تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والدكتور غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون، أقامت أكاديمية الفنون مهرجان لمسرح العرائس، وأكدت الدكتورة غادة جبارة، أن المهرجان يأتى فى إطار حرص الأكاديمية ووزارة الثقافة على دعم الفنون المتخصصة، مشيرة إلى أن مسرح العرائس يعد أحد أرقى الفنون التى تمزج بين الإبداع والخيال، وله دور كبير فى تشكيل الوجدان لدى الأطفال والكبار على حد سواء، وهو ما تسعى الأكاديمية إلى ترسيخه عبر فعاليات المهرجان، وفى إطار الدورة الأولى لمهرجان العرائس دورة الدكتور جمال الموجى برئاسة الدكتور حسام محسب ومدير المهرجان الدكتور محمود فؤاد صدقى قدمت فرقة تحت 18 التابعة للبيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية على قاعة صلاح جاهين العرض المسرحى مملكة السحر والأسرار تأليف عبدالمنعم محمد، ومن وإخراج عماد عبدالعظيم.استلهم المؤلف الفكرة الرئيسية للعرض من التاريخ و التراث المصرى، فكتب نصة حول آثار المصريين القدماء (الفراعنة) وهى فكرة مميزة بعيدا عن قصص الحيوانات أو القصص المستوحاة من الغرب، والفكرة بها خيال وإثارة وتشويق للأطفال، وهل المصريين القدماء كان لديهم طاقة (الكهرباء) أو عرفوا الليزر، وقدم المؤلف فكرته من خلال رحلة مدرسية لزيارة الأهرامات وأبو الهول وعند وصول الرحلة إلى سفح الهرم، ينشق عن الرحلة ثلاث تلاميذ وهم عمر، وباسم، وفريدة، هؤلاء الأطفال غير مهتمين بالرحلة، وليس لهم انتماء لفكرة التراث، أو دراسة التاريخ، وكانوا يريدون أن يذهبون للملاهى ويعتبروا الرحلة غير مفيدة فهى رحلة إلى الصحراء، وجاءتهم فكرة الصعود على الهرم الأكبر، وتصوير أنفسهم ونشر الصور على صفحات التواصل الاجتماعى وبذلك يكون استفادوا من الرحلة، على الرغم من أن الهدف من الرحلة هو دراسة عملية لما ذكر فى كتاب التاريخ المقرر عليهم فى الدراسة، وعند صعودهم على الهرم، يشد باسم ذراع معين لم يتم ذكره، فيسقط الأولاد داخل حجرة من حجرات هرم خوفو، وتحاول المعلمة نفين مشرفة الرحلة اللحاق بهم فتشد نفس الذراع فتسقط معهم،. وداخل الهرم، يبلغ باسم أصدقائه أنه يستطيع تفسير ما بداخل كتاب التاريخ الموجود مع عمر، فيقرأ بعض من الحروف المكتوبة باللغة المصرية القديمة، ويحاول تفسيرها لكنها كانت عبارة عن تميمة معينة، وعلى أثر قرأتها يظهر الحراس والكاهن حام نترو، حارس صرح الملك خوفو من آلاف السنين، ويخبرهم انهم من أحضروه بعد أن رددوا النداء المقدس، ويخبرهم أيضًا أنه لا خروج من هذا المكان إلا إذا أتموا المهمة فقد تم اختيارهم لنقل كتاب الأسرار من صرح الملك خوفو إلى مقبرة الملك توت غنخ آمون، وعندما يطلبون نقل الكتاب إلى مكان قريب يبلغهم أنه (من الممكن نقله إلى صرح أبو الهول، ولكى تدخلوا هناك عليكم أن تحذروا حارس الصرح أنوبيس، كائن أبدى مفترس لا يهزم ولا يموت) ويبلغهم أن كتاب الأسرار مدون به كل علوم الحضارة الفرعونية، من طب، وفلك، وهندسة ، وكمياء، وبذلك يُعلم الطفل البحث عن هذه العلوم والتعرف عليها، وتتصاعد الأحداث خلال رحلة نقل كتاب الأسرار ويدخلون فى دوامة زمنية، ويكتشفوا أشياء لم يعرفوها عن المصريين القدماء، ومنها توليد الطاقة، والقطع باستخدام الليزر، وخلال الرحلة يفتح عليهم هاويس مياه وبه مركب ينقلهم من مكانهم إلى أن يصلوا إلى غرفة الآلة الزمنية، ومنها إلى توت عنخ آمون، وتظهر لهم الحية بيبى وتعتقد أنهم لصوص وأنهم من قتلوا أبنتها، كما يظهر اللصوص الحقيقين الذين يحاولون الوقيعة بين الاولاد والحية بيبى، فتستدعى الحية الطائر بينو ليساعدها فى التأكد من أن هؤلاء الأولاد هم الصوص، لكنه ينفى هذه التهمة عنهم، ويقف معهم وينقلهم على ظهره فى رحلتهم من مقبرة توت غنخ آمون بالأقصر إلى الأهرامات، وتسافر وراءهم الحية واللصوص لكن الحية بيبى تكتشف الحقيقة، وفى نفس اللحظة يظهر للأولاد الوحش فى صورة الإله أنوبيس - إله الموتى والمقبرة والتحنيط عند القدماء المصريين - ولكن الطائر بينو يطير بالأولاد خوفًا من حدوث أية مشاكل، لكن باسم يشد ذراع السرج للطائر وهم محلقون فوق الهرم وأبوالهول فيقع الأولاد فى الحجرة التى وقعوا فيها سابقًا، وعندما يستيقظون لا يجدون معهم مس نفين، فيكون التساؤل هل نحن فى حلم أم فى حقيقة؟ وما بين الحلم والحقيقة، يتعلم الأولاد أن العلم والمعرفة أعظم كنوز الدنيا ويهدف العرض إلى التكافل والاتحاد معًا لتحدى الصعاب.كان ديكور (د. محمد سعد) متحرك وذو مناظر متغيرة معبرًا عن أماكن مختلفة وتميز بالطابع المميز للأثار المصرية القديمة (الفرعونية)، ومن هذه الأماكن التى عبر عنها الديكور سفح الهرم، والهرم، وداخل الهرم، ثم الانتقال إلى مقبرة توت غنخ آمون، ثم العودة مرة أخرى لأبوالهول والهرم، كما نرى بعض المجسمات للوحات جدارية منقوس عليها نقوش فرعونية، ونرى فى احد المشاهد عمودان تشبه الأعمدة الفرعونية يخرج من داخلهما هياكل عظمية عندما قرأ باسم التميمة، وأثناء هذه الرحلة تظهر تفاصيل كثيرة وبعض الإكسسوار، وفيها يظهر مركب فرعونى، ويفرد القماش الأزرق على أرضية خشبة المسرح ليظهر النيل الذى تسير فيه المركب، وكانت حركة تغيير الديكور سريعة دون أن يظهر محرك الديكور أمام الجمهور والذى كان يرتدى ملابس سوداء. كما استخدم بروجيكتور أُسقط على قماشه بيضاء ليصبح شاشة عرض عليها بعض اللقطات التى تمثل الحضارة المصرية القديمة من آثار ونقوش على المعابد، وغيرها من النقوش، وكذلك صورة لمصر من أعلى، حيث أن الطائر بينو كان يحمل الأولاد ومس نيفين على ظهره ويحلق بهم مثل الطائرة، كما كانت تغطى الشاشة فى بعض الأحيان بقماش مطبوع علية رسمة الأهرامات لتكمل المنظر المسرحى.كانت إضاءة (أبوبكر الشريف) تهتم باللون المناسب للحالة الدرامية، حيث تداخلت جميع عناصر العرض لخلق صورة درامية للأحداث مدمجة بين السمعية والبصرية يتفاعل معها الطفل المقدم له العرض على الرغم من أن الكبار أيضا لاحظت أنهم مستمتعون بالعرض خاصة الأغانى، وكانوا يصفقون مع أغانى العرض.نجد أن أشعار (محمد زناتى) كانت متناغمة مع الأحداث وكأنها جزء من نسيج العمل، وتجذب خيال الطفل وتخاطبه بلغة بسيطة وتبعد عن الصور المعقدة، وتعلمه القيم النبيلة ومنها الصداقة، وحب المعرفة والتعلم، ومن الأشعار أغنية (شمس، قمر، نهار، وليل، بين الكواكب والنجوم دايرين، دايرين، وعلى اللى عدى واللى جاى شايلين، سنين، سنين) تعلم الاولاد فكرة الاكتشاف والبحث فى كتاب السنين ويعنى بها البحث فى تاريخ واسرار حضارة المصرى القديم منذ آلاف السنين، وأغنية قشة (قشه فوق قشة نبنى، واللى يزرع بكره يجني)، ومنها يتعلم البناء والعمل والاجتهاد ولو بشى بسيط، ولذلك سيحصد ثمار اجتهاده فى العمل وأغنية (أخيرًا بقى ليا أصحاب) ومنها يتعلم معنى وأهمية الصداقة. الموسيقى والألحان (يحيى نديم) وتوزيع موسيقى (أحمد ريكاردو) اعتمدت جميعها على الإيقاع ، فعلى سبيل المثال يظهر الإيقاع فى أغنية (شمس وقمر)، وكذلك (مفيش مفر) للأولاد مع المطرب والمطربة، وأغنية (إحنا عندنا مهمة، لازم طبعًا، طبعًا نعملها بذمة) استخدم بجانب الإيقاع آلة نفخ نحاسى، وكان الأداء الصوتى لغناء المطرب والمطربة بسيط وهادئ ويشبه أداء من هو قادم من جنوب مصر، كانت المؤثرات الصوتية من المفردات المهمة فى العمل فمثلًا نجد فى بداية العرض يجذب الأطفال بصوت زقزقة العصافير والطرق على البيانو، ونسمع صوت كلاس السيارة التى يستقلها الاولاد فى الرحلة، وبعدها نسمع صوت المعلمة نيفين وهى تحسهم على النزول من السيارة، وعند وجود الأطفال فى منطقة الهرم نسمع صوت للرياح، وعند وجودهم داخل الهرم نسمع رنين صدى صوت الكاهن، وكذلك صوت بسيط لتكسير حجارة مع موسيقى ترقب، وكذلك صوت خطوات منتظمة لجنود حراسة صرح الملك خوفو.قام دكتور محمد سعد بالاستعانة بفريق العمل بتجهيز قاعة صلاح جاهين باستخدام بناء معدنى وخشبى، وإنشاء هذ الصرح كمكان للعرض المسرحى، وهو يتناسب مع العرض المقدم، وأى عرض آخر للعرائس، فهو مجهز بفتحات لدخول وخروج الممثلين والديكور، وكذلك مجهز بأجهزة الإضاءة والصوت على الرغم من أن محرك العرائس بعيد عن خشبة المسرح بمسافة لا تقل عن أربعة أمتار، وعلى الرغم من طول المسافة وامتداد الخيوط فإنه وباحترافية محركى العرائس تغلبوا على ذلك، وهذا الصرح يعتبر إضافة كبيرة للبيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية، واتمنى أن يستغل هذا الصرح المتميز ويعاد فيه العرض المسرحى مملكة السحر والأسرار مرات ومرات فهو عرض ممتع للطفل والأسرة، كما أتمنى أن يقدم فيه العديد من العروض الأخرى.كل التحية والتقدير للدكتور محمد سعد على إنشائه هذا الصرح المضاف كمكان لعروض مسرح العرائس، والتحية للمخرج عماد عبدالعظيم لمجهوده الكبير فى إخراج هذا العرض المنضبط رغم تفاصيله الكثيرة، والذى أسعد الطفل والأسرة والشكر موصول لكل فريق العمل.أبطال العرض: سنكتب اسم الشخصية ثم من قام بالأداء الحركى وبعدها من قام بالأداء الصوتى.رجل المنظار وباسم (باسم نور)، (هبه محمد)، ميس نيفين (أحمد عبدالسلام)، (نورهان هانى)، عمر (نور شرقاوي)، (عبدالرحمن طارق)، فريدة (كريم فؤاد)، (دعاء محمد)، الكاهن (هشام إبراهيم)، (هانى إبراهيم)، بيومى (هشام إبراهيم)، (حسن الشريف)، محب (إيهاب علوان)، (إيهاب علوان)، الحية (محمد جاد – دعاء محمد)، (وفاء السيد)، طائر البينو (عماد عبدالعظيم، هبة محمد)، (باسم نور)، الأنوبيس (أحمد طارق)، (عماد عبدالعظيم).أبطال المسرح الأسود:هبة محمد، دعاء محمد، إيهاب علوان، أحمد صلاح، أحمد حسن، خالد عبد الحافظ.تصميم عرائس (د. أمير عبدالمسيح)، مادة فيلميه (ضياء داوود)، تنفيذ ديكور (أبوالعلا صابر)، فنى إكسسوار (موسى سعد، يوسف السيوفى)، تصميم دعاية (أحمد زغلول)، مساعد مخرج (هبة محمد)، مخرج منفذ (دعاء محمد).