العدد 580 صدر بتاريخ 8أكتوبر2018
الفنان العالمي جميل راتب والذي رحل عن عالمنا صباح يوم الأربعاء الموافق 19 سبتمبر (2018) ممثل مصري قدير ينتمي إلى أسرة أرستقراطية، وهو من مواليد محافظة “الأسكندرية” في 18 أغسطس عام 1926، واسمه بالكامل جميل أبو بكر السيد محمد راتب، ووالده مصري مسلم ووالدته مصرية صعيدية (أبنة أخ الناشطة المصرية هدى شعراوي) وليس كما يشاع أن والدته فرنسية، كل منهما من أسرة غنية محافظة. وقد درس بمدرسة “الليسيه” بالقاهرة، وأنهى التوجيهية في مصر وكان عمره 19 عاما، ثم التحق بمدرسة “الحقوق الفرنسية”، وبعد العام الأول انتقل عام 1946 للإقامة بالعاصمة الفرنسية “باريس” لإستكمال دراساته الجامعية في “فرنسا”. بدأ ممارسة هواية التمثيل منذ أن كان تلميذا في المرحلة الدراسية، في بداية الأربعينات حصل على جائزة الممثل الأول وأحسن ممثل على مستوى المدارس المصرية والأجنبية في مصر. إتجه في فرنسا للتدريب على التمثيل والإخراج في مسرح “كولومبيه” للتمثيل. وبعد ذلك شارك الفنان جميل راتب أصدقائه في تكوين فرقة مسرحية، وبدأوا بتقديم بعض الكلاسيكيات الفرنسية لموليير وراسين وبيير كورني وغيرهم فضلا عن بعض المسرحيات الأجنبية (غير الفرنسية) من أهمها مسرحيات وليم شكسبير وقاموا بعرضها على بعض المسارح الصغيرة (وكان يشارك بأدوار البطولة دائما)، وبعد أن نجحت الفرقة بدأوا يطرقون أبواب المسارح الكبيرة للعمل مع المخرجين الكبار، وبالفعل أتيح له فرصة التمثيل ببعض مسارح “باريس”، ومن بينها المسرح القومي الشعبي (T.N.P)، وشارك في ما يقرب من ستين مسرحية لكتاب من عصور وإتجاهات مختلفة، كما أخرج أكثر من خمسة عشر مسرحية بباريس من بينها: بريتانيكوس لجان راسين، لعبة الحب والمصادفة لماريفو، كاره البشر لموليير، أميديه ليوجين يونسكو.
ويجب التنويه في هذا الصدد بأن البداية الفنية الحقيقية للفنان جميل راتب كانت بمصر - كما يؤكد تاريخ السينما المصرية - وذلك عندما شارك عام 1946 في بطولة الفيلم المصري “أنا الشرق” الذي قامت ببطولته الممثلة الفرنسية كلود جودار مع نخبة من نجوم السينما المصرية في ذلك الوقت (منهم: جورج أبيض، حسين رياض، توفيق الدقن، سعد أردش)، وذلك على عكس ما يشاع بأن بدايته الفنية كانت في فرنسا من خلال خشبة المسرح. وبعد مشاركته في هذا الفيلم سافر إلى “فرنسا” ليبدأ من هناك مرحلته الجديدة مع الفن، وذلك نظرا لأنه عقب عرض الفيلم شاهده الكاتب الفرنسي الكبير أندريه جيد (1869 - 1951) وهو يمثل في مسرحية “أوديب ملكاً” فأعجب بموهبته ونصحه بضرورة دراسة فن المسرح في “باريس”، فقبل النصيحة وبالفعل حرص على تنفيذها.
عاش في “فرنسا” وواصل عمله الفني بها ثلاثين عاما (1946 - 1975)، قدم خلالها خمسة وسبعين عملا من بينها خمسة عشر فيلما عالميا (ومن بينهم ثلاث أفلام إنتاج مشترك بين تونس وفرنسا). ومما لاشك فيه أن إتقانه للغات الأجنبية قد يسر له فرصة المشاركة ببعض الأفلام العالمية الكبرى مثل “لورانس العرب” عام 1962، كما أهلته ملامحه الحادة لأداء أدوار الشر في بدايته.
وجدير بالذكر أن حياة الفنان جميل راتب في “فرنسا” لدراسة وممارسة الفن لم تكن مريحة وميسرة كما قد يتصور البعض، بل امتزجت بتفاصيل كثيرة للكفاح والشقاء، وحسبما اعترف في سرده لبعض ذكرياته بأنه قد عانى كثيرا بسبب إنقطاع المصروفات التي إعتاد أهله إرسالها له بمجرد علمهم بأنه اتجه للتمثيل وترك دراسة القانون والسياسة، وبالتالي فقد اضطر للعمل في عدة مهن شاقة منها: المترجم والنادل وحمال الخضراوات لتدبير مصروفاته الشخصية، وإن تلك المرحلة من الشقاء لم تنته إلا بعدما حضر إلى “مصر” مع فرقة “الكوميدي فرانسيز” لتقديم بعض عروضها على دار الأوبرا المصرية، وشاهده والده وأعجب بأدائه وشعر بالزهو بين أصدقائه فواصل منذ ذلك اليوم رعايته له مرة أخرى.
عاد الفنان جميل راتب إلى مصر مجددا مع منتصف سبعينات القرن العشرين وبالتحديد عام 1974 عاد لأسباب عائلية، وبدأ الظهور في السينما المصرية منذ ذلك الحين على نحو مكثف، وشارك في بطولة عدد كبير من الأفلام من أهمها: كفاني يا قلب، ولا عزاء للسيدات، حب في الزنزانة، البداية، طيور الظلام، كما عمل أيضا في السينما التونسية والفرنسية، وبجانب السينما عمل كذلك في المسرح والدراما التلفزيونية، ومن مسلسلاته المهمة: يوميات ونيس، الراية البيضا، زيزينيا، وجه القمر.
يعتبر الفنان جميل راتب راهبا حقيقيا في مجال الفن الذي كرس له حياته، ولذلك لم تكن حياته العائلية مستقرة بالصورة التقليدية ولم يهتم أو يحرص على تكوين أسرة. لقد أحب في بداية حياته وإقامته بفرنسا فتاة فرنسية ولكن الظروف لم تسمح بزواجها، وقد توفيت بعد ذلك في حادث سيارة، وبعد عدة سنوات تزوج من ممثلة فرنسية إعتزلت التمثيل بعد فترة وتفرغت للعمل كمديرة إنتاج ثم منتجة منفذة ثم مديرة لمسرح “الشانزليزيه”، ولم ينجبا بناء على رغبتهما المشتركة، وبرغم إنفصالهما بعد عدة سنوات إلا أنه ظل يكن لها كل الإحترام والتقدير ويلتزم بزيارتها في بيتها الريفي كلما سافر إلى “باريس”.
ويمكن تصنيف مجموعة أعماله الفنية طبقا لاختلاف القنوات الفنية (الإذاعة المسرح السينما التلفزيون) وطبقا للتسلسل الزمني كما يلي:
أولا - أعماله السينمائية:
شارك الفنان القدير جميل راتب بأداء بعض الأدوار الرئيسة المؤثرة وبعض أدوار البطولة الثانية في عدد كبير من الأفلام السينمائية التي قد يقارب عددها ثمانين فيلما، وتضم قائمة أعماله الأفلام التالية: أنا الشرق (1956)، لورانس العرب (1962)، الكداب، على من نطلق الرصاص (1975)، الشيطان يدق بابك، بيت بلا حنان، وجها لوجه، سنة أولى حب (1976)، فتاة تبحث عن الحب، كفاني يا قلب (1977)، إمرأة في دمي، الصعود إلى الهاوية، بنت غير كل البنات، مسافر بلا طريق، شفيقة ومتولي (1978)، ولا عزاء للسيدات، حكاية وراء كل باب، خائفة من شيء ما (1979)، خلف أسوار الجامعة، عروس البحر، شعبان تحت الصفر (1980)، العرافة، دندش، عمر المختار (1981)، وحوش الميناء، إنهم يسرقون الأرانب، حب في الزنزانة، كيدهن عظيم (1983)، اللعنة، بحر الأوهام، صراع المينا، إنهم يقتلون الشرفاء (1984)، الوداع يا بونابرت، الكيف، التريللا، العبقري خمسة، علي بيه مظهر وأربعين حرامي، سنوات الخطر (1985)، أحضان الخوف، الأقزام قادمون، إبنتي والذئب، البريء، البداية، مرارة الأيام، بيت الكوامل (1986)، قاهر الزمن، الإنتفاضة، راجل بسبع أرواح، نوارة والوحش (1987)، حالة تلبس، الدرجة الثالثة، بنت الباشا (1988)، شيشخان، الأغبياء الثلاثة، سيدة القاهرة (1990)، البلدوزر (1992)، سباق مع الزمن (1993)، كش ملك، دماء على الثوب الأبيض (1994)، صيف الواد، طيور الظلام، في الصيف الحب جنون (1995)، عفاريت الأسفلت (1996)، جمال عبد الناصر، ابتزاز (1999)، الساحر، رحلة حب (2001)، حفار البحر، من نظرة عين (2003)، تيمور وشفيقة، الأولة في الغرام (2007)، ليلة البيبي دول، جنينة الأسماك (2008). وذلك بخلاف بعض الأفلام الأخرى ومن بينها ثلاثة أفلام من إخراج رضا النجار وهي: آخر سؤال، الأستاذ والهلفوت، الإنسان واللص، الفيلم الأمريكي: ترابيز (1956).
ويحسب في رصيده تعاونه مع نخبة من المخرجين الذين يمثلون مختلف الأجيال ومن بينهم: نيازي مصطفى، هنري بركات، صلاح أبو سيف، يوسف شاهين، كمال الشيخ، حسن الإمام، عاطف سالم، حسام الدين مصطفى، حلمي رفلة، حسن الصيفي، حسن يوسف، يحيى العلمي، نجدي حافظ، علي بدرخان، نادر جلال، علي عبد الخالق، سعيد مرزوق، أحمد فؤاد، كمال صلاح الدين، شريف عرفة، عاطف الطيب، رضوان الكاشف، يسري نصر الله، محمد النجار، عمر عبد العزيز، مدحت السباعي، أسامة فوزي، خالد مرعي، مصطفى العقاد، أنور القوادري.
ثانيا - أعماله التلفزيونية:
شارك الفنان القدير جميل راتب بأداء بعض الأدوار الرئيسة في عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية على مدى ما يقرب من خمسة وعشرين عاما ومن بينها المسلسلات التالية: عائلة شمس، فوتوغرافيا، الزلزال وتوابعه، بعد الضياع، الحب في زمن الإيدز، النساء يعترفن سرا، أدهم، هروب، نجم الموسم، الأصابع الرهيبة، أحلام الفتى الطائر، طائر الأحلام، زينب والعرش، صيام صيام، الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين، النديم، وقال البحر، الإمتحان، غدا تتفتح الزهور، الجلاد والحب، رحلة المليون، السرايا، سكة الصابرين، الزوجة أول من يعلم، سنبل بعد المليون، ثمن الخوف، الراية البيضا، الحب وسنينه، موعد مع الغائب، زغلول يلمظ شقوب، السبنسة، ضمير أبلة حكمت، وداعا يا ربيع العمر، ولا يزال الحب مستمرا، بيت العيلة، لعبة الفنجري، يوميات ونيس (ج1، ج2، ج3، ج4، ج5، ج6، ج7، ج8)، أوراق الخريف، دكتوراه في الحب، كلام رجالة، موعد مع الغائب، أحلام فستق، رسالة خطرة، إمرأة مختلفة (صورايخ حريمي)، عريس من باريس، التوأم، زيزينيا (ج1، ج2)، شباب رايق جدا، شباب طاقق جدا، الشهاب، ضد التيار، سوق الرجالة، دنيا عجب، وجه القمر، أبناء تحت الشمس، الأصدقاء، فارس بلا جواد، حد السكين، رحلة العمر، كلمات، المرسى والبحار، عايش في الغيبوبة، شمس، حارة اليهود، الكيف، أبواب الخوف، تماسيح النيل، أنا وهؤلاء، القاهرة ترحب بكم، عفريت القرش، كشكول لكل مواطن، همس الجذور، وهج الصيف، مسألة مبدأ، الكعبة المشرفة، حبيب الله (رسوم متحركة)، وذلك بخلاف عدد من السهرات والتمثيليات التلفزيونية ومن بينها: الرياح قادمة، الحفرة، أحلام فقراء ولكن أغنياء، السطو بالذاكرة، العائلة الكبيرة.
ويذكر أن آخر مشاركاته كانت بمسلسل “بالحجم العائلي” بطولة الفنان يحيي الفخراني، وقد عرض في شهر رمضان (عام 2018).
ثالثا - أعماله الإذاعية:
للأسف الشديد أننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، وبالتالي يصعب حصر جميع المشاركات الإذاعية لهذا الفنان القدير، والذي ساهم في إثراء الإذاعة المصرية ببعض الأعمال الدرامية على مدار مايزيد عن خمسة وثلاثين عاما ومن بينها المسلسلات والتمثيليات الإذاعية التالية: نزوات قاتلة، كفر نعمة، إجري إجري.
رابعا - أعماله المسرحية:
ظل المسرح لسنوات طويلة هو المجال المحبب للفنان جميل راتب ومجال إبداعه الأساسي، وهو الذي قضى في العمل به كممثل محترف ما يقرب من نصف قرن، سواء بالمسرح الفرنسي أو المصري، شارك خلالها بعروض بعض الفرق المسرحية المهمة ومن بينها: “الكوميدي فرانسيز”، “المسرح القومي”، “مركز الهناجر للفنون”:
وتجدر الإشارة إلى أن الإسهامات المسرحية لهذا الفنان القدير لم تقتصر سواء بالفرق الفرنسية أو المصرية على التمثيل بل تضمنت أيضا عدة إسهامات متميزة في مجال الإخراج، وعلى سبيل المثال أنه قدم بمصر عدة تجارب إخراجية بكل من اللغتين الفرنسية والعربية، ومن أهم تجاربه المتميزة باللغة العربية عرضي: الأستاذ، شهرزاد، حيث نجح كل منهما في تحقق كل من النجاح الأدبي والجماهيري.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة أعماله المسرحية بمصر طبقا لطبيعة مشاركته وطبيعة الإنتاج بالفرق المسرحية المختلفة وطبقا للتسلسل الزمني كما يلي:
1- في مجال الإخراج:
- “المسرح القومي”: الأستاذ تأليف سعد الدين وهبة (1981)، بطولة محسنة توفيق، حسن عبد الحميد، شوقي شامخ، محمد ناجي.
- “الطليعة” بالإشتراك مع المركز الفرنسي: أميديه (1982).
- “مركز الهناجر”: شهرزاد تأليف توفيق الحكيم (1995)، بطولة سلوى خطاب وعمرو عبد الجليل
2- في مجال التمثيل:
أ- بفرق مسارح الدولة:
- “المسرح الغنائي”: دنيا البيانولا (1974).
- “المسرح القومي”: الأستاذ (1981)، بطولة محسنة توفيق، حسن عبد الحميد، شوقي شامخ، محمد ناجي.
- “مركز الهناجر”: شهرزاد (1995)، بطولة سلوى خطاب وعمرو عبد الجليل
أ- بفرق القطاع الخاص:
- “المصرية للكوميديا”: إنتهى الدرس يا غبي (1984).
- أستديو الممثل” بالإشتراك مع المؤسسة السويسرية: الزيارة (1993).
- “محمد فوزي”: يوميات ونيس (1997)،
ج- عروض بالفرنسية:
- رقصة الموت لسترندبرج بالفرنسية (1978).
وقد تعاون من خلال المسرحيات السابقة مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: كرم مطاوع، محمد صبحي، شاكر عبد اللطيف.
السمات العامة لأسلوبه في الأداء:
ويمكن للناقد والباحث المسرحي من خلال رصد قائمة مشاركاته المسرحية ودراستها وتحليل مجموعة الأدوار الدرامية التي نجح في تجسيدها أن يقوم بتحديد بعض السمات المشتركة لمنهجه في الأداء، والتي يمكن إيجازها في النقاط التالية:
- إلتزامه بقواعد الأداء المسرحي الرصين الذي يعتمد على إتقان قواعد فن الإلقاء والمحافظة على مخارج الألفاظ السليمة، مع توظيف كافة الإيماءات والإشارات المناسبة أو بصفة عامة الإهتمام بلغة الجسد.
- إمتلاكه لمهارات التنوع وقدرته على أداء الأدوار الكوميدية بنفس درجة إجادته لتقديم الأدوار التراجيدية والميلودرامية.
- بخلاف إجادته للتمثيل باللهجة العامية إجاد التمثيل بكل من اللغتين: العربية الفصحى والفرنسية.
- دقة إختياراته للأعمال الدرامية المختلفة، وإهتمامه الكبير ليس فقط بالأبعاد الدرامية للأدوار التي يقوم بتجسيدها بل وبالخطاب الدرامي للعمل بصفة عامة، وبجودة الصياغة للحبكة الدرامية ولغة الحوارات.
- امتلاكه لمهارات المحافظة على الإيقاع المتنوع والمناسب لكل موقف من المواقف الدرامية المختلفة، مع قدرته على تقديم ذلك التنوع بين الأداء العصبي المتشنج أحيانا والأداء الهادئ الرصين غالبا.
الجوائز والتكريم:
كان من المنطقي أن يتم تتويج تلك المسيرة العطرة والمشوار الفني الثري لهذا الفنان القدير بحصوله على بعض مظاهر التكريم وعلي العديد من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير بعدد كبير من المهرجانات السينمائية والتليفزيونية من مصر وفرنسا وتونس والمغرب، وأيضا ببعض المهرجانات المسرحية عن مجمل أعماله ولعل من أهمها: حصوله على جائزة أفضل دور ثان عن دوره بفيلم “الصعود إلى الهاوية” عام 1978، وقد سلمه الجائزة الرئيس الراحل أنور السادات. وكذلك تكريمه بكل من: مهرجان “القاهرة السينمائي” (عام 2005)، “نقابة المهن التمثيلية” عن مجمل أعماله (عام 2015)، بالدورة الثالثة والعشرين لمهرجان “القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي” (عام 2016)، مهرجان “قرطاج” بتونس وحصوله على وسام الإستحقاق من الدرجة الأولى (2016)، بمهرجان “الأقصر للسينما الإفريقية” فى الدورة السابعة (2017)، “منظمة الأمم المتحدة للفنون” خلال احتفالها السنوي بعيد الأب (عام 2018).
حقا أنها رحلة عطاء ثرية تميزت بالصدق والوعي وبالإخلاص الشديد والرغبة الدائمة في تحقيق الإضافة والتجويد، لذا فقد وفق في وضع بصمة مميزة له، وفي تحقيق ذلك التواصل المنشود بينه وبين الجمهور العربي بكل فئاته، ذلك الجمهور الذي إحترم عطائه وحفر له مكانة خاصة في قلبه وذاكرته، خاصة وأن هذا الفنان القدير قد ظل طوال حياته متميزا بثقافته الموسوعية ورؤيته الفلسفية لكثير من الأمور الحياتية، فهو حقا فنان عالمي بكل المقاييس التي تجمع بينه وبين صديقه الحميم عمر الشريف، لذا فقد استحق أن تشارك في رثائه ونعيه كل من السفارات البريطانية والأمريكية والفرنسية، وكذلك المتحدث باسم الخارجية البريطانية للشرق الأوسط.
هذا ويضاف إلى رصيده أيضا بلاشك مشاركاته الإيجابية في كثير من المواقف والأحداث الإجتماعية والسياسية، فشارك في تأسيس حزب “التجمع الوطني التقدمي الوحدوي” (عام 1976) مع نخبة من المثقفين والفنانين ومن بينهم: ألفريد فرج، يوسف شاهين، صلاح أبو سيف، فريدة النقاش، فتحية العسال، لطفي الخولي، كما انحاز للفنانين في مواقفهم وإعتصاماتهم ومن بينها رفضه لقانون النقابات الجديد عام 1987، وكانت آخر مواقفه الإيجابية مشاركته في ثورة يناير 2011 وإصراره على التواجد بميدان التحرير.
ولا يسعنا في النهاية إلا التوجه إلى الله الجليل بالدعاء له بالرحمة والمغفرة جزاء ما أخلص واجتهد في عمله وسعى مخلصا لإسعادنا.