لجنة المسرح تقيم «معرض الكتاب المسرحي» بالمجلس الأعلى

لجنة المسرح تقيم «معرض الكتاب المسرحي» بالمجلس الأعلى

العدد 764 صدر بتاريخ 18أبريل2022

تحت إشراف لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة افتتح مؤخرا معرض الكتاب المسرحي في إطار تحت رعاية الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم - وزيرة الثقافة، وبحضور الدكتور هشام عزمي- الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة؛ والمخرج عصام السيد مقرر لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة. وهو المعرض الذي شارك فيه عدد كبير من المؤسسات المعنية بالنشر من بينها: المجلس الأعلى للثقافة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، المركز القومي للترجمة، الهيئة العامة لقصور الثقافة، أكاديمية الفنون المصرية، قطاع صندوق التنمية الثقافية، المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية.
وحول قضية الكتاب النوعي في مجال المسرح ومعرض الكتاب المسرحي كان على مسرحنا الالتقاء ببعض المسرحيين لمناقشة عدة محاور حول تلك القضية التي شملت: دوافع لجنة المسرح لتنظيم المعرض، وتصوراتهم والمسرحيين حول كيفية النهوض بالكتاب المسرحي حتى يصبح مواكبا لقضايا المسرح، ومعرفة هل لاقت فكرة معرض خاص بالكتب المسرحية قبول واستحسان من الجميع أم لا؟ وهل فكرة إقامة المعرض كافية أم هناك أفكار أخرى لتطوير الفكرة والاستفادة منها الاستفادة القصوى؟، ولماذا لم تفكر لجنة المسرح في تنظيم أنشطة مصاحبة للمعرض مثل تنظيم ندوات متعلقة بالكتاب المسرحي ومشكلاته؟ وما تقييم المسرحيين للكتاب المسرحي في مصر؟، وما الطرق التي يجب اتباعها لتنشيط الذاكرة المسرحية؟، وهل الكتب التي صدرت استطاعت أن تغطي حركة المسرح المصري طوال السنوات الماضية أم عجزت عن ذلك؟، وهل بالفعل هناك كتب استطاعت مواكبة الإنتاج المسرحي بشكل جيد؟ وغير ذلك .. 
المخرج عصام السيد مقرر لجنة المسرح قال: هذا أول معرض كتاب مخصص لكتب المسرح فقط، وهو جزء من نشاط لجنة المسرح، وهو نشاط مفيد للمهنة بشكل عام. وهناك لجان أخرى في المجلس أعجبتها الفكرة وستعمل معارض كتب متخصصة. وأوضح السيد: دفع لجنة المسرح لمثل تلك الفكرة سببان: أن الكتب المسرحية في المعارض العامة ليست في مكان واحد ومن الصعب الوصول إليها، وعدم توفر المطبوعات في السوق مثل مطبوعات الأكاديمية والمركز القومي للمسرح. لذلك حاولنا بقدر الإمكان أن نسهل وجود الكتب في مكان واحد وبعد ذلك يمكننا أن نتوسع. تابع : هدفت لجنة المسرح في الدورة الحالية للمساهمة في ترقية مهنة المسرحيين وحل المشاكل العامة التي تواجه الحركة المسرحية، لذلك أقمنا المائدة المستديرة وهي واحدة من سلسلة موائد سوف تتم تباعا إن شاء الله.
وأشار السيد إلى أن الكتاب المسرحي بصفة عامة لا يغطى كافة الجوانب، وأن لدينا نقص في الكتب التي تتناول مناهج الإخراج والتمثيل، وأن كل كتب حرفية الإخراج مترجمة وقديمة جدا، كما لا توجد كتب متخصصة في حرفية الإضاءة غير كتب ثلاثة، بالإضافة إلى النقص في كتب الديكور؛ لذلك هناك اتفاق مبدئي مع المركز القومي للترجمة لترشيح كتب في المسرح لترجمتها، وأيضا هناك مشروع إصدار سلسلة كتب عن طريق المجلس الأعلى أو بالتعاون مع هيئة الكتاب وستسمى مطبوعات لجنة المسرح، سنغطى فيها جزء من العجز في المكتبة المسرحية. اما من جهة الاستفادة قال: المعرض أفاد الكثيرين وخاصة الدارسين. 

النهوض بحركة النشر بعد توقف 
وقال الفنان ياسر صادق رئيس المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية :
وجود المركز القومي للمسرح ضروري جدا نظرا للتخصص، وفكرة المعرض نالت استحسان إدارة المركز ونحن نشارك في معرض فيصل للكتاب في شهر رمضان المبارك وكذلك معرض في شارع المعز بالاشتراك مع هيئة قصور الثقافة، وفي المستقبل سيكون هناك معرض خاص بإصدارات المركز في مقر المركز بالحديقة. 
وأوضح صادق: عندما توليت إدارة المركز كانت حركة النشر متوقفة لعدة سنوات سابقة وبدأت في النهوض بها، وبدأت بطبع الجزء الثالث والرابع من سنة 1925 ثم 1926و1927 وجاري الإعداد لكتاب 1928 تحت الطبع، ونشرت كتابا في التوثيق2007-2008، وفي المطبعة كتاب يجمع 4 مواسم 2008 -2011، بالإضافة إلى استعادة مجلة المسرح بعد توقف 6 سنوات، وتم إصدار 28 عددا للآن بالإضافة إلى أكثر من 10 كتب في بقية المجالات و3 أعداد من مجلة ألوان من الفنون للموسيقى والفنون الشعبية، وأضيف إلى ذلك أنه سيتم عمل ندوات مع بداية معرض المركز المتخصص وجاري الإعداد له حتى يخرج بشكل لائق. 

ليس بالقدر الكافي
وقال الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف رئيس المركز القومي لثقافة الطفل إن فكرة إقامة معرض خاص بالكتب فكرة نيرة، أشكر عليها الفنان عصام السيد وأعضاء اللجنة. فهذا المعرض ييسر على القارئ المتابع للكتاب البحث، خاصة انه يجمع كل ما يخص كتب المسرح في مكان واحد، بالإضافة إلى أنه يقوم بعمل حالة من الرواج الجيد لهذا النوع من الكتاب. وقد عرضت علينا الكاتبة فاطمة المعدول في لجنة ثقافة الطفل أن نقيم أيضا معرضا لكتاب الطفل في بهو المجلس الأعلى للثقافة، وهذا يعد استجابة طيبة لتعزيز والاستفادة من فكرة لجنة المسرح.
واستكمل ناصف: كان يجب على المعهد العالي للفنون المسرحية وأساتذته المشاركة في المعرض بشكل متخصص. وأرى انه لتطوير هذه الفكرة يمكننا إقامة أنشطة نوعية خاصة بالكتاب ووجود محور ثابت في كل معرض من المعارض يناقش القضايا الهامة، ووجود فعاليات مباشرة مثل حفلات توقيع المسرحيات الصادرة خلال الفترة السابقة ومثل عمل قراءات مسرحية لبعض المسرحيات ومثل عمل مسابقة في المسرح أو في كتابة النص المسرحي أو النقد المسرحي للأطفال أو الكبار، وأيضا صدور كتب توثق للحركة المسرحية بالتعاون مع المركز القومي للمسرح وسينما الفنون الشعبية. 

تابع ناصف: على الرغم من أن لدينا أكاديمية للفنون ومعهد عالي للفنون المسرحية وأقسام للمسرح داخل كليات الآداب إلا ان الاهتمام بالكتاب المسرحي والنص المسرحي مازال قليلا وليس بالقدر الكافي، على سبيل المثال فإن عدد النصوص المسرحية التي تصدر في العام لا تزيد عن 10 أو 15 نصا من خلال سلسلتي الهيئة العامة للكتاب والهيئة العامة لقصور الثقافة، أيضا لا توجد النصوص التي تصدر للطفل باستثناء المركز القومي لثقافة الطفل حاليا. أما عن الأعمال النقدية والدراسات التي تصدر على هذه النصوص ومصاحبه لها فهي لا شيء، أو تصدر كتب بسيطة كل عدة سنوات عن نقد نصوص مسرحية وهو عدد ضئيل جدا خاصة الكتب المتخصصة في الإخراج والتمثيل والديكور إلى آخره، إلا إذا صدرت بعض نصوص أو بعض كتب منهجية في الأكاديميات وهذا أمر غير مشاع لكل الناس، إذن فهذا المعرض سوف يفتح الباب ويساعد في الاهتمام بالكتب أو الكتاب المسرحي. 
وأكد ناصف أن: الكتب اللي تصدر غير كافيه لتغطية الحركة المسرحية في جميع الجوانب والتي تواكب الإنتاج المسرحي، فلدينا نقد مسرحي يهتم بالعرض المسرحي فقط وله منهج بسيط أو واضح وفي النهاية هو قراءه خبرية أو صحفية لعرض، وليس قراءة متخصصة ومتأنية وفاحصة للعرض لأنه في النهاية محكوم بمساحة ومحكوم أيضا بعقلية بسيطة لا ترغب في استقبال رؤية نقدية متخصصة، وتساءل ناصف: لا أعلم هل هناك كسل في جمع ما كتب بشكل جيد في الكتب والإضافة إليه أم يتم الاكتفاء بالنشر في الصحف، إن الكتب التي تخصصت في فروع المسرح المتنوعة في الأغلب كتب مترجمة كان يغطيها مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، وكانت توجد بشكل معقول أيام الدكتور (فوزي فهمي) وفي الدورات الأخيرة حاول نشر بعضها، وأعتقد انه لو كان هناك حركة نشر جيده سيختلف الأمر في السنوات القادمة.
وختم ناصف: أنا أجهز لكتاب يحمل رؤية نقدية عن المسرح بين النص والعرض، وهو مجموعة من المقالات عن مجموعة من العروض، هواة أو محترفين وعن بعض النصوص المسرحية التي صدرت في الفترة الأخيرة، وفي ذهني كتاب عن مسرح الطفل بأنواعه ولكني أحتاج جمع ما لدي من أفكار لخروج هذين الكتابين في اقرب وقت. وقريبا هناك مختارات مسرحيه ستصدر تضم النصوص المسرحية التي أصدرتها أو تم عملها للأطفال، بالإضافة لوجود مجموعه من المسرحيات تصدر في الفترات القادمة. 

عدد كبير من مؤلفاتي 
فيما قال الناقد المسرحي د. عمرو دوارة: فكرة تنظيم معرض خاص بالكتاب المسرحي فكرة جيدة جدا، وقد حققت نجاحا كبيرا بالفعل لأنها تستهدف بتلك الإصدارات المتنوعة بين النصوص والدراسات والمترجمات المسرحية فئة محددة ومتجانسة، وتقدم لها تسهيلات كثيرة بتوفير عدد كبير من الإصدارات الحديثة وبعض الإصدارات السابقة لدور النشر المختلفة، وبالتالي يمكن للمسرحيين من خلال مكان واحد التعرف على أحدث الإصدارات واقتنائها وكذلك الحصول على بعض الإصدارات القيمة والمهمة التي صدرت خلال فترات سابقة سواء أفرج عنها من المخازن أو أعيد طباعتها في طبعات حديثة. وأقترح لتطوير الفكرة تحديد موعد ثابت سنويا مع التنقل بالمعرض لجميع المحافظات وتنظيمه بالتنسيق مع قصور الثقافة مع توجيه الدعوة للكليات والأقسام المختصة بالجامعات الإقليمية.
أضاف دوارة : الحظ حالفني جدا خلال هذا المعرض بعرض عدد كبير من مؤلفاتي نتيجة لحرصي منذ سنوات طويلة على إصدار جميع مؤلفاتي من خلال الهيئات والمؤسسات الرسمية، وبالتحديد كل من الهيئة المصرية العامة للكتاب والهيئة العامة لقصور الثقافة والمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، وإذا كان العدد الإجمالي لمؤلفاتي قد وصل إلى أربعة وثلاثين كتابا فجميعها طبعت بمصر باستثناء أربعة كتب طبعت ببعض الدول العربية الشقيقة (هي بالتحديد المملكة الأردنية، الجزائر، الإمارات، لبنان)، وبالطبع تضمن خطتي المستقبلية إعادة طباعتها بمصر خلال السنوات القادمة إن شاء الله. وكان من المنطقي أن يتضمن المعرض أحدث إصداراتي خلال عامي 2020 - 2021، ومن بينها: كتاب “فرقة المسرح الكوميدي بمصر” من إصدار “المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية”، وكذلك الطبعة الثانية لكتاب “حسين رياض الفنان صاحب الألف وجه” من إصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب”، والتي أصدرت لي أيضا حتى الآن عشرة أجزاء من “موسوعة المسرح المصري المصورة” من إجمالي سبعة عشر جزءا وبالتالي مازال هناك سبعة أجزاء تحت الطبع لتستكمل بذلك أجزاء الموسوعة، التي تتضمن (7500) سبعة ألاف وخمسمائة عرضا هي إجمالي ما تم إنتاجه من عروض خلال (150) مئة وخمسين عاما، وقد استغرق إعدادها سبعة وعشرين عاما لتصدر في النهاية في (17000) سبعة عشر ألف صفحة وتشتمل على (22000) اثنين وعشرين ألف صورة مسرحية وشخصية نادرة.. أما الهيئة العامة لقصور الثقافة فقد سبق أن أصدرت لي كل من الطبعة الأولى والثانية من كتاب “المسرح القومي منارة الفكر والإبداع”، وهذا العام اقتصر دوري على كتابة المقدمة والدراسة لكتابين في منتهى الأهمية أعيد طباعتهما بعد ما يزيد عن ثلاثين عاما وهما “توفيق الحكيم ومسرحه السياسي”، و” توفيق الحكيم ومسرحياته المجهولة” وقد صدر الكتابين بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاما (ربع قرن) على رحيل مؤلفها والدي شيخ نقاد المسرح/ فؤاد دوارة.
تابع دوارة: تجدر الإشارة إلى أن مؤلفاتي في مجال المسرح لا تندرج جميعها تحت مسمى “المؤلفات التوثيقية”، وإن كان خمسين في المائة منها تقريبا يمكن إدراجها تحت هذه المسمى، وذلك لحرصي على إعادة قراءة تاريخنا المسرحي وتصحيح كثير من المعلومات والمفاهيم المغلوطة، وكذلك لندرة الإصدارات في هذا المجال، خاصة وأنني لا أقدم المادة التوثيقية فقط بل أتناولها أيضا بالنقد والتحليل، وذلك لإيماني بأننا نعود للماضي لاكتساب الخبرات للاستفادة في الحاضر والتطلع للمستقبل. وجدير بالذكر أن باقي إصداراتي المسرحية تتضمن دراسات وأبحاث متنوعة ومن بينها على سبيل المثال أطروحة الدكتوراه بعنوان “الإخراج المسرحي بين مسارح المحترفين والهواة”، مسارح الأقاليم وعلامات على الطريق، الإخراج لمسارح الأطفال، مسارات فكرية وفنية لمسرح الشباب في زمن التحولات” وحاليا أكثف كل جهودي للانتهاء من موسوعة سيدات المسرح المصري التي تشتمل على أسماء ألف سيدة مسرح خلال مئة وخمسين عاما (منذ فرقة يعقوب صنوع عام 1870 وحتى الآن)، كما تتضمن بالتفصيل السيرة الشخصية والمسيرة الفنية لعدد مئة وخمسين سيدة مسرح تم تصنيفهن من خلال تسعة فصول.

دعوة لكتاب ونقاد المسرح 
وتحدث الكاتب المسرحي محمد أبو العلا السلاموني قائلا: هي فكرة جيدة، خاصة إذا أصبحت سنوية مع يوم المسرح العالمي حتى نستعد لها مسبقا، وندعو كتاب ونقاد المسرح والأساتذة الأكاديميين لتزويد المعرض بمؤلفاتهم وكذلك دور النشر المعنية بالمسرح وبتخفيضات مناسبة مما يشجع على رواج سوق المسرح الذي في حاجة إلى التحفيز لقراءته واقتنائه، كما يساعد على تنمية حب الفن المسرحي، واكتشاف مواهب مسرحية، وخلق مؤلفين جدد إلى جانب عناصر أخرى من ممثلين ومخرجين ونقاد ومتذوقين وخصوصا في الأقاليم المحرومة من الثقافة.
وأضاف السلاموني: أتمنى أن ينتقل المعرض إلى عواصم المحافظات بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة وبالتنسيق مع المشروع القومي (حياة كريمة)، كما أدعو الزملاء الصحفيين والنقاد إلى توثيق مقالاتهم التي تابعت العروض المسرحية بطبعها في كتب لنشر الوعي المسرحي والعمل على خلق جمهور يعتاد على ارتياد المسرح في صورته الراقية.

قطرة في محيط 
فيما تحدث الكاتب والروائي د. السيد فهيم قائلا : هي فكرة رائعة جدا، أعتبرها أول الغيث. وقطرة في محيط التوعية والتثقيف المسرحي. ولا زال يلزمها الكثير من الدعم والدعاية، لأن خبر إقامة المعرض لم يصل بعد للكثيرين من المهتمين بالشأن المسرحي، كما أن المسرح من المجالات المتخصصة أدبيا؛ بمعنى أنه لن يهتم بمثل هذا المعرض إلا المهتمين بالمسرح، وللأسف قد ينحصر هذا الاهتمام في مصر على بعض الكتاب والمؤلفين، والباحثين الأكاديميين فقط وما ندر من المخرجين؛ فهناك ظاهرة غريبة في الفترة الأخيرة مع انتشار وسائل التواصل وهي تكاسل المخرجين عن البحث عن كتاب مطبوع للنصوص المسرحية ويكتفون بالبحث عن النصوص الجاهزة المنشورة مسبقا على المجموعات والمواقع المنتشرة، رغم أن الأمر يتطلب قراءات أخرى واعية ومدققة للوصول إلى مشروع فني متكامل، وهذا ما تربى ونشأ عليه جيلُنا وما سبقه من أجيال أساتذتنا في المسرح، فقد كنا نتتبع معارض الكتب في مرحلة الجامعة وما قبلها ثم ما بعدها للوصول إلى أكبر عدد من الكتب المتخصصة في المسرح سواء كانت نصوص عربية أو عالمية أو دراسات نقدية أو كتب عن اللعبة المسرحية في العموم من إضاءة وديكور وغيره من عناصر اكتمال الفرجة المسرحية، وكنا نتحين فرصة إقامة مثل هذه المعارض لنلتقي بالأصدقاء لتبادل الآراء والرؤى. رغم أن هذه المعارض كانت عامة غير متخصصة في المسرح فقط.
أضاف السيد فهيم: للأسف الكتب المهتمة بالمسرح في مصر لا تغطي الحركة المسرحية بالصورة المثلى، فلو تحدثنا عن الشق الأول والأهم وهو الكتاب الخاص بالنص المسرحي المنشور فنجد قصورا شديدا وشُحا في النشر، فهناك سلسلتان فقط رسميتان أحدهما تابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، والأخرى للهيئة العامة للكتاب، وهما الجهتان الرسميتان الأشهر والأكبر في مصر، وأعتقد أن قوائم الانتظار طويلة جدا لكليهما وهو ما يؤخر كثير من المشروعات الجادة في الوصول للقاريء المهتم مما يدفع الكثيرين من الكتاب للنشر الخاص حتى لا يموت إبداعهم ويتعثر مشروعهم، فالنشر بلا شك وثيقة هامة جدا لإثبات حضور المؤلف ومستند قانوني لملكيته للنص وتأخير النشر من أخطر ما يتعرض له النص المخطوط. أما الشق الثاني وهو الخاص بالأعمال النقدية والبحثية في مجال المسرح فحدث ولا حرج للأسف -وقد أكون مخطئا في هذا الرأي- أرى أن الدراسات النقدية الجادة للنصوص والعروض المسرحية أصبحت قاصرة على الباحثين عن درجات علمية أو ترقيات أكاديمية فقط، لم تعد هناك حركة نقدية ملموسة كما كنا نتابع من عقود، وهذا لا ينفي وجود بعض المثابرين الشاذين عن القاعدة. أتمنى أن أكون مخطئا في هذا الرأي.
واستطرد فهيم: بالنسبة لدورات المهرجانات المسرحية ونشراتها اليومية وهي الجهد الأروع وربما الأنجح في متابعة الحركة المسرحية وتقديم قراءات ودراسات نقدية جادة مواكبة للحركة المسرحية، أتمنى أن تجمع هذه النشرات في مجلدات توثق كل دورة من هذه المهرجانات كي يمكن الرجوع إليها وقت الحاجة وألا يندثر هذا الجهد ويختفي بعد انتهاء زمن المهرجان. فلا يخفى على أي متابع الجهد المضني والدؤوب الذي يبذل من أجل خروج هذه النشرات يوميا وبهذا المستوى الرائع والذي أصبح علامة هامة من علامات هذه المهرجانات، 
 ولا يوجد فرصة أفضل لعرض مجلدات تجمع هذه النشرات لكل دورة أفضل من معرض متخصص في المسرح، لاسيما لو واكبت هذه المهرجانات معارض مشابهة، وقد رأينا هذا في مهرجان المسرح العربي ووجد المعرض إقبالا شديدا.
وأضاف فهيم: على المستوى الشخصي لدي إسهامات عديدة في المسرح المنشور تمثل نصيب الأسد من كتبي المنشورة سواء في مسرح الكبار أو مسرح الطفل، لكن معظمها عن دور نشر خاصة للأسباب التي طرحتها في بداية الحديث. وأتمنى من المسئولين عن تنظيم هذا المعرض التنسيق مع دور النشر الخاصة لعرض نتاجهم في المسرح حتى تعم الفائدة، وهو أيضا تشجيع للناشر المتخوف أو الرافض لنشر المسرح بحجة أنه سلعة بلا جمهور كالشعر والرواية، أن يجد نافذة لترويج منتجه تشجيعا لدائرة الإبداع واستمرارا في دعم شباب المسرحيين قبل أن تأفل جذوتهم وتخبو عزيمتهم وينصرفوا إلى ألوان أخرى كما انصرف غيرهم من المبدعين.

الجمع بين القديم والحديث 
وعلق الكاتب المسرحي د. محمود سعيد قائلا: إن فكرة إقامة معرض كتاب للمسرح فكرة مهمة جدا، لكن يجب الجمع ما بين الكتب القديمة والحديثة خاصة إصدارات التجريبي وما قبلها بالإضافة إلى الكتب الحديثة، مع توفير بعض الإصدارات المسرحية العربية بقدر المستطاع.
واستطرد قائلا: الكتاب المهتم بالمسرح مهم جدا لكن للأسف الإصدارات قليلة ومعظمها رسائل علمية ماجستير أو دكتوراه، وبالرغم من أهمية نشر هذه الرسائل إلا أن الإضافة من الإصدارات الجديدة والجادة تظل مطلبا ضروريا خاصة ان هناك مراحل كثيرة لم يتم تغطيتها وبالتالي نفتقد الكثير من الذاكرة المسرحية، وتسقط عن عمد بعض الأسماء والمراحل المسرحية المهمة.
وأضاف سعيد: التوثيق المسرحي مهم جدا لكن يلزمه الوضوح والصدق بمعني قراءة الوثيقة في ظل ظروفها المحيطة وأيضا قراءتها بشكل كامل، هناك بعض القراءات الموجهة مسبقا للوثيقة وتلك آفة بعض كتب التوثيق، وربما يتم قراءة جزء من الوثيقة وتلك كارثة أخرى، وأيضا لابد من الاعتراف بأن قراءة الوثيقة تظل قراءة تابعة لمن يملك الوثيقة بمعنى أنه ربما لو وصلت الوثيقة لشخص آخر لقدم قراءة أخرى مغايرة، وبالتأكيد هناك كتب نقدية غاية في الأهمية مثل كتابات د. نهاد صليحة، د. حسن عطية، د. سامح مهران، د. محمد سمير الخطيب، د. مروه مهدي، ومحمد مسعد واحمد خميس 
وختم سعيد : لي مساهماتي النقدية المتواضعة، أكثر من كتاب عن المسرح منها علي سبيل المثال: لغة الجسد في الأدب، النزعة التعليمية في فن المسرح، كتاب عن المونودراما، تقنيات الكتابة في المسرح، خطاب النقد في المسرح المصري. صوره الأم بين المسرح العربي والغربي، النقد الثقافي، صورة المحاكمة في النص المسرحي ...وغيرها من الدراسات الأخرى. ولدي بعض المشاريع تحت الطبع مثل كتاب بعنوان “معجم الرسائل المسرحية العربية”. 

المحافظات النائية
فيما قال الكاتب والناقد أحمد خميس: 
فكرة المعرض طيبة للغاية ويكفى أنها تجمع كل مصادر إنتاج الكتاب المسرحي وتطرحه للطلبة والمشتغلين بالعمل المسرحي بحيث يتسنى لكل منهم الحصول على ما ينقصه أو يساعده في إنجاز عمله، وأتمنى في المستقبل القريب أن ينتقل المعرض للمحافظات المصرية وخاصة المحافظات النائية التي لا تصلها خدمة الكتاب المسرحي المطبوع. 
أضاف : الكتاب المهتم بالمسرح في مصر ضعيف إلى حد كبير وكنت أرجو أن تهتم المؤسسات المنتجة للكتاب بعمل خطط حقيقية لما يحتاجه السوق من أنواع الكتب المهتمة بالمسرح ككتب النظريات الجديدة أو المهتمة بالتقنية وتطورها، وكذا المهتمة بفنون الأداء والدراماتورجيا. 
تابع خميس: أظن أن المراجعة الدائمة لحال السوق المسرحي وما يحتاجه من إصدارات من قبل جهات إنتاج الكتاب تحتاج لخطط جادة والتفات حقيقي من قبل المسئولين، ولم يعد إنتاج الكتاب بالمعنى القديم في الحسبان حيث كان المركز القومي للمسرح المصري يهتم قديما بصدور كتاب سنوي مجمع عن معظم عروض العام. وأنا اطمح مستقبلا لإصدار أكثر من كتاب في مجال المسرح وأتمنى على الله أن أنجح في ذلك.


سامية سيد