كان صرحا من خيال وهوى بفعل فاعل المسرح الاستعراضي .. ماض لايزال حيا في قلوب المسرحيين

كان صرحا من خيال وهوى بفعل فاعل المسرح الاستعراضي .. ماض لايزال حيا في قلوب المسرحيين

العدد 616 صدر بتاريخ 17يونيو2019

حينما يصل لأسماعنا مصطلح المسرح الاستعراضي يطير بنا الخيال إلى آفاق رحبة يكسوها الإبهار والدهشة والمتعة البصرية والحسية ويغلفها الجمال صورة وصوتا، من حيث الحركة والموسيقى والديكورات والملابس والاكسسوار, عالم لا حدود له يجذبنا بعيدا عن الواقع نحو حلم وهاج. والمسرح الاستعراضي يعتمد على الرقص والموسيقى والغناء بالإضافة إلى النص الدرامي المكتوب خصيصا له. أين نحن من هذا النوع من المسرح الآن؟ هل هو موجود ؟ أم اندثر أم  أكله النسيان ؟ ولماذا؟ ما هي عناصره ومقوماته؟ ومن هم أهم رموزه وعلاماته؟ وكيف نحافظ على وجوده كنوع من أهم عروض المسرح التي يعشقها الجمهور وتأسره أينما كان؟
أول عرض مسرحي استعراضي في مصر
في البداية يحدثنا المؤرخ والناقد د. سيد علي اسماعيل أستاذ المسرح العربي بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة حلوان عن بدايات المسرح الاستعراضي بمصر قائلا: من الممكن أن نقول إن المسرح الاستعراضي، هو أي احتفال أو كرنفال فني يُقدم على خشبة المسرح .. وهذا القول سيجعلنا نهرب من مواجهة الحقيقة، وهي متى استخدمت كلمة استعراض في المسرح داخل مصر؟ والإجابة على هذا السؤال، تتمثل في: إن المخرج الفرنسي دارسيه، الذي كان يقدم عروضاً فنية في مسرح كازينو دي باريس بالقاهرة، هو أول من استخدمها من خلال جوق الأوبريت الشرقي، عندما أعلن عن عروضه في إعلانات الصحف، واصفاً إياها بالاستعراض، عندما أعلن عن عرضه المسرحي المعنون ب(استعراض المناظر) عام 1917، والعرض الاستعراضي الثاني، تم تقديمه في العام نفسه 1917، وكان لنجيب الريحاني في مسرحيته (كله في الهوى)، عندما وصفها الإعلان بأنها (ريفيو استعراضي)!! وفي العام التالي 1918 وضع الريحاني تصوره للمسرح الاستعراضي، عندما أعلن عن مسرحيته (حمار وحلاوة)، واصفاً تفاصيل العرض بأنه يشتمل على: «الفلاحون والفلاحات، ورقص البلاص، ورقص الدبكة والسماعي، والبائعات السكلانس». أما علي الكسار فيُعد من أوائل من كتبوا في إعلاناتهم صراحة عبارة (الرواية الاستعراضية)، عندما أعلن عن مسرحيته (البربري حول الأرض) عام 1922، لأنها تحتوي على عشرة مناظر، كما جاء في إعلانها. ومنذ عام 1933، قلّ اهتمام الفرق بالعروض المسرحية الاستعراضية، واهتمت بالاستعراض وعلى نطاق واسع الصالات الغنائية والتمثيلية والفنية!! وكانت بديعة مصابني من أوائل من أعلنوا عن عروض الفرق الاستعراضية الأجنبية عام 1933 من خلال فرقة ناندي الاستعراضية، ومن بعدها كانت فتحية أحمد، عندما أعلنت عن فقراتها الاستعراضية في كازينو الكوبري الإنجليزي، قائلة في إعلانها عن عرضها: «(افتتاح كوبري الخديو إسماعيل) استعراض هائل، يشترك فيه 40 ممثل وممثلة على المسرح، إخراج المسيو مزاي».
التمويل والميكانيزم والخيال
ثم يحدثنا المخرج سمير العصفوري عن أهم مقومات العروض الاستعراضية موضحا إن مشكلة المسرح الاستعراضي الرئيسية هي التمويل وهي مشكلة كبيرة, ويلجأ لتلك الكلمة من يملكون القدرة والفاشلون أيضا, أي هناك من يقدم عرضا ضعيفا به بعض الرقصات السيئة وبعض اللعب والمراهقة بالإضاءة والديكور والملابس ثم يقول كنت أتمنى أن تكون تلك مسرحية استعراضية لكن عدم وجود التمويل الكافي لم يسمح بذلك. لا نستطيع أن نقول إننا شاهدنا أعظم المسرحيات الاستعراضية قاطبة على مستوى العالم. فهذه المسرحيات موجودة بالفعل في لندن ونيويورك وستجد بها العجب وتحمل كلها قضايا كبرى وعظيمة مثل قضية البؤساء وقضية الثورات العالمية مثل الثورة الفرنسية وغيرها, وشبح الأوبرا , كلها موجودة لكن سعر التذكرة بها عال جدا يصل تقريبا إلى نصف إنتاج مسرحية ضخمة من عروض مسرح الدولة لدينا , وهذا أسميه مسرح كامل الدسم, أي أنه مسرح استعراضي حقيقي وليس مجرد استعراضات ساذجة, فالاستعراض هو قيمة فنية, لسبب واحد مهم وهو أن هذا اللون من المسرح ينافس أعظم الأفلام الصادرة من هوليوود وغيرها, أي أنه منافس كبير جدا يجعل المتفرج ينسى مسألة الشاشة, لأنه مكلف وقيم ومزود بكل الأدوات الممكنة والمناسبة. فأنا عملت بعدد كبير من المسرحيات التي يمكن تسميتها بالمسرحية الموسيقية الغنائية الاستعراضية لكني لا أستطيع القول أنها في نفس هذا المستوى العالمي الكبير لأسباب متعددة وأعود مرة أخرى لقضية التمويل ومسألة الميكانيزم أو القدرات الآلية الميكانيكية المتطورة لتشغيل المسرح الذي هو في علمنا ومقدورنا وثقافتنا خشبة, والمعروف أن الخشبة شيء عظيم وهذه الخشبة القوية الساكنة الغير متطورة و الغير لينة تحجر على قدرات الخيال الواسعة وتجعل المسرحيات لدينا تشبه المسرحية الاستعراضية  لكنها في كثير من الحالات قاصرة وفقيرة نظرا لهذه الإمكانيات الآلية مضافا لها الإمكانيات المادية. وفي القطاع الخاص في مصر ظهرت أعمال كثيرة من المسرحيات الغنائية الاستعراضية في فترات مختلفة.
والأهم من فرص التمويل والإمكانيات الكبيرة الخيال العظيم والابتكار الدائم لأنه ليس شرطا أن يكون التمويل هو القضية الرئيسية, هو بالفعل يؤثر, لكن يوجد منطق آخر يسمى الاستغناء عن التمويل الضخم والاكتفاء بالخيال الواسع, أي خيال واسع جدا وقدرات فنية قد  تبدو بسيطة لكنها عميقة وحسنة الاستخدام , والمأساة الكبرى هي شحن خشبة المسرح بالأجساد الميتة التي منها الديكورات والإكسسوار والأشياء وتزاحمها الذي يذبح الخيال, كان الفنان يوسف وهبي يقول: ما الحياة إلا مسرح كبير, وأصبح لدينا الآن المسرح ما هو إلا مخزن حقير, مخزن ممتلئ بأشياء لا تؤدي  أي هدف أو غرض. ومن أغرب الأشياء أن يونيسكو قدم مسرحية عن رجل ينتقل إلى منزل جديد وكان متاعه أكثر من قدرة استيعاب الغرفة التي انتقل إليها فملأ المكان بعدد ضخم جدا من الأثاث مما جعله يختنق داخل هذه الغرفة , كثير من  العروض تجعل الإنسان يشعر وكأنه داخل مخزن ولا يستطيع أن يتنفس الهواء, كمية كبيرة من الأخشاب والألوان والأدوات والعمال تزاحم بلا رحمة , وتزاحم بالأفراد والراقصين الذين يتخبطون في بعضهم البعض دون وجود مكان يسعهم. هذا أحيانا يكون استيلاء على تمويل من إدارة ساذجة سواء أكانت حكومية أو قطاع خاص, هذه الإدارة لديها إمكانيات لصناعة الزحمة لكنها فقدت أهم شيء وهو صنع الخيال. الخيال يشتعل في رأس الفنان الذي يدعي أنه مسرحجي عندما يقف أمام البحر ولا يوجد شيء, هذا الاتساع الرهيب الجميل الذي لا أبعاد تراها فيه, يصنع خيالا , فلماذا الازدحام بخشبة المسرح دون خيال؟ كفانا تخزين على خشبة المسرح.
الأوركسترا الحي
وعن أهمية العنصر الموسيقي الحي في العرض الاستعراضي تحدث الناقد والمخرج حسن سعد قائلا: منذ أن قامت ثورة يوليو عام 52 ثم تولت الدولة هذا النوع من المسرح وكان مزدهرا جدا من خلال قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية، ممثلا في الفرقة الغنائية الاستعراضية، وكانت هذه الفرقة العريقة التي تساوي في مقامها المسرح القومي في البيت الفني للمسرح، وفي بداياتها بها أوركسترا كامل وكانت تقدم العروض حية من خلال الفرقة الموسيقية بالحفرة, ومع تعاقب الزمن اندثرت الفرقة الموسيقية ولم يعد هناك أوركسترا بالفرقة الغنائية وأصبحت الألحان تسجل ومات فن الأوبريت تماما بعد أن كانت الفرقة تضم عناصر متنوعة التي نسميها الفنان الشامل الذي يمثل ويغني ويرقص، والفرقة حاليا خالية من العناصر التمثيلية أيضا لذا تلجأ دائما إلى تسجيل الألحان ومعظم الأعمال التي قدمت خلال السنوات السابقة نسميها تجاوزا غنائية استعراضية, باستثناء بعض العروض التي تلتزم بماهية المسرح الغنائي, وما يحدث اليوم هو استحضار نص درامي ويتم وضع مجموعة من الأغاني داخله ويسمى مسرح غنائي وهو ليس كذلك, لأن المسرحية الغنائية لابد أن يكون الغناء بها من ضمن نسيج العمل الدرامي وليس مقحم عليها ،  إذا حذفت أغنية أو استعراض يحدث خلل في الدراما,  والاستعراض هنا ليس مجرد زينة أو حلية لجذب الجمهور , أما الآن فما يقدم  هو عمل مسرحي درامي يتم إقحام مجموعة من الأغنيات والاستعراض عليه، باستثناء بعض العروض القليلة, فمن الممكن أن أتناول الأغنية أو الاستعراض وأحللها من منظور درامي, المسرح الغنائي يمر بأزمة حقيقية وأتمنى من الدكتور عادل عبده أن يجتهد في إحياء المسرح الغنائي وفن الأوبريت، وبطبيعة الحال نحتاج إلى كاتب يستطيع كتابة هذا النوع من الفنون الذي يحتاج إلى كاتب خاص لديه حس شعري عالي وأيضا لدية القدرة على الكتابة الدرامية في نفس الوقت, والحل الآن لتجاوز تلك المرحلة هو العودة للريبرتوار و لدينا منه ثروة كبيرة لفن الأوبريت ومن الممكن أن ننتقي منه ما يتماشى مع طبيعة العصر الحالي, وهناك نصوص كثيرة ، ومن خلال هذا يمكن أن يظهر كاتب جديد له القدرة على كتابته, أما المسرحية الغنائية فيسهل كتابتها ولدينا كتاب كثيرين قدموا المسرح الغنائي.
الاستعراض يحقق الخيال وليس الواقع
أما مصمم الاستعراضات أحمد الدلة فيقول: في البداية لابد أن نعرف مصطلح الرقص الذي يدل على تشكيل في الفراغ, ثم ننتقل بعد ذلك إلى  تصنيفه, هل هو فنون محاكاة أم تعبير حركي أم تعبير بالحركة أم رقص شعبي, والفن الاستعراضي قدم في أوروبا والأميركتين قبلنا, لأنهم ليس لديهم ثقافة يستلهمون منها, فالأمريكان ليس لديهم تاريخ شعبي, وكلمة شعبي أو رقصة شعبية أو فن محاكاة شعبي غير موجود لديهم, فاضطروا إلى ابتكار ما يسمى بالاستعراض, وقد قدموا موضوعات تتحمل الاستعراض. والاستعراض موضوع لابد أن يكون به شخوص فاعلة وشخوص مفعول بها ومكان مؤثر  وزمن يتأثر ويؤثر,  ولابد أن تقدم فكرة بسيطة لا يأخذ المتفرج وقتا كبيرا في فهمها حتى يتابع العرض الاستعراضي, ولا يوجد في الاستعراض حقيقة أو ما يسمى راكورات, فالاستعراض يحقق الخيال وليس الواقع, لذا تجد الأفلام الاستعراضية الأجنبية وكذلك المسرح في هوليود قائم على الخيال و لأنه يقدم صورة في الاستعراض تفهمها العين و ترتاح لها وتخاطب مشاعر إنسانية بسيطة جدا فتحدث في النفس تأثيرات متعددة وهي الدهشة والإعجاب مع الشعور بالجمال, والفن جمال, الاستعراض ليس له علاقة بالثقافة الشعبية ولكن يمكن أن يأخذ منها, فالاستعراض يتضمن الرقص والتعبير الحركي الذي يختلف عن التعبير بالحركة غير فنون المحاكاة غير الرقص, كل هذه الفنون يمكن أن تدخل في المسرح الاستعراضي, نحن ينقصنا المسرح الاستعراضي والذي كان موجودا لدينا من قبل. فعندما أسس ثروت عكاشة عن طريق الروسيين الفرقة الغنائية الاستعراضية وفرقة رضا والقومية و كانت المرحلة التالية للأوبريت وقدم وداد الغازية وغيرها, أما المرحلة الثالثة وهي الأوبرا الشعبية فلم نقدمها ولم نقدم المسرح الاستعراضي, وعندما تناولناه كان بدون علم, ويوجد عنصر آخر وهو التأليف الموسيقي من أهم عناصر العمل الاستعراضي ويتضمن كل آلات الأوركسترا وسبقنا في هذا الرحبانية  وتفوقوا فيه جدا , فالمسرح الاستعراضي  لأهميته يحتاج إلى تشكيل حركي على أعلى مستوى وكذلك التشكيل الموسيقي والتشكيل المادي ويحتاج إلى تكلفة إنتاجية عالية واستقطاب نجوم كبار, لأن العصر الحديث بما يحوي من تليفزيون وفضائيات وأنترنت استحوذ  على المشاهد فانقطع الجمهور عن المسرح، و لابد من استقطابه بنجوم الغناء والرقص والتمثيل الكبار, وهذا النوع من المسرح في الخارج يمثل مصدرا كبيرا للإيرادات وأسعار تذكرته غالية جدا. أما في مصر فلم نتخط ما تقدمه الفرقة القومية ورضا من رقصات, إضافة لأن المسرح الاستعراضي يحتاج لكتاب على مستوى عال, كان لدينا مثلا بهجت قمر، و قدمت الفرقة الغنائية الاستعراضية أعمال رائعة للمسرح الاستعراضي الذي كان موجودا ثم انقرض أو اندثر, بفعل فاعل.
التكامل بين فرق القطاع الاستعراضي
ويضيف الفنان القدير ممدوح درويش المدير الأسبق للفرقة الغنائية الاستعراضية رؤيته حول متطلبات العمل الاستعراضي قائلا: في زمن ازدهار المسرح الاستعراضي كان كبار النجوم يتهافتون على الاشتراك بالمسرحيات الغنائية الاستعراضية, وكانت فرق الفنون الشعبية والملحنين والمطربين وكل عناصر المنظومة التي تتصدي للأعمال الاستعراضية كلها كفاءات وكانت المسألة مطمح لأي مطرب كبير لأن يعمل بها, لكن المسألة اختلفت الآن فالمسرحيات الاستعراضية أصبحت مثل حال المسرح كله لا تجذب كبار النجوم السوبر ستار, والصف الثاني من النجوم يغالون في المقابل المادي, المسرح الاستعراضي يحتاج لتكلفة عالية جدا, ويحتاج لممثلين ومطربين لهم مواصفات خاصة ، يجيدون التمثيل و لابد أن يكون لديهم إمكانية الأداء الغنائي, كما يتطلب عناصر إبهار لابد أن تتوفر في المسرح الاستعراضي من ملابس وديكورات ومسارح ذات مواصفات خاصة، فالمسرح لابد أن يكون كبيرا ويحتوي على إمكانيات خاصة في الإضاءة والصوت وآليات عمل الديكور ويتطلب أيضا فنون شعبية على كفاءة عالية وأزياء وملابس لها ميزانية خاصة  ومصممين ذوي كفاءة عالية, بالإضافة للموسيقى الحية التي يتم الاستعاضة عنها الآن بالتسجيلات التي تقلل من  متعة المشاهدة مع  انصراف المشاهد عن المسرح لارتفاع أثمان التذاكر سواء في القطاع الخاص أو مسرح الدولة, كان قديما موسم العرب يغطي ذلك كله وقد  اختفى الآن ويصعب الآن تحقيق التوازن نظرا لارتفاع الأجور والميزانيات, كما يجب أن يكون هناك تكاملا بين فرق القطاع لإنتاج العمل الاستعراضي.
أهم العروض والرواد
وتاريخيا يبين لنا المؤرخ والناقد د. عمرو دوارة أهم فترات ازدهار المسرح الاستعراضي وأهم رواده، حيث يقول : هذا الشكل ظهر في مصر أثناء الحرب العالمية الأولى في الصالات, كافيه دي روز وكافيه دي باريس , حيث كانت الاستعراضات تستقدم من أوروبا, وأول من أدخل الاستعراض في المسرح المصري هو على الكسار ثم نجيب الريحاني بعدما شاهد كثافة الجمهور في مسرح الكسار. حتى جاءت الأزمة الاقتصادية في الثلاثينيات فقدمت الأوبريتات في صالات بديعة مصابني وببة عز الدين وببة إبراهيم ثم رتيبة وأنصاف رشدي ثم ميري منصور, ومما يذكر أن جميع الاستعراضات التي قدمت في السينما لفريد الأطرش ونعيمة عاكف ومحمد فوزي والكحلاوي واسماعيل يس كانت تقدم من قبل في الصالات المسرحية من قبل, أما في الستينيات قدمت نيلي مظلوم أول تجربة للرقص الحديث عن طريق فرقة استعراضية. أما فرقة رضا فقدمت عدة استعراضات كان آخرها قلب في الروبابيكيا, ولابد أن نذكر الموسيقار علي اسماعيل كسبب رئيس في نجاح استعراضات فرقة رضا. وتعد ملكة الاستعراض في مصر هي بديعة مصابني ثم نعيمة عاكف وفي العصر الحديث شيريهان ونيلي, وفي فترة من الفترات صفاء أبو السعود وهالة فاخر لكنهما كانتا تقدمان غناء أكثر من الاستعراض, ومن أهم رواد المسرح الاستعراضي قديما فؤاد الجزايرلي وحديثا المخرج عادل عبده الذي يحسب له عودة الأوركسترا الحي, في السنوات الماضية كانت توجد محاولات قليلة مثل رابحة رابحة  وأيضا عطشان ياصبايا لحسن عبد السلام, وبعض الأوبريتات التي قدمت في البالون مثل وداد الغزية والبخيلة وغيرها,  أما هذه الأيام يوجد عرض ثلاث ايام في الساحل به مسرح استعراضي فخم وراقي, وكذلك عرض سيرة حب بمسرح البالون لعادل عبده.
ويواصل د. عمرو دوارة حديثه عن الفرقة الغنائية الاستعراضية المسئولة عن تقديم العروض الاستعراضية قائلا إنها إحدى فرق قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية، أسست عام 1967 بدمج فرقتي «المسرح الغنائي» و»الفرقة الاستعراضية»، قدمت الفرقة عددا كبيرا من الأوبريتات والمسرحيات الغنائية الاستعراضية ومن أهمها: القاهرة في ألف عام (1969)، ملك الشحاتين (1971)، دنيا البيانولا (1975)، ليلة من ألف ليلة (1977)، زباين جهنم (1978)، مصر بلدنا (1979)، الغجر (1981)، العشرة الطيبة (1983)، رابحة رابحة (1987)، عالم قرود (1990)، مجلس العنطزة (1992)، ست الحسن (1992)، الخديوي (1993)، عجايب (1994)، لولي (1995)، أحلام ياسمين (1997).  و قد شارك بالتلحين لأعمال الفرقة نخبة من كبار الملحنين ومن بينهم الفنانين: أحمد صدقي، بليغ حمدي، محمد الموجي، سيد مكاوي، عمار الشريعي، محمد سلطان، حلمي بكر، حسين جنيد، أحمد الشابوري، حمدي رؤوف، فاروق الشرنوبي. كما شارك بإخراج عروض الفرقة نخبة من كبار المخرجين ومن بينهم: فؤاد الجزايرلي، حسن عبد السلام، كرم مطاوع، أحمد زكي، سعد أردش، جلال الشرقاوي، السيد راضي، عبد الغفار عودة، مجدي مجاهد، عبد الرحمن الشافعي، حسن خليل، محمود عبد الحافظ، محمد فاضل، مراد منير,عادل عبده.


أحمد محمد الشريف

ahmadalsharif40@gmail.com‏