إلفيس يعود إلى الحياة.. بفضل الذكاء الاصطناعي

إلفيس يعود إلى الحياة.. بفضل الذكاء الاصطناعي

العدد 857 صدر بتاريخ 29يناير2024

أعمال كثيرة خلدت ذكرى نجم موسيقى الروك الأمريكي الفيس بريسلي (1935- 1977). كان ذلك من خلال أفلام ومسرحيات ومسلسلات وحتى كتب لتخليد ذكراه تتناول حياته التي كانت حافلة  بالعديد من التفاصيل المثيرة. من هذه التفاصيل نشأته في أسرة فقيرة بولاية مسيسيبي وكفاحه وحتى وفاته عن 42 عاما بعد أن انزلق إلى هوة المخدرات بسبب مشاكل كانت تواجه حياته الزوجية.
    ووصل الاهتمام إلى قيام شركة لصناعة لعب الأطفال بتصنيع دمية تمثل الفيس وزوجته بريسيلا وهما يرتديان ملابس الزفاف. وهناك من يدق صورته بالوشم على ذراعه. 
وأظهرت إحدى الإحصائيات أن بريسلي لا يزال يحقق دخلا ماديا خياليا على الرغم من وفاته، حيث ما زالت ألبوماته الغنائية – التي باعت حتى الآن أكثر من 500 مليون شريط - تدر ملايين الدولارات سنوياً على ورثته، بالإضافة لما يدره قصره بممفيس بولاية تينيسي الأمريكية. هذا فضلا عن استغلال اسمه وصوره في الإعلانات والعلامات التجارية، وقد وضعته مجلة فوربس الأمريكية الشهيرة في قائمة أصحاب أكبر دخل بين المشاهير  الأحياء والراحلين.
 ومع كل الأعمال التي خلدت ذكرى ألفيس.. ومع بداية العام الجديد ومع حلول ذكرى ميلاده التاسعة والثمانين في يناير اتخذ تخليد ذكراه شكلا جديدا لم يتخذه من قبل. ويتوافق هذا الشكل مع التطورات التكنولوجية الحديثة ومنها الذكاء الاصطناعي. فطالما اقتحم الذكاء الاصطناعي مجالات عديدة فلا بد أن يقتحم مجال المسرح. 

بريطانيا أولا
سيكون التخليد هذه المرة في لندن على أحد مسارحها وليس في الولايات المتحدة. وسوف يكون ذلك من خلال مسرحية “تحول الفيس “Elvis Evolution”. 
سوف يطالع الحاضرون شخصا يجسد شخصية الفيس يشبهه تماما. وسبب الشبه التام هنا أن الجمهور سوف يشاهد  في حقيقة الأمر  نسخة ثلاثية الأبعاد مدعمة بالذكاء الاصطناعي لالفيس بريسلي تقوم بدور البطولة.  
تقدم العرض فرقة Layered Reality، وهي فرقة بريطانية متخصصة في العروض غير التقليدية مثل  تجارب المسرح الغامر الذي يجعل المشاهد جزءا من العرض والتي عرضنا لها في عدد سابق. 
يقول مدير الفرقة ديفيد انابل إنه “عرض جديد كبير يحتفل بأكبر نجم في العالم على المسرح والشاشة، إلفيس بريسلي، مع حفل موسيقي في النهاية سيعيد خلق التأثير الزلزالي لرؤية إلفيس حيًا لجيل جديد تمامًا من المعجبين بفضل ظهوره بالبعد الثلاثي وتحريكه بالذكاء الاصطناعي مما يطمس الخطوط الفاصلة بين الواقع والخيال.
وفي هذا العمل سيؤدي إلفيس الرقمي بالحجم الطبيعي أغانيه وحركاته الأكثر شهرة لأول مرة على مسرح المملكة المتحدة. ويمكن لعشاق إلفيس أن يتطلعوا إلى تجربة رائعة لا مثيل لها. ومن خلال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرائدة، سوف يتمكن  الجمهور من مشاهدة عروض إلفيس الشهيرة كما لو كان حيا  بالفعل، كما سيطالع الجمهور المحطات الحاسمة في حياة إلفيس بريسلي الاستثنائية ومسيرته المهنية. 

مزيج رائع
ويقول الناقد الفني للفايننشيال تايمز. إن المسرحية والحفل الموسيقي بعدها – التي لم تعرض رسميا بعد وقدمت تجريبيا فقط -  تقدم مزيجا رائعا بين التكنولوجيا والواقع المعزز والمسرح والإسقاط والتأثيرات متعددة الحواس. 
وفي حالة نجاح العرض سوف ينتقل إلى مدن أخرى داخل بريطانيا وخارجها  أيضًا مثل  لاس فيجاس وبرلين وطوكيو.   
ويقول أندرو ماكجينيس، العضو المنتدب للفرقة إن المسرحية  تكريم من الجيل التالي للأسطورة الموسيقية إلفيس بريسلي. ولم يعد الناس في جميع أنحاء العالم يرغبون في الجلوس وتلقي الترفيه بشكل سلبي - بل يريدون أن يكونوا جزءًا منه.  ويمكن لجمهور المسرح الدخول إلى عالم إلفيس والسير بحذائه والاحتفال بإرثه الموسيقي الاستثنائي. وأضاف أنه لا بد من التعاون واستخدام أحدث التقنيات لمنح  عشاق الفيس طريقة جديدة لتجربة حياة إلفيس بريسلي وإرثه.”
 ويأتي العرض في وقت بلغ فيه الاهتمام ببريسلي أعلى مستوياته على الإطلاق بعد إطلاق فيلم “Elvis” للمخرج باز لورمان الذي رشح لجائزة الأوسكار في عام 2022 وإن لم يحصل على أي منها وحصل فقط  على جائزتي بافتا وجولدن جلوب.  

الموسيقى الحية في المسرح.. تكسب
الفرقة الموسيقية أفضل من التسجيلات
حل المشكلة قبل عشر دقائق فقط
كانت مدينة فينيكس عاصمة ولاية أريزونا الأمريكية وكبرى مدنها  على موعد مع عرض مسرحي أوبرالي جديد لكسارة البندق رائعة الموسيقار الروسي تشايكوفسكي التي أبدعها في أواخر القرن 19.   وأخذها عن قصة للأديب الفرنسي الكسندر دوما.
وكان هذا الحدث الذي انطلق في المسرح الرئيسي للمدينة موضع اهتمام المثقفين وجمهور المسرح في الولاية الصحراوية ذات   الحرارة الشديدة لسبب مهم وهو الفرقة الموسيقية.
سادت خلافات واسعة بين مسئولي الفرقة التي قدمت المسرحية حول الفرقة الموسيقية. فالمسرح غير مجهز لتقديم عروض الباليه. كما أن المكان المخصص للفرقة الموسيقية ضيق وغير مناسب  ولا يكفي الفرقة الموسيقية المصاحبة للعرض. ولا يوجد فيه مكان مريح يمكن أن يقف فيه المايسترو لقيادة الفرقة الموسيقية بحيث تصل إشاراته إلى جميع العازفين. 

حلول
رأى بعض أعضاء الفرقة حلا للمشكلة يتمثل في استبعاد الفرقة  والاعتماد على تسجيلات موسيقية بدلا منها. وقالوا إن هذا الحل يحقق ميزة مهمة وهي خفض التكاليف بتوفير أجور يتقاضاها أكثر من 20 عازفا وتكاليف إعداد مكان مناسب لهم.
ولقي هذا الرأى معارضة واسعة من مسئولين آخرين في الفرقة ومن معظم الراقصين. قال هؤلاء إن العرض بدون موسيقى حية سوف يفقد الكثير من معناه وتأثيره.. تماما كما يحدث مع عرض مسرحي لا يحضره الجمهور. وراقصو الباليه أنفسهم لا يندمجون في أداء أدوارهم إلا في وجود فرق موسيقية حقيقية. 
وتؤمن على هذا القول ديميترا بيريفيسكوس الراقصة في باليه أريزونا والمشاركة في العرض الجديد فتقول إن شعورا لا تستطيع وصفه يسرى في وجدانها كلما سمعت صوت آلة الهارب الحي في بداية العرض يدفعها إلى الإجادة والاندماج.  
 وأضافت ديميترا التي تمارس الباليه منذ كانت في السابعة أن الجمهور لن يقبل على العرض إلا في حالة وجود فرقة حقيقية. وهذا عرف يسري في جميع أنحاء العالم. وأشارت وإلى أن الفرق الموسيقية تكون لها بصمة غير ظاهرة على كل عرض. 
 
نعم ولكن
وتعترف ديميترا وعدد من زملائها بارتفاع التكلفة بسبب الفرقة الموسيقية في ضوء الركود النسبي الذي تشهده صناعة المسرح في أمريكا لكن العمل والجمهور ليس لهم ذنب. 
 ويعود مؤيدو التسجيلات فيقولون إن مسرحا في نيويورك قدم عرضا لكسارة البندق وسط الأزمة بالاعتماد على التسجيلات.  وهذا مردود عليه بأن ما قدمته فرقة نيويورك كان عبارة عن معالجة مسرحية بصبغة أمريكية تعتمد على نفس الموضوع فلم تكن هناك مشكلة في الاعتماد على التسجيلات. لكن الأمر يختلف مع عرض مباشر للعمل الفني. 
وفي لوس أنجلوس قدمت فرقة موسيقية العرض مرة بالفرقة الموسيقية وأخرى بالتسجيلات وخيرت عشاق الفن بين العرضين. عموما تم حل الخلاف قبل عشر دقائق فقط من بدء العرض وتم استبعاد التسجيلات الموسيقية والتعاقد مع العازفين.

ملخص
 تدور أحداث الباليه المكون من فصلين عن طفلة تُدعى كلارا، تتلقى من أحد أقاربها هدية عجيبة في ليلة عيد الميلاد، كسارة بندق   على هيئة جندي تُقشر حبات البندق. تُعجب الطفلة باللعبة بشدة وتتسلل في الليل من سريرها، لتجد أن العم الذي أهداها الدمية قد حول ملامح المنزل بسحره، فانقلب إلى ساحة حرب بين الجنود ومجموعة من الفئران المخيفة. 
ولأن البنت ساعدت الجنود قامت ملكة الفئران بمسخها إلى فتاة قبيحة تشبه كسارة البندق. وتتوالى الأحداث حتى تستعيد الطفلة جمالها ويتم القضاء على جيش الفئران في النهاية.


ترجمة هشام عبد الرءوف