الكاتب المسرحي والشاعر د. سيد عبد الرازق

الكاتب المسرحي والشاعر  د. سيد عبد الرازق

العدد 800 صدر بتاريخ 26ديسمبر2022

فاز نص المونودراما «رقصة الفلامنكو» تأليف الشاعر والكاتب المسرحي د. سيد عبد الرازق فى النسخة السادسة من مسابقة التأليف الخاصة بالدورة السابعة لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برئاسة المخرج مازن الغرباوي والتي تحمل اسم الكاتب الكبير “يسري الجندي” ، وهذه ليست المرة الأولي التى يفوز بها أحد نصوص الكاتب المسرحي والشاعر د. سيد عبد الرازق فقد سبق وأن حصل على جائزة الشارقة للأبداع العربي وكذلك جائزة سمو الامير عبد الله الفيصل من السعودية وجاء فوزه فى مسابقة التأليف فى مهرجان شرم الشيخ الدولي ليكلل باكورة إنتاجه المسرحي المثمر د. سيد عبد الرازق هو شاعر ومؤلف ومدقق لغوى كما أنه يعمل طبيب بطرى بمديرية الطب البيطرى بأسيوط وهو محاضر مركزى بالهيئة العامة لقصور الثقافة منذ عام  2014 وأيضا محاضر بنادى أدب جامعة أسيوط المركزى منذ عام 2018 كما أنه مدقق ومراجع لغوى للفرق المسرحية الحرة والحكومية بأسيوط وسوهاج وعضو لجنة الإشراف على إنتخابات مجالس إدارات أندية الأدب منذ عام 2017 وحتى عام 2019 كما شغل منصب سكرتير نادى أدب قصر ثقافة أسيوط منذ عام 2015 وحتى عام 2017 قدم العديد من المؤلفات ومنها على سبيل المثال وليس الحصر مسرحية «حلم قديم « وقدمت بالتعاون مه الهيئة القبطية الأنجلية للخدمات الإجتماعية عام 2020 ، ديوان «يقامر شعره» صدر من الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2019 ، ديوان «وحدها فى الغرفة»صدر عن وكالة أمواج للاعلان أسيوط عام 2016 ، ديوان نيرفانا صدر عن الهيئة العام لقصور الثقافة أسيوك عام 2015 بالإضافة إلى عدة دواوين آخرى منها «أخيرا تصمت الزرقاء « ، «ويرسمها الدخان « ، كتاب «سيناء إختيار المستقبل « تأليف مشترك وزارة الدفاع المصرية صدر عام 2014 ، ديوان ملامح الجنوب «تأليف مشترك « جامعة أسيوط عام 2007 تتر برنامج المسئول على قناة «آل تى سى» أما بالنسبة لأشعار المسرح فكان له إنتاج غزير فى هذا المضمار على سبيل المثال أشعار مسرحية «قلعة النساء « لكلية تربية الطفولة المبكرة جامعة أسيوط ، مسرحية «س.ح.م» كلية الحاسبات والمعلومات جامعة أسيوط ، مسرحية «حريم النار « جامعة أسيوط ، «مملكة السكر « لقصر ثقافة أحمد بهاء الدين للطفل المتخصص ، مسرحية الرصيف لفرقة خدام أبو فام الحرة ، مسرحية «المخزن « لفرقة قصر ثقافة ديروط المسرحية ، أوبريت» رسول الله محبة وسلاما « لجامعة أسيوط ، أوبريت غضن الزيتون « و»سيناء أرض البطولات « والعديد من المؤلفات الأخرى أما عن الجوائز فحصل على العديد من الجوائز ومنها على سبيل المثال جائزة الأسرى المركز الأول عن شعر الفصحى ، جائزة البردة المركز الرابع عن شعر الفصحى وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ، جائزة البردة المركز الثانى عن شعر الفصحى وزارة الثقافة وتنمية المجتمع ، جائزة أمير الشعراء مرحلة 150 شاعرا لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبى والعديد من الجوائز فى شعر العامية بالاضافة إلى التكريمات واخيرا وليس آخرا جائزة التأليف عن نص المونودراما «رقصة الفلامنكو فى النسخة السادسة من مسابقة» يسرى الجندى « للتأليف المسرحي بمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي
حصلت على عدة جوائز سابقة ومنها جائزة عبد الله الفيصل والشارقة للأبداع العربي فما المميز  فى جائزة التأليف فى فرع المونودراما بمهرجان شرم الشيخ الدولي؟
لكل جائزة رونقها الخاص ومذاقها الخاص، فجائزة الشارقة للإبداع العربي جائزة مفتوحة أمام النصوص الشعرية النثرية والشعرية على حد السواء، ولقدد قررت المشاركة بنص مسرحي شعري، ليدخل إطار المنافسة إيمانا بأن نصوص المسرح الشعري قادرة على المنافسة وربما الفوز بين النصوص النثرية، لأن المعايير هي معايير مسرحية في المقام الأول، أما القالب فنختلف فيه ونتفق، لذا فمسرحية العابر الفائزة في الدورة الرابعة والعشرين من جائزة الشارقة كانت بمثابة فرصة كبيرة لتجديد الثقة في النص المسرحي الشعري، ثم جاءت جائزة سمو الأمير عبد الله الفيصل كانت من المملكة العربية السعودية، وكانت مخصصة للشعر المسرحي، ومن هنا كانت تجربة جديدة لخوضها في كتابة فرع لم يعد يحظى باهتمام كبير منذ جيل الرواد، مع وجود محاولات حثيثة من جيل الشباب للحاق بركب الرعيل الأول في كتابة المسرح الشعري، لذلك كانت جائزة الفيصل بمثابة روح تنفخ في جسد المسرح الشعري العربي، بعد حصولي على جائزة الفيصل رشحت إلى قائمة الهيئة العربية للمسرح في فئة النص الموجه للكبار أيضا بنص شعري مسرحي لأعود للتأكيد على أن إيماني بقدرة النصوص المسرحية الشعرية على المنافسة والفوز ما زال قائما، مما يقفز بنا إلى النقطة الأهم والتي تعني أن النص المسرحي الشعري قابل للتنفيذ على الخشبة شأنه شأن كل الأعمال المسرحية الأخرى لانطباق ذات المعايير عليه. أما المونودراما، فتشترك مع المسرح الشعري في كونها فنا يعاني الانزواء والعطش لتسليط الضوء عليه، وانحسار كتابته، وتمثيله، ربما كانت المرة الأولى التي سمعت فيها عن المونودراما كانت من خلال جائزة الفجيرة المخصصة لها، ثم من مسرح الغرفة الذي أقيم في محافظتي أسيوط لدورات، ولفت انتباهي جدا هذا الفن فقرأت وشاهدت ودرست، وأنا دائما أسعى للكتابة في الزوايا البعيدة التي لم يسبرها الكثيرون قبلي وربما – إن استطعت- لم يكتب عنها أحد قبلي عملا مسرحيا، ومن هنا كانت فكرة أن أكتب المونودراما لكونها عملا مسرحيا لا يكتب فيه بكثرة، وأن أختار شخصية أيضا لم يكتب عنها كثيرا في الأعمال المسرحية وهي شخصية لوركا عبر نص (راقص القلامنكو)، لأشارك بها في مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، وفي هذا الإطار أثمن غاليا دور المهرجان في تسليط الضوء على فن المونودراما واهتمامه به وإفراد جائزة له، فما أحوجنا لالتقاط تلك الزرايا البعيدة ومباغتة الوعي الكتابي بها لشحذه وإيقاظ شعلته.

ما الذى دعاك لكتابة نص “رقصة الفلامكنو” ونود أن نتعرف على أجواء النص ؟  
ما دعاني للكتابة حول لوركا أمور عديدة أولها الخط الذي اتخذته لنفسي في الكتابة وهو تناول الرمز – عربيا كان أو غربيا – في إطاره التاريخي والثقافي والسياسي والمجتمعي إلى آخره، ثم أعيد طرحه في ثوب جديد يتلائم مع ذائقة المتلقي العربي ومعطيات واقعه، ومن هنا واستمرارا لهذا الخط بعد أن كتبت عن الجاحظ، وعبد الله بن المعتز، وبودلير، والشريف الإدريسي، وغيرهم، جاء الدور على لوركا في مونودراما راقص الفلامنكو لأنها ترتبط ارتباطا وثيقا بحياة لوركا ويتم من خلالها ترجمة القيم التي يمثلها هذا الفنان الكبير في تاريخ إسبانيا الحديث، ربما تعد الكتابة عن لوركا أمراً صعباً لأن جزءاً كبيراً من حياة هذا الفنان كان غامضاً، ووفاته أيضا كانت غامضة، ولا يُعرف له قبر على وجه التحديدي حتى هذه اللحظة، لذا كان الأمر مشوقاً ومثيراً أن يكتب نص تتكشف معانيه في نهايته كمعادل موضوعي لهذه الحياة الغامضة للوركا .

ما أبرز صعوبات الكتابة الخاصة بنصوص المونودراما وعلى وجه الخصوص ما أبرز التحديات التي واجهتها عندما تصديت لكتابة هذا النص ؟
لعل أكبر المعوقات التي تقف حائلاً بين ذائقة المتلقي والمونودراما هي النص ذاته إذ يعتبره بعض الكتاب مونولوجا طويلا أو سردا طويلا لحكاية ما، مما يدعوهم للثرثرة والبعد عن التكثيف وخلق المواقف المتعددة داخل النص، والجنوح إلى سرد الخواطر النفسية والذاتية بإسهاب، أيضا الميل للمظلومية والبكائية، فلا أذكر أنني شاهدت عملا مونودراميا كوميديا، وأيضا الجنوح للخطابية المفرطة وربما الخطب الوعظية المباشرة، ثم يأتي دور الممثل الذي يحتاج إلى تفرد وتميز عن سائر أدواره الأخرى لأن المسرحية كلها ستكون قائمة عليه، وليس كل الممثلين يستطيعون هذا، خاصة إذا تطلبت المونودراما الغناء أو التعبير الحركي أو كان الدور لأحد أصحاب الهمم ولا يتطابق فيزيائيا مع الممثل مؤدي الدور وخلافه، ثم العناصر الأخرى فنظرا لكون الممثل واحداً على المسرح فيلجأ كلما ألزمته الحاجة لكسر الرتابة إلى توظيف رقصة أو موسيقى أو قطعة ديكور قد تكون غير مبررة، مما يحيلنا إلى ضرورة أن يكون النص به من عناصر التشويق والاستحواذ ما يكفي لجذب المشاهد، ثم تتضافر العوامل المسرحية الأخرى لتجسيد هذا النص كما يجب، بعيد عن القوالب الجاهزة والمستخدمة سلفا

ما سبب تسمية النص برقصة الفلامنكو ؟
سبب تسمية النص بـ(راقص الفلامنكو) يرجع إلى أن لوركا كان مهتماً بإسبانيا بتاريخيها الإسباني والعربي، وكان مهتماً بحياة المهمشين من الغجر في إسبانيا والسود في أمريكا، وكان يندمج في حياة الغجر فيرقص في الأحياء الغجرية في السكرامنتو والبيازين وخلافه ويكتب عن غرناطة وعن الأرياف؛ لذا فهذا المؤمن بالتراسل بين الحضارات والمنفتح على الثقافات كان التعبير الأجدر عنه هو عن طريق تصوره راقصا للفلامنكو المستمد من التمازج الأندلسي الإسباني الغجري.

ما هي الرؤية التى أدرت إبرازها من خلال نص «رقصة الفلامنكو ؟
بالتأكيد هناك رؤية من وراء النص فحياة لوركا تعد نموذجا فنيا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا ومعرفيا؛ فلوركا الطفل الذي لم يمش أو يتكلم إلا متأخرا ولم يكمل تعليمه الجامعي وهو ابن عصر اتسم بالتناحر والخلاف والقتال في إسبانيا والذي تلقى العديد من الاتهامات والذي عاصر جيلا رائعا من كتاب وفناني إسبانيا والذي لم ينجح في اقتناص حبيبته، والذي جر جرا إلى خلافات قبلية وسياسية، والذي اتهم بالشذوذ ومعاداة الكنيسة والرأسمالية وكيلت له كافة الاتهامات الكفيلة بانتهاء حياته بالفتل، بمعنى آخر كل الظروف المهيأة إما لصنع فنان عظيم أو فاشل كبير، ليختار طريقه.

هل هناك معايير محددة يجب أن تتوافر عندما يتصدي الكاتب لكتابة المونودراما ؟
بالتأكيد هناك معايير أكاديمية لكتابة المونودراما معروفة ويكاد يكون متفقا عليها، أما قلة الكتاب الذين يتجهون لكتابة المونودراما، فيرجع لتصادمهم مع هذه المعايير، وأيضا لوجود المعوقات التي أشرت إليها سلفا

مارأيك فى مسابقات التأليف المسرحي وهل تؤتي بثمارها للكاتب ؟
التأليف المسرحي شأنه شأن كل عمل أدبي آخر فالكاتب في المقام الأول يعبر عما يجول في نفسه معبرا عن مواقفه وما يشغل حيزا في حياته وحياة واقعه من موضوعات هامة تهم الناس فهو لسان من لا لسان له ويد من لا يد له، وله رسالته التي يحملها ويود نشرها، وأن يقوم بدوره في تطوير الرؤية الفنية لديه ولدى معاصريه ومجايليه، ومحاولة لصنع ريادته الخاصة، وخطه الإبداعي الخاص، ولا شك أن التأليف المسرحي الآن بعد فتح أبواب عديدة للجوائز الدولية والمحلية واشتراك المؤسسة الرسمية والمنظمات غير الرسمية في تنفيذ العروض المسرحية وتعدد منافذ تنفيذها فأغلب الظن أن هذا سيزيد من مساحة اهتمام المبدعين بالكتابة المسرحية

ماهي أبرز إنطباعتك عن مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي وكيف ترى دروه الحالي فى المشهد المسرحي ؟
ما رأيته وسمعته حول مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي خلال الفترة الماضية واهتمامه أولا بتقديم الرموز في عالم المسرح ليكونوا على منصته، والتنظيم للخطوات السابقة على المهرجان ذاته من إجراء المسابقات والالتزام بالجدول الزمني، والتواصل مع المبدعين، وتنظيم جلسات تعريفية بالمهرجان، وتخصيص صفحات للتواصل الاجتماعي لبث أخباره وتطوراته، والترتيبات الحثيثة لتنفيذه، كل هذه مبشرات بنجاح المهرجان، لأن المقدمات السليمة تعطي نتائج سليمة، وظني أن العمل بإدارته الشبابية وزخمه الإعلامي والمتابعة الكبيرة يبشر بأن المهرجان يستحق لقبه الدولي وأن يبرز مكانة مصر في تنفيذ مثل هذه المهرجانات

تميزت فى كتابة المسرحيات الشعرية ولكن لم تقدم هذه المسرحيات على خشبات المسارح ؟
تنفيذ ما أكتب من الشعر المسرحي لم يتوقف عند مرحلة تقديم أحد نصوصي المسرحية الشعرية على خشبة المسرح، فبجانب تقديم نصوصي المسرحية النثرية، ودمج الشعر المسرحي في أعمال مسرحية أخرى تنفذها الفرق، لجأت إلى تقديم الأوبريت الشعري المسرحي الغنائي أيضا، وتم تنفيذ بعضها وبعضها ما زال ينتظر دوره، ربما لأسباب عديدة تتعلق بتنفيذ المسرح الشعري من تهيئة الفرق للعرض الشعري، وتوفير المناخ المناسب للعرض، ومفردات تحقق له نجاحه

فى رأيك هل هناك شروط يجب أن تتوافر عندما يتصدى المخرجين لتقديم مسرحيات شعرية ؟
المخرج حين يتصدى لتقديم المسرح الشعري فهو شأنه كشأن كافة النصوص الفصيحة التي يقدمها، فلا أرى فرقا كبيرا بسبب خصوصية النوع مثلا، فالنص الفصيح في كل الأحوال سيحتاج إلى أن تكون فرقته مهيأة للتدقيق اللغوي، وإلى الشعر الفصيح وتلحينه وغنائه، وإلى التعبير الحركي المناسب وكافة التفاصيل الأخرى دون إسهاب، وما سيواجهه من معوقات في تنفيذ النص الفصيح هو ما سيواجهه في تنفيذ النص المسرحي الشعري، ربما تصوره حول الأمر هو العائق الأكبر فالإنسان رهين تصوره ومخاوفه في النهاية

انت شاعر ولك العديد من الدواوين الشعرية فأيهما أقرب إليك ؟
الشعر والمسرح جوادا رهان لا يفترقان أبدا والخط الفاصل بينهما خط شفيف، رغم أن لكل فن خصائصه وتفرده إلا أن نشأتهما واستمراريتها كانتا دائما مرتبطتين، وبمطالعة كتاب فن الشعر لأرسطو يمكن إدراك ماهية تلك العلاقة، وبالنسبة لي فأنا أكتب كليهما بذات الشغف ولا أميل إلى التصنيفات بشكل كبير فليس على المبدع أن يكون شاعرا فقط أو روائيا أو مسرحيا إلى آخره وإنما أنحاز انحيازا تاما للفن مهما كان قالبه أو الثوب الذي اتخذه لنفسه، فالحقيقة أن الأشكال تتبدل وتتغير ويظل الفن وحده هو الطموح الأسمى لكل هذه الأشكال.


رنا رأفت