المسرح التونسي في الدوريات المصرية 1936 - 1954

المسرح التونسي في الدوريات المصرية 1936 - 1954

العدد 761 صدر بتاريخ 28مارس2022

بدأت جريدة «أبو الهول» عام 1936 بالحديث عن فرقة «المستقبل التمثيلي» التي مثلت مسرحية «الأفريقية»، من تلحين سيد شطا، وقالت: «إن الإقبال كان عظيماً وقد أعجب المتفرجون بالمقدرة ومداها والتفاني في خدمة الفن للفن. وكم كان الإخراج بديعاً ولا سيما الفصل الثالث ومنظر السفينة الذي لم يألفه رواد المسرح العربي، ولا غرابة في جهود ونبوغ البارع المتفنن الأستاذ البشير المتهني ومن حوله من الفنانين الأفذاذ». كما نشرت الجريدة خبراً تحت عنوان «مهرجان فرع المسرح»، قالت فيه: «أقام فرع المسرح حفلة كبرى ألقيت بها مسامرة عن «التمثيل والممثل» وطائفة من شعر الشباب، وانتهت بتمثيل رواية بقلم السيد محمد المرزوقي عنوانها «السموم البيضاء»، وكانت حفلة لطيفة دالة على حركة مباركة وشعور بالواجب من طرف فرع المسرح».
ونشرت الجريدة خبراً بعنوان «وسيلة في صفاقس»، قالت فيه: «مثلت جمعية التهذيب رواية «المرأة المجهولة» وأسندت دور «جاكلين» إلى بطلة المسرح التونسي السيدة وسيلة صبري، فقامت به أحسن قيام حتى أنه بعد الرواية تقدم إليها جمهور من الفنانين شاكرين لها إبداعها ومقدرتها وحيث كان بطل الجمعية السيد حامد بو زيد انتقل أخيراً إلى رحمة الله فقد أبنته السيدة وسيلة صبري بخطاب بليغ قبل ابتداء التمثيل». وفي مارس نشرت الجريدة كلمة عن «محمد الحبيب»، قالت فيها: «من أبرز شخصيات المسرح التونسي الكاتب الروائي الكبير الأستاذ محمد الحبيب وقد تحدثت عنه الصحف أخيراً حديثاً طويلاً بمناسبة انضمامه إلى جمعية التمثيل العربي كعضو معتمد، والأستاذ قضى من عمره 15 عاماً في الفن والتأليف فقد كان من مؤسسي فرقة المستقبل التمثيلي ثم تولى إدارة فرقة السعادة التي مثلت لأول مرة الروايات المحلية النافعة وها هو اليوم شخصية بارزة في جمعية التمثيل العربي وفي جمعية الاتحاد المسرحي في الوسط المسرحي».
وفي مارس قالت الجريدة تحت عنوان «البرقع الممزق»: «قامت جمعية الشبيبة المدرسية بتمثيل هذه الرواية على مسرح قصر الجمعيات فنالت عظيم النجاح وكبير الاستحسان وكان يديرها الفنان البارع السيد بشير الرحال معرّب الرواية وأحد أبطال فرقة «المستقبل» وقد استحق شكر أهل الفن وجميع المتفرجين». وقالت تحت عنوان «المستقبل التمثيلي في بنزرت»: «إجابة لرغبة أهالي بنزرت فقد قامت إليهم برحلة فرقة المستقبل التمثيلي ومثلت على مسرح بلادهم رواية «عثمان النياس» التي مثلتها في العاصمة مرتين ناجحتين. وتستعد فرقة المستقبل التمثيلي، لتمثيل رواية «مملكة العجائب» وهي تلحينية فكاهية مؤثرة». وقالت تحت عنوان «ذيول القلاقل والاضطرابات»: «استدعى شيخ المدينة رؤساء الأجواق التمثيلية وأمرهم بتعطيل التمثيل مؤقتاً ريثما تهدأ الأفكار وفعلاً عدل فرع المسرح عن تمثيل العربي عن رواية «جيل اليوم»، والمستقبل التمثيلي عن رواية «ابن الراجا». وقالت تحت عنوان «عبد الرحمن الناصر»: «قامت أخيراً جمعية التمثيل العربي بتمثيل الدرة اليتيمة رواية «عبد الرحمن الناصر» وقد زادها رونقاً وبهاء تنقيح الكاتب الكبير الأستاذ محمد لبيب فجاءت تحفة فنية جميلة ونلاحظ على التمثيل والممثلين أن الأضواء كانت في بعض الأحيان غير مناسبة وأن قصر الزهراء في حاجة إلى أن يكون قصر الزهراء بمعنى الكلمة وأن اثنين من الممثلين استعملا البحة المصطنعة تقليداً للأستاذ عزيز عيد فنرجو منهما الإقلاع عنها أما الإقبال فقد كان عظيماً».
وفي أبريل 1936 قالت الجريدة تحت عنوان «جمعية التمثيل الأدبي»: «فاجأت جمعية التمثيل العربي رواد المسارح بروايتها الأخلاقية والاجتماعية الكبرى «جيل اليوم» التي دبجها يراع الكاتب الفاضل الأستاذ محمد الحبيب وكانت فكرة المؤلف في غاية الإصابة وفي الوقت المناسب. وكان الإقبال عظيماً والإخراج حسناً والحفظ متقوناً في الغالب. وقد لاحظنا في الفصل الأول وجود طقطوقتين من النوع المسمى فرانكوآراب ألقتهما الخادمة وعهدنا بالأستاذ المؤلف أنه أبغض الناس إلى هذا المزج. وما عدا هذا فالرواية مفيدة والحاجة إلى أمثالها شديدة وتقرر إعادة تمثيلها بسبب نجاحها في المرة الأولى». وتحت عنوان «رواية حمدان»، قالت: «مضى أكثر من شهر وجمعية التهذيب تعمل لإخراج رواية حمدان بعد أن كانت عازمة على تمثيلها أثناء عيد الأضحى ولا نعلم ماذا استقر عليه أمرها ولا متى ستمثل هذه الرواية». وتحت عنوان «فرقة المستقبل التمثيلي»، قالت: «أحيت ليلة زاهرة بالمسرح البلدي فرقة المستقبل التمثيلي حيث مثلت رواية «ابن الراجا» لأول مرة بالبلاد التونسية ونحن نشكر الفنان النابغ الأستاذ بشير المتهني وأفراد فرقته على عملهم المتواصل لرقي المسرح التونسي».
وفي يونية قالت جريدة «أبو الهول» تحت عنوان «الشباب المسرحي»: «تأسست أخيراً فرقة تمثيلية باسم «الشباب المسرحي» قوامها نخبة ممتازة من الشباب النير المثقف، والمنتظر أن يقوم بتمثيل رواياتها من منتصف يونيو الحالي وهي تمتاز بالإخلاص للأدب والفن وتعمل لإثبات قوة الشباب وتمسكه بمبدأ «الفن للفن» وقد علمنا أنها رغبت إلى الأديب الكبير الأستاذ المسرحي «وهو العلامة الجليل الشيخ الشاذلي السنوسي» أن يوليها بمساعدته وأن تكون تحت إشرافه فاستجاب رغبتها ووضع لذلك رواية اجتماعية مؤثرة للغاية عنوانها «فتاة اليوم». أما الرواية من حيث الأسلوب فمتعة عذبة النكتة لطيفة الملاحظة ولا نبالغ إذا قلنا إنها الأولى من نوعها فيما يقدم إلى المسرح العربي لا التونسي فقط وقد أخذت الصحف والمجلات بتونس في تمجيد المؤلف والشباب المسرحي».
وفي أغسطس 1939 قالت جريدة «أبو الهول» تحت عنوان «التمثيل في تونس»: «تستعد فرقة الاتحاد المسرحي الرسمية في تونس لموسم التمثيل القادم من الآن حيث أعلنت عن قبول الروايات المؤلفة والمعربة بواسطة لجنة فنية تمنح الفائزة منها جوائز مالية، كما ضمت هذه الفرقة بعض هواة الفن لتقوية جهازها الفني للموسم الجديد وكذلك بدأ الأعضاء المنشقون عن هيئة الاتحاد ينظمون أمورهم لتأليف فرقة قوية للتمثيل بالموسم المقبل فضلاً عن الفرق الصغيرة الهاوية كفرقتي الخضراء والشباب مما يبشر بأن يكون موسم التمثيل المقبل قوياً جداً. وتعمل فرق الطرب في العاصمة والشواطئ بمعدل أربع حفلات أو خمس في الأسبوع زيادة على حفلات المذياع اليومية».
وفي يوليو 1945 قالت مجلة «الصباح» تحت عنوان «الحركة الفنية في تونس»: «انتهى الموسم التمثيلي بانتهاء شهر يونيه، وقد قامت الجمعيات الفنية بمجهود كبير وفي مقدمتها جمعية الاتحاد المسرحي التي يديرها الأستاذ بشير المتهني، وجمعية الكوكب التمثيلي ومديرها الأستاذ محمد الحبيب. أما الأستاذ سيد شطا فهو يرأس فرقة المطربة شافية رشدي التي تعد المطربة الأولى في شمال أفريقيا. وهناك أيضاً فرقة فتحية خيري وحبيبة رشدي ووداد وعلي الرباحي والهادي الجويني. أما الأفلام السينمائية فإن الشعب التونسي يتهافت عليها وأن فيلم «حبابة» يعرض الآن لثالث أسبوع بنجاح كبير. والفيلم الذي ضرب الرقم القياسي هو «رابحة» لأن لغته مفهومة عند جميع التونسيين، وأن صورة «رابحة» تباع وتعلق في جميع المحال التجارية».
وفي مايو 1950 قالت مجلة «الصباح» تحت عنوان «يوسف وهبي بك يكرم الفنانين التونسيين»: «دعا صاحب العزة الأستاذ يوسف وهبي [رئيس اتحادات النقابات الفنية] بك جمعاً من أهل الفن والصحافة والأدب إلى حفلة شاي فاخرة بدار نقابة الممثلين مساء الجمعية الماضي لتكريم بعثة فنية من تونس الشقيقة، كتحية متواضعة لبلادهم ولصاحب السمو الباي، لقاء ما أفاءوا على بعثة الفرقة المصرية في تونس من حفاوة وإكرام. وقد افتتحت الحفلة بالسلام التونسي ثم السلام الوطني المصري على العود من الأستاذ سيد شطا. ثم ألقى الأستاذ أحمد عبد الرحمن قراعة المحامي كلمة بليغة وأعقبه الأستاذ زكي إبراهيم بزجل رائع وتحدث الأستاذ أحمد علام مرحباً بالضيوف وتحدث صاحب العزة يوسف وهبي بك حديثاً فياضاً بالوطنية والروح العربية وألقى الأستاذ عبد الله أحمد عبد الله كلمة ظريفة وتولى الرد على الخطباء بالشكر والتقدير الأستاذ نور الدين بن محمود مدير ورئيس تحرير الزميلتين التونسيتين «الأسبوع» و«الثريا» والدكتور طه الخميري والأستاذ مصطفى مهذب الجد رئيس معهد الموسيقى العصرية بتونس وكان جمع من الفنانات المصريات هن: أمينة رزق، وزوزو ماضي، وزينب صدقي، ومديحة يسري، وإيفون ماضي يتولين الترحيب بالضيوف والقيام على خدمتهم وافتتحت الحفلة بالهتاف لعاهلي مصر وتونس».
وفي مايو 1951 نشرت مجلة «الفن» حواراً بعنوان «حديث الفن مع محمد الحبيب المدير الفني لجمعية الكوكب التمثيلي»، كتبه وأرسله المراسل «محمد المخزوف» قال فيه: «يعتبر الأستاذ محمد الحبيب، عميد المسرح التونسي، وله أياديه البيضاء على هذا الفن وكثيرين من المشتغلين به، وقد رأيت أن أقدمه إلى «الفن» لتتولى تقديمه إلى قراء العربية، فذهبت إليه وما كاد يعرف مهمتي حتى ابتسم وقال: هذه هي المرة الأولى التي تعنى فيها مجلة فنية في مصر بالفنانين في الأقطار العربية .. وإن كان لا يستغرب من مجلة «الفن» العزيزة التي جعلت رائدها خدمة الفنانين العرب، فإليها وإلى صاحبها ومحرريها أقدم خالص شكري وامتناني .. ثم بدأت مهمتي: س: من المؤلفين من يعتمد في تأليف مسرحياته على تحليل حادثة واحدة، ومنهم من يعتمد على الإكثار من المواضيع في المسرحية الواحدة فأيهما تفضل؟ ج: ليست مسألة وحدة العمل الروائي في المسرحية مسألة تفضيل واختيار، إنما مسألة مراعاة قواعد المسرح المقررة. ولزيادة البيان أدلى بخلاصة ما أجمع عليه رجال الفن المسرحي: إن اتحاد جميع أجزاء العمل الروائي على إيجاد حادثة واحدة في المسرحية أو منعها والسير بها إلى الخاتمة بحيث تكون حادثة واحدة لا تتعدد، وتدور حولها جميع أجزاء العمل وترتبط بها ارتباطاً متيناً إلى الختام، أمر حتمي وشرط لا مندوحة عنه، وإلا كان ما لا يرتبط بها حشو وفضول مما يجلب السأم والملل إلى الجمهور، ولا يحقق انحصار التشويق .. فلا بد من انشغال الفكر في مشكل واحد يقع فيه بطل المسرحية من مستهلها إلى ختامها، ووقوع البطل في مأزق جديد غير الذي وقع فيه في مستهل المسرحية، كان ذلك عملا جديدا جدير بأن ينفرد بمسرحية مستقلة .. وفي التدخل خلطة يشوش على الفهم. قد يكون العمل متشعباً تتعدد ألوان مشاكله الفرعية وتعترضه في سيره المفاجآت المباغتة ولكن ذلك لا يخرجه عن سياق وحدته ولا يؤثر فيها إذا ضمنت هذه المعترضات سيره إلى غرض واحد هو سير حادثة الرواية إلى نتيجة واحدة هي مشكل الرواية. ويتسامح البعض من رجال المسرح التجاري في تطبيق شرط الوحدة فاكتفى في تحقيقه. وبالأخص في المأساة الشعبية «الميلودرام» باتحاد الخلق الفعال في الرواية فأجازوا تنوع المواقف وتعدد الحوادث ما دامت تدور كلها حول خلق واحد تحلله وتصله، ومن المجمع عليه أن «الميلودرام» خارجة عن المسرح الفني زيادة عن أنها لم تحسر على الإكثار من المواضيع ولم تتجاوز في التعدد الموضوعين والثلاثة. س: ما هي قيمة حركات الأيدي في التمثيل؟ ج: إن تعبير الإشارة له دخل كبير في إلباس الدور اللون المحلي اللازم للتمثيل. والتأدية من وسائلها الإشارة التي تكون بالوجه أولاً وببقية الجسد ثانياً. ومن شروط الإشارة مطابقتها للصيغة المحلية للدور، فالكهل يجب أن لا يكون وثاب الإشارة كالشاب .. والثري في إشارته غير العامي، والسامي غير الآري، والصيني غير الإيطالي .. وهكذا. وهناك ملاحظة جديرة بالاعتبار هي الفارق بين المسرح والملعب .. فالمسرح عمله توجيه الأثر للذهن والممثل يتحتم عليه تجنب الحركات البهلوانية، والملعب عمله توجيه الأثر إلى الحواس، والمهرج مسموح له أن يتفنن في الحركات البهلوانية. س: ما رأيك في إنشاء فرقة قومية؟ ج: إنني لا أشغل فكري بمسألة الفرقة القومية أو البلدية أو ما شئت لها من الأسماء .. لأنني لم أباشر خدمة المسرح كوسيلة لكسب العيش أو لطلب فائدة مادية .. ولم أستفد منه مادياً طيلة ثلاثين عاماً عملت فيها بكل ما أوتيت من قوة ومال وفكر فلا يعقل أن أفكر اليوم من هذه الفرقة التي لا تعود إلا على أفراد بالمغنم المادي، ليس غير، وشتان بين من يسعى لتحقيق هوية ومبدأ وبين من يعمل للظهور على الربح وكسب دريهمات ولا يفكر في الغد. س: ما رأيك في مدرسة التمثيل وهل تأتي بثمرة؟ ج: معهد التمثيل وإن ولد صغيراً متواضعاً شأن كل مولود، فهو عمل جدي غير هزيل، ولقد أنتج في الأشهر الثلاثة الأولى فوق المأمول منه. س: هل تنوي زيارة مصر في رحلة فنية؟ ج: ما مضى فات .. والمؤمل غيب .. ولك الساعة التي أنت فيها .. ويهمني في ختام الحديث أن أكرر شكري لمجلة الفن لما تقوم به من أعمال جليلة في خدمة العروبة وتوطيد الصداقة وربط العلاقات الأخوية بين الأقطار العربية».
وفي مارس 1953 قالت مجلة «الفن»: «ينزل القاهرة الأساتذة نور الدين بن محمود الصحفي التونسي المعروف والموسيقار علي الرياحي مطرب الخضراء والسيد الهادي السهيلي والسيد الهادي عبد الغني ومحمد المخزوف مراسل الفن في تونس». وفي أبريل نشر «محمد بن علي» شكراً قال فيه: «نيابة عن إخواني أعضاء قافلة الأسبوع أتقدم بوافر الشكر وأعز الامتنان إلى الأستاذ نور الدين بن محمود مدير «قوافل الأسبوع» على مجهوده العظيم في تنظيم مثل هذه القوافل التي تربط أواصر الصداقة بين الشعبين الشقيقين. إننا نكرر له الشكر على ما قام به نحونا من خدمة وسهر على راحتنا وحقق حلمنا وهو زيارة القاهرة فإليك تحياتنا وتقديرنا وشكرنا وامتنانا [توقيع] عنهم «محمد بن علي»».
وفي أغسطس 1954 نشرت المجلة عبر مراسلها «محمد بن علي» كلمة بعنوان «أغاني علي الرياحي»، قال فيها: «أصدرت مكتبة النجاح لمديرها الهادي بن عبد الغني كتيباً شيقاً عن «أغاني علي الرياحي» وصدرته بوصف شامل عن زيارته للقاهرة في العام الماضي مزيناً بالصور الجميلة التي التقطت في الحفلات التي أقيمت لتكريمه في مختلف النقابات والهيئات الفنية وزيارته لمشاهير الفنانين في مصر».


سيد علي إسماعيل