سراج منير ممثل الطبقات الراقية

سراج منير ممثل الطبقات الراقية

العدد 634 صدر بتاريخ 21أكتوبر2019

الفنان القدير سراج منير - واسمه طبقا لشهادة الميلاد: سراج منير عبد الوهاب حسن - ممثل ومخرج متميز ومنتج سينمائي أيضا، وهو من مواليد الخامس عشر من يوليو عام 1904 بحي “باب الخلق” بمحافظة “القاهرة، وإن كان قد نشأ في حي “شبرا” بعدما انتقل مع أسرته إلى هذا الحي العريق. وهو ينتمي لأسرة ثرية فوالده عبد الوهاب بك حسن كان مديرا للتعليم في المعارف، ومن أخوته حسن وفطين عبد الوهاب اللذين أصبحا فيما بعد من كبار مخرجي السينما. وقد بدأت هواية سراج منير لفن التمثيل أثناء مرحلة الدراسة الثانوية، وبالتحديد عندما التحق بفريق التمثيل بالمدرسة “الخديوية”
جدير بالذكر أن هوايته للتمثيل قد بدأت بعد حادثة طريفة حدثت له عام 1922، وذلك حينما دعاه بعض أصدقائه إلى سهرة في منزل أحد الزملاء، وعندما وصل في الموعد المحدد للسهرة بالمنزل المقصود فوجئ بأنها عبارة عن إحدى المسرحيات التي يشارك جميع الحاضرين في تمثيلها على خشبة مسرح نصب في حديقة المنزل، وبالتالي كان يومئذ هو المتفرج الوحيد. وقد تركت هذه الحادثة أثرا في نفسه حيث ولدت في داخله هواية التمثيل ليقوم بعد ذلك بممارستها بشغف، ولذا فقد ظل مخلصا لهوايته حتى أنهى دراسته الثانوية وسافر إلى ألمانيا لدراسة الطب، حيث أوفدته عائلته في عشرينيات القرن الماضي إلى “ألمانيا” لدراسة الطب.
وفي “ألمانيا” حدثت تطورات غيرت مسار حياته، فقد كان المبلغ الذي ترسله له أسرته قليلا، مما جعله يفكر في البحث عن مصدر آخر لزيادة دخله طوال فترة الدراسة. وقد وجد الحل عندها تعرف في أحد النوادي بالمصادفة على مخرج ألماني سهل له العمل في السينما الألمانية مقابل مرتب ثابت، وبدلا من التركيز والتفرغ لدراسة الطب أخذ يطوف أستوديوهات” برلين”، عارضا مواهبه حتى استطاع أن يظهر في بعض الأفلام الألمانية الصامتة، وبالتالي فقد صرفه الإهتمام بالسينما عن دراسة الطب، فهجرها لدراسة السينما. خاصة بعدما التقى في ألمانيا بالفنان محمد كريم، الذي شجعه على دراسة الإخراج السينمائي معه، وبعد عام واحد في برلين انتقل إلى مدينة “ميونخ” والتي كان بها أكبر مسرح  في ألمانيا آنذاك، وخلال تلك الفترة توثقت علاقته بالفنان فتوح نشاطي الذي كان في جولة بأوربا لدراسة الفن.
وقبل أسابيع من بداية الحرب العالمية الثانية قرر العودة إلى “مصر” بمجرد تلقيه برقية من فرقة مسرحية تستدعيه للعمل معها، فترك ألمانيا على الفور عائدا إلى وطنه، وكانت هذه البرقية لحسن الحظ بمثابة المنقذ له من الأسر، حيث بدأت “ألمانيا” الحرب بدخول” النمسا” وتفاقمت الأوضاع، ولم يتمكن أي مواطن مصري من الخروج آنذاك منها إلا بعد مرور ست سنوات من تاريخ وصوله واستقراره بوطنه.
بعد عودته إلى “مصر” عمل لفترة مترجما في مصلحة التجارة، ثم تم اختياره بعدها للعمل ممثلا في الأفلام، حيث قام صديقه المخرج القدير محمد كريم باختياره لبطولة فيلمه الأول “زينب”، وهو فيلم صامت أنتج عام 1930 ومثل فيه أمام الفنانة بهيجة حافظ، وكان هذا الدور من أول أدواره في السينما المصرية.
اشتهر الفنان سراج منير في السينما بتجسيد شخصيات الباشوات والبكوات ورجال الأعمال، والرجل الأرستقراطي المتعالي والمتمسك بتقاليد طبقته، أو رجل القضاء المحافظ على تقاليد مهنته، كما برع في أداء الشخصيات التاريخية، ربما ساعده في ذلك بعده المادي وتمتعه بقوام فارع ممتلئ وملامح جادة تبعث على الإحترام، ولكن يجب التنويه في هذا الصدد إلى أنه قد نجح أيضا في تقديم بعض الأدوار الكوميدية التي تعتمد على كوميديا الموقف الراقية، وخاصة تلك التي تبع من التناقض بين مظهره الوقور وبين بعض السلوكيات الشعبية.  
ويحسب في رصيد الفنان سراج منير مشاركته بالإنتاج، ففي الوقت الذي تدهورت فيه صناعة السينما وفقدت سمعتها وهبطت الإيرادات بعدما تكررت وتدنت موضوعات الأفلام كنتيجة لاقتحام أغنياء الحرب للسينما، قرر الفنان سراج منير اقتحام مجال الإنتاج السينمائي. وكان هدفه أن يكون منتجا مثاليا يرقى بصناعة السينما، ولذا فقد اختار قصة وطنية تصور حقبة من تاريخ مصر وتعالج الفساد والرشوة التي عاشت فيها البلاد، وقام بانتاج فيلم “حكم قراقوش” عام 1953، والذي تكلف إنتاجه أربعين ألفا من الجنيهات، بينما إيراداته لم تتجاوز العشرة آلاف، مما اضطره إلى رهن الفيلا التي كان قد انتهى من بنائها حديثا (لتكون عش الزوجية مع زوجته الفنانة ميمي شكيب)، وقد كانت هذه الخسارة أو الصدمة عنيفة عليه جدا حتى أنها أصابته بالذبحة الصدرية وهو في تمام عافيته.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة المشاركات الفنية للفنان القدير سراج منير طبقا لاختلاف القنوات الفنية مع مراعاة التتابع الزمني كما يلي:
أولا - إسهاماته المسرحية:
ظل المسرح هو المجال المحبب للفنان سراج منير، فهو المجال الذي مارس من خلاله هوايته لفن التمثيل، كما تفجرت من خلاله أيضا موهبته التي أثبتها وأكدها  ولذا كان من المنطقي أن يشارك في بطولة عدد كبير من المسرحيات المتميزة، ثم يشارك بعد ذلك في إخراج عدد كبير من المسرحيات أيضا. ويجب التنويه إلى أن بدايات الفنان سراج منير المسرحية كانت من خلال مسارح: “رمسيس”، القومية”، ثم اختتم مسيرته الفنية بفرقة “الريحاني”.     
فعندما جرفه الحنين للتمثيل بعد عودته من ألمانيا إلى” مصر” انضم لفرقة “رمسيس” (للفنان يوسف وهبي)، ثم للفرقة القومية عند تأسيسها عام 1935. وقد أوفدته الفرقة عام 1937 في بعثة إلى “ألمانيا” لدراسة التمثيل والإخراج المسرحي، وعند عودته من البعثة عام 1939 أسند إليه مهمة الإخراج بجانب التمثيل، فقام بإخراج المسرحيات عدد من المسرحيات من بينها: مصرع كليوباترة، عبيد الذهب، القضاء والقدر، النائب العام، أول بختي .
وجدير بالإشارة إلى أن الفنان سراج منير في بداية حياته المسرحية حرص على أن يقوم فقط بتجسيد الأدوار الرصينة فقط التي تتميز بالجد والرزانة، وظل يتمسك بأدائها حرصا على مظهره الإجتماعي، إلا أن الفنان زكي طليمات أثناء إعداده لإخراج أوبريت “شهرزاد” قام بترشيحه للقيام بدور “مخمخ” فثار سراج منير وغضب واتهم زكي طليمات بأنه يريد تحطيم مكانته الفنية، لكن الرائد طليمات الذي كان عنيدا جدا في عمله، أصر على إسناد الدور له، فاضطر “سراج منير” إلى التنازل والقيام به، وبعد عرض المسرحية أرتفع أسمه إلى قمة المجد كممثل مسرحي، واكتشف في نفسه منذ ذلك التاريخ موهبة جديدة كممثل كوميدي، خاصة بعدما أكدها حينما أسند إليه أيضا دور البطولة في المسرحية الهزلية “سلك مقطوع” - بسبب مرض بطلها الفنان  فؤاد شفيق - ونجح في أداء الدور نجاحا كبيرا فاق جميع التوقعات.
وفي آواخر الأربعينيات التحق بفرقة “الريحاني” في عصرها الذهبي، وعقب وفاة مؤسسها نجيب الريحاني أسند إليه المبدع بديع خيري (شريك وتوأم روح “الريحاني”) مهمة إخراج مسرحيات الفرقة إلى جانب مشاركاته بالتمثيل، وظل يعمل بها حتى تاريخ وفاته. وقد أخرج للفرقة خلال تلك الفترة عددا كبيرا من المسرحيات التي شارك في بطولتها أيضا، وكانت جميعها من إقتباس وإعداد بديع خيري.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة إسهاماته المسرحية طبقا للتتابع التاريخي مع مراعاة إختلاف الفرق المسرحية وطبيعة الإنتاج كما يلي:
أ- في مجال التمثيل:
يحسب له بمجال المسرح تميزه في تجسيد عدد من الشخصيات الدرامية المركبة ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر: السائق بمسرحية “الخطر”، محسن بمسرحية “شارع البهلوان”، فؤاد بك بمسرحية “أول بختي”، يحيى البرمكي بمسرحية “العباسة”، الكونت بمسرحية “تاج المرأة”، دارلنجتون بمسرحية “مروحة الليدي وندرمير”.
هذا ويمكن تصنيف إسهاماته في مجال التمثيل المسرحي طبقا لاختلاف طبيعة الإنتاج والفرق المسرحية مع مراعاة التتابع التاريخي كما يلي:
1 - بفرق “مسارح الدولة”:
- “القومية”: الفاكهة المحرمة (1936)، مروحة الليدي وندرمير (1942)، سلك مقطوع (1942).
- “المصرية للتمثيل والموسيقى”: شارع عماد الدين، أدم وحواء (1943)، مرتفعات وذرينج، شارع البهلوان (1944)، سكرتيرها الخاص، العباسة، تاج المرأة (1945)، أول بختي، العشرة الطيبة (1946)، فاجعة على المسرح (1949).
ثانيا - بفرق القطاع الخاص:
- “رمسيس”: الخطر (1933)، بنات الريف (1937)، الجاسوس (1945).
- “الريحاني”: 30 يوم في السجن أحب حماتي (1949)، احترس من الستات، أنت وهو، من أين لك هذا ؟، الستات لبعضهم، أشوف أمورك أستعجب (1950)، تعيش وتاخد غيرها، ابن مين بسلامته؟ (1952)، وراك وراك والزمن طويل، لزقة إنجليزي، الحكم بعد المداولة (1953)، حسن ومرقص وكوهين، حكاية كل يوم، الدلوعة، الرجالة ما يعرفوش يكدبوا، قسمتي، يا سلام على كده، لو كنت حليوة، ما حدش واخد منها حاجة (1954)، كان غيرك أشطر، أنوار بغداد (1955)، على عينك يا تاجر، أروح فين من الستات مصر في 1956، أوعى تعكر دمك، إبليس وشركاه، إللي يعيش ياما يشوف (1956)، الدنيا لما تضحك، حسب الخطة الموضوعة، حماتي بوليس دولي، خليني أتبحبح يوم، إللي يلف يتعب، كلام في سرك (1957).
وجدير بالذكر أنه ومن خلال مجموعة المسرحيات التي شارك في بطولتها قد تعاون مع نخبة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة:عزيز عيد، يوسف وهبي، زكي طليمات، فتوح نشاطي، أحمد علام.
ب - في مجال الإخراج:
ساهم بإخراج عدد كبير من المسرحيات سواء بفرق مسارح الدولة (القومية، المصرية للتمثيل والموسيقى) أو فرقة “الريحاني”، وقد حقق بعضها نجاحا كبيرا على كل من المستويين الجماهيري والأدبي، وفيما يلي تفاصيل المسرحيات التي قام بإخراجها.
1- بمسارح الدولة (المسرح القومي):
مصرع كليوباترة (1939)، عبيد الذهب، القضاء القدر (1940)، النائب العام (1941)، أول بختي (1946)، صلاح الدين ومملكة أورشيم (1947).
2 - بفرقة “القطاع الخاص (فرقة الريحاني):
أحب حماتي (1949)، احترس من الستات، أنت وهو، الستات لبعضهم، من أين لك هذا ؟، أشوف أمورك أستعجب (1950)، تعيش وتاخد غيرها، ابن مين بسلامته؟ (1952)، الحكم بعد المداولة، وراك وراك والزمن طويل، لزقة إنجليزي (1953)، حسن ومرقص وكوهين، حكاية كل يوم، الدلوعة، الرجالة ما يعرفوش يكدبوا، قسمتي، يا سلام على كده، لو كنت حليوة، ما حدش واخد منها حاجة (1954)، كان غيرك أشطر، أنوار بغداد (1955)، أروح فين من الستات، مصر في 1956، على عينك يا تاجر، أوعى تعكر دمك، إبليس وشركاه، إللي يعيش ياما يشوف (1956)، حسب الخطة الموضوعة، حماتي بوليس دولي، خليني أتبحبح يوم، كلام في سرك، إللي يلف يتعب (1957).

ثانيا - أعماله السينمائية:
لم تستطع السينما الإستفادة بصورة كاملة من إمكانيات وخبرات هذا الفنان القدير وموهبته الكبيرة، وذلك بالرغم من مشاركته في أداء كثير من الأدوار الرئيسة وبعض البطولات الثانوية فيما يقرب من مئة وعشرين فيلما، حيث لم يمنح فرصة البطولة المطلقة إلا بعدد قليل جدا من الأفلام (بالتحديد بثمانية عشر فيلما) ومن أهمها: زينب، عنتر وعبلة، شمشون الجبار، مغامرات عنتر وعبلة، الشرف غالي، دماء في الصحراء، ليت الشباب، أبو زيد الهلالي، التضحية الكبرى، أسير الظلام، عنتر ولبلب. هذا وقد تنوعت أدواره السينمائية بشدة بين مجموعة من الأفلام التجارية التي حاول منتجوها إرضاء رغبات الجمهور وشباك التذاكر!! وبين مجموعة من الأفلام السينمائية الجادة.
كانت بدايته السينمائية بفيلم “زينب” عام  1930، من إخراج محمد كريم، وبطولة بهيجة حافظ، دولت أبيض، وزكي رستم، في حين كانت آخر أفلامه “أنا الشرق” عام 1958، من إخراج عبد الحميد زكي، وبطولة حسين رياض، جورج أبيض، جميل راتب. وقد ذكرت بعض المصادر بأن أجر أول فيلم تلقاه الفنان سراج منير كان 150 جنيها في حين كان آخر أجر له هو ثلاثة آلاف جنيه.
هذا وقد وصل رصيده السينمائي خلال أقل من ثلاثين عاما (بالتحديد 28 عاما) إلى أكثر من مائة وعشرين فيلما. وبصفة عامة يحسب له ذلك التنوع الكبير في أدواره ونجاحه في تجسيد عدد كبير من الشخصيات الدرامية ومن بينها عل سبيل المثال: يزيد بن عبد الملك بفيلم “صبابة”، عنترة بن شداد في الأفلام الثلاثة: “عنتر وعبلة”، مغامرات عنتر وعبلة”، المليونير”، عنتر في فيلم “عنتر ولبلب”، مصطفى باشا عبد الرحمن بفيلم “إني راحلة”، شكري باشا بفيلم “بيومي أفندي”، عبد الرحيم باشا بفيلم “ليلة الحنة”، زهير بك بفيلم “معلهش يا زهر”، العنتبلي بك بفيلم “المهرج الكبير”، منير بك الديناري بفيلم “دهب”، الضابط فهيم بفيلم “البؤساء”، مدير المباحث بفيلم “سمارة”، الدكتور سامي بفيلم “رصاصة في القلب”، عباس أبو الدهب بفيلم “البنات شربات”، مراد أفندي بفيلم “بيت الأشباح”.
هذا وتضم قائمة مشاركاته السينمائية الأفلام التالية: زينب (1930)، أولاد الذوات (1932)، ابن الشعب (1934)، الحل الأخير (1937)، ساعة التنفيذ (1938)، سي عمر (1941)، وادي النجوم، رابحة، البؤساء (1943)، حنان، حبابة، رصاصة في القلب (1944)، الفنان العظيم، بنات الريف، قلوب دامية، عنتر وعبلة، هذا جناه أبي (1945)، الملاك الأبيض، سر أبي، النائب العام، ملاك الرحمة، يد الله، شمعة تحترق (1946)، القناع الأحمر، ضربة القدر، أبو زيد الهلالي، أسير الظلام، التضحية الكبرى، المتشردة، ملائكة في جهنم، أحكام العرب، ابن عنتر، ثمرة الجريمة، شبح نص الليل، جحا والسبع بنات (1947)، الشاطر حسن، البوسطجي، شمشون الجبار، هارب من السجن، مغامرات عنتر وعبلة، ليت الشباب، الواجب، الحب لا يموت (1948)، بيومي أفندي، كرسي الاعتراف، أمينة (1949)، المظلومة، ماكانش عالبال، دماء في الصحراء، المليونير، أمير الانتقام، معلش يا زهر (1950)، ورد الغرام، ليلة الحنة، قطر الندى، السبع أفندي، جزيرة الأحلام، أولاد الشوارع، انتقام الحبيب، الدنيا حلوة، البنات شربات، نهاية قصة، ظهور الإسلام، بيت الأشباح، الشرف غالي (1951)، الإيمان، عايزة أتجوز، عنتر ولبلب، المنزل رقم 13، بنت الشاطيء، المهرج الكبير، سيدة القطار، من القلب للقلب، لحن الخلود (1952)، حكم الزمان، دهب، مؤامرة، وفاء، قطار الليل، السيد البدوي، حكم قراقوش، كلمة الحق، نشالة هانم (1953)، عفريتة إسماعيل ياسين، جعلوني مجرما، ليلة من عمري، انتصار الحب، الملاك الظالم، أرحم دموعي (1954)، قصة حبي، أيام وليالي، الحبيب المجهول، إني راحلة، سيجارة وكاس، نهارك سعيد، دموع في الليل، ليالي الحب، أيامنا الحلوة، القلب له أحكام، معهد الرياضة والرقص، الجسد، عهد الهوى، الله معنا (1955)، إزاي أنساك، العروسة الصغيرة، سمارة، شباب امرأة، صحيفة السوابق، وداع في الفجر (1956)، الحب العظيم، أنت حبيبي، المجد، نهاية حب، علموني الحب، نساء في حياتي، تمر حنة، الوسادة الخالية، بنات اليوم (1957)، حتى نلتقي، أنا الشرق (1958).
ويذكر أنه قد تعاون من خلال مجموعة الأفلام السابقة مع نخبة متميزة من كبار مخرجي السينما العربية وفي مقدمتهم الأساتذة: محمد كريم، يوسف وهبي، كمال سليم، نيازي مصطفى، عبد الفتاح حسن، حسن عبد الوهاب، ولي الدين سامح، أحمد بدرخان، أحمد كامل مرسي، محمد عبد الجواد، أحمد سالم، السيد زيادة، فؤاد الجزايرلي، كامل التلمساني، حمادة عبد الوهاب، أنور وجدي، إبراهيم عز الدين، محمد صالح الكيالي، بهاء الدين شرف، السيد بدير، حسين فوزي، عبد الحميد زكي، صلاح أبو سيف، هنري بركات، إبراهيم عمارة، عز الدين ذو الفقار، حسن الإمام، حسن رمزي، حلمي رفلة، أحمد خورشيد، عبد العليم خطاب، يوسف معلوف، فطين عبد الوهاب، سيف الدين شوكت، كمال الشيخ، يوسف شاهين، حسن الصيفي، عاطف سالم، حسن رمزي، حلمي رفلة، حلمي حليم، وذلك بالإضافة إلى بعض المخرجين الأجانب ومن بينهم الأساتذة: أبتكمان الصغير، جيفريدو الساتدريني، فيرنتشو.
وتجدر الإشارة أنه يمكن من خلال دراسة قائمة أعماله السينمائية رصد تعاونه مع بعض المخرجين الكبار في عدة أفلام، وفي مقدمتهم الفنان هنري بركات الذي أخرج له ثلاثة عشر فيلما (هي: هذا جناه أبي، الواجب، أمير الإنتقام، معلهش يا زهر، ورد الغرام، من القلب للقلب، لحن الخلود، حكم الزمان، ارحم دموعي، قصة حبي، أيام وليالي، بنات اليوم، حتى نلتقي)، ويليه المخرج يوسف وهبي إحدى عشر فيلما (ساعة التنفيذ، الفنان العظيم، بنات الريف، ملاك الرحمة، يد الله، شمعة تحترق، ضربة القدر، القناع الأحمر، بيومي أفندي، كرسي الإعتراف، أولاد الشوارع)، ويأتي في الترتيب بعدهما كل من المخرجين نيازي مصطفى، وفطين عبد الوهاب حيث أخرج كل منهما له ستة أفلام.
حياته الشخصية:
عرف عن الفنان سراج منير ثقافته العالية وعشقه للقراءة إلى درجة الإدمان، وذلك بخلاف أنه كان من أكثر الفنانين إلماما بقواعد اللغة العربية وأصول النحو والصرف، فقد كان واحدا من اثنين أو ثلاثة من الممثلين الذين يجيدون فن الإلقاء (من بينهم الفنانين: عبد الوارث عسر، أحمد علام، محمد توفيق) خصوصا في المسرحيات المكتوبة بالعربية الفصحى، فكان الممثلون والممثلات يلجئون إليه كثيرا لضبط التشكيل والتدريب على فن الإلقاء خصوصا عند مشاركاتهم بأعمال باللغة العربية الفصحى.
وتجدر الإشارة إلى أن الفنان سراج منير كان يبذل أقصى جهده دائما لكي يصبح علما بارزا من أعلام الفن، وذلك نظرا لأنه كان يشعر في قرارة نفسه بالندم لعدم استكماله دراسته للطب، خاصة بعدما عاد من ألمانيا ليجد كل أفراد أسرته قد اعتلوا مناصب بارزة ونالوا شهرة واسعة في الحياة الإجتماعية، وللأسف لم يكن الفن في ذلك الوقت من الأعمال المرموقة في الأوساط الإجتماعية التي كان ينتمي هو إليها، لهذا ظل يسعى ليصبح من كبار النجوم والمشاهير في دنيا الفن، ليعوض ذلك النقص الذي كان يشعر به في وسطه الإجتماعي.
ويذكر أن الفنان القدير سراج منير قد تزوج من الفنانة ميمي شكيب بعد قصة حب، وقد تم زفافهما عام 1942 بمباركة الفنان نجيب الريحاني الصديق المشترك لكل منهما، واستمر زواجهما قائما حتى رحل الفنان سراج منير عن الحياة في 13 سبتمبر عام  1957، وبالتالي فقد  استمرت حياتهما الزوجية لمدة 15 عاما. وقد اعتبر هذا الزواج آنذاك أحد أقوى الإرتباطات الفنية، حيث كان زواجا مبنيا على التفاهم والحب والإحترام المتبادل بين النجمين الكبيرين، وخاصة أنهما استطاعا التغلب على العديد من الصعاب التي واجهتهما قبل تحقيقه، والتي كان من أهمها تلك المعاناة الكبيرة التي عاشها الفنان سراج منير لفترة طويلة محاولا اقناع أسرة ميمى شكيب التي كانت رافضة بشدة إتمام هذا الزواج. وقد أخلصت الفنانة ميمى شكيب لحبها وذكراه فلم تتزوج بعد وفاته طوال حياتها (حتى تاريخ وفاتها عام 1982 أي بعده بحوالى عشرين عاما). وجدير بالذكر أن المسرح وبالتحديد فرقة “الريحاني” قد جمعت بين الزوجين كثيرا، كما عملا مع في بعض الأفلام السينمائية، ومن أشهر الأفلام التي جمعت بين النجمين الكبيرين - وكانا في معظمها يجسدان دور الحبيبين أو الزوجين - “الحل الاخير” عام 1937، “بيومى افندى” عام 1949، “نشالة هانم”، “ابن ذوات”، و”كلمة الحق” عام 1953.
وجدير بالذكر أنه توفي بعد رحلة عطاء فني استمرت أكثر من ثلاثين عاما، أثرى خلالها كل من المسرح والسينما بعدد كبير من الأعمال المتميزة، وكان حضوره فيهما مميزا وبارزا، وذلك بخلاف عطائه الإنساني الرائع فقد كان محبا للجميع ويمد يد العون والمساعدة لكل من يلجأ إليه، كما كان يتمتع بصداقات وطيدة وعلاقات رائعة تتسم بالحب والمودة والتعاون مع كل من شاركوه رحلته الفنية الطويلة، والتي انتهت بنهاية ميلودرامية، حيث حانت لحظة الوداع بعد عودته من رحلة فنية مع فرقة الريحاني بمدينة “الإسكندرية”، حيث كانت تقدم إحدى مسرحياتها هناك، وتحدث إلى زوجته في التليفون ليطمئن عليها ثم أقفل السماعة ورحل عن عالمنا، وهكذا كانت نهايته في هدوء ووقار يليق به.
حقا أنها مسيرة فنية ثرية نجح خلالها الفنان القدير سراج منير في حفر مكانة خاصة له في قلوب جمهوره الكبير - بمختلف الأقطار العربية الشقيقة - بموهبته المؤكدة وتلقائيته المحببة وإبداعاته المتنوعة والتزامه الشديد بالقيم السامية والأخلاقيات الرفيعة، وحرصه الدائم بالمحافظة على تقاليد المهنة والتمثيل المشرف للفنان المصري والعربي.


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏