مسرحيون: لازال يحقق نوعا من أنواع الريادة على مستوى الوطن

مسرحيون: لازال يحقق نوعا من أنواع الريادة على مستوى الوطن

العدد 888 صدر بتاريخ 2سبتمبر2024

برعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، انطلق مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي برئاسة الدكتور سامح مهران في دورته الحادية والثلاثين، والتي تحمل اسم الدكتور علاء عبد العزيز، في الفترة من 1 إلى 11 سبتمبر.
والذي تشكلت لجنته العليا من كل من: الأستاذ الدكتور سامح مهران رئيسًا، الدكتور محمد عبد الرحمن الشافعي منسقًا عامًا، الدكتورة دينا أمين مديرًا، الدكتور أيمن الشيوي مديرًا، بالإضافة إلى عضوية كل من الدكتور أحمد مجاهد، الدكتورة أسماء يحيى الطاهر، الدكتور محمد سمير الخطيب، المخرج أحمد البوهي. وتكونت لجنة تحكيم مسابقته الرسمية لهذا العام من: السيناريست الكبير مدحت العدل «رئيسا»، والفنان أدهم سيد (مقررا)، وتضم اللجنة في عضويتها النجمة سلوى محمد علي، الفنان جون سيبى أوكومو (كينيا)، الفنان سا?اس پاتساليدس (اليونان)، الفنان مارت ميوس (استوانيا)، الفنان والأكاديمى د. عبدالإله السناني (السعودية)، الكاتب والروائي هزاع البراري (الأردن).
وتم اختيار الفنان والمؤلف المسرحي الإماراتي الكبير إسماعيل عبدالله ( رئيس  الهيئة العربية للمسرح) شخصية العام المسرحية للدورة الحادية والثلاثين من المهرجان.
ويكرم المهرجان عددا من الشخصيات المصرية والعربية والعالمية المهتمة بفنون المسرح التجريبي وهم: (الفنان محمود حميدة، والفنان القدير د. محمد عبد المعطى، د. صبحى السيد، فرقة البرشا المسرحية من المنيا، ومن لبنان الفنان القدير وليد عوني، ومن مملكة البحرين يوسف الحمدان، ومن العراق د. ميمون الخالدي، ومن اليونان سا?اس پاتساليدس، ومن الإمارات الكاتب محمد سعيد الظنحانى، ومن السعودية الكاتبة والناقدة الكبيرة ملحة عبدالله، ومن استوانيا الفنان مارت ميوس). وتكونت لجنة المشاهدة واختيار العروض المصرية من الدكتور مدحت الكاشف، الناقدة وفاء كمالو، والدكتورة ياسمين فراج، المخرج جلال عثمان، والفنان حازم شبل، والناقد باسم صادق، والدكتور عمر المعتز بالله، والفنانة ميريت ميشيل.
وتقدم للجان المشاهدة في المهرجان ما يقرب من 460 عرضا مسرحيا، تم اختيار 26 عرضا للمشاركة في المسابقة الرسمية، و يشارك من مصر ثلاثة عروض مسرحية، هي: «ماكبث المصنع»، إنتاج كلية طب أسنان جامعة القاهرة، إخراج محمود الحسيني، و«حيث لا يراني أحد»، إنتاج المعهد العالي للفنون المسرحية، إخراج محمود صلاح محمد عطية، و«صدى جدار الصمت» إخراج وليد عوني.
وتشارك عشرة عروض عربية ضمن الفعاليات، هى: «بوتكس» من الأردن، و«شجرة اللبان موشكا» من سلطنة عمان، و«تاء التأنيث ليست ساكنة» من العراق، وكذلك «الألباتروس» من تونس، و«فطائر التفاح» من المغرب، و«صمت» الكويت، «قرط» تونس، «الظل الأخير» السعودية، «معتقلة» فلسطين، «زغرودة» الإمارات، بالإضافة إلى 3 عروض على هامش المهرجان، وهى خارج المسابقة الرسمية: «إبرة» الإمارات، «حكاية درندش» العراق، و«ضوء» السعودية.
كما يشارك عشرة عروض أجنبية، هي: «Autorretrato» من الإكوادور، و«Medea Treno» أسبانيا، و«Wond» ألمانيا، «Salon» المجر، و«Behula lakhindark»، الهند، و«Celebrators» وكذلك «Polarities » من اليونان، و«Elevator» رومانيا، و«Water» جنوب إفريقيا، «Bab (b)el» ألمانيا. 
وتمنح الجوائز لأفضل العروض في المجالات المسرحية المختلفة، كما يقام على هامش المهرجان عددا من الندوات والمحاور الفكرية المتخصصة في تقنيات وفنون المسرح. بالإضافة إلى الكتب والإصدارات المقرر صدورها ، والتي تضمنت أَحدَ عَشر اصدارا، تنوعت ما بين ترجمات لدراسات وأبحاث علمية في المسرح وعلومه ونصوصا عالمية.
بالإضافة إلى الورش الفنية المجانية التي يقدمها عدد من كبار المسرحيين المصريين والأجانب والتي تشهد إقامة ست ورش فنية وهي: «الحركة وتشابك الجسد، مسرح الابتكار الجماعي، السينوغرافيا واقعا وخيال، مسرح إعادة الحكى التمثيل التجسيدي، تعريفية بطريقة عمل ميخائيل تشيخوف، الانغماس الدرامى» ، بالإضافة إلى ثلاث دورات تفاعلية (ماستر كلاس).
وخصصنا تلك المساحة لنتعرف على أراء وانطباعات المسرحيين في التحضيرات للمهرجان ، وأمنياتهم لهذه الدورة ، واقتراحاتكم للدورات المقبلة..
عبير علي: أتمنى أن تطبق العدالة الثقافية 
وبدأت المخرجة عبير علي حديثها بالأمنيات موضحة: أتمنى أن يكون في إمكانية حجز للعروض أو تنظيم عملية الدخول للمسرح، وأتمنى أن التجريبي يعيد النظر ويفتح النقاش مع المسرحيين حول مفهوم التجريب، بمعنى الجدل حول عنوان المهرجان ورؤيته وتوجهه، وهل من حق المهرجان أن يعدل من رؤيته وتوجهه حسب الواقع ومعطياته والظرف التاريخي ام لا؟
وعند سؤالها عن اقتراحاتها قالت:  إذا أراد المهرجان تكريم أسماء موجودة في الساحة الفنية والثقافية، فيجب أن يختارها لها تاريخ في دعم الحركة المسرحية، وتاريخ انجازات في المسرح، وعندما يكون المهرجان التجريبي يكون هنا تاريخ الانجاز في دعم التجارب الطبيعية وتاريخ الانجاز في المنجز الطليعي للشخص نفسه، وهذا ليس ضد أي فرد ، ولكن لأنه مهرجان تجريبي، وعندما يكون مهرجانا دوليا للمسرح يمكن أن يكرم فيه صناع المسرح بشكل عام، ولكن المهرجان التجريبي، يجب أن يضم أصحاب الرؤى المغايرة والتجارب المغايرة والدعم المغاير، وإذا أردنا توجيه جائزة للداعمين للفن والثقافة يتم ذكر ذلك ( جائزة الداعم للفن والثقافة) أو رجل الفن والثقافة لهذا العام، وتكون جائزة عامة خارج سياق التجريبي.
وتابعت: أتمنى وأحلم أن يكون هناك معايير معلنة للاختيارات سواء العروض أو اللجان المشاركة أو المكرمين، بالإضافة لإعلان السيرة الذاتية والانجازات لكل مشارك، حتى لا نقع في اللبس الذي يحدث في كل دورة ، وتغيير اللجان مهم ولا يكون نفس الشخص في القومي موجودا في التجريبي وهكذا، مع كل احترامي وتقديري لدكتور سامح مهران وفريق عمله، هناك دكتور مدحت العدل من صناع الدراما في مصر وله كل التقدير والاحترام، ولكن اختلف في اختياره للمسرح وكرئيس لجنة التحكيم.
 واستكملت: يجب إيجاد حلولا للترويج للمسرح بعيدا عن وضع غير المتخصصين في المسرح، وأن نجد صيغ لذلك.
وعلى المهرجان أن يسعى لتوثيق عروضه ورسائل يومية بالأحداث ووجود اعلان مدفوع في التليفزيون ويقدمه فنان معروف،  وهو ما يجب أن يعمل عليه المهرجان.
وحتى لا نعرضهم (الفنان المعروف) للتلميحات الغير مقبولة والتي تحدث لهم عقب اختيارهم.
أتمنى من المهرجان التجريبي والقومي معرفة أن هناك نساء مسرح في مصر، (وأنا كنت موجودة في بعض اللجان والحديث هنا ليس عني)، فهناك تجاهل كبير لنساء المسرح في التكريمات وهن لسن أقل من أن يكرمن سواء في التجريبي أو القومي، فمن غير المنطقي أن نكرم ثلاثة أو أربعة أسماء كل عام، مع كل احترامنا لهم. يجب أن يكون هناك أجيالا أخرى من النساء للتكريم سواء في القومي أو التجريبي كل حسب تخصصه، وهن لسن أقل من المشاركة في لجان التحكيم والمشاهدة ، وأن يكرمن، ونجدهم في الندوات ... وغيرها 
أتمنى أن تطبق العدالة الثقافية ، وأن نحقق الاتاحة وعدم التجاهل. فالمسرح ليس ممثلين أو كتاب و مخرجين فقط، وإنما المسرح مخرجين وممثلين وكتاب وسينوغرافر ونقاد ، فنحن نهمل الحركة النقدية، والنقد هو من يحرك ويطور التجربة المسرحية، والناقد التطبيقي هو أكثر وجودا في حقل المسرح، فكيف نطور ذلك وندعمه.

د. أيمن عبد الرحمن
فيما بدأ الكاتب الدكتور أيمن عبد الرحمن كلمته بتحية للمهرجان التجريبي قائلا:  في ظل الظروف التي تمر بها بلدنا من الجيد أن تجد مهرجانات مسرح نستطيع أن نقدمها، ومقدر المجهود المضنى لصناع المهرجانات، والأخطاء واردة في كل مهرجان، لو حصلت فسنتحدث عنها من منطق المحب المشجع حتى يتلافاها الصناع فيما بعد وليس بمنطق الغل والكراهية.
وتابع:  تحضيرات المهرجان أثارت جدل كعادة كل مهرجان، ولكن ما أثارني حديث البعض عن نجم كبير مثل محمود حميدة و علاقته بالمسرح وكأن هؤلاء امتلكوا المسرح، فمحمود حميدة هذا الرائع بدأ في المسرح ولمع في السينما كممثل ومنتج وأن المسألة لا يتم قياسها بكم الأعمال بل بتأثير الفنان، فعلينا أن نستوعب أن البعض تتخطى موهبته حدود التخصص الواحد، ولكن لا نستطيع أن ننفى عنه صفته الأساسية وتجربته التي هي في النهاية كانت تجربة في المسرح.
وعن أمنياته قال:  أتمنى أن يستضيف المهرجان فرقا أكثر شهرة تعبر عن مدارس فنية معروفة ومخرجين عالميين لنستفيد من تجاربهم عمليا.
وأضاف:  كلمة التجريب التي اختلف عليها الكثيرين علينا أن نطرح هذا المصطلح على المشاركين من الخارج؛ لنعرف كيف يرى العالم التجريب الآن؛ لنحصل على بحث سنوي يخص التجريب.

وفاء الحكيم
وعلقت الفنانة وفاء الحكيم قائلة:
مهرجان المسرح التجريبي هو المهرجان (الأصل) الذي له عدد من السنوات كبرنا معه فيها، يحج إليه كل فنانين المسرح الذين يريدون رؤية المسرح بشكله المختلف وبشكل متجدد، فهو دائما يسعى لأن يليق بمكانة مصر وفنانيها، تلك العقلية المصرية المتجددة التي يتمتع بها الفنان المصري، ومن هنا تظهر أهمية هذا المهرجان.
فالمهرجان التجريبي في أول دوراته كان له أسهم كبيرة في تطور المسرح المصري لأنه النافذة الحقيقية للعروض التجريبية، فتميز المهرجان بتميز اختياراته لأنها كان بها فكر جديد وشكل جديد ، وفي فترة من فتراته لم تكن الاختيارات بالشكل الذي كان عليه في أوائل دوراته.
وعن أمنياتها قالت: أتمنى في هذه الدورة أن تتميز الاختيارات والتجارب بالجِدة ( الجديد) وأن تكون له رؤية مختلفة، وأن تكون العروض مشوقة للمتفرج العادي والمتخصص.
والمهرجان به جهد كبير غير عادي، أشكر القائمين عليه وعلى رأسهم دكتور سامح مهران، وأتمنى أن يخطو المهرجان في السنوات القادمة بخطوات جديدة ورحلة جديدة كل عام، وأن يأخذ مكانته التي نتمناها له جميعا.
وفي رأيي المهرجان هو العروض المسرحية أكثر منه تكريما للضيوف أو المكرمين، كما أنه يتميز بالندوات، و أود أن ترجع الندوات التطبيقية بعد العروض وهو أكثر ما أتمناه في المرحلة القادمة ( الناقد ودوره والندوات بعد العروض) ، وأتمنى أن يعلى صيت المهرجان أكثر على مستوى العالم، ليس باستقطاب نجوم وإنما بعروضه التي تحدد مستوى المهرجان، وعلينا باستقطاب عروض مميزة ، فتكون مهمة الفنان ليست فقط المشاركة، وإنما الحضور لمشاهدة سوق العرض الموجودة ، والتي لن تتم إلا بالعروض الجيدة.

د. محمود سعيد 
وتحت عنوان التجريبي وتحولات المشهد قال دكتور محمود سعيد:
في الدراما المكتوبة تعكس الشخصية الكلام او الحوار المنطقي في شبكة الاشارات  والرموز أو الدلالات والتي تحوي بين جنبيها  المعاني التي تولد وتوحي إلى صورة العالم،   وهو دائم  التغير والتحول،  وطبيعي أن تتلون وتتشكل صورة العالم بشكل مختلف يكفل لكل اتجاه أسباب استمراريته  ، لذا يكمن المعنى في التجريبي في لعبة الحوار المتصل والمستمر بين صناع اللعبة المسرحية عربيا وعالميا،  وبين صناع المهرجان إداريا  وفنيا،  بشكل يجعلنا نظن أن عددا من الحقائق  قد تحققت وأضحت مفهومة تماما استنادا إلى الوقائع  التي سبقتها،  فلا يمكن أن نتجاهل خبرات رئيس المهرجان ولجانه ومرونة  التناول  والتحاور  مع الواقع المسرحي الآني عربيا وعالميا، لتتكون شبكة المعاني التي تأتي بالوجود إلى المتفرج المشاهد، وتضعه  في علاقة موصولة مع المنجز الحالي وأحلام الماضي والمستقبل؛ منتجه لنا مهرجان دولي بامتياز ، مهرجان وضع المسرح المصري في مكانة شديدة الخصوصية،  خاصة في ظل التحضيرات  المهمة للمهرجان والتي تبدأ بعد نهاية المهرجان السابق مباشرة.
وواصل: ولو تحدثنا عن الاقتراحات فهي تبدو مثل حلم جميل ببقاء التجريبي قويا ومرنا وبراقا في سماء المهرجانات المسرحية الدولية، فالمسرح ينزع الى الوجه الانساني الخالي والملغي، هو مكان التمرد على الصورة الإنسانية، بل واستجواب الصورة أيضا ، بالفعل يلعب المهرجان التجريبي تلك الأدوار بقوة ومرونة تبدو في العروض المنتقاة  بعناية، والمحاور الفكرية  بالندوات، ومجموعة الباحثين  من ذوي الخبرة من شتي البلاد العربية إلى لجنة التحكيم الراقية، ليبدو المهرجان ذاته كمسرحية جديدة مع دراما الفضاء التي تأتي لتنعقد الآن وهنا،  هي تجربه تؤدي إلى التجريبي ذاته في أوج صوره والتي نفخر بها دوما.

د. طارق مهران: أتمنى الحرص على دعوة كبار المهتمين بالمسرح 
وعلق الدكتور طارق مهران قائلا: الدكتور سامح مهران غني عن التعريف بثقافته العظيمة وقدرته الكبيرة على حسن التنظيم ، وإن شاء الله تكون دورة رائعة يستفيد منها الجميع في كل المجالات الفنية والثقافية، وأتمنى الحرص على دعوة كبار المهتمين بالمسرح وخصوصاً النقاد والإعلاميين وغيرهم من الفنانين والمبدعين في هذا المجال الفني والثقافي.

ناصر عبد التواب: علينا أن نقف جميعا مع إدارة المهرجان لإنجاحه
 وقال المخرج الفنان ناصر عبد التواب: اعتقد أن المهرجان بدأ في التحضير منذ فترة ليست بالقليلة، وقد يكون بسبب تأخر المهرجان القومي للمسرح المصري عن موعده 15 يوم لم يمكن للمهرجان التجريبي الزخم الذي كنا نشاهده من قبل، ولكن في البداية والنهاية أقول بالتوفيق.
وتابع: ان كان هناك حراك واختلاف بين بعض المسرحيين حول بعض النقاط مثل تكريم الفنان محمود حميدة، او اختيار  د. مدحت العدل للجنة تحكيم، فأرى من وجهة نظري الاختلاف وارد ولكن دون شخصنة الأمور والاتهامات، فالجميع اكيد يحب ويسعد بنجاح المهرجان، و أتمنى أن نقف جميعا مع إدارة المهرجان لإنجاحه، وبعد انتهاء المهرجان نناقش سلبيات وايجابيات المهرجان، وكأي مسرحي محب وعاشق للمسرح أتمنى النجاح والتفوق لهذا المهرجان العريق الذي يعد واحد من أهم المهرجانات المسرحية في الوطن العربي، وهذا ليس بغريب على مصرنا الحبيبة ودورها الريادي.
وأضاف: اقترح أن يكون للأقاليم نصيب من هذه العروض خصوصا لمسرحيين الثقافة الجماهيرية التي ستعرض هذه التجارب على مسرحهم، بالإضافة إلى توزيع إصدارات المهرجان من كتب مهمة على مكتبات الهيئة العامة لقصور الثقافة للاستفادة منها لأعضاء الفرق المسرحية بالهيئة، كما أفضل الغاء فكرة المتسابق لتكون تظاهرة فنية بين الفرق المختلفة حول  (التجريب في المسرح)، وفي النهاية كل التحية والتقدير والاحترام لكل إدارة المهرجان وعلى راسها المبدع الأستاذ الدكتور سامح مهران

طارق الدويري: من الأولى أن نضع أيدينا على مشكلاتنا الحقيقية
فيما قال المخرج طارق الدويري: التحضيرات جيدة ولازلنا نتابعها،
ولكن كثر الكلام حول تكريم الفنان محمود حميدة، والرجل مسرحي واهتم بالمسرح ولكنهم لم ينجحوا في استقطابه لعمل مسرح بشكل كافي لأسباب موضوعية قد يخبرنا هو بها، ولكن لا يصح ما قاله رئيس المهرجان في فكرة أن المسرحيين غلابة ويحتاجون من ينورهم، فكان من الأولى أن نضع أيدينا على مشكلاتنا الحقيقية ، ولماذا ( كما طرح) أن الجمهور لا يعرفنا، إذن ما الاسئلة الحقيقية التي من الممكن طرحها، قيل إن المهرجان التجريبي بعيد عن الناس وقيل إنه يجب عمل عروض سهلة ، فهو كلام غير مقبول، والكلام أن قبول الفنان حميدة لأنه معروف لدى العامة، كلام غير منطقي ولا يقبله الفنان حميدة نفسه، لأنه فنان مصري يعرف قيمة المسرح، ولا يصح تصدير شخصيات للمشهد ليس لهم علاقة بالمسرح  والاعتماد عليهم،  وربما يكون الأمر من أجل الوصول للجمهور ، وخاصة أن الوزير جديد وقد تكون لديه آمال بوجود اختلاف، فليست هذه الصيغة التي يجب طرحها لمهرجان تجريبي دولي كانت المنطقة العربية كلها سعيدة بتقديم عروضها في مصر ، وهو من أهم المهرجانات ومن أوائل المهرجانات الدولية التي يحب الجميع التواجد فيه.
 وأتمنى أن يشتمل المشهد على أشياء كثيرة تحترم المسرح المصري.

حازم شبل
وعن أمنياته واقتراحاته عددها مهندس الديكور حازم شبل في نقاط وهي:
تحويله إلي مهرجان القاهرة الدولي للمسرح .. مع فرع داخله للعروض التجريبية (حد أقصي عشرة عروض) بلجنة تحكيم أخري، وتكليف رئيس المهرجان يكون لمدة ثلاثة دورات ... ويعلن اسم الرئيس الجديد للمهرجان قبل أول دورة له بعام كامل (حتي لو مازال الرئيس السابق يستكمل أعماله)، وأن يرصد ميزانية لثلاثة من إدارة المهرجان «يمكن أن يكون بينهم الرئيس» للسفر كل عام إلي مهرجانين دوليين (أو ثلاثة) «أحدهم في أوروبا» لمتابعة العروض وجمع بيانات الفرق والتفاوض علي إحضار بعض العروض حتي لو دورة بعد القادمة.
وأضاف: لزاماً أن يكون حضور عروض المهرجان بتذاكر بقيمة مالية والحجز إلكتروني مفتوح من قبلها بشهرين، مع إيجاد حل مع الدولة للسماح بوجود داعمين للمهرجان (ماليين ودعاية وطيران وتصوير وبرامج وإحضار عروض وإقامة وخلافه)، والاتفاق علي آليات واضحة مناسبة لاختيار العروض والمكرمين وأعضاء لجان التحكيم ومدربين الدورات التدريبية وخلافه.

شاذلي فرح: العمل بالمهرجان عمل شاق في تحضيراته.
وقال المخرج والمؤلف شاذلي فرح:
المهرجان التجريبي يقوم بالتحضيرات طوال العام، في مشاهدة العروض واختيارها سواء في مصر أو الدول العربية أو الأجنبية ، أيضا إصدارات الكتب...وغيرها، فالعمل بالمهرجان عمل شاق في تحضيراته..
وأمنياتي لمهرجان المسرح التجريبي وغيره من المهرجانات أرى أن على أغلب المسرحيين أن يوقفوا عمليات الهدم ويقدمون يد المساعدة، فلدينا مهرجانات لابد لنا أن نحافظ عليها، لأنها عرس سنوي نلتقي فيه ، وأنا أرى أن من لم يكرم هذه الدورة قد يتم تكريمه في القادمة أو غيرها، وتابع: لماذا لا يكرم الفنان محمود حميدة في المسرح ( كما يقول البعض) فهو فنان داعم للمسرح ومتابع للحركة المسرحية ، فهو مسرحجي وبدايته كانت من المسرح من فرقة بني سويف القومية.
أما عن اقتراحاته قال: العاصمة دائما هي زاوية الضوء، فكيف نصل لأكبر عدد من المحافظات البعيدة، وعرض عدد من العروض فيها، هو بالفعل شيء مكلف ولكن هؤلاء لهم حق على الدولة بعرض عروضا مختلفة في تلك المناطق ، فهؤلاء يحتاجون لثقافات أخرى تصل إليهم ،  على الأقل المحافظات المحيطة بالعاصمة، وهي كل أمنياتي ، ولكن في النهاية يظل كل الشكر للقائمين على المهرجان على ظهور تلك المهرجانات إلينا ، لذلك فعلينا المساندة والدعم.

أحمد السيد: التجريبي هو الأستاذ والمعلم
وقال المخرج أحمد السيد موسى:
التجريبي كان المنفذ الوحيد لمعظم الدول العربية وبعض الدول الأوروبية، حيث يتم التعاون والمشاركة مع مصر في إنتاج مسرح مختلف وتجارب نوعية مختلفة،  وتجارب مسرحية مختلفة، بعد انتشار الانترنت كان يجب أن تختلف فلسفة المهرجان، فاستطعنا مشاهدة أي عرض في العالم عن طريق الانترنت ، فالعروض القادمة للتجريبي نستطيع مشاهدتها من خلال الإنترنت ، فحلاوة التجربة أصبحت متاحة، فلم يعد هناك معاناة في مشاهدة العرض المباشر بشكل مباشر، وخاصة أن مستوى العروض بدأ في الهبوط على حسب الميزانيات الضئيلة الموجودة.
ومشكلة التجريبي الآن تنحصر في نقطتين: مشكلة التمويل ومشكلة التواصل من جديد على أنه المنارة التي تنير سقف المسرح أو سماء المسرح أو تعلي من فكرة تطور المسرح، لذلك أعتقد أنه يحتاج آلية جديدة وتفكير مختلف وأشخاص يواكبون التطوير.
وأضاف:  مازال التجريبي يحقق نوعا من أنواع الريادة على مستوى الوطن العربي، وكل المهرجانات تتعامل مع التجريبي على أنه الأستاذ والمعلم فهذه الدورة الحادية والثلاثون ، فلا يمكن إلغاؤه فلدينا الكثير من الخبرات، يمكن كبر قليلا ولم يستطع المواكبة بحكم الظرف الاقتصادي الذي تمر به مصر ، ولكن على مصر أن تعلم أن ريادتها الاقتصادية وريادتها في المنطقة ريادة ثقافية وليست اقتصادية فقط، وهذا دور مهم لمصر عليها أن تُفعله.
وأتمنى أن تحظى الدورة هذا العام بالعديد من العروض الشيقة والفنانين..والمهرجان هو لكل المسرحيين وأتمنى من الله أن يظهر بشكل يليق باسم مصر، فمصر بلد ثقافية وفنية وترفيهية وأيضا هي بلد مسرحية ونملك الريادة في المسرح، ونتمنى أن تستمر هذه الريادة بصورة أفضل.

د. عمر فرج: لابد من التنوع والبحث عن المتميزين
وعلق الأستاذ الدكتور عمر فرج:
ميعاد المهرجان غير مستحب لأنه يأتي مباشرة بعد المهرجان القومي ، وباقي العام تخلو مصر من المهرجانات، فأرى أن يتبع التجريبي القومي على الأقل بشهرين ، مراعاة للضيوف وأوقاتهم في شهور الإجازة الصيفية، ومن الأفضل أن يكون في شهر أكتوبر أو نوفمبر حتى نكون ابتعدنا عن شهور الحر.
وتابع: من الضروري زيادة الحافز للجوائز سواء في النص أو العرض أو عناصر العرض المختلفة، حتى وإن كانت ثلاثة مراكز في العروض والتمثيل، أما الديكور والإضاءة والملابس والموسيقى قد نكتفي بجائزة واحدة على أن تكون جائزة مالية قيمة بحيث يكون لها صقل.
وأضاف: أيضا يجب التنوع في ضيوف المهرجان، وألا تشتمل القائمة على نفس الضيوف كل عام، وهو ما لا يضيف الجديد، فهناك العديد من المسرحيين في الوطن العربي وفي مصر مهمشين، ولابد من التنوع والبحث عن المتميزين، واقترح على وزارة الثقافة أن تشكل لجنة محايدة من أساتذة ونقاد المسرح لاختيار الضيوف وترشحهم حسب المعايير المحددة، فبعض هؤلاء الضيوف مكانتهم في بلدهم أقل من آخرين، وهو ما يقلل من قيمة المهرجان عند المتميزين الذين لم يتم دعوتهم، وحتى المكرمين في مصر ليسوا أصحاب ثقل كبير كمسرحيين، واللجان والندوات بها نفس الأشخاص المتداولين بين المهرجانات مما يتسبب في شيء من التذمر ، فيجب وجود تلك اللجنة المحايدة في مسألة الاختيارات...
كما اقترح أن يتم تكثيف العروض في أماكن محددة وبالقرب من بعضها، لمراعاة التنقل بين العروض دون إجهاد للجمهور.
واقترح أن يكون هناك رئيسا شرفيا للمهرجان قد يتم اختياره من النجوم الكبار في مصر، ليعطي صقل بوجوده، وأن يتم تكريم الرموز الحقيقيين في مصر مع ذكر أسباب التكريم وأحقيتهم..للبعد عن شبهة المجاملات.

عمرو عبدالله
فيما قال عمرو عبدالله - مصمم ديكور و إضاءة بدار الأوبرا المصرية : 
المهرجانات بوجه عام تحتاج الى تقنية خاصة في تجهيزاتها ، و التي يحكمها نوعية المهرجان و توجهه بشكل عام، و آليات الاختيار يحكمها الفرز النوعي و انتخاب الأقرب لكيان المهرجان، بالإضافة للفاعليات الخاصة بالمهرجان من حيث المنشورات و الكتب و الندوات و الورش .. الخ .
وتابع: و فيما يخص المهرجان التجريبي فهذا المهرجان له خصوصية منذ دورته الأولى، فهو على المستوى المحلي و الإقليمي و العالمي له خصوصية نوعية يختص بها عن أي مهرجان آخر، فهو باختصار مهرجان طليعي يبحث دائما و أبدا عن ما هو خارج الصندوق، كان الله في عون القائمين على تحضيراته و تجهيزاته .
وعن أمنياته قال: أتمنى له الاستمرارية و الازدهار، و مع كامل احترامي الشديد للعروض الشرق أوسطية، أتمنى المزيد لمشاركات عروض مسرحية من دول أوروبا الشرقية و أمريكا  اللاتينية فنحن جميعا في حاجه لمشاهدة و معرفة الأخر، حتى لا ننحصر في دوائر فكرية مغلقة مهمومة بقضايا إقليمية أو رؤى تقع تحت نظرية الشكلانية  البصرية.
فيما قال مقترحا: على ما أعتقد أن مهرجان بأهمية و قيمة المهرجان التجريبي محليا و إقليميا و عالميا .. يتطلب إلى بعد نهاية كل دورة يتم عمل استمارة استبيان باللغة العربية و الإنجليزية يتم رفعها على شبكة الإنترنت حتى يمكن لكل مشارك في المهرجان أيا كانت نوع المشاركة في ابداء رأيه أو ملاحظاته، و من ثم يتم جمع تلك الاستمارات و تحليلها تحليلا دقيقا، و الخروج منها بأفكار و ملاحظات تساعد القائمين على المهرجان في دوراته القادمة، مع ثقتي الكاملة في القائمين على تحضيرات المهرجان ببذلهم كل الجهد في تجهيزاته فنيا و فكريا .
أحمد خميس: أتمنى أن يتحول المهرجان لمؤسسة كاملة .
وعقب الناقد والكاتب أحمد خميس قائلا: حقيقة تبدو تحضيرات المهرجان التجريبي هذا العام طامحة للتغيير بعض الشيء، فها نحن أمام فكرة جديدة تتطلع للمشاركة في إنتاج عرض مسرحي، وهذا العام سيشهد باكورة الأعمال في هذا الاتجاه، حيث شاركت إدارة المهرجان الأوبرا في إنتاج عرض عن فلسطين من إخراج الاستاذ وليد عوني ، وتلك مسألة مهمة للغاية ونرجو التطوير في المستقبل بحيث يمكن إسناد ذلك التوجه لمخرجين لامعين في نفس الاتجاه التجريبي وعندهم مشاريع جمالية مهمة، كما يمكن تقديم ملفات كاملة من قبل المخرجين وتخصيص لجنة للاختيار من بين المشاريع المقدمة ، وأنا هنا أفكر بصوت عالي مع الفكرة التي أراها ممتازة ويمكن البناء عليها.
وعن أمنياته للمهرجان قال: أن يتحول لمؤسسة كاملة لا تعمل لفترة محدودة بمخصص مالي طموح، خاصة في اتجاه التدريب وجلب خبراء أجانب على مدار العام، وأن يكون هناك مركز يمكن اللجوء إليه في مواعيد معلنة، وأن نفعل مسألة الفيد باك ماذا قدمنا وماذا يمكن أن نقدم، وكيف نتجنب المشاكل بعد تحديدها بدقة، وهكذا أفكار لديها أهداف معلنة، وعندها خطط مستقبلية طموحة في أكثر من اتجاه، مثل جلب العروض المتميزة عالميا والتدريب الفعال من خلال متخصصين لهم وزنهم في المجتمع المسرحي العالمي. 
وواصل: وأمنية أخرى تتعلق بالتعاون الدولي البناء مع الدول العربية والإفريقية والأجنبية، ففي كل عام تكون أطمح لوجود فاعل لدولة إفريقية أو عربية أو أجنبية، وتخصص ندوة عامة عن مسرح تلك الدولة، وكذا يتم استضافة أكثر من عرض لتلك الدولة، وأن يكون أحد المكرمين من عندهم، فتلك أمور تساهم في تعضيد الصلة وتبادل الخبرات.
وأضاف: اقتراح أخير أن تكون هناك داتا شيت عن المسرحيين المصريين تجمع فيه بياناتهم وكيفيات الاتصال بهم لإبلاغهم بالفعاليات، وحتى لا تحدث مأساة كل عام في مسألة الدعوات الخاصة بالافتتاح والختام ومشاهدة العروض.
 


سامية سيد