العدد 881 صدر بتاريخ 15يوليو2024
وسط زحام الباعة، وبالقرب من محطة مترو العتبة ، قرر المخرج هاني عفيفي افتتاح أوبرا في العتبة، وشجعه على هذا القرار الجرئ، المخرج الفنان عادل حسان مدير مسرح الطليعة، وأقاموا الأوبرا بساحة مسرح الطليعة، على مرأى ومسمع من الباعة ورواد العتبة من المشترين وجمهور المسرح، التقينا بالمخرج هاني عفيفي للتعرف أكثر على تفاصيل هذه التجربة المختلفة.
عرض «أوبرا العتبة» كتابة وإخراج هاني عفيفي، ديكور عمر غايات، أزياء مي كمال، إعداد موسيقي حازم الكفراوي، دعاية أحمد مجدي، تمثيل «محمد عبدالفتاح، دعاء حمزة»، بالاشتراك مع «رنا عاصم، بكر محمد، أحمد سعد، هاجر عوض، أمينة صلاح الدين، إياد رامي»، غناء أوبرالي «روجينا صبحي، محمود ايهاب» .
بدايةً، ما الذي ألهمك لتأليف وإخراج مسرحية «أوبرا العتبة»؟ وما هي الرسالة الرئيسية التي ترغب في إيصالها من خلال هذه المسرحية؟
فكرة مسرحية أوبرا العتبة هي فكرتي في البداية، وقمت بكتابتها واستعانت ببعض المقتطفات من نصوص مشهورة، وشارك الممثلين بارتجالاتهم، وكتبت في النهاية النص النهائي الذي قدم على خشبة المسرح ، وجاءت الفكرة من الوضع الذي يوجد عليه مسرحي الطليعة والقومي، لأن المسرحان لهما تاريخ ثقافي وفني، وكانت هذه المنطقة في الماضي منطقة للفن والثقافة، وكان بها الأوبرا بميدان الأوبرا، فكان مجتمع ثقافي مهم جدا بمصر، ولكن الأن الوضع أصبح كما نراه حاليا، إن المسرح القومي محاصر ، ومسرح الطليعة محاصر، بالسوق الشعبي والصخب الذي يصنعه الباعة حول المسرح، لا نعيب على السوق ومن حقهم جميعا العمل ولكن المسرح أصبح داخل جزيرة متعزلة، وأصبح لا يوجد تواصل بين العالمين، عالم خشبة المسرح وما يقدمه من كلاسيكيات وفنون أصبحت نخباوية ليس لها جمهور بقاعدة شعبية كبيرة مثل ما يحدث خارج المسرح، فمن هنا جاءت الفكرة، ماذا يحدث إذا قمنا بإخراج هذه الفنون النخبوية وصنعت لها مثالا بالأوبرا، فإذا خرجت الأوبرا للناس، من خلال سماعات والباب المفتوح للمسرح ، الذي يطل على الباعة واستمعوا للأوبرا، فما هو رد فعلهم، وتخيلت إذا دخل الباعة إلى المسرح ، فما نوع الموسيقى التى سيمسعونها، وكيف كانت تأثير ذوقهم الفني والموسيقى الصاخبة على حياتهم وسلوكياتهم، حمسني إلى هذه الفكرة والذي تشرفت بالعمل معه الأستاذ عادل حسان مدير مسرح الطليعة، فعندما طرحت عليه الفكرة رحب بها وتحمي لها، وانتظر حتى خرج النص بالشكل المتكامل، وبدأنا في إنتاجه ، وتحمس أيضا لتنفيذ الديكور صديقي المهندس عمر غايات، وهو مقيم بسويسرا ، وجاء لمصر خصيصا لتنفيذ ديكور العرض، ومصممة الأزياء و أشرفت على تنفيذ الديكور المهندسة مي كمال.
ظهور مدى القبح الاجتماعي في «أوبرا العتبة» كان واضحاً. كيف قمت بإبراز هذه القضايا على المسرح، وكيف تفاعل الجمهور تجاه هذه المشاهد؟
استقبل الجمهور الأفكار بشكل جيد، من خلال المضمون والمسرحية ككل، وردود الأفعال إيجابية الحمد لله، فلم نشعر بأي شئ غريب عند بداية الأوبرا في بداية العرض، بالعكس تفاعل الناس وكانوا يلتفون حول المسرح لمشاهدة الأوبرا، ولمعرفة ما يحدث ، فالتجربة تسير بشكل إيجابي من بداية ليالي عرضها الأولى، واتوقع انها سوف تسير في نفس الطريق، وسيستقبلها الجمهور بمزيد من الإيجابية.
كيف ترى تأثير التريندات الحالية على المجتمع، وهل ترى أن الفن المسرحي يمكنه أن يكون وسيلة لمعالجة هذه الظواهر السلبية؟
أتمنى أن يكون للمسرح جانب كبير لمناقشة المشاكل الحالية بالمجتمع، ويناقش كافة التفاصيل، بدون اللعب على التريندات لأن التريند يموت سريعا، فالأهم معالجة القضية وليس الترند، والتجربة الإنسانية المتواصلة، فأحب أن نناقش بشكل حديث وسريع وكوميدي، وتحرير في التناول إنما المضمون لابد أن يهم المتلقي، وهذا ما نحاول تقديمه ، ولا يلزم التعبير عن القبح بقبح ولكن الصعوبة في التعبير عن المشاكل والقبح بدون إزعاج المتفرج، فالكل أشاد الحمد لله بأن العرض جميل بصريا وسمعيا وفي نفس الوقت، يناقش ويطرح أفكار تجعل المتلقي يحلل المعاني، ويفكر لماذا وصلنا على هذا الحال، وما السبب وراء تردي الذوق العام في المجتمع، وما السبب وراء الصخب السمعي والبصري المنتشر في الأسواق والشوارع.
كيف تقيم تجربة «أوبرا العتبة» مقارنة بأعمالك السابقة؟ وهل ترى أن هذه التجربة قد أثرت على رؤيتك الفنية؟
أظن إن هناك خط بين أعمالي السابقة وأوبرا العتبة، بدأ من خلال عرض أنا دلوقتي ميت عام 2005، كانت هذه التجربة تعمل بنفس التكنيك وحصلت المسرحية على عدة جوائز منها أحسن مخرج وأحسن عرض وأحسن ممثل في مهرجان الشباب المبدع بالمركز الثقافي الفرنسي عام 2005، وفي الدورة الأولى للمهرجان القومي للمسرح حصلت على جائزة لجنة التحكيم الخاصة واستمر عرضها أكثر من عامين، وقمنا بإعادتها عام 2014، وعام 2016 ، فأعتقد إن هناك خط في أعنالي يعتمد على تكوين أجزاء للصورة تتضح على مدار العرض مثل البازل، فلا تعتمد على البناء التقليدي للدراما المسرحية ، ويشارك به ارتجالات الممثلين ، ونستخدم أساليب الميديا، واعتقد إن مسرحية تسجيل دخول عام 2018، إنتاج مركز الهناجر الثقافي، كانت معتمدة على نفس التكنيك، من خلال التقطيع السريع والمشاهد الكوميدية، واستخدام الميديا وارتجالات الممثلين والتجريب على مستوى الإضاءة والأزياء وعلى مستوى الكتابة والإخراج، فهناك خط من أعمالي به كلاسيكيات مثل مشاحنات إنتاج مركز الإبداع الفني، وخط التجريب كان في عرض أنا هاملت ، وهو العرض الذي مثل مصر بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، وحصلت على جائزة أحسن ممثل عام 2009، وخط ميوزيكال، معرض ليله، والتي كانت تضم 40 عازف يوميا لمدة شهرين بمسرح المشاركين بطائرة فيستيفال، عام 2017، وعام 2023 أخرجت عرض ولا في الأحلام عرض ميوزيكال بمسرح قصر النيل، وعرض عن العشاق عرض موسيقي أيضا عن كتاب طوق الحمامة لابن حزم الأندلسي ، وشارك به فرقة نصير شمة وبيت العود العربي ، فهناك تنوع في كل مشاريعس، فلا تعتمد على خط واحد ، وأحاول التمرد على التكرار، فعلى حسب الموضوع وحجم الإنتاج، وما يناسب المكان والظروف الإنتاجية، وماذا أريد أن أقدمه للجمهور حاليا، فبناءا على كل الخطوات يتم اختيار العمل الجديد.
هل يمكنك أن تخبرنا عن مشاريعك المستقبلية؟ وهل هناك مواضيع أو أعمال محددة ترغب في العمل عليها؟
طوال الوقت لدي ملفات مفتوحة، ومشروعات اعمل عليها لحين وجود الوقت المناسب لطرحها والظروف المناسبة لعرضها.
ما هو دور الجمهور في تقييم نجاح «أوبرا العتبة»؟ وكيف كانت ردود الفعل على المسرحية؟
ردود الفعل إيجابية بشكل كبير ، فمن بداية ليالي العرض ، كانت الصدى واضح والتأثير موجود بالفعل على الجمهور.
أخيراً، ما هي نصيحتك للمخرجين الشباب الذين يسعون لإيصال رسائل اجتماعية من خلال المسرح؟
لا استطيع تقديم النصيحة للمخرجين الشباب ، فأنا مازالت اعمل واجتهد طوال الوقت لتقديم أفضل ما عندي.