تدوير خامات الديكور بين مطرقة الأسعار وسندان اللوائح هل نحن بحاجة إلى إعادة التدوير؟

تدوير خامات الديكور بين مطرقة الأسعار وسندان اللوائح هل نحن بحاجة إلى إعادة التدوير؟

العدد 858 صدر بتاريخ 5فبراير2024

في ظل غلاء الأسعار المتعلقة بخامات الديكور، يفرض التساؤل نفسه حول إعادة تدويرها، ومدى قانونية ذلك، وشروط استخدامها، في محاولة لمساعدة جهات الإنتاج المختلفة و الحفاظ على مواردها واستثمارها بالشكل الأمثل خصصنا  هذه المساحة    للتعرف على فكرة إعادة التدوير وشروطها والهدف منه.
تفعيل وظيفة المدير التقني 
قال مهندس الديكور حازم شبل « عملية التدوير» عملية مشروعة جدا، ولكن ماذا تعني عملية التدوير ؟ تعني أن لدينا خامات نصنع منها ديكورات ثم ينتهي عرضها فتعود للمخزن، ويعاد تشكيلها أو يعاد إستخدام الخامات و التعديل عليها سواء بالدهان أو الفتحات أو بالملمس وغيرها، وهو أمر مشروع، ويحدث في كل أنحاء العالم،  ولكن ماهي شروطها؟ غير صحيح أن نحصل على قطع ديكور من أحد العروض، ونستخدمها بنفس شكلها في عرض جديد، يجب أن نضيف إليها إضافه جديدة خاصة إذا كانت قطعة ديكور لها «صفة تصميمة»؛  فلا يصح إسخدامها كما هي قبل التشارو مع جهة إنتاجها ومصممها.
وتابع : المشكلة تكمن في أن لها مسمى لدينا، ولكنه غير مفعل، فالشرط الأول يجب أن يكون لدينا مخازن تحوي البانوهات وقطع الإكسسوار وتكون مقاساتها محددة ومعروفة سلفاً مواصفتها ولها كتالوج ديجيتل، ومحفوظة بشكل جيد، الشىء الثاني أن يكون لدينا مخازن للخامات خشب وحديد وغيره، الوظيفة غير المفعله بشكل حقيقي هي  “المدير التقني “ أو الذي يسمي في مسارحنا مدير التجهيزات الفنية،  الأساس في المهنة أن مصمم الديكور يقوم بعمل رسوماته والتصميمات التي  تنتقل بعد ذلك للمدير التقني أو «مدير التجهيزات الفنية» يحولها إلى الخامات ؛ بالتالي المدير التقني يعرف ماذا يحوي مخزنه من خامات وإكسسوارت وبرتكبلات وبانوهات وغيرها، ويقوم بالتعديل عليها وهذا الأمر ليس من اختصاص مصمم الديكور، وبعدم تفعيل دور «المدير التقني» كمهنة تقع المسؤولية على مصمم الديكور الذي لايكون على علم بالخامات الموجودة؛ بالتالي يقوم بشراء خامات جديدة أو يذهب إلى أحد المخازن ليجد كل الخامات غير مرتبة؛  مما يصعب إعادة تدويرها ما يشكل عبءا كبيرا على العمالة في فك وتركيب هذه الخامات وهو أمر أصعب بكثير من أن تقوم العمالة على العمل بخامات جديدة، إذن الأمر من إختصاص المدير التقني، والنقطة الأبرز هي إنتقاء مخازن جيدة وعمل كل متخصص في وظيفته كما هو متعارف عليه عالمياً فمهنة “ المدير التقني “ وظيفة متعارف عليها عالمياً،  بتفعيلها نوفر كثير من الوقت والجهد ونعلو بالجودة ونكون أكثراً إحترافاً، ذلك من واقع تجربتي كمدير تقني لمدة اثني عشر عاماً في مسارح الجامعة الأمريكية، وكذلك على مستوى عملى كمصمم للديكور، كان معي مدير تقني.

إعادة تدوير الخامات الأساسية  متاح
فيما قال مهندس الديكور فادي فوكيه : كنت أول مهندس ديكور يقوم بعمل إعادة تدوير للديكورات  على مستوى مسارح مصر، من خلال تواجدي في الهيئة، مديرا عاما للإنتاج، وعن شروط عملية التدوير قال : قطعة الديكور لها ملامح ثابتة وملامح متغيرة، على سبيل المثال نجد «بانوه» بمقاس ثلاثة أمتار في متر ونصف هذا «البانوه» الإطار الخارجي الأساسي له واحد ولكن ما فوق هذا البانوه هو التصميم الخارجي، وهو حق أداء علني، ولكن إذا تم تجريد “ البانوه “ وإزالة الفكرة أو التصميم أو الخامة منه يصبح “بانوه خشب “ يستطيع الجميع تصنيعه، إذن إعادة التدوير تكون في الخامات الأساسية “الثوابت “ وهو الجزء الأسهل  في إعادة التدوير، أما الجزء الأصعب هو فك الديكورات وتحويلها لقطع خشب “مراين خشب”، وقد قمت بهذا الأمر عندما كنت مدير عام للإنتاج بالهئية، قمت بتفكيك كل ديكورات مسارح مصر إلى قطع أخشاب، التدوير ليس فكرة جديدة ولكنها متواجدة في العالم كله.                                                       
وتابع عن اهمية إعادة التدوير : ما أحوجنا هذه الأيام وبالأخص فيما يمر به العالم من أزمات إقتصادية لإعادة التدوير، وسأضرب مثالاً بعرضي الذي سأقدمه بالقومي “رصاصة في القلب “ بالعرض سلالم من الحديد قمت بالحصول عليها من مخازن 6 أكتوبر التي تتبع الهيئة، فالسلالم ليست تصميماً لأحد ولكن في حالة إذا كان على هذا السلم شكل خيالي أو إبتكاري وتم إستخدامه كما هو فسيكون ذلك “سطو على الإبداع”، وهنا نستخلص معني كلمة تدوير، وما يكون صالحاً للتدوير. وعن تدوير  الديكورات المسرحية بعد مرور خمسة سنوات على تكهينها، وصعوبة الأمر تابع : خمس سنوات ليست طويلة، خاصة أن هناك ديكورات مر عليها أكثر من خمس سنوات، فلن يتم الإنتظار لمدة خمسة سنوات في حالة تكهينها وإعادة تدويرها مرة أخرى، وقد شكلت لجنة من التسعة مسارح عندما كنت مديراً عاماً للإنتاج، وقمت بمخاطبتهم ليرسلوا ثلاثة عمال من كل مسرح ليذهبوا لمخازن أكتوبر، وقمت بترتيب ديكورات كل مسرح من المسارح في المخازن وجمعنا كل ديكورات المسارح التي مر عليها خمسة سنوات وقمنا بتفكيكها وتخزينها دفعة واحدة، وقد استعنت بهذه الديكورات لمدة عامين، وهناك إشكالية في المخازن، وهي تكدس ديكورات عروض مسرحية مر عليها أكثر من سبعة سنوات، وتعد عبءا كبيرا، مما يؤدي إلى تلفها. إذن فإعادة التدوير هي حل لمشكلة التخزين الخاص بالديكور.

إعادة تصنيع  وليس تدوير
وقال الدكتور نبيل الحلوجي عن مفهوم إعادة التدوير : هناك إلتباس مابين مفهوم التدوير بوصفه عملية تحويل ( المخلفات ) المتبقية من ( التصنيع ) إلى منتج جديد له قيمته . ولو كان الهدف هو إعادة إستخدام ماتم تصنيعه ربما يصلح فى مجال آخر ؛ وليس تنفيذ رؤية إبداعية ؛ فلنكن أكثر دقة ليكون الهدف هو ( إعادة تصنيع ) لمواد خام قابلة لذلك . وفى مجال التنفيذ للمناظر المسرحية ؛ خاصة وأن الشائع المتاح هى خامات تقليدية أساسها الأخشاب وروافدها ؛ وهى مسألة تحتاج إلى جهد كبير جدا وفيها مجموعة من السلبيات على غير مايعتقده البعض ؛ على سبيل المثال لو أردنا الحصول على مراين أخشاب من شاسيه تم تصنيعه ؛ فإن ذلك يخضع لمقاسات سابقة ؛ وكذلك طريقة التعامل من قطع وتجميع ومقاسات وجودة تنفيذ ؛ يضاف إلى ذلك تعدد الأبعاد من حيث البوصة والطول وعدم حرفية التنفيذ السابق ؛ يتبع ذلك المسطحات المصنعة من الأخشاب مثل الأبلكاج والإم دى إف والكونتر وماشابه ؛ ربما يصلح بعضها بعد أن كان مستخدما فى تنفيذ مسطح أو كتلة ما ؛ وعليه فإن الأقمشة كذلك مستهلك ولاتصلح للترميم .                                 
 وتابع : إنها( إعادة تصنيع ) وليست تدوير . وعليه يجب تفكيك جميع الكتل المصنعة من الأخشاب وتنظيفها تماما ؛ ثم ترتيبها من حيث الأبعاد ( البوصة والطول ) وتلك عملية تحتاج إلى جهد . غير ذلك فإنها عملية إستخدام جهد سابق له ماله ؛ وعليه ماعليه وتصبح المساعدة إستخدام جهد سابق لتوظيفه وتغيير هيئته ؛ وندخل هنا فى متاهات أجور التنفيذ التى أرى أنها لاتليق فى الأساس ؛ حتى فى إستخدام خامات لأول مرة . وفى ضوء أن التنفيذ المسرحى مازال محدودا فى مجموعة خامات تقليدية جدا ؛ غير أن النظرة لتنفيذ الرؤية يتم التعامل معها بمبدأ تنفيذ النجارة . فأين أجور النحت والرسم والزخرفة ؟ وليس النجارة والنقاشة ؟ إذا أردنا أن نحصل على( مايمكن أن يساعد فى دعم الخامات ) هو الجرد أولا وتصفيه مايصلح من خلال متخصصين مشهود لهم ؛ ثم إعادة التفكيك وتصنيف النوع ؛ يتبع ذلك توصيف دقيق جدا مع عمل إجراء إعادة تصنيع موثق يتم التكعيب فيه للأخشاب الصالحة ؛ وتوصيف المسطحات الصلبة منها ؛ كذلك الحديد إن وجد .أما العجلات فلها مالها فبعضها من الأنواع الضعيفة ؛ غير أن الجيد لابد من مراجعته وتوثيقه ؛ وكذلك الأقمشة قد تخضع لتوصيف آخر فى إعادة التصنيع ؛ وإن كان ذلك ليس سهلا . الموضوع برمته ليس بتلك السهولة لأنه يتعامل مع خامات بالكاد تفى لعرض واحد ؛ ولو حصلنا على بعض الخامات بنسبة 20 فى المائة فإن ذلك يعد إنجازا كبيرا جدا شرط تهيئته من تنظيف وتقطيع مناسب. 
وأضاف :  كانت دراستى فى الماجستير تتعلق بما يشبه إعادة التدوير؛ وأعتقد أن لى تجارب من ضمن ال154 عرضا إحترافيا ؛ الحمد لله هم مجهود رحلتى فى مجال التخصص ؛ عروض داخل مصر وخارجها منها ما لايقل عن 20 عرضا مع قصور الثقافة ؛ وبالفعل فإن الخامات تمثل تحديا خاصة وأنها المتاح من أخشاب وأقمشة ودهانات وغير ذلك ؛ مع عدم وجود خامات أخرى ليست قليلة فى أسعارها ؛ وأثمن تماما هدف الثقافة الجماهيرية ودورها الجوهرى فى التنوير من خلال المتاح ؛ وقد أثمر دورها المتفرد جدا قياسا على الكثير من الدول ؛ فمصر تعى دور الثقافة والإبداع وتقدم ذلك بالمجان من خلال هيئة قصور الثقافة مما يتطلب زيادة الدعم فى ضوء معطيات العصر ؛ وإن كنا نبحث عن إعادة التصنيع ؛ فيجب أن ندعم معه الإنتاج أكثر من ذلك أيضا .فالحاجات الملحة للتنفيذ لم تعد الخامات التقليدية كافية لتحقيقها . فالعالم متغير كل لحظة ؛ والمستجدات متسارعة . والجمهور رأى من خلال الميديا مايمكن أن يدهشه ؛ وعليه يجب أن ندعم عروض قصور الثقافة بأكثر مما هو قائم مع تنوع الخامات الجديدة ؛ ودعم التنفيذ بشكل لائق.

هل نحن بحاجة إلى فكرة إعادة التدوير؟
فيما قال مهندس الديكور مصطفي التهامي مدرس مساعد بإكاديمية الفنون:  حينما نتحدث عن اشتراطات عملية التدويرونتساءل، هل نحن بحاجة إلى فكرة إعادة التدوير؟ لابد وأن نُعرف ماهو المقصود بعملية إعادة التدوير أولاً التعريف باللغة الإنجليزية هو                            ))Recycling(( 
وهو جمع المواد المُستخدَمة، ثمّ إعادة تحويلها إلى مواد خام، أو كما هي بشرط إعادة تشكيلها من جديد والمزج بين هذة الخامة وخامات آخرى، ومن ثمّ تصبح مميزة عن غيرها وإعادة إنتاجها لتُصبح مواد قابلة للإستخدام مجدداً، ويُمكن أن يشمل مفهوم إعادة التدوير أي شيء قديم يُمكن الإستفادة منه وإستخدامه مرةً آخرى، ومن خلال تلك العملية يتمّ الإستفادة من المواد الغير صالحة والتي تُعدّ نفايات وإدخالها في عمليات الإنتاج والتصنيع واستخدامها من جديد                                                                                                            
وإعادة التدوير، أو الرسكلة آلية موجودة منذ القدم في الطبيعة، ففضلات بعض الكائنات الحية تعتبر غذاء لكائنات حية أخرى، وقد مارس الإنسان عملية إسترجاع النفايات منذ العصر البرونزي، حيث كان يذيب مواد معدنية لتحويلها إلى أدوات جديدة.
ويمكن أن تكون ذات طابع مميز إذا استخدمت في تصنيع اكسسوارات أو فرش الديكورسواءاً كان للتصميم الداخلي أو إستخدامة على خشبة المسرح فمنذ أن تنبهت المجتمعات إلى المشكلات البيئية إتخذت العديد من البلدان إجراءات لإعادة تدوير النفايات، ولإعادة تدويرالنفايات العديد من الفوائد فهي.
 توجد فرص عمل جديدة، إستخدام الموارد الطبيعية أو المصنعة من أن تصبح مجرد نفايات ، إستيعاب مساحة للفكر والإبداع خارج الصندوق، فقد تختلف طبيعة الفكر من شخص لآخر رغم إختلاف المواد المستخدمة وهنا يتحقق أول شروط عملية التدوير وهي إعادة صياغة المادة الخام وليس إستخدامها كما هي على حالتها ، تحقيق المراد من إستخدام النفايات لتجعل شكل المكان أكثر جمالاً وإستخداماً منفرداً، وفي ظل تقلص الميزانيات والترشيد في الدولة من ناحية، وزيادة أسعار الخامات والمواد الخام من ناحية أخرى يجعلنا بحاجة لإعادة التدوير ، كما أنّ الزيادة الشديدة والمُستمرة في كميّة المُخلّفات والنفايات، ساهمت في زيادة الحاجة لإعادة التدوير، وتعزي كمية النفايات المُنتجة باستمرار إلى عدّة أسباب، منها : 
زيادة استهلاك الأفراد الذي يؤدّي إلى زيادة شراء الأفراد للمنتجات والمواد الخام، وبالتالي زيادة كميّة النفايات ، زيادة أعداد السكان، أيّ زيادة أعداد المُسبّب الأساسي في إيجاد النفايات.
وأخيراً وليس آخراً لابد وأن نفرق بين مفهومين ( إعادة التدوير،وإعادة الإستخدام) فإعادة التدوير تحدثنا عنها بإيجاز وهي إعاة إستخدام النفايات بعد هيكلتها وصياغتها بشكل جديد حسب طبيعة كل مادة وخامة للإستفادة منها مرة أخرى، أما إعادة الإستخدام هي عملية أخذ الأشياء القديمة التي نفكر في التخلص منها وإيجاد إستخدام جديد لها على شاكلتها.
فيما قالت مهندسة الديكور نهلة مرسي :إشتراطات تدوير الخامات لعمل ديكور مسرحي أن لايأخد مصمم الديكور التصميم كما كان،  وبشكل مبدأي يكون لمهندس الديكور رؤية قبل أن يرى محتوي المخزن من الديكورات الخاصة بالأعمال السابقة، ولذلك يجب أن تتوافق أبعاد مواصفات الخامة المتوفرة، وأبعاد مواصفات تفاصيل التصميم المنوط تنفيذه،  والشرط الثاني تفريغ جميع الخامات المستلزمة للعمل الفني ثم مضاهاة هذا التفريغ بمحتوى المخزن ؛ بالتالي يسهل إختيار القطع المناسبة للتدوير، وذلك مع مختلف الخامات بدون تحديد خامة معينة، وكذلك يتم تفكيكها تماماً،  وحصر مواصفاتها قبل إستخدامها حتى لايحدث خلط في عناصر التصميم الجديد مع عناصر التصميم القديم .وعن فكرة إعادة التدوير وأهميتها                                                                                                                      
تابعت: هي فكرة هامة وإقتصادية، حتى وإن لم تكن من مخازن ولكن من خامات ومقتنيات لتطويعها بعد الإستغناء عنها لعمل ديكور مسرحي يوفر مادياً كثيراً من إستهلاك المقايسة أو الميزانية، وهو أمر في غاية الأهمية في ظل إرتفاع الأسعار ومحدودية الميزانية ففى ظل زيادة الميزانيات تظهر زيادة جديدة في أسعار الخامات في السوق فلا تستطيع الميزانية تغطية أسعار هذه الخامات، الشىء الثاني الطلب على بعض الخامات قد لايكون متوفراً نتيجة إرتفاع أسعارها ؛  ما يؤدي إلى ندرة في إستخدامها ولذلك عندما يتم إعادة تدوير من المخازن الخاصة بالديكورات المسرحية أوإعادة تدوير لمقتنيات ذلك  يوفر كثيراً دون المساس بالتصميم الحديث، فالخامة تتطوع للتصميم،  الشرط الأخر أن يتم الإستعانه بالتدوير عقب استنفاد الخامات وقيمة المقايسة، قبل البدء في تطويع العمل يجب عمل حصر كامل للمخازن والأسواق والإحتياجات وحصر كامل لإحتياجي؛ وبالتالي ماهي الإحتياجات المتوافرة في حدود الإمكانيات، وماهي الديكورات المناسبة في المخازن التي من الممكن إعادة تدويرها.. يجب أن يكون مر عدد سنوات كافية على العمل، وليس من المحتمل إعادة العمل المخزون في فترة قريبة.
 تابعت : من المهم أن يراعي مهندس الديكور الذي يتصدي لإعادة التدوير عدة نقاط  أهمها أن مهندس الديكور الذي سبقه لا يحتاج لديكور نفس العمل مرة أخرى،  وأن المخرج ليس لديه في الخطة استخدام لنفس جهة الإنتاج هذا العمل مرة أخرى ، ولا ينقل أو يحتفظ بتصميم العمل السابق يجب أن يكون لديه تصميم جديد،  ويجب أن يكون التغيير شاملا وإستخدام الخامة فقط مع تغيير أبعادها .
                                                                                 
إعادة التدوير بسبب تقلص الميزانيات 
 أما مهندس الديكور يحي صبيح فقال : إشتراطات علمية التدوير يجب أن تكون مناسبة للعرض،  ومناسبة لسياق الإستخدام الحركي واللفظي، فالممثل يقوم بالتلميح عليها بالكلام أو يقوم بإستخدامها، ثالثاً يجب أن تكون الخامات آمنه للإستخدام، ويلجأ مصممو الديكور للإستعانه بإعادة التدوير بسبب تقلص الميزانيات وإرتفاع أسعار الخامات .                                                                
وتابع : يجب على مصمم الديكور عندما يلجأ لإعادة التدوير أن يكون التدوير ملائماً للنص والعرض، و لاتكون هناك إشكالية في إستخدام بعض قطع الديكور من عروض سابقة تكون مناسبة للعرض،  وهذا لايعد نقلاً ولكنه إستخدام لقطع ديكور متوفرة وإعادة توظيفها في العرض الجديد بشكل مختلف،  ولكن يجب أن يقوم مصمم الديكور بالتغيير في الألوان والخامة حتى لايصبح نقلا صريحا وواضحاً للديكور وأضاف : تقوم عملية التدوير باستخدام الأشياء المستعملة وهو أمر شائع جداً،  ففي بعض الأحيان تكون الأسعار متفاوته في بعض الخامات فيبدأ مصمم الديكور بالإستعانه بالخامات المناسبة في السعر التي يستطيع إستخدامها .

تجربة عرض قمر الغجر 
وتحدث مهندس الديكور د. محمد سعد عن تجربته في عرض «قمر الغجر» فقال :  تعرضت لفكرة إعادة التدوير في عرض» قمر الغجر» فقد خصصت ميزانية الديكور منذ ثلاثة سنوات وعندما حدث التعويم أصبح المبلغ المخصص لميزانية الديكور غير كافي لشراء الخامات، وبالفعل قمنا بعمل تدوير بالإستعانه بالخامات وإستعنا بديكورات قديمة والخشب الخاص بهذه الديكورات وقمنا بتفكيك البانوهات القديمة ثم بدأنا في عمل ديكورات جديدة وهذه الخامات وفرت لنا مبلغاً مالياً كبيراً                                                    
 وتابع : هناك واقعة سطو لأحد ديكورات العروض التي قمت بتصميمها، فقد قام بإستخدامها أحد المخرجين في أحد قصور الثقافة ولم يقوم بالتغير فيها وحصل عرضه على جائزة، وهناك فرق بين إستخدام قطع الديكور كما هي أو تغير لونها ووضعها بتصميمها على خشبة المسرح وبين إعادة تدويرها وإستخدامها بتصميم جديد يوائم العرض .                                                                                                                          


رنا رأفت