العدد 877 صدر بتاريخ 17يونيو2024
مع بداية موسم 1934، عقدت مجلة «الصباح» حواراً مع الريحاني، علمنا منه أن فرقته تستعد لعرض مسرحية «الشايب لما يدلع»، بطولة «عزيزة أمير»، وقصتها تدور حول كهل تخطى الستين، يعيش مع فتاة صغيرة في العشرين، فيقع في حبها، ويتمادى في هذا الحب، ومع مرور الوقت يدرك أن هذا الحب الشاذ لا يتفق مع الطبيعة، لا سيما علمه بأن الفتاة تحب ابن أخيه، فيقرر أن يكون لها أباً لا عاشقاً، ويزوجها بمن تحبه. ومن خلال هذا الموضوع يتضح لنا أن الريحاني عاد مرة أخرى إلى مسرحياته الأخلاقية، بعد أن فشل فيها جماهيرياً – عندما مثّل مسرحية «الجنيه المصري».
كتب ناقد جريدة «البلاغ» نقداً للمسرحية، جاء فيه أن النص مقتبس من مسرحية فرنسية للكاتب «لاندان» عضو الأكاديمية. وعرض الريحاني يجمع بين شتى المباغتات والمفاجئات والمواقف المضحكة الطريفة التي بدأت من غرام ذلك الشيخ الماجن العابث العربيد وبين الفكرة الأخلاقية الطيبة والغرض الأدبي الاجتماعي. والذي نأخذه على الرواية أنها مع توافر عناصر الضحك فيها ودقة رسم معظم الشخصيات، مملة في بعض مواقفها الطويلة وبعض أجزاء حوارها المسهب المستفيض. ويحسن بإدارة الفرقة أن تقتطع من أجزائها الطويلة كي يتركز الموضوع، وتعصر المواقف فتزداد تأثير القصة على المتفرجين. ومثل الريحاني دور الشيخ المتصابي فأجاده كعادته إلى أبعد حد ولاسيما في الفصل الثاني، حيث تجلى فيه تهافت الشيخوخة الطائشة على الملاذ ومحاولتها تذليل مختلف العقبات في سبيل التمتع بنعمة الشباب الذائل. ويجب أن نشير هنا إلى مقدرة الأستاذ الريحاني في الإيماء وتوقيع العبارات العامية والنكات المستملحة. والحق أنه يوقعها بلهجة مصرية بلدية غاية في الرشاقة والظرف، ويعرف كيف يضغط على بعض الجمل الهامة عند اللزوم، ويخفف الضغط على البعض الآخر، ويقرن حسن الإلقاء بما يناسب معنى الحوار من إشارات. و مثّل الأستاذ بشارة واكيم دور المعلم «الأستاذ شكل» فكان بارعاً في تصوير لغة الفنان المعجب بنفسه وازدرائه للآخرين و لقد استطاع الأستاذ بشارة أن يجيد الدور لأنه فطن إلى قوة الصمت والهدوء و عدم الإكثار من الحركات، وكانت هذه القوة العامل الأكبر في نجاحه وفي مضاعفة مواقفه إضحاكاً وتأثيراً. وقام الأستاذ «حسن فايق» بدور العاشق «كعب الغزال» بمقدرة لم نعهدها فيه من قبل. فقد كان مثال الفتي الساذج طيب القلب المدله في حبه. ومثل الأستاذ «عبد الفتاح القصري» دور صديق الشيخ المتصابي الذي لا يفتأ يسخط علي صديقه ويسبه ويلعنه و حاول رده إلى طريق الهدى والصواب. والأستاذ القصري ممثل بارع في أدوار أولاد البلد ببراعة فائقة، وعلى الرغم من اختصاصه فيها فقد نجح في إخراج شخصية ذلك الأفندي الساخط المتبرم الذي يزيد سخطه في عصبية الشيخ المتصابي فيزيد معه قابليتنا للضحك! ولقد قامت الممثلة المعروفة والنجمة السينمائية المصرية السيدة «عزيزة أمير» بدور الفتاة «بطاطة» فحققت آمال المعجبين بها ودلت على أن في وسعها أن تكون ممثلة ممتازة، لا على الشاشة البيضاء فقط بل على خشبة المسرح أيضاً. والواقع أن في صوتها رنة عذبة ساحرة، وفي حركاتها وإشاراتها بساطة طبيعية فاتنة، وفي مظهرها العام شاعرية غريبة تملك على المشاهد لبه وتميل قلبه وإحساسه. ولقد أجادت تمثيل البراءة والسذاجة إجادة تستحق عليها عاطر الثناء، ولكن الذي نأخذه عليها تلك النغمة الدراماتيكية الدامعة الشائعة في صوتها والتي لم تستطع كبحها في بعض المواقف المضحكة. إن تلك النغمة حلوة ولكنها تصلح للمواقف المؤثرة في روايات الدراما. ويجب أن نشير إلى الممثلة «زينب شكيب أو زوزو شكيب» التي قامت بدور والدة «الآنسة بطاطة» ونجحت نجاحاً كبيراً في تصوير شخصية امرأة بلدية ارتفعت فجأة من وسط الشعب إلى وسط أنصاف الحرائر المترفات المنعمات. هذه كلمة أردنا بها إنصاف الأستاذ الريحاني في الاقتباس والتأليف والاعتراف بالجهود التي يبذلها هو وفرقته وزميله الزجال المتفنن والكاتب المسرحي النابغ الأستاذ بديع خيري.
عاد الريحاني إلى عروضه القديمة فعرض على مسرح برنتانيا مسرحيات: «ليلة نغنغة، ونجمة الصبح» بطولة عزيزة أمير، وبشارة واكيم، وزوزو شكيب، وفتحية شريف. ثم عاد مرة أخرى إلى عرض «الشايب لما يدلع»، فنشرت مجلة «الحسان» في نهاية ديسمبر 1934، كلمة قالت فيها: الذي نعلمه حق العلم أن هذه الرواية في الأصل الفرنسي يطلق عليها «البنت وأمها». ولقد أحسن تمصيرها الأستاذان نجيب الريحاني وبديع خيري بما أدخلاه فيها من النكات المصرية وطلاوة الأسلوب المصري الحديث. والذي نغتبط له هو توفيق الريحاني في توزيعه للأدوار على الممثلين فأخذ هو دور الشيخ المتصابي «أبو الركب» فأداه بما يستحق أن يطلق عليه بحق «شارلي شابلن مصر»، وكوميدي القرن العشرين. وقامت السيدة «عزيزة أمير» بدور بطة فكانت «بطة» قولاً وعملاً، والذي ساعدها على القيام بتمثيل الدور هو أنوثتها الكاملة، وصوتها الناعم الكهربائي الخلاب الأخاذ بالأفئدة المستلب للألباب. ولقد تجلت «زوزو» تجلياً يشهد لها بأنها الممثلة السينمائية الوحيدة عن بكرة أبيها. وقام الأستاذ بشارة واكيم - هذا الممثل الكوميدي الفذ - بدور «شكل» فشنكلنا نحن وأقمنا في حبائل عفريته ونبوغه، واتخذ منا أداة تشهد له بعلو الكعب وكبير الهمة في أنه الممثل الكامل والأستاذ العبقري.
طوال شهرين وأكثر مرّ الريحاني بظروف لم تجعله يعرض عرضاً جديداً، لذلك أعاد عروضه القديمة، مثل: «عباسية، أموت في كده، ليلة نغنغة، الدنيا لما تضحك، نجمة الصبح، أتبحبح»، وأخيراً مسرحية «شيء جديد في مصر»!! وهي مسرحية أول مرة نسمع عنها، ولم أجد أي دليل على أنها مسرحية عرضها الريحاني من قبل، رغم وجود إشارتين عن إعادة عرضها!! وفي ظني أنها مسرحية قديمة تم استبدال اسمها أو تغييره لإيهام الجمهور بأنها مسرحية جديدة، والمسرحية التي أظنها تغيرت إلى هذا الاسم «مصر في عام 1929» كونها الأقرب من اسم المسرحية ومضمون عنوانها.
ومن الظروف الصعبة التي مرّ بها الريحاني، وفاة شقيقة في أوائل يناير 1935، ونشرت جريدة «أبو الهول» تحت عنوان «البقاء لله» قائلاً: «انتقل إلى رحمة الله يوم الأحد الماضي المرحوم توفيق الريحاني على أثر إصابته بالسكتة القلبية وهو شقيق الأستاذ نجيب الريحاني وقد عرف في الوسط المسرحي بدماثة الخلق وطيب الطباع. فنعزي الأستاذ نجيب الريحاني ونرجو له ولأفراد أسرته الكريمة الصبر على ما أصابهم راجين أن يكون هذا الخطب آخر أحزانهم».
وبعد انتهاء فترة الحداد، ظهرت مشكلة كبيرة افتعلتها «عزيزة أميرة» بعد نجاحها في المسرحية السابقة - بجانب نجاحها في السينما - فقد اشترطت على الريحاني أن تكون بطلة الفرقة في كل عروضها، حتى العروض السابقة عندما يُعاد عرضها!! وهذا الأمر رفضه الريحاني لأن العروض السابقة محفوظة بأبطالها وبطلاتها، وهناك عروض ليست لها بطولة نسائية!! وتم حلّ هذه المشكلة حتى تستعد الفرقة في تجهيز العرض الجديد، ونشرت مجلة «المصور» كلمة قصيرة حول ذلك في فبراير 1935، قالت فيها: انتهى الخلاف الذي كان قد نشب بين عزيزة أمير وبين أصحاب الشأن في فرقة الريحاني بعد أن كان قد وصل إلى درجة يؤسف لها. فقد وصل إلى حد إرسال الخطابات المسجلة على يد محامين. وقد وضع في الصلح الجديد شروط ترضي الطرفين، ترضي عزيزة كممثلة أولى لا تريد أن تنزل عن مكانتها، وترضي أصحاب الشأن في التياترو من جهة إعادة الروايات القديمة التي لا تصلح «عزيزة» لبطولتها، أو التي ليس لها فيها أدوار بطولة نسائية بالمرة. وكان الفضل في إنهاء هذا الخلاف المستحكم للأستاذ نجيب وحسن تقديره وتصرفه، ويقوم بديع خيري بمعاونة نجيب طبعاً على إعادة الريفيو القادم بأقصى ما يمكن من السرعة. والريفيو الذي سيخرجه نجيب نوع جديد لم يسبق للريحاني ولا لغيره عرضه. فهو خليط من التمثيل والأوبرا كوميك والرقص بشكل استعراضي فكاهي لا نشك نحن من جانبنا أنه سيصادف نجاحاً لدى الجمهور. وإن كان الريحاني يشك في نجاح الرواية لأنه يصر من جانبه على تسميتها رواية «الدنيا جرى فيها إيه».
وتم عرض المسرحية، كتب ناقد مجلة «المصور» كلمة عنها، قال فيها: تضافرت على نجاح هذا الاستعراض عناصر متعددة قوية فسمت به إلى ما فوق النجاح، وأول هذه العناصر نجيب وبديع المؤلفان، فقد ساقا الرواية في ألفاظ عذبة وتعبيرات قوية أخاذة من أول جملة إلى آخر موقف، فتكاثرت فيها النكات الحلوة كما ازدحمت بالمواقف الجميلة والمشاهد الرائعة، وكان الضحك متواصلاً والجمهور مرحاً مصفقاً مستحسناً. أما العنصر الثاني من عناصر النجاح «الرقص» وقد قامت به فرقة «لا بوناس». والحق أن نجيباً قد وفق في اختيار هذه الفرقة توفيقاً كبيراً، فهي فرقة نمساوية من فتيات «فيينا» ومعروف أن فيينا مشهورة بالرشاقة، فلا عجب أن تنال هذه الفرقة الاستحسان الذي نالته وتسد النقص الذي شعر به الجمهور. العامل الثالث في نجاح هذه الرواية «الموسيقى»، فقد كانت شجية عزبة متناسقة. ولا شك أن الأستاذ «زكريا أحمد» موسيقي بارع، وكانت الموسيقى تترجم الألفاظ فلو أسقط الكلام لعبرت عنه النغمات. ونريد أن ننوه إلى اشتياق الجمهور [لشخصية كشكش بك]. فقد لفت نظرنا بوضوح، إذ ما كاد يظهر نجيب على المسرح بلحيته وعمامته وقفطانه وجبته، ووراءه «زعرب» بنبوته حتى استقبله الجمهور بعاصفة من التصفيق استمرت أكثر من دقائق، قضاها نجيب منحنياً انحناءه طويلة أمام جمهوره المملوء شكراً وإعجاباً، والذي ملأ التياترو إلى كل مقعد وكل ممشى. وكنا نحب أن نلخص فكرة الرواية ولو أن الاستعراض على العموم ليس له موضوع خاص ولكن نجيب وبديع استطاعا أن يجعلا لاستعراضهما موضوعاً ذا فكرة ومغزى. فعمدة كفر البلاص كشكش بك الوجيه الثري يتجاذبه الشيطان من بني الإنس، يريد أن يريه لذائذ الحياة ويطوف به المراقص والكباريهات، وهناك مأذون القرية يريد أن يسلك به سبيل الهداية والرشاد، فلا يكف لحظة عن وعظه حتى في المواقف التي ليس فيها الوعظ، ومن هنا تكون المواقف المضحكة، فشهدنا غواية شلش وطوافه على الملاهي والمراقص. وأبدع ما شاهدناه أن حضرة العمدة يدخل مرقصاً تقام فيه مسابقة للجمال، فيعرضون عليه رياسة لجنة التحكيم .. إلخ، حتى نرى كشكش بك سجيناً في غير ذنب، ومغفلاً في الكباريه إلى آخر حد. ويؤسفنا أننا لا نستطيع اتمام التحدث لأن المسرح نفسه لم يستطع ذلك، فقد حدث لأول مرة على ما نظن في تاريخ المسرح المصري أن انصرف الجمهور دون أن يعرض عليه الفصل الثالث بأكمله، لأن الساعة وصلت إلى الثانية والربع صباحاً، وتبقى الفصل الثالث والأخير، لذلك انصرف الجمهور دون أن يستكمل المشاهدة بسبب تأخر الوقت؟!! لذلك قام الريحاني بعد هذا الموقف بحذف عدة مشاهد كي يتمكن من عرض الرواية بأكملها. وقد ابتكر نجيب مشهداً أو فكرة لعلها الأولى من نوعها في المسرح المصري! فقد جاءوا ببيضة كبيرة قالوا عنها إنها «بيضة النيل» ثم خرج من البيضة كتكوت جميل لحس عقل أبي الكشاكش وكان، ثم خرج من هذا الكتكوت فتاة جميلة. بقى بعد هذا أن يأخذ على الممثلين بما فيهم نجيب أيضاً أنهم لم يكونوا متمكنين من أدوارهم وكانوا يتلجلجون كثيراً وينتظرون الإسعاف من الملقن. وكذلك لم تفهم الفكرة في أن الممثلين كانوا يذهبون إلى ركنين مظلمين لا يصل اليهما النور؛ فإما أن تضاء هذه الأركان وأما أن تُلغى. ثم هناك كلمة نريد أن نهمس بها في أذن أبي الكشاكش الذي يحب الجمال، وهي أنه لم يبرهن على ذوق جميل في اختيار مجموعة البنات المصريات. وأغلب الظن أن الذي انتقى هذه المجموعة هو سكرتير «زعرب أبو نبوت». وقبل أن نختم هذه الكلمة لزاماً علينا أن نهنئ فتحية شريف و زوزو شكيب .. ويؤسفنا أن السيدة «عزيزة أمير» استقالت في اللحظة الأخيرة!!
وكتب أيضاً ناقد مجلة «الكشكول» مقالة عن العرض في منتصف فبراير 1935، قال فيها: لقد تعودنا قبل هذا الاستعراض أن لا نرى في الاستعراضات إلا هياجاً وضوضاء ولم يكن يسهل أن يميز له المُشاهد موضوعاً أو أن يلتمس فيه عظة أو حكمة. أما استعراض اليوم فكأنه رواية فهو لا يزال يتبع الخطة التي انتهجها نجيب الريحاني منذ سنوات من حيث الدفاع عن القومية المصرية ومن حيث الدعاية للريف المصري، والخلق المصري السمح الطاهر. وأن هذا الاستعراض لفكرة تراها تلمع في كل فصل من فصوله وفي كل مرحلة من مراحله. حتى إذا ما أشرف الاستعراض على الانتهاء وجدتها تبرق بريقاً يخطف الأبصار ساطعة لا يخفي نورها شيء. وفكرة العرض .. أن هذه المدينة التي يسكنها الناس ليست إلا نفاقاً وخداعاً يشتد خطره أكثر ما يشتد على السذج من سكان الريف إذا ما أغرتهم الحياة الحضرية، فتجذبهم إليها، وعندئذ تطبق فيهم بأسنانها، وتمتص دماءهم و تنهش لحمهم و تهشم عظامهم. فإذا لم تتفتح عين الساذج سريعاً على شرها وآثامها، فإنه من غير شك ذاهب ضحية لها! أما إذا ارتد إليه عقله، فإنه عندئذ سيفوز بالنجاة كما فاز بها أخيراً كشكش بك عمدة كفر البلاص، الذي التفت حوله الشياطين، وساقته من قريته إلى القاهرة، فلم يجد في القاهرة إلا السوء والشر. وحسبك بهذه الفكرة تجدها في استعراض فالمفروض في الاستعراض أن لا يعبأ كثيراً بالفكرة، وأن لا يهتم كثيراً بالموضوع ولا بالسياق، وإنما هو عادة يكون أشبه الأشياء بالحياة نفسها فهي تسير على غير هدى، و من غير منطق – کاريکاتير- وقد عمد نجيب في استعراضه هذا إلى الكاريكاتير المسرحي. أراد أن يعرض طرازاً من المشايخ الحضريين المودرن الذين يحافظون على الزي البلدي، ثم يبيحون لأنفسهم أن ينالوا حظهم من متع الحياة! أراد بديع خيري ونجيب الريحاني أن يعرضا هذا الصنف من المشايخ فرسماه طرازاً عجيباً وألبساه لفريق من ممثلي الفرقة، جاء على رأسهم بشارة واكيم فكان حقاً تقليعة في المشايخ، ليس له نظير، فقد ظهر شيخاً «مودرن» يمزج لغته العربية بلغة فرنسية حيناً وإنكليزية حيناً آخر. كما أرادا أيضاً أن يعرضا طرازاً آخر من المشايخ، وهو طراز الاتقياء البررة الصالحين المحافظين محافظة شديدة صادقة. أرادا أن يعرضا هذا فاستطاعا أن يظهرا على المسرح نفراً من المشايخ أقلهم كان ينافس شيخ الأزهر في ضخامة عمامته، واستقامة لسانه ولغته، وطول مسبحته. فكانت هذه أيضاً تشكيله كاريكاتيرية جديدة عجيبة. وإني أعتقد أن نجيب الريحاني بذل جهداً جباراً حقاً في إخراج هذا الاستعراض ذلك الإخراج الذي لم تحس فيه بشيء من الشذوذ ولا شيء من النشاز. والمسرحية كانت من تمثيل: نجيب الريحاني، بشارة واكيم، حسن فائق، ماري منيب، فتحية شريف، عبد الفتاح القصري.