مخرجو مهرجان إبداع: من أهم المهرجانات الخاصة بالشباب

مخرجو مهرجان إبداع:  من أهم المهرجانات الخاصة بالشباب

العدد 862 صدر بتاريخ 4مارس2024

جاءت فكرة إقامة مهر جان إبداع، من أجل اكتشاف مواهب جديدة تضيف لرصيد الحركة الثقافية والفنية، وفي النسخة الثانية عشرة من المهرجان الذي تنظمه وزارة الشباب والرياضة، وتقام فاعلياته على مسرحها، تنافست ثمانية عروض على جوائز  المهرجان.
وتشكلت لجنة تحكيم العروض من الفنانة سهير المرشدي والمخرج عصام السيد والفنان الدكتور أيمن الشيوي مدير المسرح القومي وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية.  أما العروض  المشاركة فكانت «جرارين السواقي» لكلية الحقوق جامعة حلوان، و»قضية ظل الحمار» جامعة السويس، و»وفاة بائع متجول» كلية الحاسبات جامعة القاهرة، و»الناسك» معهد الفنون المسرحية بالإسكندرية، و»تأثير جانبي» كلية العلوم جامعة المنصورة، و»ست شخصيات تبحث عن مؤلف» منتخب جامعة طنطا، و»نساء في مهب الريح» جامعة سيناء فرع القنطرة، ونهاية اللعبة» كلية آداب مسرح جامعة حلوان، و»حياة شخص ما» كلية الآداب جامعة عين شمس، و»مرسال القط» جامعة بنها، و»الجريمة والعقاب» كلية طب الأسنان جامعة القاهرة، و»علماء الطبيعة» كلية آداب مسرح جامعة عين شمس، و»روبيك» جامعة بني سويف، «الشيء» كلية الصيدلة جامعة المنصورة، و»النور» جامعة الدلتا، و»حتى يطير الدخان» معهد الفنون المسرحية بالقاهرة بأكاديمية الفنون،  كذلك أقيمت أيضا مسابقة المسرح الغنائي والاستعراضي  التي تشكلت لجنة تحكيم مرحلتها النهائية من الفنانة صفاء أبو السعود، والمخرج عادل عبده، والفنان ومخرج الأوبرا الدكتور عبد الله سعد، وشارك بها أيضا ثمانية عروض..  أجرينا هذه اللقاءات مع بعض المخرجين المشاركين من المسابقتين.

«النور» تجربة مهمة تعبر عن الكثير من المشاعر
قال المخرج سعيد منسي عن تجربته التي قدمها في مسابقة إبداع لمسرح المتخصصين: قدمت هذا العام عرض «النور «، وهي  تجربة مهمة، عن « نقطة النور»  رواية الكاتب الكبير بهاء طاهر، فأنا أعمل بمنهج مسرحة الرواية، وقد قدمتها مع مجموعة شباب جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوجيا، وهي تجربة إنسانية قريبة منا بشكل كبير، وبها الكثير من المشاعر والأحاسيس، وهي الرواية الثانية التي أقدمها للكاتب بعد رواية «الحب في المنفى» التي أخرجتها لجامعة طنطا، وشاركت في مهرجان إبداع العام الماضي.                                      
وعن أهمية مسابقة إبداع تابع: المسابقة أصبحت طموحاً لشباب الجامعة، وكما نعلم المسابقة يرشح من خلالها عروض تشارك بالمهرجان القومي للمسرح، بجانب جوائزها المالية المميزة. ليس هناك اختلاف عن السنوات السابقة للمهرجان، نعرض في مسرح الشباب والرياضة ويشارك نفس عدد العروض كل دورة، وأتمنى في السنوات القادمة أن تزيد عدد العروض.

إبداع تسهم في إخراج أجيال من الشباب لديها روح المنافسة
قدم المخرج كريم أدريانو مسرحية «حتى يطير الدخان» للمعهد العالي للفنون المسرحية تأليف فيصل رزق، عن «الدخان « لميخائيل رومان، وقد قال عنه: هو العرض الذي حصل على جائزة أفضل عرض في المهرجان العربي بالمعهد العالي للفنون المسرحية وحصلت به على جائزة أفضل مخرج بالإضافة إلى جوائز التمثيل، وعن أهمية «إبداع» ودورها في اكتشاف المبدعين تابع: كانت بداية مشاركتي في مسابقة إبداع منذ عشر سنوات، في الدورة الثانية بالتحديد، وفي كل دورة جديدة أتابع ما تقدمه من فعاليات، وأعتقد أنها من أهم المسابقات المسرحية في مصر بعد المهرجان القومي للمسرح، حيث تضم عددا كبيرا من العروض والفنانين في جميع عناصر العملية المسرحية من كل المحافظات، ويحدث ما يعرف بالملتقى الذي يحدث به تبادل فني ومسرحي، وهو يعد من مكاسب المهرجان الهامة، والمميزة للغاية، فهذه المسابقة تسهم بشكل فعال في إخراج أجيال من الشباب لديها وعي وروح منافسة شريفة. وأضاف: أتوجه بالشكر لكل القائمين على إدارة مهرجان إبداع وأتمنى النجاح والتطور للمهرجان في دوراته القادمة.

ست شخصيات بفرضية جديدة
قدم المخرج محمود عبد الرازق لمنتخب جامعة طنطا العرض المسرحي «ست شخصيات تبحث عن مؤلف» للويجي بيرانديلو، دراما تورج أحمد عصام.  عن الرؤية التي يقدمها بالعرض أشار قائلاً: بيرانديلو يناقش فكرة الفرق بين الواقع والحقيقة، وأن الحقيقة لها أوجه متعددة قد تكون غير متواجدة في الواقع، عرضنا يحافظ على هذه الفكرة بالإضافة إلى أننا وضعنا فرضية جديدة وهي ظهور الست شخصيات للمخرج، ما يجعله يعيش صراعاً لأن هناك فرقا بين حقيقة كونه فنانا وهي الحقيقة التي يتمناها، والواقع حيث يعمل ليتكسب وليس لأجل الفن السامي، وفي العرض قمنا بتغيير دخول الست شخصيات وجعلناها تظهر وتتحدث معه عن الواقع والحقيقة.
وعن أهمية مسابقة إبداع تابع: تعد «إبداع» من المسابقات المتميزة التي تشارك بها عروض من الجامعات ومنتخب الجامعات وهو ما يجعل هناك حراك مسرحي كبير.
الناسك» رؤية جديدة لرواية يوسف إدريس»
وعن رواية الكاتب يوسف إدريس “أكان لا بد يا لي لي أن تضىء النور”  يقدم المخرج أشرف علي للمعهد العالي للفنون المسرحية بالإسكندرية عرض “الناسك” يقول: قدمتها برؤية جديدة ومختلفة حيث قدمت  بعض الطقوس الصوفية والابتهالات وطرحت فكرة مفادها أن النفس هي العدو الأول للإنسان لذا يجب تحجيمها، وكذلك الغواية التي هي إحدى السبل التي تحرك الإنسان، فقد قتل قابيل هابيل والمرأة هي المحرك الأول للوقوع في الخطيئة، فهي أول فتنة لبني إسرائيل.
وأضاف علي: هذه هي المرة الأولى التي  أشارك فيها، وقد شاركت باسم المعهد العالي للفنون المسرحية بالإسكندرية، وتعد مسابقة إبداع من المسابقات الهامة التي لها ثقل كبير حيث تقام تحت رعاية رئيس الجمهورية ووزير الشباب والرياضة وتتنافس بها العروض القوية لمجموعة كبيرة من المخرجين الشباب، ما يحدث احتكاكا جيدا بين المخرجين، ويتعرفون على رؤى جديدة، وعما يتمناه لمسابقة إبداع تابع: أتمنى أن تزيد المدة الزمنية لتجهيزات العروض، وكذلك زيادة عدد أيام المسابقة.

«الشىء» بطريقة الفرجة الشعبية
بينما قدم المخرج محمد الحضري لفريق كلية صيدلة المنصورة العرض المسرحي «الشىء» للينين الرملي، وعن تجربته قال: أردت تقديم عمل يعتمد على الموروث الشعبي والأنماط المبالغ فيها، فلم أجد أفضل من الكاتب لينين الرملى في هذا الاتجاه، واعتمدت في تقديم العرض على الفرجة الشعبية مستلهماً تكنيك الأقنعة، وعن فكرة العرض تابع: يطرح العرض علاقة الوعي بالجهل، فالجميع رأى الشىء وأفتى ولم يحاول أحد التعرف عليه، والمقصود «بالشىء» هو العقل.. وعن مسابقة إبداع أشار: هذه هي المرة الأولى التي  أشارك فيها وترجع أهمية المسابقة لكونها  منصة هامة ومساحة إبداعية جديدة ومحطة بين الجامعة والاحتراف، كذلك تتميز بجوائزها المالية الكبيرة، وهناك ضرورة للاهتمام بكل ما يتعلق بالتقنيات الصوتية والضوئية وكذلك منح مساحة كافية من الوقت لتجهيزات العروض.

زيادة عدد العروض  
قدم المخرج ساهر محمد لفريق جامعة السويس العرض المسرحي «قضية ظل الحمار» لفردريش دورينمات، إعداد مصطفى إبراهيم. عن أسباب اختياره للنص قال: اخترت النص نتيجة لما شاهدته من أحداث آنية ما بين مؤيد ومعارض، طبيب يذهب لخلع ضرس العقل لأحد المرضى في بلدة أخرى، ولكنه يتفاجأ بأن الحمار الذي يمتكله، ينجب حمارا صغيرا فيقوم بإستئجار حمار يسير وراءه طوال رحلته ثم يشعر بالتعب من الشمس الحارقة، ويتشاجر معه الحمار بسبب أنه استفاد من ظله دون مقابل، وتتصاعد الأحداث حتى يتدخل في القضية الإعلام والجمعيات؛ ليستفيدوا من صغائر الأمور، قمت بتعميم القضية، وجعلت المشاهد يشعر وكأنه داخل لعبة «كلاون» والممثلين داخل العرض يحملون الديكور، وجعلت الحمار معلقا على للأحداث «الحكيم». وعن مهرجان إبداع تابع: سعدت بالمشاركة فيه، وكنا ضمن 17 عرضا تم اختيارهم، والمنافسة هذا العام كانت قوية وتميزت لجان المشاهدة بموضوعية شديدة في اختيار العروض، ورغم العدد المحدد للعروض المشاركة؛ فقد تمتعت بجودة كبيرة، كما تميزت الدورة بإقامة وإعاشة جيدة للفرق. وعن أهمية المهرجان تابع: يعد مهرجان إبداع من المهرجانات التي لها ثقل وأهمية كبيرة فهي تلقي الضوء على إبداعات الشباب وأتمنى أن يزيد عدد العروض المشاركة في السنوات القادمة وأن تصبح هناك زيادة في عدد المهرجانات الخاصة بالجامعة.

متنفس للمخرجين
بينما شارك المخرج حسام قشوه لمنتخب أكاديمية الفنون بعرض «نيوزيس» في مسابقة المسرح الموسيقي وعن العرض قال: تدور أحداث العرض عن بائعي الجرائد في نيويورك عام 1899م من خلال مجموعة من الشباب لديهم أحلام يرغبون في تحقيقها يتعرضون للظلم من صاحب الجريدة وتتصاعد الأحداث عندما يقرر صاحب الجريدة رفع أسعار الجرائد ويتزامن ذلك مع إضراب سائقي النقل في نيويورك ثم يقابلون صحفية تقف بجانهم وتساعدهم في الإضراب وبالفعل ينجح الإضراب ويحققون هدفهم في خفض الأسعار.
وعن أهمية مسابقة إبداع تابع: ترجع أهميتها في كونها متنفسا وملتقى للمخرجين من جميع محافظات وأقاليم مصر، يتعرفون على إبداعات بعضهم البعض، فالاحتكاك يمثل أهمية كبرى لشباب الجامعات، وأتمنى أن تظل هذه المسابقة مستمرة بهذا النجاح.

يسلط الضوء على المواهب
«حلم ليلة صيف» لوليم شكسبير يقدمه المخرج زياد هاني لمنتخب جامعة عين شمس ضمن مسابقة المسرح الغنائي الاستعراضي، وعن العرض قال المخرج: تعد «حلم ليلة صيف» من العلامات في المسرح الغنائي والاستعراضي، قدمت بأكثر من طريقة، وكان التحدي الأكبر لنا كفريق هو كيفية جعل النص وكلماته ملحنة ومغناة، تدور فكرة العرض حول الحب وما يواجهه المحبون من صراعات، وذلك في إطار فنتازي يخلط بين الواقع وعالم الجن. وعن مسابقة إبداع أشار إلى أنها  من المسابقات الهامة، وقال: أشارك فيها منذ ما يقرب من عشر سنوات، مثلت ونفذت وأخرجت بهذا المهرجان، وهو يساهم في تسليط الضوء على المسرح في كل الجهات في مصر، ويعد ملتقى لكل الجامعات في كل المجالات، شعر وغناء وموسيقى ومسرح، وهو يساعد الأجيال على الانفتاح على الثقافات المختلفة، والتعرف عليها، وفي نفس الوقت يسلط الضوء على المواهب المتفردة، علاوة على الدعم المادي والمعنوي.
وعن أمنياته أضاف: من المهم استغلال الكوادر في هذا المهرجان بشكل أكبر وأن يتاح للعرض الفائز أن يقدم أكثر من مرة والأمر لا يتعلق بالمسرح فقط، ولكن بكل المجالات الفنية الأخرى، وهو أمر من شأنه استغلال الطاقات والمواهب الشابة بشكل أفضل وإتاحة الفرصة لها.

الاهتمام بالحضور الجماهيري والتقنيات
شارك المخرج عبد الباري سعد بعرض للمعهد العالي للفنون المسرحية في مسابقة المسرح الغنائي الاستعراضي بعنوان «مع الشغل والجواز»، عن أحداث العرض قال: تدور أحداثه حول زوجين يوم زفافهما يتعرضان لحادث ويموتان، وعند دفنهما يرفضان  الدفن، ويعقدان صفقة تعيدهما إلى الحياة. وتتواصل الأحداث بشكل كوميدي. الفكرة الرئيسية للعرض هي «لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع» حيث بعودة الزوج والزوجة للحياة لم يحققا الحياة الوردية التي كانا يصبوان إليها.
وتابع قائلا: حصلت المسرحية على أفضل عرض في المهرجان العربي وأفضل ممثل لأمير عبد الواحد وأفضل ممثلة لنغم صالح، ورشحت فاتن سعيد لجائزة أفضل ممثلة، ورشحت أنا  لجائزة أفضل مخرج. وعن مسابقة إبداع للمسرح الغنائي والاستعراضي تابع: وجود مسابقة للمسرح الغنائي والاستعراضي أسهم  في تصميم عروض غنائية بغرض المشاركة في المسابقة.
وعن كيفية تطوير المسابقة أضاف: يجب الاهتمام بالتقنيات والأجهزة، كذلك من الممكن إقامة عرض في اليوم بدلاً من عرضين، كذلك هناك ضرورة للاهتمام بالحضور الجماهيري وليس فقط تصوير العروض كحلقات تلفزيونية.


رنا رأفت