محمد الطايع: نوادي المسرح من أهم التجارب المسرحية في مصر

محمد الطايع: نوادي المسرح من أهم التجارب المسرحية في مصر

العدد 748 صدر بتاريخ 27ديسمبر2021

منذ بداية تجربة نوادى المسرح وهى تمتلك فلسفتها وخططها وأهدافها الخاصة، وتعد نوادى المسرح من اهم التجارب التى تفرز العديد من الرؤى والأفكار الجديدة لشباب الأقاليم، وتقدم شكلا مغايرا لما يتم تقديمه فى المسرح المصري؛ لأنها قائمة على التجريب، فهي تفتح لشباب المخرجين الآفاق المختلفة لتقديم حلول إبداعية مميزة فى جميع عناصر ومفردات العمل المسرحي، ومع بداية الموسم الجديد كان من المهم أن نتعرف على الخطة الجديدة لهذا الموسم وما أهم المستجدات الخاصة بهذا التجربة. ولذلك التقينا بالمخرج محمد الطايع مدير إدارة النوادي. محمد الطايع مخرج مسرحى وممثل ومدرب تمثيل وسينوغراف، مؤسس ومدير جماعة تمرد للفنون عام 2001 وقدم العديد من العروض المسرحية داخل وخارج مصر فى كندا وألمانيا وهولندا وتونس والمغرب، والأردن والإمارات وسوريا. حصل على العديد من الجوائز المحلية والدولية داخل مصر وخارجها.

- نود أن نتعرف على خطة نوادي المسرح في هذا الموسم وما الأيدلوجية التي تعتمد عليها؟
فى هذا الموسم تقدم لنا 250 عرض مسرحى على مستوى الجمهورية، وبالفعل توجهت لجان المناقشة والمشاهدة إلى مختلف الأقاليم لاختيار العروض، وسنقوم خلال الأيام القادمة بعمل حصر شامل للمشاريع التى سيتم إنتاجها، وهذا الموسم عدد المتقدمين أكثر من العام الماضي واعتقد أن عدد الذين سينتجون المشاريع أكثر؛ وذلك لأن هناك توجه من الهيئة العامة لقصور الثقافة وإدارة المسرح أن نقوم بإنتاج اكبر قدر ممكن من المشاريع لشباب نوادي المسرح وذلك ليتمكنوا من ممارسة هوايتهم فى كل قصور الثقافة في أنحاء الجمهورية، وفيما يخص أيدلوجية نوادي المسرح، فعندما أسست منذ 32 عاما وهى كالرسم البياني تشهد فى بعض الأحيان صعودا وأحيانا أخرى هبوطا ... ونتمنى أن يكون مؤشرها هذا الموسوم مرتفع وخاصة أن هناك تفكير فى إعادة المهرجان الختامي الذى توقف وهناك سرعة في الإنتاج فقد بدأنا هذا الموسم مبكرا، ونتمنى أن تكون نوادى المسرح هذا العام أكثر تطورا.

- ما معايير اختيار العروض وما معايير اختيار أعضاء لجان المشاهدة ؟
معايير اختيار أعضاء لجان المشاهدة خبراتهم فى المسرح ودراستهم وأسس كثيرة خاصة بخبراتهم فى المجال المسرحى، خاصة فى تجربة نوادي المسرح التى تحتاج إلى تفكير حداثى، فهى تجربة قائمة على التجريب والمعاصرة ودائما يكون اختيار اللجان قائما على هذه المعايير، واختيار العروض بالنسبة للجان يعتمد على معايير فنية،وهناك جزء يكون معايره تنموية، فهناك بعض المناطق الحدودية التي نرغب أن نقوم بعمل تنمية مسرحية بها وتنمية مجتمعية من خلال المسرح، وعليه يتم اختيار مجموعة من المخرجين نقوم من خلالهم بعمل تنمية لبعض المناطق.

- ما أبرز التحديات والمعوقات التي تواجهكم هذا العام ؟
حتى الآن لا توجد أى صعوبات وجميع لجان المناقشة والاختيار والمشاهدة قاموا بعملهم على أكمل وجه، وهناك تعاون كبير من قبل مسوؤلى المسرح فى الأقاليم مع حرصهم ورغبتهم بعمل طفرة بنوادي المسرح، وهناك اتصال دائم بيني وبين الجميع، ونحن الأن فى طور الإنتاج، وهناك دعم وتسهيلات كبيرة من قبل رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة المخرج هشام عطوه، ورئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية الفنان أحمد الشافعي ومدير إدارة المسرح المهندس محمد جابر، فقد قاموا بتسهيل جميع الأمور حتى يخرج موسم مسرحى مختلف عما سبقه من المواسم .

- هل لاتزال نوادي المسرح الوسيلة الوحيدة لاعتماد المخرج أم تم إلغاء هذا الأمر؟
تم إلغاء ملتقى شباب المخرجين وعادت النوادي كوسيلة وحيدة لاعتماد المخرج، وأود أن أشير إلى أن مشروع ملتقى شباب المخرجين يعد المرحلة الأخيرة من ثلاثة مراحل تقام لمخرجي النوادي، كان هناك ورشة للمخرجين يتم إقامتها فى المهرجان الختامي يليها ورشة لمدة شهر في القاهرة ويتم تصفية المخرجين من خلالها، والمرحلة الأخيرة هو الملتقى وهو الإنتاج العملي للمخرجين تطبيقا لما تلقوه من خلال الورش، وعندما تم إلغاء الورش أصبح الملتقى ليس له فائدة كبيرة أو معنى، بل على العكس أصبح يؤثر سلبا على تجربة النوادى، وعليه تم إلغائه هذا العام وسيكون الاعتماد من خلال نوادي المسرح فقط، وسيقام مهرجان إقليمي يتم تصعيد المخرجين من خلاله ثم المهرجان الختامي.

- لماذا لا توجد خطة وجدول زمني ثابت يبدأ وينتهي خلاله موسم النوادي ؟
فكرة وجود خطة وجدول زمني ليست مرتبطة بنا فقط فى إدارة المسرح، ولكنها مرتبطة أيضا بالتعامل مع الأقاليم والأجهزة المالية فى الأقاليم وهو ما يجعل من الصعب التحكم من قبل إدارة المسرح فى الوقت الزمنى لانتهاء هذه الإجراءات، فعلى سبيل المثال عند إرسال الارتباطات المالية للعروض نرسلها للأقاليم وتأخذ الأقاليم وقتا حتى تقوم بصرف المستحقات المالية والميزانيات للمخرجين، وهو خارج عن إرادتنا كإدارة مسرح، ولكننا هذا العام بدأنا مبكرا وانتهت اللجان من مشاهداتها، ومن المقرر أن نقيم المهرجان الأقليمى فى إجازة منتصف العام بالتحديد فى شهر فبراير حتى نقيم المهرجان الختامى بشهر مارس، ولدينا أمل كبير فى إقامة هذه الفعاليات فى موعدها المحدد ونسعى لذلك بجهد كبير .

- أنت ابن تجربة نوادي المسرح .. فإذا عقدنا مقارنه بينها فى التسعينيات والفترة الحالية ما أبرز الاختلافات التي تراها فيها؟
تجربة نوادي المسرح أشبه بالرسم البياني لها فترات صعود وهبوط وهذا منذ بدايتها، وفيما مضى كانت هناك فترات تزخر بوجود عروض وتجارب هامة ومميزة للغاية، وهناك تجارب ايضا مخفقة، ومع تغير الزمن تتطور التجربة وتقفز فى فترات وتهبط في أخرى، وكما نعلم العرض الذي مثل مصر هذا العام فى مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي هو عرض لنوادى مسرح، ونحاول بقدر الإمكان تطوير التجربة وتسهيل الأمور لشباب المخرجين حتى ينتجون عروضا فنية مختلفة ومتميزة، ولكن فى النهاية تجربة نوادى المسرح لها أساس ضارب فى عمق مسرح الثقافة الجماهيرية، وستظل، فهي فى إعتقادى الشخصي من أهم التجارب المسرحية فى مصر؛ لأنها قائمة على التجريب وفى نفس الوقت تجعل المخرج يفكر ويبدع بشكل مغاير وبتكلفه قليلة وطوال الوقت تجربة نوادي المسرح تمثل مفرخه للعديد من المبدعين عبر سنوات طويلة، فهناك نجوم على الساحة الفنية هم أبناء تجربة نوادي المسرح أمثال الفنان مصطفى ابو سريع والفنان حسنى شتا والفنان إبراهيم السمان والفنان احمد كشك وقد أصبحوا نجوما .

- البعض يرى أن تجربة النوادي حادت عن مسارها وفلسفتها فما رأيك ؟
هناك فترات حادت فيها نوادي المسرح عن مسارها وفلسفتها وفترات أخرى عادت لمسارها وفلسفتها ونأمل أن نسير على خطى الأوائل ومؤسسيها دكتور عادل العليمي والمخرج سامي طه والكاتب شاذلي فرح والفنان حسن عبده رحمه الله والناقد عبد الناصر حنفي وغيرهم من كبار المسرحيين الذين آمنوا بفكرة وتجربة نوادي المسرح.

- يرى كثيرون أن ميزانية نوادي المسرح ضئيلة للغاية في ظل ارتفاع أسعار الخامات.. هل هناك اتجاه لزيادة ميزانياتها ؟
الفكرة أساسها هي كيف يقدم المخرج عرضا بتكلفة قليلة وهو ما يفتح مدارك الإبداع والخيال لديه،بأن يقدم أفكارا وحلولا إبداعية مختلفة لجميع عناصر العملية المسرحية، وهو أساس الفكر فى نوادي المسرح. فيقدم المخرجين بأقل تكلفة عرضا مسرحيا مختلفا، وسأضرب مثالا بعرض «كلام في سرى « للمخرجة ريهام عبد الرازق وهو عرض نوادي مسرح كانت تكلفته قليلة وصلت إلى 1000 جنيه، ومثل مصر في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي عام 2007 وحصلنا على جائزة أفضل عمل جماعي، وكانت تتنافس فى ذلك التوقيت 42 دولة ومثلنا مصر بهذا العرض فى أكثر من مهرجان دولى .

- تجربة نوادي المسرح كانت أشبه بالمعاهد العلمية المصغرة يتلقى المخرج خلالها كل ما يخص المسرح.. هل ممكن استعادة هذا مرة أخرى؟
الحقيقة أن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة المخرج هشام عطوه وهو مخرج مسرحى كبير وكذلك رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية الفنان احمد الشافعي ومدير إدارة المسرح المهندس محمد جابر يهتمون بالمسرح بشكل كبير وبمشيئة الله فى هذا الموسم الجديد نحاول استعادة نادى المسرح الحقيقي بوجود ورش وملتقيات طوال الوقت.

- منذ سنوات يفتقد شباب نوادي المسرح الإقامة خلال فعاليات المهرجان الختامي ومشاهدة العروض والاحتكاك وتبادل الخبرات.. فماذا عن هذا الأمر ؟
فى هذا الموسم نأمل أن يحدث هذا الأمر وسوف أتقدم لمدير إدارة المسرح المهندس محمد جابر والمخرج هشام عطوه رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة بطلب بحث إمكانية حضور الفرق طوال فترة المهرجان أو المخرجين وأتمنى الموافقة عليه.

- ما الأهداف التي تسعى إليها في الفترة المقبلة لتطوير نوادي المسرح ؟
نوادى المسرح بالنسبة لى تجربة حياتيه، فأنا ابن النوادي مؤمن بهذه التجربة بشكل كبير ولذلك كل ما هو جديد وكل الأفكار التى تساعد فى تطويرها سأسعى لتنفيذه بمساعدة رؤسائي فى العمل، وهناك تطورات كبيرة نسعى لتحقيقها الفترة المقبلة .


رنا رأفت