، سر الأرض، اشتباه، عوام على بر الهوى. وذلك بالإضافة إلى مشاركتها في عدد من التمثيليات والسهرات التليفزيونية ومن بينها: ليلة العمر، القلوب عند بعضها.
وكان من المنطقي أن تتوج تلك المسيرة الثرية بحصولها على العديد من الجوائز ومظاهر التكريم، فحصلت على بعض الجوائز السينمائية الهامة وكذلك بعض الجوائز التلفزيونية ولعل من أهمها: جائزة الدور الأول في التمثيل السينمائي عن فيلمي “شباب امرأة” عام 1956، “أم العروسة” عام 1963، وشهادة تقدير في عيد الفن الرابع 1979، ووسام العلوم والفنون في عيد الفن، والميدالية الذهبية في مهرجان اليوبيل الذهبي للسينما المصرية، وميدالية “طلعت حرب” في العيد الأول للسينما، كما كرمتها وزارة الثقافة في مهرجان الأفلام الروائية عام 1993، ومهرجان القاهرة عام 1996، وذلك بخلاف تقديم مسلسل “كاريوكا” بعد وفاتها، وهو المسلسل الذي يحكي قصة حياتها. ويتبقى أكبر وأعلى تكريم وهو حب الجمهور وإعجابه بأعمالها ودعواته لها بالرحمة والغفران.


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏