الكاتب المصري يستحق أن تحمل الدورة الجديدة اسمه

الكاتب المصري يستحق أن تحمل الدورة الجديدة اسمه

العدد 734 صدر بتاريخ 20سبتمبر2021

الكاتب المصري هو  عنوان الدورة الرابعة عشر للمهرجان القومي للمسرح التي تقام فى الفترة من 27 سبتمبر وحتى 9 أكتوبر المقبل تحت رعاية وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم، وبرئاسة الفنان يوسف إسماعيل، وفي هذه المساحة نتعرف على أراء المسرحيين في عنوان الدورة، وأمنياتهم لها.                                                                                                                                       الكاتب المسرحى أحمد سمير قال: “أرى انه أمر جيد أن يحتفي المهرجان بالكاتب المصري، ولكن السؤال هنا هل هي دورة الكاتب المصري على صعيد المكرمين أم على صعيد العروض المقدمة أم علي كافة الأصعدة؟ وأتعجب كثيرا من عدم تدشين مسابقة في مسار موازي لمسار العروض المسرحية للتأليف المسرحي تهدف للتنقيب عن المؤلف المصري بحق و تمنح الجميع فرصا متساوية للإعلان عن أنفسهم وإبداعهم وتقدم للمسرح المصري نصوصا جديدة تعبر الكتابة المصرية الخالصة.. غير مهجنة ولا معدة ولا تشبه غيرها، ولا ألوم هنا المهرجان القومي بعينه وإنما أتعجب بشده عن عدم الاكتراث بمثل هذه المسابقات في المهرجانات المقامة كافة في الوقت الذي ينادي به الغالبية بضرورة إقامة سرادق العزاء وتقبله في وفاة المؤلف المصري، والقول أن التأليف في مصر بات في طي النسيان، وهو أمر غير مقبول وينافي الواقع، لكني آمل أن يتدارك الجميع تلك النقطة فيما هو قادم وان تسعى كافة المهرجانات المصرية لعمل مثل هذه المسابقات .
فيما أعرب الكاتب المسرحى السيد فهيم عن سعادته بتخصيص الدورة للكاتب المصري و قال: تسربت هذه السعادة منذ بداية العام وبشائر الموسم المسرحي 2021 حينما أُطلِقَ عليه (عام المؤلف المصري)، ولكن ودائما يعْقِبُ هذا الأمر شكوى مريرة وخيبة أمل - وأتحدث في العموم، فأنا والحمدُ لله حصلت هذا العام على جائزتين في التأليف المسرحي، وجائزة في القصة القصيرة ، لكن بما أنه عام الكاتب المصري، بأي أمارة وما هو التطبيق على أرض الواقع؟ ها نحنُ على مشارف الربع الأخير من العام ولم أرَ احتفاء بكتاب مسرح مصريين سواء معاصرين أو راحلين، شيوخا أو شبابا، بالعكس أصر المخرجون ومؤسسات الإنتاج على تقديم عروض مترجمة أو مأخوذة عن روايات عالمية وكأنهم يرسخون المفهوم المُحبِط لغياب النص المصري واضمحلال التأليف المسرحي في مصر، وتابع قائلا: ما أرجوه وأتمناه من دورة القومي القادمة أن تسرع برأب هذا الصدع وتصحيح تلك العثرة الهامة بتخصيص مسار أو جانب جلي وواضح بتكريم النص المسرحي المصري ، وأقول تكريم النص قبل المؤلف بمناقشة أعمال للرواد مثل الحكيم ويوسف إدريس وألفريد فرج ونعمان عاشور وغيرهم وأيضا الكتاب المعاصرين سواء من لا زالوا أحياء أو من رحلوا ولن أذكر أسماء فهم بحمد الله كُثْر، ونتاجهم وافر، الجوائز الأهم هي جبر خاطر كتاب المسرح المصري بعد أن أهرقت دماؤهم بلا رحمة في دورات عديدة سابقة ، وأعني الجوائز والتكريمات المعنوية  فلم يعد هناك مطمع في تكريمات مادية بعد سياسة التقشف وترشيد النفقات المتبعة في المسرح المصري كأنه بات مضيعة للوقت والمال وثروات البلاد والعباد . 

بحوث نقدية مميزه
فيما قال الناقد المسرحى د. محمد سعيد: تقام الدورة تحت مسمي دوره الكاتب المصري، وخيرا فعلت إدارة المهرجان، لأن الكلمة هي الأهم، بل هي الفعل المهم هي بداية الحلقة ونهايتها، بني المسرح معتمدا علي الكلمة، فقد كانت البدايات مسابقات للتأليف، عرفنا خلالها أسماء مثل أريستوفانيس وأسخيليوس ويوريبيديس وسوفوكليس وغيرهم .. عبر الكلمة عرفنا الكاتب وعبر الكاتب بدأت خطوط المسرح الأولي في الظهور، بل أن كل عناصر اللعبة ظهرت بعد ذالك بفترة من الزمن. 
وأضاف قائلا: في مسرحنا المصري نحتفظ بأسماء الرواد من الكتاب مثل يعقوب صنوع، أحمد شوقي، توفيق الحكيم، بديع خيري مرورا بكل جيل علي حده بل لعل مصطلح مسرح الستينات هذا لم يبزغ إلا من خلال المؤلف، فقد شهدت نهاية الخمسينيات والستينيات أوج مرحله الكتابة المسرحية، إذن ليس بغريب أن تكون هذه الدورة باسم الكاتب المصري. 
وعن أمنياته قال “ أتمني علي مستوي الدعاية الإعلان مبكرا عن كل الفعاليات و أتمني أن يتم طرح محاور الندوة الفكرية للجميع بدلا من لعبه التكليف، عل التنافس يخلق لنا بحوثا نقدية مميزة، أما التكليف فقد لا يحقق ذلك.

برومو تشويقي لكل عرض
المخرج والناقد محمد النجار قال: دورة الكاتب المصري احتفاء مستحق للكاتب المسرحي المصري الذي يعاني من التهميش شبه المتعمد من البعض في الآونة الأخيرة، والغريب  أن اغلب المحتفى بهم هم من كتاب الستينات و السبعينات من القرن العشرين ويتم تجاهل الأقلام الجديدة الذين بحاجة ماسة إلى الدعم والوجود الدعاية.  وتابع: ”أتمني وجود برومو تشويقي لكل عرض، والجوائز بالرغم من أهميتها أتمنى ألا تقتصر علي المبلغ المالي وان يتم استضافة العروض المميزة علي أحد مسارح الدولة لمدة معينة ليشاهدها الجمهور وهو أهم جائزة للمسرحي.

قناة خاصة للمهرجان
المخرج سعيد منسي أكد على أهمية تسليط الضوء على الكاتب المصري واقترح إقامة معرض فى كل المسارح على هامش المهرجان يتم من خلاله عرض النصوص المسرحية للمصريين القدامى والجدد لإلقاء الضوء عليها وسهولة وصولها للمخرجين وتمنى أن يتم عمل قناة خاصة للمهرجان و عمل بث مباشر للعروض المسرحية ليشاهدها أكبر عدد في مصر وتستفيد بها الأقاليم المصرية، وعلى مستوى التنظيم تمنى منع التكدس والزحام على العروض وقال: أثق أن إدارة المهرجان ستهتم بهذا الأمر، وأخيرا أعتقد أن العروض بمشاركتها فى المهرجان حصلت على جائزتها فالجائزة الحقيقة أن يستمتع الجمهور بالفن الجيد .                                                                                                                     

الاهتمام الإعلامي 
فيما قال المخرج محمد الطايع أن وجود دورة تحمل اسم الكاتب المصري أمر جيد ما نادى به كثير من الفنانين، خاصة أننا نعانى من عجز في وجود نصوص مصرية وهو ما يجعل كثير من المخرجين يلجأون للنصوص العالمية، أضاف: نحن نحتاج إلى إبراز الكاتب المصري وما ينتجه من كتابات مختلفة وثرية كما نحتاج إلى نصوص مصرية حتى نستطيع تقديمها،  وهى خطوة جيدة من المهرجان وتعزيز حقيقى لوجود مؤلف مصري خالص يتم العمل عليه من خلال المخرجين وهو ما نفتقده بشكل كبير، وتمنى أن يتم الاهتمام إعلاميا بشكل اكبر بالمهرجان على أن يتم تصميم دعاية خارجية فى شوارع القاهرة، وبوسترات خاصة بالعروض وهو ما رأيته عندما سافرت خارج مصر للمشاركة فى العديد من المهرجانات. كما أن هناك ضرورة للترويج للمهرجان إعلاميا بالتلفزيون المصري، ومن الضروري أن تكون هناك تغطية يومية  للمهرجان،  واهتمام بالغ فيما يخص الدعاية بالسوشيال ميديا، وقد نجح الفنان والصديق محمد فاضل فى عمل طفرة إعلامية على السوشيال ميديا، فأصبح هناك قطاعات كبيرة تتابع المسرح بشغف كبير. 
أضاف: هناك تنظيم جيد ومتميز فى جميع مهرجانات مصر، وأتمنى أن يظل المهرجان على نفس مستوى التنظيم ويكون بهذه الاحترافية سواء على مستوى الافتتاح والختام أو تنظيم ليالى العروض ، وأتمنى أن تتاح فرصة حقيقية لحضور الشباب المتميزين فى لجان التنظيم حتى يكون هناك نوع من أنواع التعاون بين وزارة الثقافة والمخرجين الشباب.
أضاف :” أتمنى أن يكون هناك عدد أكبر من الجوائز وأن تزيد القيمة المادية وأن تكون هناك رعاية للعروض الفائزة بتقديم ليالي عرض وعمل جولات فى المحافظات المختلفة وهى أفضل جائزة سواء للعروض التي رشحت لجوائز أو العروض التي حصلت على جوائز ، ومن الممكن أن تتبنى فرقة مسرح التجوال أو هيئة قصور الثقافة ذلك.

مؤسسات الإنتاج 
فيما أشار المخرج ناصر عبد المنعم إلى أنه أمر جيد اهتمام المهرجان القومي بالكاتب المصري، وقال:  ولكن قضية الكاتب المصري تخص مؤسسات الإنتاج فى المقام الأول، فالمهرجان حصيلة ما تم إنتاجه على مدار العام، ولكن مؤسسات الإنتاج هى المعنية بإعلاء قيمة الكاتب المصري وذلك عن طريق وضع خطط .
ونسب للنصوص الأجنبية، وعمل خطط ونصاب للكاتب المصري فى الموسم المسرحى، ومن الضروري أن يحدث تواصل بين جهات الإنتاج وبين المسابقات، حتى نقوم بتخريج الكتاب. 
وتابع: ”الغلبة للنصوص الأجنبية شىء محزن للغاية، ونجد في مقدمة هذا الأمر الثقافة الجماهيرية التى يقدم اغلب المخرجين بها نصوصا أجنبية لا تناسب المواقع التى تقدم بها، وكأننا انفصلنا عن واقعنا، الثقافة الجماهيرية بالأخص يجب أن تناقش مشكلات وقضايا من البيئة المحيطة، فما هى الدوافع وراء تقديم بعض النصوص الأجنبية سواء العبثية أو الفنتازيا فى بعض بيوت الثقافة! 
وأضاف: ”من خلال بعض العروض التي قدمتها قمت باكتشاف كتابا جدد على سبيل المثال الكاتب عيسى جمال فى عرض “الساعة الأخيرة“ الذى كان ضمن المشاركين فى مسابقة ساويرس، والكاتب شاذلي فرح الذى قدم نص “ليل الجنوب” وكان أحد المشاركين في مسابقة التأليف التي يقيمها المركز القومي للمسرح، ودائما عندما أقوم بالتحكيم فى مسابقات أنتقي مؤلفين متميزين ولكن هناك ضرورة بالغه لعمل برتوكولات بين المؤسسات الإنتاجية ومسابقات التأليف، فعلينا اكتشاف المبدعين بالتوسع فى المسابقات الخاصة بالتأليف، وهذا لا يعنى الانغلاق على الكتابة المحلية ولكن وجود نسبة معقولة من الكتاب المصريين مع عمل انفتاح على الكتاب الأجانب.

ماذا سنقدم للكاتب المسرحى ؟
وكشف المخرج إميل شوقى أن مهرجان الكاتب المصري قام بتنظيمه منذ عشرين عاما الدكتور أسامه أبو طالب وقدم به ما لا يقل عن عشرين أو ثلاثين كاتبا مسرحيا وقدمت مجموعة من الأعمال لبعض الكتاب وكان الدكتور أسامة أبو طالب آنذاك رئيسا للبيت الفني.
وأضاف:  ولكن كل من تولى المسئولية عن هيئة المسرح بعد ذلك لم يبقي على هذا المهرجان. 
تابع: شاركت في هذا المهرجان بتجربة بعنوان “صلوات فرعونية“ للمخرج أحمد هانى. 
أضاف أيضا: من الضروري تقديم أعمال الكتاب الجدد خلال هذه الدورة . 


رنا رأفت