أحتفظ تحت رقم «137» بنص مخطوطة مسرحية «أوهام» لفتحى فضل، الذى يحمل رقم وارد مسرحيات «26» بتاريخ 5/2/1986. ومن الوثائق الرقابية المرفقة به، خطاب رسمى من النشاط الرياضى إلى مدير الرقابة، جاء فيه: مرسل لسيادتكم أصل وصورتين لمسرحية «أوهام» تأليف الأستاذ فتحى فضل المشترك بها فريق شركة النصر للغزل والنسيج والصباغة بالمحلة الكبرى فى مسابقة دورى الشركات المسرحية لعام 85/86.كتبت الرقيبة «لواحظ عبد المقصود» تقريرًا ذكرت فيه ملخصًا للمسرحية، قالت فيه: تدور أحداث المسرحية حول شخصية عبدالحميد، وهو فنان تشكيلى أمضى سنين طويلة من حياته فى فرنسا، وعندما حضر إلى مصر أرسله أبوه «مختار» إلى قصر مهجور فى إحدى القرى، وهناك تتوالى الأحداث المثيرة فيتقابل مع الخفير «أيوب» وزوجته «أم الخير»، وكذلك يفاجأ بوجود سيدة فى مقتبل العمر تدعى أن اسمها ليلى وأنها ابنة مختار، ثم يظهر «رفعت» ويدعى أنه أستاذ جامعى فى علم النفس وتختفى ليلى وتظهر فى صورة أستاذة جامعية زميلة «رفعت»، ويوهما عبدالحميد أن مختار قتل ابن أخته ليستولى على ميراثها ثم يختفيان. وعندما يحضر «مختار» ويخبره عبدالحميد بالأشخاص التى قابلها والحديث الذى دار بينهما يوهمه مختار أن شيئًا من ذلك لم يحدث وأنه قد أصيب بالجنون لذلك فقد أحضر له طبيبًا فى الأمراض العصبية ويفاجأ عبد الحميد أن الدكتور ما هو إلا «رفعت»! وبعد حديث بين الثلاثة يكتشف عبد الحميد الحقيقة وهى أن أخوه مختار اتفق مع زوجته ليلى ووالدها وأيوب وزوجته على أن يقودا بكل هذه الإجراءات ليثبتوا أنه مجنون وبذلك يستطيع «مختار» أن يحجر عليه ويستولى على كل ميراثه، حيث إنه كان أخوه لأبيه فقط! وينهار الجميع أمام كشف الحقيقة ويبرر أيوب موقفه لأن مختار وعده أن يملكه خمس أفدنة وكذلك ليلى برأت نفسها بأن مختار هددها أن يسجن والدها بأن يقدم وصل الأمانة الذى كان قد كتبه على نفسه إلى البوليس! ويظهر عبدالحميد مكبلًا، ويأخذ فى محاسبة شقيقه ولكن مختار يغافل عبدالحميد ويستولى على مسدسه ويطلق عليه الرصاص فيقع عبدالحميد على الأرض وينهار مختار ويخرج وقد انتابته نوبة هستيرية. وبعد ذلك يقف عبد الحميد ونفهم من خطاب كتبه لأحد أصدقائه فى فرنسا أن المسدس فشنك.وأنهت الرقيبة تقريرها برأى قالت فيه: تعالج المسرحية مشكلة من أهم المشاكل الاجتماعية ألا وهى النزاع على الميراث، فقد أدى الطمع وحب المال إلى أن يتهم الأخ أخوه بالجنون فى سبيل الحصول على الميراث دون الاهتمام بالروابط الأبوية والاجتماعية، وهذا يؤدى بدوره إلى تفكك المجتمع وعدم الاستقرار. وأرى لا مانع من العرض”. ثم تأشيرة من مدير الرقابة، جاء فيها: “سبق الترخيص بهذه المسرحية ولا مانع من الترخيص بها”.أما الرقيبة «فادية محمود بغدادي» فكتبت فى تقريرها ملخصًا أكثر وضوحًا وإقناعًا، قائلة فيه: يعود عبد الحميد حمدى أستاذ الفنون الجميلة من فرنسا وينصحه شقيقه مختار أن يقضى عدة أيام فى قصره بالريف حيث الخضرة والهدوء والجمال. ويستقبله بالقصر الخفير أيوب وزوجته أم الخير ويسعد بلقائهما لأنه وجد فيهما البساطة والطيبة.. ويحادث مختار شقيقه ويعتذر له عن بعض السخافات التى تحدث بالقصر وتنقطع المكالمة دون أن يوضح له ما يعنى.. وعند انصراف أيوب وأم الخير تنقطع الكهرباء ويحدث برق ورعد وأصوات نباح كلاب وعواء ذئ.. ويسمع صوت خطوات.. وفجأة يرى خيال امرأة.. ثم طرق على باب القصر وعندما يفتح تدخل ليلى التى تعرفه أنها ابنة مختار وهى معيدة بجامعة الإسكندرية وتعد رسالة الدكتوراه عن الأشباح وكيف أن بعض الأشخاص يتوفر فيهم تركيزات كيماوية فى الدم تساعد على الخيالات والأوهام.. ويرسم عبد الحميد صورة لليلى.. وأثناء الرسم تخبره أن والدها ورث القصر بعد أن ماتت صاحبته وهى ميرفت ابنة خال مختار وقد ماتت بعد أن ألقت بنفسها من الشرفة.. وتنصرف ليلى من القصر، وعندما يأتى مختار ويعرفه عبدالحميد بالأحداث التى مرت به وكيف أن ليلى ابنته فتاة مدهشة لكن مختار ينكر أن له ابنة لأنه لم يتزوج كما يعرفه أن أيوب وأم الخير قد ماتا محترقان منذ فترة وأنه لم يحادثه تليفونيًا.. وهو يخشى أن يكون قد أصيب بالجنون كوالدته.. لأن كل الأحداث التى رواها له أوهام.. وينصرف مختار ليأتى له بطبيب وفى تلك الأثناء تظهر ليلى ومعها الدكتور رأفت الذى يشرف على رسالتها.. ويبدأ الاثنان فى سرد بعض الأحداث على عبد الحميد حتى يتأكد من أن مختار قد ارتكب جناية قتل فقد قتل ميرفت بأن وضع لها سمًا بطيئًا فى طعامها.. وتمر الأحداث ويتأكد عبد الحميد من كل ما حدث له حقائق وليست أوهامًا.. وأن مختار فعل كل ذلك حتى يتصل عبد الحميد بالنيابة ويبلغ عن جريمة وهمية وبذلك يعلن جنونه أمام جهة قانونية ويصبح مختار له الحق وحده فى الميراث.. وتمر الأحداث ويثبت عبد الحميد لأخيه أنه عاقل وأنه اكتشف كل خططه التى تمت بمعاونة ليلى ووالدها وأيوب وزوجته. كما يعرفه أن والده قد تنازل عن الميراث له وهذه الورقة تثبت ذلك. ويطلق مختار الرصاص على أخيه.. ويظن أنه قتله ويبدأ فى الاضطراب والهذيان ويردد قتلت أخى.. فى حين أن الرصاصة كانت من مسدس صوت.واختتمت الرقيبة تقريرها برأى قالت فيه: “المسرحية تبين عاقبة الطمع والجشع.. فقد رسم مختار خطة محكمة ليدفع بأخيه إلى الجنون حتى يفوز بالميراث وحده.. لكنه يُصاب هو بالجنون بعد أن ظن أن الثروة ضاعت من يده وأنه قتل أخيه. لا ما نع من التصريح بهذا النص وهو خال من الملاحظات الرقابية”. وبناءً على ذلك كتب مدير الرقابة تقريرًا نهائيًا، قال فيه: “مختار أخ غير شقيق يتآمر على أخيه عبدالحميد الفنان محاولًا مع عصابة من زوجته وحماه وخادم الفيلا أن يدفعه للجنون بأحداث حدثت غير طبيعية بالفيلا لتدفعه للجنون، فيكتشف اللعبة ويوقع بالجميع.. والنص ببساطة يقول إن من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، وأرى اعتماد الترخيص بالنص بدون ملاحظات». وأشّر المدير العام على ذلك بقوله: «تراعى القيم وأهمية الموضوع المتناول مع البعد عن المشاهد المخلة». وفى نهاية النص جاء الترخيص وهذا نصه: “سبق الترخيص بهذه المسرحية ولا مانع من الترخيص بها لشركة النصر للغزل والنسيج، على أن يراعى حفظ الآداب العامة فى الأداء والحركات والملابس، وإخطار الرقابة بموعدى التجربة النهائية، والعرض الأول لهذه المسرحية حتى يتسنى بعد مشاهدتها الترخيص بصيغة نهائية. [خاتم الرقابة] ترخيص رقم «30» بتاريخ 18/2/1986”.مسرحية المماليكأحتفظ بنصها المخطوط تحت رقم «141» تأليف فتحى فضل، إخراج محمد الشهاوى، لصالح الثقافة الجماهيرية، مديرية الثقافة بكفر الشيخ، قصر ثقافة دسوق، وتحمل رقم وارد مسرحيات «208» بتاريخ 20/8/1987. وكتب الرقيب «عصام عبد العظيم» ملخصًا لموضوعها فى تقريره، قال فيه: تحكى المسرحية عن قصة حب تجمع بين اثنين من العاشقين «عيشة وحسين» اللذين نشآَ وترعرعا فى أحد أحياء القاهرة. ولكن رغم قصة حبهما فإن الظروف تحول دون إتمام موضوع زواجهما، عندما تدخل والد عيشة وزوّجها من ثرى تاجر من الأغنياء وذلك حتى يتسنى له أن يهجر الكَفر.. ويهجر الكَفر بعد طول معاناة معه.. ورغم أنه يعلم بقصة حب عيشة وحسين إلا إنه يضرب بهذا عرض الحائط ويزوجها أى يبيعها للحاج خليل الرجل الكبير المسن، وذلك من أجل أن يمنع فى حياته ومن بعد مماته بكل ما يملك من ثراء وجاه وسلطان.. وتتوالى أحداث المسرحية إلى أن يشاع بأن الحاج خليل مريض وتأتى له عيشة بالطبيب الذى يقوله إنه سيموت وتفرح عيشة حتى تخلص من هذا الوهم وتعود لحسين رفيق عمرها وحبيبها، ولكنها كانت لا تعلم أن هناك من يطمع فيها من المماليك الأتراك الذين يحكمون البلد فحينما يعلمون بمرض الحاج خليل يرسل كل من إبراهيم بك ومراد بك مماليكهم وذلك للسيطرة على القصر وأخذ عيشة لتكون سيدة فى قصورهم. ويحدث هذا وتنشب معركة بين كل الأطراف: المماليك الذين يريدون أن يأخذوا عيشة بالقوة، وأهالى الحى الذين يدافعون عن ابنة حييهم.. ويدافع حسين وكل أهالى الحى عن عيشة، ولكن المماليك يقتلون الحاج خليل وينقذون عيشة وحسين بالقوة تنفيذًا لأوامر أسيادهم.. وتتوالى الأحداث فلا يسكت أهل الحى عن ذلك ويصلون الأمر لرجال ومشايخ الأزهر حتى يخلصوهم من هذا الاعتداء ويعيدون إليهم بيتهم. وتتوالى الأحداث ويأتى مراد بك كى ينفذ ما يريد ويعرض على عيشة أن تكون سيدة فى قصره، وتأبى عيشة وترفض وتعلن أنها ستنتقم منهم وذلك لقتلهم زوجها ويأتى إبراهيم بك ويعرض عليها نفس الأمر إلى أن يأتى مشايخ وعلماء الأزهر ويطلبون من إبراهيم بك ومراد بك إطلاق سراح عيشة وحسين ويجعلوهما طلقاء أحرارًا، ويخضع المماليك لأوامر علماء الأزهر وتنتهى المسرحية بعودة حسين لعيشة بعد طول معاناة وصبر.ويختتم الرقيب ملخصه هذا برأى أخير، قال فيه: “المسرحية رمزية تندد بقوى الاستعمار سواء كان هذا الاستعمار تركى أو صهيونى فى أن أى إمبريالى أو أى قوى من قوى الاستعمار الذى يريد أن ينال من أرض الكنانة وأرض الرسل والأنبياء مصر.. وأنه طالما بقى الأزهر وبقيت مآذن المحروسة سوف تظل مصر محروسة دائمًا وأبدًا. لا مانع من العرض دون أية ملاحظات رقابية».أما الرقيبة «نجلاء الكاشف» فقالت فى تقريرها: على الرغم من علم «سعفان» الحمّار بتلك العلاقة العاطفية التى تربط ابنته ووحيدته «عيشة» بابن جارتها «حسين» الحداد، وعلى الرغم من ارتباطه بقراءة الفاتحة مع والد الأخير، نجده يزوجها جبرًا إلى الحاج خليل التاجر الهرم طمعًا فى التمتع بأمواله وممتلكاته من بعده، بل يدفعه طمعه هذا إلى بيع حماره ليصبح بلا عمل منغمسًا فى شرب الخمر حتى الثمالة منتظر اليوم الذى تؤول إليه الثروة غير عابئ بما جره على ابنته من هموم وأحزان. وكم حاولت عيشة إطلاع حسين على وفائها وأملها فى الارتباط بعد وفاة زوجها الذى يعانى المرض الشديد، ولكنها فى كل مرة كانت تقابل بجفاء منه، لاعتقاده أنها إنما خانت وعدها معه. هذا وينتشر خبر مرض الحاج خليل لدرجة أنها وصلت إلى مسمعى توفيق وعثمان مملوكى كل من مراد بك وإبراهيم بك اللذين يسرعان للإقامة بالقصر انتظارًا لموته وللاستيلاء على جميع ممتلكاته بما فيها عيشة، لكنهما يفاجأن بشفائه واستنكاره لأفعالهما، لكن سرعان ما ينشب بين المملوكين صراع لاعتقاد كل منهما بأحقيته فى وضع يده على ممتلكات التاجر وزوجته، ويتطور الصراع إلى تبادلهما النيران والذى كان من نتيجته وقوع التاجر خليل صريعًا ولم يكتفيا المملوكان بذلك، بل أخذا يشعلان النار فى القصر وبيوت الحارة بأسرها، وفى النهاية يأخذ مملوك مراد بك عيشة وحسين اللذين أسرهما عند محاولة أهل الحى إنقاذهما، وسرعان ما ينتشر خبر حرق المماليك للحارة وأسرهم لعيشة وحسين، فيجتمع أهل المحروسة ويستنكرون ما حدث لحارة الخرنفش ويقررون الذهاب إلى مشايخ الأزهر ليشكوا لهم ما حدث من تعسف على أيدى مماليك مراد وإبراهيم بك. وبالفعل يعرضون الأمر على المشايخ الذين ذهبوا إلى حيث قصر مراد بك، وهناك يطالب الشيخ الشرقاوى مراد بك وإبراهيم بك الذى كان متواجدًا فى ذلك الوقت بفك أسر عيشة وحسين، فيرضخان للأمر خوفًا من غضبته. وهكذا تعود الفرحة لأهل الخرنفش بعودة عيشة وحسين اللذين جددوا وعدهما بالزواج بعد أن دانت لهما الأمور.وتختتم الرقيبة تقريرها برأى قالت فيه: “مسرحية سبق الترخيص بنصها من قبل، وتدور أحداثها فى العصر المملوكى فترة حكم كل من مراد بك وإبراهيم بك وهى تصور الصراع الذى كان قائمًا بينهما. والذى كان ضحيته الشعب المصرى الذى عانى الأمرين من جرار تعسف هذين المملوكين. وإنى أرى أنه لا مانع من الترخيص بهذا النص بعد حذف العبارات المشار إليها التالية: (ص9) عبارة سعيد: “ومن عبادى من أغنيته يفسد حاله”، لأنه حديث قدسى للرسول لم يأتِ المؤلف بنصه صحيحًا، كما قيل، فصحة الحديث كما جاء: “إن من عبادى من يصلح له الفقر، ولو أغنيته لفسد حاله، وإن من عبادى من يصلح له الغنى ولو أفقرته لفسد حاله”. ولذا وجب التنبيه منعًا للتحريف. (ص23) عبارة خليل لعيشة “وناعمة زى الزبدة” آداب عامة”. وبذلك جاء نص التصريح هكذا: “لا مانع من الترخيص بنص مسرحية «المماليك» لقصر ثقافة دسوق على أن يراعى حفظ الآداب العامة فى الأداء والحركات والملابس وحذف ص (9، 23)، وإخطار الرقابة بموعدى التجربة النهائية والعرض الأول لهذه المسرحية حتى يتسنى بعد مشاهدتها الترخيص نهائيًا [خاتم] ترخيص رقم «188» بتاريخ 7/9/1987”.